بلدية المندق والعبث بمناطق دوس السياحية.

[فهد سعود الزهراني]

بسم الله الرحمن الرحيم

التخلص من النفايات يا بلديات !!!
في عام 1407هـ نشرت مقال بمجلة تجارة الباحة بعنوان "حرق النفايات على قمم الجبال وبطون الأودية ومنابت الشجر" (عدد :67 / ص 40- 41) تعرضت فيه لخطورة التخلص من النفايات في الأماكن التي يرتادها المواطن للنزهة أو الرعي، وخاصة في الأرياف، والحاجة لمراجعة هذا الموضوع في البلديات والمجمعات القروية واختيار أماكن مناسبة … وفي عام 1420هـ نشرت مقال آخر بعنوان "هيئة وطنية للأمن الغذائي والمائي" بنفس المجلة (عدد 85:/ ص 56) تعرضت لمشكلة مياه الصرف الصحي وضرورة التخلص منها في أماكن مناسبة إذا لم يتسنى تنقيتها والاستفادة منها لأن "تصريفها بطرق غير علمية…، وخاصةً في البيئات الزراعية يؤدي إلى تلف التربة وتلوث المياه الجوفية، وتصبح غير صالحة للاستخدام الآدمي وحتى للزراعة وهذه خسارة مضاعفة، وربما تؤدي مع تقادم الزمن ودون حلول ناجعة إلى تفشي الأمراض"، وتم الإشارة إلى ضرورة "وجود هيئة علمية متخصصة ( الهيئة الوطنية للموارد الغذائية و المائية مثلاً) ملحقة بوزارة الزراعة والمياه أو مستقلة، وترتبط بها مراكز الأبحاث في الجامعات والوزارات، ولها ندوات علمية دورية لمناقشة ومتابعة المستجدات العلمية في تقنية الماء والغذاء".
في عام 1420هـ نشرت مقال ثالث بعنوان "حبوا والجنابين منتزهات لإخفاء النفايات !!" (عدد: 82 / ص. 49)، وتم التركيز فيه على" أزمة بيئية " وقلت "قد تكون الأزمة غير محسوسة للبعض وتتمثل في أن بعض المنتزهات بمنطقة الباحة وربما غيرها من مناطق المملكة مع الأسف الشديد تحولت إلى أماكن لإخفاء النفايات (مزابل ! )"، وذكرت أنه "مع أن الاهتمام بنظافة البيئة المحيطة بالمدينة لا تقل أهمية عن نظافة المدينة..وصحيح أن المدينة واجهة !! ويهمنا أن تكون نظيفة، ولكن ليس على حساب المنتزهات التي تعتبر المتنفس الطبيعي للمواطن… يضاف إلى ذلك أن المنتزهات الطبيعية بيئات راعي ومشارب طبيعية للأغنام والحيوانات البرية وبها ثروات من النباتات النادرة".
لقد ذكرت مثال لذلك ببلدية بالجرشي التي "تتخلص من النفايات بكل أنواعها بمحاذاة طريق السيارة المؤدي لوادي الجنابين على قمة أحد الجبال "ظهر النصب " ، و هذا الموقع جزء من أحد أهم و أجمل المنتزهات الطبيعية التي تشمل "بين الجرفين".. حبوا العليا.. حبوا السفلى ووادي الجنابين " … حيث تترك النفايات عشوائياً في العرى أو تحرق وأحيانا تطمر جزئيا في قمة الجبل !! (دون اعتبار للعوامل الجوية)، وسواء حرقت أو طمرت فأضرارها المدمرة للتربة والنباتات تصل أيضاً إلى مياه الأودية السطحية والجوفية" ، وأشرت إلى أن " الموضوع يحتاج إلى توجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود للجهات المسئولة بالبحث عن مكان مناسب لجمع النفايات الصلبة والسائلة"، وأنهيت المقالة بـ "أن البيئة والمحافظة عليها أمانة في أعناقنا و نحن مسئولين عنها أمام الأجيال القادمة فهل نستطيع تسليمهم إياها بأقل ما يمكن من تلف ؟!.
ومع شديد الأسف زرت الموقع هذا العام والجديد نقل الموقع إلى مسافة أقرب من وادي الجنابين والحق به مستنقعات الصرف الصحي!!!.. فمتى يا ترى يختفي هذا الخلل البيئي؟ ويتم طمر النفايات بطريقة علمية بدل تركها ف العراء أو حرقها، وهل ننتظر حتى يحل وافد جديد لا يقل خطورة عن "حمى الوادي المتصدع" ؟ أمل من سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود يحفظه الله وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد توجيه البلديات والمجمعات القروية على مستوى المنطقة باختيار مواقع مناسبة للتخلص من النفايات. أسف لتكرار ما سبق نشره وسامحونا !!
أ.د. علي بن أحمد الرباعي / جامعة الملك عبد العزيز
منقول