منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-08-2013, 04:12 AM   #3491
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من الذنوب ما لا يكفره الاستغفار والتوبة
وكثير من الناس ينظر إلى هذا الحديث -حديث تكفير الصلوات الخمس للخطايا- وينسى الحديث الآخر وهو أن هناك ما لا تكفره الصلاة, ولا الزكاة, ولا الصوم وهو حقوق العباد, لأن حقوق العباد لا تكفر إلا بأدائها إليهم أو بأخذ حسنات الآخذ، ولذلك فإذا اغتبت إنساناً ولم تستطع أن تتحلل منه فاذكره بالخير واثن عليه؛ فهذا يكافئ ذاك، لكن الخاسرين هم من قال الله عنهم: قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر:15]
فأكبر خسارة هي خسارة الآخرة، أما الدنيا ففيها دراهم ودنانير, وفيها رهن وفيها شيء كثير، وكم من مؤمن ضيق الله عليه رزقه ابتلاءً
لكن يوم القيامة ماذا يعمل الإنسان وليس عنده إلا الحسنات أو السيئات؟! جنة أو نار, فيأتي بهذه الأعمال الصالحة فتوضع له, والله تعالى لا يظلم أحداً, وسوف نأتي -إن شاء الله- إلى وضع الميزان، وأن مذهب أهل السنة والجماعة الإيمان به وإثباته كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن له كفتين, وأن الأعمال توزن, وأن الأشخاص يوزنون كما قال تعالى:وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف:8] وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [المؤمنون:103] وقال أيضاً: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:8] والآيات والأحاديث في الميزان تدل على هذا الأصل من أصول أهل السنة والجماعة وهي اجتماع الحسنات والسيئات والموازنة والمفاضلة بينها؛

فمثلاً ربما يأتي الإنسان بصلاة, وصيام, وزكاة, بل ربما يأتي بجهاد ومعه غلول, أو يأتي بجهاد ومعه شرب خمر كما في قصة أبي محجن الثقفي مع سعد بن أبي وقاص فالنفس الإنسانية خلقها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مفطورة على أن يأتي منها هذا وهذا، وقل أن تتمحض لأحدهما.
فنجد -مثلاً- أنه حتى الكفار مفطورين على حب العدل, وكراهية الظلم, فالنفس الإنسانية جعلها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مرنة تقبل الخير والشر ويجتمعان فيها، وهذه من حكمة الله، ومن ابتلاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن جعلها هكذا.
وكما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أصدق الأسماء حارث وهمام } لأن الإنسان دائماً يهم ويفكر ويعمل، ولكن كيف يكون هذا العمل؟ {من الملك لمة ومن الشيطان لمة } كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه, وهذا دليل على منهج أهل السنة والجماعة في اجتماع الخير والشر للإنسان؛ فتجتمع كبائر موبقات مع حسنات بالغات، فيقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { من يأتي بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وسب هذا }، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { سباب المسلم فسوق }

وما أكثر من يشتم الناس الشتم بأنواعه! إما أن يدعو شخصاً بلقب معين, وإما أن يأتي وقد قذف هذا بمصيبة, أو أكل مالَ هذا, أو سفك دمَ هذا, وهذه أمثله قد تجتمع جميعها في واحد, وقد يقع منها ثلاثة, أو اثنين أو واحد بحسب تقوى المرء؛ إنما المراد أن هذا يقع، فهذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضرب مثلاً للصورة الذهنية المتكاملة؛ أنه في جانب الحسنات أتى بصلاة وزكاة وصيام, وفي جانب السيئات أتى بشتم, وقذف, وضرب, وسفك دم, فكيف يكون الحكم؟ فيعطى هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم وطرحت عليه.
إذاً عندنا احتمال أن يعطيهم من حسناته ويبقى له حسنات فيكون ناجياً، فيحتاج الواحد منا -على الأقل- إذا كان يعرف أنه يقع في أموال الناس ودمائهم وأعراضهم أن يجتهد في كسب الحسنات حتى يبقى له منها شيء, فالعاقل من يتدبر ويفكر في عاقبته.
أما الاحتمال الآخر الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو أن تفنى حسناته قبل أن يقضى ما عليه، فتنتهي ولا يزال غارماً لم يقض دينه، ولا أعطاهم حقهم، والحسنات قد انتهت، فهنا لا بد من عدل, ولا بد من القصاص بين يدي الله الذي لا يُظلم أحد عنده، فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه، وقد يكون المقذوف من أهل الفسق والزنا والفجور الذين لهم سيئات, لأن الحديث يدل على هذا المذهب من الجهتين, من جهة المفلس ومن جهة أصحاب الدين، فهؤلاء أيضاً لهم سيئات, ولكن مع ذلك لا يسقط حقهم في المطالبة والمؤاخذة فيأخذون حسناته, فما الفائدة إذاً؟
كنت ترى من فضل الله عليك في الدنيا أنك كنت تقوم تصلي وهؤلاء يفسدون في الأرض, ويسرفون على أنفسهم بالمعاصي؛ فالنتيجة أن معاصيهم أخذت فطرحت عليك -نعوذ بالله من سوء الخاتمة- وكفى هذا زاجراً للمؤمن أن يكف لسانه ويده عن المسلمين، كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه } فلو روعيت هذه الحرمات, وأعطيت حقها, وحفظها المسلمون لكان حالهم غير الحال، ولكن نرى أكثر الناس

يستسهلون ذلك حتى لا يكادوا يعدونها من الذنوب.. فالحذر الحذر!
--------------

الشيخ سفر الحوالي من محاضرة: اجتماع الحسنات والسيئات
------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2013, 06:07 AM   #3492
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

++.. كيف تتحول أحزانك إلى عبادة ..++
ما الذي تحتسبه في صبرك ؟ ..لماذا أنت حزين هكذا ؟ .. وما هذه الهموم التي تخفيها بين أضلعك ؟.. لقد أتعبك الأرق والسهر، وذوى عودك وذهبت نضرتك...لماذا كل هذه المعاناة ؟ ..فهذا أمر قد جرى وقدر، ولا تملك دفعه إلا أن يدفعه الله عنك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها فلا تكلف نفسك من الأحزان مالا تطيق !... استغل مصيبتك لصالحك لتكسب أكثر مما تخسر، كي تتحول أحزانك إلى عبادة الصبر العظيمة – عفواً – إنها عبادات كثيرة وليست واحدة !.. كالتوكل ... والرضا .. والشكر. فسيبدل الله بعدها أحزانك سروراً في الدنيا قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبه فلن تجزع من مصيبته وهذا والله من السعادة ... ألا تري أن أهل الإيمان أبش الناس وجوها مع أنهم أكثرهم بلاء ! فكن فطن ... فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها ....
وقد قيل : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه أيها الصابـر .. ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان تغالب أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير... بينما تجدف بحذر يمنة ويسرة... ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك... وفي تلك اللحظات السريعة أيقنت بأن لا مفر لك من الله إلا إليه فذرفت عيناك... وخضع قلبك معها... واتجه كيانك كله إلى الله يدعوه يـارب ... يـارب ... يا فارج الهم فرج لي... هنا سكن بحر الأحزان... وهدأت الأمواج العالية... وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان... إن شيئاً من الواقع لم يتغير سوى ما بداخلك... قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11). لقد تحول جزعك إلى تسليم، وسخطك إلى رضى ...
فاجعل هذه الهموم والأحزان أفراحا لك في الآخرة فهي والله أيامك في الدنيا ولياليك فاصبر واحتسب:
1- أجر الصابرين ، فالصابر يكب عليه الأجر بلا عد ولا حد، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10). 2- أن تفوز بمعية القوي العزيز، قال الله تعالى: { َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46).
3- أن يحبك الله وما أنبلها من غاية، قال الله تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (آل عمران:146). 4- أن تكون لك عقبى الدار، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد:22-24). - احتسب في صبرك على مصيبتك أن ينصرك الله ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود:49).
6- أن تكون من المفلحين الناجين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران:200).
7- المغفرة والأجر الكبير، قال الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (هود:11).
8- أن تنال صلوات من ربك ورحمة وهداية لما يحبه ويرضاه... قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:155-157).
9- انظر إلى الأشجار في فصل الخريف كيف تتساقط أوراقها ما أروع هذا المنظر!.. إن احتسابك للمعصية سيجعل ذنوبك تتساقط كما تحط الشجرة ورقهاقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله [ به] سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"[1]. ...
كلمة أخيرة ... الصبر - يا أخي/اختي -
ليس فقط على أقدار الله المؤلمة… إنما هناك أيضا الصبر على : طاعة الله وتنفيذ أوامره كذلك الصبر عن فعل المعاصي… فلا تنسى أن تحتسب تلك الأجور في جميع أنوع الصبر .. دمتوا جميعا" بحفظه سبحااانه
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2013, 06:37 AM   #3493
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هل تبكي السموات والارض على احد
قال الله -تبارك وتعالى- حكاية عن فرعون وقومه: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) الدخان (29).
ولو تأملنا هذه الآية نجد أنها توحي بأن السماء والأرض قد تبكي على أحد، ومن هذا الذي يستحق أن تبكي عليه السماء والأرض؟ وبم نال هذه الكرامة والمنزلة؟ نعرف ذلك من خلال ما أجاب به الصحابي الجليل عبد الله بن عباس مما تعلمه من علم النبوة حين سأله رجل عن ذلك، فقد روى البيهقي في شعب الإيمان 3288 بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير قال: (جاء رجل إلى ابن عباس فقال: أرأيت قول الله -عز وجل- (فما بكت عليهم السماء والأرضهل تبكي السماء والأرض على أحد؟
قال: نعم، إنه ليس من الخلائق أحد إلا له باب من السماء ينزل منه رزقه ويصعد منه عمله، فإذا مات المؤمن بكى عليه بابه من السماء الذي كان يصعد منه عمله وينزل منه رزقه، وإذا فقده مقعده من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكت عليه، وإن قوم فرعون لم تكن لهم في آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى السماء منهم خير فلم تبك عليهم).
وروى البيهقي أيضا 3290 عن ابن عباس قال: "إذا مات الميت بكت عليه الأرض أربعون صباحاً" وفي رواية للحاكم 3679 قال: "بفقد المؤمن أربعين صباحاً".
إنها والله كرامة عظيمة ومنزلة رفيعة أن يحظى بها الإنسان ولكنها ليست لكل إنسان، \
إنما هي للمؤمن الصالح الذي يؤدي حق ربه عليه ويسعى في عمارة الأرض، لا أقول عمارتها بالمباني المشيدة والعرض الفاني ولكن عمارتها بالباقيات الصالحات، بطاعة الله وذكره، حيث وجد على الأرض فهو يذكر ربه، هنا يمشي إلى المسجد وهناك يصلي وهنا يسبح وهناك يستغفر وهنا يعين محتاجا وهناك يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكل ذلك يرفع إلى السماء فتحبه السماء والأرض وتسعد به وتكون الأرض يوم القيامة شاهدة له على حسن عمله (يومئذ تحدث أخبارها)، فإذا قضى المؤمن أجله ومات حق للسماء والأرض أن تبكيا عليه لأنهما فقدتا عزيزاً محبوباً يحبه ربه ويحبه أهل السماوات والأرض، فتبكي عليه أربعين يوماً، قال مجاهد: "وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دوي! كدوي النحل؟".
وأما من كان على نهج آل فرعون قد نسي ربه واتبع هواه وسعى في الأرض مفسدا حيث حل منها فلا كرامة له ولا مكانة ولا يستحق أن تبكي عليه السماء والأرض، كيف تبكي على إنسان يبغضه ربه وتبغضه السماوات والأرض ومن فيهن؟ بل حق لهم أن يسعد بموته لأن الفاجر إذا مات ارتاح منه العباد والبلاد والشجر والدواب فأنى لأحد أو لشيء أن يبكي عليه.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2013, 07:38 AM   #3494
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ايـــــــــن انتـــــة غــــــــدا
الحمد لله الذي قضى على كل مخلوق بالفناء، وتفرد بالعز والبقاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
عباد الله:
فاعلموا أن الموت هو الخطب الأفظع، والأمر الأشنع، والكأس التي طعمها أكره وأبشع، وهو الأهدم للذات، والأقطع للراحات، وهو السلطان الذي لا يرد حكمه..ومن تأمل في نهاية أمره وما يصير إليه حاله، أورثه ذلك خوفا لا ينقطع.
إن الموت هو الحقيقة الواقعة التي لا مفر لأحد منه، والغاية التي يرتقبها كل عبد لا يدري متى تحل به.
إن العبد إذا عاين الاحتضار نزلت إليه الملائكة لقبض روحه فيراها بعينه آنذاك ويوقن بالحقيقة التي طالما تمنى ألا تأتي، فإذا به ملهوف وجل وقد زاغ بصره وارتجف قلبه، وإذا بالناس حوله يخاطبونه وينادونه، وهو في عالم آخر يرى ما لا يرون، ويسمع ما لا يسمعون: (فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون).
فإذا ثقل عليه الموت وعاين سكراته اشتد ألمه، وبرد جسمه، وثقل لسانه، وارتخت يداه، وإذا بالناس حوله باكون، وقيل من راق لعل رقية تنفعه وتدفع ما به، والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذٍ المساق، هنا نهاية المطاف وآخر الرحلة التي يسابق إليها كل حي.
وإذا بالمرء ينتقل من سعة الدنيا إلى ضيق اللحود، ويبقى مرتهناً بعمله في ذلك القبر الضيق الذي لا تصله فيه نسمة هواء، وقد تقطعت به الأسباب، وفارق الأهل والأصحاب
ولم يبقَ له إلا رحمة الرحيم الرحمن، فإن كان من أهلها فقد فاز، وإن لم يكن من أهلها فقد خسر خسراناً مبيناً.
وقد بين لنا الصادق الأمين وأنصح الخلق للخلق صلوات ربي وسلامه عليه، ما يعرض للعبد من حين قبضه إلى حين بعثه، وما يعرض له في قبره، مما ينقطع معه العذر وتقوم به الحجة.
فإن العبد إذا حضره الموت وكان من أهل الطاعة والاستقامة وقد كتب الله له رضوانه، نزلت إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وطِيب من طيبها، فيجلسون منه مد البصر،
ويجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال - تعالى -: إن الذين قالوا ربنا ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم.
فتسيل روحه كما تسيل القطرة من فم القِربة، بسهولة ويسر، فيأخذها ملك الموت، فإذا أخذها لم يدعها الملائكة في يده طرفة عين فيأخذونها ويجعلونها في ذلك الكفن وذلك الطيب، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة
إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى يُنتهى بها إلى السماء السابعة، فيقول الله - عز وجل -: ((اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض في جسده)).
وأما إذا كان العبد من أهل الشقاوة نزلت عليه ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح وهو كِساء غليظ من الشعر فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده فينتزعها كما تنتزع الحديدة ذات الأسنة الملتوية من الصوف المبلول بغاية من الصعوبة والشدة، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها
فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان ابن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح فلا يفتح له، قال تعالى: (لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) فيقول الله -عز وجل-: ((اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، ثم تطرح روحه طرحاً، فتعاد روحه في جسده)).
فإذا وضع الميت في قبره وأعيدت روحه إلى جسده تعرض للسؤال والفتنة، وفتنة القبر: هي سؤال الملائكة للميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه ـ صلوت ربي وسلامه عليه ـ، فمن موفق بالتثبيت ومن مخذول بعدم التثبيت، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه لَيسمعُ قرعَ نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيسألانه)).
وزيادة في الفتنة على المقبور فإن الملكين يأتيان بأبشع صورة، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما مُنكر والآخر النكير.. )).
فأما العبد المؤمن فيثبته الله عند سؤال الملكين حين يسألانه، فيقولان من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان: ما دينُك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان: ما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة، فذلك قوله تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
فيفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويوسع له في قبره مد البصر وينور له فيه ويقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعاً.
ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول له: من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي، يسأل عن الرجوع إلى أهله حتى يبشرهم بما مَنَّ الله عليه من النعم.
فيقال له: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا كأحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.
وأما العبد الفاجر فتعاد روحه في جسده ويأتيه الملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان: ما دينك، فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت كنا نعلم أنك ستقول هذا، ثم ينادي مناد من السماء أنْ كذب فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويقال للأرض: التئمي إليه، فيضيق عليه قبره حتى تختلفَ أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك القبيح يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث.
ثم يضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الجن والإنس فيقول: رب لا تقم الساعة، -هنا عرف أن له رباً وأن هناك ساعة-.
وبالرغم من العذاب الذي هو فيه، يتمنى ألا تقوم الساعة لعلمه أن عذابه فيها أشد وأعظم.
إن القبر عباد الله: أنصح واعظ وأصدقه، ومن علم ما يجري فيه من الأهوال تنغص عيشه، وعظم خوفه لربه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه)).
وكان عثمان -رضي الله عنه- إذا وقف على قبر بكى حتى يبلل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه)).
فإذا مات ابن آدم قامت قيامته، وعاين جزاءه في قبره، إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران.
إن القبر بيت الرعب والأهوال، وبيت الوحشة والانفراد، من كان له عمل صالح استأنس به، ومن كان له عمل سوء ازدادت وحشته وعذابه، وهو أعظم معتبر لمن أراد الذكرى والاعتبار، من أجل ذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة)).
ومن رحمة الله بعباده أن أخفى عليهم ما يجري في القبور من التعذيب الذي لا يطوله وصف ولا يدركه عقل، ولو سمعوا ذلك أو رأوه لما طاب لهم مقام، ولم يهنأ لهم عيش ولترك بعضهم دفن بعض، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه)).
وقد ذكر لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أقواما يعذبون في قبورهم تحذيرا لنا أن نسلك طريقهم، وبيانا منه -صلى الله عليه وسلم- أن عذاب القبر حق وأنه واقع على من استحقه، لا يزال فيه إلى ما شاء الله - سبحانه وتعالى -.
كما ذكر لنا أوصاف، من اتصف بها حق أن يكون من المعذبين في قبره.
فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبرين فقال: ((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)).
فهما يعذبان بسبب ذنبين في ظن كثير من الناس أنهما هينان، ولكنهما عند الله من كبائر الذنوب التي يستحق صاحبها العذاب بسببه، أما أحدهما فكان لا يتطهر من بوله ولا يتنظف، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك أشد التحذير فقال: ((استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه)).
فلا بد للمرء أن يحتاط وأن يستنجي من بوله لأنه نجس، فإذا مس ملابسه أو بدنه ولم يغسل أثره، فتبطل صلاته حينذاك.
وأما الآخر المستحق لعذاب القبر مَن مشى بين الناس بالنميمة: وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد بينهم، فيتسبب بقطيعة الأرحام، وقطع أواصر الأخوة وزرع الشحناء والبغضاء بين المسلمين، وربما تسبب بوقوع القتل بين المسلمين.
ولذا فقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- صاحب النميمة بقوله: ((لا يدخل الجنة نمام)).
وكم حصل بين المسلمين من الفتن بسب النميمة، وبعضهم ينقل الكلام بين الناس دون النظر في العواقب، ويرى أن هذا هين، وهو عند الله عظيم.
فاحذروا -عباد الله- من النميمة واعلموا أن المرء محاسب على ما يتلفظ به.
والعجيب أن بعض الناس ينقل الكلام دون مصلحة فيه، وبعضهم ينقل الكلام بين الناس دون تثبت، فإذا به قد زرع الشقاق وإفساد ذات البين، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)).
ومما يعذب بسببه العبد في قبره: (الكِبر والخيلاء)، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((بينما رجل يمشي في برديه يتبختر قد أعجبته نفسه إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)).
فالكبر ذنب عظيم وعلامته احتقار الناس ورد الحق على من جاء به وعدم قبوله، وهذا في الناس كثير، منهم من يتكبر لنسبه، ومنهم من يتكبر لماله، ومنهم من يتكبر لجاهه، فإذا عاين الحقيقة علم أنه ما كان إلا في غرور: ((وأن من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)).
لما حضرت الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور الوفاة قال لمن عنده: هذا السلطان أي: الموت لا سلطان لمن يموت.
ولما حضرت المأمون الوفاة اضطجع على متاع دابته وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه ارحم اليوم من زال ملكه.
فإذا كان هذا حال من ملكوا الدنيا فكيف بفقير مستكبر لا يرى الناس شيئا وكأن أحداً لا يدانيه منزلة.
وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه -ورؤيا الأنبياء حق- صوراً من تعذيب بعض أهل المعاصي بسبب ذنوبهم: "فقد رأى رجلا يُكسَر رأسه بالحجر ثم يعود كما كان ثم يكسر مرة أخرى يفعل به هكذا إلى يوم القيامة، ورأى رجلا يقطع شدقه إلى مؤخرة رأسه ومنخره وعينه كذلك، ورأى رجلا يسبح في نهر من الدم، ورجل قائم على حافة النهر فإذا جاءه فتح فمه فألقمه حجرا.. "، وأن هؤلاء يفعل بهم هكذا إلى يوم القيامة.
فلما سأل مَن هؤلاء؟ قيل له: "أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر (أي: يكسر)، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويُلقَم الحجر فإنه آكل الربا".
فهذه صور لبعض الأسباب التي تؤدي بصاحبها إلى العذاب في قبره، فأحدهم رجل ينام عن صلاة الفريضة فلا يصليها في وقتها ولا يعمل بأحكام القرآن الكريم، فكان جزاؤه أن يبقى في هذا العذاب المستمر في قبره إلى يوم القيامة.
وكم هم أولئك الذين تخلفوا عن الصلوات فلا يحضرون إلا الجُمَع فليحذروا من هذا الوعيد الشديد.
وليحذر المرء أن يجعل الكذب له مهنة سواء كان مازحا أو جادا خشية أن يكون له نصيب من هذا الوعيد الشديد، والأدهى من ذلك جعل اسم الله له بضاعة يحلف به كاذبا ليأكل حقوق الناس بالباطل.
والعجيب أن بعض الناس يكذب لا لحاجةِ ولا اضطرار فقط ليتحدث في المجالس ويستجلب الأنظار فيُنسى حديثه ويبقى الإثم مكتوبا عليه في كتاب عند ربي لا يضل ربي ولا ينسى.
ومن هؤلاء المعذبين: آكل الربا الذي يعذب بهذا العذاب إلى يوم القيامة.
فيا أيها المسلمون الذين تسمعون هذا الوعيد الشديد المخيف: هل سيكون هذا دافعا لكم للخروج من هذا الإثم العظيم، فتعاهدون الله على التوبة من الربا قبل حلول الأجل دونما مهلة؟
ومما يعذب العبد عليه في قبره: (الغيبة) وهي أن تذكر أخاك بما يكرهه، فعن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: ((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فيعذب في البول وأما الآخر فيعذب في الغيبة)).
وما أكثر وقوع الغيبة بين الناس هذه الأيام يتكلمون فيما لا يعنيهم ويوردون نقائص الناس دونما سبب ولا عذر، إنما لمرض في نفوسهم ولإطفاء نار غيظهم ولإشفاء غليلهم، حسداً من عند أنفسهم، ولا يسلم من هذا المرض إلا من -رحمه الله-، ولما تزرعه الغيبة من الفساد بين الناس والكذب والبهتان استحق صاحبها هذا الوعيد الشديد.
فحري بالمسلم أن يترك فضول الكلام في تتبع عورات الناس، ومن نظر في عيبه ونقصه لم يتجرأ أن يتوجه لأحد بالطعن والتنقيص، ولكن المصيبة أننا في زمن كلُّ يدعي الكمال فيه.
ومن أسباب عذاب القبر النياحة على الميت، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((الميت يعذب بما نيح عليه)) وهذا إن أوصى أهله بالنياحة عليه كما قيل:
إذا مت فابكيني بما أنا أهله
وشقي علي الثوب يا أم معبد
وإن علم أن من عادة أهله النياحة فالواجب عليه أن يوصيهم بعدم النياحة عليه حتى لا يكون له نصيب من هذا الوعيد.
والنياحة حرام، و.. ((النائحة إن لم تتب قبل موتها أقيمت يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)) كما صح ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فتعذب يوم القيامة بأن تلبس ثوباً من الحديد المذاب ودرعا من جرب تعذب به في النار.
فليحذر المسلم من هذا أشد الحذر وليوصي أهله بعدم النياحة، وهي رفع الصوت بالصياح وشق الجيوب ولطم الخدود، والدعاء بدعوى الجاهلية من تعديد محاسن الميت.
هذه بعض الأسباب التي ورد بها الوعيد الشديد على لسان الناصح الأمين - صلى الله عليه وسلم -، ذكرناها لكثرة وقوعها بين الناس، ولكن اعلموا: أن كل معصية مات عليها العبد ولم يتب منها فهو معرض لعذاب القبر نعوذ بالله من ذلك.
فمن علم هذا حق العلم وأيقن به حق اليقين فحري به أن يعمل كل ما بوسعه لتجنب عذاب القبر وفتنته، وعليه أن يديم الاستعاذة من عذاب القبر وفتنته، كما كان يستعيذ منه نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكما أمرنا بذلك فقال: "تعوذوا بالله من عذاب القبر".
وما أكثر ما كان -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من عذاب القبر وفتنة القبر، كما في دعائه -صلى الله عليه وسلم-: ((اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من فتنة القبر، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر)).
ولنصحه ورحمته وشفقته بنا -صلى الله عليه وسلم-، فقد أمرنا بالاستعاذة من عذاب القبر دبر كل صلاة فقال: ((إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال)) فنسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يعيذنا من عذاب القبر وفتنته، وأن يجعلنا من المنعمين فيه.
فاتقوا الله تعالى، وإياكم والاغترار بالأماني والآمال، فإنكم على وشك النقلة والارتحال.
أين من جمع الأموال ونماها، وافتخر على أقرانه وتمتع بلذاته؟! أما ترون القبر قد حواه؟ والتراب قد أكله وأبلاه، ولم يبق له إلا ما قدمت يداه.
أين السابقون من الأمم؟ هل خُلدوا في هذه الدنيا؟ هل أخذوا معهم شيئا إلى قبورهم؟
هذه آثارهم تدل عليهم، ومنازلهم تخبر عنهم، خلفوا الأهل والأموال ورافقهم إلى قبورهم ما كسبوا من الأعمال، أما لنا في ذلك معتبر؟!
سألت الدار تخبرني
عن الأحباب ما فعلوا
فقالت لي أناخ القوم
أياما وقد رحلوا
فقلت فأين أطلبهم
وأي منازل نزلوا
فقالت بالقبور وقد
لَقُوا واللهِ ما فعلوا
إننا سنقدم على هول عظيم وخطب جسيم ولا ندري ما خبئ لنا، فهل أعددنا لذلك الأمر عدته؟
قال أبو أمامه الباهلي -رضي الله عنه- وقد وقف على جنازة: ((إنكم أصبحتم وأمسيتم في منزل تغتنمون منه من الحسنات والسيئات، توشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر، بيت الوحشة وبيت الظلمة وبيت الضيق، إلا ما وسَّع الله ثم تنتقلون منه إلى يوم القيامة)).
ولقد أضج ذكر القبور وأهوالها مضاجع الصالحين، فعظم اتعاظهم برؤيتها، وكبر خوفهم من مآل الحال فيها.
قال ميمون من مهران: "خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى المقبرة، فلما نظر إلى القبور بكى ثم أقبل عليّ فقال: يا أبا أيوب: هذه قبور آبائي بني أمية، كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا في لذتهم وعيشهم، أما تراهم صرعى قد حلت بهم المثلات، واستحكم فيهم البلاء، وأصابت الهوام في أبدانهم مقيلا، ثم بكى حتى غُشِيَ عليه".
ومر علي -رضي الله عنه- بالقبور فقال: "السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقترة، أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع، وإنا إن شاء الله بكم عما قليل لاحقون، يا أهل القبور: أما الأموال فقد قُسِمَتْ، وأما الأزواج فقد نُكِحَتْ، وأما البيوت فقد سُكِنَتْ، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ "
ثم التفت إلى أصحابه، وقال: "أما إنهم لو تكلموا لقالوا: وجدنا أن خير الزاد التقوى".
فاعتبر يا عبد الله بمن حولك ممن رحلوا عن هذه الدنيا، يوشك الموت الذي تعداك إليهم، أن يتعدى غيرك إليك، فتصبح عن هذه الدنيا راحلاً، ولما عملت يداك ملاق.
يوشك أن يحل بك الموت، فيتتابع أنينك، ويتحير لسانك، ويبكي حولك الأهل والأولاد والإخوان، وأنت في واد وهُم في واد آخر، قد شخص بصرك، وغرقت عيونك بالدموع تتمنى الرجوع ولا سبيل إليه.
وما هي إلا لحظات فإذا بالموت وقد حل بك، وانتزعت روحك، وأخذت إلى المغسل، وحملت على النعش إلى قبرك، فاستراح حسادك، وانصرف أهلك إلى مالك، وبقيت مرتهنا بأعمالك، فيالها من رحلة عصيبة وسفر بعيد.
إنك والله لو رأيت الميت في قبره بعد ثلاث لاستوحشت منه بعد طول الأنس به، ولرأيت بيتا تجول به الهوام، ويجري منه الصديد، وتخترقه الديدان، مع تغير الريح وتقطع الأكفان، وذلك بعد حسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثوب.
شيع عمر بن عبد العزيز -رحمه الله - جنازة فوعظ أصحابه فقال: "إذا مررت بأهل القبور فنادهم إن كنت مناديا، وادعهم إن كنت داعيا، وانظر إلى تقارب منازلهم، سل غنيهم ما بقي من غناه، وسل فقيرهم ما بقي من فقره؟، واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا بها للملذات ينظرون، وسلهم عن الجلود الرقيقة والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان تحت الأكفان؟!.
وعفرت الوجوه ومحيت المحاسن ومزقت الأشلاء.
أين حجابهم وقصورهم؟ وأين خدمهم وكنوزهم؟ كأنهم ما وطئوا فراشا ولا غرسوا شجرا.
أليسوا في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء؟ أليسوا في مدلهمة ظلماء؟، وقد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة.
كم من ناعم وناعمة، أضحوا وجوههم بالية، وأجسادهم عن أعناقهم منفصلة، وأوصالهم ممزقة، دبت دواب الأرض في أجسادهم ففرقت أعضاءهم، ثم لم يلبثوا إلا يسيرا حتى عادت العظام رميماً، وصاروا بعد السعة إلى الضيق.
فيا ساكن القبر غداً، ما الذي غرك من الدنيا؟ أين دارك الواسعة ورقاق ثيابك، وطيب بخورك؟ أما رأيته قد زل به الأمر فما يدفع عن نفسه شيئا.
فيا مغمض الوالد والأخ والولد وغاسله، يا مكفن الميت ويا مدخله القبر وراجعا عنه، بأي خديك بدأ البلى؟ ويا مجاور الهلكات صرت في محلة الموت".
فاعتبروا عباد الله بأحوال من سبقكم ممن حولكم، وليتأمل المرء حال من مضى من إخوانه وأقرانه الذين بلغوا الآمال، كيف انقطعت آمالهم، ولم تغن عنهم أموالهم، ومحى التراب محاسن وجوههم، وافترقت في القبور أجزاؤهم، وترمل بعدهم نساؤهم، وشمل اليتم أولادهم.
وليتذكر العبد حرصهم على نيل المطالب، وركونهم إلى الصحة والشباب، وغفلة بعضهم عما بين يديه من الأمر الفظيع والهلاك السريع وأنه لا بد صائر إلى مصيرهم.
ومن أكثر في هذا التذكر والاعتبار، أقبل على أعمال الآخرة وطاعة ربه، ولانت جوارحه، وخشع قلبه.
فاستعدوا -عباد الله- لذلك اليوم بالطاعة، والمسارعة إلى الخيرات، والاعتبار بأحوال من مضى، وبذكر الموت فإنه يزهد فيما لا ينفع، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أكثروا من ذكر هادم اللذات)).
وعلى العبد أن يخرج من مظالم الناس، فإياك أن يبغتك الأجل وقد أخذت حقوق الناس، فالموت لا يمهل، والأجل لا يستبطئ: لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
وعليكم باتباع هدي نبيكم -صلى الله عليه وسلم- في تحري الأسباب المجنبة لعذاب القبر، ودوام الاستعاذة من عذابه وفتنته، فإن ذلك أمر حري بالعبد أن يستعد له وأن يعد له عدته.
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر وفتنته.
اللهم اغفر لنا وارحمنا، وتوفنا وأنت راض عنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2013, 09:43 PM   #3495
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب



حكم زكاة الفطر و مقدارها
لا يجزئ إخراج زكاة الفطر إلا من الطعام ،
لقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
( فرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم زكاة الفطر
صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير )
وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :
( كنا نخرجها على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صاعاً من طعام )
ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرضها صاعاً من طعام:
تمر أو شعير أو زبيب أو إقط، وهذه الأربعة في الغالب مختلفة القيمة،
أي: يندر جداً أن يكون صاع التمر مثل صاع الشعير أو مثل صاع الزبيب
أو مثل صاع الأقط ، فرضها النبي عليه الصلاة والسلام صاعاً من الطعام،
والطعام مختلف القيمة، فدل هذا على أنها لا تجزئ من القيمة.
والصاع النبوي يساوي أربعة أمداد، والمد يساوي ملء اليدين المعتدلتين،
وأما بالنسبة لتقديره بالوزن فهو يختلف باختلاف نوع الطعام المكيل،
ومن هنا اختلفوا في حسابه بالكيلو جرام، فمنهم من قدره بـ 2040 جراماً،
ومنهم من قدره بـ2176 جراماً، ومنهم من قدره بـ2751 جراماً..
وقدرته اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية بما يساوي ثلاثة كيلو جرام تقريباً،
وهو الذي نميل إليه ونختاره والله أعلم .
يشرع إخراج صدقة الفطر في البلد الذي ينتهي شهر رمضان وأنت فيه؛
لأنها تابعة للبلد فحيث وجد المسلم في بلد وحان انتهاء شهر رمضان
فإنه يخرج زكاة الفطر عن نفسه في فقراء ذلك البلد . .
وإن وَكَّل من يخرجها عنه في بلده أجزأه ذلك، لكنه خلاف الأولى –
والله أعلم - وإذا كنت في بلد ليس فيه مسلمون، أو فيه مسلمون لكنهم
لا يستحقون صدقة الفطر لأنهم أغنياء،
فإنها تخرج في أقرب بلد فيه فقراء من المسلمين .
بيان زكاة الفطر ( تقريبياً ) وفقاً للصاع النبوي
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2013, 09:57 PM   #3496
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هذا هو ديننا

اللاجيء اﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺗﺮكيا ﻳﺴﻤﻰ ﺿﻴﻒ ﻭﻟﻴﺲ ﻻجيء

إﺑﻦ ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺘاكسى ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻳﺸﻌﺮ باﻟﻔﺨﺮ لأن أﺑﺎه ﺳﺎﺋﻖ

ألمانيا ﻻ ﺗﺼﺪﺭ ﺳﻴﺎﺭة ﻓﻮﺭ ﺗﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ إﻻ ﺑﻌﺪ

أﻥ ﻳﺴﺘﻬﻠك ﻣﻮﺩيلها إﺑﻦ اﻟﺒﻠﺪ ﻭﻳﺸﺒﻊ منها

ﻋﺎئشة ﺭﺿﻲ الله ﻋﻨﻬﺎ ڪﺎﻧﺖ ﺗﻤﺴﺢ اﻟﻨﻘﻮﺩ اﻟﺬهبية ﺑﻤﻨﺪﻳﻞ

معطر ﺑﺎلمسك ﻗﺒﻞ إﺧﺮاﺟﻬﺎ للفقراء

ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍلله عنه كان ﻳﺘﺼﺪﻕﺑﺎلسكر لأنه يحبه

الله سبحانه وتعالى يقول :

{ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }

﴿آل عمران: ٩٢﴾

إﺣﺘﺮاﻡ ... إﻧﺴﺎنيه ... إﺣﺴﺎﻥ ... حياة سعيدة هذا هو ديننا
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2013, 10:20 PM   #3497
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حديث (إذا لَم تستح فاصنع ما شئتَ..)
عن أبي مسعود عُقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِمَّا أدرك الناس من كلام النُّبوة الأولى: إذا لَم تستح فاصنع ما شئتَ" رواه البخاري.
1 - الحديث يدلُّ على أنَّ الحياءَ ممدوحٌ، وكما هو في هذه الشريعة فهو في الشرائع السابقة، وأنَّه من الأخلاق الكريمة التي توارثتها النبوات حتى انتهت إلى هذه الأمَّة، والأمر فيه للإباحة والطلب إذا لم يكن المستحيا منه ممنوعاً شرعاً، وإن كان ممنوعاً فهو للتهديد، أو أنَّ مثل ذلك لا يحصل إلاَّ مِمَّن ذهب حياؤه أو قلَّ.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/497) : "فقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِمَّا أدرك الناس من كلام النبوة الأولى" يشير إلى أنَّ هذا مأثورٌ عن الأنبياء المتقدِّمين، وأنَّ الناس تداولوه بينهم وتوارثوه عنهم قرناً بعد قرن، وهذا يدلُّ على أنَّ النبوةَ المتقدِّمة جاءت بهذا الكلام، وأنَّه اشتهر بين الناس حتى وصل إلى أوَّل هذه الأمَّة".
إلى أن قال: "وقوله: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" في معناه قولان:
أحدهما: أنَّه ليس بمعنى الأمر أن يصنعَ ما شاء، ولكنَّه على معنى الذمِّ والنهي عنه، وأهلُ هذه المقالة لهم طريقان.
أحدهما: أنَّه أمرٌ بمعنى التهديد والوعيد، والمعنى: إذا لم يكن لك حياءٌ فاعمل ما شئتَ، فإنَّ الله يجازيك عليه، كقوله: ( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )، وقوله: ( فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ) ... هذا اختيارُ جماعة منهم أبو العباس ثعلب.
والطريق الثاني: أنَّه أمرٌ ومعناه الخبر، والمعنى: أنَّ مَن لم يستح صَنعَ ما شاء، فإنَّ المانعَ مِن فعل القبائح هو الحياء، فمَن لم يكن له حياءٌ انهمك في كلِّ فحشاء ومنكر، وما يَمتنع من مثله مَن له حياء على حدِّ قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار"، فإنَّ لفظَه لفظُ الأمر، ومعناه الخبر، وأنَّ مَن كذب عليه تبوأ مقعده من النار، وهذا اختيار أبي عُبيد القاسم بن سلام رحمه الله وابن قتيبة ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم، وروى أبو داود عن الإمام أحمد ما يدلُّ على مثل هذا القول.
والقول الثاني في معنى قوله: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) أنَّه أمرٌ بفعل ما يشاء على ظاهر لفظه، والمعنى إذا كان الذي تريد فعله مِمَّا لا يستحيا مِن فعله لاَ من الله ولا من الناس؛ لكونه من أفعال الطاعات أو مِن جميل الأخلاق والآداب المستحسنة، فاصنع منه حينئذ ما شئتَ، وهذا قول جماعة من الأئمة منهم أبو إسحاق المروزي الشافعي وحكي مثله عن الإمام أحمد".
وقال (1/501 502) : "واعلم أنَّ الحياء نوعان: أحدهما ما كان خُلُقاً وجِبلَّةً غير مكتسب، وهو مِن أجل الأخلاق التي يَمنحها الله العبد ويجبله عليها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (الحياءُ لا يأتي إلاَّ بخير) ؛ فإنَّه يَكُفُّ عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويَحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، فهو مِن خصال الإيمان بهذا الاعتبار ...
والثاني: ما كان مكتسَباً مِن معرفة الله ومعرفة عَظمته وقربه من عباده، واطِّلاعه عليهم وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهذا مِن أعلى خصال الإيمان بل هو مِن أعلى درجات الإحسان ...
وقد يتولَّد الحياءُ من الله مِن مطالعة نعمه ورؤية التقصير في شكرها، فإذا سُلب العبدُ الحياء المكتسب والغريزي لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبيح والأخلاق الدنيئة، فصار كأنَّه لا إيمان له".
2 - مِمَّا يُستفاد من الحديث:
1 - أنَّ خلق الحياء من الأخلاق الكريمة المأثورة عن النبوات السابقة.
2 - الحثُّ على الحياء والتنويه بفضله.
3 - أنَّ فقدَ الحياء يوقع صاحبَه في كلِّ شر.
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-2013, 02:11 AM   #3498
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الى كل الشباب المسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوعي اليوم الى كل الشباب المسلم في العالم العربي .امر مهم نعمة استغلها لدينك لنفسك استغلها لا تفرط بها لا تتركها لا تهملها لان الفرص الذهبيه لا تاتي دائما
انا اخوكم من العراق و الحمد لله ملتزم مع الله و مرابط و مواضب على الصلاة و أقرأ القرأن و الله اعطاني نعمة الايمان و لا يوجد اي مشلكة عندي لكن مشكلتي اني لا استطيع ان اصلي الفجر في المسجد بسبب الوضع الامني السيئ الذي يمنعني من الذهاب و اذا كنت مشتاق الى صلاة الفجر اذهب من المغرب الى المسجد لكي انام في المسجد لكي اصلي الفجر و لا استطيع الخروج بعد الصلاة انتظر الوقت الى الصباح الى الساعة السابعة لكي اخرج و اذهب الى البيت و الى العمل
انظر الى المعناة انظر الى المشقة انظر الى المجازفة انظر كيف من المحتمل اقتل عندما اخرج من المسجد و من المحتمل يهجم على المسجد الذي اصلي به و اقتل و او اعتقل لان في العراق الوضع الامني صعب و خصوصا على المصلين و اكثر المقتولين في وقت الازمة من المصلين و تم الهجوم على 200 مسجد خلال يومين و حرقوا ما حرقوا من المساجد و قتل من قتل من المصلين و انظر الى المعاناة انظر الى صعوبة الصلاة في المسجد
و رسالتي الى الشباب العربي
انت اخويه المصري و انت اخويه السعودي و و انت اخويه العربي المسلم
لماذا لا تصلي في المسجد و الامان موجود عندكم و تستطيع الذهاب الى المسجد و تستطيع ان تصلي كل الصلوات في المسجد لماذا لا تصلي في المسجد ما هي حجتك الى من بنيت المساجد لكي تكون خاوية . هل تعلم انا ابكي يوميا و اتحسر لانني لا استطيع ان اذهب الى صلاة الفجر و عندما اسمع الاذان اتذكر كيف كنت سابقا في زمن الامان قبل الاحتلال اذهب و اصلي الفجر و الان لا استطيع الذهاب . هل تعلم انها نعمة من نعم الله الصلاة في المسجد و خصوصا صلاة الفجر في المسجد ما اجملها ما احلاها
اخي المسلم لا تفتك فرصة الصلاة في المسجد اذهب اترك النوم اترك كل شيئ اذهب الى الصلاة اذهب الى بيت الله ما احلاه ما اجمل صلاة الفجر اه و الف اه اتمنى ان اصلي يوميا في المسجد لكنني لا استطيع . اخي اخي اخي نعمة لا تتركها و تصبح مثلي تندم على كل يوم لم تصلي به بالمسجد
اخي المسلم استغل الامان الذي عندكم و اذهب الى صلاة الفجر و ادعوا لي بالمغفره و ادعوا لي ان ارجع اصلي في المسجد ارجوكم

-------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-2013, 02:21 AM   #3499
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لا اجــد نفســــــــــــي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركـآاته لا أعرف كيف لي أن أبداء ...ولا كيف لي أن أشرح لكم حـآالي ووضعي أنـا فتـآاة في العشرينـآات ...الذنوب التي أرتكبتهـا لا تعد ولا تحصى ...منذ مرآاهقتي إلى الآن...أنا كنت لا أصلي ..إلى فترهـ قريبه ...والآن أصلي وأنـا شـاردة الذهن اعتذر لاني لا استطيع شرح مابي بشكل صحيح ...ولكن ما اشعر به أشياء كثيرهـأشعر بـآاني لا فائده مني في الحيـآاة لا لديني ولا لنفسي ..؟!

اشعر بـيـأس فضيع من المستقبل ...أشعر بألم وحسره على مافأت أشعر برغبه كبيرهـ في التوبه والإلتزآم ...ولكن كل شيء حولي يمنعني ...منذ فترهـ وأنـا أفكر في ترك التلفزيون ,,لانه أكبر ملهي لي عن فرضي وعن أهلي ..وفعـلاً بعت التلفزيون الذي في غرفتي ...ولكن يوجد في المنزل الآن 3 تلفزيونـآات وكـآانني لم افعل شيء ...أذهب للتلفزيون الذي في الصـالة وأتفرج على ماأريد واضيع وقتي مثل ماكنت بالسابق ..؟!ايضاً أنـا أعد من مدمني الإنترنت ...منذ أن استيقظ إلى وقت النوم أجلس بينه وبين التلفزيون ...فكرت في التخفيف من جلوسي عليه ...
وحصل لي أن اصبح جهـآازي هو الوحيد في المنزل ..واصبح أخوتي يشـآاطروني الوقت بالجلوس عليه ...فرحت إني سوف اخفف من جلستي عليه ..ولكن لا إرادياً اصبحت اردد على ابي حـآاجتي لجهاز جديد ...وفعـلاً أصبح لي ما اريد وعدت مدمنه من جديد ...منذ إن تخرجت من سنتين وأنـا أشعر إن النت والتلفزيون هم ملجئي الوحيد من التفكير في القـآادم ...!!وحتى وأنـا على النت أشعر بضيق وألم بإحسـآاسي إنسـآان لا فـآائدهـ منه آبداًولا أستطيع أن أفعل شيئاً ...يراودني إحسـآاس إن الله يعاقبني على ذنوبي ببهذا الإحسـآاس ...فأبكي لاني لا أقوى على تحمل هذا الإحسـآاس المؤلم والبشع جداً...أعرف إني لم استطيع إيصال مشكلتي بشكل صحيح , ولكن دائماً التعبير يخونني...:::أخر شيء أود أن اقوله ...حيـآاتي أصبحت متـآارجحه بين ..الآمل واليـأاس...
فـاحياناً أشعر بـآان الحيـآة أمامي وإني وجدت لعمل شيء يخدم ديني ويخدمني وافكر بالإلتزآام جدياً...وأتبع خطوآات بفعل فروضي بوقتهـا ...والإكثـآار من الإستغفـآار ..وقرآاة القرآن..ويتغير يومي كلياً ...وفجـآهـ أشعر بأن الحيـآاة متعة ويجب إن أستغلهـا ...وإن الله غفورً رحيم وأن الدين يسر وليس عسر ...( لاني في يوم إلتزآمي افعل كل شيء مثل مايتطلب مني دينياً )وأعود كما كنت ...وارجع لتآاخير صلاتي ...وترك القرآان ...واعود لتضييع وقتي على مشاهدة التلفزيون والجلوس على النت ...وأرجع واشعر بشعور الألم ...هذا الحـال ملازمني لفترهـ ليست بالقليله ...أشعر بتعب نفسي وعقلي فضيع لدرجـه إني افكر بستشـآارة طبيب نفسي ...:::أجوا منكم مسـآاعدتي ...وإن لم تستطيعوا شكراً فقط لقرائتكم رسالتي
-----------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-2013, 02:29 AM   #3500
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصتــــــــــــي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا احب أن أشكركم كثيرا على هذا الموقع الممتاز الذى احس بأنه
أحب الأشياءالتى بعثها لي الله
وبعد ذلك احب ان أنشر هذه القصة المتكررة كل يوم الآن
وكله بسبب الشات اللعين
فى البداية أنا طالبة جامعية من مصر لم اعرف النت إلا للدخول على المواقع الدينية
وفى يوم من الايام دخلت على شات تعرفت على أحد الشباب
كن يطلب منى أن ياخذ الإيميل ولكنى كنت ارفض أن أكون خائنة لله
ولأهلى الذين وثقوا بى
ولكن المشكلة الوحيدة ان قلبى تعلق بهذا الشاب تعلقا كبيرا
والى الآن اعانى من هذا الأحساس
بالرغم من اننى تركت الشات وتركت كل شىء حتى يرضى عنى الله
انا لم افعل أى شىء يغضب ربى منى ولكنى اشعر بحزن عميق داخلى
فارجو ان تنصحونى بماذا افعل حتى استطيع انا انساه
ولكم جزيل الشكر

--------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 0 والزوار 25)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 10:41 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved