منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-09-2013, 11:43 PM   #3821
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 90"]

[frame="10 80"]
في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
عز الورود.. وطال فيك أوام
وأرقت وحدي..والأنام نيام


-
ورد الجميع ومن سناك تزودوا
وطردت عن نبع السنى وأقاموا
-
ومنعت حتى أن أحوم..ولم أكد
وتقطعت نفسي عليك ..وحاموا
-
قصدوك وامتدحواودوني اغلقت
أبواب مدحك..فالحروف عقام
-
أدنوا فأذكرما جنيت فأنثني
خجلا..تضيق بحملي الأقدام
-
أمن الحضيض أريد لمسا للذرى
جل المقام.. فلا يطال مقام
-
وزري يكبلني..ويخرسني الأسى
فيموت في طرف اللسان.. كلام
-
يممت نحوك يا حبيب الله في
شوق..تقض مضاجعي الآثام
-
أرجوالوصول فليل عمري غابة
أشواكها.. الأوزار.. والآلام
-
يا من ولدت فأشرقت بربوعنا
نفحات نورك..وانجلى الإظلام
-
أأعود ظمئآنا وغيري يرتوي
أيرد عن حوض النبي ..هيام
-
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنوب جسام
-
أو كلما حاولت إلمام به
أزف البلاء فيصعب الإلمام
-
ماذا أقول وألف ألف قصيدة
عصماء قبلي.. سطرت أقلام
-
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم
أسوار مجدك فالدنو لمام
-
ودنوت مذهولا.. أسيرا لاأرى
حيران يلجم شعري الإحجام
-
وتمزقت نفسي كطفل حائر
قد عاقه عمن يحب ..زحام
-
حتى وقفت أمام قبرك باكيا
فتدفق الإحساس ..والإلهام
-
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى
وطوى الفؤاد سكينة وسلام
-
يا ملءروحي..وهج حبك في دمي
قبس يضيء سريرتي..وزمام
-
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا
حتى أضاء قلوبنا..الإسلام
-
حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى
من يحمه الرحمن كيف يضام
-
وملأت هذا الكون نورا فأختفت
صور الظلام..وقوضت أصنام
-
الحزن يملأ يا حبيب جوارحي
فالمسلمون عن الطريق تعاموا
-
والذل خيم فالنفوس كئيبة
وعلى الكبار تطاول الأقزام
-
الحزن..أصبح خبزنا فمساؤنا
شجن ..وطعم صباحناأسقام
-
واليأس ألقى ظله بنفوسنا
فكأن وجه النيرين.. ظلام
-
أنى اتجهت ففي العيون غشاوة
وعلىالقلوب من الظلام ركام
-
الكرب أرقنا وسهد ليلنا
من مهده الأشواك كيف ينام
-
يا طيبة الخيرات ذل المسلمون
ولا مجير وضيعت ..أحلام
-
يغضون ان سلب الغريب ديارهم
وعلى القريب شذى التراب حرام
-
باتوا أسارى حيرة..وتمزقا
فكأنهم بين الورى..أغنام
-
ناموا فنام الذل فوق جفونهم
لاغرو..ضاع الحزم والإقدام
-
يا هادي الثقلين هل من دعوة
تدعى..بها يستيقظ النوام
----------------
الشاعر نزار قباني
[/frame]
[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 06-09-2013 الساعة 11:54 PM.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 12:05 AM   #3822
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="7 80"]
في مدح الرسول صلَّى الله عليه وسلم,

بأبي وأمي أنت يا خير الورى
وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ
بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا
لك يا رسول الله منا نصرةٌ
بالفعل والأقوال عما يُفترى
نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ
من دون عِرضك بذلها والمشترى
للشر شِرذمةٌ تطاول رسمُها
لبستْ بثوب الحقد لوناً أحمرا
قد سولتْ لهمُ نفوسُهم التي
خَبُثَتْ ومكرُ القومِ كان مدبَّرا
تبّت يداً غُلَّتْ بِشرّ رسومِها
وفعالِها فغدت يميناً أبترا
الدينُ محفوظٌ وسنةُ أحمدٍ
والمسلمون يدٌ تواجِه ما جرى
أوَ ما درى الأعداءُ كم كنــا إذا
ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا
الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا
ولأفضلِ كل الديانات قام فأنذرا
ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّماً
يدعو لأحسنِها ويمحو المنكرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ سرى
وعليه من لدن الإلهِ تحيةٌ
رَوْحٌ وريحانٌ بطيب أثمرا
وختامُها عاد الكلامُ بما بدا
بأبي وأمي أنت يا خيرَ الورى
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 12:35 AM   #3823
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


صور الرَّحْمَة
1- شفقة الإمام برعيته، وتجنب ما من شأنه أن يجلب المشقة عليهم :
- عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( أعتم النَّبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، حتَّى ذهب عامَّة اللَّيل،
وحتَّى نام أهل المسجد، ثُمَّ خرج فصلَّى، فقال:
إنَّه لوقتها، لولا أن أشقَّ على أمَّتي )
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا صلى أحدكم للنَّاس فليخفِّف،
فإنَّ في النَّاس الضَّعيف والسَّقيم وذا الحاجة ) .
2- التوسط في العبادات وترك ما يشق على النفس :
عن عائشة رضي الله عنها :
( أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة،
قال: من هذه ؟
قالت: فلانة، تذكر من صلاتها،
قال: مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يملُّ الله حتى تملوا،
وكان أحب الدِّين إليه ما داوم عليه صاحبه )
3- البر بالوالدين وخفض جناح الذُّل من الرَّحْمَة لهما :
عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال :
( سألت النَّبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى اللّه عزَّ وجلَّ
قال: الصَّلاة على وقتها.
قال: ثُمَّ أي؟
قال: برُّ الوالدين.
قال: ثُمَّ أي؟
قال: الجهاد في سبيل الله )
- عن أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه قال:
هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من اليمن،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( هجرت الشِّرك ولكنَّه الجهاد. هل باليمن أبواك؟
قال: نعم. قال: أَذِنا لك؟
قال: لا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ارجع إلى أبويك فإن فعلا، وإلَّا فبرهما )
3- الوصية بالمرأة خيرًا والإحسان إليها :
قال صلى الله عليه وسلم :
( استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنَّهن عوانٍ عندكم، أخذتموهنَّ بأمانة الله،
واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله )
4- الشفقة على الأبناء، والعطف والحزن عليهم، إذا أصابهم مكروه:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
( جاء أعرابيٌّ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال:
تقبِّلون الصِّبيان فما نقبِّلهم،
فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:
أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرَّحْمَة؟ )
وعن أسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال :
أَرسلت ابنة النَّبي صلى الله عليه وسلم إليه :
إنَّ ابنًا لي قبض، فأتنا. فأرسل يقرأ السَّلام ويقول:
( إنَّ للَّه ما أخذ، وله ما أعطى، وكلٌّ عنده بأجل مسمَّى.
فلتصبر ولتحتسب. فأرسلت إليه تُقسم عليه ليأتينَّها.
فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبيُّ ابن كعب، وزيد بن ثابت،
ورجال، فرُفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّبيُّ ونفسه تتقعقع ،
قال حسبته أنَّه قال: كأنَّها شنٌّ، عَيْنَا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟
فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده،
وإنَّما يرحم الله من عباده الرَّحماء )
5- الرَّحْمَة بمن هم تحت سلطانه، من العبيد، والخدم، والعمال، وغيرهم:
عن المعرور بن سويد رحمه الله تعالى قال:
لقيت أبا ذرٍّ بالرَّبذة وعليه حلَّة ، وعلى غلامه حلَّة،
فسألته عن ذلك فقال:
إنِّي ساببت رجلًا فعيَّرته بأمِّه،
فقال لي النَّبي صلى الله عليه وسلم :
( يا أبا ذر أعيَّرته بأمِّه؟ إنَّك امرؤ فيك جاهليَّة،
إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم،
فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممَّا يأكل، وليلبسه ممَّا يلبس،
ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفتموهم فأعينوهم )
6- الأمر بإحسان القِتلة والذبحة:
عن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه أنَّه قال:
ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
( إنَّ الله كتب الإحسان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة،
وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته )
7- النهي عن تعذيب الحيوان أو إخافته أو إجهاده أو إجاعته :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه :
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( دخلت امرأة النَّار في هرَّة ربطتها، فلم تطعمها،
ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض )
وعلى نقيض هذه الصورة، ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صورة أخرى،
لامرأة غفر الله لها ذنبها بسبب كلب:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( بينما كلب يطيف بركيَّة كاد يقتله العطش،
إذْ رأته بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها فسقته، فغفر لها به )
قال السعدي معلقًا على هذين الحديثين:
[ ومن ذلك ما هو مشاهد مجرب، أنَّ من أحسن إلى بهائمه بالإطعام،
والسقي، والملاحظة النافعة، أنَّ الله يبارك له فيها، ومن أساء إليها،
عوقب في الدنيا قبل الآخرة، وقال تعالى:
{ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا }
[المائدة: 32]
وذلك لما في قلب الأول من القسوة، والغلظة، والشر،
وما في قلب الآخر من الرَّحْمَة والرقة والرَّأفة،
إذ هو بصدد إحياء كل من له قدرة على إحيائه من النَّاس،
كما أنَّ ما في قلب الأول من القسوة، مستعد لقتل النفوس كلها ]
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 12:55 AM   #3824
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كلمات راقيه
عندمآ تخوض حرباً مع أحدهم خضها بهداوة
فربما تسقط الراء دون أي مقدماتَ
سئل حكيم ذات مرة : ماهو أجمل شيء قد رأيته ..؟
فقال لم ارى أجمل من شخص رأى جميع عيوبي ولاازال يحبني
قــد مات قــومٍ وما ماتـت مكارمهـم
وعــاش قـومٍ وهـم في النــاس أموات
الأمام الشافعى
سواء كنت ناجحا أم فاشلافالناس ستتحدث عنك بالسوء لذا لا تبالي
فكما قال حكيم :الناس لم يجدوا عيب في الذهب فقالوا بريقه يتعب العيون
لايحب مشيتها بالكعب فهمس لها
" حبيبتي اشفقي على قدميك فهي جنة أبنائي "
فلم ترتديه بعد ذلك ،
زوج مهذب وزوجة تقدّر.
ما أجمل الكلمة ( الطيبة ) ؛تبعث في داخلك الرضى ، وتجلب لك ( حب )
الآخرين ،وفوق ذلك هي – مع النية الطيبة – صدقة لكنها قبل ذلك توفيق .”
آلمتديّن : ليس فآقدآ للشهوآت ،
آلكريم : ليس كآرهآ للمآل ،
حتى آلمتفوق : ليس محبآ للدرآسة
ولكنهم أقويآء في موآجهة أهواء أنفسهم
تمسكوا بأحبتكم جيداً ،
وعبروا لهم عن حبكم ،
واغفروا زلاتهم ،
فقد ترحلون أو يرحلون يوماً وفي القَلب لهم حديث
و شوق فالرحيل لا يستأذن أبداً
سئل أحد الحكماء: لماذا أحسنت إلى من أساء إليك؟
فقال:
لأنني بالإحسان..أجعل حياته أفضل، ويومي أجمل،
ومبادئي أقوى، وروحى أنقى ونفسي أصفى
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 01:21 AM   #3825
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الــصـــــــــدى
خرج أب و أبنه في نزهة بعيدا عن صخب المدينة وهمومها
سلك الاثنان واديا عميقا تحيط به جبال شاهقة
وأثناء سيرهما ..تعثر الطفل في مشيته وسقط على ركبته..
صرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيرا عن ألمه
آآآآه
فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل :
آآآآه
نسي الطفل الألم
وسارع في دهشةٍ سائلا مصدر الصوت :
من أنت؟؟
فإذا الجواب يرد عليه سؤاله :
من أنت ؟؟
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال
فرد عليه مؤكدا .. :
بل أنا أسألك من أنت ؟
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة :
بل أنا أسألك من أنت؟
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب
فصاح غاضبا
" أنت جبان"
وبنفس القوة يجيء الرد
" أنت جبان " ...
فقال له والده :
دعه لي ... وأنصت ..
وصاح الأب في الوادي :
"إني أحترمك "
"كان الجواب..وبنفس نغمةالوقار "
إني أحترمك "
عجب الابن من تغير لهجة المجيب

ولكن الأب أكمل المساجلة قائلا
" كم أنت رائع "
وجاء الرد"
كم أنت رائع "
ذهل الطفل مما سمع"
فقال الاب لابنه :
يابني : هذه ظاهرة طبيعية في عالم الفيزياء وتسمى
صدى الصوت
لكنها في الواقع هي الحياة بعينها
أن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها .
ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك
ــ◄ اذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك
ــ◄ إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك
ــ◄ وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك
ــ◄ وإذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك
ــ◄ وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك
فاستمع إليهم لتفهمهم أولا
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم
إنـه صدى الحياة ..
ستجد ما قدمت و ستحصد ما زرعت
فأحسن القول و العمل و أجعله خالصا لوجه لله
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 01:45 AM   #3826
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الصحابي الجليل : ثمامة بن أثال

رضي الله تعالى عنه
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا,
وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه,
وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه,
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه,
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم
إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
لماذا أراد النبي أن يوسع نطاق دعوته
وهل استجاب ثمامة بن أثال لذلك وكيف تلقى ثمامة رسالة النبي ؟
أيها الأخوة الأكارم
مع دروس صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين،
ولهذا الصحابي قصةٌ فريدة، يبدو أنَّ كل صحابي يمثلُّ نموذجاً فذًّا،
يمكن أن يكون قدوةً لشريحةٍ كبيرةٍ من المجتمع، ففي السنة السادسة للهجرة،
عزم النّبي صلّى الله عليه وسلّم، على أن يوسِّع نطاق دعوته .
فالمؤمن لو أنّه اهتدَى إلى الله عزَّ وجل، واهتدى معه أهلُه، لكنه طموح،

ولا يرضى أن يهتدي معه فقط ثلةٌ قليلةٌ من بني عشيرته، ويبقى النّاسُ
في جهالةٍ جهلاء، ليس هذا من شأن المؤمن، لكنّ المؤمن يهمه أن يعمَّ
الهدى الأرضَ كلّها، وأن ينتشرَّ الهدى في الخافقين .
فلذلك أراد النّبي عليه الصلاة والسلام في السنة السادسة للهجرة

أنْ يوسِّع نطاق دعوته إلى الله، لأنَّ دعوة النّبي عليه الصلاة والسلام
موجهةٌ إلى الأممِ كلِّها، وإلى كلِّ الشعوب
قال تعالى:
}وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً{
) سورة سبأ الآية: 28(
الأنبياء السابقون كلُّ نبيٌ منهم كان مرسلاً إلى قومٍ بالذات،
لكن النبي عليه صلوات الله وسلامه أرسله الله إلى أمم الأرض كلها،
لذلك كان خاتم النبيِّين، فكتب ثمانية كتبٍ إلى ملوك العرب والعجم، وبالمناسبة
الرسائل لها دور كبير، فبعضُ الناس قد يتوب إلى الله من خلال رسالة صادقة,
سيدنا عمر أرسل إلى صديقه الذي ذهب إلى الشام ووقع على الخمرة،
وأدمن عليها، فلما بلغه النبأ تألم أشد الألم
وكتب له:
من عبد الله عمر بن الخطاب إلى فلان، أما بعد, أحمد الله إليك :
}غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ{
( سورة غافر الآية: 3)
فجعل هذا الصديق يقرأ كتاب عمر بن الخطاب ويبكي، إلى أن حملته
هذه الرسالة على التوبة
المؤمن الصادق يدعو تارةً بلسانه، تارةً بقلبه، تارةً بمعروفه،
تارةً بزيارته، تارةً ببذله، تارة بالإقناع، تارة بالمنطق، همه كبير
وهدفه نبيل، وشرفه من شرف دعوته، ويمثُّل هذا الدين،
كلُّ مسلم يشعر أنه سفير المسلمين ويمثِّلهم .
بعث بها إليهم يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكان مِن جملة مَن كاتبهم
ثمامة بن أثال الحنفي، أحد ملوك العرب، سيدٌ من سادات بني حنيفة المرموقين
وملكٌ من ملوك اليمامة الذين لا يُعصَى لهم أمر، تلقَّى ثمامة رسالة
النبي صلى الله عليه وسلم بالزراية والإعراض، وأخذته العزة بالإثم،
فأصمَّ أذنيه عن سماع دعوة الحق والخير
قال تعالى:
}إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا{
)سورة التحريم الآية: 4(
صحَّة السماع تعني المبادرة إلى التطبيق، وصحة السماع تعني
أن تتوب إلى الله عزَّ وجل
قال عز وجل:
} إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا {
( سورة التحريم الآية: 4)
ماذا قرر ثمامة بعد أن تلقى رسالة النبي وهل نجا الصحابة من شر ثمامة ؟
أيها الأخوة
ركبه شيطانه، فأغراه بقتل النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا الملك
هكذا عنَّت له نزوة طارئة، أن يقتل النبي ويريح الناس منه
وقد قال الله عز وجل:
}مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ
فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ{
(سورة الحج الآية: 15)
فمَن توهَّم أن الله عزَّ وجل لا ينصر النبي عليه الصلاة والسلام، فليفعلْ
ما يشاء، ولن تتحقّق رغبته وأمنيته، لأن أمنيته سرابٌ بِقِيعَةٍ
، واللهُ عزَّ وجل ناصر نبيه, رسول رب العالمين، أيعقل أن يسلمه؟
هذا معنى قول الله عزَّ وجل:
}يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ{
) سورة المائدة الآية: 67(
لا يستطيع أحدٌ أن يقتل النبي، أبداً، هذا معنى:
}وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ{
)سورة المائدة الآية: 67(
يعصمك مِن أن تُقْتَل، فإذا قُتِلتَ فقد انتهت الدعوة مع قتلك
قال تعالى:
}وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ{
(سورة المائدة الآية: 67)
-----
يتبــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 02:03 AM   #3827
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هذه عصمة النبي، معصوم عن الخطأ، والله عصمه مِن أن يُقتَل .
فدأب يتحيَّن الفرص للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أصاب

منه غرة غفلةً، وكادت تتم الجريمة الشنعاء لولا أن أحد أعمام ثمامة
ثناه عن عزمه في آخر لحظة، فنجَّى الله النبي من شرِّه, فإلى هذه الدرجة
بلغت عداوته للنبي عليه الصلاة والسلام, لكن ثمامة إذا كان قد كفَّ
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يكفَّ عن أصحابه، حيثُ جعل
يتربَّصُ بهم، حتى ظفر بعددٍ منهم، وقتلهم شرَّ قتلة، لذلك أهدرَ
النبي عليه الصلاة والسلام دمه، وأعلن هذا في أصحابه، أنّ هذا الرجل دمه مهدور .
كيف أسر ثمامة بين أيدي المسلمين وكيف عامله النبي ؟
أذكِّركم كلمة كنت أرددها: هكذا تدار الأمم, لا بالانتقام, ولكن بالعقل
والغفران، هذا الإنسان, ما جزاؤه؟ القتل والتنكيل، ولم يمض على ذلك
طويل وقتٍ حتى عزم ثمامة بن أُثال على أداء العمرة، على النمط الجاهلي
فانطلق من أرض اليمامة، مولياً وجهه شطر مكة، وهو يمنِّي نفسه
بالطواف حول بالكعبة، والذبح لأصنامها، وبينما كان ثمامة
في بعض طريقه، قريباً من المدينة، نزلت به نازلة، لم تقع له
في الحسبان، ذلك أن سريةً من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم
كانت تجوس خلال الديار، خوفاً من أن يطرق المدينة طارق، أو يريدها
معتدٍ بشر، فأسرت السريةُ ثمامةَ بن أثال، وهي لا تعرفه، فألقت عليه
القبض وأسرَتْه، وأتت به إلى المدينة، وشدّته إلى ساريةٍ من سواري المسجد
وهذه طريقة سجنه, وهي تنتظر أمر النبي عليه الصلاة والسلام في شأن
هذا الأسير، ولما خرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى المسجد،
وهمَّ بالدخول فيه، رأى ثمامة مربوطاً في السارية،
فقال لأصحابه:
( أتدرون من أخذتم؟ )
قالوا: لا, يا رسول الله!
( قال: هذا ثمامة بن أثال الحنفي.)
-ماذا قال النبيّ عليه الصلاة والسلام لهذا الملك الحاقد الذي أراد قتله،
والذي جمع أصحاباً له، ونكَّل بهم وقتلهم شر قتله؟
هنا الوقفة، وهنا الحقيقة، فأيّ إنسان على وجه الأرض تمكَّن مِن عدوٍّ لدودٍ
وخصمٍ عنيدٍ، ومبغضٍ حاقدٍ، وألقى القبض عليه، فلا بدَّ أن يقتله،
وربما كان قتله لا يشفي غليل الأول، فماذا يفعل به إذًا؟ يأمر بتعذيبه،
والتمثيل به، ثم قتله- قال عليه الصلاة السلام، حينما رأى
ثمامة بن أثال مربوطاً إلى ساريةٍ من سواري المسجد،
قال:
( أحسنوا إسارَه )
لماذا؟ إنه خلاف المألوف، الجواب هو أن النبي عليه الصلاة والسلام،
لا يمكن أن يبغض إنساناً لذاته، لكن يبغضه لعمله، فإذا كان هناك أمل
ٌ في هدايته، ونقله من الضلالة إلى الهدى، ومِن الضياع إلى الرُشد،
ومن الخطأ إلى الصواب، فمرحباً بذلك،
فالنبيّ عليه الصلاة والسلام، قال:
( أحسنوا إسارَه )
أيْ أحسٍنوا إلى هذا الأسير- ثم رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله،
وقال:
( اجمعوا ما كان عندكم من طعام، وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال )
ليطعمه من طعام بيته، فجمع من طعام أهله شيئًا، وأرسله إلى
ثمامة بن أثال- ثم أمر بناقته أن تُحلب له في الغُدو والرواح،
وأن يُقدَّم لبنها إلى ثمامة بن أُثال
ما هذا يا رسول الله؟! هذا الذي أراد أن يقتلك، أراد أن ينكِّل بأصحابك،
وبل نكَّل بهم، وجمع عدداً منهم، وقتلهم شر قتلة، ثم تجمع له من طعام بيتك
وتأمر بحلب ناقتك، وترسلها إلى ثمامة، ليأكل وليشرب، وتمَّ ذلك كلُّه قبل
أن يلقاه النبيّ عليه الصلاة والسلام، وقبل أن يكلمه, بعد أن أكل وشرب وشبع
وشعر أن هذا من عند النبي عليه الصلاة والسلام
أقبلَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام على ثمامة، يريد أن يستدرجه إلى الإسلام .
فإذا كان لك عدو لدود، وخصم عنيد، وإنسان أوقع فيك أشدَّ أنواع الأذى،

ثم وقع في قبضتك، فأنت بين أمرين؛ إمّا أن تنتقم منه، وتشفي غليلك،
وإمّا أن تسعى كي يُسلم، وكي يهتدي ، وقد ملكتَ أمره، ووقع في قبضتك،
فإذا اخترت الانتقام، فما أبعدك عن الإيمان، وإن اخترت له الهداية،
وصفحت عنه، وعفوت عنه، فقد أفلحتَ وأنجَحتَ،
وربنا عزَّ وجل يأمرنا بالصفح فيقول:
}فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ {
) سورة الحجر الآية: 85(
هذه أخلاق الأنبياء .
إليكم قصة إسلام ثمامة بن أثال :
أيها الأخوة
أقبل عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال:
) ما عندك يا ثمامة؟ )
فقال ثمامة:
عندي يا محمد خير، فإن تقتل تقتل ذا دم, -يعني إن قتلتني فأنت محق،
والحق معك، وأنا أستحق أن أُقتل لأنني قاتل- وإن تنعم علي بالعفو،
تنعم على شاكر- أنا لا أنسى لك هذا المعروف- وإن كنت تريد المال،
فسَلْ تُعطَ منه ما شئت
--------
يتبــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 02:28 AM   #3828
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وإن أردت المال فاطلبْ منه ما تشاء، وسل منه تُعطَ ما تشاء

فالنبي ما قال شيئًا، فتركه وعاد . تركه النبيّ عليه الصلاة والسلام
يومين على حاله، يؤتى له بالطعام والشراب، ويحمل إليه لبن الناقة
ثم جاءه ثانيةً
قال: (
( ما عندك يا ثمامة؟ )
-مرة ثانية، خطة حكيمة-
قال:
ليس عندي إلا ما قُلت لك من قبل
فتركه النبيّ عليه الصلاة والسلام، حتى إذا كان في اليوم التالي جاءه
فقال:
(ما عندك يا ثمامة؟)
قال:
عنـدي ما قلت لك: إن تنعم، تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم،
وإن كنت تريد المال، أعطيتك منه ما تشاء .
فالتفت النبيّ عليه الصلاة والسلام إلى أصحابه،
وقال:
( أطلِقوا ثمامة، وفكُّوا وثاقه، وأطلقوه(
يعني عفا عنه، لكن هذا من شأن النبيّ عليه الصلاة والسلام،
فالله عزَّ وجل فتح بصيرته، ولا شك أن النبيّ عليه الصلاة والسلام
توسَّم فيه الخير، وهذا موقف غريب جداً، وموقف غير معقول،
قاتل نكَّل بأصحابه، عفا عنه، وأكرمه هذا الإكرام، وأطعمه الطعام،
وسقاه هذا اللبن!
غادر ثمامة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى حتى إذا بلغ

نخلاً من حواشي المدينة، قريباً من البقيع، فيه ماءٌ، أناخ راحلته عنده،
وتطهَّر من مائه، فأحسن طهوره، ثم عاد أدراجه إلى المسجد،
فما إن بلغه، حتى وقف على ملأٍ من المسلمين
وقال:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
-فهذا الإنسان على جانب عالٍ من الذكاء، ما أراد أن يسلم وهو مقيَّد،
وما أحب أن يُسلم تحت ضغط الأسر، لكن حينمـا عفا عنه النبي،
أعلن إسلامه
وقال:
يا محمد، والله ما كان على ظهر الأرض وجهٌ أبغض إليّ من وجهك,
-العرب كانوا صرحاء، وما تسمع الآن إلا مديح كاذب ، وزورٌ وبهتان
- وقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلُّها إليّ .
هذا بالإحسان، وأنت أيها المؤمن, بإمكانك تنقل إنسان من أشد أنواع
العداوة والبغضاء إلى أشد أنواع الحب والولاء, بإحسانك، افتح القلوب
بإحسانك، قبل أن تفتح الآذان لبيانك،
ويتابع ثمامة- فيقول:
ووالله يا محمد، ما كان دينٌ أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك اليوم أحبَّ
الدين كله إليّ، ووالله يا محمـد، ما كان بلدٌ أبغض إلـيّ من بلدك،
فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ
ثم قال:
يا محمد، لقد كنت أصبت في أصحابك دماً، فما الذي توجبه عليّ؟
فقال عليه الصلاة والسلام:
( لا تثريب عليك يا ثمامة، فإن الإسلام يجُبُّ ما قبله(
-أنت حينما تتوب فكل شيءٍ سبق هذه التوبة عفا الله عنه،
وبشَّره بالخير، الذي كتبه الله له بإسلامه، فانطلقت أسارير ثمامة، وانفرجتْ-
وقال:
والله يا محمد، لأُصيبن من المشركين أضعافَ ما أصبت من أصحابك،
ولأضعن نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك، ونصرة دينك
وهنا وقفة أُخرى، إذَا أقنعتَ إنسانًا له شأن، فاعتقد اعتقاداً جازماً صحيحًا
فإنّ كل أتباع هذا الإنسان يصيرون إلى دينه، وإذا أقنعتَ مثلاً رب أُسرة بالإيمان
إذا أقنعت الابن قناعة كافيةً فهذا أجود، لكن يبقى موقفُه ضعيفًا في الأُسرة
أمّا لو أقنعت الأب لوجَّه أولاده جميعاً، لو أقنعتَ مدير مؤسسة، أو أقنعت
مدير مستشفى مثلاً، فكلما رفعت مستوى الدعوة، هؤلاء لهم أتباع،
هؤلاء لهم مراكز قِوى، هؤلاء بإمكانهم أن يؤثروا في الآخرين،
ولقد دعا النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربَّه أن يعز الإسلام برجلين،
فعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ
أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَر ُ)
]أخرجه الترمذي في سننه عن ابن عمر[
ثمامةيؤدي العمرة على شرع الله ورسوله :
كان ثمامةأصلاً متوجِّهًا للعمرة، وبالمناسبة في بعض مواسم الحج السابقة
أُلقيتْ بعض الندوات والمحاضرات، وكان في المجلس رجل من العالم الغربي
أسلم وحسُن إسلامه، وامتلأ قلبه بالإيمان، وهو على مستوى رفيع جداً
من الثقافة، فألقى محاضرة في مكة المكرمة، قال فيها:
نحن أقوى أُمم الأرض، فإذا أقنعتمونا بالإسلام، فكل قوتنا تتحوّل لكم،
يعني نحن أقوى أُمة، بأيدينا السلاح المدمِّر، السلاح الفتَّاك، التكنولوجيا،
الأقمار الصناعية، الكمبيوتر، فإذا أقنعتمونا بالإسلام، وهديتمونا إليه،
فكل قوتنا تصبح بين أيديكم, يعني أنت همَّك الأول هداية الناس،
فإذا اهتدى إنسان قوي، فكل قوته تصبح للإسلام
لذلك يقول الإمام مالك إمام دار الهجرة :
( لو أن ليّ دعوةً مستجابةً، لادَّخرتها لأُولي الأمر )
لأن في صلاحهم، صلاح الأُمة, القوة لها شأن كبير، إذا كان الإنسان قويًّا
فأقنعته بالدين، فإنّ كل قوته، وكل ذكائه، وكل أتباعه، وكل إمكاناته،
تصبح في خدمة هذا الدين .
مضى ثمامة إلى غايته، حتى إذا بلغ بطن مكة وقف يجلجل بصوته العالي،
قائلاً:
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمـد, والنعمة, لك والملك،
لا شريك لك، لا شريك لك
فكان أول مسلمٍ على ظهر الأرض يدخل مكة ملبِّياً، ولا تزال مكة
بيد الكفار، ولا يزال فيها الأصنام .
ما هو موقف قريش حينما سمعت ثمامة يلبي نداء الإسلام
ولماذا فرض ثمامة الحصار على قريش, وبمن استنجدوا ؟
سمعت قريشٌ صوتَ التلبية، فهبَّت غاضبةً مذعورة، واستلت سيوفها
مِن أغمادها، واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها
ولما أقبل القوم على ثمامة، رفع صوته بالتلبية رفع العيار، وهو ينظر
إليهم بكبرياء، فهمَّ فتىً من فتيان قريش أن يرديه بسهمٍ، فأخذوا
على يديه،
وقالوا:
ويحك أتعلم من هذا؟ إنه ثمامة بن أثال، ملك اليمامة، فقتْلُه
يشعل علينا نارَ حربٍ كبيرةٍ، أخذوا على يديه، ومنعوه أن يناله بسهم،
وقال الناصح:
والله إن أصبتموه بسوءٍ لقطع قومه عنا الميرة، وأماتونا جوعاً
ثم أقبل القوم على ثمامة، بعد أن أعادوا السيوف إلى أغمادها
وقالوا:
ما بك يا ثمامة، أصَبَوْتَ؟ يعني أسلمت، وتركتَ دينك ودين آبائك
قال:
ما صبوت، ولكني اتبعتُ خير دينٍ، اتبعت دين محمد
ثم أردف يقول:
أُقسم بربِّ هذا البيت إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبةٌ
من قمحها، أو شيءٌ من خيراتها، حتى تتبعوا محمداً عن آخركم.
ثم اعتمر ثمامة بن أُثال على مرأى من قريش كما أمره

النبيّ عليه الصلاة والسلام أن يعتمر، وذبح تقرباً إلى الله، لا للأنصاب والأصنام
ومضى إلى بلاده، فأمر قومه أن يحبِسوا الميرة عن قريش، فصدعوا لأمره
واستجابوا له، وحبسوا خيراتهم عن أهل مكة, لكنّ النبي عليه الصلاة والسلام
حينما أكرمه، وحينما عفا عنه، أراد من خلال ذلك أن يهتدي، ويهتدي معه قومه
وهذا بالتعبيّر العام ضربة معلم، رحمة، عفو، حنكة، سياسة، عفو عند المقدرة
دعوة إلى الله عميقة، لأن هذا إنسان قوي، إذا أسلم فكلُّ أتباعه، يصبحون مسلِمين .
أخذ الحصار الذي فرضه ثمامة على قريش، يشتدُّ شيئاً فشيئاً، فارتفعت الأسعار

والآن النظام العالمي الجديد يتخذُّ الحصار علاجًا، لكن بغير الحقّ،
بل بالباطل، فارتفعت الأسعار وفشا الجوع في الناس، واشتد عليهم الكرب
حتى خافوا على أنفسهم وأبنائهم أن يهلكوا جوعاً، عند ذلك كتبوا
إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم، صار النًبي ندًّا لهم، كان ضعيفاً مستضعفاً
ائتمروا على قتله، أخرجوه من بلاده، نكَّلوا بأصحابه، وهم أشداء أقوياء
ولكن الله لهم بالمرصاد ثم أرادوا أن يتوسَّلوا إلى النّبي عليه الصلاة والسلام ليأكلّوا
فكتبوا إلى النّبي عليه الصلاة والسلام قائلين:
إن عهدنا بك أنك تصل الرحم، وتحضُّ على ذلك، وها أنت قد قطعتَ أرحامنا
فقتلتَ الآباء بالسَّيف، وأمتَّ الأبناء بالجوع، وإنَّ ثمامة بن أُثال
قد قطعَ عنا ميرتنا، وأضرَّ بنا، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يبعث
إلينا بما نحتاج إليه فافعل .
-------
يتبـــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 02:43 AM   #3829
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عرفوا أنّ مفتاحه عند رسول الله، فكتب النّبي عليه الصلاة والسلام
إلى ثمامةبأن يطلق لهم ميرتهم، فأطلَقها، وهذا انضباط.
إليكم موقفه وهو ينصح بني حنيفة من دعوة مسيلمة الكذاب
مع الأدلة التي استخدمها لبيان الحق
ظلَّ ثمامة بن أُثال ما امتدّت به الحياة وفياً لدينه، حافظاً لعهد نبيه،
فلّما التحق النبي صلّى الله عليه وسلّم بالرفيق الأعلى، طفق العرب
يخرجون من دين الله زرافاتٍ ووحدانًا, الذي دخل بسهولة،
يخرج بسهولة، أمّا الذي دخل بعد قناعة عميقة، وبعد محاكمة فكرية،
فعزيزٌ عليه الارتداد، ولن يكون.
فإذا جاء معك إلى المسجد مِن أول دعوة دعوته بها، فاستجاب، وقعد

في مجلس العلم بهذه البساطة، فهذا الإنسان الذي جاء بهذه البساطة
يمكن أن يترك لأتفه الأسباب، أما الذي عنده محاكمة، فكَّر، وتأمل،
واستمع، وناقش، وسأل، واعترض، وقال: عندي شبهة فاكشفوها لي،
وما استسلم إلا بعد محاكمة طويلة، وبعد سؤالٍ وجواب، وبعد حوارٍ مديد،
وبعد تبصُّر، وبعد تأمُّل، فهذا الإنسان دخل ساحةَ الدين بقناعةٍ
وبحثٍ، ودرسٍ، ومِن رابع المستحيلات أن يتركه بسببٍ تافه،
أنت مع مَن؟ مع خالق الكون، ومَن عاهدت؟ عاهدت الله عزَّ وجل،
واللهُ عظيم، فاثبتْ واذكرْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وثباتهم، وعاقبة أمرهم .
من علامات قيام الساعة أن يصبح المرء مؤمناً، ويمسي كافراً،
يمسي كافراً ويصبح مؤمناً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا قليل، تجده ترك
الصلاة لأتفه الأسباب، ترك الاستقامة بعدما كان مستقيمًا، قَبِلَ مالاً حراماً،
يقول لك: عندي أولاد، ماذا أفعل؟ أهذا هو السبب؟.
لما قام مسيلمة الكذاب، في بني حنيفة، يدعوهم إلى الإيمان به،
وقف ثمامة في وجهه
وقال لقومه:
يا بني حنيفة، إياكم وهذا الأمر المظلم، الذي لا نور فيه,
- كم فرقة إسلامية ظهرت في التاريخ الإسلامي؟ ظهرت وتلاشت،
لكن هذا الدين دين الله عزَّ وجل، هذا الدين العظيم، لأنّه دين الله بقي شامخاً
كالطود الأشم، فالمؤامرات التي حيكت ضدَّ الإسلام، أكثر مِن أن تحصى،
ومع ذلك فالإسلام هو الإسلام، والدين هو الدين، والإسلام كالطود الشامخ
وكالسفينة العملاقة التي لا تهتز بأتفه الأمواج- .
قال:
يا بني حنيفة، إياكم وهذا الأمر المظلم الذي لا نور فيه، إنه واللهِ لشقاءٌ
كتبه الله عزَّ وجل على مَن أخذ به منكم، وبلاءٌ على من لم يأخذ به،
ثم قال:
يا بني حنيفة، إنه لا يجتمع نبيَّان في وقتٍ واحد، وإن محمداً رسول الله
لا نبي بعده، ولا نبي يُشْرَك معه
ثم قرأ عليهم:
}حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ
وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ{
(سورة غافر الآية: 1- 3)
ثم قال:
أين كلام الله هذا من قول مسيلمة؟ يا ضفدع نِقِّي ما تَنِقِّين،
لا الشراب تمنعين، ولا الماء تكدَّرين.
-هذا كلام مسيلمة، ولما كذَّب مسيلمة الكذاب بالفطرة، فقد تنكر الفطرة
القائمة في نفسه، والإيمان بالقرآن يتمّ بالفطرة، من دون دليل،
تقرأ القرآن، تشعر أنه كلام خالق الكون، تقرأ كلامًا منحولاً، مفترى،
تشعر أنه سخيف، تافه، كلامٌ لا يقف على قدمين، وهناك الأدلة علمية،
والأدلة الإعجازية، ولدينا أدلة نقلية وعقلية، مع دليل بسيط،
هو دليل الفطرة
مثلاً لما قال ربنا عزَّ وجل :
}إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{
) سورة آل عمران الآية: 190-191)
تشعر أنَّ هذا كلام الله:
}إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ{
)سورة يس الآية: 12(
} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلاً *
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِماً أَوْ كَفُوراً{
( سورة الإنسان الآية: 23-24)
تشعر بالفطرة، بلا دليل، بلا تعليل، بلا محاكمة، أنَّ هذا كلام الله،
أمًّا: يا ضفدع نِقِّي ما تنقِّين، لا الشراب تمنعين، ولا الماء تكدرين
فهذا هراءٌ وجزاف- .
ثم انحاز لِمَن بقي على الإسلام من قومه، ومضى يقاتل المرتدين،
جهاداً في سبيل الله وإعلاءً لكلمة الله في الأرض، فقد أدرك الحقَّ، واستجاب له
قال تعالى:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ
إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ{
) سورة الأنفال الآية: 24(
الإنسان قبل الإيمان ميت
قال سبحانه:
}أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا{
)سورة الأنعام الآية: 122(
والكافر في ظلماتٍ بعضها فوق بعض، لكنّ المؤمن استنار عقلُه،
وطهُرت نفسه، وامتلأ قلبه سعادةً، وضبط سلوكه، وسددَّ خطاه،
وامتلك رؤيةً صادقة، وعزماً متيناً، وإرادةً صلبةً، هذا هو الإيمان .
إليكم مواقف ثمامة قبل الإسلام وبعده :
فهذا ثمامة بن أُثال، فكم كان البَوْنُ شاسعًا بين حياته قبل الإسلام،
يوم كان ملِكًا، غاشمًا، حقودًا، قاتلاً، وأراد أن يقتل النّبي، ثمَّ صُرِف
عن قتله، وجَمَع نفرًا من الصحابة وقتلهم شرَّ قتله، فلمّا عرف الله عزَّ وجل
أصبح إنسانًا آخر، كلُّ طاقاته، وكلُّ إمكاناته موظفةٌ في خدمة الحق .
هذا هو المؤمن بذكائه، بلسانه، بعضلاته، بوقته، باختصاصه، بخبراته،

بأولاده، بأسرته ، كلُّ إمكاناته سخَّرها في سبيل الله مضحِّيًّا صادقًا،
أما قبل ذلك فكانت كلُّ إمكاناته في سبيل الشيطان، في سبيـل المصالح الدنيوية
لذلك فالحياة لا تستقيم إلا بالإيمان، ولا يسعد الإنسان إلابالإيمان
مِن هنا قال عليه الصلاة والسلام:
( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا, وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ )
] أخرجه الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ في سننه[
إنْ صاحبتَ المؤمن فالمؤمن منصف، والمؤمن وفي، والمؤمن صادق،
وقَّاف عند حدود الله عزَّ وجل، يحب لكَّ ما يحبُّ لنفسه
ويكره لك ما يكره لنفسك.
هذا ثمامة بن أُثال، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً
وأكرمه بالجنة التي وعِد المتقون .
والحمد لله رب العالمين
--------
لفضيلة الشيخ: محمد النابلسي
جزاه الله عنا كل خير
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2013, 04:05 AM   #3830
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من لالي القلوب الصدق
الصِّدقُ يتصدَّر مكارم الأخلاق كما تتصدَّر الشمس مجموعةَ الكواكب
فهو روضةُ القلوب الغنَّاء، وزهرةُ المروءةِ الفيحاء، وابتسامةُ الضَّمائر الواعدة.
الصِّدق بساطُ المحبَّة الناعم، وعُرى الألفة المتماسكة، وظلُّ السِّدرة المتراخي في وقت الهاجرة.
وُلِد معَ أول إطلالةٍ للشمس على ربوعِ البريَّة، وهمى مع أول سحابةٍ ماطرة بثَّت ظماءَ التلال أشواقَها البِكر، وفاح مع أول نسمةٍ شذيَّة هبَّت على أرجاء المعمورة، فعانقت حِمى البيت العتيق، وتعطَّرت - وهي معطَّرة - من أَرَجِ السماء الزكيِّ.
تكتنفُ سَمْتَهُ طلعةٌ رائقة ذاتُ مهابة ووَقار، وتعلو جبينَه مسحةٌ لطيفةٌ من الوَسامة.
هو درَّة في ليلٍ تدجَّى، وبريقٌ في جوهرة لم يحجُبْ سَناها طينُ القيعان أو زَبَدُ الموج الثائر.
قرأتُ عنه في الكتب فوجدته في أروع السُّطور، وأٍسمى المقامات، وأرفع الدرجات.
ونشدتُه في الناس فوجدتُه في أزكاهم نَفساً، وأطيبهم مَحتداً، وأحاسنهم أخلاقاً، وأنقاهم قلباً.
بحثتُ عنه في الشعر فوجدتُه وقد استحوذَ على أبلَغ الصُّور البيانيَّة، وأعذب التعابير وأرقِّها.
ما أشبهَه بالكلأ الزاهي الذي يحرِّكه نسيمُ الصَّبا المندَّى من صدى عشق الفجر المبارك، في الوقت الذي يَعجِز فيه دَويُّ الرَّعد الغاضب وثورةُ الزلازل المهتاجة عن تحريكه.
لكم جرَّبت من الأصدقاء فكان الصدقُ هو الأوفى، ولكم عاشرتُ من الصُّلَحاء فكان الأصلحَ..
كيف لا ؟!
وهو صوت الحقِّ، ولغة البيان، وثمرةُ الإيمان..
قال تعالى: {يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا اتَّقُوا الله وكُونُوا معَ الصَّادِقين}[1].
فما أبلغَها من آيةٍ أبرَزت قيمةَ الصِّدق، وجعلته أشبهَ بجذرِ الشَّجرة الذي تتغذَّى منه الأغصان، فالأوراق، فالبراعم، ثمَّ الثمار اليانعة.
وأما إذا عَقِمَ الجَذرُ، وأصابه المرضُ فأنَّى لأغصان الشَّجرة أن تتجمَّل بالأوراق الزَّاهية، أو تُعطي الثَّمر اللذيذ؟
عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ الصِّدقَ يَهْدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجنَّة، وإنَّ الرَّجُل ليَصدُقُ حتَّى يُكتبَ عند الله صِدِّيقاً، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللهِ كَذَّاباً))[2] متّفق عليه.
نعم هذا هو الصِّدق المثمرُ الذي تشكَّلت ملامحُ روعته في نفس الصادق الأمين والمبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلَّم، فاقتدى به محبُّوه، وأنصفه حسَّادُه الكفرة ومبغضوه، وذاك الذي عرفه أبو بكر جِبِلَّةً فعُرف به منارةً، و سكنَ قلبَ رِبْعِيِّ بن عامر فواجه به أكاسرةَ الباطل، وترعرع في صوت عمر، فوصل بإذن الله إلى جبال العراق ليُلامِسَ أذن سارية..
ماشى بلالاً فتحدَّى به زعماءَ الكفر والطُّغيان، وراح ينثُر إشراقات كلمة التوحيد عبرَ صوته الحاني غَماماتٍ تُظلُّ الحَزانى واليَتامى، وبيارقَ من المجد تُؤجِّج في النفوس جَذوةَ الإيمان، وترسمُ ملامحَ دروبِ الهداية التي تَخِِِذَت من غارِ حِراء نُقطة الانطلاق.
لعمري إنَّ شُعاع الصِّدق نفَّاذ، ومعانيه كثيرةُ الامتِداد، وأينما حلَّ فهو محبَّب ومنعَّم، فما أنداه في قُلوب الآباء وعلى ألسنتهم، وهو يتحدَّر سَلسبيلاً عذبَ المذاق يتلقَّفه الأبناء، ويُسكِنونَه قُلوبَهم ومحاجرَ عيونهم.
وما أعذَبَه حينما يتدفَّق مع حنان الأم، تلكم المربيةُ العظيمة التي تصنعُ أمجادَ الأمم، وتَحوكُ بَيارق العزَّة.. وأنعِم به من خصيصة في شخصية المعلِّم، فيشجِّع الطلابَ الصادقين، ويقوِّم مَن لم يأخذ الصِّدق مأخذَه فيه.
فمَن كان الصِّدق مَبدأه فليَهنَأ عَيشاً، وليَطمئنَّ بالاً؛ لأنه مُمسكٌ بسَنام الحقِّ وحِبال التوفيق.
وورَدَ في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((مَن سألَ اللهَ سبحانه وتعالى الشَّهادةَ بصِدقٍ بلَّغَه الله منازلَ الشُّهداء، وإن ماتَ على فِراشِه)) رواه مسلم[3].
ولسموِّ مَقصِد الصِّدق ونُبل مَكانتِه تناوله الكُتَّاب أجملَ تناول، فأودعوا في ثنايا حُروفه السنيَّة أحسنَ الكَلِم
يقول أمين الرَّيحاني:
"ازرَع الصِّدقَ والرَّصانَة تَحصُدِ الثِّقَةَ والأمانَة"[4].
ويقول إبراهيم اليازجي:
"الصِّدق عَمود الدِّين، ورُكن الأدَب، وأصلُ المروءة"[5].
ويقول الكاتب العالمي ديوجين:
"الصادقُ مَن يَصْدُقُ في أَفعالِهِ صِدقَه في أَقواله"[6].
ورحمَ الله شوقي إذ قال:
والمرءُ ليسَ بصادقٍ في قَولِهِ حتَّى يُؤَيِّدَ قَولَه بفِعالِ
ورحم الله الشاعرَ الذي قال:

الصِّدقُ أفضلُ شَيءٍ أنتَ فاعِلُهُ
لاشَيءَ كالصِّدقِ، لا فَخرٌ ولا حَسَبُ
ورحم الله القائل:
ما أَحسنَ الصِّدقَ في الدُّنيا لقائِلِه
وأقبحَ الكِذْبَ عِندَ اللهِ والنَّاسِ
ما أقواهُ من وشيجةٍ، وأمتنه من مُرتكَز في علاقات الناس ومعاملاتهم، فحسبُ المرء أن يقولَ عنه الناس إنه صادق، لأنَّ وَهجَ الصِّدق المتألِّق إذا ما خَبا في سماء صاحبه فإنَّ إنسانيَّته ستُطعَن في الوَريد، وحديثُه سيكون أشبهَ بتُرابٍ على صَفوان في يومٍ عاصف، وأشبهَ بسحابةٍ من الدُّخان لا تَلبَثَ أن تتشكَّل حتى تَتلاشى في فضاء الكون الفَسيح دون أن يبقى لها أيُّ أثر.
وعندما يسكنُ الصدقُ قلبَ التاجر، ويدَ الصانع، وعينَ الحائك، ولسانَ المحدِّث، وقلمَ الكاتب، ومخطَّطَ المهندس، ووصفة الطبيب، عندئذٍ تبتسمُ قوافي الأوطان، وتتلألأُ مشاعلُ الضياء في سماء الأمَّة.
وليس كلُّ ما نقوله ونحن صادقون هو صدقٌ محمود،

فليس من الصِّدق أن يقولَ المعلِّم لطالبه المقصِّر: أنت كسولٌ جداً. ويقولَ المقرئ لتلميذٍ له يُتأتِىء في القراءة: أنت قارىءٌ مُتلَعثِم.
ولا أن يقولَ الزوج لزوجته القَصيرة: أنت قَزمَة...
فالصدق لا يَتنافى مع مُداراة المشاعر ذاتِ المقاصِد النَّبيلَة التي تُعنى بأحاسيسِ الإنسان ونَفسِه الشَّفيفة.
الصدق الجميلُ والنافعُ
هو الصدقُ الذي يكون ثمرةً للدِّين والإيمان، وهو الذي يُجزى عليه المرءُ خيرَ الجزاء،
قال تعالى:
{مَن عَمِلَ صالحاً من ذَكَرٍ أو أُنثى وهُوَ مُؤمِنٌ فلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَة ولنَجزِينَّهُم أجرَهُم بأَحسن ماكانوا يَعمَلون}[7].
ويقول الفيلسوفُ الألمانيُّ فيخته:
"الأخلاقُ مِن غَير دينٍ عَبَثٌ"[8].
ويصرِّح الفيلسوفُ كانت قائلاً:
"لا وجودَ للأخلاقِ دون اعتِقاداتٍ ثلاث: وجود الإله، وخُلود الروح، والحساب بعد الموت"[9].
فأعطَرُ المحبة وأعطرُ الأشواق لأُولئك الصادقينَ الذين رسَموا في البريَّةِ خريطةَ العزَّة والمروءة والرُّجولة والصِّدق مع الله في الأقوال والأفعال..
وأجمل الشُّكر والتقدير للصَّادقين الذين يعيشون بين ظَهرانَينا، ويَبرُقُون في سمائنا الغائمة، ونحن في زمنٍ خَوى فيه نجمُ السَّجايا الحميدة، وزُهِد في لسان الصِّدق..
ووافرُ الثناء لِمَن ترسَّموا نهجَ أولئك الأحرار المتحرِّرين من عُبوديَّة النفس وأَسر الهوى وقُيود الباطل فصَدَقوا مع أنفُسهم؛ لأنهم عرفوا نَفاسَة جَوهرها الرَّفيع الذي خلقَه الله سبحانه وتعالى
وصَدقوا مع خالقهم لأنهم عرَفوا قَدرَه وتبطَّنوا أسرارَ حِكمته في خَلقِه
وصَدقوا مع أَوطانهم فذادوا عنها بالغالي والنَّفيس.
أسألُ الله أن يجعلَنا من الصادقينَ في الأقوال والأفعال، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
------------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 08:10 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved