وإلى أي مدى ستصل هذه الصورة ؟
وكم سنة ستبقى بعده من سنوات ؟
وقل مثل ذلك في نشر مقال أو رأي يخالف الشرع ثم يُدفع به إلى المواقع .
هذه مقدمة لبيان خطورة هذا الأمر , وأن المرء لا ينبغي له التساهل فيه – خصوصاً
أنه لا يجد من وراءها اللذة – إلا أنه دليلٌ على سفه العقل , وعظيم تسلط الشيطان
على مثل هؤلاء .
أما قصة الإيميل فهي رسالة أعجبتني كثيراً أرسلها أحد المحبين على بريدي
مفادها : أن أحد الإخوة أرسل رسالة بريد قد جمع فيها روابط نافعة من قرآن
كريم , ومواقع لأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام , ومواقع مفيدة , وطلب
نشرها , لتكون صدقة جارية, يمتد أجرها إلى يوم القيامة ,لأحد الأخيار الذي
وافتهم المنية في حادث مروري أليم واسمه " عادل " نعرفه جيدا ونشهد له بحسن
الخلق , فشكرة لهؤلاء المحبين صنيعهم , وأحببت تسطير الشكر لهم هنا .
أيها القارئ الكريم
إن محبة الناس للمرء بُشرى معجلةٌ للمرء ولكنها لا تتيسر إلا لمن صدق في معاملته
مع ربه , ومع الناس أجمعين , وأحسب أن " أخانا عادل " قد وُفق لهذا بأدائه لحق ربه
وحُسن خلقه مع الناس , وتأمل في توفيق الله له بعد مماته كيف يسخر الله العباد
لينفعوه مع أنه قد رحل من دنياه ولم يوص بذلك.
ولعلي أن أنقل هنا موقفين لإخينا الحبيب - غفر الله له - , حتى نعلم كيف يحفظ
الله عبده ووليه , ولعل من لديه مواقف له أن يتحفنا بها هنا - :
أحدهما : أنه كان في ينبع فاتصل بوالدته كعادته , فقالت له : يا ولدي ليس عندنا
خبز , فتخيل ما فعل هذا الابن البار, لعلك تقول : أنه اتصل بأحد أصحابه وقال له
اشتر للوالدة خبزاً وأوصله لها . لا والله لم يفعل هذا , بل نزل من ينبع مسافة
ثلاثمائة كيلو ذهاباً وعودة ليأتي لها بالخبز , برهاناً لمحبتها , ورغبةً في الأجر من
الله تعالى , فليت شعري كيف هو برنا لأمهاتنا ؟
أما الموقف الثاني : فقد أخبرني به أحد قرابته أنه في يوم سفره كان آخر من ودع
هي أمه الحنون فُقبل رأسها ويدها , ثم سافر وقدر الله له الحادث .
لقد كان نموذجاً للبر , وفعل الخير وحسن الخلق – غفر الله له - وجعلها مما ترفعه
عند ربه .
وعوداً على بدء احرص أخي وأختي على ترك الأثر الطيب لكم بعد الممات ,
فالحياة والله قصيرة جداً , وكن عاقلاً باستخدام هذه التقنيات , وان عجزت عن فعل
الخير وركبت الشر فاجعله قاصراً عليك غير مجاهر به , فكل الأمة في عافية
إلا المجاهرين
كتبه / عادل بن عبد العزيز المحلاوي
منقول
.
.
.