بخيت الزهراني مقالات الكُتّاب ثقيلو الدم .القرص من طرف العجينة

[امير القوافي]

[align=justify]بخيت طالع الزهراني .. الكاتب الصحفي بـ ( البلاد ) :
مقالات الكُتّاب ثقيلو الدم .. " القرص من طرف العجينة "




جدة – خاص :
أكد الكاتب الصحفي بجريدة ( البلاد) الأستاذ ( بخيت طالع الزهراني ) إن المقال الناجح والمقروء هو الذي يحمل الصدق أولا , ثم حرارة الطرح , وأسلوب العرض أو ما يعرف بالأسلوب الصحفي .. وقال إن العمل في الصحافة لا تحققه الأماني لوحدها , ولا حتى التأهيل الأكاديمي في الجامعات , وانه فقط صنيعة العشق والموهبة أولا , ثم الخبرة والصبر .. وأضاف إن المقالات مثل ( بني الآدميين ) البعض ثقيل دم , والبعض خفيف دم , وبينهما من هو (بين - بين ) .. كما أن الكاتب المتمرس وصاحب التجربة هو غير المبتدئ .. وهنا نص اللقاء معه كاملا ...
منقول من موقع (سويت جدة )

** وأنت تكتب المقالات في عدة صحف سعودية منذ أكثر من ربع قرن .. أخبرنا كيف ترى الطريقة الصحيحة لكتابة المقال ؟
@@ لست معنيا بتوصيف منهجية محددة لكتابة المقال , غير أنني يمكن أن أتحدث عن تجربتي الشخصية مع كتابة المقال , وأقول أن مقالي عادة , يكون باعثه الرئيس مصلحة عامة , قضية مجتمعية , مأساة إنسانية , معضلة لأحدهم سببها خطأ من الآخرين أو ظلمهم .
ولقد علمتني التجربة أن المقال إذا تقعّر كاتبه , أو تمثّل الطابع الأكاديمي الصرف صار ما يكتبه رتيبا , مملا , ومجرد (صف كلمات) بجانب بعضها .. وأظن أن المقال الناجح والمقروء هو الذي يحمل الصدق أولا , ثم (حرارة الطرح ) وأسلوب العرض أو ما يعرف بالكتابة الصحفية , والمباشرة في التناول بدون لف ولا دوران , واقتراح الحل , وتطعيمه أحيانا بشيء من الأسلوب الساخر بدون إيذاء الآخرين كنوع من البهارات كما يقال , لتكون الوجبة - اقصد المقال - مستساغا .
ثم أن الكاتب - أي كاتب - لا يكون متجليا دائما , فنجاحه في مهمته يكون - عادة - بدرجات متفاوتة بين مرة وأخرى , والمهم أن القارئ الفطن – وما أكثرهم اليوم - يدرك ذلك جيدا – ومتى استطاب كتابات فلان من الناس , صار ميالا عادة إليه , والثقة بين الفريقين مهمة للغاية .

** هناك من يريد أن يكون صحفيا , والبعض ينجح , والبعض الأخر يتعثر , ما السبب برأيك ؟@@ العمل الصحفي لا تحققه الأماني لوحدها , ولا حتى التأهيل الأكاديمي في الجامعات , العمل الصحفي صنيعة العشق والموهبة أولا , ثم الخبرة والصبر , وان يحس الصحفي - في كل مرحلة من حياته - انه ما زال يتعلم أسرار وخفايا المهنة , وإلا يكون هدفه الشهرة والبروز على أكتاف المهنة , وكم هم الذين بدأوا ثم لم يستمروا , بسبب عدم توفيق الله أولا , ثم لأنهم أصحاب (نفس قصير ) أو رغبة طارئة , أو هدف هلامي .

** هناك من يكتب في أكثر من مجال , كيف يتم قبول هذا الكاتب والكتابات , وأين احترام التخصص ؟@@ أهم من التخصص .. البصيرة والعقل والتوازن , وإلا فان التخصص يظل ركيزة محورية , فانا مثلا لا يمكن أن اكتب في الطب ولا في الهندسة ولا في الشرعيات , أكتب في التربية والتعليم لأنني ابن هذا الميدان لسنوات , واكتب أحيانا في الرياضة لأنني لعبت كرة قدم ولكن بدون الغوص في فنيات لا اعرفها , واكتب في الاجتماعيات العامة عندما تتوفر تحت يدي معلومة موثقة , أو مشاهدات شخصية متأنية , أما أن يكتب الكاتب بالسماع , أو بناء على معلومة ناقصة فهذا خطأ .

** هناك من الكتاب من نجده يقرأ له الكثيرون , وآخرون لا يقرأ لهم إلا قلائل .. لماذا ؟@@ المقالات مثل ( بني الآدميين ) البعض ثقيل دم , والبعض خفيف دم , وبينهما من هو (بين - بين ) .. كما أن الكاتب المتمرس وصاحب التجربة هو غير المبتدئ , وهناك من أتيحت له فرصة الاقتراب من أصحاب القرار , ومن نجوم المجتمع , فازداد وعيه واتسع أفقه فانعكس ذلك على كتاباته , وهناك عاش في بيئة تتمتع بسقف حرية مرتفع , فأستثمر ذلك وأحسن الحركة داخل هذه الأجواء , وهناك من يحرص كثيرا على قراءة مقالات من سبقه ليفيد , ويتعلم من أساليبهم بدون مكابرة .

** من هم أفضل الكتاب محليا وعربيا .. برأيك ؟ @@ لو أخبرتك بناء على صيغة سؤالك فلن أكون عادلا ولا موضوعيا , لأنني فرد واحد , و(الأفضل ) لا يحدده شخص واحد , وإنما مراكز استطلاع الرأي العلمية الموثوقة , ولهذا دعني إذا سمحت أن احور سؤالك إلى ... من الذين تقرا لهم ؟ فأقول أنني أتوق عربيا إلى كتابات الأساتذة أحمد الجارالله , وفؤاد الهاشم من الكويت .. وهيكل وأنيس منصور ومحمود السعدني من مصر .. و د . عبدالله مناع ومحمد الحساني وصالح الشيحي ومحمد آل الشيخ من السعودية .

** كيف ترى كتابات المرأة , وهل هي أقل مستوى من الرجل , وأيهما الأفضل للكتابة عن المرأة ؟@@ في شان الثقافة والفكر لا تقسيمات بين المرأة والرجل , كلاهما له كامل الحق المشروع في طرح رؤاه , أما من الأفضل للكتابة عن شؤون المرأة , فإنني سبق وان قلت رأيي في مقال سابق لي , وأنني لا ارتاح لان ينافح الرجل بالوكالة عن قضايا المرأة , خصوصا إذا كانت حاضرة , فهي الأكثر دراية بشؤونها , إلا إذا تقاعست , ولكنني لا أظنها ستتقاعس , خصوصا في أيامنا هذه وقد أتيح لصوتها أن يصل .

** ما رأيك في ظاهرة زحمة الكتابة في المنتديات بعد شيوع خدمة الانترنت عندنا ؟@@ من حيث المبدأ فالتعبير عن الذات وطرح الرؤى وحرية الكلام حق مشروع للجميع , ولكن بشرط الوفاء بواجبات هذه الحرية أدبيا وقانونيا , ولكي تقدم رأيك لابد أن تكون أمينا وصادقا , وان تحترم قيم مجتمعك , وتتمثل مسؤولية الكلام الذي تطرحه , وتراعي التوازن والطرح العقلاني غير المنفلت , وإلا تحولت الكتابة في المنتديات إلى هايد بارك ( Hyde Park) وإلى غوغائية , أو إن شئت إلى ( سوقية ) ضررها أكثر من نفعها .. وأظن أن عددا من كتاب المنتديات مازالوا إلى الآن حديثي عهد بثقافة الحوار واحترام الآخر , ويؤكد هذا تخفي كثير منهم وراء أسماء مستعارة , كدليل صارخ على عدم الثقة ونقص النضج وهلامية الأفكار . [/align]

[أديب]

كلام جميل و رائع

أولاً : الكلمة أمانة ، و على كل واحدٍ منا استشعار عِظـَم مسؤولية هذه الأمانة

ثانياً : فيما يخص الموضوع .. فلقد كان اللقاء مع الكاتب " بخيت الزهراني " رائعاً و ذا مصداقية

كأني بالكاتب يقول :

إذا أردت أن تكون كاتباً بصدق ، و يُشار إليه بالبنان أن يتوفر لديك ما يلي :

1- الرغبة الجامحة في الكتابة : فهي المحرك الأول و الدافع للكتابة ..
فمعرفٌ أن الكتابة النابعة من ألم و صدق يكون مصيرها - غالباً - النجاح
2- الوقت الكافي : و لقد تحدّث عن الصبر والمثابرة للوصول لمستوى الكاتب المتمرّس
3- القدرة : من حيث اللغة العربية

جميل ٌ أن ترى مثل هذا الموضوع هنا لكي نستفيد منه في تطوير قدراتنا الكتابية

شكراً جزيلاً عزيزي " أمير القوافي "
تحيتي و تقديري لك
،،،