منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى العام

من أراد عفو الله.. فليعفُ عن الناس...


المنتدى العام

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2009, 06:37 PM
الصورة الرمزية بحيتر
بحيتر بحيتر غير متواجد حالياً
قلم مميز
 






بحيتر is on a distinguished road
افتراضي من أراد عفو الله.. فليعفُ عن الناس...


من أراد عفو الله.. فليعفُ عن الناس




أقبل رمضان، شهر الرحمة والغفران، والعفو والرضوان، وسوف ندعو الله جميعا في كل ليلة بالدعاء الثابت: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا»، ولكن الكثير منا لا يعفو عن إخوانه، فهو يريد العفو من الله ولكنه لا يستطيع أن يصدر عفوا عمن أساء إليه، والله يعفو عنا وهو الذي خلقنا ورزقنا وأعطانا وكفانا وشفانا وعافانا، بينما نحن لا نعفو عن البشر ولم نخلقهم ولم نرزقهم ولم نطعمهم من جوع ولم نؤمنهم من خوف. كيف نريد المسامحة من رب العباد ونحن لم نسامح عباده؟ بل تجد عندنا تحفظات على أخطائهم وملفات لزلاتهم، وذاكرة لا تنسى أغلاطهم، والغالب علينا نحن البشر أننا نحفظ الإساءة وننسى الإحسان، فهل آن لنا في شهر رمضان ونحن نقف في المساجد باكين خاشعين، نطلب من ربنا أن يعتق رقابنا من النار ولكننا لم نعتق رقاب الناس من تربصنا وتهديدنا ووعيدنا، إذا لم نصدر عفوا عاما عن عباد الله ونعفيهم من القصاص والانتقام والتربص، أفلا نخجل من حالنا ونحن نمد أيدينا إلى ربنا ونقول: «ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين»؟ إن من أراد العفو من الله فلا بد أن يهيئ أسباب القبول، فيغسل قلبه من الحسد والحقد والكراهية والبغضاء والشحناء، كيف نأتي إلى المساجد في رمضان بتلك القلوب الممتلئة غيظا وبغضا وكراهية لعباد الله؟ إن تنظيف وتطييب ظواهرنا باللباس والعطور لا يكفي إذا كان تحت هذا الظاهر باطل مشوّه قبيح من الغل الدفين والحسد القاتل والبغضاء المتقيحة، ففي الحديث الصحيح: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، ماذا ينفعنا لباس فاخر ومظهر خادع، ومراكب فخمة، ومجالس بهية، وموائد شهية، ولكن القلوب التي هي محط نظر علام الغيوب، قلوب مريضة مجروحة مليئة بوباء القطيعة والكبر والعُجب والحسد؟ إن التدين ليس مظاهر وطقوسا، ولكنه حقائق ومقاصد وأسرار مع التمسك بالسنة ظاهرا وباطنا. عرفنا أناسا قلوبهم كقلوب الطير رقة ورحمة ولينا وحنانا، يحبهم الله، يحبهم البشر، تحبهم السماء، تحبهم الأرض، فهم في أمن وفي سلامة والناس منهم في راحة وعافية، وعرفنا أناسا غلاظ شدادا عذبوا أنفسهم وعذبوا من حولهم شراسة وقسوة وجفاء وسوء خُلق، فهم في عذاب دائم من نفوسهم المريضة، والناس منهم في مشقة، وهم نكال على آبائهم وأبنائهم وزوجاتهم وأصدقائهم، ضاقوا بأنفسهم وضاقوا بالناس، فضاقت بهم الدنيا.


في أثر حسّنه بعض العلماء: (الخَلْق عيال الله، أحبُّهم إلى الله أنفعُهم لعياله)، فمن عفا عن عباد الله وسامحهم ورحمهم وغفر لهم، عفا الله عنه وسامحه ورحمه وغفر له، ومن ضيّق عليهم وشق عليهم وعذّبهم، شق الله عليه وضيّق الله عليه وعذّبه الله. ينبغي أن نأتي رمضان بقلوب صافية سليمة محبة للخير والأمن والسلام والعفو، ولا نأتي رمضان بقلوب متسخة بالضغينة والغش والكره والنفاق، إننا نغسل أجسامنا بمبالغة شديدة إلى درجة الوسوسة، ولكن الكثير منا يغفل عن غسل قلبه الذي مر عليه عشرات السنوات وهو ملطخ بذنوب كالجبال من الاستكبار والعتو والتعالي والخيلاء والبغي والمكر والغدر والفجور، (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَة). إن التدين ليس صورا باهتة وحركات وإشارات، لكنه مضامين عظيمة، وقلوب واعية، وضمائر حية، وبصائر مستنيرة، وأخلاق مجيدة، وقيم عالية، وسوف نسمع في رمضان في كل مسجد طلب العفو من الله، وهو أمر شرعي ومحبب، ولكن إذا أردنا إجابة السؤال وتلبية الطلب فلنبدأ من الآن بالتصالح مع أنفسنا ومع الناس، والتسامح مع البشر، والعفو عن عباد الله، وإعطاء الناس الآمان من أذيتنا.
وفي الحديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، عفا الله عنا وعن جميع المسلمين، وسامحنا الله وسامح كل المؤمنين.
رد مع اقتباس
قديم 23-08-2009, 08:42 PM   #2
Mr.RoMaNiStA
 







 
Mr.RoMaNiStA is on a distinguished road
افتراضي رد: من أراد عفو الله.. فليعفُ عن الناس...

الف شكر لك على موضوعك الرائع
تقبل مروروي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
No Totti .... No Party
أخر مواضيعي
Mr.RoMaNiStA غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2009, 01:07 AM   #3
Mansour Al-zahrani
مشرف قسم الطب والطب البديل
 
الصورة الرمزية Mansour Al-zahrani
 







 
Mansour Al-zahrani is on a distinguished road
افتراضي رد: من أراد عفو الله.. فليعفُ عن الناس...

جزاك الله كل خير ع الموضوع الرائعه
وجعل الله ما نقلت في موازين حسناتك
Mansour Al-zahrani غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2009, 01:12 AM   #4
FedEx
 
الصورة الرمزية FedEx
 







 
FedEx is on a distinguished road
افتراضي رد: من أراد عفو الله.. فليعفُ عن الناس...


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
FedEx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-2009, 05:17 PM   #5
جبل منور
 
الصورة الرمزية جبل منور
 







 
جبل منور is on a distinguished road
افتراضي رد: من أراد عفو الله.. فليعفُ عن الناس...

جزاك الله كل خير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
.
..
...

أبدع في مواضيعك .. وأحسِن في ردودك .. وقدم كل ما لديك
ولا يغرك فهمك .. ولا يهينك جهلك .. ولا تنتظر شكر أحد
أخر مواضيعي
جبل منور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : من أراد عفو الله.. فليعفُ عن الناس...
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لمن أراد السلامة بإذن الله تعالى الراقي 902 مجلس قبائل الاحلاف 13 16-10-2007 07:02 PM
هذه الروابط لمن أراد نشر الخير والدعوة إلى الله بندرالعدواني الإسلام حياة 8 22-08-2007 03:44 AM
**هذه الروابط لمن أراد نشر الخير والدعوة إلى الله** البرنسيسة الإسلام حياة 9 28-07-2007 04:42 PM
هذه الروابط لمن أراد نشر الخير والدعوة إلى الله abouali الإسلام حياة 11 18-07-2007 07:07 PM


الساعة الآن 06:51 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved