منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات المتخصصة > تاريخ زهران

الملاحظات

الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش


تاريخ زهران

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2008, 02:39 PM
الهوتي الهوتي غير متواجد حالياً
 






الهوتي is on a distinguished road
3 الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش

بسم الله الرحمن الرحيم



(( الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش ))



بسم الله و الصلاة و السلام على رسوله الله وآله الأطهار و أصحابه الأخيار وبعد ..


كنت قد تحدثت عن أصول القومية البلوشية في عدة مواضيع سابقة و جمعتها في موضوع :
(( أصل البلوش بين التعريب والتفريس )) و الذي قد كان أبطل جميع الشبهات التي أثيرت حول أصل البلوش و نسبتهم إلى الفرس أو العرب و غيرهم و قد أثبت بالأدلة الدامغة و البراهين الساطعة هشاشة حججهم و تصدع بنيانهم في الدفاع عن خديعة عروبة البلوش و لم أدع ثغرة و لا مجالاً للرد والجواب فكان مفحماً مدعماً بالأدلة التاريخية من قلب المراجع العربية و الإسلامية قبل غيرها ..

و عرجت في الموضوع على الكتب التي تدعي لهذه الخرافة (( عروبة البلوش )) و بينت زيف محتواها و ما احتوته من تحريفات و تزييف للتاريخ ، و من بين الكتب التي فضحت حقيقتها كتاب (( البلوش تاريخ وحضارة عربية )) لصاحبه الدشتي ، و سأفصل الرد على هذه الكتاب و إدعاءات صاحبه بالتفصيل لما لقاه هذه الكتاب من رواج بين العامة وانتشاره على شبكة الأنترنت ..

و هذه هي النبذة التي ذكرتها حول هذه الكتاب في موضوع (( أصل البلوش بين التعريب والتفريس )) :


ومن ثم ظهر بعده فالتسعينات كتاب((البلوش تاريخ وحضارة عربية)) لصاحبه
(( محمد إسماعيل دشتي)) .



ويغض النظر عن محتوى هذه الكتاب الذي حتى لا يستحق أن يسمى كتاب حيث لم يكن أكثر عن سرقة محترفة لي كتاب (( بلوجستان ديار العرب )) أم القسم الثاني من الكتاب فقد أخذه من كتاب (( تاريخ تمدن بلوجستان )) لصاحبه (( إيرج أفشار السيستاني )) ، بالفعل كانت سرقة محترفة للكاتب تدعو للإعجاب !!


وحوي الكتاب العديد من النغزات في أصل البلوش حيث كان يشير المؤلف إلى أن البلوش صحيح وإن كانوا عربا على حد زعمه فهم مختلطون متجانسون في العرق مع الفرس !!

فهم جنس مهجن ما بين العرب والفرس !!

ويضيف بأن البلوش كانوا أسرى عند الكسرى أنوشروان وهم الذين قد كانوا جيشه عندما أعان سيف بن ذي اليزن ( راجع صـ 14) .

فلم يذكر في أي مرجع تاريخي أن الجيش الفارسي في عام ( 562- 572) ميلادي كان يتكون من البلوش !




بل ويخالف هذه المنطق والواقع حتى في كون البلوش هم أعداء الفرس الأزليين ، فكيف يكونون في جيشه وتحت أمرته من فارس إلى اليمن ؟!

ولم يقف عند هذه الحد بل زعم أن سواحل بلوشستان هي سواحل فارسية وليست بلوشية ويضيف أن البلوش هم كانوا عون الفرس في أقامة إمبراطوريتهم ودافعوا عنها وحموها : (( وهم البقية الباقية في السواحل الفارسية التي استعانت بهم لبناء الإمبراطورية وحماية حدودها الشرقية ))
( راجع صفحة 18) .

ويضيف أيضا بأن البلوش من الأصل الآري وقد امتزجوا مع العرب أثناء هجرتهم وبذلك قد أصبحوا عرباَ !


فهم الجنين المشوه الناتج عن تمازج العرب بالعنصر الآري !





و أعرض الآن محتوى هذه الكتاب و خصوصا مقدمته التي أنفرد بها الكتاب عن الكتابين السابقين حتى لا يكون نقلا كاملا لهما .. فكان إضافة للتحريفات و التزوير ليس فقط للتاريخ البلوشي وبل والعربي ايظا !



لقد قصدت من هذا البحث عن أصول قبائل البلوش إماطة اللثام عن نسبهم وإلى من ينتمون وأنا من خلال هذا البحث لن أذهب بعيدا بل سأستشهد من أقوال هذه الكاتب و ( من فمه أدينه )



المقدمة


يقول ( محمد إسماعيل دشتي ) في مقدمته عن أصول البلوش : ( هناك عدد من المؤرخين والكتاب غير قليل ممن حرروا وكتبوا كتبا منذ العهد اليوناني في تاريخ وحضارة الأقوام والطوائف والقبائل
( البلوشية ) العريقة . إذا ومن خلال ما قاله ( محمد أسماعيل دشتي ) في مقدمته عن تاريخ البلوش نستنتج أن هؤلاء ( المؤرخين ) الذي أستشهد بآرائهم عن أصل البلوش قد تضاربت أقوالهم هل هم عرب أو هم من أصل الفرس . ولكنه يرى أنهم من العرب وسوف نعرض عليكم دلائل من أستشهاداته و مزاعمه حول أصولهم العربية الزائفة .


فالاستشهاد الأول الذي يعرضه علينا في عروبة البلوش قوله :


( بينما هم الأساس في قيام الدولة (الحميرية) ممن أعانوا القائد اليمني (سيف ابن ذي يزن) في تحرير اليمن وحضرموت من الاستعمار الحبشي أبان عهد أبرهة الأشرم ) .

ففي الاستشهاد الأول يقر أن الذين حرروا اليمن من الأحباش هم ( البلوش ) وليس كما ذكرته كتب التاريخ أنهم ( الفرس ) .

ولمناقشة هذه المسألة يقول ( ابن كثير ) في كتابه ( البداية والنهاية ) :

الجزء / الثاني / ص / 177– 178 باب ( خروج الملك عن الحبشة ورجوعه إلى سيف بن ذي يزن ) :

( فجمع كسرى مرازبته فقال لهم ما ترون في أمر هذا الرجل ( أي سيف بن ذي يزن ) وما جاء له ؟ فقال قائل : أيها الملك إن في سجونك رجالا قد حبستهم للقتل فلو أنك بعثتهم معه فإن يهلكوا كان ذلك الذي أردت بهم وإن ظفروا كان ملكا أزددته فبعث معه كسرى من كان في سجونه وكانوا ثمانمائة رجل و أستعمل عليهم ( وهرز ) وكان ذا سن فيهم وأفضلهم حسبا وبيتا فخرجوا في ثمان سفن فغرقت سفينتان ووصل إلى ساحل عدن ست سفائن)



فهنا لم يقل ابن كثير أنهم من ( البلوش ) بل قال ( رجالا قد حبستهم للقتل ) بل وعين عليهم رجلا منهم وهو أفضلهم حسبا وبيتا أسمه ( وهرز ) وهذا الأسم بالطبع فارسي وليس بأسم عربي .


ولكن ( محمد أسماعيل دشتي ) يعقب على كلامه السابق فيقول :


(إنهم عرب الدولة العربية الماكيانية ذوي الأصول العربية الحرة الأبية التي هاجرت من الجزيرة العربية وأستوطنت السواحل المكرانية والعمانية) .

بل هو يذهب أبعد من ذلك فيقول :

( فسجن منهم عددا غير قليل من الذين هاجروا فيما بعد مع جيش القائد اليمني ( سيف ابن ذي يزن ) فعادوا عربا أحرارا حيث أمتزجوا وتزاوجوا مع أهاليهم القدامى عرب اليمن )

ويقول أيضا : ( ثم ادت الحوادث التالية والظروف المعيشية الحيوية وبوجود أجواء الحرية والماء والخضرة ومناجم النحاس والفضة وجبال الحجار الكريمة إلى بقاء هؤلاء للعمل والإستقرار حيث تمت فيما بعد وبمرور الزمان أختلاط بلوش بلوشستان بالقبائل العربية اليمنية بالمزاوجة فكانت النتيجة أمتزاج التقاليد والعادات والأعراق الإنسانية الفطرية ونشأة القبائل المختلفة )

ويقول أيضا : ( ثم جاءت القحطانية اليعربية لتتوج هذه النشأة الأصلية باللغة العربية المكتسبة من القبائل العادية ( يعني قبيلة عاد البائدة ) المتبقية في الأحقاف أصبحت الحروف العربية الأبتدائية الأوضح والأيسر في البيان هي اللغة المشتركة لهذه القبائل المتحدة )


وهو يعني إلى ما لايدعوا إلى الشك ان هذا الجيش ذا الأغلبية البلوشية قد تزوجوا من بنات قبائل اليمن وأمتزجوا معهم .
وكان من نتاج هذا الأمتزاج أن نشأت القبائل ذوات الأصل اليمني .


ثم يعقب فيقول ثم جاءت القحطانية اليعربية لتتوج هذه النشأة الأصلية باللغة العربية المكتسبة من القبائل العادية ) !

فهل يعني بذلك أن القحطانيين هم بالأصل نتاج هذا الامتزاج والتزاوج بين ( البلوش ) ذوي الأصول العربية من بقايا دولة ( الماكيان ) العربية الخرافية في مكران وبين القبائل العربية اليمنية ؟ !

أم أن القحطانيين أتوا إلى اليمن باللغة العربية والتي هم أكتسبوها من بقايا قوم عاد ؟

وأما عن باقي القبائل البلوشية والتي مكثت في مسقط رأسها في مكران فقد قال عنها(محمد أسماعيل دشتي)

: (فقد أنقسمت إلى قسمين بعضها أختلط بالقومية الفارسية لغة ومذهبا في مشهد وكرمان وهمدان وفارس ، فيما بقيت فئة ثانية مصرة ملتزمة بلغتها المكرانية وقوميتها العربية الأصيلة حتى أيام السيطرة اليونانية التي هزمت الأمبراطورية الفارسية ) .

ويذكر أيضا أن البلوش بعد الهجرة الأولى مع الجيش الذي أتى مع ( سيف بن ذي يزن ) قاموا بهجرة ثانية إلى اليمن وذلك بعد سيطرة اليونان على الفرس ويقول :


( هكذا امتزج البلوش الماجرون ( هكذا كتبت ولعله يقصد المهاجرون ) ثانية واليعربية الأصلية بمطلق الحرية ومن منطلق أختيار الطريق الأسهل) .

إلى آخر ما قاله :
فمن هذا نستنتج أن في الهجرة الثانية تم الإمتزاج مع القبائل اليمنية كما في الهجرة الأولى مع الجيش القادم من فارس لتحرير اليمن من الإستعمار الحبشي .



فينشأ الدشتي بإدعاءاته التي لم ينزل الله بها من سلطان ولم يذكر أحد غيره حتى جاء بهذه الاختراع الجديد و التي أثارها حول علاقة( البلوش ) مع قبائل اليمن وهذه العلاقة التي أثمرت بعد امتزاج وتزاوج ما بين الجيش الذي يقول عنه ( دشتي ) أنه ذا أغلبية بلوشية مقهورة ومحكوم عليهم في سجون الفرس الساسانيين بالإعدام واللذين هم عند ابن كثير ( سجناء) ولم يقل عنهم أنهم من
( البلوش) و على ذلك المؤرخين قاطبة وكما ذكر عن قائدهم وأسمه ( وهرز )




فأقول للدشتي ضع تواريخ زمنيه على هذه الحقبة إن وجدت فعلا !!

هل قحطان تكلمت العربية بعد اختلاط قبائلها مع قبائل البلوش كما ورد وهم اللذين أعانوا سيف بن ذي يزن اليعربي صاحب الاسم العربي ومن بعد هذه الواقعة تزواج البلوش مع قحطان ومن بعدها ظهرت اللغة العربية كما ورد صاحبنا الدشتي !!


فهل يعني بذلك أن القحطانيين هم بالأصل نتاج هذا الأمتزاج والتزاوج بين( البلوش ) ذوي الأصول العربية الخرافية الأسطورية في مكران وبين القبائل العربية اليمنية ؟!


أم ان ( القحطانيين ) أتوا إلى اليمن باللغة العربية والتي هم أكتسبوها من بقايا قوم عاد ؟


يقول ( دشتي) :

( حيث تمت فيما بعد وبمرور الزمان أختلاط بلوش بلوشستان بالقبائل العربية اليمنية بالمزاوجة فكانت النتيجة أمتزاج التقاليد والعادات والأعراق الإنسانية الفطرية ونشأة القبائل المختلفة ) .


فما معنى هذا الكلام وبالذات قوله (ونشأة القبائل المختلفة )؟

هل معنى ذلك أن هذا الجيش الذي يقول عنه ( دشتي ) أنهم من المساجين المضطهدين من ( البلوش ) والذين أتوا محررين بلاد اليمن من بطش الأحباش هم باختلاطهم وتزاوجهم مع قبائل اليمن هم أساس نشأة القبائل المختلفة ومنها القحطانية؟

وهنا انا أستفسر ردا على ما قاله ( دشتي ) من خلال قوله ( ونشأة القبائل المختلفة )
فهل يعني جميع القبائل اليمنية القحطانية ؟


أما عن المورد الثاني فهو يقول :

( ثم جاءت القحطانية اليعربية لتتوج هذه النشأة الأصلية باللغة العربية المكتسبة من القبائل العادية ) لاحظ هذه الجملة : ( باللغة العربية المكتسبة من القبائل العادية )

وهو يعني أن قحطان أكتسب اللغة العربية من بقايا قوم عاد .
أبحث في المراجع التاريخية وأتي لنا بما يؤكد أو ينفي هذا الكلام .





وهذه بعض الأدلة على إقامة الفرس في اليمن وليس البلوش إلى عهد الإسلام :


(( وملك سيف اليمن، وكان أبوه من ملوكها. وخلف وهزر نائبا على اليمن في جماعة من الفرس ضمهم إليه، وجعله لنظر ابن ذي يزن وأنزله بصنعاء )) تاريخ ابن خلدون الصفحة 446 )) .

((وقال ابن حزم: إن عامر هو ذو يزن قال ومن ولده سيف بن النعمان بن عفير بن زرعة بن عفير بن الحرث بن النعمان بن قيس بن عبيد بن سيف بن ذي يزن الذي استجاش كسرى على الحبشة وأدخل الفرس إلى اليمن))تاريخ ابن خلدون الصفحة 558)) .

(( باذان الفارسي من الأبناء، وهم من أولاد الفرس الذين سيرهم كسرى أنو شروان مع سيف بن ذي يزن إلى اليمن لقتال الحبشة، فأقاموا باليمن ، وكان باذان بصنعاء فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وله أثر كبير في قتل الأسود العنسي، وقد أتينا على خبره في الكامل في التاريخ.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي)) أسد الغابة ، ابن الأثير الصفحة : 102 .
(( وكان سيف بن ذي يزن المذكور، قد اصطفى جماعة من الحبشان، وجعلهم من خاصته، فاغتالوه وقتلوه، فأرسل كسرى عاملاً على اليمن، واستمرت عمال كسرى على اليمن إلى أن كان آخرهم باذان الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسلم، ثم صارت اليمن للإسلام)) المختصر في أخبار البشر ، أبو الفداء الصفحة : 43 .

(( ثم لما مات وهرز ملك ابنه البنجان بن وهرز ثم مات وبعث كسرى باذان فلم يزل عليها إلى أن بعث الله نبينا محمد صلعم فاتبعه وآمن به)) البدء والتاريخ ، ابن المطهر الصفحة : 184 .

((كنيته أبو عبدالله، ومنبه بن كامل بن سيج-وقيل: شمخ-من الفرس الذين بعثهم كسرى مع سيف بن ذي يزن لقتال الحبشة. وكان وهب من القراء الفقهاء العلماء بالكتب السالفة)) نور القبس ، المرزباني الصفحة : 127.




و تفنيداً لرأي ( محمد إسماعيل دشتي ) فيما ذكره عن التزاوج والامتزاج مع القبائل اليمنية بدعوى أن الجيش الذي قدم من بلاد فارس ذا أغلبية ( بلوشية ) وهذا ما تعارضه كتب التاريخ المعتمدة لدينا .
فإذا كان الدشتي و من على شاكلته محقا في دعواه بعروبة ( البلوش ) الزائفة لأخذ بمصادر التاريخ والأنساب العربية ولكان كفاه ذلك في الرد على مزاعمه دون المصادر الأجنبية .
ولكنه تراه يسرد أقوالا وحكايا عن ) البلوش ( هي أقرب للأساطير منها من الواقع وهذا ما لمسته في مؤلفه الوحيد والشهير عن قبائل البلوش .


فمثلا تراه يقول عن أصول البلوش العربية المزعومة :


( وان ذهبت لغتهم العربية وأصبحت بلوشية إلا أن التقاليد العربية الأصيلة ظلت متجذرة في أعماق وجدان كل بلوشي حر أبي . ان الأعراف والأخلاق والتقاليد الأصيلة هي التي تبقي الشعوب والقبائل متماسكة لقد بقيت دماء اليمانية والنزارية والقيسية العربية تجري في عروقهم وكذلك عادات وتقاليد وأعراف بني تميم وكنانة وبكر ومضر قائمة في مضارب القبائل البلوشية )


يعني أن الأصول القحطانية والعدنانية قاطبة تختلط في دماء ( البلوش ) !!

ونسأل الدشتي في أي مرجع ذكر تحدث البلوش باللغة العربية قبل البلوشية ؟!


ولكنه يعود فيقول :


( أن الأصل البلوشي ينتمي إلى يعرب بن قحطان عليه السلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وذلك ان البلوش هم أولاد محمد بن أسحاق بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام ) !!!


وأنا أسئل لماذا يقول عن يعرب بن قحطان عليه السلام ؟ هل هو نبي من الأنبياء ؟

وثانيا عن نسبة البلوش إلى محمد بن إسحاق بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود هذه النسبة لا أساس لها من الصحة مطلقا في كتب الأنساب ولم يقل بها أي مؤرخ فلا أدري من أين أتى بها قصاصنا الدشتي .

وعلى تقدير أن الذي قاله صحيح وإن لم يكن فنسب ( البلوش ) إذا ليسوا من حمير لأن حمير من أبناء عامر وهو سبأ بن يشجب بن يعرب .


وهذا ما ذكره أبن حزم في كتابه الجمهرة ص / 329 يقول :

( اليمانية كلها راجعة إلى ولد قحطان ولا يصح ما بعد قحطان فولد قحطان أربعة عشر ولدا يعرب منهم . فولد يعرب يشجب وفيهم الجمهرة والعدد . فولد يشجب سبأ وهو عامر فولد سبأ كهلان والعرنجج وهو حمير وفيهما العدد) .


فهنا لا يوجد أسم لمحمد ولا إسحاق ولا أدري لعل هذين الأسمين قد أخترعهما من مخيلته وهو بالطبع غير صحيح من ناحية النسب .


والأمر الآخر فإن الأستاذ الدشتي قد ناقض نفسه بنفسه عندما ذكر :


( ثم جاءت القحطانية اليعربية لتتوج هذه النشأة الأصلية باللغة العربية المكتسبة من القبائل العادية ( يعني قبيلة عاد البائدة ) المتبقية في الأحقاف ) .


فإذا هو قد نسب البلوش إلى قحطان بن هود فيجب أن يكون عربيا بالفطرة لأن سيدنا هود عليه السلام من الأنبياء العرب كما أخبر عنهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فكيف يكون قحطان أكتسب اللغة العربية من قوم عاد وهو بالأصل أبن نبي منهم ؟
هذا إذا أخذنا بمقولة الذين ينسبون قحطان إلى سيدنا هود عليه السلام
أليس هذا تناقضا بينا أيها الأخوة؟





كنت قد ذكرت لكم سابقا ما ذهب إليه ( دشتي ) بقوله :
( ثم جاءت القحطانية اليعربية لتتوج هذه النشأة الأصلية باللغة العربية المكتسبة من القبائل العادية )



للتعليق على ما ذهب إليه ( دشتي ) أقول :
إن المتتبع لما ذكره الدشتي عندما قال :

وهو يعني بالطبع قحطان أبو العرب العاربة اليمانية فماذا يتبادر إلى ذهنه ؟

سيقول أن قحطان بالأصل ليس عربي اللسان ؟
بل هو مكتسب من إختلاط قحطان ببقايا قوم عاد .
فهل ترضى القبائل القحطانية هذا الكلام ؟

بالطبع كلا وضعوا تحت كلمة ( كلا ) ألف خط أحمر

وانا أوافقهم فيما يقولون وأبصم بالعشرة فيما يذهبون إليه .

لأنه توجد دلائل كثيرة من كتب التاريخ تثبت أن الله سبحانه وتعالى أنشأ قحطان عربي الفطرة واللسان .
قديم 07-03-2008, 02:40 PM   #2
الهوتي
 







 
الهوتي is on a distinguished road
افتراضي رد : الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش

(2)





على العكس مما ذكره السيد ( دشتي ) وها انا أسوق إليكم الدلائل من كتب التاريخ المعتمدة عندنا فمنها :


(( أبن الأثير : (وولد لأرفخشذ بن سام ابنه قينان، كان ساحراً، وولد لقينان شالخ بن أرفخشذ من غير ذكر قينان لما ذكر من سحره، وولد لشالخ غابر، ولغابر فالغ، ومعناه القاسم، لأن الأرض قسمت والألسن تبلبلت في أيامه، وقحطان بن غابر، فولد لقحطان يعرب ويقظان، فنزلا اليمن، وكان أول من سكن اليمن وأول من سلم عليه بأبيت اللعن، ) . الكامل في التاريخ / ص / 25 . ))


(( أبن ماكولا : (هو قحطان بن هود بن عبد الله بن الجلود بن عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام ) الإكمال / ص / 65 . 2 0
أبن ماكولا أيضا : (وأما يقطن أوله ياء مفتوحة معجمة باثنتين من تحتها وآخره نون فهو يقطن بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، قال ابن الكلبي: هو اسم قحطان الذي تنسب إليه اليمن؛ وقيل اسمه يقطان. ) الأكمال / ص / 79 .))

وهنا له قولان قول ان قحطان بن هود . والقول الثاني هو قحطان ( يقطن ) ابن عابر وهو يوافق قول أبن الأثير .


(( السيوطي : ( قال: وقد رُوي عن ابن عباس: أول من تكلم بالعربية المحضة إسماعيل، وأَرادَ به عربيةَ قريش التي نزل بها القرآن، وأما عربية قَحْطان وحِمْير فكانت قبلَ إسماعيل عليه السلام. ) المزهر / ص / 8 4 0
4 0أبن الجوزي : (وولد لعابر أيضاً قحطان، وقحطان أول من ملك اليمن وأول من سُلًم عليه "أبيت اللعن".) المنتظم / ص / 42 . 5 0 ))

((الطبري : (فولد لقحطان يعرب ويقطان ابنا قحطان بن عابر بن شالخ، فنزلا أرض اليمن، وكان قحطان أول من ملك اليمن، وأول من سلم عليه "أبيت اللعن"، ) تاريخ الرسل والملوك / ص / 76 . ))

فهذه أدلة تثبت عروبة قحطان وأنه ليس كما ذكر ( دشتي ) أنه أكتسب اللغة العربية من بقايا قوم عاد .

والدليل على ذلك وبإجماع مؤرخي العرب أن في عهد جد قحطان ( فالغ ) تبلبلت ألسن الناس فصار كل قوم يتكلمون بلغة معينة وبالطبع اللغة العربية من هذه اللغات والتي تكلم بها قحطان بالفطرة والجبلة التي خلقه الله عليه والدليل على عروبته الأصلية أنه أول من ملك اليمن هو قحطان وبنيه وأول من حيوه بتحية العرب القديمة ( أبيت اللعن ) وهي تحية العرب في الجاهلية الأولى .

النقطة الثانية والتي أثارها المؤرخ ( دشتي ) هي قوله :


( إن تاريخ البلوش ينقسم بين ضفتي السواحل المكرانية والعمانية إلا أن في عمان ذابت الفوارق والأخلاق ونجمت عنها قبائل تغلب عليها الطبائع واللغة العربية وفي بلوشستان كانت الدراسة ضرورية لكن قبل المضي إلى السواحل يستوجب شرح أهم القبائل والطوائف العمانية ذات القومية البلوشية العربية وأهم هذه القبائل كانت الأزدية واللخمية التي دعاها الحنين للعودة من اليمن وحضرموت والعيش والإستيطان بقومية عمانية في المناطق التي تم شرحها ) .


وللتعليق على هذا الكلام أقول :

من خلال تتبعي لما قد أفصح عنه المؤرخ ( دشتي ) يتبين أن هناك سر خفي يريد أن يصل إليه و تخبطا واضحا للسرد التاريخي لمنطقة عمان قبل مجيء قبائل الأزد ومن تبعهم من حمير وقضاعة إلى عمان وذلك بعد أنهيار سد مأرب .

وقد خلط ( دشتي ) الحابل في النابل فمثلا لو لاحظتم قوله :

((إن تاريخ البلوش ينقسم بين ضفتي السواحل المكرانية والعمانية إلا أن في عمان ذابت الفوارق والأخلاق ونجمت عنها قبائل تغلب عليها الطبائع واللغة العربية يستوجب شرح أهم القبائل والطوائف العمانية ذات القومية البلوشية العربية وأهم هذه القبائل كانت الأزدية واللخمية التي دعاها الحنين للعودة من اليمن وحضرموت والعيش والإستيطان بقومية عمانية في المناطق التي تم شرحها )).


فما معنى هذا الكلام ؟


من ملاحظتي لهاتين الفقرتين من كلام المؤرخ ( دشتي ) علمت أنه يقصد من الفقرة الأولى :

(( أن هناك قوم من العرب كانوا أساسا في بلوشستان وأن هؤلاء القوم ذابوا وأختلطوا مع الأقوام الموجودين في عمان ( وأعتقد أنه يعني بعض القبائل العربية قبل إنهيار سد مأرب))

وكانت نتيجة هذا لإندماج أن وجدت قبائل تغلب عليها الطبائع واللغة العربية ؟؟؟؟؟



وأنا أسأل هل كانت هناك قبائل عربية في عمان قبل أن يأتي إليها العرب قبل إنهيار سد مأرب ؟


فلندع مؤرخي العرب وخاصة مؤرخي عمان يفصحون عن هذا الأمر :


السالمي : ( وسيأتي أن عمان كانت قبل العرب في يد الفرس وأنها صارت إليهم بعد سيل العرم بعد حروب كانت بينهم شديدة ) تحفة الأعيان / ص / 7 . )


ويقول أيضا : ( وتقدم مالك بن فهم في قبائل الأزد ومن معه من أحياء قضاعة إلى أرض عمان فوجد بعمان الفرس ( وليس البلوش كما يقول ( دشتي ) ) من جهة الملك دارا بن دارا بن بهمن بن أسفيديا وهم يومئذ أهلها وسكانها والمتقدم عليهم المرزبان عامل ملك فارس ) تحفة الأعيان / ص / 23 . )


فكما تلاحظون أخوتنا الأكارم أن المؤرخ العماني نفى مزاعم ( دشتي ) فيما ذكره آنفا بل قال أن هناك حروبا طاحنة جرت بين الفرس والعرب في عمان والمؤرخ ( دشتي ) يقول :

(إلا أن في عمان ذابت الفوارق والأخلاق ونجمت عنها قبائل تغلب عليها الطبائع واللغة العربية)

فأي فوارق هذه التي يدعيها ما دام أن العرب أخذوا عمان بقوة السلاح والحرب وسفك الدماء ؟

أما في الفقرة الثانية فإن المؤرخ دشتي يحاول أن يقول أن الأزد ولخم أو بمعنى أدق القبائل القحطانية التي أتت إلى عمان هي ذات أصول بلوشية أولية.

وهو ما عناه بقوله يستوجب شرح أهم القبائل والطوائف العمانية ذات القومية البلوشية العربية ) .


فبالله عليكم هل يصدق هذا الكلام أحد من القبائل القحطانية ؟!

إن ما ذكره المؤرخ دشتي آنفا عار عن الصحة ولا يصدقه أحد من المؤرخين العرب القدامى والمحدثين .

أما عن السر الخفي الذي يضمره دشتي فقد أظهره قوله :


( يعود أصل القبائل العمانية وطوائفها إلى قبيلتي الهناوي والغافري وكما سبق أن ذكرت القبائل تكونت من التجمعات العرقية والقومية الآرية والسامية المختلفة)

وضعوا ألف خط أحمر تحت قوله : (( التجمعات العرقية والقومية الآرية والسامية المختلفة )) ؟؟!

وهنا أنكشف سر صاحبنا الدشتي في قوله هذا .

فهو يريد ان يقول عن العرب و البلوش أنهم خليط من الشعوب ما بين آرية وسامية.

و أن العرب ليسوا منحدرين من جدين متأصلين في العروبة أعني بذلك جدي العرب عدنان وقحطان .

أيحتاج هذا الأمر إلى تعليق ؟

لابأس سنعلق على قضية الشعوب الآرية والشعوب السامية .

من المعلوم وكما ورد في كتب التاريخ المعتمدة عندنا أن سيدنا نوح عليه السلام أنجب أربعة من الولد وهم :


1-سام وهو أبو الشعوب العربية والبابلية والأشورية والسريانية و البلوشية ( عن طريق مكران بن فارك بن سام بن نوح و ايظا الملك البابلي بيلوس كما أثبتنا في موضوع أصل البلوش بين التعريب والتفريس و ايظا في الريحان في أديان و مذاهب بلوشستان)
2- حام وهو أبو القبط والحبشة والسودان والهند والسند والبربر
3- يافث وهو أبو الصين والترك والصقالبة واليونان والروس والفرنجة ذوي البشرة البيضاء والشعر الأشقر والعين الزرقاء وبالطبع هؤلاء الآريين هم من بنو يافث بن نوح والذي أنحدر منهم بعض قبائل الهند وشمال بلاد فارس والأوربيين الحاليين .
4- كنعان وهذا الذي غرق أيام طوفان نوح عليه السلام ولم يركب مع الذين أمنوا مع نوح في الفلك .


أما عن العرب والذين ينحدرون من ذرية سام بن نوح عليه السلام فقد اجمع مؤرخي ونسابة العرب قديما وحديثا بشعبيها قحطان وعدنان أنهم يجتمعون إلى جد واحد وهو: ( عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ) .

وعابر هذا كما ذكره المؤرخ العربي ( محمد أمين البغدادي والشهير بال****ي ) في كتابه ( سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) يقول عنه :

(وسماه العراقي عبير كجعفر وهو نبي الله هود عليه السلام قال القرماني في تاريخه كان أشبه ولد إرم به وكان أدم اللون ( يعني أسمر كسمرة العرب ) كثير الشعر حسن الوجه وكان تاجرا وكان من صميم قومه وأشرافهم وعاش مائة وأربعة وثلاثين سنة وقبره في حضرموت وقيل بجامع دمشق وفي عابر يلتقي الحيان عدنان وقحطان كما قال القضاعي :
إلى عابر ألقى معدا وتلقاني ) ص / 44 . ) .


وكذلك من ذرية سام بن نوح ينحدر العرب البائدة مثل عاد وثمود وطسم وجديس وجاسم وعمليق وغيرهم
.
والمؤرخ ( دشتي ) لسبب ما يحاول أن يقول لكم أنكم يا عرب مخلوطين من شعوب آرية قدمت من بلاد فارس مع شعوب سامية ولكن ليست عربية وشكلت نواة قبائل العرب الأولى .

هل أتضحت أمامكم الصورة الآن .

وهو يؤكد على قوله الأول بقول أشد غرابة منه فيقول :

( وقد كانت اليمن – حضرموت مهد نشأة هذه القبائل ( يعني الخليط من الشعوب الآرية مع الشعوب السامية ) والطوائف ثم بلاد عمان وسواحل مكران الموطن الأصح للقبائل البلوشية الآرية ) :


فلا أدري هل أهل القبائل القحطانية اليمنية العريقة في عروبتها تقبل بكلام مثل هذا الكلام ؟

قال الله تعالى ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )

فمراد الدشتي أن ينسب البلوش للعرف الآري الفارسي و يدعي أمتزاجهم بالعرب .. فهم لا يحرف
تاريخ البلوش فقط بل و تاريخ العرب و أصولهم و يقول بأنهم مزيج من العرقينن السامي و الآري !
وهذه بالطبع يجمع العرب على رده قبلي و قبل البلوش .




ويقول السيد ( دشتي ) في معرض حديثه عن أصل البلوش :

( في هذه الأثناء كانت القبائل البلوشية تحيا في منطقة عمانات والريدان وسموا الريدانيون أو ذو ريدان وأزدادت الهجرة الثانية من السواحل الفارسية وبالأخص من همدان إلى هذه الدويلات الغنية بالموارد الطبيعية ) .


ويقول أيضا :
( فاستقوت الفارسية القريبة إلى بلاد اليمن وعن طريق القبائل البلوشية بنت أستحكامتها داخل اليمن وعمانات حضرموت) .


ثم أنظروا إلى هذا الكلام الغريب العجيب :

( هنالك قويت الأواصر السامية الفارسية الآرية العربية وأمتزجت العادات والتقاليد وتوحدت مبدأ ومذهبا أو تقاربت بالمزاوجة الحرة) :


إن المتأمل لهذا الكلام من الأستاذ ( دشتي ) سيفاجئ بهذا السيل من المتناقضات الخطيرة تاريخيا وعربيا بالذات والتي تخص جزء هاما من الجزيرة العربية آلا وهي عمان واليمن .


فهذا المؤرخ ولا أدري لأي سبب يريد ان يوحي للقارئ أو يشككه في عروبته وفي إنتمائه الصريح إلى مسقط رأس العرب والعروبة ( جزيرة العرب ) والتي حماها الله عبر آلاف السنين من أن يختلطوا بالأمم أو تختلط الأمم بهم هذا قبل الإسلام بقرون طويله فكيف يأتي ( دشتي ) ويقول هذا الكلام ؟ ولأي جهة ومصلحة ؟

ما معنى أن ينسب القبائل البلوشية إلى ما يزعم عمانات أو ذو ريدان ؟

هذا خطأ تاريخي فادح قاله ( دشتي ) في نسبة ( البلوش ) إلى عمانات أو ذو ريدان لأن عمان قبل أن يأتي إليها العرب فاتحين وطاردين الفرس منها قبل الإسلام بقرون كانت تسميها الفرس ( مزون) وليست عمانات كما يزعم ( دشتي ).

والدليل على ذلك ما ذكره (السالمي ) في ( تحفة الأعيان) / ص / 31 باب أنتقال العرب إلى عمان بعد فتحها . يقول :

( وسمت الأزد عمان عمانا ( وليست عمانات كما عند دشتي ) لأن منازلهم كانت على واد لهم بمأرب يقال له عمان فشبهوها به والعجم تسميها مزونا :

إن كسرى سمى عمان مزونا ومزون يا صاح خير بلاد
بلدة ذات مزرع ونخيل ومراع ومشرب غير صاد .


أما عن نسبة ذوريدان أو الريدانيون إلى ( البلوش ) وهذا الكلام قد أخطأ فيه أيضا ( دشتي ) خطأ جسيما والدليل على هذا الخطأ ما ذكره ( البكري ) في كتابه ( معجم ماستعجم ) باب / الظاء والفاء / ص / 248 يقول :


(( ظّفَار" بفتح أوله، وفي آخره راء مهملة مكسورة، مبنى على الكسر، قاله أبو بكر، عن أبى عبيدة: مدينة باليمن. هذا قول أبى عبيدة. وقال غيره سبيلها سبيل المؤنث لا تنصرف، والحجة لهذا القول قول الفند الزمان:

إنّما قُحْطانُ فينا حَـطَـب ويزار في بنى قَحطَانَ نارُ
فارْجِعوا منَّا فلُولا واهربُواُ عائذين ليس تنُجيْكم ظَفَارُ
والجزع الظفارى منسوب إلى هذا البلد، قال الشاعر:

أولبدُ كالجَزْع الظَّفارى أربعُ حماهُنَّ جَّونُ الطَّتَّين مُوَلَّعُ
وقال المرقش الأصغر:

تَحَلْينَ ياقوتا وشذرًا وصيغةً وجَزعا ظفارياً ودُرَّا توائماَ
قال: والجزع النقمة أيضا نفيس. والجزع أيضا معادن بضهر وسعوان وعذيقة مخلاف خولان. والجزع السماوى هو العشارى، من وادى عشار، والعقيق الجيد من ألهان، ومن شهارة، جبل بالمغرب من ديار همدان. قال:

والبلورة في كل هذه المواضع. وقال الكلبى: خرج ذو جدن الملم يطوف في أحياء العرب، فنزل في بنى تميم، فضرب له فسطاط على قارة مرتفعة، فجءة زرارة بن عدس مصعدا إليه، فقال له الملك: ثب أي أقعد بلغته. فقال زرارة: ليعلمن الملك أنى سامع مطيع، فوثب إلى الأرض، فتقطع أعضاء، فقال الملك: ما شانه? فقيل له: أبيت اللعن، أن الوثب بلغته، الطفر. فقال ليس عربيتنا كعربيتكم، من دخل ظفار فليحمر، أى فليتكم بلغة حمير. ثم تذمم فقال: هل له من ولد، فأتى بحاجب، فضرب عليه القبة، فكانت عليه إلى الإسلام. وقال تبع :

ظَفرنَا بمنزلنا من ظفَار وما زال ساكنُها يَظفُرُ
وقصر الملكة بظفار قصر ذى ريدان.ويقال إن الجن بنت غمدان وظفار وسلحين وبينون وصرواح. وقال امرؤ القيس في ريدان:

وأبرهَةُ الذي زالَت قُـواهُ على رَيدَانَ إذ حانَ الزّوالُ
وفي حديث الفك: "فانقطع عقد لها من جزع ظفار فحبس الناس ابتغاء عقدها".



وعند ياقوت الحموي في كتابه ( معجم البلدان ) ص / 874 :
((رَيدَانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وآخره نون. حصن باليمن في مخلاف يحصب يزعم أهل اليمن أنه لم يُبْنَ قط مثله وفيه قال امرؤ القيس:
تمكن قائماً وَبَنى طِمِـراً على ريدانَ أعيط لا ينال
وقال الأصمعي الرَيحانة الريح اللينة، وقال نصر ريدان قور عظيم بظفار بلد باليمن يجري مجرى غُمدان وأشكاله .))


ويقول الحميري في كتابه ( الروض المعطار في خير الأقطار ) ص / 271 :
(( ريدان : بلد باليمن، وهو قصر المملكة بظفار.)

فمن هذا يتضح أن ما ادعاه ( دشتي ) حول إطلاقه كلمة ريدان على ( البلوش ) باطل من أساسه لآن ( ريدان ) أسم قصر لملوك حمير في ظفار كما لهم في قصر ( غمدان ) .


اما ما ذكره حول اختلاط ( العنصر الآري مع العنصر الفارسي على العنصر السامي على العنصر العربي )
هذا كلام قد شرحناه في الموضوع السابق وهو يخص أصل المؤلف ولا يخص أصل العرب و البلوش .

ثم يعود السيد ( دشتي ) فيقول :

(ولغتهم اليعربية ثم بعد الهجرة المكرانية البلوشية الخاصة بهم المشهودة لهم في التواريخ والكتب اليونانية والفارسية القديمة أنهم ليسوا من الفرس كما يظن بعض الكتاب بل كان الفرس أعدائهم بسبب نسبهم العربي أقوام من صلب العروبة الحميرية والأزدية ) .

ويقول أيضا :

( فهم سلالة يعرب بن قحطان الذين أنتشروا من اليمن إلى الجزيرة العربية ثم هاجروا مع الفتوحات العربية الأولى إلى سواحل مكران والسواحل العمانية إنهم أبناء حمير من القبائل العربية الأصيله ) .
الهوتي غير متواجد حالياً  
قديم 07-03-2008, 02:41 PM   #3
الهوتي
 







 
الهوتي is on a distinguished road
افتراضي رد : الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش

(3)



وها هو يعود للتناقض مرة أخرى فكما تلاحظون أخوتنا الأعزاء سابقا كان يقول :


يعرب بن قحطان أكتسب اللغة من عاد .
ثم يعود ويقول أن نسب البلوش يرجع إلى محمد بن أسحاق بن يشجب بن يعرب بن قحطان .
وتارة يقول أن البلوش ذوي أصول آرية ممتزجة مع أصول سامية فارسية عربية .
وأخرى يقول أنهم من صلب العروبة الحميرية الأزدية .
فما هذا التناقض الغريب العجيب والله انه كلام يحير الفهم و دليل على كذب صاحبه و تحريفه للتاريخ .



ثم يعود بنسب آخر لقبيلة البلوش ويضيفه في سلسلة نسبهم وهم ( قضاعة ) فيقول :

(بلب بن عمرو بن الحاق بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مره بن زيد بن مالك بن حمير الأكبر )

ولكي نتحقق من هذه النسبة وجدت أن من ذرية قضاعة ما يلي :

ابن حزم الأندلسي: (( فولد قضاعة: الحافي، لم يعقب لقضاعة ولد غيره. فولد الحافي بن قضاعة عمران، وعمرو، وأسلم "بضم اللام": أمهم بنت غافق بن الشاهد بن عك.
ولد عمرو بن الحافي: حيدان، وبهراء، وبلي.
ولد بلي بن عمرو: فران، وهنى. فمنهم: كعب بن عجرة بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد بن مري بن أراشة بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ومن ولده: سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة؛ وبنو أنيف بن جشم بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي، وهم في الأنصار -رضي الله عنهم-؛ منهم: عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة بن بيجان بن عامر بن مالك بن عامر بن أنيف، بدري، وهو في عداد بني جحجبا، وابن عمه عبد الله بن أسلم بن بيجان، بايع تحت الشجرة: وابن عمه: عبد الله بن أسلم بن زيد بن بيجان. ومنهم: سهل بن رافع بن خديج بن مالك بن غنم ن سري بن سلمة بن أنيف، الذي تصدق بالصاع، فتكلم فيه المنافقون؛ فأنزل الله تعالى: "والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم"؛ وابن عمه طلحة بن البراء بن عمير بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة، كانت له صحبة محمودة ونية في الإسلام خالصة، مات -رحمه الله- وهو غلام -رضي الله عنه- حليف لبني عمرو بن عوف.
ومن بلي: المجذر بن ذياد "وذياد هو عبد الله" بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن بثيرة بن القشر بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي؛ وأخوه عبد الله بن ذياد، كلاهما بدري؛ وابن عمهما عبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة.
ومن بني هنئ بن بلي: النعمان بن عمرو بن عبيد بن وائلة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن هنئ بن بلي، بدري، عقبي؛ وأبو بردة بن نيار بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذهل بن هميم بن هنى بن بلي، بدري؛ وزيد بن أسلم بن عدي بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هنى بن بلي، بدري؛ وابن عمه ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان، بدري، قتله طليحة بن خويلد في أيام الردة؛ وابن عمهما، عبدة بن معتب بن الجد بن العجلان، شهد أحداً؛ وابنه، شريك بن عبدة، هو شريك بن السحماء، أخو البراء بن مالك لأمه، وشريك هذا هو الذي رمى به العجلاني امرأته ولا عنها بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وابن عمهم، معن بن عدي بن الجد بن العجلان؛ وابن عمهم، عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن العجلان بدري، قتل يوم أحد -رضي الله عنه وعن جميعهم-. ومن بلي كان عبد الرحمن بن عديس، أحد المحاصرين لعثمان -رضي الله عنه-؛ يقال: له صحبة.
ودار بلي بالأندلس: الموضع المعروف باسمهم بشمالي قرطبة؛ وهم هنالك إلى اليوم على أنسابهم؛ لا يحسنون الكلام باللطينية، لكن بالعربية فقط، نساؤهم ورجالهم؛ ويقرون الضيف، ولا يأكلون ألية الشاة إلى اليوم. وكانت لهم دار أخرى بكورة مورور أيضاً.
مضت بلي بن عمرو بن الحافي. ومضى بنو عمرو بن الحافي بن قضاعة) .

ولم أجد أسم ( بلب ) من ذرية قضاعة بل وجدت ( بلى ) ولا علاقة هذا الأسم بالبلوش .

وبالطبع هو يستند إلى لفقرة موثقة صادرة بجريدة عمان اليومية بتاريخ 29 محرم 1412 هجري 1991 بقلم المؤرخ الجليل النسابة الشيخ سليمان بن خلف الخروصي في الحلقة الثانية عشر الرقم 146 بعنوان
(البلوش – عربا ) ونسبهم إلى بلى من قضاعة .


أورد الشيخ سليمان بن خلف الخروصي نسب البلوش في جريدة عمان اليومية الصادرة في 10 أغسطس عام 1991 م على النحو التالي : -


إن البلوش قبيلة قحطانية يتصل نسبها إلى ( بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن حمير الأكبر بن سبأ بن يشجب بن يرعب بن قحطان بن هود عليه وعلى نبينا أفضل السلام والتسليم ونقل الشيخ سليمان هذه النسب من المراجع التالية :

1- العقد الفريد – لا بن عبد ربه
2- سبائك الذهب – محمد أمين السويدي
3- الاشتقاق – لابن دريد الأزدي العماني
4- الإكليل – لأبي محمد الحسني بن أحمد الهمداني
5- معجم الأنساب – محمد بن إبراهيم الخليل
6-معجم البلدان والقبائل اليمنية – لإبراهيم أحمد المقجلي


هذه هي المراجع التي ذكرها الشيخ سليمان ، فوجدت فيها أسم بلي ونسبه بما يلي : سبائك الذهب ص_23 ،
الأشتقاق صـ 550 ، الأكليل صـ 28 ،
معجم قبائل العرب صـ 105 ،
معجم البلدان والقبائل اليمنية صـ 149 .

ولا يوجد في هذه الكتب أدنى إشارة إلى أن البلوش من أولاد بلي بن عمرو القضاعي بل لا يوجد على الإطلاق ذكر البلوش فيها فضلاً عن نسبهم ولا يوجد قرائن وأسباب تصل نسب البلوش إلى بلي بن عمرو القضاعي ، فقد نسب البلوش إلى بلي لمجرد تشابه مقطع من الأسمين فلا يوجد ما يدعم هذه الرأي بل ما يخالفه بموقلة المؤرخين بأن آل بلي كانوا بالشام ثم نقلهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مصر فهم سكان مصر وليست مكران .


ولا أرى هذه النسبة صحيحة لكثرة التناقضات التاريخية في أقوال السيد دشتي .
وكذلك لكثرة الأخطاء في سرد نسب القبائل العمانية .
وكذلك لأختلاف النسابة حول نسب قضاعة هل هو من عدنان أو هو من قحطان .


و الشيخ الأديب سليمان بن خلف الخروصي كما ذكر بعض الأخوة العمانيين تراجع في الطبعه الثالثة عن الكلام بطريقه أو بأخرى وانه قال بالحرف الواحد للذين راجعوه في نسب البلوش اللي بعمان والخليج أنهم ليسوا من العرب وانه استدل على مراجع وكان يقصد البلوص الذين بالشام والمسألة تشابه أسماء لا أكثر .




لقد تكلم المؤرخين والجغرافيين العرب عن ( مكران ) الذي يدعي لهم السيد ( دشتي ) أنهم ذا اصول عربية حميرية فيقولون عنها :


فقال المقدسي عن بعض مناطق مكران في كتابه ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) ص / 171 ) :


(والجبال المذكورة بهذا الإقليم جبال القفص والبلوص ( تعريب لبلوج ) والبارز ومعدن الفضة، وجبال القفص شمالي البحر من خلفها جروم جيرفت والروذبار، وشرقيها الاخواس ومفازة بين القفص ومكران، وغربيها البلوص ونواحي هرموز، ويقال إنها سبعة أجبل وأن بها نخلاً كثيراً وخصباً ومزارع وإنها منيعة جداً. والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلق ويزعمون إنهم عرب ) .


وبالطبع هذا زعمهم هم وهو ما ينفيه ( المقدسي ) بنفسه فيقول في نفس الصفحة :

(ولسانهم مفهوم يقارب الخراساني وربما أنغلق، لسان الرستاق ولسان القفص والبلوص غير مفهوم يشابه السندي) .

و النص الذي ذكره المقدسي هو :


(( والجبال المذكورة بهذا الاقليم (( كرمان )) جبال القفص والبلوص والبارز ومعدن الفضه ، وجبال
(( القـــفــــص )) شمالي البحر من خلفها جروم جيرفت والروذبار ، وشرقيها الاخواس ومفازة بين القفص ومكران(( والمفازة هي الصحراء )) ، وغربيها البلوص ونواحي هرموز ،ويقال أنها سبعة أجبل
))جبال الفقص )) وأن بها نخلآ كثيرآ وخصبآ ومزارع وإنها منيعة جدآ . والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة ويزعمون أنهم عرب ونحن نتستقصي وصفهم في المفازة إنشاء الله .

أنتهي كلامه عن القفص ثم يبدأ فيقول وأما البلوص فقد شتتهم عضد الدولة وأسرهم وسباهم وقد كانوا أولي بأس وكان (( القـــفـــص )) يخافونهم وكانوا أصحاب نعم وبيوت وشعر مثل البادية .
أنتهى )) صـــ 384-صــ385 أحسن التقاسي في معرفة الاقاليم للمقدسي )) .

((وعلى ذلك جميع كتب جغرافيا العرب من دون استثناء للعلم ))


النص يذكر جبال (( كرمان )) فيقول والجبال المذكوره بهذه الاقليم هي :

1- جبال القفص
2- جبال البلوص
4-جبال البارز
5- جبال معدن الفضه .


- ثم يبدأ فيقول (( وجبال القفص )) ويذكر موقعها الجغرافي فيقول :
)) وجبال (( القـــفــــص )) شمالي البحر من خلفها جروم جيرفت والروذبار ، وشرقيها الاخواس ومفازة بين القفص ومكران) (والمفازة هي الصحراء )) ، وغربيها البلوص ونواحي هرموز ))


فيكمل حديثه عن جبال القفص فيقول : (( ويقال أنها سبعة أجبل((جبال الفقص )) وأن بها نخلآ كثيرآ وخصبآ ومزارع وإنها منيعة جدآ . والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة ويزعمون أنهم عرب ونحن نتستقصي وصفهم في المفازة إنشاء الله )) وإلى هنا ينتهي حديثه عن الفقص .

فالذي ذكره المقدسي واضح مثل الشمس للكل على انه النص مذكور على القفص وليس البلوش .

وبعد أن ينهي الكاتب كلامه عن القفص فيقول : (( وأما البلوص فقد شتتهم عضد الدولة وأسرهم وسباهم وقد كانوا اولي بأس وكان القفص يخافونهم وكانوا أصحاب نعم وبيوت وشعر مثل الباديه )) .


يوضح النص المكتوب ذكر الكاتب القفس وتحدث عنهم وذكر أنهم هم من يزعمون أنهم عرب ثم أنهي كلامه عن البلوش ، فيبدأ بحديثه عن البلوش فيقول الكاتب وأما البلوص ... ويتحدث عنهم بما هو مذكور أعلاه :

فالحديث صادر من القفس وليس البلوش فأنهم لم يذكروا إلى بعد انتهائه الحديث عنه القفس وبدأه بالحديث عن البلوص ويبدأ (( وأما البلوص)) .


ثم يذكر المؤلف هذه الجبال بالترتيب فأولآ ذكر جبال القفص ثم جبال البلوص ثم جبال البرز وبعدها جبل معدن الفضه .


وذكر أيظآ أن القفص كانوا يخافون البلوش !

وقد ذكر أبشع الوصف عن القفص و أخلاقهم وتجد ذلك حين يذكرهم في المفازة التي بين هذه الاقاليم : (( وكلها مخيفة من قوم يقال لهم القفص يسيرون إليها من جبال كرمان قوم لا خلاق لهم وجوه وحشة وقلوب قاسية وبأس وجلادة لا يبقون على أحد ولا يقنعون بماله حتى يقتلوه من ظفروا به بالأحجار كما تقتل الحيات !! ، تراهم يمسكون رأس الرجل على بلاطة ويضربونه بالحجارة حتى ينصدع !! . وسألتهم عن ذلك قالوا : لا تفسد سيوفنا ولا يفلت احد الا ما ندر . )) صــ 397 نفس المرجع .


و يؤكد العلامة ياقوت الحموي هذه المسألة فيقول في كتابه معجم البلدان :

(( البلوص : بضم الـلام و سكون الواو و صاد مهملة . جيل كا الأكراد و لهم بلاد واسعة .. إلى أن يقول وهم أولوا بأس و قوة و عدد و كثرة و لا تخاف القفص (أشارة إلى الانفصال بين البلوش والقفص) و هم جيل آخر ( يعني صنف آخر أو شعب آخر ) ذكروا في موضعهم مع شدة بأسهم لا يخافون من أحد إلا من البلوص وهم أصحاب نعم و بيت شعر إلا أنهم مأمونون الجانب (البلوش) و لا يقطعون الطرق و لا يقتلون الأنفس كما تفعل القفص ولا يصل إلى أحد منهم أذى )) . معجم البلدان صـ 387 مادة بلوص / دار إحياء التراث العربي 1997م.


فالعلامة ياقوت الحموي يفصل بوضوح بين البلوش والقفس ويقول بأنهم جيل آخر ذكروا في موضعهم .

و يقول الأمام الرازي في مختار الصحاح عن معنى الجيل :

(( ج ي ل – (جيل) من الناس أي صنف : الترك جيل و الروم جيل )) . صـ 118 مختار الصحاح / دار الفكر طـبعة 1981.


يعني القفس صنف و شعب آخر مختلف عن البلوش ولا يجمعهم غير ذكرهم في نفس الموضع نضراً للموقع الجغرافي المحاذي لبلدانهم .

و ينفي ياقوت الحموي جميع الإشاعات و الشبهات من أن البلوش قطاع طرق ومجرمين و ما إلى آخره و يبري ساحتهم و يذكر المجرمين الحقيقيين ( القفس ) أبناء سليمة بن مالك الازدي .

فمسألة أن المؤرخين قد ذكروا البلوش والقفس على أنهم جماعة واحدة ومن أصل واحد باطلة تماما حيث هي تفصل بينهم بوضوح ولم تجمعهما بصيغة أنهم من ملة وأصل واحد على الاطلاق ، بل أنه هذه المقولة عارية من الصحة تماما حيث ثبت وجود البلوش قبل هذه التاريخ أي قبل هجرة القفس وهي أول هجرة يسجلها التاريخ للعرب إلى أرض البلوش كانت في 300 قبل الميلاد بينما ثابت وجود البلوش قبل هذه التاريخ بألوف السنين
فكيف يرجع البلوش إلى القفس إن كان أقدم تاريخ لهجرة سليمة بن مالك جد القفس يرجع إلى 300 قبل الميلاد بينما البلوش قد ذكروا في الكتابات المسمارية التي تعود إلى عهد داريوس الهخامنشي وفي كتيبة البيستون وكتابات تخت جمشيد المشهورة ببرسبوليس وهي ترجع إلى 700 قبل الميلاد على أقل تقدير !



وذكرهم المؤرخين في غزو الاسكندر المقدوني لبلوشستان في عام 334 قبل الميلاد والحوادث التي وقعت بينه وبين الشعب البلوشي .


وقد وصف الأميرال نتراك الشعب البلوشي في كتاباته فقال حول البلوش : (( كانت أسلحة البلوش عبارة عن رماح طولها ستة أذرع بسن غير حديديه بل بخشب صلد كالحديد صعب الاختراق بهذه الرماح والأسنة مزقوا صدور آلاف من جيوش مقدونيا)) .



وذكر أيظآ مؤرخ الاسكندر ما يلي : (( لم أر الأسكندر بهذه الحالة من الحزن ابدآ ، فحينما وصلت جيوش المقدمة بقيادة القائد الشهير
(( لئن ناتوس )) و وطأت أرض بلوشستان واجهت مقاومة شديدة وعنيفة من البلوش الأشداء الذين أبلوا بلاءً حسناً أدى إلى تفرق وتشتت القوى اليونانية المقدونية ولم يستطع هذه القائد الصمود والمواجهة )).


وأخيراً وبعد تحمل العذاب والمشقة أضطر الاسكندر بما تبقى له من الجيوش المنهكة بالتوجه إلى مدينة:
((Pahrah))في بلوشستان
(( والتي حول الاحتلال الايراني اسمها إلى إيرانشهر)) .


ويذكر مؤرخو اليونان : ( لولا خضرة ومياه مدينة بهره لما نجى منا فرداً وحداً ليروي خبر فناء الاسكندر وجيشه الجرار )) ومن هذه المدينة المشهورة تحرك الاسكندر المقدوني وتوجه للزواج من
(( رُوخان اورَشنك )) المرأة البلوشية لكنه لم يعمر منها طويلاً فقد وافته المنية بعد ستة أشهر في بابل العراق .



وذكر أيظاً السير أرتولد ويلسون في كتابه تاريخ الخليج : (( عندما أقلع نيروشيس بسفينته عبر الخليج عام 325 قبل الميلاد التقى بقبائل من البلوش على سواحل بلوشستان وكانوا يستخدمون الجلود))
صـ 14 _ صــ 17 تاريخ الخليج تأليف أرتولد ويلسون .

فالحديث أن البلوش يعودون بأصولهم إلى القفس والقفس وجدهم سليمة بن مالك بن فهم الازدي عاري من الصحة تماماً بل حتى يناقض التاريخ على ما بيناه من أثبات وجود الشعب البلوشي على هذه الأرض قبل هجرة سليمة بن مالك والقفس بآلاف السنين سواء من روايات المؤرخين المتواترة في هذه الشأن وهذه ما لامجال للجدال فيه حيث أن الواقع يقطع الظنون والشك فهذه الحوادث التاريخية تبين بشكل واضح وجلي وتعلن بالوجود البلوشي على هذه الأرض قبل وقت ورود سليمة بن مالك والقفس وغيرهم من الأقوام بوقت طويل ، هذه عدى أن آثار الحضارة البلوشية هي أكبر دليل ملموس والحقيقة الساطعة على إثبات الوجود البلوشي وتفنيد جميع الأدعائات الزائفة في نسب القومية البلوشية إلى عناصر مهاجرة إلى منطقة بلوشستان سواء من العرب أو غيرهم ..


ونقول للذين ينسبون البلوش إلى العناصر والأعراق المهاجرة إلى بلوشستان بأنكم كيف تثبتون أصل الأصلي القديم بالوارد الجديد المهاجر ؟!
الهوتي غير متواجد حالياً  
قديم 07-03-2008, 02:43 PM   #4
الهوتي
 







 
الهوتي is on a distinguished road
افتراضي رد : الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش

(4)


ونكمل باقي موضوع الأستاذ دشتي :

تتمة لما مضى يقول ( محمد إسماعيل دشتي ) عن الأصول البلوشية وجذورها ويسرد تاريخ البلوش قبل الميلاد ويذكر بلوشستان :

((كانت بلوشستان في عهد الماد وحكومة أستياك إيشتوويغو 584 أو 585 إلى 549 أو 550 ق م دولة قائمة تسمى أراضي الباركان – الأحباش الأسيويين))

ويقول أيضا في سرده التاريخي البلوشي قبل الإسلام :

((ففي الأعوام 545 - 540 ق م أفتتح كورش الكبير الولايات الشرقية ومنها بلوشستان ))

ويذكر أيضا :

(( أستمد داريوش أثناء هجومه وأحتلاله لأراضي البنجاب والسند الجيش والمؤن من بلوشستان 513 ق م ))


ويقول أيضا :

((كانت بلوشستان جزء من الدولة المكيانية إبان حكومة كيخسروا حيث كان البلوش يشكلون جزءا من جيشه))

ويستمر في السرد التاريخي للبلوش في عهد الإسكندر وخلفائه على بلاد فارس فيقول :

(( في عام 306 ق م أعلن نفسه ( يعني أنتي غون وهو من خلفاء الأسكندر ) ملكا رسميا . وفي عام 306 ق م حينما أعلن جندره غويتا نفسه ملكا للهند قرر عدم محاربته بل وقع معه معاهدة صلح عام 304 ق م وبذلك سلمه كل ما أستولى عليه الأسكندر في الهند والبنجاب بما فيهما بلوشستان)).

ويذكر كذلك :
(( عام 190 ق م وفي آسيا الصغرى أنهزم السلوكيين فيما أتحدت دويلات بارس وأنفصلت وقد كانت سيستان وبلوشستان ورخج جزء من الدولة الشرقية )) .

ويقول أيضا :
(( عندما أقلع نيروشيس بسفينته عبر الخليج عام 325 ق م ألتقى بقبائل من البلوش على سواحل بلوشستان))


و اما عن طبيعة هجرة البلوش الأولى إلى عمان واليمن يقول ( دشتي ) :


( اما القبائل التي كانت تعتمد على الزراعة فهي دوما تمتص الأجناس المدنية )
ويقصد بهم الأقوام السامية الموجودة في مكران على الساحل البلوشي .

فهو يريد أن يقول لنا أن القبائل البلوشية القادمة من شمال منطقة مكران كانت تكتسح الأقوام السامية على الساحل المكراني من أبناء الأراضي الزراعية وكان نتاج هذه الإكتساحات البلوشية أن أندمجت وأختلطت مع الأقوام السامية .


ولذلك نجد المؤرخ ( دشتي ) يقول :

( إلى اليمن وسواحل عمان ومكران وجوادر في هذه المحطات والأماكن من الجزيرة العربية بدءت هجرتهم المستمرة بحث عن الحياة الكريمة والعيش بسلام في حالة السلم والحرب على أصولهم وتقاليدهم العربية القديمة) .


وللرد على ما ذكره الأستاذ ( دشتي ) أقول
:
أن الأستاذ دشتي يريد بأي حال من الأحوال أن يثبت عروبة البلوش قبل التاريخ .

وهذا ما عناه في قوله المزعوم :

( أن القبائل البلوشية أكنسحت الأقوام السامية على السواحل المكرانية وحصل الإمتزاج بينهم وقاموا بعد ذلك بالهجرة إلى عمان واليمن وعاشوا على حد قوله بسلام على أصولهم العربية )

وبالطبع هذا الكلام عاري عن الصحة ويخالفه أغلبية المؤرخين العرب .


لآن العرب الصرحاء العروبة كانوا في اليمن منذ أقدم العصور وأقدم من تاريخ الهجرة المزعومة للبلوش وأقدم من بداية تكوين الدول الفارسية المتعاقبة منذ عام 584 قبل الميلاد على بلوشستان وأقدم من تاريخ احتلال الأسكندر لبلاد الفرس قاطبة .

والأدلة على هذه المسألة كثيرة نختار منها ما يلي :

يذكر الدكتور السيد عبد العزيز سالم في كتابه ( تاريخ العرب في عصر الجاهلية )( ص / 119 ) :

عن دولة عربية كانت ذا سيادة وحكم في اليمن وامتدت سيطرتهم من اليمن إلى تخوم الشام وهذه الدولة هي الدولة المعينية ) فعنها يقول الدكتور السيد :
( تعتبر الدولة المعينية أقدم الدول العربية التي قامت في اليمن إذ دامت من سنة 1300 – 630 ق م )



يعني أقدم من قيام دولة الماد في بلوشستان وأقدم من الدولة الهخامنشيه الفارسية وأقدم من عهد الأسكندر المقدوني في فارس وقد ذكرت التواريخ التي ذكرها ( دشتي .)

وعن حقيقة المعينيين فقد قال الدكتور حسن إبراهيم أن المعينيين هم من قبائل العماليق العرب والتي كانت في العراق ونزلوا إلى جنوب الجزيرة العربية . على حد قوله .

ويذكر الدكتور السيد كذلك عن دولة سبأ والتي يؤرخ لقيامها من سنة 800 – 115 ق – م فهي أقدم من الدول التي تشكلت وأحتلت بلوشستان بأسرها .



إذا قول الأستاذ دشتي في مسألة هجرة البلوش في تلك العصور لاأساس لها من الصحة بتاتا .


لأن اليمن وبعض أجزاء من عمان في تلك الحقب كانت عربية مئة بالمائة وقبل القدوم المزعوم للبلوش حوالي سبعة أو ثمانية قرون، ولم تخالطهم أمة من من الأمم لا من بلاد فارس ولا من غيرها .وهذه للحقيقة لاغير .

وليس كم أدعاه السيد ( دشتي ) ان البلوش قاموا بهجرة عكسية إلى اليمن وعاشوا وتزاوجوا مع القبائل اليمنية وكان من نتاجها القبائل العربية اليمنية .


هذا الكلام لا يقبل به أي مؤرخ عربي ولا غربي والدلائل الأثرية في اليمن تشير إلى ذلك .




الأخوة الأعزاء إستكاملا لهذا البحث عن الجذور التاريخية لقبائل البلوش والذي أثير حوله الكثير من التساؤلات حول حقيقة انتمائهم إلى العرب يستمر الأستاذ دشتي بعرضه المثير للجدل عن حقيقة أصل البلوش فيقول :


(( إن الدولة الماكيانية كانت دون شك دولة عربية سامية متحدة قامت في اليمن وحضرموت وجنوب الجزيرة العربية ))ثم يحاول أن يثير العواطف في نفوس من ينتمي إلى القومية البلوشية فيقول :

( كانت هجرة الأقوام البلوشية الثائرة دائما الأولى ضد الظروف الطبيعية القاسية ) .



وبالطبع هذا الكلام للاستهلاك ويبدو انه إنشائي أكثر منه تاريخي .


فهو يحاول أن يقول أن الأصل البلوشي الآري السامي العربي ( يعني المزيج من الأقوام والشعوب ) قد قامت بهجرات متتابعة على مدى القرون الطوال ما بين شاطئي الخليج العربي وعمان واليمن وحتى العراق وهذا ما عناه بقوله :

( لقد قامت الدولة الماكيانية وأنتشرت من سواحل الجزيرة العربية إلى جزر البحرين وسواحل آبله ( البصره ) العراقية حتى السواحل العمانية في مسقط وعمان ومسندم )


أتعلمون إلى ماذا يرمي الأستاذ ( دشتي ) ايها الأخوة الأكارم ؟

يقول المثل العربي ( من كلامك أدينك ) .

لقد كان يرمي الأستاذ دشتي من خلال طرحه لموضوع أصل البلوش إلى إثارة النعرات وخاصة الفارسية منها وكلامه يدل على ذلك يقول :


( ثم قامت الأمبراطورية الفارسية بمد نفوذها على سواحل هذه الدول السامية العربية المشتركة )


هكذا وبهذه السهولة سقط هذا الإمتداد البلوشي ( الآري السامي العربي ) في يد أباطرة الفرس ، فبدل ان يقاومونهم أندمجوا معهم على حد زعمه و أكاذيبه .

ولذلك أكثر ما أقرأه للأستاذ دشتي :

مسألة الإمتزاج والتزاوج مع الشعوب المهاجرة أو المهاجر إليها كما في اليمن وكما في مسألة الإدماج العرقي مع الفرس .

قضية الأثنية العرقية ما بين قبائل البلوش فهم على رأيه ( خليط من آريين وفرس وعرب ) وهو قد مزجهم في مزيج واحد أندمجوا من خلاله في الدولة الفارسية بكافة شعوبها المتعاقبة على بلاد الفرس .

إذا فمن أين له وما دليله أن البلوش كلهم ذوي أصول عربية ضاربة في القدم ؟

من خلال قرأتي لكتاب الأستاذ دشتي أستنتجت رأي الدشتي ما يلي :

يدعي أن البلوش الأوائل ما هم إلى خليط من عناصر آرية أتت من الهند والسند وأندمجت مع الشعوب الفارسية السامية الأصل وهذا ما صرح به هو بنفسه فهم الجنين المشوه الناتج عن هذه الامتزاج .

لا صحة لما يذكره الأستاذ دشتي من أن البلوش الأولين ذوي أصول عربية حميرية قحطانية وذلك للتناقضات في سرد نسبهم العربي عنده وقد ذكرت ذلك سابقا .

أغلب المؤرخين والنسابة و الجغرافيين العرب ينفون هجرة العرب بقسميهم العدناني والقحطاني إلى بلدان فارس قبل الإسلام بعشرات القرون .

إن قضية الإمتزاج والتزاوج ما بين البلوش الأولين ذوي الأصول الآرية والفارسية من ذوي الأصول السامية جعل البلوش على حد زعمه و تحريفه للتاريخ الأولين يدخلون ويندمجون عرقيا وعقائديا ظمن منظومة الإمبراطوريات الفارسية المتعاقبة فكان منهم جيوش وقادة و حكاما يحكمون من قبل الحكومات المركزية المتعاقبة للإمبراطورية الفارسية وهذه بالطبع مما يكذبه التاريخ .

وسوف أستعرض لكم هذه الفقرة فيما بعد .

إبراز قوة الفرس قديما وسيطرتها على بعض المناطق في جزيرة العرب مثل عمان و اليمن وإضعاف قوة العرب وعدم إبرازهم بصورة مشرفة .

وهذا ما أنفيه جملة وتفصيلا . فلو كان الأستاذ ( دشتي ) منصفا في قوله بعروبة البلوش الأولين قبل الإسلام لذكر يوم ذي قار ويوم سلوت ففي يوم ذي قار انتصفت العرب العدنانية من الفرس وهزموهم .
ويوم سلوت أنتصفت الأزد ومن معها من قبائل قحطان بقيادة مالك بن فهم الدوسي من الفرس وطردوهم من عمان .

وأما عن حالة الدول العربية قبل الإسلام فحدث ولا حرج . فهل تناسى الأستاذ دشتي دولة المناذرة اللخميين في العراق ؟ أم دولة الغساسنة في الشام أو دولة بنو الجلندي في عمان أو مملكة سبأ في اليمن وفتوحات ملوكها من التبابعة الحميريين ؟ أين هو من ذكر قوة العرب وبأسهم قبل الإسلام ؟

ويستمر الأستاذ ( دشتي ) في طرحه عن البلوش فيقول :

(في عام 24 هجرية أرسل الخليفة عمر بن الخطاب كل من سهيل بن عدي وعبدالله بن عتبان لفتح بلوشستان وكرمان إلى تلك المنطقة فأسلم جمع كثير وقبل البقية دفع الجزية )


وهذا الكلام غير صحيح والدليل :


ما ذكره أبن الأثير يقول :



(ثم قصد سهيل بن عدي كرمان، ولحقه أيضاً عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وعلى مقدمة سهيل بن عدي النسير بن عمرو العجلي وحشد لهم أهل كرمان واستعانوا عليهم بالقفص، فاقتتلوا في أداني أرضهم، ففض الله تعالى المشركين وأخذ المسلمون عليهم الطريق. وقتل النسير ابن عمرو العجلي مرزبانها، فدخل النسير من قبل طريق القرى اليوم إلى جيرفت، وعبد الله بن عبد الله من مفازة سير، فأصابوا ما أرادوا من بعير أو شاء، فقوموا الإبل والغنم فتحاصوها بالأثمان لعظم البخت على العراب، وكرهوا أن يزيدوا، وكتبوا إلى عمر بذلك، فأجابهم: إذا رأيتم أن في البخت فضلاً فزيدوا. ) الكامل في التاريخ / ص / 467 . )

ويقول ابن الأثير أيضا في حوادث سنة 29 هجرية
: (وبعث إلى مكران عبيد الله بن معمر فأثخن فيها حتى بلغ النهار؛ وبعث على كرمان عبد الرحمن بن عبيس؛ الكامل في التاريخ / ص / 487 )

ويقول أيضا :

(ثم إن أهل فارس انتفضوا ونكثوا بعبيد الله بن معمر، فسار إليهم، فالتقوا على باب إصطخر، فقتل عبيد الله وانهز المسلمون، وبلغ الخبر عبد الله بن عامر، فاستنفر أهل البصرة وسار بالناس إلى فارس وعلى مقدمته عثمان بن أبي العاص فالتقوا بإصطخر، وكان على ميمنته أبو برزة نضلة بن عبد الله الأسلمي، وعلى ميسرته معقل بن يسار، وعلى الخيل عمران ابن الحصين، ولكلهم صحبة، واشتد القتال، فانهزم الفرس وقتل منهم مقتلة عظيمة وفتحت إصطخر عنوة، ) الكامل في التاريخ / ص / 488 .)

وعند الطبري :


(كتب إلى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو؛ قالوا: وقصد سهيل بن عدي إلى كرمان، ولحقه عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وعلى مقدمة سهيل بن عدي النسير بن عمرو العجلي، وقد حشد له أهل كرمان، واستعانوا بالقفس؛ فاقتتلوا في أدنى أرضهم، ففضّهم الله، فأخذوا عليهم بالطريق، وقتل النسير مرزبانها، فدخل سهيل من قبل طريق القرى اليوم إلى جيرفت، وعبد الله بن عبد الله من مفازة شير، فأصابوا ما شاءوا من بعير أوشاء، فقوّموا الإبل والغنم فتحاصوها باللأثمان لعظم البخت على العراب، وكرهوا أن يزيدوا، وكتبوا إلى عمر؛ فكتب إليهم: إن البعير العربيّ إنما قوم بتعيير اللحم؛ وذلك مثله؛ فإذا رأيتم أنّ في البخت فضلاً فزيدوا فإنما هي من قيمه.


وأما المداثنيّ:

( فإنه ذكر أنّ عليّ بن مجاهد أخبره عن حنبل بن أبي حريدة - وكان قاضي قهستان - عن مرزبان قهستان، قال: فتح كرمان عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي في خلافة عمر بن الخطاب، ثم أتى الطبسين منكرمان، ثم قدم على عمر، فقال: يا أمير المؤمنين؛ إني افتتحت الطبسين فأقطعنيهما، فأراد أن يفعل، فقيل لعمر: إنهما رستاقان عظيمان، فلم يقطعه إياهما؛ وهما بابا خراسان. ) تاريخ الرسل والملوك / ص / 898 . )


وعند الطبري أيضا :

( وعلى سجستان عبد الله بن عمير الليثيّ - وهو من كنانة - فأثخن فيها إلى كابل، وأثخن عمير في خراسان حتى بلغ فرغانة، فلم يدع دونها كورة إلا أصحها؛ وبعث إلى مكران عبيد الله بن معمر التيميّ، فأثخن فيها حتى بلغ النّهر. ) تاريخ الرسل والملوك / ص / 935 . )


وهذه دلائل على أن الفاتحين المسلمين لم يأخذوا هذه البلدان ذات الأغلبية البلوشية إلا بالسيف وليس كما قاله الأستاذ ( دشتي ) من أن أكثر البلوش أسلموا . بل حدثت معارك دامية بينهم وبين المسلمين العرب .

فأين ما ذكره الأستاذ ( دشتي ) أنهم قبلوا دعوة الحق من أول مرة ؟

إذ لو صحت دعواه في عروبة البلوش لقبلوا الدعوة من غير سيف ولا حروب وذلك لصلة العروبة فيما بينهم وبين العرب المسلمين الفاتحين .

وهاهو يقول بنفسه ويعترف بأن البلوش الأولين لم ينضموا إلى العرب المسلمين الفاتحين يقول :

(ثم أرسل الحجاج مجاعة بن سغر التميمي إلى بلوشستان فحارب وأنتصر وغنم كثيرا لكنه توفي بعد عام من المجاعة وفي عام 89 هجرية أمر الحجاج محمد بن القاسم أبن أخيه بفتح السند وبلوشستان فقام البلوش بتضعيف قواه وبذلك لم يستطع المكوث كثيرا في مكران وأجبر على العودة من حيث أتى ) .


أبعد هذا الدليل دليل ؟

إذ لو كانوا بالأساس عربا لقبلوا إخوانهم العرب الفاتحين معهم ولقاتلوا معهم
.
هذه الوقائع حصلت أيام الفتوحات الإسلامية فماذا على أيام العرب قبل الإسلام ؟


تذكر لنا كتب التاريخ العربية وبالأخص العمانية منها :

السالمي : ((يذكر أن رجلا من بني مالك بن فهم وأسمه سليمة بن مالك قد ملك على إقليم كرمان بعد حوادث حصلت جعل أهل كرمان ( من البلوش )يملكون عليهم عربي من بني مالك بن فهم الدوسي الأزدي . وصار عليهم ملكا إلى ان حسده بعضهم وقالوا إلى متى يملكنا هذا العربي ونحن أهل قوة ومنعة والعز والسلطان وجعلوا يتعرضون له في أطراف عماله . فكتب إلى أخيه هناة بن مالك بعمان يستصرخه ويطلب منه المعونة والمدد فامده هناة بثلاثة آلاف من فرسان الأزد وأبطالهم بالعدد والدروع وحملهم في المراكب حتى أوردهم إلى كرمان فتحصلوا عند سليمة واقاموا معه فشد بهم عضده وأقام بهم أود من أعوج عليه من العجم ( ولم يقل البلوش العرب ) وأستقام له الأمر وسياسة الملك ولم يزل أمر سليمة بارض كرمان مستقيما وقد أذعن له أهلها يؤدون إليه خراجها . تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان / ص / 46 . ))

وأخير أخوتي الأعزاء قد تبين لكم بعد هذه الحقائق بطلان قول الأستاذ ( دشتي ) حول نسب البلوش منذ القدم إلى العرب وبشهادته هو شخصيا .

والقول الفصل حول الجذور التاريخية لأصل البلوش أنهم ومنذ القدم قبل الإسلام لم يكونوا بأي حال من الأحوال عربا أقحاحا .

و الخلاصة :
1- البلوش الاصليين سكان هذه الارض الساميين الاوائل و هو الغالبيه العظمي في التوزيع العرقي و تبينهم أنسابهم البلوشيه الصحيحه وهم قبائل الكبرى في بلوشستان مثل الرند والهوت واللاشاريين والناروئي والكورائي والبراهوئي و غيرهم ...


2- من أندمجوا مع البلوش في فترات تاريخيه مختلفه مثل : العرب و الفرس والاقوام الاخرى من الهنود والسنود والافغان والاتراك وغيرهم ، وهؤلاء معروفين بإنسابهم وأصولهم ، فالعربي له نسبه العربي الصحيح الثابت إلى العرب والفارسي والهندي والسندي وكلهم على هذه الاساس وكلن يعرف بي سيمائه ونسبه وحسبه على الرغم من أندماجهم في المجتمع البلوشي .



تبين لكم ومن ما نقلته عن المؤرخ ( محمد إسماعيل دشتي ) في حقيقة نسبة قبائل البلوش على عمومها إلى العرب القحطانية .

وقد بينت خطأ هذه النسبة من الناحية النسبية والتاريخية .
فهم ومن الأزمنة التي قبل الميلاد وقبل الإسلام لم يكونوا عربا قط بل شعوب سامية هاجر أجدادهم من بابل الرافدين من نسل الملك البابلي بيلوس و قبله مكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام كما ذكر الحموي في معجم البلدان عند ذكر سبب تسمية مكران بهذه الاسم كما فصلت ذلك ودعمته بالأدلة في موضوعي السابق ( أصل البلوش بين التعريب والتفريس ) نعم أنهم في يوم من الأيام قد حكموا سواحل عمان فقط ولم يتعمقوا إلى الداخل لعلمهم بقساوة المناخ وكونهم حضرا ولا علم لهم بحياة أهل الصحراء .

وذلك بعد إنهيار سد مأرب بعد الميلاد وليس قبله كما ورد عن بعض المؤرخين .

وأما عن ما ذكره الأستاذ ( دشتي ) عن الهجرة المعاكسة إلى اليمن في عهد ( سيف ابن ذي يزن ) وقضية الاختلاط والتزاوج وإتحاد الشعوب من آرية وفارسية وعربية قحطانية وتشكيل الحضارة في اليمن وغيره من هذا الكلام لا أساس له من الصحة بتاتا لأن الجيش الذي قدم مع سيق بن ذي يزن كان فارسيا تابعا للدولة الساسانية الفارسية وقد حكم ( وهرز ) القائد الفارسي اليمن بعد حادثة مقتل سيف بن ذي يزن باسم كسرى وليس باسم حكومة عربية بلوشية كما يزعم الأستاذ ( دشتي ) .



فهذا ما وجدته من علاقة البلوش بالعرب وهو الدليل الوحيد على ان البلوش بالأصل ليسوا من العرب بل العرب هم الذين أنتقلوا أليهم في كرمان ومكران وسائر بلوشستان.

فالعرب في كرمان انحصروا في القفس أبناء سليمة بن مالك وذريته وقسم من بنيه بقي في عمان :ولا علاقة لهم بالبلوش سوى الجوار كما بينت ذلك سابقا و هم أقرب إلى فارس و الفرس منهم إلى البلوش لكونهم هم من قد حكموا تلكم الديار .



و للاستزادة أكثر حول الموضوع :

أصل البلوش بين التعريب والتفريس


منقول من كتابات احد ابناء بلوشستان
الهوتي غير متواجد حالياً  
قديم 07-03-2008, 11:36 PM   #5
صقر زهران
شاعر
 
الصورة الرمزية صقر زهران
 







 
صقر زهران is on a distinguished road
افتراضي رد : الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اما بعد :

اخي الهوتي :

اعجبني ردك و تعقبك لكتاب هذا الرجل (( الدشتي )) الذي في الحقيقه لم اقراه او اسمع عنه

ثانيا اردت ان ازيد على كلامك واقول :

اذا اراد الدشتي ان يثبت ان العرب البائده في اليمن كانت اصولها مخلوطه مع البلوش فهو مسكين .

هجرة سليمه بن مالك الى بلاد البلوش قبل الميلاد بـ 300 سنه .

و الدولة المعينيه كانت عام 1800_ 650 قبل الميلاد .

اي ان الدولة المعينيه كانت مع منشأ انساب البلوش

فكيف أتوا البلوش وقطعوا الفيافي والبراري و خالطوا انسابنا ونحن كانت لنا انساب و ملوك قبلهم ؟ ؟ ؟ !!



امر هذا الكاتب مفرغ منه و باطل ما يقوله بنسبتنا نحن العرب الى البلوش .


======

======

لكن الذي اريد قوله هنا هو العكس من كلام هذا الجاهل

الذي اريد ان اصل له و ان اثبته هو :

هل يوجد في بلاد فارس قبائل او عشائر يعود نسبها الى الملك سليمه و ذلك بعد رحلته الى تلك البلاد قبل 300 سنه من الميلاد (( وهي اقدم هجره لعربي تم تسجيلها في التاريخ )) ؟ ؟


لانه يهمنا هنا ان نعرف كل شي عن اجدادنا و من ينتسب اليهم من المشرق الى المغرب ..



====
====

اما عن مقولته في ارض عمان و كيف استوطنها العرب

فهو كلام يدعوا الى الضحك .....
\

الامر معروف و قد افرغ العرب منه منذ اكثر من الفي عام تقريبا .


اول عربي يهاجر الى بلاد عمان و يحكمها بعد حربه مع بلاد فارس و يسميها بهذا الاسم هو وعشيرته

هو و بلا منازع .

ملك العرب و الازد (( مالك بن فهم الدوسي الزهراني )) .

و هذا امر لا شك فيه عند الصغير قبل الكبير من العرب عامة .

كما يعتبر هذا الملك هو اول ملك يحارب الفرس و ينتصر عليهم و يعقد معهم الهدنه و الصلح .
و اول ملك على ارض عمان و العراق واليمامه من العرب .


هذه امور مبتوت فيها من قبل ان يأتي هذا الفارسي ليدس السم في العسل .

====
====

كل ما اردت ان اقوله لك اخي العزيز هو اننا نريد ان نعرف

هل يوجد نسب لعشيره او قبيلة في تلك البلاد يوعد نسبها الى الملك سليمه ؟ ؟ ؟



هذا الذي يهمنا من البلوش فقط لا غير .


و شكرا


==
==

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[frame="7 80"]زهـــــــــران الــــــ و الراس قاسي ــــــــعناصي[/frame]
أخر مواضيعي
صقر زهران غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : الرد الصاعق على كتاب البلوش تاريخ و حضارة عربية و خديعة عروبة البلوش
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تناقض نسابي البلوش العرنين تاريخ زهران 29 20-04-2008 12:44 AM
تعدد أنساب البلوش الأزدي العماني تاريخ زهران 28 10-03-2008 11:18 AM


الساعة الآن 02:29 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved