من مناخات الأزد و تميم 2

[ابن مخزوم]

[frame="7 100"](((من مناخات الأزد و تميم \2)))

عندما توفي (الأمير الأموي يزيد بن معاويه بن أبي سفيان) , حدث في البصره نوع من الخلل السياسي الكبير , و الذي نتجا عنه حربا أهليه , كانت بين القبائل البصريه , و ذلك بسبب أن (والي البصره عبيدالله بن زياد بن أبي سفيان) قد علم أن قبيلة تميم و بعض القبائل البصره تريد قتله مستغلين في ذلك هذا الإضطراب السياسي , لهذا قرر الوالي البصري عبيدالله بن زياد أن يطلب الجوار من قبيلة الأزد كما فعل أبوه في السابق زياد بن أبي سفيان عندما طلب الجوار من قبيلة الأزد , وذلك في زمن الفتنه التي كانت بين علي بن أبي طالب كرم الله وجه و معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنهما .

لهذا أرسل عبيدالله بن زياد في طلب رجل من عامة الأزد يدعى (الحارث بن قيس الجهضمي الزهراني الأزدي) , ليطلب منه المساعده في أخذ حق اللجوء السياسي عند سيد الأزد في البصره , و الذي يدعى ("قمر العراق" مسعود بن عمرو الزهراني الأزدي) , فقال عبيدالله بن زياد لهذا الرجل الأزدي : (يا حارث إن أبي أوصاني إن أحتجت إلى العرب , أن أختاركم) , فقال حارث : ( إن قومي الأزد قد أختبروا أباك الذي حميناه من بني تميم , فلم يجدوا عنده مكانا و لا مكافأه , و لكن لا أردك إن إخترتنا , و ما أدري كيف أماني لك , إن أخرجتك من قصرك نهارا , فأخاف أن تقتل و أقتل , و لكن أقيم معك إلى الليل ثم أردفك خلفي على الفرس , لئلا تعرف فتقتل , وذلك حتى نصل إلى حي الأزد بسلام) , فقال عبيدالله بن زياد : نعم ما رأيت .

و في أثناء الليل ذهب هذا الرجل الأزدي بالوالي البصري عبيدالله بن زياد إلى حي الأزد , ليتجهوا إلى دار سيد الأزد في البصره , و يدخلوا بيته في خفيه لكي يجعل هذا الرجل الأزدي , عبيدالله بن زياد في وسط دار هذا السيد الأزدي , و يحرجه في قبول طلب الجوار الذي يريده الوالي البصري من قبيلة الأزد في البصره , فقال سيد الأزد و بإنزعاج , لأبن عمه الأزدي "حارث" : (أعوذ بالله من شر طرقتني به يا حارث) , فقال "حارث" : (ما طرقتك إلا بخير , و قد علمت أن قومك الأزد قد أنجوا زيادا فيما مضى و أوفوا له , فصارت مكرمة نفتخر بها بين العرب , و نحن هنا قد بايعنا أبنه عبيدالله بن زياد على البصره ببيعة الرضى عن مشوره , فلما لا نعطيه الجوار) , فقال "قمر العراق" سيد الأزد مسعود الزهراني : ( يا حارث , أترى أن نعادي أهل مصرنا في عبيدالله , و لم نجد من أبيه مكافأه و لا شكر فيما صنعنا معه ) , فقال "الحارث" : ( لا يعاديك أحد على الوفاء على بيعتك حتى تبلغه مأمنه , فيا سيد الأزد مسعود أفتخرجه من بيتك بعد ما دخله عليك ) , فتحرج سيد الأزد في البصره من هذا , و قال لهم : ( لكم الجوار , إذهبوا إلى دار أخي عبدالغافر و بيتوا فيه ) .

و في اليوم الثاني فقدوا الناس في البصره واليهم عبيدالله بن زياد , فعلموا أن عبيدالله قد طلب الجوار و حق اللجوء السياسي عند قبيلة الأزد , ثم بعد ذلك علموا بأن قبيلة الأزد في البصره قد جددت الحلف القديم مع قبيلة بكر بن وائل و من معهم من القبائل الربعيه في البصره , و ذلك بدعم من الوالي البصري عبيدالله بن زياد , و أيضا لوجود ثارات كبيره و قديمه بين قبيلة بكر و من معها من قبائل ربيعه في البصره , و بين قبيلة تميم و من معها من قبائل مضر في البصره .

و هنا أحب أن أنوه في أن المؤرخ الكبير "الطبري" قد ذكر في كتابه : ( في أن القبائل المضريه في البصره و التي منها قبيلة تميم , أكثر منها عددا من القبائل الربعيه في البصره و التي منها قبيلة بكر ) , ثم أستطرد "الطبري" و قال : ( أن جماعة الأزد آخر من نزل بالبصره ) , و قال "الطبري" أيضا : ( أنه عندما نزلت الأزد في البصره , أنطلقوا بعض رجال تميم إلى سيدهم الأحنف بن قيس رحمه الله و قالوا له : بادر يا الأحنف إلى الأزد قبل أن تسبقنا إليهم بنو ربيعه , فقال لهم الأحنف : إن أتوكم الأزد فأقبلوهم , و إلا لا تأتوهم فإنكم أن أتيتموهم صرتم لهم تبعا ) , ثم ذكر أخيرا "الطبري" : ( في أن "مالك بن مسمع" سيد بكر و ربيعه في البصره قد سارع في طلب الحلف من الأزد , و ذلك لأن قبيلة بكر و من معها من بنو ربيعه تعاني من قله ضد أعدائهم من تميم و من معها من قبائل مضر في البصره) .

لهذا أعتقد في أن المصالح السياسيه و القبليه قد توافقت و تجانست بين قبيلة الأزد في البصره و قبيلة بكر و من معها من قبائل بنو ربيعه في البصره , فبالتالي سوف يكون و بلا شك هنالك تجديد لهذا الحلف السياسي بين القبيلتين , فعندما علم الأحنف سيد بنو تميم في البصره بهذا التجديد للحلف , قال : أن بنو ربيعه لا يزالون تبع للأزد .

و بعد أن تم الحلف بين القبيلتين و جعلوا أمير هذا الحلف هو سيد الأزد مسعود , قرر هذا السيد الأزدي في أن يذهب إلى مسجد بنو تميم و معه بعض رجال الأزد و بنو ربيعه ليخبرهم بما نوى به في إرجاع والي البصره عبيدالله أبن زياد إلى منصبه , فذهب و صعد على المنبر و جلس يخبرهم بما نوى , و لكن كانت هنالك فئه من أعراب بنو ربيعه أستغلوا هذا الوضع الغير مستقر , و ذهبوا في قتل رجال و نساء بنو تميم و مضر , و هذا ما لم يكن يريده هذا السيد الأزدي , ليغضب الأحنف سيد تميم البصره , و يسمح لرجال تميم في أن يأخذوا ثأرهم , فذهب فرسان تميم على بنو ربيعه و ردوهم عن غيهم , ثم ذهبوا إلى المسجد و معهم بعض الخوارج الذين أخرجوهم من السجن , ليقاتلوا هذا السيد الأزدي و من معه من الأزد , فدافعوا بنو الأزد عن سيدهم بشرف , و لكنهم في النهايه غلبوا عن قله , و من ثم قتل سيد الأزد في البصره و "قمر العراق" مسعود بن عمرو الزهراني الأزدي .

و بمقتل هذا السيد الأزدي , قامت حربا أهليه لم تشهد مدينة البصره مثلها , حيث كانت المعركه بين الأزد و ربيعه ضد تميم و مضر , و كانت معركة شديده حيث قتل فيها الكثير من الرجال بين الطرفين , و أستمرت المعركه وقتا طويلا , إلى أن خشيت تميم و من معها من الفناء و الموت , ليصيح و يصرخ عقلاء تميم , و يقولوا في ذل و هوان مما أصبحوا فيه : ( الله الله يا معشر الأزد في دمائنا و دمائكم ! بيننا و بينكم القرآن , و من شئتم من أهل الإسلام , فإن كانت علينا بينه أنا قتلنا صاحبكم , فأختاروا أفضل رجالنا و أقتلوه بصاحبكم , و إن لم تكن لكم بينه فإنا نحلف بالله أنا ما قتلنا و لا أمرنا , و لا نعلم لصاحبكم قاتل , و إن لم تريدوا ذلك فنحن ندي صاحبكم بمائة الف درهم , فأصطحوا ) .

ثم في اليوم الثاني أتى الأحنف سيد تميم البصره و معه بعض وجوه مضر إلى حي الأزد فقالوا : ( يا معشر الأزد , أنتم جيراننا في الدار , و إخوتنا عند القتال , و قد أتيناكم في رحالكم لإطفاء حشيشتكم , وسل سخيمتكم , و لكم الحكم مرسلا , فقولوا على أحلامنا و أموالنا , فأنه لا يتعاظمنا ذهاب أموالنا كان فيه صلاح بيننا ) , فقالوا الأزد : ( أتدون صاحبنا عشر ديات من ديات سادات العرب ) , فقالوا تميم و مضر : ( هي لكم ) , فأنصرف الناس و أصطلحوا .

النهايه

تعريف بقمر العراق : هو مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب بن صنيم بن مليح بن شرطان بن معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران (الأزديه) .................
المراجع

-الأشتقاق
-جمهرة أنساب العرب
-الطبري
-الكامل لأبن الأثير

.[/frame]

[سلامة خليل المليحي]

بسم الله الرحمن الرحيم
أخوي إبن مخزوم شكرا إلك على مقالتك اللّي أقل وصف ممكن أقوله عنها إنّها رائعة.
أخوك من فلسطين من قطاع غزّة سلامة خليل المليحي العامري الدوسي الزهراني

[ابن مخزوم]

[frame="7 100"] (((هوامش و تعليقات على نتائج مناخات تميم و الأزد 2)))

في البدايه أود أن أخبركم بأنني قد قرأت من كتاب "نهج البلاغه" , قصيده تخص هذه الحرب التي كانت بين الأزد و تميم , و كان شاعر هذه القصيده , هو الشاعر التميمي الكبير "الفرزدق" , و الذي قال فيها :

و منا الذي أعطى يديه رهينة *** لغارى معد يوم ضرب الجماجم
عشية سال المربدان كلاهما *** عجاجة موت بالسيوف الصوارم
هنالك لو تبغي كليبا وجدتها *** أذل من القردان تحت المناسم

و قبل أن اشرح القصيد , أود في البدايه أن أفك شفرات بعض رموز هذه القصيدة , حتى تساعدني فيما بعد في شرحها , حيث أن الرموز المراد فكها هي كالتالي :

- تعد قبيلة "الفرزدق" من أشرف قبائل تميم , و كانت تسمى (بنو مجاشع بن دارم) , و كانت أيضا تسكن في العراق , و هي التي كانت دائما تقع في معارك طاحنه مع قبيلة الأزد .
- تعد قبيلة "جرير" من القبائل الوضيعه في تميم , و كانت تسمى (بنو كليب بن يربوع) , و كانت تسكن في إقليم نجد .
- "الرهينة" المقصوده في هذه القصيده هو "إياس بن قتاده المجاشعي التميمي" و هو من نفس قبيلة "الفرزدق" .
- "كليبا" المذكوره في القصيده هي قبيلة جرير كما ذكرنا آنفا , حيث شبهها الفرزدق "بالقرود" كما هو واضح من سياق القصيدة .

(((الشرح)))

أتعلمون لمن كان "إياس المجاشعي التميمي" رهينه ؟

أنه كان رهينة لقبيلة الأزد , حيث أن الأزد عندما رضوا بأن يوقفوا الحرب ضد بني تميم , لم يرضوا إلا بشرط أن ترهن قبيلة تميم أعز رجالها عند قبيلة الأزد , ريثما تؤدي قبيلة تميم دية سيد الأزد المقتول و هي تقدر بعشر ديات من سادات العرب , مع دفع دية قتلى قبيلة الأزد و بنو ربيعه في هذه المعركه .

مع العلم بأن قبيلة تميم لم تقتل سيد الأزد "مسعود الزهراني" , و إنما كان قاتلوه من الخوارج , و قد أستطاعوا قبيلة الأزد من أخذ الثأر من هذه الفئه المارقه , و لكنهم في اليوم الثاني تفاجئوا بأن قبيلة تميم تفتخر بقتلها لسيد الأزد في البصره , لهذا قامت الحرب الأهليه فيما بينهم , و التي فيما بعد أستسلمت قبيلة تميم و من معها من قبائل مضر , و رضخت مجبوره لحكم قبيلة الأزد .

و قد ذكر صاحب كتاب "نهج البلاغه" أن سيد تميم البصره "الأحنف بن قيس" قد تعب و جهد في جمع الديه الكبيره لقبيلة الأزد , حيث أن الأحنف قال : ( لقد كثرت علي الديات , فلم أجدها في حاضرة تميم فأضطررت أن أخرج نحو يبرين من بادية تميم , و سألت عن سيد هذه المضارب من بادية تميم , فأشاروا لي إلى قبة (خيمة) , فذهبت إليها و وجدت فيها شيخ , فسلمت عليه و أنتسبت له , فقال لي ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت توفي , فقال لي ما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يحوط العرب و يحفظهم , فقلت توفي , فقال لي فأي خير في حاضرتكم بعدهما , فذكرت له الديات التي لزمتنا من قبيلة الأزد و ربيعه , فقال لي قم , فإذا براعي أراح لي ألف بعير , فقال لي الشيخ خذها فأخذتها , ثم أراح لي ألف بعير أخرى ثم قال لي خذها , فقلت له لا أحتاج إليها , فانصرفت و لا أعلم من هو ذلك الشيخ إلى هذه الساعه ) .

((((((التعليقات))))))

1\ في البدايه أنظروا إلى "الفرزدق" كيف أنه يفخر على أبن عمه "جرير" , بأنهم جعلوا أعز رجالهم رهينه عند الأزد , و هذا شيء عجيب و غريب , إذ كيف المرء يفتخر بأن أعز رجال قبيلته كان رهينه عند الأزد , و هذا أنما يدل على أن الأزد كانت من أشرف قبائل العرب , لدرجة أن الفرزدق كان يفتخر بأنهم رهنوا أعز رجالهم عند الأزد , فيا لها من مفارقه مضحكه , مع إحترامي لقبيلة تميم .
2\ أن الذي قتل سيد الأزد في البصره هم الخوارج و قد ثأرا الأزد منهم , و لكن رجال تميم أفتخروا في اليوم الثاني بأنهم هم الذين قتلوا سيد الأزد , و عندما علم الأزديين بذلك , أرسلوا فرسانهم ليثأروا من قبيلة تميم و من معهم من قبائل مضر, فهاجموا فرسان الأزد البواسل قبيلة تميم , حتى كادوا أن يقضوا عليهم , و عندئذا صاحت و صرخت رجال تميم بالإستسلام , و الحلف بأنهم لم يقتلوا سيد الأزد .
3\ مع أن تميم حلفت بأنها لم تقتل سيد الأزد , لكن قبيلة الأزد لم يرضوا بالصلح إلا بعد دفع عشر ديات لسيدهم من ديات سادات العرب , مع ديات قتلاهم في المعركه , بل و جعل أعز رجال تميم عندهم رهينه , إلى أن يؤدي رجال تميم الديه لقبيلة الأزد , فيا لهذا الإنتصار المشرف لقبيلة "زهران" و قبائل الأزد العظيمه , و يا لهذا الذل" المر" الذي لطالما تذوقته رجال تميم حتى أستزاغته , ليفتخر شاعرهم الفرزدق على أبن عمه جرير , بأنهم جعلوا أعز رجالهم رهينه عند الأزد .

و في الأخير

أقول

أن عنوان المجد

هي قبيلة "زهران" الأزديه [/frame]

[ابن مخزوم]

أشكرك يا أخي سلامه الدوسي على أطرائك و أثرائك علي , فجزاك الله خير "ياصبي دوس" .

[الهجوس]

أبداع كبير هي ما طرزته اناملك التي تحدثت عن تاريخ مجيد لقبيلة الأزد العظيمه فكنت مبدعا و مقنعا في توصيفك و توظيفك لما أخرجته لنا من امهات الكتب في التاريخ العربي .

و لدي سؤال اتمنى ان تجاوب عليه يا بن مخزوم :

كنت قد تحدثت مع بعض رجال تميم عن هذه المناخات و قد أعترفوا لي بأن الأزد قد أنتصروا على تميم و لكن هذا الأنتصار كان لجميع قبائل الأزد على قبيلة وحيده وهي تميم فكان من المفترض أن تكون قبيلة وحده من الأزد تواجه قبيلة تميم و ليس كل قبائل الأزد
فكيف أنت سوف ترد على هذا السؤال ؟

[ابو دجانه الساعدي]

أخي ابن مخزوم مع أحترامي لما كتبت ولكن النفس الذي تكتب به نفس فيه طائفيه وقد حذرنا منه ... وقبائل تميم قبائل شامخه بمجدها وعزها وتاريخها فلها من التاريخ ما لنا ولو أن قبائل الأزد هي من حكمت العرب فتره من الزمن .. ولكن يجب عرض الأحداث بصورة بعيده عن الطائفيه التي نهانا عنها الأسلام .. والأزد أهل أفعال قبل أن يكونوا أهل أقوال...

فنصيحتي لك يبن العم أن تخفف الوطاء . والنعم في قبائلنا وفي تميم وفي العرب أجمعين .

محبك

[ابن مخزوم]

حياك الله يا أخي الهجوس , و شكرا على أطرائك و أثرائك لي , و أما عن سؤالك فأقول لك بعد حول الله و قوته :

إن مدينة البصره أنشأت في عهد الخليفه الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , على أساس أن تكون قاعده عسكريه لجند الإسلام ضد العدو الفارسي المجوسي آنذاك , بحيث تكون هذه القاعدة كمدينه عسكريه , متوفر فيها كل سبل الحياه المدنيه , و التي تساعد الرجل العسكري على العيش فيها مع عائلته , بدل أن يضطر الرجل العسكري في أن يترك معسكره و يذهب إلى أهله في سفرا شاق , مما يسبب له متاعب كثيره وجمه .

لهذا رغب عمر بن الخطاب إلى كل قبائل العرب في الجزيره العربيه , في أن يذهبوا إلى البصره ليكونوا مجندون في ثغر من ثغور الإسلام , و يكونوا في نفس الوقت مستقرين بعوائلهم في هذه المدينه العسكرية ذات الطابع المدني .

لذلك كان من الطبيعي أن يكون أكثر ساكني هذه المدينه من القبائل القريبه منها , و بالتالي سوف تلاحظ ان أكثر ساكني البصرة هي من قبيلة تميم و القبائل المضريه و الربعيه , أكثر منها من الأزديه , مع ملاحظة أن قبائل الأزد هي آخر القبائل التي سكنت في البصرة .

و عندما كانت هذه المدينة من طبيعتها عدم الإستقرار , و كثرت الثورات الهمجيه , كان من واجب القبائل الأزديه أن تتحد مع بعضها حتى تواجه خطر هذه القبائل العراقيه .

فلو أفترضنا أن قبائل الأزد لم يتحدوا و يجتمعوا تحت لواء الأزد , فعندئذا سوف تكون من السهل إختراقها و الإتهامها .

مع العلم أن القبائل المضريه كانت متحده مع قبيلة تميم , و أن القبائل الربعيه كانت أيضا متحده مع قبيلة بكر , لهذا كان من المفترض من قبيلة الأزد أن يتحدوا ضد هذه التكتلات الكبيره , التي كانت موجوده في مدينة البصرة .

لهذا سوف أجمل لك أسباب إتحاد قبائل الأزد في النقاط التاليه :

1\ إتحاد القبائل المضريه و القبائل الربعيه كان يحتم على قبائل الأزد أن يتحدوا لمواجهت هذه التكتلات البصرية .
2\ أن القبائل الأزديه كانت قليله , ضد أعداد القبائل العراقيه الهائله , و التي كانت قريبه من مدينة البصرة , فليس من المعقول أن نطلب من الأزد أن يتفرقوا و يكونون قبائل متفرقه لتكون سهلت الإختراق .
3\ أن المواجهات التي كانت بين الأزد و تميم , هي في الأساس لم تكن مع تميم فقط , بل كانت بين الأزد و مضر التي منها تميم .

ودمت بود

[ابن مخزوم]

حياك الله اخي أبو دجانه .

اتمنى أن تذهب إلى منتديات قبيلة تميم , و سوف تجد العصبيه القبليه بعينها , مع تزييف كبير لحقائق التاريخ , و انا هنا لم أقم ألا بواجبي التاريخي في تصحيح ما قد زيفوه في تاريخنا العربي .

فليس من المعقول أن يقوموا هم بتغيير الحقائق التاريخيه , وجعل قبيلتهم هي المنتصره على قبيلة الأزد , و الواقع التاريخي يقول عكس ذلك , بل كان شاهدا على ذلك شعارائهم كالفرزدق و جرير .

لهذا أعتقد أنني قمت بواجب التصحيح , و لم أقم كما أدعيت أنت , بجرح تاريخ قبيلتهم , كما جرحوا هم في تاريخ قبيلتنا ظلما و عدوانا.

[ثعلبة الأزدي]

الأخ ابن مخزوم بارك الله فيك على هذه القصص الشهيرة والمعروفة

وقبيلة الأزد دانت لها العرب ممثلة بالأنصار رضوان الله عليهم فما بالك بقبيلة واحدة تواجهنا معها

لي بعض الملاحظات فقط اخي الكريم :

1- عندما قتل شيخ الأزد في البصرة غدرا قتل وهو يخطب في الناس بالمسجد رميا من حيث لا يعلم , ومن قام بهذه الفعلة الشنيعة هم الخوارج الأزارقة ( من ربيعة ) فكانت لهم خلافات ماضية مع تميم ولم يجدوا الا هذه الوسيلة الوحيدة للايقاع بعدوهم وبالفعل حدث ماحدث وادعى بعض التميميين قتل شيخ الأزد فكانت المواجهة بين الأزد وتميم قوية أدت الى مقتل الكثير من التميميين على يدي الأزد وعندما علم نافع بن الأزرق الحنفي بأن الأزد قامت بقتل تميم لأن تميم ادعت قتل الأمير مسعود الأزدي أخذ يسخر من تميم ويعترف بقتل أمير أزد البصرة غدرا على يد الأزارقة فقال :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
فتكنا بمسعود بن عمرو لقيله = لببة لا تخرج من السجن نافعا
ولا تخرجن منه عطية وابنه = فخضنا له شوبا من السم ناقعا
وكانت له في الأزد حال عظيمة = وكان لما يهوى من الأمر مانعا
فقالت تميم نحن أصحاب ثاره = ولن ينتهوا حتى يعضوا الأصابعا
ويصلوا بحرب الأزد، والأزد جمرة = متى يصطلوها يصبح الأمر جاشعا
فقل لتميم ما أردتم بكذبة = تكون لها الأوطان منكم بلا قعا[/poem]

ونلاحظ أنه يمدح الأزد في أبياته رغم أن الأزد وقفوا ضد الأزارقة وقفة قوية وهو دليل باعترافه أن الأزد جمرة تكوي من يعاديها , وبرغم ان سيد تميم كما ذكرت الأحنف قد حلف بالله أنهم بريئون من ذلك الا ان ابن مسعود بعد قتاله للخوارج وطردهم من البصرة رفض كلام الأحنف وجعله يدفع الدية مكروها ويدفع دية كل رجل أزدي ويتنازل عن دية كل تميمي وان يأخذ اعز رجل فيهم كرهينة لحين جمع الديات وان لم يتم جمع الديات سيقتل هذا الرجل ومع ذلك وافق الأحنف خوفا من جمرة العرب الأزد وفي ذلك يقول دعبل الخزاعي الأزدي مفتخرا :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
وكنا يوم مسعود بن عمرو = غداة البصرة المتحكمينـا[/poem]

أي أن البصرة أصبحت للأزد وغدا هذا اليوم مفخرة للأزد بين العرب , مع العلم ان أعداد قبائل ربيعة وتميم بالعراق أكثر من الأزد في ذلك الوقت وفوق ذلك تسيدت الأزد قبائل العراق .

2- أعتقد ان مسعود بن عمرو من العتيك ان لم يخب ظني .

3- ردا على أخي الهجوس : المعارك هنا متوازنة , لأن الأزد ليست شعبا مثل كهلان ومضر بل هي قبيلة مثلها مثل مذحج وهوازن وتميم وغيرها فالشعوب هي كهلان وحمير ومضر وربيعة والقبائل الأزد وقريش وطيء وغيرها

اما ما تحت الأزد فهي بطون فزهران بطن وغامد بطن والأنصار بطن وخزاعة بطن والغساستة بطن وهكذا فكيف تريد من بطن واحد ان يواجه قبيلة ألا ترى انها ظلما ! ولكبر قبيلة الأزد العظيمة يعتقد الناس انها شعب مثل كهلان ومضر وربيعة وهو امر غير صحيح فهي قبيلة لا شعب بل أن الأزد القبيلة كانت تواجه مضر الشعب .

4- كانت الأزد ملوك العرب وكان العرب يتقربون لها بكافة قبائلهم ويكيلون لهم المديح فهم سادة العرب وهم أهل النسب والكثرة لذلك سجلت مئات الكتب قصائد المدح فيهم منها قول علقمة الفحل التميمي يمدح الملك الحارث بن جبلة الأزدي :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
ولَسْتَ لإِنْسِيِّ، ولكنْ لِمَلأَكٍ = تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ[/poem]

فهو يرى هذا الملك بأنه ملاك لا بشر واضاف له قدسية التنزيل من السماء !

بل يقول الشاعر الجاهلي المشهور النابغة العطفاني في مدح الملك النعمان بن الحارث الغساني الأزدي :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
سُجُودٌ له غَسَّانُ يَرْجُونَ فَضْلَهُ = وَتُرْكٌ ورَهْطُ الأَعجَمِينَ وَ كَابُلُ[/poem]


وهو بذلك يصف لنا كيف كانت العرب والعجم تسجد لملوك الأزد بسبب عظمتهم

اضف الى ان تميم من القبائل التي كانت تحت حكم الأزد وتدفع لهم خراجا كل عام , وعندما أرسل الملك النعمان بن المنذر الأزدي أخاه الرّيان إلى بني تميم حين امتنعت عن دفع الإتاوة له، فاستاق الرّيان النعم، وسبى الذراري والنساء وهدم دورهم وقتل شبابهم وفي ذلك يقول عمرو بن المُشمرَج اليّشكريّ الربيعي يصف الذلّ الذي لحق بتميم لامتناعهم عن دفع الإتاوة :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
لما رَأَوْا راية النعمانِ مُقْبَلةً = قالوا أَلاَ لَيْتَ أَدْنى دارِنا عَدَنُ


ياليتَ أُمَّ تميمٍ لم تكنْ عَرَفَت = مُرّاً وكانَتْ كَمَنْ أَوْدَى به الزَّمَنُ[/poem]


الى ان اتى الاسلام وساوى بين البشر وانهى الطبقية الجاهلية فالحمد لله , ,

تقبل مني بصدر رحب هذه الاضافات وبالله التوفيق .

[صقر قريش]

خشيت تميم و من معها من الفناء و الموت , ليصيح و يصرخ عقلاء تميم , و يقولوا في ذل و هوان مما أصبحوا فيه : ( الله الله يا معشر الأزد في دمائنا و دمائكم ! بيننا و بينكم القرآن , و من شئتم من أهل الإسلام , فإن كانت علينا بينه أنا قتلنا صاحبكم , فأختاروا أفضل رجالنا و أقتلوه بصاحبكم , و إن لم تكن لكم بينه فإنا نحلف بالله أنا ما قتلنا و لا أمرنا , و لا نعلم لصاحبكم قاتل , و إن لم تريدوا ذلك فنحن ندي صاحبكم بمائة الف درهم , فأصطحوا ) .

النااااااااااااار ما تحرق الا رجل واطيهاااااااااااااااااااا


أن الذي قتل سيد الأزد في البصره هم الخوارج و قد ثأرا الأزد منهم , و لكن رجال تميم أفتخروا في اليوم الثاني بأنهم هم الذين قتلوا سيد الأزد , و عندما علم الأزديين بذلك , أرسلوا فرسانهم ليثأروا من قبيلة تميم و من معهم من قبائل مضر, فهاجموا فرسان الأزد البواسل قبيلة تميم , حتى كادوا أن يقضوا عليهم , و عندئذا صاحت و صرخت رجال تميم بالإستسلام , و الحلف بأنهم لم يقتلوا سيد الأزد


هذا افضل تعريف للمهااايطه .. ان تنسب فعل الغير الى نفسك

تحياااااااااااااااتي لصااااااااااااحب المووضووووووووع