![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1961 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الصمت حكمة وقليل فاعله حينما توقن أن لا نتيجة للحوار، وعندما تتأكد أنه لا فائدة من الكلام وقتها.. تعلم أن الصمت هو السبيل للخروج من هذا الجدل وتتذكر قول لقمان الحكيم: الصمت حكمة وقليل فاعله فكيف لك أن تحاور أشخاصاً طريقتهم الأولى هي التركيز على عيوبك وسلبياتك حينما تريد أن تقنعهم بالصواب الذي هو من شرع الله ويردون عليك بأن وضع المجتمع وعاداته وتقاليده لا تسمح بذلك حينما ترى في عيونهم اقتناعهم بكلامك ولكن خوفهم من العادات والتقاليد يمنعهم من الاعتراف بصحة كلامك فما الحل؟ حينما تشعر أنه ليست لديك الصلاحية لمجابهتهم لأسباب عدة وتضطر إلى تنفيذ معتقدهم الذي ترفضه قلباً وقالباً فما المخرَج؟ لماذا تأخذ العادات والتقاليد هذا الحجم من الأهمية والاهتمام بينما يأتي الشرع في المرتبة الثانية؟ هل هو اختلال في الموازين واضطراب في الأولويات؟ أم أنه جهل؟! لكل منا عيوبه وسلبياته، ولدى كل منِّا زلات وأخطاء، ولا مجال للمجادلة في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: " كل بني آدم خطاء، وخير الخطاءين التوابون " ولكن حينما تكون هذه النقطة هي نقطة الهجوم لدى محاورك، فاعلم أن بداية الحوار غير مشجعة على الإطلاق. فلماذا التركيز على هذه العيوب عوضاً عن تشجيعك على فعل الصواب؟ إنها محاولة لوضعك في الزاوية حتى لا تتاح لك فرصة للهروب ولكن كيف لك أن تقنع أناساً تأتي العادات والتقاليد في المرتبة الأولى من أولوياتهم وخاصة ما يتابعه الناس وما يتناقلون أخباره، كالمناسبات العامة من أفراح وأحزان لماذا كل هذا الخوف من الناس؟ وما يقولونه عنك؟ لماذا لا تفعل الصواب ثم تتركهم لأحاديثهم التي شئت أم أبيت سيذكرونك خلالها وسواءً فعلت الصواب أو أخطأت فسيتحدثون عما فعلت؟ ما النفع من إتباع عادات وتقاليد تخالف الشرع؟ هل ستنفعني يوم الحساب؟ هل ستكون هذه التقاليد حجة لي؟ لن ينفعني شيء في هذا الوقت سوى أعمالي بعد رحمة الله سأحاسب بمفردي، وكل واحد منا سيحاسب وحيداً يتمنى ساعتها أنه نفذ شرع الله وترك هذه العادات والتقاليد التي لن تزيده إلا حسرة وندماً {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً }مريم95 لماذا نتذكر دائماً أن الله غفور رحيم ونتناسى أنه شديد العقاب؟ ( إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) الأعراف: 167 وأن أخذه أليم شديد { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }هود102 فلماذا يغلب الإنسان الرجاء على الخوف؟ {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99 كيف لك أن تقنع مثل هؤلاء بأن هذه العادات والتقاليد لا تنفع بل تضر إن كانت تخالف الشرع؟ لماذا لا ينظرون إلى ما فعله إتباع العادات والتقاليد على مر العصور من شرك بالله؟ {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }الشعراء74 والسؤال الذي يحيرني... كيف لك أن تقنع هؤلاء؟أن الأولى هو الشرع وليس العادات والتقاليد وأن هذا هو شرع الله وليس بوجهة نظرك كيف؟ أوصي نفسي وإياكم بمراجعة أنفسنا، وتصحيح أولوياتنا وأن نتقي الله في أقوالنا وأعمالنا قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه التوبة. جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وهدانا وإياكم سواء السبيل -------- للفايدة التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 12-04-2013 الساعة 05:09 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1962 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصة صبر امرأة على زوجها السكير بســم الله الـرحمــن الرحيــم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,,, (حقيقية) هذه القصة طويلة بعض الشيء ولكنها مفيدة ومؤثرة جداً حقاً أجمل قصة قرأتها وأتعلمت منها كتير رجاء لكل من يحاول الدعوة لله سبحانه وتعالى ولو في حدود ضيقة, أكمل قراءة القصة إلى نهايتها لعلك تستفيد منها وتفيد بها إن شاء الله. ~.~.~.~.~.~.~.~.~ في إحدى المدن بالمملكة كانت هناك امرأة تسكن مع زوجها وأولادها وبناتها في إحدى الأحياء وكان المسجد ملاصق لبيتها تماماً إلا أن الله ابتلاها بزوج سكير. لا يمر يوم أو يومين إلا ويضربها هي وبناتها وأولادها ويخرجهم إلى الشارع. كان أغلب من في الحي يشفقون عليها وعلى أبنائها وبناتها إذا مروا بها ويدخلون إلى المسجد لأداء الصلاة ثم ينصرفون إلى بيوتهم ولا يساعدونها بشيء ولو بكلمة عزاء، وكم كانوا يشاهدون تلك المرأة المسكينة وبناتها وأولادها الصغار بجوار باب بيتها تنتظر زوجها المخمور أن يفتح لها الباب ويدخلها بعد أن طردها هي وأولادها ولكن لا حياة لمن تنادي، فإذا تأكدت من أنه نام جعلت أحد أبنائها يقفز إلى الداخل ويفتح لها، وتدخل بيتها وتقفل باب الغرفة على زوجها المخمور إلى أن يستيقظ من سكره وتبدأ بالصلاة و البكاء بين يدي الله عز وجل تدعو لزوجها بالهداية والمغفرة. لم يستطع أحد من جماعة المسجد بما فيهم إمام المسجد والمؤذن أن يتحدث مع هذا الزوج السكير وينصحه، ولو من أجل تلك المرأة المعذبة وأبنائها لمعرفتهم أنه رجل سكير لا يخاف الله باطش له مشاكل كثيرة مع جيرانه في الحي فظ غليظ القلب لا ينكر منكراً ولا يعرف معروف وكما نقول بالعامية (خريج سجون) فلا يكاد يخرج من السجن حتى يعود إليه. الزوجة المسكينة كانت تدعو لزوجها السكير في الثلث الأخير من الليل وتتضرع إلى الله بأسمائه العلى وبأحب أعمالها لديه أن يهدي قلب زوجها إلى الإيمان، وأكثر أيامها كانت تدعو له بينما هي وأبناءها تعاني الأمرين فلا أحد يرحمها من هذا العناء غير الله فلا أخوة ولا أب ولا أم يعطف عليها الكل قد تخلى عنها والكل لا يحس بها وبمعاناتها فقد أصبحت منبوذة من الجيران والأهل بسبب تصرفات زوجها. في إحدى المرات وبينما كانت تزور إحدى صديقاتها في حي آخر مجاور لهم تكلمت وفتحت صدرها لصديقتها وشرحت لها معاناتها وما يفعله بها زوجها وببناتها وأبناءها إذا غاب تحت مفعول المسكر، تعاطفت معها قلباً وقالباً وقالت لها: اطمئني، سوف أكلم زوجي لكي يزوره وينصحه وكان زوجها شاباً صالحاً حكيماً ويحب الخير للناس ويحفظ كتاب الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فوافقت بشرط أن لا يقول له بأنها هي التي طلبت هذا حتى لا يغضب منها زوجها السكير ويضربها ويطردها من البيت إلى الشارع مرة أخرى لو علم بذلك، فوافقت على أن يكون هذا الأمر سر بينهما فقط . ذهب زوج صديقتها إلى زوجها بعد صلاة العشاء مباشرة لزيارة زوج تلك المرأة وطرق الباب عليه فخرج له يترنح من السكر ففتح له الباب فوجده إنسان جميل المنظر له لحية سوداء طويلة ووجه يشع من النور والجمال ولم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره والزوج السكير كان في الأربعين من عمره على وجهه علامات الغضب والبعد عن الله عز وجل فنظر إليه وقال له: من أنت وماذا تريد؟ فقال له: أنا فلان بن فلان وأحبك في الله وجئتك زائراً ولم يكد يكمل حديثه حتى بصق في وجهه وسبه وشتمه وقال له بلهجة عامية شديدة الوقاحة: لعنة الله عليك يا كلب، هذا وقت يجيء فيه الناس للزيارة، انقلع عسى الله لا يحفظك أنت وأخُوتك اللي تقول عليها. كانت تفوح من الزوج السكير رائحة الخمرة حتى يخيل له أن الحي كله تفوح منه هذه الرائحة الكريهة، فمسح ما لصق بوجهه من بصاق وقال له: جزاك الله خيراً قد أكون أخطأت وجئتك في وقت غير مناسب ولكن سوف أعود لزيارتك في وقت آخر إن شاء الله، فرد عليه الزوج السكير أنا لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى وإن عدت كسّرت رأسك وأغلق الباب في وجه الشاب الصالح وعاد إلى بيته وهو يقول الحمد لله الذى جعلني أجد في سبيل الله وفي سبيل ديني هذا البصاق وهذا الشتم وهذه الإهانة، وكان في داخله إصرار على أن ينقذ هذه المرأة وبناتها من معاناتها، أحس بأن الدنيا كلها سوف تفتح أبوابها له إذا أنقذ تلك الأسرة من الضياع. فأخذ يدعو الله لهذا السكير في مواطن الاستجابة ويطلب من الله أن يعينه على أن ينقذ تلك الأسرة من معاناتها إلى الأبد، كان الحزن يعتصر قلبه وكان شغله الشاغل أن يرى ذلك السكير من المهتدين. فحاول زيارته عدة مرات وفي أوقات مختلفة فلم يجد إلا ما وجد سابقاً حتى أنه قرر في إحدى المرات أن لا يبرح من أمام بيته إلا ويتكلم معه فطرق عليه الباب يوماً من الأيام فخرج إليه سكران يترنح كعادته وقال له: ألم أطردك من هنا عدة مرات لماذا تصر على الحضور وقد طردتك؟!! فقال له: هذا صحيح ولكني أحبك في الله وأريد الجلوس معك لبضع دقائق والله عز وجل يقول على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم: « من عاد أخ له في الله ناداه مناد من السماء أن طبت وطاب ممشاك وتبؤت من الجنة منزلاً». فخجل السكير من نفسه أمام إلحاح هذه الشاب المستمر رغم ما يلاقاه منه وقال له ولكن أنا الآن أشرب المسكر وأنت يبدو في وجهك الصلاح والتقوى ولا يمكنني أن أسمح لك لكي ترى ما في مجلسي من خمور احتراما لك فقال له: أدخلنى في مكانك الذي تشرب فيه الخمر ودعنا نتحدث وأنت تشرب خمرك فأنا لم آتي إليك لكى أمنعك من الشرب بل جئت لزيارتك فقط فقال السكير: إذا كان الأمر كذلك فتفضل بالدخول فدخل لأول مرة بيته بعد أن وجد الأمرّين في عدم استقباله وطرده وأيقن أن الله يريد شيئاً بهذا الرجل. أدخله إلى غرفته التى يتناول فيها المسكر وتكلم معه عن عظمة الله وعما أعد الله للمؤمنين في الجنة وما أعد للكافرين في النار وفي اليوم الآخر وفي التوبة وأن الله يحب العبد التائب إذا سأله الهداية ثم تكلم في أجر الزيارة وما إلى ذلك وأن الله يفرح بتوبة العبد التائب فإذا سأله العبد الصالح قال الله له لبيك عبدي (مرة واحدة) وإذا سأله العبد المذنب العاصى لربه قال الله له لبيك لبيك لبيك عبدي (ثلاث مرات) وكان يرى أسارير الرجل السكير تتهلل بالبشر وهو ينصت إليه بجوارحه كلها ولم يحدثه عن الخمرة وحرمتها أبداً وهو يعلم أنها أم الكبائر وخرج من عنده بعد ذلك دون كلمة واحدة في الخمر فأذن له بالخروج على أن يسمح له بين الحين والحين بزيارته فوافق وانصرف. بعد ذلك بأيام عاد إليه فوجده في سكره، وبمجرد أن طرق الباب عليه رحب به وأدخله إلى المكان الذى يسكر فيه كالعادة فتحدث ذلك الشاب عن الجنة وما عند لله من أجر للتائبين النادمين ولاحظ بأن السكير بدأ يتوقف عن الشرب بينما هو يتكلم فأحس أنه أصبح قريباً منه وأنه بدأ يكسر أصنام الكؤوس في قلبه شيئاً فشيئاً، وأن عدم مواصلته للشرب دليل على أنه بدأ يستوعب ما يقال له، فأخرج من جيبه زجاجة من الطيب الفاخر غالية الثمن فأهداها له وخرج مسرعاً وكان سعيداً بما تحقق له من هذه الزيارة من تقدم ملحوظ . فعاد بعد أيام قليلة لهذا الرجل فوجده في حالة أخرى تماماً وإن كان في حالة سكر شديدة ولكن هذه المرة بعد أن تكلم الشاب عن الجنة وما فيها من نعيم أخذ يبكي السكير كالطفل الصغير ويقول لن يغفر الله لي أبداً، لن يغفر الله لي أبداً وأنا أكره المشائخ وأهل الدين والاستقامة وأكره الناس جميعاً وأكره نفسي وإنني حيوان سكير لن يقبلني الله ولن يقبل توبتي حتى وإن تبت، فلو كان الله يحبني ما جعلني أتعاطى المسكرات ولا جعلني بهذه الحالة وهذا الفسق والفجور الذى أعيش فيه من سنوات مضت، فقال له: الشاب الصالح وهو يحتضنه أن الله يقبل توبتك وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وأن باب التوبة مفتوح ولن يحول بينك وبين الله أحد وأن السعادة كلها في هذا الدين وأن القادم سوف يكون أجمل لو سألت الله الهداية بقلب صادق مخلص وما عليك إلا أن تسأل الله مخلصاً في طلب الهداية والله عز وجل يقبلك وأن قيمته عند الله عظيمة، وأشار إليه بأنه على سفر الآن مع مجموعة من أصدقائه المشائخ إلى مكة المكرمة وعرض عليه أن يرافقهم فقال له: السكير وهو منكسر القلب ولكن أنا سكران وأصدقائك المشائخ لن يقبلوا بمرافقتي فقال له: لا عليك هم يحبونك مثلي ولا مانع لديهم أن ترافقهم بحالتك الراهنة فكل ما في الأمر هو أن نذهب إلى مكة المكرمة للعمرة فإذا انتهينا عدنا إلى مدينتنا مرة أخرى وخلال رحلتنا سوف نسعد بوجودك بيننا فقال السكير: وهل تسمحون لي أن آخذ زجاجتي معي فأنا لا أستغني عنها لحظة واحدة فقال له: الشاب الصالح بكل سرور خذها معك إن كان لابد من أخذها كانت نظرة هذا الشاب الصالح بعيدة جداً جداً رغم خطورة أن يحمل زجاجة الخمر في سيارته وأن يحمل معه شخصاً سكيراً وسكران في نفس الوقت فالطريق إلى مكة ممتلئ بدوريات الشرطة ولكنه قرر المجازفة من أجل إنقاذ هذه المرأة وأبناءها فمن يسعى لتحقق هدف عظيم تهون عنده الصغائر. فقال له: قم الآن واغتسل وتوضأ والبس إحرامك فخرج إلى سيارته وأعطاه ملابس الإحرام الخاصة به على أن يشتري هو غيرها فيما بعد، فأخذها ودخل إلى داخل البيت وهو يترنح وقال لزوجته أنا سوف أذهب إلى مكة للعمرة مع المشايخ فتهللت أسارير زوجته فرحاً بهذا الخبر وأعدت حقيبته ودخل إلى الحمام يغتسل وخرج ملتفاً بإحرامه وهو مازال في حالة سكره وكان الرجل الشاب الصالح البطل المغامر يستعجله حتى لا يعود في كلامه فلا يرافقهم، ولم يصدق أن تأتي هذه الفرصة العظيمة لكي ينفرد به عدة أيام ويبعده عن السكر وأصدقاء السوء فلو أفاق فربما لن يذهب معهم أو يدخل الشيطان له من عدة أبواب فيمنعه من مرافقته فعندما خرج إليه أخذه ووضعه في سيارته وذهب مسرعاً به بعد أن اتصل على أصدقائه من الأخوة الملتزمين الذين تظهر عليهم سمات الدين والصلاح والتقوى لكي يمر عليهم في منازلهم ويصطحبهم في هذه الرحلة التاريخية. انطلقت السيارة باتجاه مكة المكرمة، وكان الشاب الصالح على مقودها وبجواره السكير وفي المقعدة الخلفية اثنان من أصدقائه الذى مر عليهم وأخذهم معه، فقرؤوا طوال الطريق قصار السور وبعض الأحاديث النبوية من صحيح البخاري وكلها في التوبة وفي الترغيب والترهيب بما عند الله من خير جزيل وفي فضائل الأعمال، كان السكير لا يعرف قراءة الفاتحة و(يلخبط) بها ويكسر فيها كيفما شاء، و عندما يأتي الدور عليه يقرؤونها قبله ثلاثة مرات حتى يصححوا له ما أخطأ فيها بدون أن يقولوا له أنت أخطأت وأنه لا يعقل أن يخطىء أحد في الفاتحة، وهكذا حتى انتهوا من قراءة قصار السور عدة مرات، وقرؤوا الأحاديث المختلفة في فضائل الأعمال وهو يسمع ولا يبدي حراك وقبل الوصول إلى مكة قرروا الثلاثة الأصدقاء أن لا يدخلوا مكة إلا وقد أفاق تماماً صاحبهم من السكر فقرروا المبيت في إحدى الاستراحات على الطريق بحجة أنهم تعبوا ويريدون النوم إلى الصباح ومن ثم يواصلون مسيرهم وكان يلح عليهم بأنه بإمكانه قيادة السيارة على أن يناموا هم أثناء قيادته السيارة فهو لن يأتيه النوم أبداً فقالوا له جزاك الله خير وبارك الله فيك نحن نريد أن نستمتع برحلتنا هذه بصحبتك وأن نقضي أكبر وقت ممكن مع بعضنا البعض فوافق على مضض ودخلوا إحدى الاستراحات المنتشرة على الطريق وأعدوا فراش صاحبهم السكير وجعلوه بينهم حتى يرى ما سوف يفعلونه فقاموا يتذاكرون آداب النوم وكيف ينامون على السنة كما كان المصطفى عليه الصلاة والسلام ينام وكان ينظر إليهم ويقلدهم وما هى إلا بضع دقائق حتى نام ذلك السكير في نوم عميق. استيقظوا الثلاثة قبل الفجر وأخذوا يصلون في جوف الليل الأخير ويدعون لصاحبهم الذي يغط في نومه من مفعول الكحول وكانوا يسجدون يبكون بين يدى الله أن يهديه ويرده لدينه رداً جميلاً وبينما هو نائم إذ استيقظ ورآهم يصلون قبل الفجر ويبكون ويشهقون بين يدي الله سبحانه وتعالى فدخل في نفسه شيئاً من الخوف وبدأ يستفيق من سكره قليلاً قليلاً، وكان يراقب ما يفعله أولئك الشباب في الليل من تحت الغطاء الذى كان يخفى به جسده الواهي وهمومه الثقيلة وخجله الشديد منهم ومن الله عز وجل. فأخذ يسأل نفسه كيف أذهب مع أناس صالحين يقومون الليل ويبكون من خشية الله وينامون ويأكلون على سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم وأنا بحالة سكر، وتشابكت الأسئلة في رأسه حتى بدا غير قادر على النوم مرة أخرى، بعد فترة من الزمن أذن المؤذن للفجر فعادوا إلى فرشهم وكأنهم ناموا الليل مثل صاحبهم وما هي إلا برهة حتى أيقظوه لصلاة الفجر ولم يعلموا بأنه كان يراقب تصرفاتهم من تحت الغطاء فقام وتوضأ ودخل المسجد معهم وصلى الفجر وقد كان متزناً أكثر من ذي قبل حيث بدأت علامات السكر تنجلي تماماً من رأسه فصلى الفجر معهم وعاد إلى الاستراحة بصحبة أصدقائه الذين أحبهم لصفاتهم الجميلة وتمسكهم بالدين وإكرامهم له والتعامل معه بإنسانية راقية لم يرها من قبل. بعدها أحضروا طعام الإفطار وكانوا يقومون بخدمته وكأنه أمير وهم خدم لديه ويكرمونه ويسلمون على رأسه ويلاطفونه بكلمات جميلة بين الحين والحين، فشعر بالسعادة بينهم وأخذ يقارن بينهم وبين جيرانه الذي يقول بأنه يكرههم. انفرجت أسارير الرجل بعد أن وضع الفطور فتذاكروا مع بعضهم البعض آداب تناول الطعام والطعام موجود بين أيديهم هو يسمع ما يقال فأكلوا طعامهم وجلسوا حتى ساعة الإشراق فقاموا وصلوا صلاة الإشراق وعادوا إلى النوم ثانية حتى الساعة العاشرة صباحاً لكي يتأكدوا من أن صاحبهم أفاق تماماً من سكره، ورجع لوضعه الطبيعي فانفرد بصاحبه قليلاً وقال له: كيف أخذتني وأنا سكران مع هؤلاء المشايخ الفضلاء سامحك الله سامحك الله، ثم أني وجدت زجاجتي في السيارة فمن أحضرها فقال له الشاب الصالح: أنا أحضرتها بعد أن رأيتك مصر على أخذها وأنك لن تذهب معنا إلا بها فقال له: وهل شاهدها أصحابك فقال له: لا لم يشاهدوها فهي داخل كيس أسود لا يظهر منها شيئاً فقال الحمد لله أنهم لم يشاهدوها. تحركوا بعد ذلك إلى مكة وصاحبهم معهم ونفس ما قاموا به في بداية رحلتهم قاموا به بعد أن تحركوا فقرؤوا قصار السور وبعض الأحاديث في الترغيب والترهيب أثناء رحلتهم ولكن لاحظوا هذه المرة أنه بدأ يحاول قراءة قصار السور بشكل أفضل من السابق وخلال الطريق تنوعت قراءاتهم فوصلوا إلى مكة المكرمة ودخلوا إلى البيت الحرام وكانوا يكرمون صاحبهم السكير كرماً مبالغاً فيه في بعض الأحيان أملاً في هدايته فطافوا وسعوا وشربوا من زمزم فاستأذنهم أن يذهب إلى الملتزم فأذنوا له وذهب فأمسك بالملتزم وأخذ يبكي بصوت يخيل للشاب الصالح الذي كان يرافقه ويقف بجواره أن أركان الكعبة تهتز من بكاء السكير ونحيبه وأن دموعه أغرقت الساحة المحيطة بالكعبة فكان يسمع بكاءه فيبكي مثله ويسمع دعائه فيؤمن خلفه كان يئن وصاحبه يئن مثله، كان منظراً مروعاً أن ترى منظر بهذا الشكل، كان يدعو الله: أن يقبل توبته ويعاهد الله أن لا يعود إلى الخمرة مرة أخرى وأن يعينه على ذلك، فلم يكن يعرف من الدعاء غير يا رب ارحمني يا رب أسرفت كثيراً فارحمني أنت رب السموات والأرض إن طردتني من باب رحمتك فلمن ألتجئ، إن لم تتب علي فمن سواك يرحمني يا رب إن أبواب مغفرتك مفتوحة وأنا أدعوك يا رب فلا تردني خائباً. كان دعائه مؤثراً جداً لدرجة أنه أبكى المجاورين له، كان بكائه مريراً جداً تشعر بأن روحه تصعد إلى السماء حين يدعو ربه، كان يبكي ويستغيث حتى ظن صاحبه أن قلبه كاد أن ينفطر، استمر على هذا المنوال أكثر من ساعة وهو يبكي وينتحب ويدعو الله وصاحبه من خلفه يبكي معه. منظر مؤثر فعلاً حين يجهش بالبكاء رجلاً تجاوز الأربعين ومتعلق بأستار الكعبة، وأكثر ما جعله يبكي هو أنه كان يقول يا رب إن زوجتي أضربها وأطردها إذا غبت في سكري فتب علي يا رب مما فعلت بها، يا رب إن رحمتك وسعت كل شيء وأسألك يا رب أن تسعني رحمتك، يا رب إني أقف بين يديك فلا تردني صفر اليدين. يا رب إن لم ترحمني فمن سواك يرحمني، يا رب إني تائب فاقبلني فقل لي يا رب لبيك لبيك لبيك عبدي، يا رب إني أسألك لا تشح بوجهك عني. يا رب أنظر إلي فإنني ملأت الأرض بالدموع على ما كان مني، يا رب إني بين يديك، وضيف عليك في بيتك الحرام فلا تعاملني بما يعاملني به البشر فالبشر يا رب إن سألتهم منعوني وإن رجوتهم احتقروني، يا رب اشرح صدري وأنر بصيرتي واجعل اللهم نورك يغشاني وكره إلي حب الخمور ما أحييتني يا رب لا تغضب مني ولا تغضب عليّ فكم أغضبتك بذنوبي التي لا تحصى وكنت أعصيك وأنت تنظر إلي. كان صديقه في هذه الأثناء يطلب منه الدعاء له فكان يزداد بكاءه ويقول يا رب أمن مثلي يطلب الدعاء؟!! يا رب إني عصيتك خمس وعشرين عاماً فلا تتركني ولا تدعني أتخبط في الذنوب، يا رب إني فاسق فاجر أقف ببابك فاجعلني من عبادك الصالحين، يا رب إني أسألك الهداية وما قرب إليها من قول أو عمل وأنا خاشع ذليل منكسر بين يديك، يا رب إن ذنوبي ملأت الأرض والسموات فتب علي يا أرحم الراحمين واغفر جميع ذنوبي يا رب السموات والأرض. فيشهق ويبكي وأحياناً يغلبه البكاء فلا تسمع إلا صوت حزين متقطع من النحيب والبكاء. أذن المؤذن لصلاة العصر فجلسوا للصلاة والسكير التائب مازال متعلقاً بأستار الكعبة يبكي حتى أشفق عليه صديقه وأخذه إلى صفوف المصلين كى يصلي ويستريح من البكاء، أخذه معه وهو يحتضنه كأنه أمه أو كأنه أباه فصلى ركعتين قبل صلاة العصر كانت كلها بكاء بصوت منخفض يقطع القلب ويدخل القشعريرة في أجساد من حوله، إن دعاء زوجته في الليل قد تقبله الله وإن دعاء الشاب الصالح قد نفع وأثمر، وإن دعاء أصدقائه في الليل له قد حقق المقصود من رحلتهم، إن الدعاء صنع انسان آخر بين ليلة وضحاها، فبدأ يرتعد صاحبهم خوفاً من الله حين أحس بحلاوة الإيمان. إن الدعاء في ظهر الغيب حقق النتيجة التي تدله على الهداية، لقد أشفق عليه أصحابه في هذه الرحلة من بكاءه، انقضت الصلاة وخرجوا يبحثون عن فندق مجاور للحرم ولازالت الدموع تملأ وجهه، كان أحدهم يحفظ القرآن عن ظهر قلب هو الآخر، وكان متواضعاً لدرجة كبيرة جداً لا تراه إلا مبتسماً فعندما رأى إقبال صاحبهم التائب إلى الله زاد في إكرامه وبالغ وأصر إلا أن يحمل حذاء ذلك التائب إلا هو وأن يضعه تحت قدميه عند باب الحرم، هذا التصرف من حافظ القرآن فجر في صدره أشياء لا يعلمها إلا الله بل يعجز الخيال عن وصفها حين توصف. وفعلاً حمل حذائه مع حذائه وخرج به إلى خارج الحرم ووضعهما في قدميه وهو فرح بما يقوم به، استأجروا فندق مطل على الحرم، وجلسوا به خمسة أيام وكان صاحبهم يتردد على الحرم في كل الصلوات ويمسك بالملتزم ويبكي ويبكي كل من حوله، وفي الليل كان يقوم الليل ويبكى فتبكي معه الأسرة والجدران، ولا تكاد تراه نائماً أبداً ففي النهار يبكي في الحرم وفي الليل قائماً يصلي ويدعو الله بصوت يملؤه البكاء، وبعد أن مضت رحلتهم عادوا إلى مدينتهم وهم في طريق العودة طلب من صديقه أن يوقف السيارة قليلاً فأوقفها بناء على طلبه فأخرج التائب زجاجة الخمر من ذلك الكيس الأسود أمام صديقه ومرافقيه وسكب ما فيها وقال لهم اشهدوا على يوم الموقف العظيم أني لن أعود إليها ثانية وأخذ يسكب ما فيها وهو يبكي على ذنوبه التى ارتكبها ويعدد ما فعله بأسبابها وكانت عيون مرافقيه تغرغر بالدموع وتحشر كلمات تنطق من أعينهم لا يعرفون كيف يعبرون عنها فكانت الدموع أبلغ من لغة الكلام فبكوا. وتحركوا بعد ذلك وهم يبكون مثله، وبدأ الصمت يختلط بالنحيب وبدأ البكاء يختلط بالبكاء، وقبل أن يصلوا إلى مدينتهم قالوا له: الآن تدخل إلى بيتك متهلل الوجه عطوفاً رحيماً بأهلك وأعطوه نصائح عديدة في كيفية التعامل مع الأبناء والزوجة بعد أن من الله عليه بالهداية وأن يلزم جماعة المسجد المجاور له وأن يتعلم أمور دينه من العلماء الربانين، فالله عز وجل يقبل توبة التائب ويفرح بها ولكن الاستمرار على الهداية والتوبة من موجبات الرحمة والهداية فكان يقول والله لن أعصي الله أبداً فيقولون له إن شاء الله والدموع تملأ أعينهم. وصل إلى بيته ودخل على زوجته وأبنائه وبناته وكان في حال غير الحال التي ذهب بها لم تحاول الزوجة أن تخفي فرحتها بما شاهدته فأخذت تبكي وتضمه إلى صدرها وأخذ يبكي هو الآخر ويقبل رأسها ويقبل أبنائه وبناته واحدا تلو الآخر وهو يبكي، وما هي إلا فترة وجيزة حتى استقام على الصلاة في المسجد المجاور له وبدأت علامات الصلاح تظهر عليه فأصبح ذو لحية ناصفها البياض وبدأ وجهه يرتسم عليه علامات السعادة والسرور وبدأ كأنه مولود من جديد. استمر على هذا الحال فترة طويلة، فطلب من إمام المسجد أن يساعد المؤذن في الأذان للصلاة يومياً فوافق وأصبح بعد ذلك المؤذن الرسمي لهذا المسجد بعد أن انتقل المؤذن الرئيسي إلى الرفيق الأعلى، وبدأ يحضر حلقات العلم والدروس والمحاضرات بالمسجد ثم قرر أن يحفظ القرآن فبدأ بالحفظ فحفظه كاملاً عن ظهر قلب وخلال هذه الفترة كان صديقه الشاب الحليم يزوره باستمرار ويعرفه على أهل الخير والصلاح حتى أصبح من الدعاة إلى الله واهتدى على يديه العديد من أصدقائه الذين كانوا يشربون الخمر معه فيما مضى، وأصبح إمام للمسجد المجاور له ولا يزال بحفظ الله ورعايته إلى يومنا هذا من الدعاة وإماماً لمسجد الحي. ~.~.~.~.~.~.~ اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ---------- يتبع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1963 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() بســم الله الـرحمــن الرحيــم إليكم التكملة كانت نظرة هذا الشاب الصالح بعيدة جداً جداً رغم خطورة أن يحمل زجاجة الخمر في سيارته وأن يحمل معه شخصاً سكيراً وسكران في نفس الوقت فالطريق إلى مكة ممتلئ بدوريات الشرطة ولكنه قرر المجازفة من أجل إنقاذ هذه المرأة وأبناءها فمن يسعى لتحقق هدف عظيم تهون عنده الصغائر. فقال له: قم الآن واغتسل وتوضأ والبس إحرامك فخرج إلى سيارته وأعطاه ملابس الإحرام الخاصة به على أن يشتري هو غيرها فيما بعد، فأخذها ودخل إلى داخل البيت وهو يترنح وقال لزوجته أنا سوف أذهب إلى مكة للعمرة مع المشايخ فتهللت أسارير زوجته فرحاً بهذا الخبر وأعدت حقيبته ودخل إلى الحمام يغتسل وخرج ملتفاً بإحرامه وهو مازال في حالة سكره وكان الرجل الشاب الصالح البطل المغامر يستعجله حتى لا يعود في كلامه فلا يرافقهم، ولم يصدق أن تأتي هذه الفرصة العظيمة لكي ينفرد به عدة أيام ويبعده عن السكر وأصدقاء السوء فلو أفاق فربما لن يذهب معهم أو يدخل الشيطان له من عدة أبواب فيمنعه من مرافقته فعندما خرج إليه أخذه ووضعه في سيارته وذهب مسرعاً به بعد أن اتصل على أصدقائه من الأخوة الملتزمين الذين تظهر عليهم سمات الدين والصلاح والتقوى لكي يمر عليهم في منازلهم ويصطحبهم في هذه الرحلة التاريخية. انطلقت السيارة باتجاه مكة المكرمة، وكان الشاب الصالح على مقودها وبجواره السكير وفي المقعدة الخلفية اثنان من أصدقائه الذى مر عليهم وأخذهم معه، فقرؤوا طوال الطريق قصار السور وبعض الأحاديث النبوية من صحيح البخاري وكلها في التوبة وفي الترغيب والترهيب بما عند الله من خير جزيل وفي فضائل الأعمال، كان السكير لا يعرف قراءة الفاتحة و(يلخبط) بها ويكسر فيها كيفما شاء، و عندما يأتي الدور عليه يقرؤونها قبله ثلاثة مرات حتى يصححوا له ما أخطأ فيها بدون أن يقولوا له أنت أخطأت وأنه لا يعقل أن يخطىء أحد في الفاتحة، وهكذا حتى انتهوا من قراءة قصار السور عدة مرات، وقرؤوا الأحاديث المختلفة في فضائل الأعمال وهو يسمع ولا يبدي حراك وقبل الوصول إلى مكة قرروا الثلاثة الأصدقاء أن لا يدخلوا مكة إلا وقد أفاق تماماً صاحبهم من السكر فقرروا المبيت في إحدى الاستراحات على الطريق بحجة أنهم تعبوا ويريدون النوم إلى الصباح ومن ثم يواصلون مسيرهم وكان يلح عليهم بأنه بإمكانه قيادة السيارة على أن يناموا هم أثناء قيادته السيارة فهو لن يأتيه النوم أبداً فقالوا له جزاك الله خير وبارك الله فيك نحن نريد أن نستمتع برحلتنا هذه بصحبتك وأن نقضي أكبر وقت ممكن مع بعضنا البعض فوافق على مضض ودخلوا إحدى الاستراحات المنتشرة على الطريق وأعدوا فراش صاحبهم السكير وجعلوه بينهم حتى يرى ما سوف يفعلونه فقاموا يتذاكرون آداب النوم وكيف ينامون على السنة كما كان المصطفى عليه الصلاة والسلام ينام وكان ينظر إليهم ويقلدهم وما هى إلا بضع دقائق حتى نام ذلك السكير في نوم عميق. استيقظوا الثلاثة قبل الفجر وأخذوا يصلون في جوف الليل الأخير ويدعون لصاحبهم الذي يغط في نومه من مفعول الكحول وكانوا يسجدون يبكون بين يدى الله أن يهديه ويرده لدينه رداً جميلاً وبينما هو نائم إذ استيقظ ورآهم يصلون قبل الفجر ويبكون ويشهقون بين يدي الله سبحانه وتعالى فدخل في نفسه شيئاً من الخوف وبدأ يستفيق من سكره قليلاً قليلاً، وكان يراقب ما يفعله أولئك الشباب في الليل من تحت الغطاء الذى كان يخفى به جسده الواهي وهمومه الثقيلة وخجله الشديد منهم ومن الله عز وجل. فأخذ يسأل نفسه كيف أذهب مع أناس صالحين يقومون الليل ويبكون من خشية الله وينامون ويأكلون على سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم وأنا بحالة سكر، وتشابكت الأسئلة في رأسه حتى بدا غير قادر على النوم مرة أخرى، بعد فترة من الزمن أذن المؤذن للفجر فعادوا إلى فرشهم وكأنهم ناموا الليل مثل صاحبهم وما هي إلا برهة حتى أيقظوه لصلاة الفجر ولم يعلموا بأنه كان يراقب تصرفاتهم من تحت الغطاء فقام وتوضأ ودخل المسجد معهم وصلى الفجر وقد كان متزناً أكثر من ذي قبل حيث بدأت علامات السكر تنجلي تماماً من رأسه فصلى الفجر معهم وعاد إلى الاستراحة بصحبة أصدقائه الذين أحبهم لصفاتهم الجميلة وتمسكهم بالدين وإكرامهم له والتعامل معه بإنسانية راقية لم يرها من قبل. بعدها أحضروا طعام الإفطار وكانوا يقومون بخدمته وكأنه أمير وهم خدم لديه ويكرمونه ويسلمون على رأسه ويلاطفونه بكلمات جميلة بين الحين والحين، فشعر بالسعادة بينهم وأخذ يقارن بينهم وبين جيرانه الذي يقول بأنه يكرههم. انفرجت أسارير الرجل بعد أن وضع الفطور فتذاكروا مع بعضهم البعض آداب تناول الطعام والطعام موجود بين أيديهم هو يسمع ما يقال فأكلوا طعامهم وجلسوا حتى ساعة الإشراق فقاموا وصلوا صلاة الإشراق وعادوا إلى النوم ثانية حتى الساعة العاشرة صباحاً لكي يتأكدوا من أن صاحبهم أفاق تماماً من سكره، ورجع لوضعه الطبيعي فانفرد بصاحبه قليلاً وقال له: كيف أخذتني وأنا سكران مع هؤلاء المشايخ الفضلاء سامحك الله سامحك الله، ثم أني وجدت زجاجتي في السيارة فمن أحضرها فقال له الشاب الصالح: أنا أحضرتها بعد أن رأيتك مصر على أخذها وأنك لن تذهب معنا إلا بها فقال له: وهل شاهدها أصحابك فقال له: لا لم يشاهدوها فهي داخل كيس أسود لا يظهر منها شيئاً فقال الحمد لله أنهم لم يشاهدوها. تحركوا بعد ذلك إلى مكة وصاحبهم معهم ونفس ما قاموا به في بداية رحلتهم قاموا به بعد أن تحركوا فقرؤوا قصار السور وبعض الأحاديث في الترغيب والترهيب أثناء رحلتهم ولكن لاحظوا هذه المرة أنه بدأ يحاول قراءة قصار السور بشكل أفضل من السابق وخلال الطريق تنوعت قراءاتهم فوصلوا إلى مكة المكرمة ودخلوا إلى البيت الحرام وكانوا يكرمون صاحبهم السكير كرماً مبالغاً فيه في بعض الأحيان أملاً في هدايته فطافوا وسعوا وشربوا من زمزم فاستأذنهم أن يذهب إلى الملتزم فأذنوا له وذهب فأمسك بالملتزم وأخذ يبكي بصوت يخيل للشاب الصالح الذي كان يرافقه ويقف بجواره أن أركان الكعبة تهتز من بكاء السكير ونحيبه وأن دموعه أغرقت الساحة المحيطة بالكعبة فكان يسمع بكاءه فيبكي مثله ويسمع دعائه فيؤمن خلفه كان يئن وصاحبه يئن مثله، كان منظراً مروعاً أن ترى منظر بهذا الشكل، كان يدعو الله: أن يقبل توبته ويعاهد الله أن لا يعود إلى الخمرة مرة أخرى وأن يعينه على ذلك، فلم يكن يعرف من الدعاء غير يا رب ارحمني يا رب أسرفت كثيراً فارحمني أنت رب السموات والأرض إن طردتني من باب رحمتك فلمن ألتجئ، إن لم تتب علي فمن سواك يرحمني يا رب إن أبواب مغفرتك مفتوحة وأنا أدعوك يا رب فلا تردني خائباً. كان دعائه مؤثراً جداً لدرجة أنه أبكى المجاورين له، كان بكائه مريراً جداً تشعر بأن روحه تصعد إلى السماء حين يدعو ربه، كان يبكي ويستغيث حتى ظن صاحبه أن قلبه كاد أن ينفطر، استمر على هذا المنوال أكثر من ساعة وهو يبكي وينتحب ويدعو الله وصاحبه من خلفه يبكي معه. منظر مؤثر فعلاً حين يجهش بالبكاء رجلاً تجاوز الأربعين ومتعلق بأستار الكعبة، وأكثر ما جعله يبكي هو أنه كان يقول يا رب إن زوجتي أضربها وأطردها إذا غبت في سكري فتب علي يا رب مما فعلت بها، يا رب إن رحمتك وسعت كل شيء وأسألك يا رب أن تسعني رحمتك، يا رب إني أقف بين يديك فلا تردني صفر اليدين. يا رب إن لم ترحمني فمن سواك يرحمني، يا رب إني تائب فاقبلني فقل لي يا رب لبيك لبيك لبيك عبدي، يا رب إني أسألك لا تشح بوجهك عني. يا رب أنظر إلي فإنني ملأت الأرض بالدموع على ما كان مني، يا رب إني بين يديك، وضيف عليك في بيتك الحرام فلا تعاملني بما يعاملني به البشر فالبشر يا رب إن سألتهم منعوني وإن رجوتهم احتقروني، يا رب اشرح صدري وأنر بصيرتي واجعل اللهم نورك يغشاني وكره إلي حب الخمور ما أحييتني يا رب لا تغضب مني ولا تغضب عليّ فكم أغضبتك بذنوبي التي لا تحصى وكنت أعصيك وأنت تنظر إلي. كان صديقه في هذه الأثناء يطلب منه الدعاء له فكان يزداد بكاءه ويقول يا رب أمن مثلي يطلب الدعاء؟!! يا رب إني عصيتك خمس وعشرين عاماً فلا تتركني ولا تدعني أتخبط في الذنوب، يا رب إني فاسق فاجر أقف ببابك فاجعلني من عبادك الصالحين، يا رب إني أسألك الهداية وما قرب إليها من قول أو عمل وأنا خاشع ذليل منكسر بين يديك، يا رب إن ذنوبي ملأت الأرض والسموات فتب علي يا أرحم الراحمين واغفر جميع ذنوبي يا رب السموات والأرض. فيشهق ويبكي وأحياناً يغلبه البكاء فلا تسمع إلا صوت حزين متقطع من النحيب والبكاء. أذن المؤذن لصلاة العصر فجلسوا للصلاة والسكير التائب مازال متعلقاً بأستار الكعبة يبكي حتى أشفق عليه صديقه وأخذه إلى صفوف المصلين كى يصلي ويستريح من البكاء، أخذه معه وهو يحتضنه كأنه أمه أو كأنه أباه فصلى ركعتين قبل صلاة العصر كانت كلها بكاء بصوت منخفض يقطع القلب ويدخل القشعريرة في أجساد من حوله، إن دعاء زوجته في الليل قد تقبله الله وإن دعاء الشاب الصالح قد نفع وأثمر، وإن دعاء أصدقائه في الليل له قد حقق المقصود من رحلتهم، إن الدعاء صنع انسان آخر بين ليلة وضحاها، فبدأ يرتعد صاحبهم خوفاً من الله حين أحس بحلاوة الإيمان. إن الدعاء في ظهر الغيب حقق النتيجة التي تدله على الهداية، لقد أشفق عليه أصحابه في هذه الرحلة من بكاءه، انقضت الصلاة وخرجوا يبحثون عن فندق مجاور للحرم ولازالت الدموع تملأ وجهه، كان أحدهم يحفظ القرآن عن ظهر قلب هو الآخر، وكان متواضعاً لدرجة كبيرة جداً لا تراه إلا مبتسماً فعندما رأى إقبال صاحبهم التائب إلى الله زاد في إكرامه وبالغ وأصر إلا أن يحمل حذاء ذلك التائب إلا هو وأن يضعه تحت قدميه عند باب الحرم، هذا التصرف من حافظ القرآن فجر في صدره أشياء لا يعلمها إلا الله بل يعجز الخيال عن وصفها حين توصف. وفعلاً حمل حذائه مع حذائه وخرج به إلى خارج الحرم ووضعهما في قدميه وهو فرح بما يقوم به، استأجروا فندق مطل على الحرم، وجلسوا به خمسة أيام وكان صاحبهم يتردد على الحرم في كل الصلوات ويمسك بالملتزم ويبكي ويبكي كل من حوله، وفي الليل كان يقوم الليل ويبكى فتبكي معه الأسرة والجدران، ولا تكاد تراه نائماً أبداً ففي النهار يبكي في الحرم وفي الليل قائماً يصلي ويدعو الله بصوت يملؤه البكاء، وبعد أن مضت رحلتهم عادوا إلى مدينتهم وهم في طريق العودة طلب من صديقه أن يوقف السيارة قليلاً فأوقفها بناء على طلبه فأخرج التائب زجاجة الخمر من ذلك الكيس الأسود أمام صديقه ومرافقيه وسكب ما فيها وقال لهم اشهدوا على يوم الموقف العظيم أني لن أعود إليها ثانية وأخذ يسكب ما فيها وهو يبكي على ذنوبه التى ارتكبها ويعدد ما فعله بأسبابها وكانت عيون مرافقيه تغرغر بالدموع وتحشر كلمات تنطق من أعينهم لا يعرفون كيف يعبرون عنها فكانت الدموع أبلغ من لغة الكلام فبكوا. وتحركوا بعد ذلك وهم يبكون مثله، وبدأ الصمت يختلط بالنحيب وبدأ البكاء يختلط بالبكاء، وقبل أن يصلوا إلى مدينتهم قالوا له: الآن تدخل إلى بيتك متهلل الوجه عطوفاً رحيماً بأهلك وأعطوه نصائح عديدة في كيفية التعامل مع الأبناء والزوجة بعد أن من الله عليه بالهداية وأن يلزم جماعة المسجد المجاور له وأن يتعلم أمور دينه من العلماء الربانين، فالله عز وجل يقبل توبة التائب ويفرح بها ولكن الاستمرار على الهداية والتوبة من موجبات الرحمة والهداية فكان يقول والله لن أعصي الله أبداً فيقولون له إن شاء الله والدموع تملأ أعينهم. وصل إلى بيته ودخل على زوجته وأبنائه وبناته وكان في حال غير الحال التي ذهب بها لم تحاول الزوجة أن تخفي فرحتها بما شاهدته فأخذت تبكي وتضمه إلى صدرها وأخذ يبكي هو الآخر ويقبل رأسها ويقبل أبنائه وبناته واحدا تلو الآخر وهو يبكي، وما هي إلا فترة وجيزة حتى استقام على الصلاة في المسجد المجاور له وبدأت علامات الصلاح تظهر عليه فأصبح ذو لحية ناصفها البياض وبدأ وجهه يرتسم عليه علامات السعادة والسرور وبدأ كأنه مولود من جديد. استمر على هذا الحال فترة طويلة، فطلب من إمام المسجد أن يساعد المؤذن في الأذان للصلاة يومياً فوافق وأصبح بعد ذلك المؤذن الرسمي لهذا المسجد بعد أن انتقل المؤذن الرئيسي إلى الرفيق الأعلى، وبدأ يحضر حلقات العلم والدروس والمحاضرات بالمسجد ثم قرر أن يحفظ القرآن فبدأ بالحفظ فحفظه كاملاً عن ظهر قلب وخلال هذه الفترة كان صديقه الشاب الحليم يزوره باستمرار ويعرفه على أهل الخير والصلاح حتى أصبح من الدعاة إلى الله واهتدى على يديه العديد من أصدقائه الذين كانوا يشربون الخمر معه فيما مضى، وأصبح إمام للمسجد المجاور له ولا يزال بحفظ الله ورعايته إلى يومنا هذا من الدعاة وإماماً لمسجد الحي. ------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1964 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() نصائح كالزهر الفائح لحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد: فهذه جملة من النَّصائح الإيمانية أُهديها لك أخي في الله في وقت أحوج ما نكون فيه إلى النَّصيحة الصادقة والكلمة الطيبة: وَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتِي وَالنُّصْحُ أغْلَى مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ الإخلاص لله والتَّجرد له والصدق معه ظاهراً وباطناً, قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. واعلم أنَّ الإخلاص وحُبَّ الثناء لا يجتمعان في قلب مؤمن صادق أبداً, فهما نقيضان وضِدَّان, وكن كحال ذلك الأعرابي الذي جاهد مع النبي صلى الله ليه وسلم بصدقٍ ونوى أن يُضْرَبَ بسهمٍ في عنقه ليموت شهيداً, ولم يأخذ نصيبه من الغنيمة, فأصابه سهم في المكان الذي نواه, فلما استشهد قال صلى الله ليه وسلم: «صدق الله فصدَقه الله»!! فهل أنت كذلك؟ ترفَّع عن متاع الدُّنيا فإنَّها دَنِيَّة, عمُرها قصير, أولها بكاء, وأوسطها عناء, وآخرها فناء, غرَّارةٌ مكَّارة, قولها مضحك وفِعلها مبك, فطَلِّقها بالثَّلاث, واجعل همَّك الآخرة وما عند الله تعالى, يكفيك الله سائر همومك, قال رسول الله صلى الله ليه وسلم: «ما لي وللدُّنيا, إنَّما مثلي كرجلٍ استظلَّ بظلِّ شجرة, ثمَّ قام وتركها». نعم خُذ حاجتك منها فقط ممَّا هو زادٌ للآخرة؛ فإنَّما خُلِقتَ لِتَجُوزها لا لِتَحُوزها, ولتَعْبُرها لا لتَعْمُرها, فاقتل قلبك وهواك المائل إليها, واقبل نصحي ولا تعوِّل عليها تكُن بإذن الله مِن الفائزين. كُن في حِلِّك وترْحالك وحضرك وسفرك كالمطر؛ أينما وقع أَنْبَت وأَثمر, ما لم تكن الأرض جدباء قِيعان, فإنها لا تُمسك ماءً ولا تنبت كلأً, فلا يهمك النَّاس، بل عليك تبليغ دين الله تعالى والمساهمة في نشره, وأمَّا هداية النَّاس وتوفيقهم فهذا موكول إلى خالقهم جل وعلا {إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبلاغُ} وقال تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ . لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}، فلا تحتقر نفسك وهِمَّتك وعملك, بل اعمل في كلِّ الميادين واطرق كل الأبواب وساهم في كل المجالات؛ فلربَّما فتح الله على يديك خيراً كثيراً قد لا تتوقعه أبداً, وفي الحديث: «طوبى لعبدٍ آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه، مُغبرةٌ قدمه, إن كان في الحراسة كان في الحراسة, وإن كان في السَّاقة كان في السَّاقة» (رواه البخاري). حدِّد لك وقتاً تخلو فيه مع نفسك, وتُعَلِّق فيه قلبك بالله تعالى بذكره وتلاوة كتابه؛ فأنت عبدٌ ضعيف وتحتاج إلى مزيدٍ من الشحنات الإيمانية الوقائية, وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه». خالط النَّاس واصبر على أذاهم و تحمَّل في سبيل الله تعالى, فهذا لقمان الحكيم لمَّا وصَّى ابنه بوصاياه العظيمة التي سجلها القرآن, كان مِمَّا جاء فيها: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} ثم قال له: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} أي مِن جُفُوِّ النَّاس وإعراضهم, فكُن لهم كالطبيب والأب الحنون الذي لا يسعى إلا إلى مصلحة من ولاَّه الله وجعلهم تحت رعايته. احترز مِن آفتين هلك بهما أكثر الخلق: آفة الشبهات, وآفة الشهوات, فالأولى سببها الجهل وعلاجها بطلب العلم, والثانية سببها الهوى وعلاجها الاستغفار والمراقبة. -------- إعداد لجنة الدعوة والإرشاد ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1965 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رداء الملكـــــــات بسم الله الرحمن الرحيم هل سمعت أختي الكريمة برداء الملكات؟ هل حاولت التعرف على مميزاته التي تميز بها عن غيره؟ هل جال بخاطرك اقتناؤه وارتداؤه؟ هل حاولت التعرف على أسراره وشروط ارتدائه؟ هل تعرفين سبل الحفاظ عليه؟ هيا بنا أختي الفاضلة نتعرف أولًا على ميزاته: إنه رداء الملكة العفيفة. نعم الملكة التي عُرفت بعفتها وصون كرامتها. الملكة التي ترفعت عن لباس الفتنة، لباس الرذيلة، لباس الجاهلية، ممتثلة أمر ربها يوم قال لها: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]. إن هذا الرداء رداء الستر. إنه رداء الحياء. والحياء من الإيمان والحياء كله خير، والحياء لايأتي إلا بالخير. رداء الملكات ياله من رداء ذلك الرداء! رداء ترغبه كل عفيفة، وتسعى إليه كل كريمة، وتحبه كل مسلمة. رداء الملكات، رداء الفطرة {فِِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم:30]. رداء الملكات، رداء الحفظ والصون عن أعين الناظرين ونزعات الشياطين {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59]. إنه الحصن الحصين من سهام الناظرين وكيد الحاقدين. رداء الملكات، هو رداء المؤمنات الصادقات {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 59]. رداء الملكات، رداء المصليات، العابدات، القانتات، الخاشعات، فهن يخرجن إلى مساجدهن متلفعات بمروطهن فيا لهن من ملكات! عرفن قيمة هذا الرداء فخرجن إلى الصلاة متلفعات به، فكيف بخروجهن إلى غير الصلاة؟ أترين أنهن يرضين بغيره؟ رداء الملكات، رداء الطهر: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ} [الأحزاب: 53]. رداء الملكات، شرعة رب الأرض والسماوات. فيا له من رداء ذلك الرداء! ويا لها من ملكة تلك الملكة! التي ترتدي ذلك الرداء. أيتها الملكة: لقد شرفك الملك العلام العالم بمصالح عباده بهذا اللباس الساتر لجمالك والحافظ لكرامتك، فهل ترضين بغيره بديلًا؟ وهل تتخذين غير سبيل الحق سبيلًا؟ أيتها الملكة: إن هذا الرداء واجب على كل ملكة مثلك، آمنت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا، وواجب على كل عفيفة كريمة، حيية، تحب الستر وترتضيه لنفسها. أيتها الملكة: إن هذا الرداء واجب عليك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فتعالي نتعرف على بعض تلك الأدلة الواضحة القاطعة الدلالة: • قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]. قالت قدوة الملكات أم المؤمنين والمؤمنات عائشة رضي الله عنها: "يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن مروطهن فاختمرن بها" [رواه البخاري]. • وها هو المولى جل جلاله يأمر نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه بأن يأمر نساءه وبناته ونساء المؤمنين بهذا اللباس فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 59]. • وأمر تعالى بالقرار في البيوت لما فيه من حفظ وصون للملكة ونهاها عن التبرج الجاهلي، فقال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]. • وهذه أم عطية رضي الله عنها تروي لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن: يارسول الله إحدانا لايكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لتلبسها أختها من جلبابها» [متفق عليه]. وجه الدلالة من هذا الحديث ظاهرة، وهو أن المرأة لايجوز لها الخروج من بيتها إلا محجبة بجلبابها الساتر لجميع بدنها، وأن هذا هو عمل نساء المؤمنين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم [حراسة الفضيلة 61]. • وهذه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها تحكي حال زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين فتقول: كنا نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات، فيمر بنا الراكب فتسدل المرأة الثوب من فوق رأسها على وجهها. [رواه الدار قطني]. أرأيتِ أيتها الملكة كيف تحافظ الملكات على أن لايبدو شئ من جمالهن؟ وكيف حرصهن على الستر والعفاف!! • وها هو سيد الأولين والآخرين يغار عليك ويعرف لك حقوقك، فينهى الرجال الأجانب عن الدخول عليك وعلى أخواتك المسلمات ولو كان الداخل قريبًا للزوج، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والدخول على النساء»، فقال رجل من الأنصار: "يا رسول الله أفرأيت الحمو؟"، قال: «الحمو الموت» [متفق عليه]. نعم إنه الموت المحقق، هذا وهو أقرب شئ للزوج فكيف بغيره؟؟ أيتها الملكة: إن هذا الرداء من أسهل الأردية صنعًا، وأيسرها ثمنًا وأجملها منظرًا، وأحسنها شكلًا، وأدقها مقاييس ومواصفات، ولم تعرف البشرية على مر العصور والدهور أفضل ولا أطهر ولا أستر ولا أحفظ للملكات من هذا الرداء. أختي: بعد هذا وذاك أظن أنك جازمة عازمة على اقتنائه وارتدائه، كيف لا يكون ذلك العزم وتلك الهمة الصادقة، وأنت الملكة التي تحب الستر والعفاف وتتحلى بالحياء! ولكن! ولكن ماذا! ولكن لابد أن تعرفي شروط ارتداءه فهو يختلف عن باقي الأردية. وحتى لا تُخدعي فتعطي غيره ويلبس عليكم الأمر فتغتري بما يشابهه لونًا ويخلفه حشمة وسترًا، فإني أسوق إليك شروط هذا الرداء ومواصفاته: 1- فهو رداء جميل واسع يعطي الجسم راحته ويساعده على المشي بسهولة. 2- وهو ليس بالضيق الذي يشد الجسم ويبين مفاتنه. 3- وهو رداء طويل يبدأ من أعلى الرأس وينزل تحت الكعب شبرًا، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» فقالت أم سلمة رضي الله عنها: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينها شبرًا» فقالت: إذن تنكشف أقدامهن. قال: «فيرخينه ذراعا ً لا يزدن عليه» [رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح]. 4- ولا يشبه لباس الرجال ولا لباس الكافرات الفاجرات. 5- ولا يوضع على الكتف. 6- ولا يكون معطراً. 7- ولا يكون لباس شهرة. هذه مواصفات رداء الملكات، فبادري باقتنائه وارتدائه فلا يناسب الملكات مثلك أن يمشين بغير هذا الرداء، ولايجوز لهن ذلك لحشمتهن وعفتهن ولعلو قدرهن ورفعة مكانتهن. أخية: لا تغتري بأقاويل المغرضين فإنهم يكيدون لك ويضعون أمامك العراقيل والعقبات حتى يصدوك عن ردائك. إنهم يخترعون، ويصنعون أردية مزورة، ويحاولون التلبيس عليك ويسعون لإقناعك بأنها هي الأردية الملكية التي تناسب مقامك. فتارة يأتون برداء مزركش، وتارة برداء يوضع على الكتف. وتارة يضيقون اللباس ليبدي ما خفي من زينتك ويبدي مفاتنك التي لايجوز أن تخرج إلا لزوجك. وتارة يأتون لك بلباس ساتر لكنه لايستر أهم شئ وهو الوجه محل الجمال والزينة الكاملة. وهكذا يسيرون ويخططون كما فعل من قبلهم كل ذلك ليخرجونك من العزة إلى الذلة ومن الرفعة إلى المهانة. أختي الملكة: تعلمين أنه ما من ملكة إلا ولها أعداء يكيدون لها بالليل والنهار لينغصوا عليها حياتها، ويشتتوا مملكتها، ويذهبوا بعفتها وبجمالها، ثم إلى الهاوية يرموا بها. وهؤلاء الأعداء على مر العصور يخططون ويجمعون عددهم وعدتهم لغزوك والقضاء على ملكك. ولابد لك أختي أن تتصدي لهذا الغزو الغاشم، وتعدي العدة للقضاء على كيد الأعداء وصدهم عن مملكتك العامرة بالعفاف والطهر. وإليك أختي بعضًا من تلك العدد التي تسهم في تقويتك وصد الأعداء عنك وتشد من أزرك: 1- الإيمان بالله: الإيمان الجازم الصادق بالله تعالى فهو أفضل غذاء للملكات وخير سلاح معين لهن بعد الله تعالى. 2- احتساب الأجر من الله تعالى: فهو الذي فرض هذا الرداء وهو الذي يجازي عليه أفضل الجزاء وأوفاه. 3- تذكري أن عدم ارتداء الحجاب يؤدي إلى عقوبة الله لأن في ذلك مخالفة لأمره تعالى وقد حذرنا تعالى من مخالفة أمره فقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]. 4- إنك بارتدائك هذا الرداء تشابهين ملكات العالم من أمهاتك السابقات أمهات المؤمنين وأخواتك المؤمنات الصادقات ومن «تشبه بقوم فهو منهم» وأي فضل أن تكوني من أولئك المؤمنات وتحشري في زمرتهم، ففي الحديث: «المرء مع من أحب». 5- الاختلاط بأهل التقى والصلاح من أهل جنسك ومجانبة أهل الزيغ والفساد. 6- لا تغرنك أقاويل المغرضين واستهزاء المستهزئين فهذا ديدن وسبيل الحاقدين، يكيدون ويستهزئون، وتذكري أن صبرك على استهزائهم سبب لنصر الله وكفايته لك. 7- تذكري أنه يترتب على عدم لبس هذا الرداء أخطار عليك وعلى مجتمعك ومن ذلك: • أنك تعصين ربك وخالقك ومولاك {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء: 1 • وتعصين كذلك نبيك صلى الله عليه وسلم تعرضين نفسك للعنة والغضب إن معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يترتب عليها العقوبة العظيمة قال تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء: 14]. وقال أيضًا: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [الجن: 23]. • ومن عصى الله ورسوله فقد ضل سبيل الرشاد، وأخطأ الطرق الموصلة لرضوان الله، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} [الأحزاب: 36]. وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات». • وعدم ارتداؤك للحجاب سبب لعدم دخولك في رحمة الله وجنته في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات...». التبرج والسفور فاحشة وسبب للفاحشة وتفشيها في أوساط المجتمعات وهو من عمل الشيطان قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء} [البقرة: 268]. فيا أيتها الملكة العفيفة إلتزمي أمر ربك وقولي كما قال أخواتك رضوان الله عليهن، وكما قال المؤمنون كما أخبر عنهم ربهم فقال: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51]. وأمري أهل بيتك، وبنات جنسك بهذا الرداء وبيني لهن فضائله، فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته، في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» [متفق عليه]. من تهاون في رعايته لأهله فلم يلزمهن بتغطية عوراتهن، ومن ذلك الوجه واليدان، ولم يأمرهن بذلك أساء في ولايته لأهله وكان شريكًا لهن في الإثم [فتاوى اللجنة الدائمة 17/103]. • أختي كلنا ذو خطأ، وليس من العيب الرجوع إلى الحق والصواب، ولكن العيب كل العيب الاستمرار على الخطأ والتمادي فيه، وعدم قبول الحق، فهيا أخية نعلنها توبة لربنا وخالقنا، ونقول تبنا إليك ربنا وامتثلنا أمر رسولنا، وهل تعرفين أخية عاقبة هذه التوبة النصوح؟ إنه محبة الله كما أخبر بذلك ربنا فقال: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] وكما أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: «لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم استيقظ على بعيره وقد أضله في أرض فلاة» [متفق عليه]. فلنتب جميعًا قبل فوات الأوان، وقبل أن تغلق الأبواب، فلا تقبل توبة التائبين ولاندم النادمين. فالبدار البدار، فإن الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل. أختـــــاه، دونـــك حــاجـــز وستـــار ولديك من صدق اليقين شعارُ عودي إلـى الرحمـن عــوداً صادقــا فبـه يـــزول الشـــر والأشــــرارُ أختــاه دينـك منبــــعٌ يــــروى بــــه قلـب التقــي وتشــرق الأنـوارُ وتـــــلاوة القـــرآن خيــر وسيلــــــةٍ للنـصـــر لا دف ولا مــــزمـــــارُ ودعاؤك الميمون في جنح الدجـى سهــم تـذوب أمامـه الأخطـارُ في منهج (الخنساء)درس فضيلــةٍ وبمثلــه يستـرشــد الأخيـــار ُ في كفـك النشـئ الـذيـن بمثلهـم تصفــو الحيـاة وتحفـظ الآثـــارُ هــزي لـهم جـذع البطـولـــة ربمـــا أدمــى وجـوه الظالمين صغار غــذي صغــارك بـالعقيـــــدة إنـهــــا زادٌ بــه يتـــزود بـــه الأبــــــرار ُ لا تستجيبـــي للــدعـــاوى إنــهــــا كــــذب وفيــها للظنـون مثـار لا تــرهبـــي التيـــار أنت قــــويـــــة بالله مهمــا استـأسـد التيـار ُ تبقــى صــروح الحـق شـامخـةٌ وإن أرغـى وأزبـد عندهـا الإعصارُ ديوان يا أمة الإسلام/ د.العشماوي نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وأن يهدينا سبل الرشاد، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وص حبه وسلم. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1966 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() خواطر قلب بسم الله الرحمن الرحيم لا تلتفت بقلبك إلى النعمة ، إذا جاءت _ من أي طريق _ بل شاهد المنعم بها ، ولا تغفل عنه فإنه هو الأصل ، ولولاه ما كانت ،، ولا جاءت !.. وفي المقابل : لا تلتفت إلى المحنة ، إذا نزلت بك ، بل انظر إلى الممتحن بها ، وتذكر أنه الرؤوف الرحيم ، اللطيف الخبير !! فإن كان مشهد قلبك مع المنعم في النعمة ، ومع الممتحن في المحنة أراح واستراح ، وسكن ورضي ، وقر واستقر ، وسلّم واستسلم ..وحمد وشكر !! ** ** _ ليكون مشهد قلبك الدائم : رؤية فضل الله غير المنقطع عنك ، في يقظتك ومنامك ، وحركتك وسكونك .. فإن نجحت أن يبقي قلبك في هذا المشهد : خفت عليك مرارة المحنة إذا نزلت بك. بل ربما انقلبت المحنة محنة .. وقليل ما هم !! -------------- ابو عبدالرحمن |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1967 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كيف تكون صديقاً لأبنائك فترة المراهقة هي من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها أبناؤنا، واجتيازها بنجاح يشكل علامة فارقة فى تكوين شخصياتهم بل وحياتهم بصفة عامة؛ وتلك مسؤولية عظمى تقع على عاتق الوالدين في المقام الأول. ونظراً لمسئوليات الحياة التي لا تنتهي، عادة لا يجد الأب الوقت الكافي ليكوّن صداقة قوية مع أبنائه. ولتفادي هذا الأمر، عليك مراعاة بعض النقاط التي تساعدك على تقوية علاقتك مع أبنائك لتصبح صديقاً لهم يحبونه ويقدرون مشاعره قبل أن تكون أباً يهابونه. 1- امنح المراهق الفرصة لبناء شخصيته، فاعتماده على نفسه امر ضروري لايجاد مكان لنفسه في العالم. 2. كن حريصاً عند اختيار موضوعات النقاش. فإذا أقدم ابنك المراهق على أفعال تسبب له أو للمحطين به ضرراً – كقيامه برسم وشم على جسده مثلاً – فحينها يكون الوقت مناسباً لتدخلك. أما إن اقدمت ابنتك على صبغ شعرها بلون أرجواني أو كانت غرفتها غير مرتبة فالأمر لا يستحق العناء. لا تكن متصيداً للأخطاء. 3. وجّه دعوة إلى أصدقائهم لتناول العشاء. فمن المفيد أن تلتقي بمن تتشكك بهم من الأصدقاء حتى تتمكن من مراقبة سلوكياتهم مع أبنائك وحتى تتمكن من طرح مبررات رفضك لهذه الصداقة. 4. اخبرهم بأنك ستتصل بهم للاطمئنان عليهم. فعليك أن تمنح ابنك المراهق حقه في الوصاية على نفسه بما يتناسب مع تلك المرحلة العمرية خاصة إذا كان يتصرف بشكل لائق. ولكن ينبغى عليك أن تكون على علم بمكان تواجده ، فهذا جزء من الممارسة المسؤولة لأبوتك. فعليك أن تطالبه بالاتصال بك خلال أمسيته لطمأنتك، إن كان هناك ما يدعو لذلك. غير أن منح هذه الصلاحية يعتمد على ما يظهره المراهق من إحساس بالمسؤولية. 5. تحدث مع ابنك المراهق حول المخاطر التى قد تواجهه، سواء أكانت المخدرات أو القيادة.. إلخ، فأبناؤك بحاجة إلى التعرف على أسوأ ما يمكن أن يحدث. 6. افتح أمامهم الأبواب. لا تستجوبهم ولكن فقط أظهر اهتمامك. شاركهم بعض المعلومات الهامة عن يومك واسألهم كيف كان يومهم. كأن تسأل كيف كان الحفل؟ أو هل كان اللقاء على ما يرام؟ أو كيف كان يومك؟ او تستخدم عبارة جيدة كهذه :"ربما لا تشعر بالرغبة فى الحديث الآن حول ما حدث، وأنا اقدر شعورك. ولكن شاركنى الحديث حالما تشعر بالرغبة فى ذلك" 7.دع أبناءك يشعرون بالذنب. فالشعور بالرضا عن النفس هو أمر مفيد للصحة النفسية. ولكن على المرء أن يشعر بالسوء إذا تسبب بالأذى لأحدهم أو اقترف خطأ ما. و الأبناء كذلك ينبغى أن يشعروا بالسوء أحياناً. فالشعور بالذنب هو إحساس صحى. فإذا ارتكب أحد الأبناء خطأ ما فلنأمل أن يشعر بالذنب حيال ذلك .8 كن مثلاً يحتذى به. فلأفعالك – وليس مجرد أقوالك - دور محوري فى إرشاد المراهقين لما يتبنونه من معايير أخلاقية وأدبية. فكلما توافرت لديهم القدوة الحسنة بشكل مبكر، قلت احتمالات اتخاذهم قرارات سيئة فى سنوات المراهقة المتمردة. 9. لا تُكثر من الأسئلة. حاول أن تقاوم الرغبة الملحة فى معرفة كل ما يفكر به ابنك المراهق أويخطط له. وعليك أن تظهر له بعض الثقة ؛ فلو كنت مكانه لتوقعت المثل. 10. قدم النصيحة بشكل مباشر وواضح فيما يتعلق بأمور مثل تناول الخمور أو المخدرات ولكن لا تكررها باستمرار. فهم بحاجة الى الإصغاء إليك وهم يصغون بالفعل حتى وإن بدوا غير مبالين. 11. تحدث عن نفسك أحيانا ولا تجعل كل تركيزك على ابنك المراهق فحسب. فهم يكرهون أن يتمحور النقاش حولهم فقط بشكل دائم. احك لهم عن ذكريات مراهقتك والأخطاء التى و قعت بها فى هذه الفترة. 12. نظم تجمعات عائلية واستفد منها قدر الإمكان. حاول الحصول على معلومات من الجميع حول ما ينبغى فرضه من قواعد وعقوبات، والعواقب التى تترتب على انتهاك تلك القواعد. ابرم معهم الاتفاقيات، واختبر مدى التزامهم بها، وأجر ما يلزم من تعديلات. 13. اغدق عليهم بالثناء وامتدح تصرفاتهم الحميدة. فالمراهقون يحتاجون إلى سماع عبارات المديح والإطراء كغيرهم من البشر. إنهم بحاجة إلى الشعور بحبك لشخصهم كما تحب تصرفاتهم. 14. امنحهم المزيد من المسؤوليات كلما زاد ما يحصلون عليه من امتيازات؛ تلك هى الحياة الواقعية. اتمنى الافادة للجميع ---------------- للفايد |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1968 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ~~أفـــكـار صغيرة لـحـــيـاة كــبــيـــرة~~ تحية للجميع 1- قلمك صياد الأفكار رزق من الله يسوقه إليك وليس من العقل والذكاء التفريط فى هذا الرزق فرب فكرة زارتك اليوم جاء أوان تنفيذها بعد سنين فإذا لم تكن ساكنة فى دفتر يقيدها فربما جاء أوان ما ذهب وضاع تفصيله بدأ الكاتب بهذه الفقرة كي نبدأ تطبيقها من الآن فدون فكرة، معلومة أعجبتك، أوخطة عمل. 2 حطم صنمك الأنانية والكبر والغرور تحيل حياة المرء منا إلى جحيم مستمر. إن النفس تهوى التمجيد ولكن النفس التى يروضها صاحبها ويجبرها على أن تتسم بالتواضع وتحاول دائماً أن تظهر الجانب الخير عند الناس هى التى تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة التواضع. 3- عش يومك أمس انتهى وغداً لا نملك ضماناً لمجيئه فقط اليوم هو ما نملكه ونملك الإستمتاع به. عش يومك واستفد من تجارب الماضي من غير أن تعيش مشاكله وهمومه. ثق بخالقك الذى يعطى للطائر رزقه يوما بيوم. هل سمعت عن طائر يملك حقلاً أو حديقة ؟، إنه اليقين بالله والتوكل عليه والثقة بما عنده.الأفضل قادم شريطة أن تحسن الظن بخالقك ولا تضيع يومك. 4- لا تنشد السكون... فلن يكون الركض خلف الإنتهاء من الأعمال والسعى المحموم كي نغلقها لن يزيد الأمر إلا توترا وإرهاقا. طالما أننا نحيا ونتنفس فنحن في حركة وسير متواصل وعمل لا ينتهي. لن يموت أحدنا وقد أتم أعماله وستكون لدينا أعمال يتمها من بعدنا أبناء وأحفاد. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1969 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كيف تحدد رسالتك وتخطط لحياتك
لا أحد ينكر أهمية التخطيط في حياة الإنسان، فهو أولى الخطوات نحو النجاح، فلكي تحقق أهدافك في الحياة يجب عليك معرفة هذه الأهداف أولاً، ثم بعد ذلك تحدد السبيل لبلوغ تلك الأهداف.. وهذا ما يسمى التخطيط. لقد وُجد أن 3% فقط هم الذين يخططون لحياتهم وهم من يمتلك 90% من الثروة وهم من يحتلون المناصب القيادية.. وباقي 97% يعيشون بلا هدف واضح، واعلم ياصديقي أنك إن لم تخطط لحياتك فإنك قد خططت للفشل أو أنك ستغدو جزءاً من مخطط شخص آخر.. لذا عليك أن تعرف ما هي رسالتك في الحياة، وتحدد رؤيتك.. أي وسيلتك.. لتحقيق هذه الرسالة، وتحدد بناء على ذلك أهدافك وتضعها في خطط طويلة المدى وأخرى قصيرة حسب طبيعة تلك الأهداف وحسب أولوياتك. ما هي الرسالة؟الرسالة هي المهمة أو الدور الذي تلعبه في الحياة ويستمر معك طوال حياتك فلا ينتهي إلا بانتهاء العمر، فالرسالة اتجاه عام لحياتك, فمثلاً هناك من يجعل رسالته محو أمية من لم يكن له حظ في التعليم فإنه يمارس ذلك طوال حياته.. الرسالة ليست هدفاً يتحقق وينتهي فلا يجوز أن أجعل رسالتي شراء سيارة مثلاً فهذه ليست رسالة وإنما هدف يوضع ليساعدني على القيام برسالتي، والرسالة تأتي في عبارات مختصرة ومحددة وتأتي في صيغة المضارع كأن تقول رسالتي تعليم الناس. ولا توجد صورة معينة أو نوع معين للرسالة فهي تختلف من شخص لآخر, فقد تكون مادية أو أدبية ومعنوية أو علمية, فمثلاً أديسون كانت رسالته إضاءة الظلام فاخترع المصباح الكهربائي، وسعد زغلول كانت رسالته استقلال مصر فناضل من أجل ذلك وقاد ثورة 19، وهناك الرجل الفرنسي الذي فقد ابنه في الحرب العالمية الأولى فجعل رسالته إنشاء هيئة عالمية تعنى بشئون أسرى الحرب فكانت جمعية الصليب الأحمر الدولية، وقد تتخذ الرسالة صورة أبسط من ذلك كالمعاق الذي يريد أن يثبت قوة الإرادة وأن الإعاقة لا تحول دون القيام بالأعمال العظيمة, فيتفوق في رياضة قوية كعبور المانش التي يعجز عن عبورها الكثير من الأصحاء، أو كالرجل الذي ينادي على الناس عند صلاة الفجر فهو جعل رسالته إيقاظ الناس من غفلتهم لأداء الصلاة. الفارق بين الشخص الذي يعرف رسالته ويخطط لحياته والذي لايعرف كالفارق بين قبطان يقود سفينة وهو يعرف الميناء الذي سيذهب إليه ويحدد مساره في البحر ويستعلم عن أحوال الطقس والرياح واحتمال سقوط الأمطار.. فهو يعرف وجهته والتحديات التي ستقابله ويعلم كيف يتغلب عليها، أما القبطان الذي لا يعلم وجهته فبالتأكيد لا يعلم في أي مسار يبحر وما الصعوبات التي سيواجهها ولا يعلم كيف سيتغلب عليها فبالتأكيد لن يصل أبداً. إن تحديدك لرسالتك يساعدك في تحديد اتجهاتك وفي أي الطرق تسير وما هي الصعوبات التي من الممكن أن تواجهها في الحياة وكيف تتغلب عليها, ومثال ذلك الشركة اليابانية التي جعلت رسالتها أن يدخل المنتج الياباني كل بيت في أمريكا وجعلوا تلك الرسالة شعاراً لهم فإذا جاءهم شخص يطلب منهم مثلاً افتتاح فرع لهم في جنوب أفريقيا فهم ينظرون إلى رسالتهم وشعارهم ويقررون هل هذا يخدم رسالتهم, فإذا لم يجدوا ذلك يحقق رسالتهم رفضوه مهما كانت المغريات، فتحديدك لرسالتك يجعلك تعرف ماذا تريد ويسهل عليك اختيار طريقك في الحياة مهما كانت المغريات أو المعوقات، فأنت إذا أردت الذهاب إلى أسوان فإنك تسير في طريق أسوان ولن يغريك مثلاً أن طريق الأسكندرية أكثر متعة في القيادة والخدمات الموجودة عليه أكثر راحة لأنك ببساطة لن تصل أسوان أبداً وأنت تسير في طريق الأسكندرية. كيف تحدد رسالتك في الحياة؟هناك أكثر من طريقة لتحديد الرسالة, منها أن تتخيل نفسك في نهاية العمر وهناك مقال مكتوب عنك وعن إنجازاتك.. ماذا تريد أن يُكتب أو يُقال عنك في هذا المقال، وهناك طريقة أخرى وهي أن تحضر دفتراً أو أجندة خاصة بك وتكتب بها في الصفحة الأولى الرسالة، وانتقل للصفحة التالية وقسمها إلى أربعة أجزاء ثم اكتب في الجزء الأول كل الرغبات التي تريد أن تحققها في كافة نواحي الحياة.. مثال ذلك سنكتب في خانة الأهداف الاجتماعية: الزواج وإنجاب أطفال. انتقل بعد ذلك إلى الجزء الثاني واكتب فيه ما هدفك الذي تريده من تحقيق هذه الرغبة فسيكون في المثال السابق، الزواج وإنجاب أطفال والهدف هو: تربية أطفالك تربية علمية صحيحة ليكونوا علماء في المستقبل.. انتقل بعد ذلك إلى الجزء الثالث واكتب فيه غايتك من تحقيق هذا الهدف وهي: عندما يصبحون علماء فإنهم سيساعدون في إحداث تنمية الوطن, وهذا ما يطلق عليه الهدف الاستراتيجي أو الرؤية.انتقل بعد ذلك إلى الجزء الرابع واكتب فيه الحالة الجوهرية التي ستصل إليها بعد تحقيق غايتك وستكون في المثال السابق مثلاً هي: تصبح مصر دولة عظمى.إذاً فإن رسالتك هي: أن تساعد في جعل مصر دولة متقدمة لها مكانتها بين الدول العظمى, ورؤيتك.. أي الهدف الاستراتيجي الطويل الذي يساعدك على القيام برسالتك.. هي: أن يصبح أولادك علماء ينهضون بالأمة. الآن عليك ياصديقي أن تحضر أجندتك الخاصة وتكتب في صفحات جديدة أهدافك الاستراتيجية في كل جانب من جوانب حياتك.. على أن يكون كل جانب في صفحة مستقلة.. فاجعل صفحة للجانب الروحي، وأخرى للجانب المهني، الجانب الذاتي أو الشخصي، الجانب الاجتماعي، الجانب الثقافي والعلمي، الجانب المالي، ويمكنك بالطبع إضافة أي جانب غير مذكور هنا, فأنا ذكرت لك مثلاً ما قد كتبته في الأجندة الخاصة برسالتي ورؤيتي الشخصية، وعندما تقوم بذلك فأطلق لخيالك العنان واكتب كل ما تريد بالطريقة التي تعلمناها اليوم ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1970 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() 5 خطوات والحظ يعمل لصالحك الحظ ما هو إلا "قانون الاحتمالات" الذي يتحرك من خلال درجة سيطرتك على الظروف والمتغيرات والأحداث والأشخاص من حولك، فكيفما تحركه لصالحك أو لطالحك ، فهذا من شأنه أن يرفع أو يخفض من احتمالية الوصول للنتائج المرغوبة . حيث أنك خلال فترة زمنية معينة سواء كانت هذه الفترة (شهر أو سنة أو سنين) قمت بأداء العديد من المهام الصغيرة ولنسميها (مدخلات) ، والتي أدت في نهاية هذه الفترة الزمنية إلى نتيجة محددة ولنسميها (مخرجات) في الوقت الحالي. لذا أقول ليس هناك شخص محظوظ .. بل هناك شخص أنجز العديد من المهمات والأمور، وسيطر على العديد من المتغيرات والأحداث والأشخاص والظروف، التي بإمكانها أن تزيد في مجموعها الكلى من احتمالية تحقيق النتيجة المرغوبة التي يريدها. أما ما يطلق عليه البعض حظاً ( كالفوز بجائزة كبيرة، أو وفاة أحد الأقارب الموسرين ووراثة ثروة كبيرة، أو الرهان فى سباق خيل وكسب حصانك فهذا ليس حظاً حيث يطلق عليه حظاً بالخطأ. فهو نوع من المصادفة أو الفرصة أو المقامرة حيث تكون النتائج خارج سيطرتك، أو لك تأثير ضئيل جداً عليها، إن وجد هذا التأثير أصلاً، حيث المجازفة كبيرة وفرص فوزك على المدى البعيد تكاد تكون معدومة، أما الحظ فهو يعتمد على (مدخلاتك) ويخضع لسيطرتك بشكل كبير. لذلك عليك أن تعرف كيف تصنع حظك بنفسك، وكيف تسيطر على كافة الأمور التي حولك، لتحصل على احتمالية عالية للنتائج التي تريدها والتي يسميها البعض حظاً واسميها (نصيبك من عملك) . عليك أن تعرف كيف تجعل قانون الاحتمالات يعمل في صالحك لا العكس. عليك أن تتحرر من العشوائية وعدم اليقين. وإليك خطوات عملية للقيام بذلك قم بعمل دراسة وافية لكافة المعارف والمهارات والإمكانيات التي تحتاجها للقيام بعمل ما والنجاح فيه، وطبق هذه الدراسة بجميع طرقها وإستراتيجيتها، وبالتالي سترفع من احتمالات نجاحك في هذا العمل أي شئ تريده في الحياة ومهما كان شاقاً وصعب المنال تأكد أن بإمكانك الحصول عليه .. فقط قم بكل شئ ممكن لتزيد من احتمالات الوصول إليه، ومهما يكن من ضآلة تأثير ما تقوم به من أمور، فقد يشكل هذا فارقاً في المستقبل لنجاحك أو إخفاقك في الحصول على ما تريد. نظم حياتك، لا تجعل منها عرضة للعشوائية وعدم اليقين، ضع خطة لحياتك، نظام تمشى عليه لترفع من احتمالات بلوغك لأهدافك إلى الحد الأقصى . حدد أهدافك وكيف يمكنك بلوغها، وما الأشياء والأشخاص والأحداث التي تحتاجها لإحكام السيطرة الكاملة على كل جزء من حياتك .. لا تترك أي شئ للمصادفة، استخدم إمكانياتك الكاملة واصنع واقع حياتك بنفسك .. فحظك أنت من تصنعه .. وأنت من تديره ليكون لصالحك أو غير ذلك. سر على نفس طريق الناجحين أو كما يقولون عنهم "المحظوظين" وأفعل ما يفعلوه واتبع خطواتهم لتحصل على النتائج ذاتها. أعمل ما تحب، واختر من الأعمال ما يتناسب مع قدراتك وإمكانياتك ومواهبك الطبيعية، ولا تقوم بمهام تعجزك ثم ترجو نتائج جيدة .. دوماً أجعل (مدخلاتك صحيحة) لتحصل على النتائج المرغوبة أو (المخرجات الصحيحة). وزد دوماً من تحسين مقدار إنجازك فيما تريد النجاح فيه من أعمال فتصبح المحصلة النهائية نتيجة لعملك وليس ضربة حظ. وتذكر دائماً: (أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا). ------------- |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |