منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-04-2014, 05:04 AM   #6161
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من قصص الجيل الفريد 1
بسم الله الرحمن الرحيم
القصة :-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : "قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ فَآخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ
فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ فَمَا سُقْتَ فِيهَا فَقَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" البخاري .
الفوائد :-
1. لمّا كان الحديث عن هجرة محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام كان لزاماً أن نبيّن هجرة أخرى للعبد المؤمن ولكنها من نوع آخر صورتها أن يهجر الذنوب والمعاصي والبيئات الفاسدة والرفقة السيئة إلى فعل الصالحات والطاعات وإلى البيئات النافعة وإلى الرفقة الطيّبة
ويكون ذلك بالتوبة الصادقة والتغيير الإيجابي ولزوم جادة الحق , ألم ترى أن الله خاطب أهل الإيمان بأن يتوبوا إلى ربهم لينالوا الفوز والفلاح فقال تعالى:"وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " النور : 31
2. من أول الأعمال التي بدأ بها الرسول عليه الصلاة والسلام حين وصوله إلى المدينة مؤاخاته بين المهاجرين والأنصار وكان لهذه المؤاخاة أهدافاً يريد عليه الصلاة والسلام تحقيقها ومن أهمها :
أ/ نشر الاطمئنان في المدينة
ب/ إحياء روح العمل الجماعي والشراكة المجتمعية
ج/ الاستفادة من القدرات والمواهب والأفكار
د/ إشاعة روع المحبة والإيثار والتضحية عند الجميع ,
فعلى القدوات في المجتمعات المسلمة أن يدعوا إلى هذه العبادة العظيمة وهي المؤاخاة في ذات الله تعالى لأنها هي التي تبدأ في الدنيا وتنتهي في الجنة بإذن الله تعالى قال تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" الزخرف 67
3. في القصة بيان لمكانة الأنصار رضي الله عنهم ومدى فضلهم وتضحياتهم لدين الله , فهم الذين آووا ونصروا ورحبوا وضيفوا وآلوا على أنفسهم وآثروا قال الله تعالى فيهم : " ... وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم " الأنفال 74 وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ " الأنفال 72 وقال الله تعالى "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر 9
4. التضحية من أجل الإسلام لها شأن عظيم وهي تتنوع بحسب الإمكانات والأشخاص , وفي القصة يقدّم سعد بن عبادة نوع عظيم من أنواع التضحية ذلك لمّا عرض على عبد الرحمن بن عوف بأن يأخذ نصف ماله وأن يطلق إحدى زوجتيه فيتزوجها فأي تضحية بعد هذا .
والسؤال هنا لكل مسلم : ماذا قدمت لدينك من تضحيات ؟ وما هو العمل الذي تشعر أنك تعبت من أجله وضحيت لكي تقدمه لأمتك وترجو أن تقابل الله به ؟
5. في القصة بيان لفضل الأخوة في ذات الله والمحبة فيه , وأن هذه الأخوة لها حقوق جمّة , وآداب عدّة علينا جميعاً أن نتمثّل بها وندعو لها , وهذا النوع من الأخوة عروة من عرى الإيمان , ودعامة رئيسة من دعائم الدين ,
وسبب هام من أسباب نشر الأمن والأمان والحب بين أفراد المجتمع المسلم , قال أبو سليمان الدارانيّ :إني لأُلقِم أخاً من إخواني فأجد طعمها في حَلْقي.
وقال الإمام الشافعيُّ : لولا صحبةُ الأخيار، ومناجاة الحقِّ تعالى بالأسحار؛ ما أحببتُ البقاء في هذه الدار , وقيل :من أراد أن يعطى الدرجة القصوى يوم القيامة؛ فليصاحب في الله" .
6. فضل التوكل على الله والاعتماد عليه وصدق اللجأ إليه سبحانه وتعالى ,
والتوكل كما قال ابن رجب رحمه الله : "صدق اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة "
وقال الجرجاني رحمه الله: " التوكل هو الثقة بما عند اللّه، واليأس عما في أيدي الناس " وقد علمنا هذا المفهوم الإيماني الرائع من خلال القصة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه , فقد رفض كل تلك العطايا المجزية من صاحبه ودعا له وطلب منه أن يدلّه على السوق , فالمعطي هو الله , والرازق هو الله جل وعلا .
7. أنّ التوكل لا ينافي أخذ الأسباب :عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول اللّه أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟ -لناقته- فقال صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكّل» الترمذي , وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل اللّه تعالى: "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى" البقرة 197 وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : «لا تبشّرهم فيتكلوا» دليل على أنه لابد من بذل الأسباب وعدم الاتكال , ففعل السبب مطلب ولو كان يسيراً أو صغيراً , ولكن على المؤمن أن يحذر من أن يجعل اعتماده على الأسباب فالمعتمد على مسبّب الأسباب سبحانه وتعالى .
8. في القصة ما يدل على فضل إكرام الضيف وأنه هذا النوع من الإكرام يعدّ من الإسلام وقد حثَّنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على إكرام الضيف؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه " متفق عليه , ولإكرام الضيف أساليب متعددة لكي لا يُظن أن الكرم فقط يقتصر على الطعام والشراب , ومن صور إكرام الضيف أن تختار له المكان المناسب لإقامته , وأن تبيّن له مواطن الريبة والخطر في البلدة التي هو فيها , وأن تسعى في قضاء حاجته إن احتاج إلى ذلك , وأن تدله على السوق ....الخ .
9. عبد الرحمن بن عوف يعتمد أيضاً بعد الله على ثقته بنفسه فيكتشف موهبته وهي القدرة على البيع والشراء , ويدرك قدراته في السعي والبذل والتفاوض , فيسأل عن السوق , وهنا علينا أن نعود إلى ذواتنا ونكتشف ما وهبنا الله تعالى من قدرات ومواهب ومن ثم نسعى ونجتهد , وأن لا نعتمد على الأحلام والأماني كثيراً , وأن لا نركن للتواكل والدعة والترف .
10. بيان فضل التجارة ومن ذلك العمل بأسباب الحصول على الرزق , والاعتماد على الله تعالى ثم على النفس , وفيه البعد عن سؤال الناس واتقاء منّتهم , وصيانة المؤمن لدينه ونفسه من الوقوع في الحرام , وفيه أيضاً تحقيق لمعنى التوكل على الله قال عليه الصلاة والسلام : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" الترمذي , لكن على المؤمن أن يتقي الله تعالى في طلبه للرزق فلا يكذب أو يغش أو يبيع حراماً وأن لا تكون تجارته ودنياه ملهيةً له عن آخرته وأن يؤمن أن الرزق بيد الله تعالى فلا يجزع ولا يسخط إن لم يؤتيه الله ما أراد من الرزق .
11. اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام بأصحابه وسؤاله عنهم دائماً ففي القصة يسأل عن صفرة لاحظها على عبد الرحمن بن عوف , وهكذا على القدوة والمربي أن يهتم بقضايا أبناءه وطلابه وأن يشعرهم بقربه منهم , وأن يسعى لتعزيز الجوانب الإيجابية في أخلاقهم وتعاملاتهم وعلاقاتهم
وأن يقضي على الجوانب السلبية فيها , وهذه من صفات القدوة الناجح الذي يريد أن يبني جيل الشباب على ما جاء في كتاب الله تعالى وفي سنة محمد عليه الصلاة والسلام .
12. في القصة ما يدل على استحباب تخفيض الصداق والتقليل منه وعدم المبالغة فيه لما في المغالاة فيه من أضرار مالية على المتزوج تتمثل في كثرة الديون عليه وعدم مقدرته على تسيير أموره الحياتية .
13. إعلان النكاح ودعوة الناس للاجتماع له وإظهار الفرح به كل ذلك يسن فعله بدون إسراف أو تبذير أو حضور للمنكرات كالغناء والموسيقى والرقص الماجن وغيرها .
والله أعلم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
-------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 05:35 AM   #6162
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من قصص الجيل الفريد 2
بسم الله الرحمن الرحيم
القصة :-
عن بريده رضي الله عنه قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً فدعا بلالاً فقال : " يا بلال ! بم سبقتني إلى الجنة البارحة ، سمعت خشخشتك _ الصوت والحركة _ أمامي ، فأتيت على قصر من ذهب مربع مشرف فقلت : لمن هذا القصر ؟
فقالوا : لرجل من قريش ، فقلت : أنا قرشي ؟ لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فقال بلال : يا رسول الله ، ما أذنت قط ، إلا صليت ركعتين ، وما أصابني حدث إلا توضأت ، عندها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بهذا " رواه الحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وكذا قال الذهبي في التلخيص .
الفوائد :-
1. في القصة ما يدل على اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام بأصحابه وقربه منهم , يظهر ذلك في دعوته لبلال ومحاورته له وتحفيزه لما عمله من طاعات , وهذا شأن القدوة والمربي تجده يتلمس حاجات أبناءه وطلابه وأفراد أمته ويسعى لقضائها ويحل مشاكلهم وينشر الحب والوئام بينهم .
2. فضل المسابقة إلى الجنة والمبادرة إليها , فهاهو الرسول عليه الصلاة والسلام يسأل بلالاً عن سبب سباقه له إلى الجنة , وقد أمر الله عباده المؤمنين بالمسارعة والمسابقة إلى الجنة فقال تعالى " وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ " وقال " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ " وقال " فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ " وقد ظهر ذلك في مواطن عدة فقد أثنى على أبي بكر لمّا كان صاحبه في الهجرة وعلى عثمان يوم العسرة وعلى خالد في الجهاد وغيرهم .
3. في القصة ما يدل على فضل بلال رضي الله عنه , ومن أبرز فضائله أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته وحركته في الجنة , ومن فضائله رضي الله عنه تضحياته التي قدمها لدين الله حيث عذب من قبل قريش بأنواع العذاب ليعيدونه عن ما ذهب إليه إلا أنه كان يرد عليهم وعلى عذاباتهم بالتوحيد , ومن فضائله أيضاً أنه مؤذن الإسلام الأول رضي الله عنه وأرضاه .
4. في الجنة قصور وبيوت وغرف وهي مساكن طيبة جعلها الله للفائزين بجنته يتمتعون بها ويسكنون فيها ويتجدد نعيمهم فيها قال تعالى : " يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " وقال تعالى " وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ : 37] ،
قال ابن كثير في تفسير (3/714) : ((أي في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأسٍ وخوف وآذى ومن كل شر يُحذر منه"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً ، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً)) متفق عليه وقال : ((إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا : يا رسول الله ، تلك المنازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال : بلى، والذي نفسي بيده رجال "آمنوا بالله وصدقوا المرسلين")) متفق عليه , وغيرها من الآيات والأحاديث التي تدل على أن في الجنة قصوراً وبيوتاً وغرفاً وخيام يفوز بها من آمن بالله تعالى ورسوله وعمل الطاعات وترك المنكرات .
5. في القصة بيان لمكانة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنه من أهل الجنة وأن له قصر مربع مشرف فيها ومما ثبت في فضله رضي الله عنه قوله صلى الله علي وسلم ": إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به." رواه ابن ماجة وصححه الألباني. وقوله: " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ". رواه ابن ماجه وصححه الألباني. وفي صحيح مسلم : أن عليا ترحم على عمر وقال: " ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايّم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .. وفي مسلم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال فيه: " والذي نفسي بيده؛ ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك" .
6. في القصة بيان لمكانة قريش , القبيلة التي ينتسب إليها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وقد جاء في الأثر : " إن الله فضل قريشاً بسبع خصال لم يعطها قبلهم أحداً ولا يعطيها أحداً بعدهم أن الخلافة فيهم والحجابة فيهم وأن السقاية فيهم وأن النبوة فيهم ونصروا على الفيل وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم ونزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم (لِإِيلافِ قُرَيشٍ " .
7. للنوافل فضل كبير ولعل ما جاء في القصة يدل على ذلك بوضوح فبلال يسكن الجنة لركعتين – غير الفريضة – كان يصليهما خلف كل أذان , ولوضوء دائم مع كل حدث وقد جاءت النصوص التي تؤيد هذه الأفضلية ومنها ما رواه أبوهُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ قال: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنَا أكْرَهُ مَسَاءَتَهُ». أخرجه البخاري.
8. الرسول عليه الصلاة والسلام يشجع أصحابه على مواصلة العطاء وتكملة مسيرة الإنجازات الدنيوية والأخروية فهاهو يقول لبلال : " بهذا "
أي بهذه الأعمال الصالحة والطاعات والعبادات يا بلال سمعت صوتك وحركتك في الجنة , وهي دعوة منه عليه الصلاة والسلام لبلال وللأمة جمعاء بأن يفعلوا الطاعات ويستمروا في ذلك ويصبروا على تلك المداومة حتى يلقوا ربهم فيفوزا بجنة ربهم , الله نسألك من فضلك .
والله أعلم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 06:11 AM   #6163
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من قصص الجيل الفريد 3
بسم الله الرحمن الرحيم
القصة : -
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَّرَ عَلَيْنَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَتَلَقَّى عِيراً لِقُرَيْشٍ وَزَوَّدَنَا جِرَاباً مِنْ تَمْرٍ لَمْ يَجِدْ لَنَا غَيْرَهُ فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً -
قَالَ - فَقُلْتُ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِهَا قَالَ نَمَصُّهَا كَمَا يَمَصُّ الصَّبِىُّ ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ فَتَكْفِينَا يَوْمَنَا إِلَى اللَّيْلِ
وَكُنَّا نَضْرِبُ بِعِصِيِّنَا الْخَبَطَ ثُمَّ نَبُلُّهُ بِالْمَاءِ فَنَأْكُلُهُ قَالَ وَانْطَلَقْنَا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ فَرُفِعَ لَنَا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَهَيْئَةِ الْكَثِيبِ الضَّخْمِ فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هِىَ دَابَّةٌ تُدْعَى الْعَنْبَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَيْتَةٌ ثُمَّ قَالَ لاَ بَلْ نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدِ اضْطُرِرْتُمْ فَكُلُوا
قَالَ فَأَقَمْنَا عَلَيْهِ شَهْراً وَنَحْنُ ثَلاَثُ مِائَةٍ حَتَّى سَمِنَّا قَالَ وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْتَرِفُ مِنْ وَقْبِ عَيْنِهِ بِالْقِلاَلِ الدُّهْنَ وَنَقْتَطِعُ مِنْهُ الْفِدَرَ كَالثَّوْرِ - أَوْ كَقَدْرِ الثَّوْرِ -
فَلَقَدْ أَخَذَ مِنَّا أَبُو عُبَيْدَةَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَأَقْعَدَهُمْ فِى وَقْبِ عَيْنِهِ وَأَخَذَ ضِلَعاً مِنْ أَضْلاَعِهِ فَأَقَامَهَا ثُمَّ رَحَلَ أَعْظَمَ بَعِيرٍ مَعَنَا فَمَرَّ مِنْ تَحْتِهَا وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَشَائِقَ
فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ « هُوَ رِزْقٌ أَخْرَجَهُ اللَّهُ لَكُمْ فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ فَتُطْعِمُونَا ؟ " قَالَ : فَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ فَأَكَلَهُ " رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم
الفوائد :
1. قد أمرنا الله جل وعلا بالاجتماع، ونهانا عن الفرقة والنزاع، قال تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}وفي الأثر عن عمر - رضي الله عنه : « إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة، فمن سوده قومه على الفقه والدين، كان حياةً له ولهم، ومن سوده قومه على غير ذلك، كان هلاكاً له ولهم ».ومن خلال هذا يتبين أهمية الإمارة التي هي من أعظم واجبات الدين، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: « فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع، لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع إلى أميرٍ يسوسهم، وقائدٍ يقودهم، وإذا كان ذلك واجباً في أقل الاجتماعات، وأقصرها، فكيف بأمر المسلمين، وفي الحديث: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم) تنبيهاً بذلك على سائر أنواع الاجتماعات ».فالجماعة المسلمة التي تتفق على كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- في حفظ الله ورعايته،
وإنما يأكل الذئبُ من الغنم القاصية، وهم بعيدون من الأذى والخوف، والاضطراب، فإذا تفرقوا زالت السكينة، وفسدت الأحوال، ووقع بأسهم بينهم شديد، وليعلم أنه لا يمكن أن تتوحد الأمة، أو تجتمع على كلمةٍ سواء إلا بإمارة على منهج الإسلام.
2. اختار النبي محمد عليه الصلاة والسلام أبا عبيدة لأن يكون أميراً على الجيش , وأبو عبيدة هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أُهيب بن ضَبة بن الحارث بن فِهْر ويجتمع في النسب مع النبي صلى الله عليه في فهر ,
وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة :عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ " [ رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني واللفظ لأحمد ] . لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بأمين هذه الأمة :
عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " [ متفق عليه ] .
كان رجلاً نحيفاً ، معروق الوجه ، خفيف اللحية ، طُوالاً ، أحنى _ منعطف نحو الصدر _ ، ووصف بحسن الخلق ، وبالحلم الزائد والتواضع , وكان رضي الله عنه أثرم الثنيتين أما سبب هذا الثرم فيقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه :" لما كان يوم أحد ، ورمي الرسول صلى الله عليه وسلم حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر ، أقبلت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طاعة ، حتى إذا توافينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هو أبو عبيدة بن الجراح قد سبقني ، فقال : ( أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فتركته ، فأخذ أبو عبيدة بثنيته إحدى حلقتي المغفر ، فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ، فكان أبوعبيدة في الناس أثرم ) وكانت هذه الثرمة جعلت من ثغره أحسن ثغر . ومات أبو عبيـدة _ رضي الله عنه _ سنة 18 ثماني عشرة للهجرة ، في طاعون عمواس ، وقيل أن قبره في غور الأردن .
3. في القصة ما يدل على جواز صد أهل الحرب والخروج لأخذ مالهم واغتنامه , وهذا فيه إظهار قوة الإسلام وأهله , والعمل بأسباب المنعة والتمكين , وإدخال الرعب في قلوب الأعداء .
4. في القصة ما يدل على أن الصحابة - رضي الله عنهم - خرجوا إلى الجهاد زهداً في الدنيا ، وتقللاً منها ، وهم صابرون على الجوع وخشونة العيش ، وهذا حال من يريد الإقبال على الله تعالى في الجهاد , فالمجاهد في سبيل الله إذا خرج للحرب وهو في قل من العيش وإدبار للدنيا يحفّز نفسه لبذل روحه لنيل شرف الشهادة التي هي أول خطوات الطريق إلى جنة عرضها كعرض السموات والأرض ,
كذلك يدرك المؤمن المجاهد أن الزاد الحقيقي هو التقوى وبها تقوى القلوب والأجساد وتلين العقبات وتهون الأزمات.
5. التمر فاكهة مباركة أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لفوائدها الجمة
ومن أهم فوائد التمر الفوائد الصحية ومنها :
- يعتبر تناول التمور مع الوجبات الغذائية بمثابة «المصفاة» التي تنقي وتخلص الجسم من الفضلات السامة، كما أن الأملاح القلوية الموجودة في التمر تعمل على تصحيح حموضة الدم الناتجة عن الإفراط في تناول اللحوم والنشويات التي تسبب الإصابة بكثير من الأمراض مثل النقرس، وحصوات الكلى، والتهابات المرارة، وارتفاع ضغط الدم، والبواسير.
- ويعتبر التمر علاجا فعالا للمصابين بالهزال لاحتوائه على السكريات الأحادية بكميات كبيرة التي لا تحتاج إلى عمليات هضم معقدة، كما أن السكريات الثنائية في التمر تعمل على امتصاص الحديد، بالإضافة إلى أن درجة امتصاص التمر في الجسم عالية جدا مما يجعله غذاء مفيدا للأطفال،
ويمكن استخدامه بديلا عن الحلوى، خاصة أن مذاقه حلو، مما يجعل الأطفال يحبونه، وهو مصدر غني بالألياف الغذائية التي تساعد الأمعاء في حركتها، ووجود البوتاسيوم في التمر يعمل على خفض نسبة الصوديوم المسبب لاختزان الماء.
- ومن فوائد التمور الأخرى أنها مدرة للبول، وتغسل الكلى، وتنظف الكبد من السموم،
وتقلل من سرعة التهيج العصبي الناتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية، وهي بذلك مفيدة للأشخاص العصبيين والأطفال ذوي الحركة السريعة، حيث لها القدرة على الحد من الإفراز الزائد للغدة الدرقية الذي يؤدي إلى سرعة التهيج العصبي وتوتر الأعصاب.
- ومن فوائد التمر الأخرى أيضا استخدامه مضادا للحساسية ومخففا لأمراض الروماتيزم والربو وفي علاج التهاب الحلق واللوزتين والإمساك،
وهو ينشط الفكر ويعالج الخمول والكسل، بالإضافة إلى أنه مفيد لأمراض القلب ويعالج فقر الدم ويخفض نسبة الكولسترول في الدم، ويقي من تصلب الشرايين لاحتوائه على البكتين، وهي مادة غذائية موجودة تحت قشرة التفاح.
- ومن فوائده منع الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة وتقليل تشكل الحصوات بالمرارة، لاحتوائه على الألياف الجيدة والسكريات سريعة الهضم. ويعمل التمر على تسهيل مراحل الحمل والولادة والنفاس لاحتوائه على هرمون يسمى «بيتوسين» له خاصية تنظيم الطلق للحوامل استعدادا للولادة،
كذلك فهو منظم ومنبه لانقباضات عضلات الرحم، حيث يستطيع هذا الهرمون إحماء الطلق البارد، وفي الوقت نفسه تخفيض حدة الطلق الحامي، إذن فهو ينظم درجة انقباض الرحم أثناء الطلق حسب حاجة الحمل ويعمل على تهدئة الحالة العصبية للحامل لمساعدتها على الولادة بسهولة ومن دون ألم.
6. هناك علاقة وثيقة بين (المؤمن ) وبين (النخلة) تظهر في هذه القصة التي رواها البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: (أخبروني عن شجرة تشبه - أو - كالرجل المسلم، لا يتحات ورقها صيفاً ولا شتاء، وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها،
قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئاً
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: هي النخلة ، فلما قمنا
قلت لعمر: يا أبتاه واللّه وقع في نفسي أنها النخلة، قال: ما منعك أن تتكلم؟ قلت: لم أركم تتكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً،
قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إليَّ من كذا وكذا" .
7. في القصة ما يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم تعاملوا مع واقعهم كما ينبغي ولم يستسلموا للعجز أو انتظار الموت بل مصّوا التمر , وضربوا الخبط حتى أكرمهم الله بدابة البحر , وهي رسالة للمستسلمين لظروفهم القابعين تحت مظلة همومهم بأن يتعاملوا مع واقعهم بكل إيجابية , وأن يتكيفوا مع بيئاتهم بكل تفاعل وحيوية .
8. خروج الدابة للصحابة على ساحل البحر ليأكلوا منها في وقت هم أحوج للأكل والشرب من غيره كرامة من كرامات الله تعالى للمجاهد .
9. في القصة ما يدل على عظم حجم الدابة التي ظهرت للصحابة رضي الله عنهم على ساحل البحر والتي يقال لها أنها العنبر , وهي ما يسمى بالحوت عند من قال بهذا في وقتنا الحاضر ,
والحوت من حيوانات البحر العظيمة في حجمها وفي طولها وفي عرضها , ويمكننا أن نتحدث عن نوع منها وهو ما يسمى بالحوت الأزرق الذي حجمه يساوي حجم مكوك فضاء! وإذا كنتم لا تتصورون مقدار هذا الحجم تخيل نفسك واقفاً أمام مبنى من عشرة طوابق،
ارتفاع هذا المبنى هو طول الحوت الأزرق , وينمو الحوت الأزرق ليصل طوله إلى 30 متر، أو يصل وزنه إلى 200 طن، بينما يصل وزن لسانه وحده إلى أربعة أطنان، أي ما يوازي وزن فيل!!ويمكن أن يقف 100 شخص داخل فمه!! يحتاج كائن بهذه الضخامة إلى قلب ضخم بالتأكيد، !
ويضرب قلبه من 5 إلى 6 مرات فقط في الدقيقة ويمكن الشعور بنبضه على بعد أكثر من ثلاثة كيلومترات! وتخيلوا حجم الشرايين التي تصل
هكذا قلب: يمكن لإنسان أن يزحف داخل شرايينه بحُرية! أما بالنسبة لغذاء هذا العملاق، فيمكنكم تخيل حجم وجبته الهائلة، حيث يأكل الحوت البالغ قرابة 4 طن من الغذاء يومياً!
فسبحان الخالق العظيم .
10. في القصة ما يدل على جواز اجتهاد الأمير وتغيير اجتهاد تمشياً مع المصلحة التي يراها .ذلك أن أبا عبيدة - رضي الله عنه - قال أولا باجتهاده : إن هذا ميتة والميتة حرام ، فلا يحل لكم أكلها ، ثم تغير اجتهاده فقال : بل هو حلال لكم ، وإن كان ميتة ؛ لأنكم في سبيل الله ، وقد اضطررتم ، وقد أباح الله تعالى الميتة لمن كان مضطرا غير باغ ولا عاد فكلوا فأكلوا منه .
11. ، في القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم حين رجعوا : هل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله . وكان طلب النبي صلى الله عليه وسلم من لحمه وأكله ذلك للمبالغة في تطييب نفوسهم في حله ، وأنه لا شك في إباحته ،
وأنه يرتضيه لنفسه أو أنه قصد التبرك به لكونه طعمة من الله تعالى ، خارقة للعادة أكرمهم الله بها . وفي هذا دليل على أنه لا بأس بسؤال الإنسان من مال صاحبه ومتاعه إدلالا عليه ، وليس هو من السؤال المنهي عنه ، إنما ذاك في حق الأجانب للتمول ونحوه ، وأما هذه فللمؤانسة والملاطفة والإدلال والله أعلم .
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 06:40 AM   #6164
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

رسالة أمل لمن أذنب وأسرف على نفسه
(قصة قصيرة)
بسم الله الرحمن الرحيم
رأيته حزين في ركن من أركان حجرته وسمعته يقول في حسرة :
آه من ذنوبي .. آه من آثامي ... آه من سقطاتي .. لقد أثقلت كاهلي ودفعتني إلى الهاوية فلا أستطيع العودة فقد تدحرجت وتقلبت فيها ولا أستطيع النهوض ...
فكلما أبصرت الحقيقة والطريق الصحيح المستقيم لأنهض وأقوم من هذه الهاوية شدتني آثامي وذنوبي وسقطاتي وقالت لي هيهات ... هيهات من عمل الخيرات ... هيهات ... هيهات من العودة والأوبة وقالت لي لن تستطيع أن تتسلق جبال المعاصي التي اقترفتها والوصول لنهايتها لتفر منها.
وقلت لنفسي لا أستطيع أن أفر من ذنوبي وأتنفس الهواء النقي الخالي من القاذورات والدخان والضباب الأسود لأبصر السماء الصافية واستنشق الهواء العليل وأستريح قليلا من عناء الذل للمعاصي والذنوب والآثام.
فقلت له : تستطيع ... تستطيع.
فتنبه إلي وقال : من أنت ومن أين أتيت ... إنني أحاور وأكلم نفسي الخاطئة.
فقلت له ولكنني أنا نفسك الصالحة وتستطيع أن تكون من أولياء الله الصالحين وليس فقط من التائبين .
قال لي : وكيف ذلك وما الدليل ؟
قلت له : يقول الله تعالى في كتابه الكريم :
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
قال لي : ولكنني سويت الأهوال وعملت ما لم يعمله بشر ولا شيطان وكنت ضيفا دائما على كل معصية ... فتجدني في كل ذنب ركناً أساسياً ... فحدث ولا حرج ...
ففي عقوق الوالدين أستاذ ومع أسرتي ديوث وفي الزنا رئيس قسم وفي الخيانة متمرس وفي الحسد والحقد قلبي أسود وفي السرقة زي ما بيقولوا (إيدي تتلف في حرير) , وفي القتل كانوا يستعينون بي كقاتل محترف , وفي شرب الخمر كنت أقضي ليلتي كل يوم أعاقر الخمر حتى أكون سكران طينة كما يقولون وفي تجارة المخدرات والهيروين والحشيش فأنا زعيم عصابة ...وفي .. وفي .. وفي ... لا أستطيع أن أسرد عليك أفعالي الشنيعة القبيحة المنتنة ... لقد مللت من القذارة .
فقلت له : هذه بداية مشجعة وبداية لأن تتطهر من بلاويك الكثيرة المتلتلة كما يقولون , فقولك أنك مللت من هذه القذارة هو مربط الفرس لأن تعرف الطريق الصحيح لحياتك.
قال لي : لالالالالا إنك تهزأ بي ...
هل وعيت ما قلته لك وسردته لك وأفصحت عنه لك ... ثم تقول لي هذه بداية الطريق ... لا أنا طريقي معروف .. ولا أستطيع الإفلات والحيد عنه.
قلت له : هذه البداية الصحيحة لك ودليلي هذه الآية القرآنية التي سأعيدها عليك مرة أخرى لعلك لا تعي الخير الكثير الموجود فيها لكل عاصي ولكل فاجر ولكل فاسد .... ولكنني أولاً أسألك سؤالا واحدا .
فقال لي : وماهو؟
قلت له: هل تؤمن بأن لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسوله ونبيه .
فقال لي : نعم إنني مسلم ولكنني لا أعمل بما في هذه الكلمة وبما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأعمل عكس كل ما قاله وعكس كل ما نصح به وعكس كل صحيح ولكنني لا أشرك به أحدا ولا أقول كما يقول النصارى أو أقول كما يقول اليهود أو الهندوس أو كل ملة ودين يضع مع الله تعالى ندا له وشريكاً له يعبده معه تعالي.
فقلت له يقول الله تعالى:
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً{48}النساء
أي إن الله تعالى لا يغفر ولا يتجاوز عمَّن أشرك به أحدًا من مخلوقاته, أو كفر بأي نوع من أنواع الكفر الأكبر, ويتجاوز ويعفو عمَّا دون الشرك من الذنوب, لمن يشاء من عباده, ومن يشرك بالله غيره فقد اختلق ذنبًا عظيمًا.
وسأعيد عليك ما قاله الله تعالى لمن كان مثلك .. يقول تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
أي قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي, وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم, إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت, إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده, الرحيم بهم.
وهذا ما قاله الله تعالى أفلا تثق في الله تعالى ؟
قال لي : نعم أثق ولكنني مجرم وآثم ولا أستطيع أن أكون نظيفاً طاهراً.
قلت له: قال الله تعالى في الحديث القدسي : (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ). ‌
فقال لي : الله أكبر ولله الحمد.
فقلت له : وسأزيدك خيراً , فلك في قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدليل ... فعمر بن الخطاب عمل جميع الذنوب ومنها الزنا وشرب الخمر ووأد البنات وكثير من الآثام مثل ما عملت وأكثر ...
ولكن عندما أذن الله له بالإسلام وبتوحيده تعالى كان كيوم ولدته أمه ...
أي بلا خطايا ولا ذنوب... وعندما سمع الآية الكريمة :
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70
فقال عمر بن الخطاب لمن حوله .. إنني الآن أكثركم حسنات فقد كنت أكثركم سيئات ولكن الله تعالى قال عني :
(فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) فأنا الآن أكثركم حسنات.
فتهلل وجهه
وقال : يعني تقصد إنني عندما أتوب إلى الله تعالى فإن جميع ذنوبي وآثامي وسقطاتي و البلاوي التي اقترفتها تتحول من ذنوب إلى حسنات و من شر
إلى خير ومن آثام وظلام إلى أنوار .
قلت له : نعم .. ألا تؤمن بالقرآن الكريم ؟
فقال : الله أكبر ولله الحمد ... بذلك سأكون أكثركم حسنات وأكثركم خيرات فأنا كما رويت لك حالي وآثامي وسقطاتي وذنوبي التي أثقلت كاهلي كثيرة كثيرة كثيرة .
فقلت له : ولكي توقن وتزداد أمل في الله تعالى أسرد لك هذا الحديث .
فقال لي : زدني خيراً يا صاحب الخير والجود والأمل في الله تعالى.
فقلت له : إن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة
فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم
فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة قال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة. (صححه الألباني)
فقال لي : ولكنني لم أقتل هذا العدد الكبير ولم أصل إلى شنيع فعل هذا الرجل ... الله الله على رحمة الله تعالى بعباده ... لقد زرعت في قلبي الأمل للتوبة والإنابة لله تعالى .
فقلت يقول الله تعالى:
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً{17} وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً{18}النساء
فهذه فرصتك للتوبة وأنت حي ترزق ولم يحضرك ملك الموت ولم تكن في غرغرتها.
فقال لي : نعم ... نعم هذه فرصتي الآن للتوبة والأوبة لله تعالى .... ولكن ولكن !!!
قلت له : ولكن ماذا !؟
قال : ولكن أخاف أن أضعف أمام نفسي الخبيثة وأعود إلى ما كنت عليه من فسق وذنب وإثم .
قلت له : أقدم على التوبة ولا تفزع من الرجوع للرزيلة والذنوب ....ابدأ والله سيعينك على السير في طريق الاستقامة.
فقال : أخاف من أن أرتد , فنفسي ضعيفة وأنا أعرفها .
قلت له : حتى لو كانت نفسك واهية وضعيفة ورجعت لبعض معاصيك فباب التوبة مفتوح وليس عليه بواب ولك أن ترجع وتؤوب لرشدك مرة ومرات عديدة مالم تغرغر , ولكن هل تأمن الموت ؟
فقال لي : ومن يأمنه ؟؟؟
فالموت ليس له صاحب , فإذا جاء انتهى كل شيء .
و ليس له مكان , فالعالم كله بأسره مكانه .
ولا تستطيع الهروب منه أو الاختباء ولو كنت في بروج مشيدة.
وليس له زمان , فهو يعمل طوال اليوم على مدار العام .
ولا ينتظر أحد ولكن الكل ينتظره.
وهادم الآمال والطموحات والأحلام .
وقبله شيء وبعده شيء آخر .
فهو نهاية المرحلة الأولى للإنسان وبداية الحياة السرمدية له إما جنة ونعيم وإما نار وجحيم.
فقلت : بسم الله ماشاء الله والله أكبر... هذا ليس كلام مذنب ولكنه كلام تائب منيب لله تعالى .
فقال : نعم ... هذا ما أشعر وأحس به .. اللهم إني تبت إليك وأنبت إليك وعزمت ألا أرجع إلى معصيتك ,أعوذ بك من شر ما صنعت , أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
ولكني أخاف من عاقبتي ونهايتي !!!
فقلت له : نحن جميعا نخاف من سوء الخاتمة .. وحتى أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول: لو أن لي قدم في الجنه وقدم خارجها ما أمنت مكر الله فأين نحن من الصديق رضي الله عنه ؟
فيا أخي العاصي المذنب جدد توبتك لله تعالى فإن الإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون المجددون استغفارهم وتوبتهم لله تعالى , فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم , فمن أخطأ فيجب عليه أن يبادر بالتوبة لله تعالى وإن أخطأ ثانية فيتوب وإن أخطا ثالثة فيتوب , يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(والذي نفسي بيده _ أو قال والذي نفس محمد بيده _ لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله عز وجل لغفر لكم والذي نفس محمد بيده _ أو قال والذي نفسي بيده _ لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم - صححه الألباني) .
ولكن يا أخي لا تتمهل في توبتك وتسوف فيها وتقول سوف أتوب غدا ... فإنك لا تعلم متى ستموت , فإن أحسن الله خاتمتك فسيدخلك الجنة إن شاء تعالى , ولكن إن كانت خاتمتك غير ذلك فندعو الله لنا ولكم العفو والعافية .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار وإنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة وإنما الأعمال بالخواتيم ).
يقول الله تعالىثم تاب عليهم ليتوبوا) التوبة118
فاللهم يارب ياكريم يا ذا الفضل والإحسان تب علينا جميعاً لنتوب و أحسن خاتمتنا جميعاً وخاتمة المسلمين أجمعين وتوفنا وأنت راض عنّا .
آمين ... آمين يارب العالمين.
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 07:40 AM   #6165
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كفــــــــوا عـــــن الجــــدال
بسم الله الرحمن الرحيم
الجدال يقصد به المحاجة أو المناظرة واستعراض الاراء المدعومة بالحجج والبراهين التى تدعم رأى أحد المتجادلين أو تدعم وجهة نظره على نظيره الاخر , وقد جاء ذكره فى القرآن الكريم تارة بلفظ الجدال وأخرى بلفظ التحاج وثالثة بلفظ المراء .
استخلف الله تعالى الانسان فى الارض وأناطه بعمارتها وكلفه بأمانتها , فزوده سبحانه بالقدرات والامكانات التى تمكنه من إيصال رسالته وتعينه على أداء مهمته , التى أبت من حملها المخلوقات , فأشفق الله منها فحملها الانسان , فهذه القدرات المميز بها الانسان عن نظائره من المخلوقات الاخرى , إنما هى إشفاقا من الله على هذا الانسان الظلوم الجهول .
والانسان مدنى بطبعه لا يعيش الا داخل جماعة من بنى جنسه يتفاعل معهم , يؤثر فيهم ويتأثر بهم , ويأتى الجدال كمطلب من أهم متطلبات هذا التفاعل , وذلك لحكمة بالغة وغاية نبيلة فى استجلاب الحقوق ودفع المظالم , وإعلاء الحق بحق ودحض الباطل بلا باطل .
ولهذه الحكمة السامية كان الانسان وما يزال أكثر شىء جدلاً , فى عموم المخلوقات , قال عنه ربه :" وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا " [1], , بيد أنه سبحانه دعاه الى الإيمان به واتباع شرعه , لضبط هذه الغرائز وتنظمها بعيداً عن القمع والكبت أو الإسراف وإطلاق العنان ,
وأما حينما ينزوى الانسان عن دائرة الايمان تتمكن منه غرائزة وتسيطر عليه سيطرة تامة , فتقيد عقله وتجعله فى مهمة إشباعها وتهيمن على جوارحه , وتشغل قلبه , فيصير أسير تلك الغرائز , وبذلك تفقد وظيفتها وتنحرف عن مهمتها من مجرد وسيلة ضرورية وإشفاقاً من الله تعالى على ذلك المخلوق لتحقيق غاية العمارة , الى غاية فى حد ذاتها , فيرتد الانسان من ذلك المخلوق المكرم الى درجة أحط من درجات البهيمية .
إذن الجدال ينطوى ضمن الغرائز المزود بها الإنسان خليفة الله فى الإرض لتعينه على حمل تلك الامانة , فما موقف الإسلام منه ؟ وكيف ضبط الإسلام تلك الغريزة ؟
والمتأمل لمصدرى التشريع الإسلامى يجد أن النصوص تتعامل معه تارة على أنه مباح ومحبوب وأخرى على أنه مذموم ومكروه , فلنأخذ كل نوع منهما بالتحليل :
أولهما: المحبوب
وهذا اللون من الجدال قد جاء وصفه فى القرآ الكريم مرة بأنه أحسن : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"[2], وثانية بأنه عن علم :"هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"[3], وأخيرة بأنه ظاهر :" فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا"[4].
والأصل فى الجدال أنه مذموم لورود أكثر الايات فى ذمه إلا فى الثلاثة السابقة , ومنها نستخلص سمات وشروط الجدال المباح وهى:
* أن يرجى من المجادل عدم العناد واتباع الهوى , بل تبدوا عليه أمارات التجرد وعلامات التعقل , أما المعاندين المكابرين فجدالهم مذموم محظور , " إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ " بعنادهم وإصرارهم على الباطل .
وإذا الخصمان لم يهتديا سُنَّةَ البحثِ عن الحق غبر
* أن يكون الجدال بالتى هى أحسن من الرفق ولين الجانب وعدم التعالى والغرور , وإلا كان مذموماً , لأنه سيؤل الى مفاسد عظيمة وأضرار بالغة .
* أن يكون عن علم وبصيرة بموضوع الجدال , وإلا كان ممقوتاً وكان شره مستطيراً , وسيأتى بيانه إن شاء الله , " فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ".
* أن يكون موضوعه ذو قيمة وأن يبتغى من طرحه للحوار جدوى وفائدة عامة , كدفع ضرر شديد أو استجلاب خير وفير , وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"[5].
* أن يبحث فى جوهر الأمور ولا يتطرق الى ثناياها , وأن يكون فى صلب الموضوع ولا يحيد الى النقاط الفرعية ," إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا" .
وهذا هو الحوار البناء الذى يخاطب العقل ويلتمس الإقناع, ويتمثل فى الدعوة الى الله وائتلاف قلوب العباد وترغيبهم فى الخير وفضائلة , وتنفيرهم من الشر وغوائله , والأمر بالمعروف بمعروف , والنهى عن المنكر بلا منكر , والحض على فعل الواجبات واجتناب المنهيات , قال تعالى:" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"[6].
ويشيع هذا النوع فى الأوساط العلمية , بين العلماء بعضهم البعض , وبين الدعاة وبين أهل الديان الأخرى , ويتخذ من المنهج المقارن أسلوباً له , وغالباً ما يكون فى المسائل العقدية والعلمية .
ومن سمات هذا النوع أن صاحبه يبحث دائماً عن نقاط الاتفاق ويبنى عليها , ولا يركز على مواطن الخلاف ليقيم عليها , فتتسع الفجوة وتزداد الهوة وينشأ التنافر , بما يفضى فى النهاية الى الكراهية والخصام .
والأخير: المذموم
وهو الذى يغلب على أصحابه حب النفس واتباع الهوى من أجل إشباع عريزة الحاجة الى الظهور والتميز عن الاخرين , فيغلب عليهم التعصب الاعمى ويسيطر عليهم الغضب , مما يفضى فى النهاية الى المنازعة والمخاصمة , وربما ادى الى أسواء من ذلك .
ويشيع هذا النوع بين عامة الناس وبسطائهم الذين لم يحصّلوا قدرا كافيا من العلم والثقافة , فما أن يطرح أحدهم موضوعاً ما إلا ويسارع المحيطين بإدلاء آرائهم وطرح أفكارهم , وبنفس السرعة يتحول الحضور الى فريقين مؤيد ومعارض , ويسير الجدال فى مثل هذه الظروف فى عدة مراحل من السئ الى الاسوأ :
* يحاول كل طرف أن يثبت تفوقه وأن رأيه صواب لا يحتمل الخطأ وأن رأى الطرف الاخر خطأ لا يحتمل الصواب .
* إن كان فى الجلسة أكثر من اثنين تحول الامر الى فوضى , كما لو كانت سوقاً مملؤا بالصخب والضجيج , حيث يتسابق الجميع الى الكلام ومن ثم تعلوا الاصوات وتتداخل .
* إن لاح لأحد الطرفين أن نظيره أقوى حجة منه وأبين دليلا منه , سارع بالنيل من الاخر والتجريح فى شخصه والتقليل من شأنه بسخرية واستهزاء , محاولاً صرف الانظار بعيداً عن الموضع حتى يتسنى له الظهور عليه .
* أما الطرف المستهان به فلن يرضخ لمثل ذلك , فتراه تارة يدفع عن نفسه وأخرى يهاجم الاخر بمثل صنيعه .
وقد ذكر الإمام النووى بعض صور الجدال المذموم التى ربما تغيب عن أذهان البعض , حيث قال : فإن قلت : لا بد للانسان من الخصومة لاستبقاء حقوقه.
فالجواب ما أجاب به الإمام الغزالي : أن الذم المتأكد إنما هو لمن خاصم بالباطل أو بغير علم ، كوكيل القاضي ، فإنه يتوكل في الخصومة قبل أن يعرف أن الحق في أي جانب هو فيخاصم بغير علم.
ويدخل في الذم أيضا من يطلب حقه ، لكنه لا يقتصر على قدر الحاجة ، بل يظهر اللدد والكذب للايذاء والتسليط على خصمه ، وكذلك من خلط بالخصومة كلمات تؤذي ، وليس له إليها حاجة في تحصيل حقه ،
وكذلك من يحمله على الخصومة محض العناد لقهر الخصم وكسره ، فهذا هو المذموم ، وأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على الحاجة من غير قصد عناد ولا إيذاء ، ففعله هذا ليس حراما ،
ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا ، لان ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر ، والخصومة توغر الصدور ، وتهيج الغضب ، وإذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما ، حتى يفرح كل واحد بمساءة الآخر ، ويحزن بمسرته ، ويطلق اللسان في عرضه ،
فمن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات ، وأقل ما فيه اشتغال القلب حتى إنه يكون في صلاته وخاطره معلق بالمحاجة والخصومة فلا يبقى حاله على الاستقامة , أ .ه [7].
ومن ثم فإن الجدال على النحو مجلبة للعداوة وذريعة للكذب وباباً من أبواب الفتنة واتباع الهوى وسبباً من اسباب التفكك الإجتماعى من جراء التعصب الذى يؤل الى التنابز والتنافر وتنامى الحقد والكراهية .
ومن آثاره أيضاً تغليف القلب بالقسوة ونزوع الخشية , وكراهية الحق فى جانب المغلوب , وتنامى الغرور والكبر فى جانب الغالب , فضلاً عما يجلبه للنفس من هم وغم , من حيث أنه شهوة للنفس إذا ثارت لابد من إشباعها , وإلا أصابت صاحبها بالتوتر والقلق اللذان يؤلان الى الكدر والحزن .
قال النووى - رحمه الله- : قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين , ولا أنقصَ للمروءة , ولا أضيع لِلَّذة , ولا أثقل للقلب من الخصومة .
وقال عبدالله بن حسين بن علي - رضي الله عنهم - : ( المراء رائد الغضب ،فأخزى الله عقلاً يأتيك بالغضب )
والان يلوح فى الافق سؤالا هو ثمرة البحث , كيف تعامل الإسلام مع هذه الظاهرة ؟ لعلنا قد أشرنا أعلاه الى ضوابط المباح , وان الأصل فيه الذم وهو ما عليه أكثر النصوص ,
لذلك فقد حذرت النصوص القرآنية منه أيما تحذير , ونفرت منه أشد تنفير , ودعت كذلك لمجانبة أهل الأهواء وعدم الخوض معهم فى جدال لا يرجى منه خير .
وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم الجدال علامة الضلال بعد الهداية , ومؤشر الإنحراف عن الجادة , لما يترتب عليه من آثار موبقة ونتائج مهلكة , فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» . ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ:" مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ" [8]
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك الرجل التى لا تهدأ عنده غريزة الجدال , بل تظل ثائرة لأتفه الأمور و يشتد في خصومته, ويجادل حتى يجدل خصمه ويقهره بأنه والعياذ بالله الأبغض الى الله , فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :«إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلدّ الْخِصَم»[9].
وقد توعد النبى صلى الله عليه وسلم ذلك الصنف الذى يصر على الجدال فى الباطل رغم علمه به , قال صلى الله عليه وسلم: "ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع"[10], ويدخل فى الوعيد المحامى الذى ينوب عن المبطل وهو يعلم أنه مبطل .
إن ما سبق من نصوص يتعلق بالنوع المحظور , أما النوع المباح الذى يشيع بين العامة فقد رغب النبى صلى الله عليه وسلم فى تركه , لانه من دواعى الفطرة فيثقل على النفس تركه , كذلك جاء الترغيب فى تركه من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , ولأنه يعلم أنه صنو الضلال والإنحراف , قال صلى الله عليه وسلم "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا"[11], قدم النبى صلى الله عليه وسلم الوقاية على العلاج , واستأصل الداء قبل نشؤه , وحل المشكلة قبل وقوعها .
ولما كان هذا هو شأن الجدال والمراء , فقد تجنب السلف الخوض فيه , وحذروا منه , وورد عنهم آثار كثيرة فيه ,
نذكر بعضاً منها :
* قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( كفى بك ظلماً ألا تزال مخاصماً, وكفى بك إثماً ألا تزال ممارياً )
* وقال ابن عباس لمعاوية -رضي الله عنهما - : هل لك في المناظرة فيما زعمت أنك خاصمت فيه أصحابي ؟ قال : وما تصنع بذلك ؟ أَشْغَبُ بك وتشغب بي , فيبقى في قلبك ما لا ينفعك , ويبقى في قلبي ما يضرك )
* قال الحسن - إذ سمع قوماً يتجادلون - (هؤلاء ملوا العبادة , وخف عليهم القول , وقل ورعهم فتكلموا )
* وقال ابن أبي الزناد : ( ما أقام الجدلُ شيئاً إلا كسره جدلٌ مثله )
* وقال الأوزاعي : ( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل )
* وقال الصمعي : ( سمعت أعرابياً يقول : من لاحى الرجال وماراهم قلَّتْ كرامته ، ومن أكثر من شيء عُرِف به )
* وأخرج الآجُرِيُّ بسنده عن مسلم بن يسار - رحمه الله - أنه قال : ( إياكم والمراءَ ، فإنه ساعةُ جهلٍ العالم ، وبها يبتغي الشيطان زلته )
* وأخرج أن عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - قال : ( من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل )
* كان أبو قلابة يقول : لا تجالسوا أهل الأهواء ، ولا تجادلوهم ؟ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة ، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم .
* جاء رجل إلى الحسن فقال : يا أبا سعيد ، تعال حتى أخاصمك في الدين ، فقال الحسن : (أما أنا فقد أبصرت ديني ، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه ).
* كان عمران القصير يقول : إياكم والمنازعة والخصومة ، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون : أرأيت أرأبت .
* دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء ، فقالا : يا أبا بكر ، نحدثك بحديث ؟ قال : لا ، قال : فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل ؟ قال : لا ، لتقومن عني أو لأقومنه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد!
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 09:04 AM   #6166
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الجاذبية الأخلاقية- قراءة في خُلُق النَّبِيِّ
وصَاحِبِهِ قَبْلَ الْبَعْثَةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
استوقفني حَدَثَان مِنْ أحداث السيرة العطرة وجدت فيهما فوائد كثيرة وعِبراً جليلة، ولطالما سألت الله لي ولإخواني أَنْ يوفقنا للعمل بما اشتملا عليه.. ولأَنَّ الحَدَثَين وردا في كتب السنة الصحيحة فَلَنْ أسردهما بطولهما، وإِنَّمَا سأقف على محل الشاهد مِنْهُما.
الحَدَث الأول: حين جاء جبريل عَليه السَّلَامُ إلى النَّبِيِّ الأمين صلى الله عليه وسلم في غار حراء وضمَّه إلى صدره وأمره بالقراءة، عاد النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعدها إلى بيته مرتعداً يرجف فؤاده، وهو يقول لخديجة رضي الله عنها - بعد أَنْ قَصَّ عليها الخبر -: «لقد خَشِيتُ على نفسي». فقالت له تلك الكلمات الخالدات: «كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتصدُق الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ (أي: تنفق على الضعيف، واليتيم وذي العيال.)، وتكسب المعدوم (أي تعاون الفقير وتتبرع بالمال لمن عدمه.)، وَتُقْرِي الضَّيْفَ (أي تكرمه.) ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبَ الحق (ما ينزل بالإِنسان من حوادث ومصائب.)».
الحَدَث الثاني: حين خرج أبو بكر مُهَاجِراً نحو أرض الحبشة ليلحق بمن سبقه إليها من المسلمين،
لقيه رجل من المشركين يقال له ابْنُ الدَّغِنَةِ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي. قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: إِنَّ مِثْلَكَ لاَ يَخْرُجُ وَلاَ يُخْرَجُ، فَإِنَّكَ تَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، وَأَنَا لَكَ جَارٌ (أَيْ مُجِيرٌ أمنع من يؤذيك)، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلاَدِكَ. فَارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ، فَرَجَعَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَطَافَ فِي أَشْرَافِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ،
فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لاَ يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلاَ يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلاً يُكْسِبُ المَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ. فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ، وَآمَنُوا أَبَا بَكْرٍ... إلخ.
إِذا تأملنا هَذَيْنِ الوصفين وجدنا العديد مِن الفوائد التربوية والنفسية والاجتماعية والخُلُقية التي ترتقي بالْإِنْسان إلى أقصى درجات الكمال البشري الممكن والمعبَّر به في وصف أبي بكر بقوله: «لاَ يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلاَ يُخْرَجُ»، كما تمنعه تلك الفوائد من السقوط الاجتماعي والنفسي المعبَّر عنه في كلام خديجة - رضي الله عنها - بالخزي، والْخِزْي كما عرفه العلماء هو شُعور مؤلم يسبِّبه الإحساس بالذنب أو الإحراج أو عدم الأهميَّة أو العار.. وسأكتفي بالإشارة إلى بعض الفوائد الخُلُقية، مُرْجِئاً الحديث عن الفوائد التربوية والنفسية لمناسبة أخرى، فأقول مُسْتَعِيناً بِاللَّهِ:
- الجاذبية الأرضيّة هي القوَّة التي ينجذب بها جسم ما نحو مركز الأرض دون اتِّصال بينهما، وعكسها انعدام الوزن، فهو الحالة التي يخفّ بها الإحساسُ بالوزن نظراً لانعدام الجاذبيّة.
ولا تقتصر الجاذبية وانعدام الوزن على الأشياء المحسوسة والملموسة فقط، فهناك الجاذبية الأخلاقية والتي تعني القوَّة التي ينجذب بها شخص ما أو جماعة نحو سلوك حسن بِإِرَادَةٍ حرة دون تأثير مادي مِنْ صاحب السلوك، كما أَنَّ انعدام الوزن في عالم الأخلاق يعني انعدام تأثير الشخص في الوسط المحيط نظراً لانعدام جاذبيّته.
وبالتأمل في الحدثين المذكورين نجد أَنَّهما يؤسسان لقانون الجاذبية الأخلاقية، ويؤكدان أَنَّ لهذه الجاذبية مَعَالِمَ ومنارات ظاهرة واضحة كمَعَالِم الْأَرْضِ وَالْبِنَاءِ، وعلى كل مَنْ أراد أَنْ يكون جذاباً أَنْ يقصد هذه المعالم ويسعى إليها، أذكر منها الثلاثة التالية:
المَعْلَمُ الأول: السيرة الحسنة:
من الواضح أَنَّ الأوصاف التي وَصَفَ بها الرجلُ أبا بكر هي عين الأوصاف التي وصفت بها السيدة خديجة رسول الله، وأَنَّ هناك تطابقاً تاماً بين الوصفين،
فعلى أي شيء يدل هذا التوافق؟
إِنَّهُ مِنْ جِهَة يدل على ائتلاف الروحين - روح الصادق والصدّيق -، كما يدل على عظيم فضل أبي بكر واتصافه بالصفات البالغة في أنواع الكمال؛ ومِنْ جِهَة أخرى يدل على ضرورة توافر هذه الأوصاف كلها أو جلها في حياة الْقُدْوَات والدعاة ومَنْ أَرَادَ قيادة الناس، بل وفي حياة أفراد المجتمع كافة من جهة أخرى،
كما أنَّك إِذا أمعنت النظر في هذه الأوصاف وَجَدْتَهَا تشمل أصول مكارم الأخلاق؛ لأنّ الإحسان إِمَّا إلى الأقارب أو إلى الأجانب، وإِمَّا بالبدن أو بالمال، وإِمَّا على مَنْ يستقل بأمره أو مَنْ لا يستقل، وذلك كله مجموع في الوصفين، مِمَّا جعل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه قبل البعثة عَلَمين في محيطهما الاجتماعي.
وقد عاب الله على أهل قريش حين لم يستجيبوا لدعوة رسوله، وتساءل سبحانه - تَعَجّباً واسْتَنْكاراً -: لماذا لم يستجيبوا لمحمد؟! هَلْ لأنّهم لا يعرفونه؟! لذا فهم في حاجة إلى وقت حتى يسألوا عَنْ أصله وفصله وعَنْ خلقه وسلوكه؟! لا، ليس الأمر كذلك، فهذا احتمال مستبعد تماماً؛ لأنّهم يعرفونه معرفة تامة - صغيرهم وكبيرهم -، يعرفون شخصه ويعرفون نسبه، ويعرفون - أكثر مِنْ أي أحد - صفاته، يعرفون مِنْه كل خلق جميل، ويعرفون صدقه وأمانته حتى كانوا يسمونه قبل البعثة “الأمين”، فَلِمَ لَا يصدقونه حين جاءهم بالحق العظيم والصدق المبين؟.. لذلك استنكر الله عليهم هذا السلوك العجيب في قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} [المؤمنون: 69].
فالسيرة الطيبة والأفعال الحميدة والأخلاق الزاكية تجعل صاحبها قدوة طيبة وأسوة حسنة لغيره، ويكون بها كالكتاب المفتوح يقرأ فيه الناس المعاني الجميلة والنبيلة فيقبلون عليها وينجذبون إليها.. ومعلوم أنّ التأثر بالأفعال والسلوك أبلغ وأكثر مِنْ التأثر بالكلام فقط، ولم ينسَ الحكماء أنْ يُضَمِّنوا
هذا المعنى في أقوالهم، فقالوا: «عَمَل رَجُلٍ في أَلْفِ رَجُلٍ خَيْرٌ مِن كلام أَلْفِ رَجُلٍ في رَجُلٍ». وفي التنزيل الحميد موقف يختصر لنا المسافة ويعطينا المعنى في ألطف إشارة، حين قال الْفَتَيَانِ ليوسف - عليه السلام -: «نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين»، وكان هذا الطلب مِنْهما بعد أنْ أُعْجِبَا بصلاحه وسلوكه مع أهل السجن وحُسن معاملته لهم. ومِنْ وجوه الإحسان التي كان يمارسها -
على ما يذكر الإمام القرطبي -: «أَنَّهُ كَانَ يَعُودُ الْمَرْضَى وَيُدَاوِيهِمْ، فكَانَ إِذَا مَرِضَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ السِّجْنِ قَامَ بِهِ، وَإِذَا ضَاقَ وَسَّعَ لَهُ، وَإِذَا احْتَاجَ جَمَعَ لَهُ»،
ويضيف ابن كثير «وَكَانَ يُوسُفُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَدِ اشْتُهِرَ فِي السِّجْنِ بِالْجُودِ وَالْأَمَانَةِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَحُسْنِ السَّمْتِ وَكَثْرَةِ الْعِبَادَةِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ، وَمَعْرِفَةِ التَّعْبِيرِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى أهل السجن وعيادة مَرْضَاهُمْ وَالْقِيَامِ بِحُقُوقِهِمْ. وَلَمَّا دَخَلَ هَذَانِ الْفَتَيَانِ إِلَى السِّجْنِ، تَآلَفَا بِهِ وَأَحَبَّاهُ حُبّاً شَدِيداً، وَقَالَا لَهُ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَحْبَبْنَاكَ حُبّاً زَائِداً».
المَعْلَمُ الثاني: الإيجابية والتحرك لمواجهة المشكلات اليومية الحياتية:
مِنْ أهم الأمور التي تُعِينُ على جذب الآخرين
نحو شَخْصٍ ما: أنْ يكون عملياً، يَقِلُّ الكلام لديه، في حين تكْثُرُ الأساليب العملية التي تعالج المشكلات المعاصرة المحيطة به على نحو فعال وحاسم، يظهر ذلك بوضوح مِنْ الوَصْفين المشار إليهما، فخديجة - رضي الله عنها - لَمْ تَقُلْ للنبي: وماذا تخشى وقد أَلْقَيْت فيهم خُطْبَةً بَلِيغَةً جَزِلَةً. والذي وصف أبا بكر لم يقل له: لماذا يخرجك قومك وأنت من أشعر (أنسب أو أعرف العرب بشعرها وأنسابها) العرب وأفصحها لساناً؟
إنَّما ذَكَرَا صِفَاتٍ عملية واقعية. ولا يخفى أنَّ ديننا هو دين العمل وأنَّ أكثر الأمور اقتراناً وتساوقاً في القرآن الكريم: الإيمان والعمل الصالح، وكان مِمَّا نهت عنه الشريعة وكرهته وحذرت مِنْه: “القيل والقال”، أي فضول القَوْل والاشتغال بما لا يعني مِنْ أقاويل الناس.
ولا ريب في أَنَّنا سنرتكب خطأ فادحاً حين نظن أَنَّنا نستطيع جذب الآخرين إلى أخلاقنا بمجرد أَنْ نتحدث إليهم عَبْر مكبرات الصوت ونحن قابعون في أبراجنا العاجية، دون أَنْ نوجد حُلُولاً –
أو نشارك في إيجاد حُلُول - لمشكلاتهم اليومية الحياتية المختلفة - مثل الفقر والجريمة والْأُمِّيَّة والمرض والبطالة -، وهذا يقتضي الحرص على المخالطة التي لا بُدَّ منها، بل إنَّ هذا الواجب أصبح أشد تَحَتُّماً في زماننا مِنْ أيِّ زمان مضى بعد أَنْ اتسع العمران وضاقت الصدور ونَمَتْ مساحة الشخصي والذاتي على حساب المجتمعي والعام،
فخدمة الإسلام لا تكون مِنْ خلال مديحه ولا مِنْ خلال الخطب الرنانة حول إنجازاته، وإنَّما مِنْ خلال الارتقاء بالواقع وتحسين أوضاع أفراد المجتمع.. وقد عاب القرآن الكريم في بداية الدعوة على أهل مكة أَنَّهم كانوا لا يهتمون بما يمكن أَنْ نُسميه بمصطلح العصر المشترك الإنساني، فهاجمهم في عقر دارهم في قوله تعالى: «كَلَّا. بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ. وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ»، فهم لا يكرمون اليتيم الصغير الذي فقد أباه واحتاج إلى مَنْ يُجْبِرُ خاطره ويُحْسِنُ إليه، كما أَنَّهم لا يتواصون على إطعام المحاويج مِن المساكين والفقراء؛ ما يوحي بضرورة توجيه الأنظار إلى الواجب الاجتماعي وإلى العمل العام.
المَعْلَمُ الثالث: التصوّر الصحيح لعلاقة الإنسان بالإنسان:
نحن لا نعلم على وجه التحديد مَنْ هم الذين كانوا ينالون هذه الألوان مِنْ البر والإحسان، حيث لم يُشِرْ أي من النصّين مِنْ قريب أو بعيد إليهم، ولم يتكلّف أحد من الشراح والمفسرين تعيينهم أو تحديد أسماء بعضهم، فليس في ذلك فائدة تُذْكَر، والشيء المؤكد أَنَّهم كانوا ممن يعيشون مع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في نفس الحيز المكاني، وقد حرص النبي وصاحبه كل الحرص على إحسان المعاملة معهم ومشاركتهم شعورهم،
وهذا يعني أَنَّ مستقبل البشرية سيظل مَرْهُوناً بأمرين أساسيين: حُسْنُ علاقتها بالله جل وعلا، وحُسْنُ العلاقة بين الإنسان والإنسان أيّاً كانت العقائد والتوجهات.
فالله جلّ وعلا بقدرته وحكمته لم يخلق شخصين - منذ نشأة الحياة وإلى أَنْ تقوم الساعة - متشابهين في الشكل والمعنى أو المظهر والجوهر، بل حتى في أطراف الأصابع التي هي مِنْ عظيم قدرته، يشير إلى ذلك قوله تعالى: «بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ»،
ومِنْ وجوه التفسير فيها: نحن قادرون على تسوية تلك الخطوط الدقيقة في الأصابع والتي تختلف بين إنسان وإنسان اختلاف الوجوه والأصوات واللهجات، مِمَّا يجعل الإنسان في نهاية المطاف شخصية مستقلة تتولّد عند اجتماعها واختلاطها بغيرها ألوانٌ مِن الاختلاف يستحيل القضاء عليها قَضَاءً تاماً،
والمطلوب أَنْ يتجاوز بنو البشر - ولو في المحيط الجغرافي الواحد على الأقل - هذه الاختلافات حتى يتحقق المقصد من الحياة، وهو العمارة والعبادة. ومِنْ عجيب ما استنبطه العلماء
من الوصفين المشار إليهما: أَنَّ مَنْ كانت فيه منفعة متعدية لا يُمَكَّن مِنْ الانتقال عن البلد الذي هو فيه إلى غيره بغير ضرورة راجحة. وقد صدقوا، فَهَؤُلَاءِ للناس كالجبال الرواسي للأرض.
اللهم إنّا نسألك إيماناً في حُسْن خُلُق، وصَلَاحاً يَتْبَعُهُ فلاح.. آمين.
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 02:23 PM   #6167
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

جميـــــــلٌ هـــــــو الـــــرفـــق !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
إن من أجمل ما وصف الله به نبيه صلى الله عليه وسلم قوله سبحانه وتعالى ( فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ) يعني : رحمك الله تعالى وتفضل عليك بأن أصبحت ليّناً رفيقاً في تعاملك مع الناس ، ثم بين الله تعالى الطريق إذا لم يكن ليناً فقال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) يعني لو كنت فظاً في تعاملك ولست رفيقاً بل عنيداً ، وليس في قلبك رحمةّ ولا إحساناً ولا شفقةً ولا عطفاً ولا حناناً على الآخرين ، لكانت النتيجة ( لانفضوا من حولك) ي عني لأنفض من حولك ممن تدعوهم إلى الإسلام ، وانفض من حولك من المسلمين ، وكذلك لانفض من حولك من زوجاتك وجيرانك ،وإن كنت نبياً مرسلا ، وإن كنت نبياً مقرباً ، وإن كنت خاتم الأنبياء والرسل وسيد المرسلين ، إذن لانفضوا هؤلاء من حولك عن لم يروا منك ابتسامةً ولطفاً ورحمةً وشفقةً، وتعاملاً لطيفاً مع أخطاءهم.
ثم بين الله تعالى المنهج الصحيح الذي يجب أن يتعامل به الأنبياء والرسل وأتباعهم فقال الله تعالى ( فاعف عنهم ) وإن اخطئوا عليك بألفاظهم أو أخطئوا عليك في تعاملهم أو أساءوا بك الظن ، ثم يقول تعالى ( واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بهذه الآية في حياته عندما يتعامل مع الناس ،
وهكذا كان الأنبياء والرسل من قبله ، فهذا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لمّا أرسله الله إلى رجل طاغية متكبّر إدّعى الألوهية (فقال أنا ربكم الأعلى) ومع ذلك يقول الله لموسى عليه السلام وهو يذهب إلى هذا الرجل (إذهبا إلى فرعون إنه طغى ) فقال موسى يا رب هذا طاغية كيف نتعامل معه فقال الله له (فقولا له قولاً ليّناً ) قولا له كلاماً حسناً وطيباً ورفيقاً ولا تقولا له قولاً عنيفاً أو كلاماً قاسياً ثم قال تعالى ( لعلّه يتذكّر أو يخشى ) .. وهذا نبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يحطّم الأصنام ، باني البيت الحرام ، يُرسله الله عز وجل إلى قومٍ يعبدون النجوم والكواكب والأصنام ويتقربون إليها من دون الله ،
بل كان أبوه (آزر) ممن يصنع هذه الأصنام ويبيعها ، ومع ذلك أتى إبراهيم عليه السلام إلى أبيه آزر مخاطباً له بألطف العبارات وأسهلها وأجملها فقال الله تعالى ( وأذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً إذ قال لأبيه يا أبتي لِمَا تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً يا أبتي .... الآية ) فإذا بأبيه يكون عنيفاً فيقول (أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم ..) ومع ذلك يتواصل إبراهيم عليه السلام كما أوصاه ربه بالرفق والكلام الطيب والرحمة والشفقة فقال تعالى ( سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً ... الآية ) ...
نعم أيها المسلمون إنه الرفق في التعامل مع الناس ومع الجيران ومع الزملاء ومع الآخرين عموماً ، إنه الرحمة والشفقة والرفق ( رفق الطبيب المخلص مع المريض الذي لا يريد تناول الدواء والعلاج ، فترى الطبيب حريصاً عليه مع أن المصلحة للمريض ) ولقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على الرفق وكان يربي أصحابه وأزواجه رضي الله عنهم أجمعين ، بل كان يتمثله صلى الله عليه وسلم في نفسه ،
فقد جاء في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً أدخل عليهم الرفق وإذا أراد الله بأهل بيتٍ شراً نزع منهم الرفق ) ومن هذا نفهم إذا دخل الرفق على أهل بيتك فلا تسأل عن الرحمة والشفقة والتعاون والسعادة بين الرجل وزوجته وأولاده وبناته ، وعلى العكس من ذلك إذا نزع الله منهم الرفق رأيت التنافر والشدة والمعاصي والتباعد وارتكاب الذنوب ووجود الشر في هذا البيت وعدم صلاح الأولاد والزوجة ( نسأل الله السلامة والعافية ) .. وقد جاء في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله حرم على النار كلُ هيّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناس )
ولم يقل العابد أو الصائم أو القائم مع فضل ذلك العمل ، لذلك ما الفائدة من الصلاة إذا لم تنهاك عن الفحشاء والمنكر ، وما الفائدة من الصدقة إن لم تزرع في قلبك الرحمة والشفقة على الفقراء والمساكين ، وما الفائدة من الحج إن لم يزرع في قلبك التعاون والأخوة مع المسلمين ، وما الفائدة من الصوم إن لم يربي فيك الحُلُم وكتم الغيظ والشفقة بالآخرين ،،
إذن العبادة لا فائدة منها إذا كانت صور فقط ..ولقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الرفق حتى في التعامل مع الكافرين ، فكان صلى الله عليه وسلم يوماً جالساً في بيت أم المؤمنين الطاهرة عائشة رضي الله عنها فمرّ نفراً من اليهود خارج البيت وهم يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم في البيت فرفعوا أصواتهم عند الباب وقالوا ( السام عليكم يا محمد ) يعني الموت عليكم يا محمد ، فقال صلى الله عليه وسلم الرفيق الليّن بكل هدوء ( وعليكم) يعني لا يسلم من الموت أحد ، فغضبت عائشة رضي الله عنها غضبة المؤمنة غيرةً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ( بل عليكم السام واللعنة ) فقال لها صلى الله عليه وسلم ( مه يا عائشة إن الله يُبغض الفُحش والتفحش ) قالت يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا ، قال ( بلى وقلت لهم وعليكم فيُستجاب لي فيهم ولا يُستجاب لهم فيّ) ....
إذن هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربي زوجاته وأصحابه ، تقول عائشة رضي الله عنها ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً لا زوجةً ولا خادماً ولا ولداً إلاّ أن يجاهد في سبيل الله ) وهذا رجلٌ قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشتاقاً إلى لحظةٍ يجلس فيها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ حديثاً أو وصيةً فقال هذا الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا رسول الله أوصني ) فإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم عن أثر العبادة في الحياة فقال صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل ( لا تغضب ) فقال الرجل زدني قال صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) فقال الرجل زدني فقال صلى الله عليه وسلم (لا تغضب ) وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد على مبدأ الرفق والرحمة والشفقة وترك الغضب لأنه يتنافى مع الرفق ، حتى مع البهائم يقول صلى الله عليه وسلم ( إن شر الرِعاء الحُطمة) وهو الراعي الذي ليس فيه رحمة ولا شفقة ولا رفق بهذه البهائم ، فيدفع بعضها على بعض حتى يحطِم بعضها بعضاً ، بل بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم الرفق بالحيوانات حتى عند الموت فقال صلى الله عليه وسلم ( إذا قتلتم فأحسنوا القِتلة إذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة .... الحديث) .بارك الله لنا ولكم في القرآن الكريم ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما وجد الرفق في شيءٍ إلا زانه وما نزع الرفق من شيءِ إلا شانه ) إذا بالرفق نكسب الناس والزوجة والأخوان والأخوات ، وبالرفق يصلح البيت والأسرة والمجتمع والأمة ..
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله رفيقاً يُحب الرفق وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ) ويقول صلى الله عليه وسلم (من يُحرم الرفق يُحرم الخير )
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الرفق وأنا يجعلنا من أهل الرفق
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 03:56 PM   #6168
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
ربــــــــــــــــاه
-





لقد خابت الظنون إلا بــــــــك


لقد ماتت أحاسيسي لكل البشر إلا لك


أناجيك كل يوم فى صلاتي


لكي تخفف عنى قسوة الحياة


أناجيك بكل ما بداخلي من الحب لك


لكي تفك كربي وتزيل عنى همي


وتلهمني الصبر من عنـــــــــدك

أناجيك بكل ما بداخلي من أوجاع


لكل من ظلمني فى هذه الحياة القاسية


أناجيك بكل أحزانى وآلالامى


لكى تخفف هذه الأحزان والآلام عنى


أناجيك بكل أخطائــــــــــــــــى


لكى تتوب لى وتعفو عنـــــــــــى.


أناجيك بكل دعواتى لـــــــــــــك.


لكى تستجيب وتحقق لى ما أتمناه.


فأملى بك كبيـــــــــــــــــــر.

ربـــــــــــــــــــــاه

أحبك ....أحبك حباً ماله وصف ولا حدود.


أحب أن أركع لك .....لكى أكون بين يدك الأمينة.


أحب أن أسجد لك ..... لكى أشعر بالدفء والأمان.


وأرجو لك بأنك لا تخرجنى من هذه الحياة.


حتى ترضــــــــــــــى عنـــــــــى.



-


ربــــــــــــــــــــــاه

عندما تضيق الدنيـــــــــــــا بـــى


وأحب أن أبكــــــــى .....وأبكـــــــــــــى


لا أذهب لحضن أمى لكى أبكـــــــــــــى


بل أذهب لأصلى وأناجيـــــــــــــــــك


لكى أتحدث وأشكو إليـــــــــــــــــك


كل ما بداخلى من أشجـــــــــــــــــان


ولكى تحقق لى مناى يااااااااارب

ليس لى حبيب ســــــــــــواك
v عندما تضيق بك الدنيا سوف
تذهب لمن تناجيه؟؟؟ وماذا تقول له؟؟؟
يـــــــــــــارب
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 04:46 PM   #6169
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عــــــن ســــلاح المـــــؤمنيــن
١. اشتمل القرآن على أربعة عشر سؤالاً تبدأ بـ(يسألونك) ثم يأتي الجواب بـ(قل ، فقل) إلا في قوله تعالى : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)

٢. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - : إني لا أحمل همَّ الإجابة ولكن أحمل همَّ الدعاء

٣. سُئل الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - : كم بيننا وبين عرش الرحمن ؟ فقال : دعوة صادقة

٤. قال الربعي : عجبت لهذه الأمة أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة ، قال تعالى : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)

٥. قال الأنطاكي - رحمه الله تعالى - : دواء القلب بمجالسة الصالحين وقراءة القرآن وإخلاء البطن من الحرام وقيام الليل والتضرع عند الصبح

٦. قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : الدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه وهو سلاح المؤمن

٧. قال ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة : (إياك نعبد وإياك نستعين)

٨. دعاء يونس من أعظم الأدعية لأنه ضمنه اعترافه بوحدانية الله تعالى : (فنادى في الظلمات أن لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

٩. مناجاة الله تعالى والإسرار بالمسألة وإخفاء الدعاء بذل واستكانه وافتقار من سنن الأنبياء والمرسلين : (إذ نادى ربه نداءً خفياً)

١٠. الشكر في وقت الرخاء من أهم أسباب النجاة في وقت الشدة ، تأمل نجاة لوط - عليه الصلاة والسلام - : (نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر)

١١. يجب الإقرار بالذنب والاعتراف بالخطيئة ، تأمل دعاء يونس عليه السلام : (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

١٢. إظهار الافتقار لله تعالى سبب عظيم من أسباب إجابة الدعاء ، تأمل في قوله تعالى عن موسى : (رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير)

١٣. من أعظم الأسباب في انفتاح خزائن الرزق والرحمة والمنح الربانية : (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى)

١٤. طريق التوفيق والسعادة : (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) ، ويتحقق الفلاح : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)

١٥. قال تعالى : (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) نسأل من بيده مقاليد الأمور أن يجعل لكل مظلوم فرجاً ويفك أسرى المأسورين وينصر المجاهدين
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2014, 02:15 AM   #6170
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب






















للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 09:35 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved