![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
أبــــن بطــوطــــة الرحالة العربي محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي عرف بابن بطوطة (24 فبراير1304 - 1377مبمراكش) (703 - 779هـ) هو رحالة ومؤرخ وقاضي وفقيه مغربي لقب بأمير الرحالين المسلمين. حياته ولد في طنجة سنة ( 703 هـ/1304 م) بالمغرب لعائلة عرف عنها عملها في القضاء وفي فتوته درس الشريعة وقرر عام 1325 وهو ابن 20 عاماً، أن يخرج حاجاً كما أمل من سفره أن يتعلم المزيد عن ممارسة الشريعة في أنحاء بلاد الإسلام. وخرج من طنجة سنة 725 هـ فطاف بلاد المغرب و مصر و الشام و الحجاز و العراق و فارس واليمن والبحرين و تركستان وما وراء النهر وبعض الهند و الصين والجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا. وأتصل بكثير من الملوك والأمراء فمدحهم - وكان ينظم الشعر - وأستعان بهباتهم على أسفاره. عاد إلى المغرب الأقصى، فانقطع إلى السلطان أبي عنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده. وأملى اخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756 هـ وسماها تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار. ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، ونشرت بها، وترجم فصول منها إلى الألمانية نشرت أيضا. إضافة إلى لغته الامازيغية كان يحسن التركية والفارسية. واستغرقت رحلته 27 سنة (1325-1352 م) ومات في مراكش سنة 779 هـ/1377 م. تلقبه جامعة كامبريدج في كتبها وأطالسها بأمير الرحالة المسلمين. يعتبر ماركوبولو أشهر رحالة العالم في العصور الوسطى. فقد كان رجلاً استثنائياً خرج فيمغامراته إلى أراض بعيدةمجهولةواستكشف أرجاء مثيرة منالعالم في أسفاره ليسرد لنا قصة رائعة عن تجاربه مع شعوب وثقافات غريبة. لكن كم منايا ترى يعرف أن رجلاً آخر عاش في الفترةذاتها تقريباً التي عاش فيها ماركو بولو غير أنه سافر أكثر منه؟ إنه ابن بطوطة ، الرحالة العربي الذي فاقكل رحالة عصره وقطع حوالي 75 ألف ميل تقريباً في أسفاره. كما أنه أيضاً الرحالةالوحيد في العصور الوسطى الذيرأى بلاد كل حاكم مسلم من حكام عصره. في رحلته التي أراد منها أن يحج إلىمكة ، زار ابن بطوطة خلالها شمال أفريقيا وسورية. ثم خرج يستكشف باقي الشرق الأوسطوفارس وبلاد الرافدين وآسيا الصغرى. ووصل إلى شبه القارة الهندية وأمضى هناك قرابةعقد في بلاط سلطان دلهي الذيأرسله سفيراً له إلى الصين. بعد 30 عاماًمن الترحال والاستكشاف ، قرابة عام 1350 ، بدأ ابن بطوطة طريق عودته إلى وطنه. وأخيراً عاد إلى مدينة فاس في المغرب. وهناك، في بلاط السلطان ابن عنان، قرأ أوصافما رآه في أسفاره على ابن الجوزي. الذيخطمنها كتاباً. وهذا الكتاب موجود بين أيدينااليوم ويعرف بعنوان "رحلات ابن بطوطة". يتحدث كتاب الرحلات عن المغامرات التيعاشها ابن بطوطة في أسفاره. فخلالها تعرض للهجوم مرات كثيرة ، وفي إحداها كاد يغرقمع السفينة التي يستقلها ، وفي أخرى أصبح على وشك أن يلاقي مصيره إعداماً على يد أحدالزعماء الطغاة. كما تزوج عدداً من المرات وعرف أكثر من عشيقة ، الأمر الذي جعلمنه أباً للعديد من الأبناء أثناء سفره. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
![]() |
![]() من طنجة للعالم في 30عاماً
ولد ابن بطوطة في طنجة بالمغرب عام 1304 لعائلة عرف عنهاعملها في القضاء. وفي فتوته درس الشريعة وقرر عام 1325،وهو ابن 21 عاماً ، أن يخرج حاجاً. كما أمل من سفره أن يتعلم المزيد عن ممارسة الشريعة فيأنحاء بلاد العرب. في أول رحلة له مر ابن بطوطة في الجزائر وتونس ومصر وفلسطين وسورياومنها إلى مكة. وفيما يلي مقطع مما سجله عن هذه الرحلة: "كانخروجيمن طنجة مسقط رأسي... معتمداً حج بيت الله الحراموزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام ، منفرداً عن رفيق آنس بصحبته ، وركب أكون فيجملته ، لباعث على النفس شديد العزائم ، وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة... فجزمت نفسي على هجر الأحباب منالإناث والذكور ، وفارقت وطنيمفارقة الطيور للوكور ، وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وصباً ، ولقيت كمالقيا نصباً." في تلك الأيام الخوالي, كان السفر عبر هذه المسافات الشاسعة والمغامرة بدخول أراضغريبة مجازفة. غير أن ابن بطوطة كانت لديه الجرأة ، أو على الأقل العزم ، بما يكفيللشروع في رحلته وحيداً على حمار. وفي الطريق ، التحق بقافلة من التجار ، ربما بدافعالسلامة ، وكانت القافلة تتكاثر مع الطريق بانضمام المزيد إليها. ومع وصولهم القاهرةكان تعداد القافلة قد بلغ عدة آلاف من الرجال ولم يتوقف بعد عن الازدياد. ولابد أنابن بطوطة قد أحس بإثارة بالغة لتقدم رحلته. فقد كانت أول تجاربه المباشرة في تعلمالمزيد عن أكثر ما يهواه ، وهو دار الإسلام. فقد قابل علماء المسلمين واكتسب مزيداً من المعارف الدينيةوالشرعية. الجزائر و ليبيا حين وصولهم إلى الجزائر ، أمضت القافلة بعض الوقت خارج أسوار المدينةلينضم إليها مزيد من الحجيج. وعند مدينة بجاية ، تدهورت صحة ابن بطوطة. غير أنه بقيعازماً على مواصلة المسير وعدم التخلف عن الركب بسبب صحته. ومشيراً إلىهذا الحادث يقول: " إذا ما قضى الله أجلي ، فسيكونموتي على الطريق ، ميمماً وجهي شطر مكة." وأثناء مسيرة القافلة في أراضي ليبيا،وجد ابن بطوطة أن من المناسب له أن يتزوج ابنة تاجر تونسي مسافر معهم في القافلةإلى الحج. وقد تزوجها ابن بطوطة في مدينة طرابلس ، غير أن الزواج لم يعمر طويلاًبسبب خصومته مع حميه الجديد. لكن على ما يبدو لم يزعج هذا ابن بطوطة كثيراً فسرعان ما خطب فتاة أخرىهي ابنة حاج من فاس. وفي هذهالمرة كان حفل الزفاف يوماً كاملاً من الاحتفالات. مصر و سوريا بدأت القافلة تقترب من مصر. وقد أذهلت القاهرة ابن بطوطة ، إذكانت كما هي اليوم ، أكثر المدن العربيةصخباً ونشاطاً ولهذا قرر أنيمضي فيها بضعة شهور. إذلايزالعلىموعد الحج على أية حالثمانية شهور. كانت القاهرة كما وصفها ابن بطوطة "أم المدن, سيدة الأرياف العريضةوالأراضي المثمرة ، لا حدود لمبانيها الكثيرة ، لا نظير لجمالها وبهائها ، ملتقىالرائح والغادي ، سوق الضعيف والقوي... تمتد كموج البحر بما فيهامن خلق بالكاد تسعهم..." بقي ابن بطوطة في القاهرة قرابة شهر. وحين رحيله عنها قررأن يسلك طريقاً غير مباشر إلى مكة مادامت شهور عديدة تفصله عن موعد الحج. ومضى إلىدمشق ، التي كانت حينها العاصمة الثانية للدولة المملوكية في مصر. لم يكنهذا الجزء من رحلة ابن بطوطةمليئاً بالأحداث, ربما لاستتباب الأمن فيه نسبياً في عهد المماليك. لكن دمشق سحرتابن بطوطة بجو التسامح والتعاضد الذي يسود فيها. وعنها يقول: "تنوع ونفقات الأوقاف الدينية في دمشق تتجاوزكل حساب. هناك أوقاف للعاجزين عن الحج إلى مكة ، ومنها تدفع نفقات من يخرجون للحجنيابة عنهم. وهناك أوقاف أخرى توفر أثواب الزفاف للعرائس اللائي تعجز عوائلهن عنشرائها ، وأوقاف أخرى لعتق رقاب السجناء. وهناك أوقاف لعابري السبيل تدفع منريعها أثمان طعامهموكسائهمونفقات سفرهم لبلدانهم. كما أن هناكأوقافاًلتحسين ورصف الدروب ، لأن كل الدروب في دمشق لها أرصفة على جانبيها يمشي عليها الراجلون ، أما الراكبونفيمضون في وسط الدرب." أخيراً مضى ابن بطوطة للحج. وبعد قضائه مناسك الحج ، أدركأن نفسه تواقة أكثر من أي وقت مضي لمواصلة الترحال. ولم يكن لديه بلاد بعينها يريدأن يقصدها ، بل كان هدفه الوحيد هو زيارة قدر ما يستطيع من البلدان, لكنه توخى أنيعبر دروباً مختلفة. وهكذا تنقلفي الشرق الأوسط بأكمله ، من إثيوبيا جنوباً إلى فارس شمالاً. "ثم سافرنا إلى بغداد، دار السلام وعاصمة الإسلام. فيها شاهدت جسرين كالذي في الحلة، يعبرهما الناس صباحمساء ، رجالاً ونساء. الدروب إلى بغداد كثيرة ومعمرةبإتقان, معظمها مطلي بالزفت من نبع بين الكوفة والبصرة يفيض منه بلا انقطاع. ويتجمع على جوانب النبع كالطينفيجرف من هناك ويؤتى به إلى بغداد. في كلمعهد ببغداد عدد من الحمامات الخاصة به ، وفي كل منها جرن اغتسال عند أحد أركانهايتدفق الماءفوقهمن صنبورينأحدهما للماء الساخن والآخر للبارد. ويعطى كل مغتسل ثلاث مناشف, واحدة ليلفها حولخصره حينما يدخل والأخرى ليلفها حول خصره حينما يخرج والثالثة ليجفف بهاجسده." |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
مراقب عام
![]() |
![]() أحسن أبو فيصل هكذا نكون أستمتعنا ربي يوفقك .
جميل ما طرحت . حماك الإله . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() |
![]() الوطن وكتاب الرحلات واليوم حصل ابن بطوطة على التقدير الذي يستحقه بجدارة في عالم الاستكشاف. فلتخليدانجازاته الفريدة في الأسفار ، أطلق علماء العصر اسم ابن بطوطة على إحدى الفوهاتالبركانية على سطح القمر. في فاس, أعجب سلطان المغرب ابن عنان(1348- 1358 تقريباً) جداً بأوصاف البلاد التي قصها عليه ابن بطوطة وأمره بأن يلزمفاس ويضع هذه القصص في كتاب. وفعلاً ، بمساعدة كاتب طموح هو ابن الجوزي الكلبي (1321- 1356 تقريباً)،ألف ابن بطوطة كتابه الشهير "الرحلات" فيأربعة أجزاء منفصلة. وربما كان ابن الجوزي قد أضاف للكتاب قليلاً من العنصر القصصيبين الحين والآخر بهدف التشويق وسهولة التواصل مع القراء, لكن يعتقد عموماً أنهالتزم تماماً بما سرده ابن بطوطة عليه. غير أن الغريب هو أن كتاب "الرحلات" لميكتسب شعبية في الغرب إلا مؤخراً نسبياً, في القرن التاسع عشر،حينما ازداد التواصلمع أوروبا وقدم الكتاب هناك ليترجم إلى الإنجليزية والفرنسية واللغات الأوروبيةالأخرى. ويقدرالباحثونالأوروبيون كتاب الرحلات عالياً باعتباره وثيقة تاريخيةمهمة. بعد انتهائه من كتاب الرحلات. لم يخرج ابن بطوطة, الذي تقدم في السن، بأي رحلة مطولة لا إلى الصحاري ولا غيرها. بل أخذيعمل في القضاء ويواصل نشر ما اكتسبه منحكمة خلال أسفاره. ورغم عدم توفر معلومات وافية عن السنوات الأخيرة من عمره ، إلاأننا نعرف أنه توفي عن عمر 65 عاماً. وبعد سنين طويلة من وفاته ظل ابن بطوطة صاحبأطول أسفار في العالم. إلى لقاء آخر في سيرة من سير هذه الشخصيات الرائعة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() |
![]() أبـــو الطيــــب المتنبـــي أحد أعظم شعراءالعرب .أبو الطيب أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي (915 - 23 سبتمبر 965) أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات . اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً. صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني. عصر أبي الطيب |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() |
![]() المتنبي و سيف الدولة الحمداني ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة بن حمدان، أمير وصاحب حلب ، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا وأصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في أفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحة، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة . ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب . وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان. وفي المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به، فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد، ومنها السالفة الذكر، لكن ذلك لم يكن إعجابا بالأيام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه، إذ لا يمكن فصل الفروع عن جذع الشجرة وأصولها، كقوله: من تغلب الغالبين الناس منصبه ومن عدّي أعادي الجبن والبخل خيبة الأمل وجرح الكبرياء أحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما. وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة، فلم ينتصف له سيف الدولة، ولم يثأر له الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 هـ ومنها: (لا تطلبن كريماً بعد رؤيته). بعد تسع سنوات ونيف في بلاط سيف الدولة جفاه الأمير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها، وكان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك. إنكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي. فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلب، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلاد عديده بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان المتنبي . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() |
![]() المتنبي وكافور الإخشيدي الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مدن الشام ومصر وكأنه يضع خطة لفراقها ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوي. دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الإخشيدي) . و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليها إياه. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني في حلب ، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور: كفى بك داء أن ترى الموت شافياً وحسب المنايا أن يكنأمانيا فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور: لا تشتري العبد إلا والعصا معه نامت نواطير مصر عن ثعالبها لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم من علم الأسود المخصي مكرمة أم أذنه في يد النخاس دامية إن العبيد لأنجــاس مناكــيد وقد بشمن وما تفنى العناقيد إلا وفي يده من نتنه اعود أقومه البيض أم آباؤها لسود أم قدره وهو بالفلسينمردود واستقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، وقال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور وحاشيته، والتي كان مطلعها: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد ويقول فيها أيضا: إذا أردت كميت اللون صافية ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه وجدتها وحبيب النفس مفقود أني لما أنا شاكٍ مِنْهُمَحْسُودُ وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةً يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد قال في مطلعها: ألا كل ماشية الخيزلى وكل ناجة بجاوية فدى كل ماشية الهيدبى خنوف وما بي حسن المشى وقال يصف ناقته: ضربت بها التيه ضرب القمار لإذا فزعت قدمتها الجياد إما لهذا وإما لنا وبيض السيوف وسمرالقنا وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في الألفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه . لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد امراء الشام والعراق وفارس. وبعد عودته إلى الكوفة، زار بلاد فارس، فمر بأرجان، ومدح فيها ابن العميد، وكانت له معه مساجلات. ومدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() |
![]() شعره وخصائصه الفنية شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة. أغراضه الشعرية المدح الوصف الفخر اذا أتتك مذمتى من ناقص فهي الشهادة لى بأني كامل الهجاء الحكمة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() |
![]() مقتله كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة مطلعها: مَا أنْصَفَ القَوْمُ ضبّهْ وَإنّمَا قُلْتُ ما قُلْـ وَأُمَّهُ الطُّرْطُبّهْ ـتُ رَحْمَةً لامَحَبّهْ فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محسّد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد. قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك... أراد الهرب فقال له ابنه... أتهرب وأنت القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم فقال المتنبي: قتلتني يا هذا ، فرجع فقاتل حتى قتل. ولهذا اشتهر بأن هذا البيت هو الذي قتله. بينما الأصح أن الذي قتله هو تلك القصيدة. إلى لقاء آخر في سيرة من سير هذه الشخصيات الرائعة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
عضو متميز
![]() |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة شعراء زهران عبر العصور والازمان الحلقة الثانية | الغطريف زهران بن كعب | تاريخ زهران | 9 | 16-08-2009 04:32 PM |
سلسلة شعراء زهران عبر العصورالأزمان الحلقة الأولى | الغطريف زهران بن كعب | تاريخ زهران | 6 | 12-06-2009 05:18 AM |
علماء و مخترعين جعلوا حياتنا اسهل و لها معنى | صالح ابوعبدالله | المنتدى العام | 9 | 25-12-2008 10:25 PM |