عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-03-2012, 03:36 AM
الصورة الرمزية سالم الدوسي
سالم الدوسي سالم الدوسي غير متواجد حالياً
 






سالم الدوسي is on a distinguished road
افتراضي ديوان الشاعر/ جريـبـيـع بــن صالـح الزهراني

[frame="8 90"]
ديوان الشاعر/ جريبيع بن صالح الزهراني

اسمهُ : جريبيع بن صالح بن جريبيع الحسني الزهراني

قريتهُ : من قرية وادي الصدر ( إحدى قرى قبيلة بني حسن )

مولدهُ : لم يحفظ التاريخ شيئاً عن تاريخ ولادته, ولكني أرجح ميلاده بين العام 1285هـ-1290هـ , عاش طويلاً , ورجح بعض كبار السن ممن عرفوه بأنه تجاوز التسعين عاماً قبل وفاته
وعلى ذلك فإني أرجح تاريخ وفاته أعوام 1380هـ

بعض صفاته ( من رواية المعاصرين له )
: ليس بالسر ولا بالعيب أن نقول : لم يحظى شاعرنا بالكثير من جمال الخِلق , وقد عبّر شاعرنا عن ذلك الأمر بالكثيرٍ من السخرية في مواضع عدّةٍ من شعره ( أنا جريبيع من ذرو الشياطينا ) ( سموني أهلي جريبيع ) .

شعرهُ : كان مزيجاً بين المدح والسخرية والتعجيز , ويكاد يكون خالياً من شعر الغزل , وقد أخبرني بعض من أثق بروايتهم أن شاعرنا كان يختلف كثيراً عن غيره من الشعراء , ففي مناسبات كثيرة وخصوصاً في محاورات التعجيز كان يطلب من (ناقع) الزير إيقاف العرضة أو اللعب حتى قبل أن يتوقف صف العرضة عن الدوران ,بل وربما قبل أن يغني صف اللعب بقصيدة الشاعر المقابل, وما ذلك بشهادة المعاصرين له إلا لسرعة بديهيته ولغزارة شعرة وقوة تعجيزه .

بعضٌ من أخباره ( من كبار السن ) : يروى بأن الشاعر الكبير صالح بن عقار قد نزل بسوق النقعة ببني حسن في وقتٍ مبكر من صباح يوم السبت لقضاء بعض الحاجيات , وفي وقتٍ مشارفٍ لانتهاء السوق ( قبيل الضحى ) أتى الشاعر جريبيع بن صالح , وما أن وصل جريبيع إلى جنبات السوق حتى بدأ بعض القوم في إشعال نار التحدي بين الشاعرين الكبيرين , فذهب البعض إلى ابن عقار لسؤاله ( أأنت الأشعر أم جريبيع ) والبعض الآخر ذهب لسؤال جريبيع ( أأنت الأشعر أم ابن عقار ) وما زال القوم في أمرهم حتى استشاط جريبيع غضباً, وسارت به أقدامه سريعاً إلى ذلك المكان الذي يقف به ابن عقار ليقول :

يا حدا حدا
الشبا حادي
واللحد حدان
والحديا حام
والدم انـّثر

كان البدع سريعاً وغامضاً على مسمع الشاعر ابن عقار الذي اعتذر بعد مدةٍ ليست بالقصيرة عن الرد , وهنالك لم يدع جريبيع الأمر يمر بسلام , فصاح في عُقداء السوق قائلاً لن أبرح السوق حتى آخذ كسوتي على تلك القصيدة , وبعد مدٍ وجزر وافق عقداء السوق على دفع الكسوة إلى جريبيع , الذي بدأ مبتسماً ليس لغلاء ثمن الكسوة بل لأنه أخذ الكسوة ( وإن كانت زهيدة ) من أمام الشاعر ابن عقار الذي يُعدُ ويعتبر من أشد الخصوم وأكفأ الأنداد .

يروي بعض كبار السن خبراً مفاده :
كان لشاعرنا الكبير هيبةٌ خاصة لدى كثيرٍ من الشعراء , خصوصاً وأن شاعرنا لا يؤمن بمبدأ " توزيع الكسوة على جميع الشعراء ", وكثيراً ما كان يطلب من صاحب القِراء وضع الكسوة مجملةً على الزير لتكون من نصيب الشاعر الأكثر تعجيزاً ..
في إحدى مناسبات اللعب بقرية الجوفاء حضر الشاعر جريبيع متأخراً , وما أن ولج لجنبات المناسبة حتى وجد الشاعر المُليكي ( من قرية مليكة ببني حسن ) الذي فضل الانسحاب من ميدان الشعر عندما علم بوجود جريبيع , معاتباً أصحاب المناسبة بأنهم لو أعلموه عن حضور جريبيع لما تعنّى مشقة الحضور ..

يا جريبيع أمن صالح سامحني ترى الليل قَفى وأنا ودي أسري
وإنْ كان ما أسخى عرج الجابري أبصرهم كما احدى يديه

أما عن سخرية شاعرنا وقوة تهكمه ,
فيخبر بعض الرواة بأن الشاعر جريبيع قد نزل بأرض تهامة, من أجل المشاركة في حفل زواج لدى إحدى القرى المجاورة لجبل نيس , وعندما وصل الشاعر جريبيع إلى قرية الحفل , بدأ مهتماً لرؤية ( العروس ) , إلا أنه سُرعان ما تفاجأ بقبح تلك العروس فقال غاضباً على لحن اللعب القديم :

ضلت جمال الخبت تحت الحمايل بعد ذيك المعازر نوق
والشرقي القرحان ما شال حمله غير من بعد لسع ايدي
ولا مضى فالدرب غابت جنوبه جوف عجت مرايغه

( ضلت جمال الخبت تحت الحمايل بعد ذيك المعازر نوق )
الشاعر يهاجم جميع نساء تلك القرية , ويصفهن بالقبح الشديد عندما شبههن بجمال الخبت , التي لولا شدة الحمائل بمعنى حاجة الرجال إلى الزواج لما نظر إليهن أحد لأنهن شبيهات بالجمال المستنوقة فهن حسب وصف جريبيع ( قبيحات لدرجة أنك لا تفرقهن عن الرجال ) .

والشرقي القُرحان ما شال حِمله غير من بعد لسعْ ايدي
ولا مضى فالدرب غابت جنوبه جوف عجت مرايغه

الشرقي القُرحان وصفٌ للجمل الهَرِمْ ,وهنا جريبيع يصف العروس بأنها جملٌ هرم , وذلك الوصف العجيب غايةٌ في التهكم والسخرية , أما عن بقية الأبيات .. فالشاعر جريبيع يُخبر في خفاء بأن ( العروس ) كبيرة السن , قد تزوجت وطُلقت أكثر من مرة .

ومن العجائب الساخرة التي تُروى عن هذا الشاعر التهكمي ,
أنه مرّ لدى عودته من إحدى أسواق المنطقة بإحدى القُرى التي كانت تحتفل باللعب صباحاً لمناسبة زواجٍ لديهم , وعندما مرّ بالقرب من تلك القرية تفاجأ بسماع صوت زير اللعب , ففضل المرور بجنبات الحفل للاستمتاع والمتابعة فقط , إلا أنه سُرعان ما تفاجأ بأهل المناسبة يطلبون منه مشاركته لهم في حفل القِراء فبدع شاعرنا بيتاً واحداً وأتى بالرد بيتاً واحداً في سابقة قد تكون نادرة
البدع
سمعت في مولغ وفي الصفح أذاني
الرد
خذنا على الباشة من الصفح أذاني

قرية مولغ وقرية الصفح قريتين من قُرى قبيلة بلخزمر , وعندما ذكر الشاعر اسم تلك القريتين لم يقصد بذلك الإشارة إليهما , بل لا يجب على القُراء أن يفهموا أن حفل اللعب كان في إحدى تلك القريتين , بل ( أحتفظ بإسم القرية ) حفل اللعب كان خارج قُرى قبيلة بلخزمر , وإنما هو التقريب الشعري ومذهب الشقر الذي جعل شاعرنا يمر على ذكر تلك القريتين .

( سمعت في مولغ و في الصفح أذاني )
من أجل الشقر وتقريب المعنى والترابط بين أجزاء البيت أتى الشاعر على ذكر أسماء القريتين القريبتين من بعضهما بعض الشيء , والمعنى سمعت في تلك القريتين أذاناً المقصود به هنا هو خلافٌ بين أصحاب القريتين على دية شابٍ غير مختتن قُتل غيلةً ذات ليل .

( خذنا على الباشه من الصفح أذاني )
يُذكّر شاعرنا الحضور بذلك الفعل التاريخي لقبائل زهران ضد قواد القوات العثمانية أمثال عجلان باشا ويوسف باشا وحقي باشا وعلي عبشان باشا , ويقول ألحقنا الحي منهم بالميت , بعد أن أنكأنا فيهم القتل والجراح , وعبّر عن شدة ما وقع لأولئك القواد بقوله ( خذنا من الصفح أذاني ) أي لقناهم الموت , ودروس الشجاعة , بأن جعلناهم لا يفكرون بالعودة إلى بلاد زهران مرةً أخرى .

لكن وراء الأكمة ما وراءها ...!
فشاعرنا وإن أبدى أن يريد التذكير بمقتل القوات العثمانية , إلا أن تهكمه تجاوز الوصف , فهو يُخبر في خفاء مستغرباً من حفل اللعب المُقام في الصباح الباكر , ويُشير في خفاء على أن تلك العادة مختصةٌ بالحمار كنوع لا يأبى من أي شيء , وفي أي وقت , والغريب في الأمر أيضاً أن جريبيع أتى على اللقب المكروه لتلك القرية . مما حدى بالشاعر الآخر الذي ينتسب إلى تلك القرية على أن يعاجل بوقف الزير , معاتباً قومه في استنكارٍ شديدٍ لغنائهم بذلك البيت . أما شاعرنا فقد فضل الرحيل مُسرعاً من جنبات الحفل بعد أن نثر الفوضى والعبث في أرجاء المكان , وبعد أن ساعد على إنهاء حفل اللعب في وقتٍ مبكر من بدايته .

التعجيز الشعري : وهو كثير وأختار من أجمله ..

البدع
شريف مكه , كِسبْ خيلٍ , وخذْ ,خيذه
وزاد صكوا عليه البحر , وأخذ , و ذل
الرد
اللاّش له لمحةٍ خبلا , وخذخيذه
دعى عليه الملك مالعرش , واخذوذل

( شريف مكه , كِسبْ خيلٍ , وخذْ ,خيذه )
(شريف مكة) يخبر عن الملك حسين بن علي قائلاً ( كِسبْ خيلٍ ) بمعنى اغتنم الخيل والجياد وكان في سعةٍ من العيش ( وخذْ ) بمعنى أخذ ( خيذه ) بمعنى اغتنم حكم الحجاز , وأخذ ما لم يستطع أحدٌ غيره أن يحصل عليه أو أن يستأخذ به ويستأثر عليه .

( وزاد صكوا عليه البحر , وأخذ , و ذل )
من بعد الرخاء ونعيم العيش أصبح الشريف حسين مطروداً من مكة محاصراً بميناء جدة , ذلك الميناء الذي لم يستطع الملك حسين أن يستفيد منه لأن الملك عبدالعزيز أقفل عليه جميع منافذه ومنع عنه جميع سفنه . ( وأخذ ) بمعنى أخذ مدةً من الدهر وهي غير أخذ التي في البيت الأول فالأخذ هناك حسي بمعنى الإمساك بينما الأخذ هنا غير حسي بمعنى الوقت . ( وذل ) بمعنى أصابه الذل والانكسار والفشل والخيبة من ذلك الحصار الذي فرضه عليه الملك عبدالعزيز .

( اللاش له لمحةٍ خبلا , وخذخيذه )
( اللاش ) وصفٌ قديم لمن لا يساوي شيئاً في ميزان الأخلاق والرجولة , ( لمحةٍ خبلا ) أي أن نظراته لا طائل من وراءها فهي مخبولة الفائدة أي عديمة النفع , وصاحبها عندما ينظر إلى الناس تكون نظراته مشتت الملامح شبيهةً بنظرة المجنون . ( وخذخيذه) من أصل عبارة ( نظرةٌ مستخذة ) أي خائفة , و جِلْه .

( دعى عليه الملك مالعرش , واخذوذل )
في هذا البيت يبين جريبيع سبب نظرة اللاش ( المخبولة المستخذة ) عندما قال ( دعى عليه الملك مالعرش ) بمعنى أنها عقابٌ سماوي . ( وأخذوذل) بمعنى أصبح مُستخذاً جباناً ضعيفاً عديم النفع .
ومن عجيب قوله :
كِنّا لحرب العساكر في تبِتالي
نيّس متى نسمع الغرياد والبتله
واليوم ما يفزعون الا بتلتالٍ
ما كِنّهم غير مروا حُفرة التوبه
وفي يديهم عصيّ التالب التالب

( كِنّا لحرب العساكر في تبِتالي )
بمعنى كُنّا في ماضي الأيام ( متبتلين ) أي متجهزين ومستعدين لحرب العساكر الشيهانية ( الأتراك )


( نيّس متى نسمع الغرياد والبتله )
ومن شدّة استعدادنا وتجهزنا أصبحنا ( نيّس ) بمعنى نتظر والشوق يحدو قلوبنا إلى أن ( نسمع الغرياد ) بمعنى الغطارف و صوت الفرح الذي يصدره المحاربين , ونزدادُ سروراً عندما نسمع ( البتله ) أي وقت الانطلاق لمواجهة الأعداء .

( واليوم ما يفزعون الا بتلتالٍ )
أما حال القوم اليوم فهو محزنٌ لدرجة البكاء , فالكثير منهم لا يتحركون ولا يفرحون للقاء العدو , بل إن الأمر ازداد صعوبةً فالقوم لا يتحركون للقاء العدو إلا ( بتلتالٍ ) أي بالدفع وكلمة تلتال أصلها من ( تلتله ) أي الدفع مرةً بعد الأخرى دون فائدة .

( ما كِنّهم غير مروا حُفرة التوبة )
وكأني بأولئك القوم الذين ندفعهم المرة بعد الأخرى للقاء العدو قد مروا بحفرة التوبة والمقصود بها القبر , فكأنهم بُعثوا من القبور

( وفي يديهم عصيّ التالب التالب )
بعد أنواع السلاح المختلف كالبلجيك والمرتين , أصبحوا يفضلون عِصِيّ شجر التالب الخفيف الوزن , السهل الكسر .

أيضاً من تعجيزه الشعري ,
والذي استطاع من خلاله كسب الكسوة على الشاعر الكبير عبدالله الزرقوي :

رجب وشعبان أقبلت وأنت يا شهر الصيام أي لك حصاصٌ
إن كان ميد المعرفة فآرني ذاك الكتْاب وأصه أصه
أذبح كباشة نجد لا تذبح الريدان لا حصحص الحق

التعجيز الحرفي :
من عجائب شاعرنا أنه كان يهتم كثيراً بدلالات الحروف , خصوصاً وأنه يمتلك قُدرة عجيبة في استخدام تلك الأحرف لصنع التعجيز الشعري في أبهى صُوَرِهِ الغريبة :

من عجائب التعجيز الحرفي
بَدّيت ذكرك يالذي اسمه بـ لِفْ والرّاي والبا ( رب )
ثم الصلاة عليك يا ميم حا والميم دال ( محمد )
شفيعنا من جيم والهاء ولِفْ والنون ميما ( جهنم )

أيضاً من تعجيزه الحرفي على حرف الغين ( غ )
وقد تفوق به على الشاعر صالح بن عقار :

البدع
الله من غَولٍ يغلغلني بغير الغايه والغاوي عرفتْ لغاه
ومغاغات الغُراب أغوت غلام غايبٍ في غمة الغَدر
الرد
الله من غُولٍ يغلغلني بغير الغايه والغاوي عرفتْ لغاه
ومغاغات الغُراب أغوت غلامٍ غايبٍ في غُمة الغُدر

( الله ) ليست للدعاء بل للتعجب
( من غَول) الشيء الغريب الذي يتحدث بلغة غريبة غير مفهومة .
( يغل غلني ) أي يتحدث إليّ .
( بغير الغايه ) أي بغير لغتي التي أعرفها
( ولغاوي ) جمع لغة
(عرفتْ لغاه ) أي عرفت جميع اللغات إلا لغة ذلك الغَول فهو يحدثني بلهجةٍ غريبة غير مفهومة .
( ومُغاغات ) أي أحاديث
( الغُراب) أي الأشخاص الغريبين عبارةٌ عن ( أغوت غلام ) أي كلماتٌ غير مفهومة كعبارة (أغ وتغلام)
( غايبٍ ) وهي في غموضها وغرابتها تشبه الشيء الغائب في ( غًمّة الغَدر ) أي في شدة الظلام والغدر المقصود به هنا هو غَدر الظلام .

الرد :

( الله) هنا للدعاء بمعنى دعاء الله أن يكفيه ( غًولٍ ) وهو بعض أنواع الجن أو الحيوانات المفترسة
( يغلغلني) أي يريد أن يُمسك بي ويَغُلّني
( بغير الغايه ) أي بغير انتباهٍ مني , فهو يريد أن يغلني ويُمسك بي من حيث لا أعلم ولا أتوقع
( والغاوي ) من الغوى أي أنه غاوي الحقيقة لا يدري أنني ( عرفت لغاه ) أي فهمت قصده
(ومغاغات الغراب ) أي صوت الغراب ونعيقه
( أغوت ) من الإغواء
(غلامٍ ) أي فتى حديث العهد
( غايبٍ ) هنا بمعنى الغطس تحت الماء
( في غُمة الغُدرّ ) أي داخل ماء الغدير الجم .


ومن التعجيز الحرفي على حرف الباء ( ب ) ..
وهي عبارة عن قصيدةٍ ترحيبية بالشاعر عبدالله الزرقوي ومن بصحبته من ضيوف القِراء من قبيلة بني ثعلبة من غامد

البدع
فالبدا والغبا يا مرحبا عدّ هبان الصبا
يا بني ثعلبا يا أهل الشبا والمعابر للتعبّا
مثل جُند الدبا يوم احتبا ظلت أرض الله تريش
الرد
يوم جانا النبا ما نرهبا يوم ولد اللاش أبا
يوم نتعصبّا ما نرغبا ونحسّب للتعبّا
مدحنا يُنْصبا لو نُعُصبا مالحُجير لا قريش

.
.

منقول

[/frame]


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

, ,
[hr]#ff0000[/hr]
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس