منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 26-08-2013, 05:57 PM   #3701
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الإحســان إلــى الــوالــديــن
لقد أمر الإسلام ببر الوالدين وجعل برهما أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الإسلام بعد الشهادتين, فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: )أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين (.
بل قرن الله تعالى الإحسان إلى الوالدين بعبادته وتوحيده, وكما أمر الإسلام ببر الوالدين وقرنه بعبادة الله فقد حرم عقوق الوالدين وجعله من أكبر الكبائر وقرنه بالإشراك بالله, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ) ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟.... الإشراك بالله, وعقوق الوالدين.... (.
ولمن أراد الفلاح والسداد في الدنيا والآخرة ونيل أعلى الدرجات في الجنان - بإذن الله - فعليه بعد طاعة الله والامتثال لأوامره والوقوف عند حدوده ونواهيه, البر بالوالدين والإحسان إليهما, ولعل ما سأذكره من النقاط يكون سببا في تحصيل ذلك إن شاء الله.
* الاستماع إلى توجيهاتهم ونصائحهم وطلب استشارتهم والأخذ برأيهم ولو لم يعجبك الرأي ولم تأخذ بالنصيحة, فأظهر أنك تحب استشارتهم وأنك لا تستغني عن آرائهم؛ لأن هذا من البر بهم.
* إظهار عدم الاستغناء عن حاجتهم ولو كبرنا وكبروا؛ لأن هذا يقوي علاقتنا بهم ويزيد من محبتهم لنا بل هذا يولد شعورا جميلا بأنه مهما كبروا وضعفوا عن القيام بأنفسهم فلن نستغني عنهم, إننا لا نزال نحبهم ونريدهم.
* تلمس حاجاتهم ومعرفة رغباتهم الداخلية وما يتمنون وتلبيتها بكل فرح وسرور من غير أن يتلفظوا بها وينطقوا, وهذا من البر الحقيقي الذي لا يستطيعه كل أحد.
* الصبر على تغير النفسية وتغير الطباع في حال الكبر؛ لأن الشخص حينما يكبر في السن ويرق حاله ويعجز عن القيام بنفسه, تكثر طلباته ويكثر انتقاده ويريد أن يؤتى بكل شيء بسرعة, لذا يجب البر بهما والصبر عليهما والإحسان لهما ومراعاة تلك النفسية ومداراتها.
* تقديم الهدايا التي تبهج الخاطر وتدخل على القلب الأنس والسرور, ومن المستحسن جلب ما يحبون وما يرغبون فمن كان والداه يحبان العطور فجميل لو كانت الهدية علبة عطر مميز, وليس شرطا أن يكون هناك مناسبة لأجل الهدية؛ بل قد تكون بدون مناسبة لها وقع أكبر.
* التلطف والأدب والاحترام حين التحدث معهما واختيار أجمل وألطف العبارات.
* عدم التضجر والغضب والتلفظ بكلمة (أف) عندما يطلبان أمرا أو حتى عندما يكثران عليكم الطلب.
* الدعاء لهما في الصلاة وفي أوقات الإجابة بأن يطيل الله عمرهما على الطاعة وأن يحسن لهما الختام.
* سؤال الله دائما الإعانة والتوفيق إلى برهما ونيل رضاهما.
* احترامهما وعدم رفع الصوت عليهما بل مناداتهما بأحب الأسماء إليهما.
* الإحسان والبر بأصدقاء الوالدين وصلة أقاربهما في حياتهما وبعد مماتهما؛ لأن هذا من البر بهما.
* ترك الأشياء المحببة للنفس المزعجة للوالدين, والنزول عند رغبتهم ولو كانت مخالفة لما تحب النفس وتهواه.
* سرعة الإجابة لأوامرهم وتلبية طلباتهم ورغباتهم, وعدم تقديم طلباتنا ورغباتنا على طلبات ورغبات الوالدين.
* إخبارهم بمستجدات حياتنا اليومية البسيطة إن كان هناك مجال وفسحة؛ لأن هذا يشعرهم باهتمامنا بهم وقربهم منا.
* عدم تفضيل وتقديم أحد عليهم في الإحسان والرعاية والاهتمام سواء كانت زوجة أو أبناء أو أقرباء؛ لأن الوالدين أعظم حقًّا وليس ثمة أحد أعلى منهم منزلة وأحق بالعناية.
* البر الحقيقي حينما يكون الإحسان والسمع والطاعة للوالدين في حال اختلاف رغباتنا وميولنا وطريقة تفكيرنا عنهم, وفي حال عدم حاجتهم لنا؛ لأن برنا بهم وهم محتاجون لنا ليس برا وإنما واجب علينا ورد للجميل الذي قاموا به ونحن صغار, وكأن العلاقة بيننا وبين والدينا سلف ودين؛ لأننا سنلقى كل ما نعمله لهم في أبنائنا سواء كان برا أو عقوقا.
- بعض الآيات والأحاديث في الإحسان للوالدين:
* قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾(سورة الإسراء آية 23 - 24 ).
* قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ (سورة الأحقاف آية 15).
* قال -صلى الله عليه وسلم-: ) رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة (.
* قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات (.
واستحضار تلك الآيات والأحاديث واستشعار عظمة حق الوالدين وعظم الجزاء المترتب على البر والإحسان لهما يدفع إلى المسارعة بالبر والطاعة والإحسان لهما.
وعلى من يريد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة وكسب الأجر العظيم من الله أن يشفق عليهما ويتذلل لهما وأن يترحم عليهما ويدعو لهما بما يفتح الله عليه, وليتذكر الإنسان شفقة أبويه وتعبهما في تربيته؛ ليزيده ذلك إشفاقا لهما وحنانا عليهما, قال حكيم -رحمه الله-: راع أباك يرعاك ابنك.
والحقيقة أن مهما عملنا ومهما قدمنا فلن نصل إلى غاية البر والإحسان لهما؛ لأن حقهما أعظم وأكبر مما نتصور, ويكفي في ذلك أن الله قرن عبادته بطاعتهما والإحسان لهما فقال سبحانه: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾(سورة النساء آية 36)،ومع هذا نحسن ونجتهد ونحتسب الأجر والثواب من الله على قدر الاجتهاد.

وأخيرًا:
الحديث في هذا الباب طويل, ولكن هذا فيض من غيض وكم هو جميل حينما تتزوج الفتاة أو الشاب, وقد أضحى كل منهما إلى عش الزوجية وقد ترك وراءه والدين رحيمين يدعوان له في كل لحظة بالتوفيق والسداد ممزوجة بمحبة صادقة, وحزن على فقدانه وإن لم يكن ذلك حقيقيًّا؛ لأنه لم تنقطع الصلة بينهما وما ذاك الحزن والفقد إلا نتيجة لحسن البر والتعامل مع هذين الأبوين.
أسأل الله أن يوفقنا إلى البر بهما والإحسان لهما ونيل رضاهما.
---------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 06:33 PM   #3702
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سر سعادة المرء في لسانه
عجيبة تلك العضلة الصغيرة في جسم الإنسان, فبالرغم من صغر حجمها إلا أنها تصنع أعمالا عظيمة, فقد تمزق وتفرق وقد تجمع وتقرب, وقد تكون سببا لسعادة الإنسان في حياته وقد تكون أيضا سببا في شقائه, وقد تكون سببا لزيادة الحسنات ورفعة الدرجات, وقد تكون سببا لكسب السيئات ومحق الحسنات بل...!! قد تهوي به في دركات النار,
إنها.... اللسان...!!! نعم.. اللسان, فحين يحسن الإنسان حديثه مع الآخرين وينتقي عباراته, ولا يتحدث إلا بأطيب القول وبما ينفع, وفيما يعنيه, ويذكر الله به جُلَّ وقته, كان ذلك سببا لسعادته وفلاحه؛ لأنه حفظ لسانه عن الوقوع في أعراض الناس وعن الغيبة والنميمة التي تعد من كبائر الذنوب, والتي نهانا الله عن فعلها, بل وصور من يفعل ذلك بأبشع تصوير دلالة على شناعة الفعل وعلى قبحه فقال جل وعلا:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾(سورة الحجرات آية 12).
والغيبة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) ذكرك أخاك بما يكره (ولو كان فيه، أما النميمة فهي: نقل الكلام من شخص لآخر بقصد الإفساد.
وهاتان الصفتان الذميمتان من أكبر ما يفرق بين المجتمعات ويمزق وحدتها, وتملأ القلوب غيظا وحنقا, وتسبب الحقد والضغينة والكراهية؛ لذلك نهانا الله عنها, وعلى النقيض أمرنا بالنطق بأطيب القول وأحسنه في الدعوة إلى التوحيد وفي شتى المجالات؛ لأنه أدعى للقبول وأحرى للإجابة, وأقرب مثال لذلك أنه - سبحانه - حينما أرسل موسى وأخاه هارون إلى فرعون ذلك الطاغية الكافر المتكبر ليدعواه إلى دين الله, أمرهما بأن يدعواه بالقول اللين فقال تعالى: ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي *اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ (سورة طه آية 42 - 44 ).
وتفسير الآية ما ذكره الشيخ عبد الرحمن السعدي في كتابه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان): قَوْلًا لَيِّنًا;: أي سهلا لطيفا برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف ولا غلظة في المقال أو فظاظة في الأفعال، لَعَلَّهُ; بسبب القول اللينيَتَذَكَّرُ ما ينفعه فيأتيه أَوْ يَخْشَى ;ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه ا.هـ.».
وإذا كان هذا التصرف، وهذا التعامل مع الكافر وهو كافر, فمن البديهي أن يكون التعامل الجيد والحسن مع المسلمين أولى وأحرى, لذا ينبغي على الإنسان المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة الموجودة في عقيدة الإسلام والتي علمنا إياها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأن يراقب لسانه ويتحرى الصدق فيما يقول, ويحاسب نفسه على كل كلمة ينطق بها هل تكون له في ميزان حسناته...؟؟ أم تكون عليه وتكون في ميزان سيئاته...؟؟
ومن واقع تجربة - حتى يحظى الإنسان بالقبول والمحبة من جميع من هم حوله ويشعر بالسعادة - أذكر هذه النقاط التي أرجو أن تكون نافعة إن شاء الله:
* أن يكون الإنسان بشوشا مبتسما فالابتسامة في وجه أخيك صدقة وتفتح لك القلوب.
* أن يتحلى بأدب المجلس من: إلقاء التحية, الإفساح في المجلس, احترام الكبير, ألا يتصدر المجلس بالحديث ويدع المجال للآخرين بأن يتحدثوا.
* سؤال الآخرين عن أحوالهم والاحتفاء بهم وتقديم المساعدة لهم إن احتاجوا لذلك.
* تحري الصدق في كل ما يقول وينطق وفي الحديث: ) لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا (.
* عـدم التدخل فيما لا يعنيه من شئون الآخرين وفي الحـديث: ) من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (.
* تأسيس الرقابة الذاتية واستشعار أن الله مطلع على الإنسان ومحيط بكل ما يقول وينطق, ويتذكر دائما أن عن يمينه وشماله ملكين يسجلان ويكتبان كل ما يقول, واستحضار ذلك دائما يدفع الإنسان إلى فعل الخير وإلى ما يرضي الله عنه, ويدعوه إلى ترك المعاصي وعن كل ما يغضب الله.
* كلما تقرب العبد لربه بالطاعات والأعمال الصالحات نال رضا الله ومحبته وجعل الله له القبول في الأرض وألقى محبته في قلوب الخلق.
* حسن الظن بالآخرين وألا ينشغل إلا بنفسه؛ لأن المرء حينما يشغل نفسه بمراقبة الآخرين وانتقادهم يغفل عن نفسه وعيوبه, وقبل أن ينتقد الإنسان الآخرين لا بد أن يرى عيوبه ويسعى لإصلاحها, وحتى لو واجه النقد فليتقبله بكل رحابة صدر، اعلم أن تقبل النقد قد يكون صعبا بعض الشيء خصوصا حينما يكون نقدا لاذعا خاليا من الأسلوب الجيد, لكن العاقل من يستمع إليه مهما كان الأسلوب الذي جاء به, ويسعى للإصلاح والتقويم.
كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي» لأن المحب الحقيقي الناصح هو الذي يوجهك وينبهك عند وقوعك في الخطأ ويؤيدك على الصواب والفعل الحسن, وجميل أن نجعل نقد الآخرين بمثابة الموج الذي يدفعنا للأمام وأن نرتقي بأنفسنا وأخلاقنا وذواتنا إلى معالي الأمور.
* أن نتذكر أن سعادة المرء وتعاسته في لسانه, فإن استطاع التحكم في لسانه فإنه يستطيع التحكم في سعادته وفي الحديث: ) وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم (، فكلما كانت كلماتك لطيفة ومهذبة ومؤدبة كسبت بذلك ودّ من حولك وحبهم واحترامهم وازدادوا شوقا إلى حديثك وسماع كلامك, وكلما كان اللسان طويلا غير مهذب بذيئا كسبت نفور من حولك وفقدت احترامهم لك وكرهوك وكرهوا مجالستك تفاديا لسماع حديثك وكلامك.
* الدعاء: الدعاء فشأنه عجيب وقد سمعنا في ذلك قصصا كثيرة, فلا يغفل الإنسان عن الدعاء بأن يطهر الله لسانه من الكلام الفاحش البذيء ومن الغيبة والنميمة وأن يطهر قلبه من الحقد والحسد والنفاق.
* ترطيب اللسان وتطييبه بذكر الله وتعويده عليه ولا أسهل من ذكر الله ولا أعظم أجرا منه, وحينما يعتاد الإنسان الكلام الطيب يتعفف لسانه ويتورع فيما بعد عن النطق بغيره.
هذا ما جاد به قلمي, وفاضت به قريحتي أسأل الله أن أكون قد وفقت فيما كتبت فانتفعت ونفعت, وأدعو ربي أن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها سواه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 06:42 PM   #3703
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ثمرات الإيمان إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب جاء بالأعاجيب في العقائد والأعمال والأخلاق، ورأى الناس منه العجب العجاب في سائر الأحوال، الإيمان الذي من أوتيه فقد أوتي خيرًا كثيرًا، بل جعل الله دخول الجنة موقوفًا على الإيمان، وجعل الإيمان موقوفًا على المحبة، والمحبة موقوفة على السلام، والسلام لا يكون من الإنسان إلا بوازع من الإيمان. الإيمان الذي يعيش به الإنسان سعيدًا ويموت به حميدًا، فـ: )من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة(، يقول الله: ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ [سورة يس آية: 25- 26]، فما ذكر الله الجنة إلا جعل أول أوصاف أهلها الإيمان.
إن الإيمان معناه أن تعبد الله على نور من الله ترجو ثواب الله وتخاف عقاب الله، الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية نسأل الله العظيم أن يزيدنا إيمانًا ويكمله لنا، ففي الدعاء: «اللهم أسألك إيمانًا كاملًا ويقينًا صادقًا»، وإذا تبين هذا كله فإليكم ثمرات الإيمان وآثاره الطيبة وعواقبه الحميدة في الدنيا والآخرة.
من ثمرات الإيمان حبُّ الله لأهل الإيمان: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [سورة المائدة آية: 54].
الإيمان الذي لا يعطيه الله إلا أحبابه وصفوته من خلقه: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [سورة يونس آية: 62- 63].
وفي الحديث: )إن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب(، فخير وصية لك أن تحب الله بكل قلبك، وكيف لا تحب الله وما من طرفة عين إلا وله عليك نعمة وفضل، وكل شيء قد تكون مبالغًا في حبه إلا الله فإنك مهما أحببته فإنك لا تزال مقصرًا في حبه، والعجيب أنك إذا أحببته أحبك، فإن تقربت منه شبرًا تقرب منك ذراعًا، وهو مع هذا كله أغنى ما يكون عنك.
بل انظر إلى عظم محبة الله للعبد المؤمن ففي الحديث: )وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته(، الله أكبر ما أعظم مقام أهل الإيمان عند الله يحبون الله، والله يحبهم ويرضون عن الله والله راضٍ عنهم.
ومن ثمرات الإيمان رضا الله عن أهل الإيمان، يقول الله عنهم: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [سورة البينة آية: 8]
فأعز شيء في هذه الدنيا وأعظمه رضا الله عن العبد، وإذا رضي الله عن العبد أسعده وأرضاه وثبت قلبه على الصراط المستقيم، ويسر له الخير حيث كان وأينما كان وأينما توجه، بل يرضى الله عنه في الدنيا ويرضى عنه عند الممات، ويذكر أن الحسن لما مات سمع الناس هاتفًا يقول: "لقد قدم الحسن البصري على الله وهو عنه راض"، وعلى كل بقدر كمال إيمان العبد يكون رضا الله عنه، وفي الحديث: )من التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس والعكس(.
ومن ثمرات الإيمان أن لهم الأمن التام، يقول الله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [سورة الأنعام آية: 82]، فأخبر - سبحانه - أن من وفِّق للإخلاص رزقه الله فائدتين الأمن التام والهداية في الدنيا والآخرة، وقد فسر الأمن هنا بأنه أمن الدنيا، وقيل: أمن الآخرة، وعلى كل إذا كمل توحيد العبد فإنه لا يخاف شيئًا سوى الله، ففي الصحيح عن جابر قال: ) كنا إذا سافرنا تركنا أفضل ظل للنبي -صلى الله عليه وسلم- فرأينا دوحة عظيمة فتركناها له، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزل تحتها وعلق سيفه بها وجاءه أعرابي فاخترط السيف وقال: يا محمد، من يمنعك مني؟ قال: «الله»، فسقط سيفه من يده وأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: «من يمنعك مني؟» قال: كن خير آخذٍ فعفا عنه(. وهذا يدل على كمال توحيده – صلى الله عليه وسلم - ولن يخيب عبد تعلق بالله ولو كادته السماوات والأرض إلا جعل الله له من بين أطباقهن فرجًا، فالمؤمن الكامل لا يدخل الخوف قلبه أبدًا.
وقيل: المراد بالأمن أمن الآخرة إذا خرج الناس من قبورهم حفاة عراة وبدت من الآخرة أهوالها وأصبح الناس في خوف شديد وفزع عظيم: ﴿أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إ [سورة فصلت آية: 40].
ومن ثمرات الإيمان ثبات القلوب، فمن أعظم المصائب تقلب القلوب عن طاعة الله: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [سورة إبراهيم آية: 27]، فأهل الإيمان أهل ثبات ويقين لا تضرهم الفتن مهما عظمت، ولا تقلبهم المحن مهما اشتدت لأنهم تمسكوا بحبل الله المتين.
ألزم يديك بحبل الله معتصما



فإنه الركن إن خانتك أركان


ومن ثمرات الإيمان الهداية والرحمة: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [سورة التغابن آية: 11]، وقال سبحانه: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [سورة الأنعام آية: 82]، أي الهداية التامة في كل أحوالهم وفي جميع شئونهم، الهداية التي لا ضلال معها.
ومن ثمرات الإيمان لذة الطاعة وحلاوة المناجاة، ففي الحديث: )ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا(، فأخبر أن للإيمان طعمًا، فثمرة الرضا ذوق طعم الإيمان قال ابن القيم في المدارج: «هذا الحديث عليه مدار مقامات الدين وتضمن الرضا بالربوبية والألوهية لله سبحانه، والرضا بالرسول والانقياد له، والرضا بدينه والتسليم له، ومن اجتمعت له هذه الطرق الأربعة فهو الصديق حقًّا نسأل الله العظيم أن يذيقنا حلاوة المناجاة والإيمان والطاعة، وقد قيل ليحيى بن معاذ: متى يبلغ العبد مقام الرضا؟ قال: «بأربع: يقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت».
ومن ثمرات الإيمان أن الله يدفع عن أهله كل مكروه، يقول الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [سورة الحج آية: 38]، يقول السعدي -رحمه الله-: «وهذا إخبار ووعد وبشارة للمؤمنين أن الله يدافع عنهم - وذلك بسبب إيمانهم - كل شر من شرور الكفار وشرور الوسوسة وشرور النفس والسيئات، ويخفف عنهم المكاره غاية التخفيف، وهذه المدافعة بحسب الإيمان فمستقل ومستكثر».
ومن ثمرات الإيمان أنه إذا كان على طاعة دعته أخرى إليها، وذلك بأن يشرح الله صدره وييسر أمره ويكون سببًا للتوفيق لعمل آخر فيزداد بها عمل المؤمن: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [سورة الليل آية: 5- 7]، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا [سورة الشورى آية: 23]، أي فلا يزال ميسرًا للخير والطاعات.
ومن ثمرات الإيمان أن الله يحيي به قلب العبد فتصبح أشجانه وأحزانه كلها لله وللآخرة ففي الحديث: )كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: مؤمنًا حقًّا، قال: إن لكل قول حقيقة قال: يا رسول الله، عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها(، فمن يؤمن بالله يكن للآخرة ذاكرًا وكثير التعلق بها، وكلما جاءته طاعة نظر إلى عواقبها الحميدة يوم القيامة، فإذا صلى ركعتين وأحس بفتور تذكر أنه سوف يفرح بها في قبره ويوم القيامة فدعاه ذلك التذكر إلى حسن العبادة والإكثار منها.
ومن ثمرات الإيمان استغفار الملائكة للمؤمن: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [سورة غافر آية: 7]، وهذا من أعظم فوائد الإيمان.
ومن ثمرات الإيمان عدم تسلط الشياطين على المؤمن: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [سورة النحل آية: 99]، فأخبر - سبحانه - في كتابه أن أعظم سبب في دفع شر الشيطان الاستعاذة بالله منه، وبين أيضًا أن هناك سببًا أقوى في دفعه وهو التحلي بالإيمان والتوكل.
خاتمة
يا أيها الناس إذا عرفنا ثمرات الإيمان وفضائله فاعلموا أننا في زمن فاسد يجب علينا أن نحافظ على عقيدتنا وعلى إيماننا وعلى ديننا، وينبغي علينا أن نحفظ أنفسنا لئلا نخرج عن جادة الدين من حيث لا نشعر، وقد تفننت شياطين الإنس والجن بمداخل وأساليب خفية لا نكاد نشعر بها، وقد ورد أنه في آخر الزمان أن الرجل يصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا والعكس، وقد تداخلت حدود الإيمان والكفر، وخفيت على كثير من الناس.
يقول شيخنا محمد المختار حفظه الله: «إنه لما أمن الناس من الشرك وقعوا فيه، تأتي الرجل فتقول له: إن الشرك باب عظيم وخطير لأنه لا يقبل الله لك عملًا بدون صحة التوحيد فيقول لك: يا أخي، الناس موحدون، الناس يقولون: لا إله إلا الله، نسأل الله العافية».
وعلى كل فمن كمل إيمانه وخلص من الشرك فله الأمن التام والهداية التامة في الدنيا والآخرة، وحصل على جميع فضائل الإيمان. والواجب على كل مسلم أن يفكر كل لحظة كيف يزداد من الإيمان والعمل الصالح.
تنبيه هام: يقول الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: «محركات القلوب إلى الله ثلاثة: المحبة والخوف والرجاء، وأقواها المحبة وهي مقصودة لذاتها لأنها معه في الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فهو مقصود لغيره، فإنه يكون معه في الدنيا دون الآخرة، فعلى قدر المحبة يكون سير العبد إلى محبوبه، والخوف يمنعه من الخروج عن طريق المحبوب، أما الرجاء فهو حادٍ يحدو ويقود».
ويقول -رحمه الله-: «وهذا أصل عظيم يجب التنبه إليه فإنه لا يحصل للعبد العبودية بدونه، أما المحبة فأعظم شيء يحركها في القلب أمران:
الأول: كثرة الذكر للمحبوب لأن كثرة الذكر تعلق القلب به، ولهذا أمرنا الله بالإكثار من ذكره ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [سورة الأحزاب آية:41- 42].
الثاني: مطالعة آلائه ونعمائه: ﴿فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة الأعراف آية: 69]، وقوله تعالى:﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [سورة النحل آية: 53]، فلا إله إلا الله لو خرست الألسنة وصمت الآذان وعميت العيون؛ كيف يكون حالنا؟! ولكن الله أعطانا السمع والبصر والفؤاد كله رحمة منه».
هذا، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، وعلى أتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 07:35 PM   #3704
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة أصحاب الأخدود
عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ, فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ, فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ، وَسَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَهُ, فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ, فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ, فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي. وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَت النَّاسَ, فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمْ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ, فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ, فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ, فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى, وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِن ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ, وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ, فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ, فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ: مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي, فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ, فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ, فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ, فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ, فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: رَبِّي. قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ, فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ, فَجِيءَ بِالْغُلَامِ, فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ, فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ, فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ, فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى, فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ, ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ؛ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ؟ فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ, ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ؟ فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ, فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ, فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ, فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ, فَرَجَفَ بِهِم الْجَبَلُ فَسَقَطُوا, وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ, فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ, فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ؛ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ, فَذَهَبُوا بِهِ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ, فَانْكَفَأَتْ بِهِم السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا, وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ, فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَقَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ, وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ, ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي, ثُمَّ ضَع السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ, ثُمَّ قُلْ: "بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ" ثُمَّ ارْمِنِي, فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي, فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ, ثُمَّ قَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ" ثُمَّ رَمَاهُ, فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ, فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ, آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ, آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ, فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُك أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ قَدْ آمَنَ النَّاسُ, فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ, وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ, وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا, أَوْ قِيلَ لَهُ: اقْتَحِمْ, فَفَعَلُوا؛ حَتَّى جَاءَت امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا, فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ: يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ )(1).
شرح المفردات(2):
(وَالْأَكْمَه) الَّذِي خُلِقَ أَعْمَى.
(وَالْمِئْشَار) مَهْمُوز فِي رِوَايَة الْأَكْثَرِينَ, وَيَجُوز تَخْفِيف الْهَمْزَة بِقَلْبِهَا يَاء, وَرُوِيَ الْمِنْشَار بِالنُّونِ, وَهُمَا لُغَتَانِ صَحِيحَتَانِ.
( وَذُرْوَة الْجَبَل) أَعْلَاهُ, هِيَ بِضَمِّ الذَّال, وَكَسْرهَا.
( وَرَجَفَ بِهِم الْجَبَل) أَيّ اِضْطَرَبَ وَتَحَرَّكَ حَرَكَة شَدِيدَة, وَحَكَى الْقَاضِي عَنْ بَعْضهمْ أَنَّهُ رَوَاهُ: فَزَحَفَ بِالزَّايِ وَالْحَاء, وَهُوَ بِمَعْنَى الْحَرَكَ , لَكِنَّ الْأَوَّل هُوَ الصَّحِيح الْمَشْهُور.
( وَالْقُرْقُور) بِضَمِّ الْقَافَيْنِ السَّفِينَة الصَّغِيرَة, وَقِيلَ: الْكَبِيرَة, وَاخْتَارَ الْقَاضِي الصَّغِيرَة بَعْد حِكَايَته خِلَافًا كَثِيرًا.
( وَانْكَفَأَتْ بِهِم السَّفِينَة) أَيْ اِنْقَلَبَتْ.
( وَالصَّعِيد) هُنَا الْأَرْض الْبَارِزَة.
( وَكَبِد الْقَوْس) مِقْبَضهَا عِنْد الرَّمْي.
( نَزَلَ بِك حَذَرك ) أَي: مَا كُنْت تَحْذَر وَتَخَاف.
(الْأُخْدُود) هُوَ الشَّقّ الْعَظِيم فِي الْأَرْض, وَجَمْعه أَخَادِيد.
(السِّكَك) الطُّرُق.
(أَفْوَاههَا) أَبْوَابهَا.
( فَأَحْمُوهُ ) بِهَمْزَةِ قَطَعَ بَعْدهَا حَاء سَاكِنَة, وَنَقَلَ الْقَاضِي اِتِّفَاق النُّسَخ عَلَى هَذَا. وَوَقَعَ فِي بَعْض النُسَخ ( فَأَقْحِمُوهُ ) بِالْقَافِ, وَهَذَا ظَاهِر, وَمَعْنَاهُ اِطْرَحُوا فِيهَا كُرْهًا. وَمَعْنَى الرِّوَايَة الْأُولَى اِرْمُوهُ فِيهَا, مِنْ قَوْلهمْ: حَمَيْت الْحَدِيدَة وَغَيْرهَا إِذَا أَدْخَلْتهَا النَّار لِتُحْمَى.
( فَتَقَاعَسَتْ ) أَيْ تَوَقَّفَتْ وَلَزِمَتْ مَوْضِعهَا, وَكَرِهَت الدُّخُول فِي النَّار.
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 08:02 PM   #3705
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة استضافة جابر بن عبد الله للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَمَصًا شَدِيدًا ، فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شيء فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَمَصًا شَدِيدًا . فَأَخْرَجَتْ إِلَىَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ فَذَبَحْتُهَا ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ، فَفَرَغَتْ إِلَى فراغي، وَقَطَّعْتُهَا في بُرْمَتِهَا ، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ لاَ تفضحني رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَنْ مَعَهُ . فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَّا صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا ، فَتَعَالَ أَنْتَ، وَنَفَرٌ مَعَكَ . فَصَاحَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ ، إِنَّ جَابِراً قَدْ صَنَعَ سُورًا فحي هَلاً بِكُمْ » . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم : « لاَ تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ ، وَلاَ تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أجيء » . فَجِئْتُ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي ، فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ . فَقُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ . فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا ، فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا، فَبَصَقَ وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ « ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِك، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ، وَلاَ تُنْزِلُوهَا»، وَهُمْ أَلْفٌ ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ، وَانْحَرَفُوا ، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ (1).
وفي رواية للبخاري أن َقَالَ: إِنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَجَاءُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم – فَقَالُوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ في الْخَنْدَقِ ، فَقَالَ « أَنَا نَازِلٌ » . ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ ، وَلَبِثنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ نَذُوقُ ذَوَاقًا ، فَأَخَذَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ ، فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ أَوْ أَهْيَمَ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي إِلَى الْبَيْتِ . فَقُلْتُ لامرأتي: رَأَيْتُ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا ، مَا كَانَ في ذَلِكَ صَبْرٌ ، فَعِنْدَكِ شيء قَالَتْ: عندي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ . فَذَبَحْتُ الْعَنَاقَ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ ، حَتَّى جَعَلْنَا اللَّحْمَ في الْبُرْمَةِ ، ثُمَّ جِئْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَالْعَجِينُ قَدِ انْكَسَرَ ، وَالْبُرْمَةُ بَيْنَ الأَثَافِيِّ، قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ، فَقُلْتُ: طُعَيِّمٌ لي ، فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَرَجُلٌ، أَوْ رَجُلاَنِ . قَالَ « كَمْ هُوَ؟ » . فَذَكَرْتُ لَهُ، قَالَ « كَثِيرٌ طَيِّبٌ » . قَالَ « قُلْ لَهَا لاَ تَنْزِعُ الْبُرْمَةَ، وَلاَ الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حَتَّى آتِي» . فَقَالَ « قُومُوا » . فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: وَيْحَكِ جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَمَنْ مَعَهُمْ . قَالَتْ هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ نَعَمْ . فَقَالَ « ادْخُلُوا وَلاَ تَضَاغَطُوا » . فَجَعَلَ يَكْسِرُ الْخُبْزَ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ ، وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةَ، وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ، ثُمَّ يَنْزِعُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْز،َ وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِىَ بَقِيَّةٌ، قَالَ: « كُلِى هَذَا وَأَهْدِى ، فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ » (2).
شرح المفردات:
(الخمص) الجوع.
(كُدْيَةٌ) وَهِيَ الْقِطْعَةُ الصُّلْبَة الصَّمَّاءُ.
( فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ) أَيْ الْمِسْحَاة.
( وَعَنَاق) هِيَ الْأُنْثَى مِنْ الْمَعْز.
( بَهِيمَة دَاجِن) أَيْ سَمِينَة ، وَالدَّاجِن ما يألف البيت من الحيوان ، وَمِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَسْمَنَ.
( وَالْعَجِين قَدْ اِنْكَسَرَ ) أَيْ لَانَ وَرَطِبَ وَتَمَكَّنَ مِنْهُ الْخَمِيرُ.
(الْبُرْمَةَ ) الْقِدْرُ.
(تغط) تغلي، ويسمع غليانها.
(الْأَثَافِيّ ) أَيْ الْحِجَارَةِ الَّتِي تُوضَعُ عَلَيْهَا الْقِدْرُ وَهِيَ ثَلَاثَةٌ .
( وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةَ ) أَيْ يُغَطِّيهَا.
( فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ) أَيْ الْمِسْحَاة.
( فَعَادَ كَثِيبًا )أَيْ رَمْلًا .
( أَهْيَلَ، أَوْ أَهْيَمَ ) أَيْ صَارَ رَمْلًا يَسِيلُ، وَلَا يَتَمَاسَكُ.
( وَلَا تَضَاغَطُوا ) أَيْ لَا تَزْدَحِمُوا.
من فوائد الحديث:
1- في الحديث علم من أعلام نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وهو تكثير الطعام القليل، حتى أشبع أمة عظيمة من الناس.
2- كمال خلق النبي - صلى الله عليه وسلم-، ورحمته بأصحابه، حيث لم يستأثر بشيء دونهم، بل لما تيسر له الطعام، ولم يأكل حتى شبعوا جميعاً، فشاركهم في السراء والضراء، صلوات الله وسلامه عليه.
3- تقسيم النبي - صلى الله عليه وسلم- للصحابة - رضي الله عنهم- لما أدخلهم للأكل، حيث جاء في بعض الروايات " وَأَقْعَدَهُمْ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَكَلُوا " وفي هذا من الرحمة بهم والتيسير عليهم ما لا يخفى، وذلك حتى يأخذ كل واحد منهم حاجته من الطعام، بلا عنت، أو مشقة، ولاسيما وقد أصابتهم مخمصة شديدة.
4- فضيلة جابر بن عبد الله - رضي الله عنه-، وكمال محبته للنبي - صلى الله عليه وسلم-، حيث لم يتمالك نفسه وهو يرى ما بالنبي - صلى الله عليه وسلم- من المخمصة والجوع، حتى سعى في إزالة ذلك، ومدافعته عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بكل ما يملك في بيته.
5- فضل الصحابة - رضي الله عنهم-، وكمال صبرهم على ما وقع لهم من الخوف والجوع، وغير ذلك من صنوف الابتلاءات، حتى فازوا بتزكية الله تعالى لهم، ورضاه عنهم.
6- فضل زوجة جابر بن عبد الله، واسْمهَا سُهَيْلَة بِنْت مَسْعُود الْأَنْصَارِيَّة - رضي الله عنها-، وإعانتها لزوجها على الخير والمعروف، وسماحة نفسها في بذل ما في بيتها رجاء ثواب الله، ونصرة لرسوله - صلى الله عليه وسلم-.
وقد كان ما صدر منها من عتاب لجابر - رضي الله عنه- في أول الأمر لكمال حيائها أن يقصر الطعام عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومن معه من الصحابة، فَلَمَّا أَعْلَمَهَا أَنَّهُ أَعْلَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَكَنَ مَا عِنْدَهَا؛ لِعِلْمِهَا بِإِمْكَانِ خَرْقِ الْعَادَة ، وَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى وُفُورِ عَقْلِهَ، وَكَمَالِ فَضْلِهَا.
7- على المسلم أن يتأسى برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فيصبر على ما يصيبه في ذات الله من الابتلاءات والشدائد، ويوقن أن ما عند الله خير وأبقى، وأنه لا يوصل إلى النعيم إلا على جسر من التعب، كما أن عليه أن يكثر من سؤال الله تعالى العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 08:35 PM   #3706
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
مــــــــن لـــــــــــك
{ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته}
اذا فكرت فى علمك وقوتك حتى فى أبسط وأعقد ما فى حياتك وقارنته بما يفوقك فى الكون .
لو أعطيت عقلك حرية التنقل بين ضعيف تغيب عنه القوة التى تتمتع بها
وفقير لا يملك ما تملكه وإنجازٌ علمك يفوقه .
تأمل فى سمعك وبصرك وباقى حواسك
الأرض والسماء وما بينهما
راحتك وتعبك ومن أوجدهما
علمت أن ما حرمت منه وتتمناه أنك ستناله وما تخافه وتحذره لن يصيبك
ان بعد موتك فوزٌ عظيم إذا أتبعت ما جاء به الرسول الأمين
ويكون الخسران المبين إذا أتبعت الشيطان الرجيم
قيل لك قم بالليل ينادى أكرم الأكرمين وبالنهار رزقكم وما توعدون

أنت فى عسر الحال وتضيق بك الأرض بما رحبت
أستغثت بأحد العباد تراه عجز لأمرك
رحلت بحثاً عن الخلاص فلم تجد من يجيبك ولا يعينك على المصيبة
نفسك مكسورة عيونك بها الدموع وكل من حولك لا يفيدك بأكثر من الدموع
فمن لك غير من أوجدك }

وليس لك الا رب العالمين . ارحم الراحمين

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 08:54 PM   #3707
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كيف تتعرف علي حب الله لك
ان أعطاك الله الدين و الهدى , فاعلم ان الله يحبك
و ان أعطاك الله المشقّات و المصاعب و المشاكل فاعلم ان الله يحبك و يريد سماع صوتك في الدعاء
و ان أعطاك الله القليل فاعلم ان الله يحبك و انه سيعطيك الأكثر في الآخره
و ان أعطاك الله الرضا فاعلم ان الله يحبك وانه اعطاك اجمل نعمة
و ان أعطاك الله الصبر فاعلم ان الله يحبك و انك من الفائزون
و ان أعطاك الله الاخلاص فاعلم ان الله يحبك فكون مخلص له
و ان أعطاك الله الهم فاعلم ان الله يحبك و ينتظر منك الحمد و الشكر
و ان أعطاك الله الحزن فاعلم ان الله يحبك و انه يخـتبر ايمانك
و ان أعطاك الله المال فاعلم ان الله يحبك و لا تبخل على الفقير
و ان أعطاك الله الفقر فاعلم ان الله يحبك و اعطاك ما هو اغلى من المال
و ان أعطاك الله لسان و قلب فاعلم ان الله يحبك استخدمهم في الخير و الاخلاص
و ان أعطاك الله الصلاة و الصوم و القرآن و القيام فاعلم ان الله يحبك فلا تكن مهملاً و اعمل بهم
و ان أعطاك الله الاسلام فاعلم ان الله يحبك
ان الله يحبك , كيف لا تحبه
ان الله أعطاك كثير فكيف لا تعطيه حبك
الله يحب عباده و لا ينساهم .. سبحان الله
لا تكن أعمى و أوجد حبّ الله في قلبك( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) (آل عمران:76)( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِوَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (آل عمران:134)( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُواوَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) (آل عمران:146)( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي ن َ) (آل عمران:159)( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (الأعراف:55)( لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِ ينَ )(النحل:23)( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) (الحج:38)( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّمُخْتَالٍ فَخُور ) (لقمان:18) ثمانيةاعجبتني ..حتى ابكتني!!

-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 09:12 PM   #3708
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
رفقاً بالعيون ..لو كانت ناطقه لشكت!!
كم أرهقها النظر ؟؟
وأرقها السهر؟؟
وأتعبها في الليل طولُ السمر ..!!
فرفقاً بالعيون...
لو كانت ناطقه لشكت..!!
يا أيها الشاكي...
أما أُمرتَ بغض البصر ؟؟
أمراً..في النور قد انفطر..
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم..)
فاعمل بأمرٍ..
أزكى لنفسٍ..
من كيد شيطان أشِر..
وإنَّ العين تزني...فاحذر زناها..
إنَّ عاقبة النظر..
همُ عشقٍ..وضيقُ عيشٍ وضرر..
بين تلفازٍ ومجلاتٍ ونظراتٍ يكبلها الخطر..
فلِمَ التطاول والتعالي في النظر؟؟
أنسيتَ يوماً فيه برقٌ بالبصر؟؟
وجمعٌ..بين شمسٍ وقمر..
أنسيتَ هولٌ منتظر؟؟
تقول يوماً ..يا ربي أين المفر؟؟
أين المستقر؟؟
في جنة المأوى ..أم في سقر؟؟
ولبيب العقل يدرك مفهوم البشر..

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 09:35 PM   #3709
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة نصرة النبي لمراءة اهانها اليهود
-الخيانة والغدر وإحداث الشغب ، والفتن ، ونشر الفساد ، مما اشتهر به اليهود قديماً وحديثاً ، وذلك هو خلقهم ، وطبعهم ، وعلاجهم منه ليس بالأمر السهل اليسير ، ولذلك لا ينفع معهم في كثير من الأحيان إلا القتل ، أو الإبعاد ليبقى المجتمع سليماً من كيدهم ومؤامراتهم ، والتاريخ إلى يومنا شاهد بذلك ، فأينما حلوا أفسدوا ، ولم يتقبلهم أي مجتمع ، حتى إخوانهم في الكفر لم يقبلوا بهم . وصراع المسلمين مع اليهود بدأ منذ أول عهد الرسالة ، وقد أقاموا عهوداً ومواثيق مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ولكنهم سرعان ما نقضوها ، فبعد هزيمة قريش في غزوة بدر ، ازداد غيظ اليهود في المدينة ، وكان من أشدهم يهود بني قينقاع ، فقاموا بإثارة الشغب ، واستفزاز المسلمين ، فجمعهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وطالبهم بالإسلام قبل أن يصيبهم ما أصاب قريشاً ، فقابلوا ذلك بالرفض والصدود ، والاستمرار في الأذى مغترين بما لديهم من آلات الحرب لكونهم صاغة وحدادين وصنّاع فأنزل الله فيهم قوله تعالى : {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد . قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار } (سورة آل عمران 12، 13) . وذكر ابن كثير ، و ابن هشام أن امرأة من العرب جلست إلى صائغ في سوق بني قينقاع ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها ، فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها ، فضحكوا عليها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهودياً فشدت اليهود على المسلم فقتلوه . فحاصرهم المسلمون في حصونهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقابهم ، وأموالهم ، ونسائهم ، وذراريهم . ثم قام عبدالله بن أبي بن سلول مطالباً رسول الله صلى الله عليه وسلم بإلحاحٍ شديد أن يعفو عنهم ، وكانوا حلفاء الخزرج ، فعامله الرسول بالمراعاة ، ووهبهم له ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه فيها ، فخرجوا إلى أذرعات الشام ، بعد أن قبض منهم الرسول أموالهم ، ولم يلبثوا في الشام حتى هلك أكثرهم ، وكان عددهم سبعمائة رجل ، وهم رهط عبدالله بن سلام . -
--------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-2013, 08:55 PM   #3710
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أيها الغافل وايتها الغافلة... أنصتا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
هل تعلم أن الماء والنبات والجماد والحجر والشجر يسبح بحمد ربه
( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) ..
هل تعلم أن الطير يسبح بحمد ربه
( ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه )
هل تعلم أن الرعد يسبح بحمد ربه
( ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) ..
إن الأرض تسجد لربها .. والنجوم تسجد لربها .. والشمس تسجد لربها ..
والقمر يسجد لربه .. والجبال تسجد لربها .. والشجر يسجد لربه ..
والدواب تسجد لربها ..
قال تعالى : ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ) ..
حتى الضفدع يسبح بحمد ربه حين يغفل البشر ، فعن المغيرة بن عتيبة قال :
قال داود عليه الصلاة والسلام : ( يارب ، هل بات أحد من خلقك طول الليل أذكر لك مني ؟ فأوحى الله إليه : نعم ..
الضفدع ..
) رواه أحمد بإسناد جيد ..
بل إن هذه دودة صغيرة تعرف ربها ، وتسبح بحمده ، وتعظ نبيا من
أنبياء الله وخيرة خلقه ، ألا وهو داود عليه السلام ..
قال الفضيل بن عياض – رحمه الله – بينما داود عليه السلام جالس
ذات يوم ، إذ مرت به دودة حمراء رافعة رأسها ، فتفكر داود في نفسه ، ووسوس إليه الخبيث فقال : " ما احتاج الرب إلى خلق هذه
فنطقت الدودة بإذن ربها ، فقالت : يا داود ، أعجبتك نفسك فتفكرت !!
فإن تسبيحة واحدة أسبحها خير من عبادتك "
رواه أبو الشيخ والسيوطي ..
إنك تعجب معي لو علمت أن الطيور تعرف أنها تتكاثر لتكون خلقا
يسبح الله عز وجل ويوحده ..
فقد مر سيدنا سليمان عليه السلام على عصفور وهو يسفد – أي يجامع – أنثاه ويصيح ، فقال لمن معه : أتدرون ما يقول
هذا العصفور لأنثاه ؟
قالوا : لا يا نبي الله ..
قال : يقول : تابعيني على ما أريد منك ، فوالله ما أريد تلذذا ، وما
أريد
إلا أن يخلق الله فيما بيننا خلقا يسبح الله عز وجل
.. أخرجه ابن أبي الدنيا بإسناد جيد ..
فما بال الإنسان بعد ذلك يستنكف ويستكبر على خالقه ؟
ما باله يتمرد على نظام الحياة أجمع ؟ وماذا عساه يساوي في هذا الكون ؟
وأين مكانه في هذا العالم الفسيح ؟
يا عجبا من مضغة لحم .. كيف تسمع آيات الله تتلى عليها ، فلا تلين
ولا تخشع ولا تنيب .. فليس بمستنكر على الله عز وجل أن
يخلق لها نارا تذيبها إذا لم تلن على كلامه وذكره ومواعظه !!
كل هذه الكائنات ، وتلك المخلوقات ، تسبح خالقها وتقدسه ، وأنت غافل لاه ..
وقد خلقت لأجلك ، وسخرها طوع أمرك ، وقد كرّمك وفضّلك ؟!
فمن الشاذ والغريب ؟
كيف تتمرد على خالقك ، وتستنكف عن طريق الهداية ، فتستظل وتختبئ حين تواقع المعصية وراء حائط يسبح ويسجد
لربه !!
أخي .. إما أنك تستشعر حرارة المعصية أو أنك لا تشعر بها !!
فإن كنت لا تشعر فويحك أسرع لأنه الران ،

وهل تدري ما الران ؟
طبقة تغطي القلب لكثرة المعاصي فلا يشعر بعدها بحرارة الذنب .. إنها المعصية ..
تظلم الوجه ، وتضيق الصدر ، وتسود القلب وتميته ، وتحرم نور العلم وتحرم الرزق ..
فماذا تنتظر ؟!!
أعرف أن الشاب الغافل ليست هذه أول كلمة يسمعها ، وأنه قد مرت به مواقف عدة دعته للتفكير في التوبة والرجوع إلى
الله ،
لكن السؤال الآن هو :
لماذا الإصرار على الخطيئة ؟!!
ولماذا التردد في سلوك سبيل الصالحين ؟!!
انظر إلى من حولك ، إلى من هو في سنك وعمرك ، ممن هداهم الله
فأقبلوا على طريق الصلاح والتقوى ، وانظر إلى من كان له تاريخ في
الغفلة والصبوة فنهض وعاد إلى مولاه ، إنهم بشر مثلك ، ولهم شهوات وتنازعهم غرائز ، وتعرض لهم الفتن وتشرع أبوابها
أمام ناظريهم فما بالهم ينتصرون على أنفسهم ؟
وما الذي يجعلهم يستطيعون وأنت لا تستطيع ؟
أخي الحبيب ..
تيقن حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك إلى غيرك فهو في الطريق إليك
وما هي إلا أعوام أو أيام بل ربما لحظات .. فتصبح وحيدا فريدا ..في قبرك ..
إن هناك أناسا اعتقدوا أنهم قد خلقوا عبثا وتركوا سُدى بلا وظيفة .. فكانت حياتهم لهوا ولعبا ..
تعلوا أبصارهم الغشاوة ، وفي آذانهم وقر فلا يسمعون الهدى يناديهم ..أعينهم متحجرة وقلوبهم معميّـة فلا يرون الطريق
إلى الله تعالى .. في مجالسهم تجد كل شيء .. إلا ذكر الله تعالى !
هربوا من الله وهم عبيده وبين يديه وفي قبضته .. دعاهم فلم يستجيبوا له .. واستجابوا لنداء الشيطان ولرغباتهم
وأهوائهم ..

فيا عجبا من هؤلاء .. كيف يلبون دعوة الشيطان ويتركون دعوة الرحمن ؟!
حقـا .. فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور !!!
------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 10:19 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved