![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#61 |
![]() |
![]() المحاكمة
عقدت للشيخ الشهيد محكمة صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت، عندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف... إنا لله وإناإليه راجعون". وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية: إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر، ببنغازي، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة، والمؤلفة من السادة : - المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني، رئيسا بالوكالة، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع. - المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر). - الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار، أصيل). - رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني، مستشار أصيل). - رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا، مستشار أصيل)، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل، الغائب بعذر مشروع. - بمساعدة الملازم بسلاح المشاة، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة). للنظر في القضية المرفوعة ضد: عمر المختار، بن عائشة بنت محارب، البالغ من العمر 73 سنة، والمولود بدفنة، قبيلة منفة، عائلة بريدان، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد، يعرف القراءة والكتابة، وليست له سوابق جنائية، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931. المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3)، والمادة 26، البنود: 2 - 4 - 6 - 10، وذلك أنه قام، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة جنوب الجبل الاخضر في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية، داخل أراضي المستعمرة، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش، وأعمال البطش والتنكيل، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم. بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين، تحت حراسة عسكرية، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع. كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو، كمدعي عسكري، والمكلف بالدفاع عن المتهم، المحامي، النقيب في سلاح المدفعية، روبيرتو لونتانو. يعلن الرئيس افتتاح الجلسة. فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب: - نصري هرمس، ابن المتوفى ميشيل، وعمري 53 سنة، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة. يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره حسبما هو مقرر، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية: (أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق، وبأن أنقل الردود بأمانة). فيوجه الرئيس، عن طريق الترجمان، أسئلة للمتهم حول هويته، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع. وعند هذه النقطة، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م، ومهنته صناعي. فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره نظاميا؛ يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى، وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه؛ فيرد عليها، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها. يثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة. وردا عن سؤال، يجيب: منذ عشر سنوات، تقريبا، وأنا رئيس المحافظية. ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها، بقوله: (لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين، منذ عشر سنوات وحتى الآن، كان بإرادتي وإذني، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها). وردا عن سؤال، يجيب: (كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي). يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة: بعد أن تناول الكلمة، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب. ينهي الدفاع بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم. وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم. عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة، بحضور جميع الأطراف المعنية. فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم. أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه: كاتب المحكمة العسكري. الإمضاء: ادواردو ديه كريستوفانو، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي). كاتب المحكمة العسكرية، الإمضاء: ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano). الرئيس: (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني) الإمضاء: أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni). كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#62 |
![]() |
![]() اعدام الشيخ
في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931 الأول من شهر جمادى الأول من عام 1350 هـ، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم، في تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. سبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت". أما المفارقة التاريخية التي أذهلت المراقبين فقد حدثت في سبتمبر 2008 عندما انحنى رئيس الوزارء الإيطالي برلسكوني، ]]، أمام ابن عمر المختار معتذراً عن المرحلة الاستعمارية وما سببته إيطاليا من مآسٍ للشعب الليبي، وهي الصورة التي قورنت بصورة تاريخية أخرى يظهر فيها عمر المختار مكبلاً بالأغلال قبيل إعدامه. اخر كلمات الشهيدكانت اخر كلمات عمر المختار قبل اعدامه: "نحن لا نستسلم... ننتصر أو نموت.... وهذه ليست النهاية... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه... اما أنا... فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي." |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#63 |
![]() |
![]() وهذه بعض الصور التاريخية للشهيد البطل عمر المختار خلال جهادة للإيطاليين والمفاوضات معهم وأثناء الأسر والمحاكمة
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#64 |
![]() |
![]() أحمد مطر أحمد مطر شاعر عراقي الجنسية ولد سنة 1954 ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي مكان الولادة التنومة - مكان الولادة - كان لها تأثير واضح في الشاعر، فهي (كما يصفها) تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، وأشجار النخيل |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#65 |
![]() |
![]() بداية مشوار الشعر وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ماتكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب،فألقى بنفسه في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لاتتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة. حياته في الكويت وفي الكويت عمل في جريدة القبس محرراً ثقافياً كما عمل أستاذ للصفوف الابتدائية في مدرسة خاصة، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت "القبس" الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرُّاء. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#66 |
![]() |
![]() أحمد مطر وناجي العلي وفي رحاب القبس عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره مايكره ويحب مايحب، وكثيراً ماكانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا. وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة. موقف السلطات العربية ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي الذي اغتيل بمسدس كاتم للصوت، ليظل بعده نصف ميت، وعزاؤه أن ناجي ما زال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#67 |
![]() |
![]() الإنتقال إلى لندن ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتة يرفعها. ينشر حاليا في جريدة الراية القطرية تحت زاوية "لافتات" و"حديقة الإنسان" بالإضافة إلى مقالات في "استراحة الجمعة". ملك الشعراء يجد كثير من الثوريين في العالم العربي والناقمين على الأنظمة مبتغاهم في لافتات أحمد مطر حتي أن هناك من يلقبه بملك الشعراء ويقولون إن كان أحمد شوقي هو أمير الشعراء فأحمد مطر هو ملكهم |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#68 |
عضو متميز
![]() |
![]() الشيخ الألباني رحمه الله
* هو محمد ناصر الدين بن نوح بن أدم نجاتى , ولد فى أشقودرة – عاصمة ألبانية – سنة (1332 هـ =1914م ) ، واليها ينسب 0 محدث ، فقية ، داعية إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصلح ،ومؤلف متقنن * كان ولده الحاج نوح من كبار علماء الحنفية فى بلده ، وفى اثناء حكم العلمانى الهالك أحمد زوغو لآلبانية كان ثمة تضييق شدد على المسلمين ؛فهاجر –بسببه – الحاج نوح – مع جميع أبنائه ، ومنهم محمد ناصر الدين – فراراً بدينه الي بلآد الشام ؛ لما ورد فيها من فضائل ومناقب فى السنة النبوية وهناك استقر بهم المقام ومنها – بعد نحو خمسين عاما" – هاجر الشيخ إلى عمان عاصمة الاردن ، وبها قضى بقية حياتة ؛ عالما"معلما" ، فقيها مربيا" *تلقى تعليمه الاساسي فى دمشق –عاصمة سورية -؛ موئل العلم لقرون كثيرة غابرة ، مستفيدا" من عدد الشيوخ وأهل العلم ؛ من أمثال ولده الحاج نوح ، والشيخ سعيد البرهاني ، وغيرهما * حبب الله – سبحانه – اليه علم الحديث النبوي فى مقتبل عمره ، وبواكير شبابه ذلك حين اطلاعه على مقالات علمية للشيح محمد رشيد رضا فى مجلة (المنار ) ؛ نقدا" لروايات واهمية ذكرها ابو حامد الغزالى فى كتابة " إحياء علوم الدين " .*اجازه الشيخ محمد راغب الطباخ – مؤرخ حلب ومحدثها – بمروياته المجموعة فى ثبته المسمى "الأنوارالجلية فى مختصر الأثبات الحلبية "، وذلك حين رأى نبوغه وألمعيته ، وألق ذهنه وفهمه (2)، ورغبه العالية فى تحصيل العلوم الأسلأمية والمعارف الحديثية. * ابتدأ التأليف والتصنيف فى أوائل العقد الثانى من عمره ، فكان من أول مؤلفاته الفقهية المبنية علي معرفة الدليل والفقه المقارن كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ، - وهو مطبوع مراراً - ، وكان من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية – أيضاً – كتاب " الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير " ، - ولا يزال مخطوطاً . * دعي من قبل عدد من الجامعات الإسلامية ، والمراكز العلمية العالمية لتولي مناصب رفيعة فيها ، فواجه معظمها بالاعتذار ؛ لشواغلة العلمية الكثيرة . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#69 |
عضو متميز
![]() |
![]() تولي تدريس مادة الحديث النبوي في الجامعة الإسلامية – بالمدينة النبوية – إبان افتتاحها ، مدة ثلاث سنين ،
بدءاً من سنة ( 1381 هـ ) ؛ مما كان له – بسببه – أعظم الأثر في إيجاد نهضة علمية حديثية واسعة علي نطاق العلم كله ، وعلى جميع المستويات : علي المستوى الرسمي ؛ وذلك باهتمام الجامعات عامة بذلك ، حيث قدمت مئات الرسائل الجامعية المتخصصة في علم الحديث ، وعلى المستوى الشعبي العام ؛ حيث توجه عدد كبير من طلاب العلم لدراسة علم الحديث والتخصص فيه ،وغير ذلك مما وجد بعده ، وصار أثراً من لآثاره . ومن أكبر دليل علي ذلك : هذا الكم الكبير من الكتب الحديثية المحققة ، والفهارس الحديثية المصنفة ، مما لم يكن أكثره معروفاً من قبل . وهذا الأثر – لجلائه ووضوحه – لا ينكره أحد ، حتي المخالفون لشيخنا ، المعارضون لمنهجه . أثني عليه كبار العلماء ، وأئمة الزمان ، وسألوه ، وقدموه ، واستفتوه ، وراسلوه .... ولو عدوا – حفظ الله أحياءهم ، ورحم أمواتهم - : لما أحصوا ، وعلى رأسهم سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ؛ فقد كان عظيم التقدير والإكبار له – رحمهما الله تعالى - .... · وتلاميذ الشيخ وطلابه – سواء من تلقي العلم علي يديه في الجامعة ، أم في حلقاته العلمية الخاصة ، أم علي تآليفه كثيرون منتشرون – بحمد الله – في جميع أنحاء العالم ؛ ينشرون صحيح العلم ، ويدعون إلي صفي المنهج بقوة وثبات . · قضي الشيخ – رحمة الله تعالي – حياته كلها داعياً إلي الله – تعالي – علي بصيرة ؛ مؤصلا لمنهج ( التصفية والتربية ) ، - المبني علي العلم والتزكية – معلما فاضلاً ، ومربياً صادقاً تربينا عليه – والله – بمنهجه ، وموافقة ، ولآدابه ، وعالي سلوكه ، ورفيع أخلاقه ، ورقة قلبه : الشيء الكثير ، والجم الغفير . · وللشيخ – رحمة الله تعالي – صفات حميدة عديدة ، من أظهرها وأجلاها ، وأبينها وأعلاها : دقته العلمية البالغة ، وجده ، ومثابرته ، وجلده وصلابته في الحق ، ورجوعه إلي الصواب ، وصبره علي مشاق العلم والدعوة ، وتحمله الذي في سبيل ذلك كله صابراً محتسباً . · ومن أعظم ما يميز الشيخ – رحمه الله – عن كثير من إخوانه أهل العلم : نصرته أهل العلم : نصرته للسنة وأهلها ، ورده علي المنحرفين علي اختلاف درجاتهم ، وتنوع دركاتهم ، بوضوح بين وصراحة نادرة . · وقد حظي الشيخ – رحمه الله – بقبول عظيم من صالحي المسلمين في أرجاء الدنيا – كلها - ، ونال شهرة واسعة عريضة في أقطار العالم أجمع ؛ مع أنه لم يطلبها ، ولم يسع إليها ، بل كان يهرب منها ، ويفر عنها ، ويكرر – دائماً – قوله : " حب الظهور يقصم الظهور " – رحمه الله عليه – · ولم يكن لأحد من خلق الله عليه فضل ولا منة في أي شأن من شؤون الدنيا فعلمه سفيره , وصبره رائده ؛ فهو عصامي صابر مصابر ، ومجتهد جاد مثابر .. · ولم يزل الشيخ – رحمه الله – مكباً علي العلم ، دؤوباً علي التصنيف – مثابراً علي التحصيل والإفادة – إلي سن السادسة والثمانين من العمر ؛ ما انقطع عن التأليف والكتابة والتخريج إلا في الشهرين الأخيرين من عمره – عند وهن قوته – علي تعلق قلبه بذلك - ؛ إلى أن توفاه الله – سبحانه – قبيل غروب شمس يوم السبت لثمانية أيام بقيت من شهر جمادي الآخرة من سنة 1420 هـ وفق تاريخ : 2/10/1999 م . · وقد صلي علي الشيخ – مساء يوم موته نفسه – خلائق من الناس – في مصلى – يزيد عددهم علي خمسة آلاف ، بالرغم من أن تجهيزه ، والصلاة عليه ، ودفنه : تم بأسرع وقت ممكن – تطبيقاً لوصيته التي حرص فيها علي التزام السنة النبوية وتطبيقها - . · وقد تأثر بفقده العلماء ، والطلاب ، والعامة . وذكره وأثني عليه – عند وصول نبإ وفاته – جله أهل العلم ؛ منهم : سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ – المفتي العام للمملكة العربية السعودية - ، وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، وفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ، وغيرهم .... |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#70 |
عضو متميز
![]() |
![]() سعيد بن المسيب ... سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، (637 - 715م / 14 هـ - 94 هـ) كنيته أبو محمد، ولد لسنتين من خلافة عمر بن الخطاب، من كبار أهل العلم في الحديث، الفقه والتفسير القرآني، يعتبر سيد فقهاء المدينة والتابعين ، روى عن عدد من الصحابة وبعض أمهات المؤمنين وكان أعلم الناس بقضايا رسول الإسلام محمد بن عبد الله، وقضاء أبي بكر وعمر بن الخطاب، جمع بين الحديث والفقه والزهد والورع واسع العلم ويقال له فقيه الفقهاء، كان رجلا وقورا له هيبة عند مجالسيه فكان يغلب عليه الجد عفيفا معتزا بنفسه لا يقوم لأحد من أصحاب السلطان ولا يقبل عطاياهم ولا هداياهم ولا التملق لهم أو الاقتناع بهم وكان يعيش من التجارة في الزيت فقد طلب عبد الملك بن مروان والي المدينة المنورة في ذلك الوقت يد ابنته فلم يوافق عليه زوجا لابنته وفضل عليه رجلاً فقيراً من قومه يدعى كثير ابن أبي وَدَاعة القرشي السهمي على مهر قدره درهمان، ومن أجل ذلك كانت علاقته بالولاة والحكام علاقة يشوبها التوتر والتربص بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. حياته في عبارات موجزة :- أما أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي؛ كان من الممتحنين، امتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم، صاحب عبادة وجماعة وعفة وقناعة، وكان كاسمه بالطاعات سعيداً، ومن المعاصي والجهالات بعيداً. مفهومه للعبادة :- عن بكر بن خنيس، قال: قلت لسعيد بن المسيب وقد رأيت أقواماً يصلون ويتعبدون: يا أبا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم? فقال لي: يا ابن أخي إنها ليست بعبادة، قلت له: فما التعبد يا أبا محمد? قال: التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله وأداء فرائض الله تعالى. عن صالح بن محمد بن زائدة: أن فتية من بني ليث كانوا عباداً وكانوا يروحون بالهاجرة إلى المسجد ولا يزالون يصلون حتى يصلي العصر، فقال صالح لسعيد: هذه هي العبادة لو نقوى على ما يقوى عليه هؤلاء الفتيان، فقال سعيد: ما هذه العبادة ولكن العبادة التفقه بالدين والتفكر في أمر الله تعالى حرصه على الصلاة في جماعة :-. عن سعيد بن المسيب، قال: من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة. عن سعيد بن المسيب: أنه اشتكى عينيه فقيل له: يا أبا محمد، لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة فوجدت ريح البرية لنفع ذلك بصرك، فقال سعيد: فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح?. عن سعيد بن المسيب أنه قال: ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة. حدثنا سفيان بن أبي سهل وهو عثمان بن أبي حكيم قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد. عن ميمون بن مهران: أن سعيد بن المسيب مكث أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من الصلاة. عن برد مولى بن المسيب، قال: ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد. عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن المسيب، قال: ما دخل على وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها، ولا دخل على قضاء فرض إلا وأنا إليه مشتاق. عن قتادة، قال: قال سعيد بن المسيب ذات يوم: ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة منذ عشرين سنة. عن الأوزاعي، قال: كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كان لأحد من التابعين، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس. حدثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، قال: صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة. وقال سعيد بن المسيب: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة. حدثنا خالد بن داود يعني بن أبي هند عن سعيد بن المسيب، قال: وسألته ما يقطع الصلاة? قال: الفجور ويسترها التقوى حرصه على الصوم :-. حدثنا يزيد بن أبي حازم: أن سعيد بن المسيب كان يسرد الصوم. حرصه على الحج :- عن ابن حرملة، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: لقد حججن أربعين حجة نظرته إلى النفس :-. حدثنا عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي، قال: أن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب. أعطاهم حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن سعيد البصري، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا عبد الله بن محمد،، قال: حدثنا سعيد بن المسيب، قال: ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز وجل، ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله، وكفى بالمؤمن نصرة من الله أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله. حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن جريج أن عبيد الله بن عبد الرحمن أخبره، أنه سمع سعيد بن المسيب، يقول: يد الله فوق عباده فمن رفع نفسه وضعه الله، ومن وضعها رفعه الله. الناس تحت كنفه يعملون أعمالهم فإذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته خشيته من الله :-. عن يحيى بن سعيد: أن سعيد بن المسيب كان يكثر أن يقول في مجلسه اللهم سلم سلم. حرصه على قراءة القرآن :- عن ابن حرملة، قال: حفظت صلاة ابن المسيب وعمله بالنهار، فسألت مولاه عن عمله بالليل، فأخبرني فقال: وكان لا يدع أن يقرأ بصاد والقرآن كل ليلة، فسألته عن ذلك فأخبرني فقال: أن رجلاً من الأنصار صلى إلى شجرة فقرأ بصاد فلما مر بالسجدة سجد وسجدت الشجرة معه فسمعها تقول: اللهم أعطني بهذه السجدة أجراً، وضع عني بها وزراً، وارزقني بها شكراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود. حرصه على الدعوة إلى الله :-. أخبرنا علي بن زيد بن جدعان، قال: قيل لسعيد بن المسيب: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يهيجك ولا يؤذيك، قال: والله لا أدري غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفاً من حصباء فصحبته بها. قال الحجاج: فما زلت أحسن الصلاة التعديل الأخير تم بواسطة السلطانة ; 09-03-2011 الساعة 09:01 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة شعراء زهران عبر العصور والازمان الحلقة الثانية | الغطريف زهران بن كعب | تاريخ زهران | 9 | 16-08-2009 04:32 PM |
سلسلة شعراء زهران عبر العصورالأزمان الحلقة الأولى | الغطريف زهران بن كعب | تاريخ زهران | 6 | 12-06-2009 05:18 AM |
علماء و مخترعين جعلوا حياتنا اسهل و لها معنى | صالح ابوعبدالله | المنتدى العام | 9 | 25-12-2008 10:25 PM |