![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1431 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصة الخليفة المتواضع قال أبو معاوية الضرير ( واسمه محمد بن حازم ) : أكلت عند الخليفة هارون الرشيد يوماً ، ثم قمت لأغسل يدي ، فصب الماء علي وأنا لا أراه .. ثم قال : يا أبا معاوية أتدري من يصب عليك الماء ؟ قلت : لا . قال : يصب عليك أمير المؤمنين … قال أبو معاوية : فدعوت له … فقال الخليفة : إنما أردت بعملي هذا تعظيم العلم والعلماء . يقول أبو معاوية : ما ذكرت حديثاً للرسول الكريم عند الخليفة … إلا قال : صلى الله على سيدي .. وإذا سمع موعظة ، بكى --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1432 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصة عطاء بن يسار خرج عطاء بن يسار وسليمان بن يسار حاجين من المدينة ، ومعهم أصحاب لهم . حتى إذا كانوا بالأبواء نزلوا منزلا لهم . فانطلق سليمان وأصحابه لبعض حاجتهم ، وبقي عطاء قائما يصلي . فدخلت عليه امرأة من الأعراب جميلة! فلما شعر بها عطاء ظن أن لها حاجة، فخفف صلاته ، فلما قض صلاته . قال لها : ألك حاجة؟ قالت : نعم . فقال : ماهي ؟ قالت : قم . فأصب مني ، فإني قد ودقت (أي رغبت في الرجال) ولا بعل لي . فقال : إليك عني . لا تحرقيني ونفسك بالنار. ونظر إلى امرأة جميلة، فجعلت تراوده عن نفسه ،وتأبى إلا ما تريد، فجعل عطاء يبكي ويقول : ويحك ! إليك عني . إليك عني . واشتد بكاؤه ، فلما نظرت المرأة إليه وما دخله من البكاء والجزع بكت المرأة لبكائه ! ! فبينما هو كذلك إذ رجع سليمان بن يسار من حاجته ، فلما نظر إلى عطاء يبكي ، والمرءة بين يديه تبكي في ناحية البيت ، بكى لبكائهما، لا يدري ما أبكاهما . وجعل أ صحابهما يأتون رجلا رجلا، كلما أتاهم رجل فرآهم يبكون جلس يبكي لبكائهم ، لا يسألهم عن أمرهم حتى كثر البكاء، وعلا الصوت . فلما رأت الأعرابية ذلك قامت فخرجت ، وقام القوم فدخلوا، فلبث سليمان بعد ذلك وهو لا يسأل أخاه عن قصة المرأة إجلالا له وهيبة . ثم إنهما قدما مصر لبعض حاجتهما، فلبثا بها ما شاء الله ، فبينما عطاء ذات ليلة نائما استيقظ وهو يبكي : فقال سليمان : ما يبكيك يا أخي ؟ قال عطاء : رؤيا رأيتها الليلة. قال سليمان : ما هي ؟ قال عطاء : بشرط أن لا تخبر بها أحدا مادمت حيا . قال سليمان : لك ما شرطت . قال عطاء: رأيت يوسف النبي عليه السلام في النوم ، فجئت أنظر إليه فيمن ينظر، فلما رأيت حسنه ، بكيت ، فنظر إلي في الناس . فقال : ما يبكيك أيها الرجل ؟ قلت : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، ذكرتك وامرأة العزيز، وما ابتليت به من أمرها، وما لقيت من السجن ، وفرقة الشيخ يعقوب ، فبكيت من ذلك ، وجعلت أتعجب منه . فقال يوسف عليه السلام : فهلا تعجب من صاحب المرأة البدوية بالأبواء؟ فعرفت الذي أراد، فبكيت واستيقظت باكيا . فقال سليمان : أي أخي وما كان حال تلك المرأة ؟ فقص عليه عطاء القصة، فما أخبر بها سليمان أحدا حتى مات عطاء، فحدث بها امرأة من أهله ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1433 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصة الفتى الأنصاري قال الراوي : كنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا عند بعض أهل السوق ، فمربي شيخ حسن الوجه ، حسن الثياب ، فقام إليه البائع فسلم عليه ، وقال له : يا أبا محمد! سل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر. فقال الشيخ مجيبا له : وكان يميني في الوغى ومساعدي فأصبحت قد خانت يميني ذراعها وأصبحت حرانا من الثكل حائرا أخا كلف شــاقت علي رباعها فقال له البائع : يا أبا محمد! أبشر، فإن الصبر معول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك . فقلت للبائع : من هذا الشيخ ؟ فقال : رجل منا من الأنصار. فقلت : وما قصته ؟ قال : أصيب بابنه ، كان به بارا، قد كفاه جميع ما يعنيه ، وميتته أعجب ميتة . فقلت : وماكان سبب ميتته ؟ قال : أحبته امرأة من الأنصار، فأرسلت إليه تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة، وتدعوه إلى الفاحشة، وكانت ذات بعل ، فأرسل إليها : إن الحرام سبيل لست أسلكه ولا آمر به ما عشت في الناس فابغي العتاب فاني غير متبع ما تشتهين فكوني منه في ياس إني سأحفظ فيكم من يصونكم فلا تكوني أخا جهل ووسواس فلما قرأت المرأة الكتاب ، كتبت إليه : دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي دع التنسـك إني غــير ناسـكة وليس يدخل ما أبديت في راسي قال : فأفشى ذلك إلى صديق له . فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك ، فوعظتها وزجرتها، رجوت أن تكف عنك . فقال : والله لا فعلت ولا صرت في الدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خيرمن النار في الاخرة ، وقال : العار في مدة الدنيا وقلتها يفنى ويبقى الذي في العار يؤذيني والنار لا تنقضي مادام بي رمق ولست ذا ميتة منها فتفنيني لكن سأصبر صبر الحر محتسبا لعل ربي من الفردوس يدنيني قال : وأمسك عنها. فأرسلت إليه : إما أن تزورني ، وإما أن أزورك ؟ فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك ، ودعي عنك التسرع إلى هذا الأمر. فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه ، فعملت لها فيه . فبينا هو ذات ليلة جالسا مع أبيه ، إذ خطر ذكرها بقلبه ، وهاج منه أمر لم يكن يعرفه ، واختلط ، فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وصلى واستعاذ، وجعل يبكي ، وا لأمر يزيد . فقال له أبوه : يا بني ما قصتك ؟ قال : يا أبت أدركني بقيد، فما أرى إلا قد غلبت على عقلي ، فجعل أبوه يبكي . ويقول : يا بني حدثني بالقصة . فحدثه قصته . فقام إليه ، فقيده وأدخله بيتا، فجعل يتضرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو قد مات ، وإذا الدم يسيل من منخريه --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1434 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() نصرة الدين / فتيات الصحابة إن من تكريم الله تبارك وتعالى للناس أن حمَّلهم مسؤولية نصرة الدين والقيام به، ولو شاء تبارك وتعالى لتحقق ذلك بقدرة خارقة دون أن يكلف الناس بذلك، وهو تبارك وتعالى غني عن خلقه ((ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)) (محمد 4). وحين نهى تبارك وتعالى عباده عن التخلي عن هذا الواجب أو التقصير في القيام به أخبر أن البديل ليس خارقة أو معجزة ((وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))(محمد 38). لذا فقد شعر المسلمون أن على كل فرد منهم حظه من المسؤولية عن القيام بنصرة دين الله والذبِّ عنه، وأصبحت قضية الإسلام والمسلمين قضية تشغل الجميع ويعيشها الجميع، وليست خاصة بفئةٍ دون أخرى، وأن اختلاف طبيعة الفرد ودوره لا يلغي واجبه في المشاركة والقيام بالعبء. ومن ثم كان للنساء دور لا ينكر في نصرة الدين، ففي حادث الهجرة -وهو من أخطر حوادث السيرة وأعمقها أثراً في مسيرة الدعوة الإسلامية- تسجل أسماء بنـت أبي بكـر -رضي الله عنهما- هذا الموقف الفريد. لقد بلغت قيمة هذا الموقف أن صارت تعرف بهذا اللقب، وحين عيَّر الجاهلون ابن الزبير بذلك قال مقولته المشهورة: وعيرني الواشون أني أحبها وتلك شكاة زائل عنك عارها وحين غادر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه مكة دخل عليها جدها ليطمئن على أحوالهم فماذا كان منها؟ عن ابن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم، قالت: وانطلق بها معه، قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: قلت: كلا يا أبت؛ إنه قد ترك لنا خيراً كثيراً، قالت: فأخذت أحجاراً فتركتها فوضعتها في كوة البيت كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوباً، ثم أخذت بيده فقلت: يا أبت، ضع يدك على هذا المال، قالت: فوضع يده عليه، فقال: لا بأس إن كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن وفي هذا لكم بلاغ، قالت: لا والله ما ترك لنا شيئاً، ولكني قد أردت أن أسكن الشيخ بذلك(رواه أحمد) . وحين يقرأ المسلم هذا الموقف ويعود إلى واقعه المعاصر ليقارن، يرى هذا البون الشاسع، ويدرك أن ثمة قطيعة هائلة بين الأمة وتاريخها، وأن واقعها يعجز عن الوفاء بكثير من تظكبجيلها للتاريخ وإعلائها لشأنه، ويطرح المسلم بعد ذلك بجدٍ هذا السؤال: ما قيمة الدين في نفوسنا؟ هاهي فتاة في مقتبل العمر لها مطالب الناس وهمومهم وحاجاتهم، ومع ذلك تتخلى عن مالها وترضى أن تعيش هذه العيشة. لقد كان بإمكانها أن تطلب من أبيها أن يترك لهم شيئاً من النفقة، وأن تذكِّره بواجبه تجاههم ولن يعيقه ذلك كله عن هجرته أو يصده عنها، لكنها لم تفعل شيئاً من ذلك لأنها تعيش هماً آخر وعالماً آخر، وتدرك أن القضية أكبر من أن تشغل والدها بهذه المطالب. وحين نورد هذا النموذج وأمثاله للجيل اليوم فإن ذلك ليس دعوة لهم ليضعوا أنفسهم ضمن قائمة الجائعين والمعوزين، ولا ليحكموا على أنفسهم بالفقر وعيشة البؤساء، لكنها دعوة لأن نراجع أنفسنا ونسأل عن قيمة الدين لدينا وعن منـزلته في نفوسنا، وما مدى استعدادنا للتضحية في سبيل الله؟ وليكون ذلك خطاباً صريحاً لأولئك الذين يريدون نصرة الدين وهم لا يملكون هذه المعاني، دعوة لهم لأن يحققوها في أنفسهم أو يبحثوا لهم عن طريق آخر غير هذا الطريق الذي لا يسلكه إلا الجادون الأقوياء. ونلمس في حادث الهجرة أمراً له أهميته ودلالته، فلم تكن قضية أسماء نتاج موقف أملاه مجرد قربها من بيت النبوة حين كانت ابنة الصديق، بل نلمس بعداً آخر مع ذلك في هذه القضية، فحادث الهجرة حادث فريد وخطير وهو يتعلق بمستقبل الدعوة آنذاك، نجد أنه يسهم في هذا العمل فتاة في ريعان الشباب ألا وهي أسماء رضي الله عنها، وشاب تصفه أمه بأنه ثَقِف لقن ألا وهو عبدالله بن أبي بكر، وشاب آخر هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومع أولئك راعي غنم هو ابن فهيرة، إذاً فقد كانت قضيةً عاشها الجميع، وشاركها المجتمع بكافة فئاته. وهاهي فاطمة -رضي الله عنها- تسجل موقفاً آخر: عن عبدالله -رضي الله عنه- قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة وجمع قريش في مجالسهم إذ قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائي؟ أيكم يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجيء به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك، فانطلق منطلق إلى فاطمة -رضي الله عنها- وهي جويرية، فأقبلت تسعى وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً حتى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تسبهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال:«اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش» ثم سمى:«اللهم عليك بعمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد» قال عبدالله: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«وأتبع أصحاب القليب لعنة»(رواه البخاري ومسلم). وحين أدركن -رضوان الله عليهن- أهمية الجهاد وعلو منـزلته ودوره في نصرة الدين، تطلعن أن يضربن من ذلك بسهم، وأن يكون لهن مشاركة في هذا الميدان. فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال:«جهادكن الحج»(رواه البخاري). وعنها -رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم :يا رسول الله، ألا نجاهد معك؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لك أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور»، فقالت عائشة: فلا أدع الحج أبداً بعد أن سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم(رواه أحمد). وسارت نساء المسلمين بعد ذلك على الطريق نفسه، وأدركن أن مهمتهن لا تقف عند حد المطالب الشخصية، وتنوعت الوسائل والأعمال التي تقوم بها النساء في نصرة الدين. فهاهي أم سليم -رضي الله عنها- تكون سبباً في إسلام أبي طلحة -رضي الله عنه-، فعن أنس -رضي الله عنه- قال:خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذاك مهري وما أسألك غيره، فأسلم فكان ذلك مهرها. قال ثابت: فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهراً من أم سليم الإسلام، فدخل بها فولدت له(رواه النسائي). وعن عمران -رضي الله عنه- قال كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم وإنا أسرينا حتى كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها…فقال اذهبا فابتغيا الماء فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها، فقالا لها: أين الماء؟ قالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوفاً، قالا لها: انطلقي إذاً، قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت: الذي يقال له الصابئ؟ قالا: هو الذي تعنين فانطلقي، فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثاه الحديث، قال فاستنـزلوها عن بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين أو سطيحتين وأوكأ أفواههما وأطلق العزالي، ونودي في الناس اسقوا واستقوا، فسقى من شاء واستقى من شاء، وكان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، قال:»اذهب فأفرغه عليك«، وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها، وأيم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :»اجمعوا لها«، فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها وقد حفظ التاريخ نماذج من النساء اللاتي كان لهن دور لا ينكر في الدعوة والوعظ لبني جنسهن ومنهن عائشة بنت إبراهيم الواعظة العالمة المسندة، قال ابن السمعاني:سألت الحافظ إسماعيل، فقال: امرأة صالحة، تعظ النساء. وكان لنساء المسلمين عبر التاريخ جهد في تعليم العلم، وتدريس كتاب الله تبارك وتعالى، فهذه فاطمة بنت زعبل قال عنها أبو سعد السمعاني: امرأة صالحة عالمة تعلم الجواري القرآن، سمعت من عبدالغافر جميع صحيح مسلم، وغريب الحديث للخطابي وغير ذلك. وقال عنها الذهبي: الشيخة العالمة المقرئة الصالحة المعمرة. وفاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلوية قال عنها ابن كثير :«وكانت واعظة لها رباط تجتمع فيه الزاهدات». وأم زينب فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح بن محمد البغدادية قال عنها ابن كثير:« وكانت من العالمات الفاضلات، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتقوم على الأحمدية في مواخاتهم النساء والمردان، وتنكر أحوالهم وأحوال أهل البدع وغيرهم، وتفعل من ذلك ما لا يقدر عليه الرجال، وهي التي ختمت نساء كثيراً القرآن، منهم أم زوجتي عائشة بنت صديق، زوجة الشيخ جمال الدين المزي، وهي التي أقرأت ابنتها زوجتي أم الرحيم زينب رحمهن الله وأكرمهن برحمته وجنته آمين». وتتساءل الفتاة المسلمة اليوم حين ترى هذه النماذج: وماذا عساها أن تصنع؟ وما الدور الذي يمكن أن تقوم به في نصرة الدين وهي امرأة لها طبيعتها وحياتها الخاصة؟ إنها مجالات وميادين كثيرة، منها: 1- أن تُعِدُّ أبناءها وتحسن رعايتهم وتغرس هذه المعاني في نفوسهم، وهي حين تصنع ذلك تقوم بجهد يعجز أن يقوم به أو أن يحققه غيرها . 2 - في محيطها وعالمها الخاص وهي تلميذة أو جارة أو قريبة، حين تحمل النصيحة والكلمة الطيبة والدعوة الصادقة فهي تقدم جهداً لا ينكر في نصرة دينها. إن المسلم الغيور اليوم ليدركه الأسى حين يتأمل واقع الفتاة المسلمة التي نشأت في بيت يدين بالإسلام ولكنها تصبح وتمسي فيه على المسلسل الساقط والغناء الماجن، ولا ترى في بيتها إلا اللهو والعبث. والأمر لا يحتاج إلى مزيد فقه وعلم، وليس كما نتصوره جهد معقد لا يجيده إلا الخاصة من الناس، بل حين تأخذ الفتاة بيد صاحبتها وزميلتها وتتحدث معها عن خطورة طريق الفساد، وأن الله فتح للمنيبين طريق التوبة، أو حين تأخذ بيديها لتجلس مع صاحباتها الأخيار، أو تشاركهن في نشاط المصلى والجمعية المدرسية لترى نموذجاً من القدوة الحسنة الصالحة، أو حين تخط بيدها رسالة مناصحة لطيفة، أو تهدي لها شريطاً أو كتاباً ينوب عنها في إيصال الرسالة والموعظة، إنها حين تفعل هذا أو ذاك ربما كتب الله على يديها الهداية والصلاح لإحدى زميلاتها، أو على الأقل تكون قد أدت الأمانة وقامت بالواجب. 3 - أو حين تكون معلمة تدرس فتيات المسلمين وتقابلهم صباح مساء، فلها حينذاك دور أيما دور. كم من فتاة من فتيات المسلمين اليوم قد أصيبت بالغفلة والإعراض، وهي مع ذلك تملك فطرة طيبة صالحة، وحين يمن الله عليها بمعلمة ناصحة تدرك وترعى الأمانة و المسؤولية وتحمل في قلبها الغيرة على الحرمات، وتقوم بدور التوجيه، فتسمع منها الكلمة الناصحة، وترى فيها العاطفة الصادقة. إن فتاة الإسلام حين يمن الله عليها بهذه أو تلك فثمة أمل في تجاوزها هذا المنعطف والمسلك الذي أراده أعداؤها لها. وكم في مدارسنا اليوم من هؤلاء المعلمات الصالحات، فحين يدركن دورهن ورسالتهن ويقمن بهذا الواجب فإنهن يؤدين دوراً لا ينكر في نصرة الدين، ويسرن على خطى أسماء وعائشة وفاطمة رضوان الله عليهن. 4 - وحين تكون زوجة لرجل أخذ على عاتقه القيام بأعباء الدعوة إلى الله ونصرة الدين، فتكون خير معين وسند له في القيام بعبء الدعوة، فتهيئ له البيت الهادئ المريح، وتعنى بأولاده ورعايتهم، وتقف خلفه مثبتة ومؤيدة وناصرة كما كانت خديجة -رضي الله عنها- تقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة له:»والله لا يخزيك الله أبداً«(رواه البخاري ومسلم). --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1435 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ثناء القرآن على شباب الصحابة حيث كان أولئك الشبان في عصر التنزيل، وكان القرآن ينزل في كل مناسبة وحدث فقد كان لهؤلاء نصيب من ثناء القرآن، وثناء القرآن على هؤلاء منه ما كان عاماً لهم ولغيرهم، ومنه ما كان خاصاً ببعض آحادهم. فمن النوع الأول هناك آيات كثيرة أثنت على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو على طائفة منهم، وهم داخلون في ذلك، ومنها:- أ - قوله تعالى ((لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى)) (الحديد: 10) وفيهم كثير ممن أنفق من قبل الفتح وقاتل. ب - قوله تعالى ((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً)) (الفتح: 18) وفي شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بايع تحت الشجرة. ج - قوله تعالى ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم)) (التوبة: 100) وقوله ((والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً)) (الأنفال:74) والآيات في هذا النوع كثيرة في كتاب الله. والنوع الثاني ما نزل في بعضهم خاصة إما ثناءً، أو تصديقاً. ومن ذلك:- 1 - قوله تعالى ((ووصينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً)) (العنكبوت: 8)نزلت هذه الآية في سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- فعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه -رضي الله عنه- أنه نزلت فيه آيات من القرآن، قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا، قال: مكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله عز وجل من القرآن هذه الآية ((ووصينا الإنسان)) الحديث - وأما بقية الآيات فقد كانت حين جاوز سعد -رضي الله عنه- المرحلة التي نتحدث عنها-. إنها صورة من الثبات والصبر حيث تمارس أمه هذا الأسلوب من الضغط والذي تعلم أنه سيؤثر عليه ويصرفه، لكنه -رضي الله عنه- يرفض الاستجابة لهذه الضغوط، وهو يواجهها من داخل بيته ومن أقرب الناس لديه، ويصر على تمسكه بدينه وإيمانه بالله سبحانه وتعالى، ومتى كان ذلك؟ كان وسعد -رضي الله عنه- دون العشرين من عمره، والأمر لا يزال في بداية الإسلام. 2 - قوله تعالى ((إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله)) الآيات (المنافقون:1) نزلت تصديقاً لزيد بن أرقم -رضي الله عنه-. فعنه -رضي الله عنه- قال: كنت في غزاة فسمعت عبدالله بن أبي يقول:لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولو رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي أو لعمر فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبدالله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلا أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك، فأنزل تعالى ((إذا جاءك المنافقون)) فبعث إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ، فقال: «إن الله قد صدقك يا زيد». وقد عد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذه المقولة منه صلى الله عليه وسلم شهادة ثناء وتزكية له وأعظم بها من ثناء، فقد قال أنس بن مالك -رضي الله عنه- عنه حين حفظ ما لم يحفظه أنس هو الذي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نههذا الذي أوفى الله له بأذ». 3 - قوله تعالى ((ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)) (الأنعام:52) نزلت هذه الآية في طائفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم سعد بن أبي وقاص وابن مسعود -رضي الله عنهما- وكانا من الشباب. يحدث بذلك سعد -رضي الله عنه- إذ يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال، ورجلان لست أسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل ((ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)). وكم في هذه الآية الكريمة من منقبة لهؤلاء؟ شهادة من الله سبحانه وتعالى لهم بأنهم يدعون ربهم بالغداة والعشي، وشهادة لهم بأنهم مخلصون يريدون وجهه، وأمر له صلى الله عليه وسلم بلزومهم ومجالستهم. - قوله تعالى ((فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله)) (آل عمران: 174) فعن هشام عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- ((الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)) (آل عمران:172)قالت لعروة: يا ابن أخي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد، وانصرف المشركون خاف أن يرجعوا، قال: «ومن يذهب في إثرهم؟» فانتدب منهم سبعون رجلاً قال: كان فيهم أبو بكر والزبير. 5 - قوله تعالى ((إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لايستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً. فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً)) (النساء: 998-99) ممن نزلت فيه ابن عباس … فعن ابن أبي مليكة أن ابن عباس -رضي الله عنهما- تلا (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ) قال:«كنت أنا وأمي ممن عذر الله»(رواه البخاري). 6 -)هذان خصمان اختصموا في ربهم ( (الحج: 19) عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال:«أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة»، قال قيس: وفيهم نزلت ) هذان خصمان اختصموا في ربهم )، قال:«هم الذين بارزوا يوم بدر: علي، وحمزة، وعبيدة، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة»(رواه البخاري). -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1436 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() السكـوت سلاح الأذكيـاء ! إذا التقى الإنسان بإنسان لأول مرة فإنه مباشرة يعد العدة في كشف أغوار ذلك الإنسان .. والعملية يقوم بها العقل الباطني تلقائياَ حيث هي خطوة من خطوات اللاإرادية .. تتم بعد أن يوجد العقل صورة مبهمة لشخصية تحت المجهر .. ثم بالفطرة يبدأ في وضع القياسات اللازمة والملائمة التي تمكن من تحديد حجم ذلك الإنسان الجديد .. وهناك علامات كثيرة تساعد في وضع المعايير .. وأخطر العلامات في تحديد شخصية الإنسان هو ما يصدره اللسان .. ومقدار الصمت في الإنسان الجديد عادة يوجد حجماً افتراضيا عالياَ يتخطى الحجم الحقيقي .. وكل حرف بعد ذلك يبدأ في إنقاص الحجم حرفاَ بعد حرف حتى تتكشف المقدار الحقيقي لحجم الإنسان تحت المجهر .. ثم تتوقف الحروف بصاحبها عند درجة معينة يوجد معياراَ ثابتاَ يصبح سمة لذلك الإنسان .. وقد تسقط الحروف بصاحبها إلى الحضيض .. ثم تسقط الكثير من القناع الزائفة .. وتتدنى الكثير من القامات الفارهـة المبهمة .. أجسام قد تكون كبيرة ذات مقدار بالضخامة والفخامة ولكنها في وزنها الحقيقي كالعهن المنفوش .. تفقد الفكر الصائب .. وتفقد الحكم الرشيد وتفقد حسن التصرف .. ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ) والأعجب في الأمر أن الحروف في بعض الحالات ترفع من شأن الإنسان وتوجد لـه حجماَ فوق حجمه الافتراضي .. ولكن التجارب أكدت أن تلك تمثل ندرة في ظاهرة طبيعية حيث العادة التقلص في الأحجام .. وكم وكم قرأنا عن صغار من الغلمان تقدموا ليمثلوا الكبار في حضرات الملوك والأمراء ليتحدثوا بأفصح اللسان مما أذهلت العقول وأوجدتهم فوق مقامات الكبار أصحاب الأحجام .. وكم وكم سمعنا عن الأعراب والأعرابيات في أوزان الهوامش أنكرتهم الأعين واستصغرتهم الهيئة عن المقام ثم قالوا فإذا بالمقال يرفع من شأنهم ويوجدهم فوق أحجامهم الافتراضية الظالمة .. فإذن الإنسان يظل مبهماَ غامضاَ يخفي الاحتمالات حتى يتكلم .. وإذا تكلم يعطي عن نفسه المقام والعنوان للآخرين .. بالسلب أو بالإيجاب .. ويقال أن أحد الفلاسفة كان دائماَ يقول : ( تكلم يا هـذا حتى أراك !! ) .. فكم من كبير يسقط بالحرف وكم من صغير يتعالى باللسان .. فاللسان هو القياس الخطير الذي يعطي العنوان الصحيح لشخصية الإنسان . ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1437 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الدخـان مـن فوهـة بندقيـة ثائــر ؟ بسم الله الرحمن الرحيم عـدت بعـد غيـبة ووجدت الأرض منفـى سجـن وسجـان وفـي الطرقـات مـوتى والمشانق علامـة إنجـاز للمـوت تتـدلى ونفــوس تنشـد القبـر فالقبـر أحــلى حـرب وقـودها أطــفال وأرامـل ثكـلى ثـورة أشعلهـا الظـلم والنـاس جـوعى قتـل وسجن وضيـق عيش للأعمار أفـنى وطـول الصبر بعـد الصبر للأوجاع أبـقى محك أوجد الأحزان ليجري في الأرض فوضى سالت دموع الـويل من براكين أجفان تشقى وأيد الخبث تنفث سماَ لتوجد في الأرض قتلى والخطوة فـوق جماجم أحرار تدوس وتطغى والكـل ينازع ويـلاَ يجتاح القاصي والأدنى كيـف تنوم العيـن وجلاد بالمـوت يتصدى يبذل مـوتاَ وصدور الأبطال للضربات تتلقى ويسقط شهيد تلو شهيد ونور الحق يتجـلى ليقهر الظلم جهاداَ وذاك فـداء بالنصر أولى سيأتي فجر سلام يوماَ وتكون السطوة للأقوى وعلم الحرية يرفرف خفاقاَ فوق سارية أعلى للكاتب السوداني ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1438 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() بعــد فـوات الأوان ؟. بسم الله الرحمن الرحيم ابتعدوا فإني أريد البكاء وحيداَ دون أحد يجاريني اشرب الكأس مـراَ وطعم الحنظل يمزق مصاريني مددت يـدي مراراَ وتكراراَ ولم أجد من يواسيني فرحلت عنهم بعيداَ وفي القبر سمعت من يناديني شكوت الداء حيـاَ وجاء بعد الموت من يداويني فرشت لهم قلبي وسادة فمشى فوقها من يعاديني بذلت القول صدقاَ ووفاءَ فإذا بقول ليس يرضيني جزيت الإحسان بنكران وذاك نكران بالنار يكويني كنت سحاباَ يمطر حباَ وجاء من يحجب تمطيري يمتنع ولا يرانـي وذاك مـن يسكن عمق عيني سألت مراراَ ثم رحلت فقيل هناك من يسأل عني هجرت ديارهم ورحلت وقلت كفى الموت يكفيني فإذا بالناس تسأل أين ذاك الـذي بالحب يناجيني فقلت لها اكتفيت من العذاب وقد طـال تعذيبـي صددت الباب عن ماض كان بنار الجمر يكويني وأقسمت أن أهجر سيـرة كم يسطرها دمع عيني لأقتل الذكرى بيـد ثـم أحضـن الموت بيمينـي للكاتب السوداني ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1439 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لا تسـكبي المـاء عشـماََ في مـاء السـراب ؟ بسم الله الرحمن الرحيم أمنحي الراحة بظل فأنت تلك الشجرة .. واحة في عمق آلام تحتاجها نفـس .. ودوحة يلوذ إليها ظامئ عطشان .. فكم يا ترى في الناس أشجار تشتكي الوحدة وتفقد الرواد .. ثم تنادي بظلها فترفضه العشاق .. متاح مباح غير مرغوب .. بينما ظل ظليل هو ذاك المراد .. وليس كل سحاب بماء مستساغ وإن كان المسمى هو السحاب .. والروض فيه كل أنواع الورود إلا وردة قد تأخذ الألباب .. فكيف تتمايز وردة وقد شابهت أخرى وكيف تنال مكانة بين الأحباب .. ذاك هو القدر يحكم وحكم الأقدار هو المستجاب .. ومن يعاند الأقدار إنما يجادل ليتخطى سطور الكتاب .. وما كان لنا أن نجتاز خياراَ لنكسر به قيداَ من أسرار الحجاب .. مسيرين نمشي في دروب الأحكام طائعين لأحلى الأسباب .. فامنحي السيرة طاعة ثم كوني رحمةَ ورقةَ مثل ذاك السحاب .. والعطاء بمسراج يشع نوراَ يجتاز حدود الموانع ويطرد أوهام السراب .. بدائل تخرج من أرحام الخيال لتقول أمراَ ليس في الحساب .. فلو رضينا ورضيتم بحال هو ذاك المقدر سوف نجتاز متاهات الضباب .. ونلتقي عند جنـة ذات ربوة وذات نعمة وذاك هو الاكتساب .. تعالي واتركي الشك واتركي همسات تراود قلبك وتصدك عن أوسع الأبواب .. وهناك مثلك من يساير الأيام بأحلام هي تلك البعيدة فإذا بالأيام فجأة تحت التراب .. وكم وكم من يرتجي سحاباَ ليجود فإذا به يجتاز دون عطاء ليتوارى بالحجاب .. وذاك العمر يمضي يوماَ بعد يوم ليقتاد من زاد نفسه ثم يفني بالاكتئاب .. ولن تعود أيام مضت ولن تفيد حسرة بعد رحيل العمر والشباب .. إلا قول ذاك ( يا ليت ) وذاك قول من يناجي ميتاَ لا يملك الجواب .. للكاتب السوداني ------------------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1440 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() في الظلمــات لاح ضميــر ؟ بسم الله الرحمن الرحيم أيها الضمير .. أيها الغائب في متاهة الزمن .. أيها المنسي في أضابير المحن .. أين رحلت منذ الماضي البعيـد ؟؟ .. وأين أرضك اليوم ؟ .. فالظلمات امتدت لمتون الوجدان .. وغرست جذورها في أعماق الإنسان .. وغطت بياض الصفحات بسواد الدهان .. وطوت وكتمت محاسن الأخلاق بالكتمان .. كطي السجل للكتب ثم أعلنت في الأرض شرائع الشيطان .. وماتت قيم الأعراف بين الخلق منذ زمان .. وما بقيت الساحات إلا لحثالة تصول وتجول كالجرذان .. ندرة في النزاهة وندرة في العفة وندرة في نخوة الإخوان .. والضمير في غيبة لا آثار له إلى في كتب البيان .. .أيها الضمير هناك وحيدة ضعيفة تواجه المصير .. وتدخل في محنة الابتلاء والامتحان .. تحتمي بالعفة والطهارة والنقاء .. ولكن خلفها تركض كلاب بشرية تريدها لنفسها .. لأنها صيد متاحة أوجدتها الظروف والأقدار في ذاك المكان .. سبعة من بشر كالكلاب الضالة الجائعة النهمة الشهوة .. تجمعها صفات الشيطان .. التقي الكلاب معاَ حيث أهواء النفس ورغبات الفحش والعصيان .. وهي الفتاة الصغيرة إن صرخت بعيدة عن الأسماع وبعيدة عن الأوطان .. وإن ركضت فأماها الصحراء والكثبان .. وإن قاومت فهي الأنثى ولم تخلق يوماَ لتقارع الغدر بالإمكان .. فهي الرقة وهي السماحة وهي اللطافة .. وهي الزرع الأخضر في لغة الألوان .. تمثل النعمة والراحة والقمة في مسمى الإنسان .. وهي النسمة العبقة الغير جارحة بوداعة الغزلان . في البداية عشمتها البراءة فظنت فيهم الخير .. وتأملت فيهم نخوة الأخوة والعقيدة .. وظنت أنهم سوف يحملوها في الأحداق .. ثم يحمونها بمروءة الرجال الشجعان .. ولكنها لمحت في أعينهم غير ذلك .. فرأت عيوناَ جائعة تريدها في نفسها .. فخافت ولكن الخوف لا يقي في ذلك المكان وفي ذلك الزمان .. ظبية صغيرة ضعيفة تقف عاجزة أمام سبعة من الذئاب .. والإصرار في عيون لا تبدي رحمة ولا تعني شفقة .. فأدركت أنها هالكة .. وأنها لا حيلة لها .. نظرت هناك ونظرت هناك .. فلا يلوح في الآفاق من يعينها بالخلاص .. بكت فلم يجدي بكاءها ولم تشفع لها الدموع .. ولم تجلب لها ليناَ من قلوب كالحجارة .. تناسوا معاني الرحمة وهم في حالة التمكن وقوة السلطان .. ويملكون الآن كل معالم البطش بغير هوان .. في خلاء لا رقيب هناك ولا جمع لبني الإنسان .. بقسوة خيروها لتختار صاحب الدور .. ثم الأدوار تأتي تباعاَ حسب الخيار .. رفعت كفها للسماء ثم طلبت من الله العون والغفران .. ولما رأت الإصرار منهم واشتدت الرغبات علمت أنها هالكة في كل الأحوال .. فأشارت إليهم إذا كان لا بد من الأمر كيفما كان .. أن يستروها وأن ينالوها في خلوة من أعين الإخوان .. ثم اختارت أحدهم ليكون هو الأول في قصة الأدوار .. فابتعد بها بعيداَ عن الجماعة خلف شجرة هناك .. ولما انفردت في ذلك المكان قالت له أنت تريد أن تأخذ حقاً هو ليس لك شرعاَ وليس لي شرعاَ .. وأنا عاجزة ولا حيلة لي الآن إلا أن أخرج من هذه الورطة بأهون الشرور .. فأطلب منك طلباَ واحداََ وهو إذا نلت مرادك مني أن تقسم بالله لي بأنك سوف تضعني بمثابة أختك ثم تدافع عني أمام رغبات الآخرين .. حتى لا ينالوني جميعاَِ فأكون تلك الساقطة المصبوغة بصباغ الأدران .. فلما سمع تلك الكلمات منها انتفض فجأة كالمجنون .. ثم دخل في حالة من الهستريا الغير معلوم .. وجلس في الأرض منهكاً والعرق يتصبب من جبينه بغزارة .. ودخل في وجوم وسكوت لدقائق ثم بكى بشدة وحرقة .. بعدها رفع رأسه ليقول لها وقسماِ بالله أضعك بمثابة أختي فعلاً ولا ألمسك .. ولن أسمح لأحد أن يلمس شعرة من جسمك .. حتى ولو كان الثمن هو حياتي .. ثم وقف ليأخذها بعيدة عن الآخرين .. ويذهب بها لأهلها في بر الأمان وهي في دهشة واستغراب شديد . أيها الضمير كيف عدت الآن ؟؟ .. وقد طالت غيبتك في متاهات النسيان .. حتى ظننا أن الموت كال لك فخـاَ فدخلت في شباك الرهبان .. فصرت مثلهم تلبس ثوب الماضي وتهرب من عوالم الإنسان .. وقصة ذلك المجنون تلك عودة لقصة أخرى .. فكانت له أخت وحيدة .. كان يحبها كثيراً .. وكان يعزها كثيراَ .. وعندما ماتت فجأة كانت في عمرها بنفس عمر الضحية البريئة .. ومن حين لأخر كان يراها في الخيال وكان يراها في المنام .. وعندما ناشدته بالقول أجعلني بمثابة أختك قال رأيت أختي فجأة تقف أمامي خلف تلك الشجرة بالقرب من الضحية .. وتحذرني من المغبة وتمنعني بالعض على أناملها بحسرة وندامة .. ثم تشابهت الوجهان أمامي .. الضحية وأخـتي !! .. وتمازجت الصورتان في جسد فتاة واحدة لتمثل الضحية البريئة .. فلم أستطع أن أفرق بينهما .. فكيف آتيها بعد ذلك !! ؟؟ .. وكيف أسمح لأحد أن يأخذ عفة أختي ؟؟؟ . .تلك هي قصة الفتاة التي تاهت بعد أن ابتعدت قليلاَ عن محطة خلوية .. ثم وجدت نفسها في أحضان الكلاب البشرية الضالة .. وقد امتحنتها الأقدار لتواجه أقسى محنة في حياتها .. وعند الشدة والضيق رفعت كفها لرب الأرباب .. فأنقذها الله من محنة الأشرار .. فهو لا يخذل من يناديه ويناجيه مضطراَ في لحظات الشدة والابتلاء .. وما زال هنا الإنسان .. وما زال هنا الزمان .. وما زال هناك محنة الضمائر المفقودة . للكاتب السوداني ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |