خواطر زرقاء

[عازفة الناي]

شروق


صباحك بحر
..
من يجرب صباحاً على شاطئ بحر يصعب عليه أن يتأقلم مع صباحات أخرى ، دون بحر ..
فوق صخور الزمن .. أقف ..
بانتظار ساعات المصير الأولى ..
أحدق في ذلك الامتداد الأزرق الانهائي ..
وتتقاطع المسافات ، بين شفق ومساحة واسعة من طبيعة زرقاء
فيولد الأفق ..
وتلتقي هناك كل الأبعاد .. والأحلام ..
وأسبح بنظري خلاله لأحاول أن أصل لنقطة تماس علني أجد حلماً علقته هناك ..
بين بحر ..
وبحر ..
وأكتشف ، بعد أن أصبح الشاطئ يبدو من المكان الذي أصبحت فيه ، نقطة
أني نسيت السباحة !






(2)

صباحك بحر
..
حتى فنجان القهوة الصباحي تغير طعمه ..
ورغم كل الملوحة المحيطة ، أصبح حلواً ..
و رغم النسمات الباردة ، مازال دافئاً ..
وذلك البخارالمشاكس يرقص طرباً راسماً أشكال لا معنى لها فوق سطحه..
ويختلط نسيم البحر البارد برائحة القهوة الساخنة ..
كل ماتحتاجه هو رشفة صغيرة لتمزج الاثنين معاً ..
ولتسكب البحر في أعماقك .. والقهوة في أعماق الأزرق ..



(3)
شـمـس و ظـل

حتى الشمس هنا لها إشراقة أخرى ..
وكأنها تغطي كل المساحات بدون استثناء
فلا تكتفي بجمالها بل تضيف لمساتها إلى الجميع ..
الكل يخضع لسلطة الشمس ..
والكل يصير ذهبياً ..
إلا الظل
..
هناك قلوب كالظلال .. كلما زدتها نوراً كلما زادت عتمة ..




عـــــــــكــــــــــــس تـــــــيار الأزرق


(4)


كل خطوة تقترب فيها من البحر .. تبتعد عنه أكثر ..
وتعجز عن تحديد نقطة صفر ..
نقطة بداية ..
فكل النقاط للبداية وكل النقاط للنهاية..
وللتحديد أكثر ..
لا نقاط هناك ..
الارتباط العجيب بين جزيئات الماء يجعلك تعجز أيضاً عن فصل البحر لمناطق ..
جزء لي ..
وجزء لك ..
البحر كله لنا معاً ..
لا تحاول اقتسامه ..



(5)
..
هل تخيلت يوماً كيف يكون شكل البحر لو لم يكن أزرقاً ؟؟
تخيل بحراً أحمر ..
تخيل بحراً أخضر ..
تخيله بلون أسود ..
لم كان الأزرق ؟
تعال نصبغه بألواننا ..
جرب لون الحب ..
جرب لون الحلم ..
امزج لون الذاكرة ولون المستحيل معاً ..
ضع القليل منه هنا ..
ما رأيك ؟؟
..
حسناً .. لنعد كل شيء كما كان ..
هل أخبرتك يوماً كم أحب الأزرق ؟؟








(6)
بحر من ذكريات ..


في كل بقعة من الماء ..
تسبح ذكرى ..
انظر هناك ..
هاهي إحدى الذكريات تطفو ..
وهناك واحدة تحاول العودة إلى الشاطئ بأمان ..
وتلك العنيدة التي تصر على الابتعاد عن الرمال أكبر مسافة ممكنة..
وأخرى آثرت صيد الزمن ..
واحدة فقط هي التي لقت حتفها ..
وماتت غرقاً في بحر من نسيان ..
تلك الذكرى العنيدة..




أمـــــــــــواج





(7)



طفولة بحر

منذ أن يبدأ الطفل إدراك الأشياء من حوله وهو يحلم دوماً بأن يكبر بأسرع وقت ممكن..
وكلما كبرنا ، كلما ازداد تعلقنا بالحلم ..
ونحلم دوماً باختصار مسافات العمر ..
وكل دقيقة ، نحلم بالدقيقة التي بعدها ..
وكل سنة ، نتخيل أنفسنا بالسنة التالية ..
دائماً نستبق الأحداث .. ونستبدل لحظة الحاضر بلحظات مستقبلية غامضة ..
فضولاً ؟ ربما ..

اليوم ، تمنيت لو أنني توقفت في كل دقيقة من عمري ألف مرة ..
وأعدت كل ربيع طفولة ألف ألف مرة ..
كم تمنيت أن أعود تلك الطفلة المدللة بين أحضان البحر..
وأن أمارس صلاحياتي في اللعب معه ولو ليوم بحري واحد ..
وأركض ببراءة لا تعرف حقداً ..
ويداعبني البحر .. ونظل طول النهار نلعب ..
ونلعب ..
ونلعب ..
ثم أغفو بإرهاق بين أحضانه ..
فيحملني حين يسود الصمت والظلام إلى مرقدي ..
ويقبلني بهدوء على وجنتي ..
" تصبحين على خير يا ملاكي "
..
وأستيقظ من حلم وردي جميل ..
لأكتشف أني مازلت سجينة أنوثتي ..
سجينة عمر مضى دون أن يضحك له بحر ..
أو تُطبع على خده قبلة ماقبل النوم ..
.






(8)
بحـر الأمنيـات



كمية من الحصى المتراكم في قاع المياه ..
مشهد مألوف ..
أمسكت حجرة صغيرة وألقيتها في البحر ..



" ليت قلوبنا كالبحر .. لا نهاية لعطائها " ..

(9)



هموم الأزرق

كما يلقي البعض فضلات رحلة بحرية في الأعماق ،نلقي همومنا..
يظن البعض أن كبر البحر لن يضره إلقاء قارورة فارغة هنا .. أو رمي بعض المعلبات هناك ..
أنا من هؤلاء .. وكثيراً ما أخلف ورائي كومة من المخلفات التي تعجز أكبر سلة مهملات على احتوائها..
قطعة وراء الأخرى ..
رميتها في أحضان البحر ..
وخلف تلك الصخرة ..
أو حتى دفتنها تحت حبات الرمال ..
بعثرت قطع همومي المستعملة على الشاطئ ..
أتراه غضب البحر مني .؟؟



(10)
بحر الحب



أمسكا بيد بعضهما البعض ..
مشيا قليلاً فوق رمال الشاطئ ..
اختارا صخرة ضخمة لتكون مهبطاً لتحليقهما ..
والتفا بعدها بوشاح الظلام ..
كم دون البحر من قصائد عشق .. وكم خبأ في أعماقه تنهدات ، وأحلام وردية ..
وكم عزف بأمواجه أحلى المقطوعات الموسيقية الهادئة ، واستعان بإضاءة خافتة من السماء ليهيأ للعشاق أجمل أمسية ..
..
كم هو رائع ذلك البحر

أتراه جرب العشق مرة ؟



(11)
وداع الأزرق



للمرة الألف .. أودعك
فمنذ أول لحظة لقاء وأنا أعيش وداعك ..
مشكلتي أني لا أستطيع نزع لحظات الوداع من مخيلتي ..
ولا أبرح أفكر في النهاية وأنا مازلت عند نقطة البداية ..
دائماً نرتبك .. دائماً تخوننا الكلمات ..
ونعلق دمعة على تلك اللوحة الصامتة التي يرسمها الوداع ..

مع البحر .. غيرت طقوس الوداع ..
قررت أن أودعه وعلى وجهي ابتسامة رغم تلك الدمعة ..
دعني أحضنك للمرة الأخيرة ..
دعني أشكرك على كل شيء ..
وسأترك لك شيئاً من حزني .. ودمعي .. والكثير الكثير من الذكريات ..


أهدي هذه الخاطره لجميع عشاق البحـــــــــر

[العندليب]

سأعوووود ولكن عندما أروووق ..
فأنا من عشاق البحر ..
ولابد أن نعطيه قليلاً من الوقت للحديث عنه ,,

شكراً لك ..