منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي

مقصورة ابن دريد الدوسي


المنتدى الأدبي

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 25-10-2006, 07:57 PM
الصورة الرمزية تأبط شراَ
تأبط شراَ تأبط شراَ غير متواجد حالياً
 






تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي مقصورة ابن دريد الدوسي

[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مقصورة بن دريد الدوسي
يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا = تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَقـا
إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ =طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى
وَاِشتَعَـلَ المُبيَـضُّ فـي مُسـوَدِّهِ = مِثلَ اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضـى
فَكـانَ كَاللَيـلِ البَهيـمِ حَـلَّ فـي = أَرجائِـهِ ضَـوءُ صَبـاحٍ فَاِنجَلـى
وَغاضَ ماءَ شِرَّتـي دَهـرٌ رَمـى = خَواطِرَ القَلـبِ بِتَبريـحِ الجَـوى
وَآضَ رَوضُ اللَهـوِ يَبسـاً ذاوِيـاً = مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجّـاجَ الثَـرى
وَضَـرَّمَ النَـأيُ المُشِـتُّ جَـذوَةً = ما تَأتَلـي تَسفَـعُ أَثنـاءَ الحَشـا
وَاِتَّخَـذَ التَسهيـدُ عَينـي مَألَـفـاً = لَمّا جفـا أَجفانَهـا طَيـفُ الكَـرى
فَـكُـلُّ مــا لاقَيـتُـهُ مُغتَـفَـر = ٌفي جَنبِ ما أَسأَرَهُ شَحـطُ النَـوى
لَو لابَسَ الصَخرَ الأَصَمَّ بَعضُ مـا = يَلقاهُ قَلبي فَـضَّ أَصـلادَ الصَفـا
إِذا ذَوى الغُصنُ الرَطيبُ فَاِعلَمَـن = أَنَّ قُـصـاراهُ نَـفـاذٌ وَتَـــوى
شَجيتُ لا بَـل أَجرَضَتنـي غُصَّـةٌ = عَنودُها أَقتَـلُ لـي مِـنَ الشَجـى
إِن يَحم عَن عَيني البُكـا تَجَلُّـدي = فَالقَلبُ مَوقوفٌ عَلى سُبـلِ البُكـا
لَو كانَـتِ الأَحـلامُ ناجَتنـي بِمـا = أَلقـاهُ يقظـانَ لأَصمانـي الـرَدى
مَنزلةٌ مَـا خِلتهـا يَرضـى بِهـا = لِنَفـسِـهِ ذو أرَبٍ وَلا حِـجــى
شيـمُ سَحـابٍ خُـلَّـبٍ بـارِقُـهُ = وَمَوقِـفٌ بَيـنَ اِرتِجـاءٍ وَمُـنـى
فـي كُـلِّ يَـومٍ مَنـزِلٌ مُستَوبـلٌ = يَشتَفُّ مـاءَ مُهجَتـي أَو مُجتَـوى
ما خِلتُ أَنَّ الدَهـرَ يُثنينـي عَلـى = ضَرّاءَ لا يَرضى بِها ضَبُّ الكُـدى
أُرَمِّقُ العَيشَ عَلـى بَـرصٍ فَـإِن = رُمتُ اِرتِشافاً رُمتُ صَعبَ المُنتَهى
أَراجِعٌ لـي الدَهـرُ حَـولاً كامِـلاً = إِلـى الَّـذي عَـوَّدَ أَم لا يُرتَجـى
يا دَهرُ إِن لَم تَـكُ عُتبـى فَاِتَّئِـد = فَـإِنَّ إِروادَكَ وَالعُتـبـى سَــوا
رَفِّـه عَلَـيَّ طالَـمـا أَنصَبتَـنـي = وَاِستَبقِ بَعضَ ماءِ غُصنٍ مُلتَحـى
لا تَحسبَن يـا دَهـرُ أَنّـي جـازِعٌ = لِنَكبَـةٍ تُعرِقُنـي عـرقَ الـمُـدى
مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِـن = جَوانِـبِ الجَـوِّ عَلَيـهِ مـا شَكـا
وَعَدَّ لَـو كانَـت لَـهُ الدُنيـا بِمـافيها = فَزالَـت عَنـهُ دُنيـاهُ سـوا
لَكِنَّـهـا نَفـثَـةَ مَـصــدورٍ إِذا = جاشَ لُغـامٌ مِـن نَواحيهـا عمـى
رَضيتُ قَسراً وَعَلى القسرِ رِضـى = مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا
إِنَّ الجَديدَيـنِ إِذا مـا اِستَولَـيـا = عَلـى جَـديـدٍ أَدنـيـاهُ لِلبِـلـى
مـا كُنـتُ أَدري وَالزَمـانُ مولَـعٌ = بِشَـتِّ مَلمـومٍ وَتَنكيـثِ قُــوى
أَنَّ القَضـاءَ قاذِفـي فـي هُــوَّةٍ = لا تَستَبِلُّ نَفس مَـن فيهـا هـوى
فَـإِن عَثـرتُ بَعدَهـا إِن وَأَلَــت = نَفسِيَ مِـن هاتـا فَقـولا لا لعـا
وَإِن تَكُـن مُدَّتُـهـا مَوصـولَـةً = بِالحَتفِ سَلَّطتُ الأُسا عَلى الأَسـى
إِنَّ اِمرأَ القَيسِ جَرى إِلـى مَـدى = فَاِعتاقَـهُ حِمـامُـهُ دونَ الـمَـدى
وَخامَرَت نَفسُ أَبي الجَبرِ الجَـوى = حَتّى حَواهُ الحَتفُ فيمَن قَد حَـوى
وَاِبنُ الأَشَجِّ القَيـلُ سـاقَ نَفسَـهُ = إلى الرَدى حِذارَ إِشمـاتِ العِـدى
وَاِختَرَمَ الوَضّاحَ مِـن دونِ الَّتـي = أَمَّلَهـا سَيـفُ الحِمـامِ المُنتَضـى
وَقَـد سَمـا قَبلـي يَزيـدٌ طالِبـاً = شَأوَ العُلى فَمـا وَهـى وَلا وَنـى
فَاِعتَرَضَـت دونَ الَّـذي رامَ وَقَـد = جَـدَّ بِـهِ الجِـدُّ اللُهَيـمُ الأُرَبـى
هَل أَنا بِدعٌ مِـن عَرانيـن عُلـىً = جارَ عَلَيهِم صَرفُ دَهـرٍ وَاِعتَـدى
فَـإِن أَنالَتنـي المَقاديـرُ الَّــذي = أَكيـدُهُ لَـم آلُ فـي رَأبِ الـثَـأى
وَقَد سَمـا عَمـرٌو إِلـى أَوتـارِهِ = فَاِحتَطَّ مِنها كُـلَّ عالـي المُستَمـى
فَاِستَنزَلَ الزَبّاءَ قَسراً وَهـيَ مِـن = عُقابِ لَوحِ الجَـوِّ أَعلـى مُنتَمـى
وَسَيـفٌ اِستَعلَـت بِــهِ هِمَّـتُـهُ = حَتّى رَمى أَبعَـدَ شَـأوِ المُرتَمـى
فَجَـرَّعَ الأُحبـوشَ سُمّـاً ناقِـعـاً = وَاِحتَلَّ مِن غمدانَ مِحرابَ الدُمـى
ثُـمَّ اِبـنُ هِنـدٍ باشَـرَت نيرانُـهُ = يَـومَ أُوارات تَميـمـاً بِالصـلـى
ما اِعتَنَّ لي يَأسٌ يُناجـي هِمَّتـي = إِلّا تَـحَـدّاهُ رَجــاءٌ فَاِكـتَـمـى
أَلِـيَّـةً بِاليَعـمُـلاتِ يَـرتَـمـي = بِها النجـاءُ بَيـنَ أَجـوازِ الفَـلا
خـوصٌ كَأَشبـاحِ الحَنايـا ضُمَّـر= يَرعَفنَ بِالأَمشاجِ مِن جَذبِ البُـرى
يَرسُبنَ في بَحرِ الدُجى وَبِالضحـى = يَطفـونَ فـي الآلِ إِذا الآلُ طَـفـا
أَخفافُهُنَّ مِـن حَفـاً وَمِـن وَجـى = مَرثومَةٌ تَخضبُ مُبيَـضَّ الحَصـى
يَحمِلـنَ كُـلَّ شاحِـبٍ مُحقَوقـف = ٍمِن طولِ تـدآبِ الغُـدُوِّ وَالسُـرى
بَرٍّ بَرى طـولُ الطَـوى جُثمانَـهُ = فَهوَ كَقَـدحِ النَبـعِ مَحنِـيُّ القَـرا
يَنوي الَّتـي فَضَّلَهـا ربُّ العُلـى = لَمّـا دَحـا تُربَتَهـا عَلـى البُنـى
حَتّـى إِذا قابَلَـهـا اِستَعـبَـرَلا = يَملِكُ دَمعَ العَينِ مِن حَيـثُ جَـرى
فَأوجَـبَ الحَـجَّ وثَنّـى عـمـرةً = مِن بَعدِ مـا عَـجَّ وَلَبّـى وَدَعـا
ثُمَّـتَ طـافَ وَاِنثَنـى مُستَلِـمـاً = ثُمَّـتَ جـاءَ المَروَتَيـنِ فَسَـعـى
ثُمَّـتَ راحَ فـي المُلَبّيـنَ إِلــى = حَيـثُ تَحَجّـى المَأزمـانِ وَمِنـى
ثُمَّ أَتـى التَعريـفَ يَقـرو مُخبِتـاً = مَواقِـفـاً بَـيـنَ أُلالٍ فَالـنَـقـا
ثُـمَّ أَتـى المَشعَـرَ يَدعـو رَبَّـهُ = تَضَرُّعـاً وَخُفيَـةً حَتّـى هَـمـى
وَاِستَأنَفَ السَبـعَ وَسَبعـاً بَعدَهـا = وَالسبعَ ما بَينَ العِقابِ وَالصُـوى
وَراحَ لِلتَوديـعِ فيمَـن راحَ قَــد = أَحرَزَ أَجـراً وَقَلـى هُجـرَ اللغـا
بَذاكَ أَم بِالخَيـلِ تَعـدو المَرطـى = ناشِـزَةً أَكتادهـا قُــبَّ الكُـلـى
شُعثاً تَعـادى كَسَراحيـنِ الغَضـا = مَيـلَ الحَماليـقِ يُباريـنَ الشَبـا
يَحمِلـنَ كُـلّ شـمَّـرِيٍّ بـاسِـلٍ = شَهمِ الجَنانِ خائِضٍ غَمرَ الوَغـى
يَغشى صَلـى المَـوتِ بِحَدَّيـهِ إِذا = كانَ لَظى المَوت كَريـهَ المُصطَلـى
لَو مُثِّـلَ الحَتـفُ لَـهُ قِرنـاً لَمـا = صَدَّتـهُ عَنـهُ هَيبَـةٌ وَلا اِنثَنـى
وَلَو حَمى المقـدارُ عَنـهُ مُهجَـةً = لَرامَهـا أَو يَستَبيـحَ مـا حَمـى
تَغـدو المَنايـا طائِعـاتٍ أَمــرَهُ = تَرضى الَّذي يَرضى وَتَأبى ما أَبى
بَل قَسَماً بِالشُمِّ مِـن يَعـرُبَ هَـل = لِمُقسـمٍ مِـن بَعـدِ هَـذا مُنتَهـى
هُمُ الأُلى إِن فاخَـروا قـال العُلـى: = بِفي اِمرِئٍ فاخَرَكُم عَفـرُ البَـرى
هُمُ الأُلى أَجـرَوا يَنابيـعَ النَـدى = هامِيـةً لِمَـن عَـرى أَو اِعتَفـى
هُمُ الَّذيـنَ دَوَّخـوا مَـنِ اِنتَخـى = وَقَوَّموا مـن صَعَـر وَمَـن صَغـا
هُمُ الَّذينَ جَرَّعوا مَـن مـا حلـوا = أَفـاوِقَ الضَيـمِ مُمـرّاتِ الحُسـا
أَزالُ حَشـوَ نَـثـرَةٍ مَوضـونَـةٍ = حَتّى أُوارى بَيـنَ أَثنـاءِ الجُثـى
وَصاحِبـايَ صَـرِمٌ فـي مَتـنِـهِ = مِثل مَدَبِّ النَملِ يَعلو فـي الرُبـى
أَبيَـضُ كَالمِـلـحِ إِذا اِنتَضَيـتَـهُ = لَـم يَلـقَ شَيئـاً حَـدُّهُ إِلّا فَـرى
كَـأَنَّ بَـيـنَ عَـيـرِهِ وَغَـربِـهِ = مُفتَـأَداً تَأَكَّلَـت فـيـهِ الـجُـذى
يُري المَنونَ حيـنَ تَقفـو إِثـرَهُ = في ظُلَـمِ الأَكبـادِ سُبـلاً لا تُـرى
إِذا هَـوى فـي جُثَّـةٍ غـادَرَهـا = مِن بَعدِ ما كانَت خَساً وَهـيَ زكـا
وَمُشرِفُ الأَقطـارِ خـاظٍ نَحضُـهُ = حابي القُصَيرى جرشَعٌ عَردُ النَسا
قَريبُ مـا بَيـنَ القَطـاةِ وَالمطـا = بَعيدُ مـا بَيـنَ القَـذالِ وَالصَـلا
سامي التَليـلِ فـي دَسيـعٍ مُفعَـمٍ = رَحبُ الذراعِ في أَمينـاتِ العُجـى
رُكِّبـنَ فـي حَـواشِـب مُكتَـنَّـةٍ = إِلى نُسورٍ مِثـلَ مَلفـوظِ النَـوى
يَرضَخُ بِالبيدِ الحَصى فَـإِن رَقـى = إِلى الرُبى أَورى بِها نـارَ الحبـى
يُديـرُ إِعليطَيـنِ فـي مَلمـومَـةٍ = إِلـى لَموحَيـنِ بِأَلحـاظِ الــلأى
مُداخـلُ الخَلـقِ رَحيـبٌ شَجـرُهُ = مُخلَولِـقُ الصَهـوَةِ مَمسـودٌ وَأى
لا صَـكَـكٌ يشيـنُـهُ وَلا فَـجـا = وَلا دَخيـسٌ واهِـنٌ وَلا شَـظـى
يَجري فَتَكبو الريـحُ فـي غاياتِـهِ = حَسـرى تَلـوذُ بِجَراثيـمِ السَحـا
لَوِ اِعتَسَفتَ الأَرضَ فَـوقَ مَتنِـهِ = يَجوبُها ما خِفت أَن يَشكو الوَجـى
تَظُنُّـهُ وَهـوَ يُــرى مُحتَجِـبـاً = عَـنِ العُيـونِ إِن ذَأى وَإِن رَدى
إِذا اِجتَهَـدتَ نَظَـراً فـي إِثــرِهِ = قُلتَ سَناً أَومَـضَ أَو بَـرقٌ خَفـا
كَأَنَّمـا الجَـوزاءُ فـي أَرساغِـهِ = وَالنَجـم فـي جَبهَتِـهِ إِذا بَــدا
هُما عتـادي الكافِيـانِ فَقـدَ مَـن = أَعدَدتُهُ فَليَنـأَ عَنّـي مَـن نَـأى
فَـإِن سَمِعـت بِرَحـىً مَنصوبَـة = لِلحَربِ فَاِعلَم أَنَّني قُطـبُ الرَحـى
وَإِن رَأَيـتَ نـارَ حَـربٍ تَلتَظـي = فَاِعلَم بِأَنّـي مُسعِـرٌ ذاكَ اللَظـى
خَيرُ النُفـوسِ السائِـلاتُ جَهـرَةً = عَلـى ظُبـاتِ المُرهَفـاتِ وَالقَنـا
إِنَّ العِـراقَ لَـم أُفـارِق أَهـلَـهُ = عَـن شَنَـآنٍ صَدَّنـي وَلا قِـلـى
وَلا اِطَّبـى عَينـيَّ مُـذ فارَقتُهُـم = شَيءٌ يَروقُ الطَرفَ مِن هَذا الوَرى
هُم الشَناخيـبُ المُنيفـاتُ الـذُرى = وَالناسُ أَدحـالٌ سِواهُـم وَهـوى
هُـمُ البُحـورُ زاخِــرٌ آذِيُّـهـا = وَالناسُ ضَحضاحٌ ثِغـابٌ وَأَضـى
إِن كُنتُ أَبصَرتُ لَهُم مِـن بَعدِهِـم = مِثلاً فَأَغضَيتُ عَلى وَخـزِ السَفـا
حاشـا الأَميرَيـنِ الَّلذيـنِ أَوفَـدا = عَلَيَّ ظِـلّاً مِـن نَعيـمٍ قَـد ضَفـا
هُمـا اللَـذانِ أَثبَتـا لـي أَمــلاً = قَد وَقَفَ اليَـأسُ بِـهِ عَلـى شَفـا
تَلافَيـا العَيـشَ الَّــذي رَنَّـقَـهُ = صَرفُ الزَمانِ فَاِستَسـاغَ وَصفـا
وَأَجرَيا مـاءَ الحَيـا لـي رَغَـدا = فَاِهتَزَّ غُصنـي بَعدَمـا كـانَ ذوى
هُمـا اللَـذانِ سَمَـوا بِنـاظِـري = مِن بَعدِ إِغضائي عَلى لَذعِ القَـذى
هُمـا اللَـذانِ عَمَّـرا لـي جانِبـاً = مِنَ الرَجاءِ كـانَ قِدمـاً قَـد عَفـا
وَقَلَّدانـي مِـنَّـةً لَــو قُـرِنَـت: = بِشُكرِ أَهلِ الأَرضِ عَنِّي مـا وَفـى
بِالعُشرِ مِن مِعشارِها وَكـانَ كَـالـ = حَسوَةِ فـي آذِيِّ بَحـرٍ قَـد طَمـا
إِنَّ اِبنَ ميكـالَ الأَميـر اِنتاشَنـي = مِن بَعدِما قَد كُنتُ كَالشَـيءِ اللقـى
وَمَدَّ ضَبعـي أَبـو العَبّـاسِ مِـن = بَعدِ اِنقِباضِ الذَرعِ وَالباعِ الـوَزى
ذاكَ الَّذي مـا زالَ يَسمـو لِلعُلـى = بِفِعلِهِ حَتّـى عَـلا فَـوقَ العُلـى
لَـو كـانَ يَرقـى أَحَـدٌ بِجـودِهِ = وَمَجـدِهِ إِلـى السَمـاءِ لاِرتَقـى
ما إِن أَتـى بَحـرَ نَـداهُ مُعتَـفٍ = عَلـى أُوارى علـمٍ إِلّا اِرتَــوى
نَفسـي الفِـداءُ لِأَميـرَيَّ وَمَــن = تَحـتَ السَمـاءِ لِأَميـرَيَّ الفِـدى
لا زالَ شُكـري لَهُمـا مُـواصِـلاً = لَفظي أَو يَعتاقَني صَـرفُ المنـى
إِنَّ الأُلى فارَقتُ مِـن غَيـرِ قِلـىً = مـا زاغَ قَلبـي عَنهُـمُ ولا هَفـا
لَكِـنَّ لـي عَزمـاً إِذا اِمتَطَيـتُـهُ = لِمُبهَـمِ الخَطـبِ فَـآه فَاِنـفَـأى
وَلَو أَشـاءُ ضَـمَّ قُطرَيـهِ الصِبـا = عَلَـيَّ فـي ظِلّـي نَعيـمٍ وَغِنـى
وَلاعَبَتـنـي غــادَةٌ وَهنـانَـةٌ = تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنـى
تَفري بِسَيفِ لَحظِهـا إِن نَظَـرَت = نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثنـاءَ الحَشـا
في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى الـ = ننسرينِ بِالأَلحـاظِ مِنهـا يُجتَنـى
لَو ناجَـتِ الأَعصَـمَ لاِنحَـطَّ لَهـا = طَوعَ القِيادِ مِن شَماريـخِ الـذُرى
أَو صابَتِ القانِـتَ فـي مُخلَولِـقٍ = مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقـى
أَلهـاهُ عَـن تَسبيحِـهِ وَديـنِـهِ = تَأنيسُهـا حَتّـى تَـراهُ قَـد صَبـا
كَأَنَّمـا الصَهبـاءُ مَقطـوبٌ بِهـا = ماءُ جَنـى وَردٍ إِذا اللَيـلُ عَسـا
يَمتاحُـهُ راشِـفُ بَـردِ ريقِـهـا = بَينَ بَياضِ الظَلـمِ مِنهـا وَاللمـى
سَقـى العَقيـقَ فَالحَزيـزَ فَالمَـلا = إِلـى النُحَيـتِ فَالقُرَيّـاتِ الدُنـى
فَالمِربد الأَعلى الَّـذي تَلقـى بِـه = ِمَصـارِعَ الأُسـدِ بِأَلحـاظِ المَهـا
مَحَـلَّ كُـلِّ مُقـرِمٍ سَمَـت بِــهِ = مَآثِـرُ الآبـاءِ فـي فَـرعِ العُلـى
مِنَ الأُلـى جَوهَرُهُـم إِذا اِعتَـزَوا = مِن جَوهَرٍ مِنهُ النَبِـيُّ المُصطَفـى
صَلّى عَلَيهِ اللَهُ مـا جَـنَّ الدُجـى = وَما جَرَت في فَلَكٍ شَمسُ الضُحـى
جَـونٌ أَعارَتـهُ الجَنـوبُ جانِبـاً = مِنها وَواصَت صَوبَهُ يَـدُ الصَبـا
نَـأى يَمانِيّـاً فَلَـمّـا اِنتَـشَـرَت = أَحضانُـهُ وَاِمتَـدّ كِسـراهُ غَطـا
فَجَلَّـلَ الأُفــقَ فَـكُـلُّ جـانِـبٍ = مِنها كَأَن مِن قطرِهِ المُـزنُ حَيـا
إِذا خَبَـت بُروقُـهُ عَنَّـت لَـهـا = ريحُ الصَبا تشبُّ مِنهـا مـا خَبـا
وَإِن وَنَـت رُعـودُهُ حَـدا بِـهـا = راعي الجَنوبِ فَحَـدَت كَمـا حَـدا
كَـأَنَّ فـي أَحضـانِـهِ وَبَـركِـهِ = بَركاً تَداعى بَيـنَ سَجـرٍ وَوَحـى
لَـم تـرَ كَالمُـزنِ سَوامـاً بُهَّـلاً = تَحسَبُهـا مَرعِيَّـةً وَهـيَ سُـدى
فَطَـبَّـقَ الأَرضَ فَـكُـلُّ بُقـعَـةٍ = مِنها تَقولُ الغَيثُ في هاتـا ثَـوى
يَقولُ لِلأَجـرازِ لَمّـا اِستَوسَقَـت = بِسَوقِـهِ ثِقـي بِــرِيٍّ وَحَـيـا
فَأَوسَعَ الأَحـدابَ سَيبـاً مُحسِبـاً = وَطَبَّقَ البُطنـانَ بِالمـاءِ الـرِوى
كَأَنَّمـا البَيـداءُ غِــبَّ صَـوبِـهِ = بَحـرٌ طَمـى تَيّـارُهُ ثُـمَّ سَـجـا
ذاكَ الجدا لا زالَ مَخصوصـاً بِـه = ِقَومٌ هُـمُ لِـلأَرضِ غَيـثٌ وَجَـدا
لَسـتُ إِذا مـا بَهَظَتنـي غَمـرَةٌ = مِمَّن يَقـولُ بَلَـغَ السَيـلُ الزُبـى
وَإِن ثَوَت بيـنَ ضُلوعـي زَفـرَةٌ = تَملأُ ما بَينَ الرَجـا إِلـى الرَجـا
نَهنَهتُهـا مَكظومَـةً حَتّـى يُـرى = مَخضَوضِعاً مِنها الَّذي كـانَ طَغـا
وَلا أَقـولُ إِن عَرَتـنـي نَكـبَـةٌ = قَولَ القَنوطِ اِنقَدَّ في الجوفِ السَلى
قَد مارَسَت مِنّي الخُطـوبُ مارِسـاً = يُسـاوِرُ الهَـولَ إِذا الهَـولُ عَـلا
لِـيَ اِلتِـواءُ إِن مُعـادِيَّ اِلتَـوى = وَلي اِستِواءٌ إِن مُوالِـيَّ اِستَـوى
طَعمـي الشَـريُّ لِلعَـدُوِّ تــارَةً = وَالراحُ وَالأَريُ لِمَن وُدّي اِبتَغـى
لدنٌ إِذا لويِنـتُ سَهـلٌ معطفـي = أَلوى إِذا خوشِنتُ مَرهوب الشَـذا
يَعتَصِـمُ الحِلـمُ بِجَنبَـي حَبوَتـي = إِذا رِياحُ الطَيشِ طـارَت بِالحُبـى
لا يَطَّبيـنـي طَـمَـعٌ مُـدَنّـسٌ = إِذا اِستَمـالَ طَـمَـعٌ أَوِ اِطَّـبـى
وَقَد عَلَـت بـي رُتَبـاً تَجارِبـي = أَشفَينَ بي مِنها عَلى سُبلِ النُهـى
إِذا اِمـرُؤٌ خيـفَ لِإِفـراطِ الأَذى = لَـم يُخـشَ مِنّـي نَـزَقٌ وَلا أَذى
مِن غَيرِ ما وَهنٍ وَلَكِنّـي اِمـرُؤ = ٌأَصونُ عِرضاً لَم يُدَنِّسـهُ الطَخـا
وَصَونُ عِرضِ المَرءِ أَن يَبذُلَ مـا = ضَنَّ بِـهِ مِمّـا حَـواهُ وَاِنتَصـى
وَالحَمدُ خَيـرُ مـا اِتَّخَـذتَ عـدَّةً = وَأَنفَسُ الأَذخارِ مِـن بَعـدِ التُقـى
وَكُـلُّ قَـرنٍ ناجِـمٍ فـي زَمَــنٍ = فَهـوَ شَبيـهُ زَمَـنٍ فيـهِ بَــدا
وَالنـاسُ كَالنَبـتِ فَمِنهُـم رائِـعٌ = غَضٌّ نَضيرٌ عـودهُ مُـرُّ الجَنـى
وَمِنـهُ مـا تَقتَحِـمُ العَيـنُ فَـإِن = ذُقتَ جَناهُ اِنساغَ عَذبـاً فـي اللها
يُقَـوَّمُ الشـارِخُ مِـن زَيغـانِـهِ = فَيَستَوي ما اِنعاجَ مِنـهُ وَاِنحَنـى
وَالشَيـخُ إِن قَوَّمتَـهُ مِـن زَيغِـهِ = لَم يُقِمِ التَثقيفُ مِنـهُ مـا اِلتَـوى
كَذَلِـكَ الغُصـنُ يَسيـرٌ عطـفُـهُ = لَدنـاً شَديـدٌ غَمـزُهُ إِذا عَـسـا
مَن ظَلَمَ النـاسَ تَحامَـوا ظُلمَـهُ = وَعَـزَّ عَنهُـم جانِبـاهُ وَاِحتَمـى
وَهُـم لِمَـن لانَ لَهُـم جانِـبُـهُ = أَظلَمُ مِـن حَيّـاتِ أَنبـاثِ السَفـا
وَالناسُ كُـلّاً إِن فَحَصـتَ عَنهُـم = جَميـعَ أَقطـارِ البِـلادِ وَالقُـرى
عَبيدُ ذي المالِ وَإِن لَـم يَطمَعـوا = مِن غَمرِهِ في جَرعَةٍ تَشفي الصَدى
وَهُـم لِمَـن أَملَـقَ أَعـداءٌ وَإِن = شارَكَهُـم فيهـا أَفـادَ وَحَــوى
عاجَمتُ أَيّامي وَمـا الغِـرُّ كَمَـن = تَـأَزّرَ الدَهـرُ عَلَيـهِ وَاِرتَــدى
لا يَنفَـعُ اللُـبُّ بِـلا جَــدٍّ وَلا = يَحُطُّـكَ الجَهـلُ إِذا الجَـدُّ عَـلا
مَـن لَـم تُفِـدهُ عِبَـراً أَيّـامُـهُ = كانَ العَمى أَولى بِهِ مِـن الهُـدى
مَن لَم يَعِظهُ الدَهرُ لَم يَنفَعـهُ مـا = راح بِهِ الواعِـظُ يَومـاً أَو غَـدا
مَن قاسَ ما لَم يَـرَهُ بِمـا يـرى = أَراهُ مـا يَدنـو إِلَيـهِ مـا نَـأى
مَن مَلَّكَ الحِرصَ القِيادَ لَـم يَـزَل = يَكرَعُ في ماءٍ مِـنَ الـذُلِّ صَـرى
مَن عارَضَ الأَطماعَ بِاليَأسِ دَنَـت = إِلَيهِ عَينُ العِزِّ مِـن حَيـثُ رَنـا
مَن عَطَفَ النَفسَ عَلى مَكروهِهـا = كانَ الغِنى قَرينَـهُ حَيـثُ اِنتَـوى
مَن لَم يَقِف عِنـدَ اِنتِهـاءِ قَـدرِهِ = تَقاصَرَت عَنـهُ فَسيحـاتُ الخُطـا
مَن ضَيَّعَ الحَـزمَ جَنـى لِنَفسِـهِ = نَدامَـةً أَلـذَعَ مِـن سَفـع الذكـا
مَن ناطَ بِالعُجـبِ عُـرى أَخلاقِـهِ = نيطَت عُرى المَقتِ إِلى تِلكِ العُرى
مَن طالَ فَـوقَ مُنتَهـى بَسطَتِـهِ = أَعجَزَهُ نَيلُ الدُنـى بَلـه القُصـا
مَن رامَ مـا يَعجـزُ عَنـهُ طَوقُـهُ = م العِبءِ يَوماً آضَ مَجزولَ المَطـا
وَالنـاسُ أَلـفٌ مِنهُـمُ كَـواحِـدٍ = وَواحِـدٌ كَالأَلـفِ إِن أَمـرٌ عَنـا
وَلِلفَتـى مِـن مالِـهِ مـا قَدَّمَـت = يَداهُ قَبـلَ مَوتِـهِ لا مـا اِقتَنـى
وَإِنَّمـا المَـرءُ حَـديـثٌ بَـعـدَهُ = فَكُن حَديثـاً حَسَنـاً لِمَـن وَعـى
إِنّي حَلَبتُ الدَهـرَ شَطرَيـهِ فَقَـد = أَمَـرَّ لـي حينـا وَأَحيانـاً حَـلا
وَفُـرَّ عَـن تَجرِبَـةٍ نابـي فَقُـل = في بازِلٍ راضَ الخُطوبَ وَاِمتَطـى
وَالنـاسُ لِلدهـرِ خَلـىً يلسُّهُـم = وَقَلَّما يَبقى عَلـى اللَـسِّ الخَـلا
عَجِبتُ مِن مُستَيقِـنٍ أَنَّ الـرَدى = إِذا أَتـاهُ لا يُــداوى بِالـرُقـى
وَهـوَ مِـنَ الغَفلَـةِ فـي أَهويـةٍ = كَخابِـطٍ بَيـنَ ظَـلامٍ وَعَـشـى
نَحـنُ وَلا كُفـران لِـلَّـهِ كَـمـا = قَد قيلَ لِلسـارِبِ أَخلـي فَاِرتَعـى
إِذا أَحَــسَّ نَـبـأَةً ريــعَ وَإِن = تَطامَنَـت عَنـهُ تَمـادى وَلَـهـا
كَثلَّـةٍ ريعَـت لِلَيـثٍ فَـاِنـزَوَت = حَتّى إِذا غابَ اِطمَأَنَّت إِن مَضـى
نُهـالُ لِلأَمـرِ الَّـذي يَروعُـنـا = وَنَرتَعي فـي غَفلَـةٍ إِذا اِنقَضـى
إِنَّ الشَقـاءَ بِالشَـقِـيِّ مـولَـعٌ = لا يَملِـكُ الـرَدَّ لَــهُ إِذا أَتــى
وَالـلَـومُ لِلـحُـرِّ مُقـيـمٌ رادِعٌ = وَالعَبـدُ لا تَردَعُـهُ إِلّا العَـصـا
وَآفَةُ العَقـلِ الهَـوى فَمَـن عَـلا = عَلـى هَـواهُ عَقلُـهُ فَقَـد نَجـا
كَـم مِـن أَخٍ مَسخوطَـةٍ أَخلاقُـهُ = أَصفَيتُـهُ الـوُدَّ لِخُلـقٍ مُرتَضـى
إِذا بَلَوتَ السَيـفَ مَحمـوداً فَـلا = تَذمُمهُ يَومـاً أَن تَـراهُ قَـد نَبـا
وَالطِرفُ يَجتـازُ المَـدى وَرُبَّمـا = عَـنَّ لِمَـعـداهُ عِـثـارٌ فَكَـبـا
مَن لَكَ بِالمُهَـذَّبِ النَـدبِ الَّـذي = لا يَجِـدُ العَيـبُ إِلَيـهِ مُختَـطـى
إِذا تَصَفَّحـتَ أُمـورَ النـاسِ لَـم = تُلفِ اِمرءاً حازَ الكَمـالَ فَاِكتَفـى
عَوِّل عَلى الصَبـرِ الجَميـلِ إِنَّـهُ = أَمنَعُ مـا لاذَ بِـهِ أولـو الحِجـا
وَعَطِّفِ النَفسَ عَلى سُبـلِ الأَسـا = إذا اِستَفَزَّ القَلبَ تَبريـحُ الجَـوى
والدَهـرُ يَكبـو بِالفَتـى وَتـارَةً = يُنهِضُـهُ مِـن عَثـرَةٍ إِذا كَـبـا
لا تَعجَبن مِن هالِكٍ كيـفَ هَـوى = بَل فَاِعجبَن مِن سالِمٍ كَيـفَ نَجـا
إِنَّ نُجـومَ المَجـدِ أَمسَـت أُفَّـلاً = وَظِلُّهُ القالِـصُ أَضحـى قَـد أَزى
إِلّا بَقايـا مِـن أُنــاسٍ بِـهِـمُإ = ِلـى سَبيـلِ المَكرُمـاتِ يُقتَـدى
إِذا الأَحاديـثُ اقتَضَـت أَنباءَهُـم = كانَت كَنَشرِ الرَوضِ غاداهُ السَدى
لا يَسمَعُ السامِـعُ فـي مَجلِسِهِـم = هجـراً إِذا جالَسَـهُـم وَلا خَـنـا
ما أَنعَـمَ العيشَـةَ لَـو أَنَّ الفَتـى = يَقبَلُ مِنـهُ مَوتُـهُ أَسنـى الرُشـا
أَو لَـو تَحَلّـى بِالشَبـابِ عُمـرَهُ = لَم يَستَلِبهُ الشَيبُ هاتيـكَ الحُلـى
هَيهاتَ مَهمـا يُستَعـر مُستَرجـعٌ = وَفي خُطوبِ الدَهرِ لِلنـاسِ أَسـى
وَفِتيَـةٍ سامَرَهُـم طَيـفُ الكَـرى = فَسامَروا النَومَ وَهُم غيـدُ الطُلـى
وَاللَيـلُ مُلـقٍ بِالمَوامـي بَركَـهُ = وَالعيسُ يَنبُثـنَ أَفاحيـصَ القَطـا
بِحَيـثُ لا تهـدي لِسَمـعٍ نَبـأَةٌ = إِلّا نَئيم البومِ أَو صَـوت الصَـدى
شايَعتُهُم عَلى السُـرى حَتّـى إِذا = مالَت أَداةُ الرَحلِ بِالجِبسِ الـدَوى
قُلـتُ لَهُـم إِنَّ الهُوَينـا غِبُّـهـا = وَهنٌ فَجدّوا تحمَدوا غِبَّ السُـرى
وَموحِـش الأَقطـارِ طـامٍ مـاؤُهُ = مُدَعثَرِ الأَعضـادِ مَهـزومِ الجَبـا
كَأَنَّمـا الريـشُ عَلـى أَرجـائِـهِ = زُرقُ نِصـالٍ أُرهِفَـت لِتُمتَـهـى
وَرَدتُـهُ وَالذِئـبُ يَعـوي حَولَـهُ = مُستَكَّ سمِّ السَمعِ مِن طَولِ الطوى
وَمُنـتـجٍ أُمُّ أَبـيــهِ أُمُّـــهُ = لَم يَتَخَوَّن جِسمَهُ مَـسّ الضـوى
أَفرَشتُـهُ بِنـتَ أَخيـهِ فَاِنثَـنَـت = عَن وَلَدٍ يـورى بِـهِ وَيُشتَـوى
وَمَرقَـبٍ مُخلَـولِـقٍ أَرجــاؤُهُ = مُستَصعَبِ الأَقذافِ وَعرِ المُرتَقـى
وَالشَخصُ في الآلِ يُـرى لِناظِـرٍ= تَرمُقُـهُ حينـاً وَحينـاً لا يُـرى
أوفَيـتُ وَالشَمـسُ تَمُـجُّ ريقَهـا = وَالظِلُّ مِن تَحتِ الحِـذاءِ مُحتَـذى
وَطـارِقٍ يُؤنِـسُـهُ الـذِئـبُ إِذا = تَضَـوَّرَ الذِئـبُ عشـاءً وَعَـوى
آوى إِلـى نـارِيَ وَهـيَ مَألَـفٌ = يَدعو العُفاةَ ضَوؤُها إِلـى القِـرى
لِلَـهِ مـا طَيـفُ خَيـالٍ زائِــر= تَزُفُّـهُ لِلقَلـبِ أَحـلامُ الــرُؤى
يَجـوبُ أَجـوازَ الفَـلا مُحتَقِـرا = ًهَولَ دُجى اللَيلِ إِذا اللَيـلُ اِنبَـرى
سائِلـهُ إِن أَفصَـحَ عَـن أَنبائِـهِ = أَنّى تَسَدّى اللَيلَ أَم أَنّـى اِهتَـدى
أَو كانَ يَدري قَبلَهـا مـا فـارِسٌ = وَمـا مَواميهـا القِفـارُ وَالقـرى
وَسائِلي بِمُزعِجـي عَـن وَطَـنٍ = ما ضـاقَ بـي جَنابُـهُ وَلا نَبـا
قُلتُ القَضاءُ مالِـكٌ أَمـرَ الفَتـى = مِن حَيثُ لا يَدري وَمِن حَيثُ دَرى
لا تَسأَلَنّي وَاِسـأَلِ المِقـدارَ هَـل = يَعـصِـمُ مِـنـهُ وَزَرٌ ومُــدَّرى
لا بُدَّ أَن يَلقى اِمـرُؤٌ مـا خَطَّـهُ = ذو العَرشِ مِمّا هُـوَ لاقٍ وَوَحـى
لا غَـروَ أَن لـجَّ زَمـانٌ جائِـرٌ = فَاِعتَرَقَ العَظـمَ المُمِـخَّ وَاِنتَقـى
فَقَد يُرى القاحِـلُ مُخضَـرّاً وَقَـد = تَلقى أَخا الإِقتارِ يَومـاً قَـد نَمـا
يـا هَؤُلَيّـا هَـل نَشَدتُـنَّ لَـنـا = ثاقِبَةَ البُرقُـعِ عَـن عَينَـي طَـلا
ما أَنصَفَـت أُمُّ الصَبِيَّيـنِ الَّتـي = أَصبَت أَخا الحِلم وَلَمّـا يُصطَبـى
اِستَحيِ بيضـاً بَيـنَ أَفـوادِكَ أَن = يَقتادَكَ البيـضُ اِقتِيـادَ المُهتَـدى
هَيهـاتَ مـا أَشنَـعَ هاتـا زَلَّـةً = أَطَرَبـاً بَعـدَ المَشيـبِ وَالـجَـلا
يا رُبَّ لَيلٍ جَمَعَـت قُطرَيـهِ لـي = بِنـتُ ثَمانيـنَ عَروسـاً تُجتَلـى
لَم يَملِـكِ المـاءُ عَلَيهـا أَمرَهـا = وَلَم يُدَنِّسها الضِـرامُ المُختَضـى
حيناً هِـيَ الـداءُ وَأَحيانـاً بِهـا = مِـن دائِهـا إِذا يَهيـجُ يُشتَفـى
قَد صانَها الخَمّـارُ لَمّـا اِختارَهـا = ضَنّاً بِها عَلـى سِواهـا وَاِختَبـى
فَهِيَ تُرى مِن طولِ عَهدٍ إِن بَـدَت = في كَأسِهـا لِأَعيُـنِ النـاسِ كـلا
كَأَنَّ قرنَ الشَمـسِ فـي ذُرورِهـا = بِفِعلِها في الصَحنِ وَالكَأسِ اِقتَـدى
نازَعتُهـا أَروعَ لا تَسطـو عَلـى = نَديـمِـهِ شِـرَّتـهُ إِذا اِنتَـشـى
كَأَنَّ نَـورَ الـرَوضِ نَظـمُ لَفظِـهِ = مُرتَجِـلاً أَو مُنشِـداً أَو إِن شَـدا
مِن كُلِّ ما نالَ الفَتـى قَـد نِلتُـهُ = وَالمَرءُ يَبقى بَعـدَهُ حُسـنُ الثَنـا
فَـإِن أَمُـت فَقَـد تَناهَـت لَذَّتـي = وَكُلُّ شَـيءٍ بَلَـغَ الحَـدَّ اِنتَهـى
وَإِن أَعِش صاحَبتُ دَهري عالِمـاً = بِما اِنطَوى مِن صَرفِهِ وَما اِنسرى
حاشا لِمـا أَسـأَرَهُ فِـيَّ الحِجـا = وَالحِلـمُ أَن أَنبَـعَ رُوّادَ الخَـنـا
أَو أَن أُرى لِنَكـبَـةٍ مُختَضِـعـاً = أَو لِاِبتِهـاجٍ فَـرِحـاً وَمُـزدَهـى
[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس
قديم 26-10-2006, 02:06 PM   #2
ابو دوس

[عضوية شرفية خاصة]
 
الصورة الرمزية ابو دوس
 







 
ابو دوس is on a distinguished road
افتراضي

قصيدة خالدة
لشاعر طال الشعر و فاقه

الف شكر لك ياابو صالح

واسمح لي استكمل قرائتها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[align=left]كيف يا[ـُ] ترتضى طعنة الغدر فى خضوع
وتدارى جحودها فى رداء من الدموع
[S]لست قلبى[/S] وانما خنجر انت فى الضلوع
[/align]
أخر مواضيعي
ابو دوس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : مقصورة ابن دريد الدوسي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيرة العالم ابن دريد الدوسي دوس تاريخ زهران 12 19-08-2008 04:29 AM
لمن يريد فقط الفقار المنتدى العام 10 18-01-2008 09:46 PM
لمن يريد فقط الفقار المنتدى العام 9 03-01-2008 04:41 PM
ابن دريد الدوسي الزهراني ابو نضال الدوسي المنتدى الأدبي 5 24-09-2007 06:44 AM
ديوان ابن دريد الدوسي الزهراني تأبط شراَ المنتدى الأدبي 19 03-09-2006 10:32 PM


الساعة الآن 12:02 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved