![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3941 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() في حب النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإن من فضل الله - سبحانه وتعالى - علينا - نحن المسلمين - أن أرسل فينا خاتمَ الأنبياء والمرسلين محمدًا - صلى الله عليه وسلم - الذي سيتَّبعه كلُّ الأنبياء يوم القيامة، ويُحشرون تحت لوائه؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي))[1]، وهو الذي لا تفتح الجنة إلا لمن يسلك دربه، ويتَّبع منهجه؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((آتِي باب الجنة فأسْتَفْتِح، فيقول الخازنُ: مَن أنت؟ فأقول: محمدٌ، فيقول: بك أُمرتُ ألا أفتح لأحد قبلك))[2]. حب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولده ووالده، والناس أجمعين))[3]. فالمؤمن الحقيقي هو الذي يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ إليه من الناس أجمعين، حتى والده وولده. قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ومن حقِّه - صلى الله عليه وسلم - أن يكون أحبَّ إلى المؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق؛ كما دلَّ على ذلك قوله - سبحانه -: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]"[4]. وقال الشيخ السعدي - رحمه الله -: "هذه الآية الكريمة أعظم دليلٍ على وجوب محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى تقديمها على محبةِ كلِّ شيءٍ، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد على مَن كان شيء من المذكورات أحبَّ إليه من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله، وعلامةُ ذلك أنه إذا عُرض عليه أمران؛ أحدهما: يحبه الله ورسوله، وليس لنفسه فيها هوى، والآخر: تحبه نفسه وتشتهيه، ولكنه يفوِّت عليه محبوبًا لله ورسوله أو يُنقصه، فإنه إن قدَّم ما تهواه نفسه على ما يحبه الله، دلَّ على أنه ظالمٌ تاركٌ لما يجب عليه"[5]. بل لا يكون المؤمن كاملَ الإيمان حتى يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ إليه من نفسه، فقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كلِّ شيءٍ إلا من نفسي؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك))، فقال عمر: فإنه الآن لأنت أحبُّ إلىَّ من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الآن يا عمر))[6]. أنت مع من تحب: كلٌّ منا - أيها المسلمون - يتمنَّى أن يدخل الجنة، والطريق إلى هذا الفوز هو أن نحبه - صلى الله عليه وسلم -فقد جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن الساعة، فقال: ((وماذا أعددت لها؟)) قال: لا شيء، إلا أني أحبُّ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أنت مع مَنْ أحببت))[7]. نماذج من محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -: سُئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: كيف كان حبُّكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قال: "كان أحبَّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ"[8]، لهذه الدرجة كان الصحابة يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيما يلي سأذكر لكم بعض المواقف المعبِّرة عن هذا الحب، وما هي حصر، بل غيض من فيض. في غزوة أحد: أصيبت امرأة من بني دينار باستشهاد زوجها وأخيها وأبيها، فلما بلغها خبرُ استشهادهم، قالت: "ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قيل: خير يا أمَّ فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير إليها حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله[9]، (جلل؛ أي: صغير)". في صلح الحديبية: ذهب رجلٌ من قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليناقشه في شروط الصلح، وبينما هو هناك رأى ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رجع إلى قريش قال: "والله لقد وفدت على الملوك - على قيصر وكسرى والنجاشي - فوالله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحابُ محمدٍ محمدًا، والله إن تَنَخَّم نخامةً إلا وقعت في كف رجلٍ منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم أمرًا ابتدروا أمره، وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلَّم خفضوا أصواتهم عنه، وما يحدّون النظر إليه تعظيمًا له"[10]، (ابتدروا أمره؛ أي: سارعوا وتسابقوا في تنفيذه). خُبيب - رضي الله عنه - يفدي النبي - صلى الله عليه وسلم - والسيف على رقبته:في الآونة الأخيرة تجرَّأ بعض الكفار على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحاولوا النيل من احترامه الذي أجمع عليه القاصي والداني، فارتفعت نداءات عامة المسلمين، الملتزم منهم وغير الملتزم منادين: فداك أبي وأمي يا رسول الله، وإلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما أحلى هذه الكلمة وما أعظمها، حين تخرج في وقت الشدة، والسيف مصلت على الرِّقاب! فها هو خُبيب - رضي الله عنه - حين أسره مشركو قريش، وصلبوه، يناشدونه، أتحب أنَّ محمدًا مكانك؟ فقال: "لا والله العظيم، ما أحبُّ أن يفديني بشوكةٍ يشاكها في قدمه"[11]. بواعث محبة النبي - صلى الله عليه وسلم: إن لمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بواعثَ وأسبابًا جعلتنا نحرص على محبته كلَّ الحرص، منها: 1- تعظيم محبة الله- عز وجل - فمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تابعةٌ لمحبة الله، عز وجل. 2- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم، وخاتم المرسلين. 3- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو المبلِّغ لشرع الله، عز وجل. 4- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان رؤوفًا ورحيمًا بأمته في كلِّ ما شرعه. 5- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ناصحًا لأمته، صابرًا في الدعوة إلى الله، عز وجل. 6- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تميَّز بالخُلق الراقي العظيم. 7- أن لحبِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أجرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة. ثمرات محبة النبي - صلى الله عليه وسلم: إن لمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمراتٍ كثيرةً وعظيمةً، وإنما نذكر منها هنا ثمرتين: الثمرة الأولى: أن هذه المحبة عون على الطاعة، والإكثار من العبادة. الثمرة الثانية: أن هذه المحبة سببٌ للفوز بالجنة والنجاة من النار. علامات محبة النبي - صلى الله عليه وسلم: إن للمحبة علاماتٍ تدلُّ على صدقها، من لم تظهر عليه هذه العلامات، كانت محبته كاذبةً غير صحيحة، ولمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - علاماتٌ هي: 1- أن نقدِّم محبته - صلى الله عليه وسلم - على محبة الخَلْق. 2- أن نتَّبع سنته - صلى الله عليه وسلم - ولا نعترض عليها، ولا نستهزئ بها. 3- أن نهتم بقراءة سيرته العَطِرة - صلى الله عليه وسلم - ونسير على هديها. 4- أن نكثر ذكره بالألسنة والقلوب، ونكثر من الصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم. 5- أن نحب الصالحين والداعين إلى سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - والعاملين بها، وعلى رأسهم الصحابة. 6- الشوق لرؤيته - صلى الله عليه وسلم – ومصاحبته؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أشد أمتي حبًّا ناسٌ يكونون بعدي، يودُّ أحدُهم لو رآني بأهله وماله))[12]. الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -: أمرنا الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم بأن نصلي ونسلِّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، وهذه الصلاة والسلام على النبي، هي أداء لأقل القليل من حقِّه - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين. وقد اشتهرت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدة صيغ تجمع بين الصلاة والسلام، فمنها صيغتان مختصرتان كَثُرَ ذكر السلف الصالح والعلماء المعاصرين لهما، هما: (صلى الله عليه وسلم، وعليه الصلاة والسلام). من فضائل الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -: جاء في فضل الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة نذكر منها: 1- قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا))[13]. 2- قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى عليَّ صلاةً واحدةً، صلى الله عليه عشرَ صلوات، وحُطَّت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات))[14]. 3- قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ صلَّى عليَّ حين يصبح عشرًا وحين يُمسي عشرًا، أدركته شفاعتي يوم القيامة))[15]. خطورة ترك الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -: وكما جاءت أحاديث في فضل الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءت - أيضًا - أحاديث تحذِّر من تركها، منها: 1- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رَغِمَ أنفُ رجلٍ ذُكِرْت عنده، فلم يصلّ عليَّ))[16]، ورغم أنف: يعني: لصق بالتراب؛ أي: صار ذليلاً حقيرًا. 2- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((البخيل من ذُكِرْت عنده، فلم يُصل عليَّ))[17]. 3- قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما جلس قومٌ مجلسًا، لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم تِرةٌ، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم))[18]، والتِّرة: الحسرة والندامة. الأوقات والمواضع التي أمرنا فيها بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم: 1- الصلاة والسلام عليه في تشهد الصلاة. 2- الصلاة والسلام عليه في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية. 3- الصلاة والسلام عليه في الخطب والعيدين والاستسقاء... إلخ. 4- الصلاة والسلام عليه بعد إجابة المؤذن وعند الإقامة. 5- الصلاة والسلام عليه عند الدعاء. 6- الصلاة والسلام عليه عند دخول المسجد والخروج منه. 7- الصلاة والسلام عليه عند ذكره - صلى الله عليه وسلم. الصلاة والسلام عليه والإكثار منه يوم الجمعة وليلتها. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3942 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ماهي قيمتك في الحياة تعكسُ اهتماماتُنا وتطلُّعاتنا وتفكيرنا منهجنا في الحياة، والطَّريق الذي نسيرُ فيه، أو نوَدُّ أن نسير فيه، وهو بعد ذلك يُعطي قيمةً ل حياتنا، ويعكس قيمتنا في الحياة، ودعوني أطرحْ بعضَ الأسئلة في هذا المجالِ؛ حتَّى يعرفَ كلُّ واحد منَّا أين يقف بالضَّبط، وهل يقفُ بالمكان الصحيح، أو أنَّه أجبر على الوقوف بهذا المكان. وهذه الأسئلة تأتي على النحو التالي: هل تعتقد أن مَنصبَك الوظيفي يُمثِّل قيمةً كُبرى واهتمامًا أعلى في تفكيرك؟ هل تعتقدُ أنَّ السيَّارة التي تقودُها تعطيك قيمةً أكبر؟ هل تعتقدُ أن رصيدَك في البنك يُمثل أولوية لديك، ويَطغى على كثيرٍ من جوانب تفكيرك واهتماماتك؟ هل تعتقد أنَّ قُربك وبُعدك من الله يشكِّل معيارًا ومقياسًا مُهمًّا يُؤثر على سلوكك، وتنتجُ عنه تصرُّفاتك، أو أنَّ علاقتك بالله - عزَّ وجل - تأخذ طَابع الشكليَّة وأداء الفرائض والعبادات، ومنها الصلاة بطريقة رُوتينيَّة؟ ما الأشياءُ التي تغبط عليها الآخرين، وتودُّ أن تكون لديك؟ لو أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - توفَّاك الآن، فهل أنتَ راضٍ أنْ تقابلَ الله - عزَّ وجلَّ - على وضعك الحالي؟ ومَن يفكر في الإجابة المثاليَّة على الأسئلة السَّابقة، فلا يقلق فسوف يجد إجاباتها في هذا المقال. هذه الأسئلة مُهمَّة ومحورية للتفكير بطريقة مُختلفة عمَّا هو سائدٌ لدى كثير من النَّاس، والذي يستطيعُ الإجابةَ عنها بوعي وعقلانيَّة يكون قد اقتربَ كثيرًا من الخير والفَوز في الدُّنيا والآخرة، وبعد الإجابةِ عنها يأتي السُّؤال بكيف يكون ترتيب أولويَّاتي وأولوياتك الشخصيَّة؟ وقبلَ أنْ تبدأ - عزيزي القارئ - في ترتيب أولويَّاتك، دعني أسألك هذا السؤال: مَن أهم شخص في حياتك؟ بالنسبة لي أهم شخص في حياتي هو أنا، وليس أبي أو أمي، أو أخي أو عائلتي، وليس في ذلك أنانية؛ وقد قال - تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 34- 37]. وحتَّى نُحدِّد الأولويَّات بشكل سليم، دعونا نستعدَّ للسفر على الرحلة المتجهة إلى مدينة الحقيقة، والوعي، والإدراك الصادق، وليس إلى عالم الزَّيف والأكاذيب، وتزييف الوَعْي وتغييب الحقائق، كما يطرحه الإعلامُ بكافة أشكاله، المرئي والمقروء والمسموع، وبما تطرحه العَوْلمة من آليَّات لحضِّ الإنسان على مزيد من الاستهلاك، والاتِّجاه نحو المادة التي تعتبر عند أهل المادة معيار اللَّذة والسَّعادة الوحيدَين. والرِّحلة المتجهة إلى مدينة الحقيقة والوعي والإدراك الكامل تفترض منك أنْ تَحمل ثلاث حقائب فقط لا غير، وهذه الحقائب هي أهم ثلاثة أشياء في حياتك، فرُبَّما تكونُ عند أحدهم أهم ثلاثة أمور في حياته هي الأسرة والوظيفة والمسكن، وعند آخر المنصب والشُّهرة والمال، وعند آخر حفظ كتاب الله وبر الوالدين والصدق، لا علينا فكُلُّ شخصٍ يفترض أن تكونَ لديه أولوياته، وسُؤالي لك - والذي أفترض أنَّك قد حددته سلفًا - ما أهمُّ ثلاثة أشياء في حياتك؟ وإذا لم تكن لديك إجابة سابقة، فإنِّي أفترض منك التفكيرَ لعدَّة دقائق؛ لتحديد أهم ثلاثة أمور في حياتك. ولا تَقُلْ: سوف أحملُ أربعَ حقائب تُمثل أهمَّ أربعة أمور في حياتي، فقانون الرِّحلة يجبرك على حمل ثلاث حقائب فقط. والآن وبعدَ أن وقفْت عند مُوظَّف الشَّحن في المطار؛ لشحن حقائبك على الرِّحلة المتجهة لمدينة الوعي والإدراك، يُخبرك مُوظف الشحن أن لديك وزنًا زائدًا، ولا يُمكن أن تَحمل معك في الرحلة سوى حقيبتين فقط، وهاتان الحقيبتان تُمثِّلان أهمَّ أمرين في حياتك، فتضطر للتخلي عن إحدى الحقائب، وبعد إقلاع الرِّحلة يحدث خَلَلٌ بالطائرة، ويُعلن (كابتن) الطائرة من خلال مُكبر الصَّوت أن هناك مشكلةً فنية بالطائرة تفترض تخفيف الوزن بالطَّائرة، وعلى كلِّ راكب أن يتخلَّى عن حقيبة واحدة، ويبقى لديه حقيبة واحدة، وهذه الحقيبة الواحدة تُمثل أغلى وأهم شيء في حياته. وبعد أنْ يتبقى حقيبة واحدة فقط يُخبرك علماءُ النفس أنَّ هذه الحقيبة الواحدة المتبقية لديك، والتي تُمثل أولوية وأهمية كُبرى في حياتك - هي أكبر قضية في حياتك قد قصَّرت فيها فهل نعودُ للتفكير من جديد في أولويَّاتنا؟ إنَّها الأولويَّة التي تُهاجمها في عقولنا أغلب أدوات العَوْلمة والإعلام الحديث، وتُحاول صرف الذِّهن عنها؛ لإشغال كلِّ فرد منَّا بأمر ما يهتمُّ به طوال حياتِه، وينصرفُ له عقله وجُهده وذهنُه وتفكيرُه؛ حتَّى لا يفكرَ في القضايا الكُبرى، والهَدَفُ من خلق الإنسان، وما يحمله من تكليف، فكُلُّ فرد - في الغالب - قد وُضِعَ في إطارٍ يدور فيه، ويقضي فيه مُعظم أوقاته، مع أنَّ الوقت هو الحياة، فأحدهم قد انشغل بالرِّياضة وكرة القدم، وهو يبغض ويُحب في الله بسببها. وأعجبُ ما تعجب أنْ ترى في ملتقيات الشباب مَن يدعو أفرادَ فريقِه إلى كثرة الاستغفار ودُعاء الله - عزَّ وجل - حتَّى يفوزَ فريقُه المفضَّل، وتجد لدى أنصار الفريق الآخر مَن يطلب من مُؤيِّدي فريقه كثرة الاستغفار؛ حتَّى يفوز فريقه، هذا الاستغفارُ الذي قال الله - عزَّ وجلَّ - فيه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10- 12]. فجعله الله - عزَّ وجلَّ - سببًا بعد التوكُّل عليه - سبحانه - في هطول المطر، ووفرة الرِّزق، والمدد بالبنين، وهو بعد ذلك موصل للجنَّات والأنهار، وهذا الاستغفارُ - وبسبب هذا التيار الإعلامي الرِّياضي الجارف الذي غسل عقول كثير من الشباب - أصبحَ وسيلة وطريقًا فقط؛ حتَّى يفوزَ فريقه المفضل، شاهت العقول! هناك الذي انشغلَ بالرِّياضة، وهناك مَن طحنتْه الوظيفة، فهو يُوالي لها، ويغضبُ لها، ولا تسَعُه الدُّنيا من الفرح إنِ ابتسمَ في وجهه مسؤولُ الجهة التي يعملُ لديها، وكلُّ حياته تدور حول هذه الوظيفة، ومنهم مَن يدورُ في حلقة المال، فلا يرى في الدُّنيا طريقًا غير هذه الطريق، ومنهم مَن شغله طلبُ الشُّهرة والجاه والمنصب عن كثير من أمور حياته وأمور دينه، ومنهم من شغله الشِّعر ومتابعةُ مَجَلاَّته وأخباره وقنواته الفضائيَّة، ومنهم مَن شغلته الأغاني، ومنهن من شغلتها (الموضة، والمكياج)، ومنهم مَن شغله التعليمُ والحصول على الشَّهادات العُليا؛ لتحقيق بعض المنافع الدنيويَّة، ومنهم من أدمن متابعة الأفلام فلا يقيمُ حقوقًا لله، ولا للنَّاس، ولا يعرف واجبات، ومنهم مَن شغلته السياسة، وهكذا دواليك، والمهم في هذا كُلِّه أنَّ وعيَ كلِّ واحد منهم منتهكٌ بما يناسبه ويوافق هواه، وبما يتفق مع رغباته وميوله. كُلُّ واحد منهم قد دعاه إبليسُ إلى ما يوافق هواه ورغبته، لا يهم طريق الضَّلال؛ ولكن المهم هو النَّتيجة التي يُريدها، وهي البعد عن الله - عزَّ وجل - وقد قال الله - تعالى - فيه: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم: 22]. وإنَّ غياب الوعي في المفهوم القرآني يعني الغَفْلة، فمن كان أغلب وعيه وتفكيره مع كرة القدم أو الأغاني أو الأفلام أو الوظيفة أو المال، فهو واقعٌ في الغفلة، التي حذَّر الله - عزَّ وجل - منها بقوله - تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22]. والمشكلة الكبرى التي لا يعيها ولا يدركها كثيرٌ من الناس: أنَّه عندما يتخذ قرارًا يُخالف مقصود الله - عزَّ وجلَّ - أو يتَّبع فيه هواه ورغباته، وأنَّه يعتقد أنَّه عندما اتَّخذ القرار كان عن اقتناع منه، وأنه ناتج عن تفكيره، ولا يعلمُ أن الذي اتَّخذ القرار هو إبليس، وهو وافق على هذا القرار بدون أن يدركَ ويعيَ أن الذي اتخذ القرار غيره؛ وقد قال - تعالى: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [إبراهيم: 22]، فقد دعاه إبليسُ إلى أمر من الأمور، ثُمَّ استجاب. والذي لا زال يُفكِّر في الأسئلة التي وردت في أوَّل المقال، ويبحث عن إجاباتها، فقد أوضح المولى - عزَّ وجلَّ - جوابها في هذه الآية الكريمة: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20]. وسؤالي: ما أهمُّ حقيبة لديك؟ وكيف ستتصرف تجاهها في المستقبل؟ إنَّ أهمَّ حقيبةٍ لديك هي التي تُحدد قيمتك في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة وإنْ سألتموني عن أهم حقيبة لديَّ، فسأقول لكم: إنَّها عَلاقتي بالله - عزَّ وجل. وفَّقكم الله لكل خير. ------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3943 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تسًــآقَطًتُ آلنًـــجَوًمَ فًمَـآذِآ آمٍسًكَتْ. ![]() سمآئنٌآً وـآسع ـهً،شآسع ـهً،تمتلئ بآلنٌجوم.. نجوم تلون ـآلسمآء،تٌشع سعآدهـ وبهج ـهً وفرح ـهً وشروق نجومٌ تٌنيرُ حُبً وولـآءًومودهـً وعًطفّ ~,*♥♫ نٌجوم تتلـآشىً ,, ودـآعآً وحٌزن ,, نٌجوم ~.* فتسآقطًتّ نٌجوم حُبّ بين ـآلـأًحبآب فكآنْتّ نبعاًللحُب.. فًمًنْ مٍنْكٌمّ , , ـآًلّتًقًطّهًآ ـأًوُ فًآجًأتّـ~ـهّ..؟ ~,*♥♫ وتسآقطًتّ نٌجومُ عٍشقّ بين ـآلعٌشآقّ فكآنْتّ رًوْضاًلٍسعآدتٍهم.. فًمًنْ مٍنْكٌمّ, , ـآًلّتًقًطّهًآ ـأًوْ ـأًحّتًضّنْتّـ~ـهّ...؟ ~,*♥♫ وتسآقطًتّ نٌجوم هجرـآنْ بين ـآلـأًقرـآب فكآنْتّ تشع ـأًمل في عودهـ.. فًمًنْ مٍنْكٌمّ, , ـآًلّتًقًطّهًآ ـأًوْ سًقًطْتّ عًلّيٍـ~ـهّ ..؟! ~,*♥♫ وتسآقطًتّ نٌجوم حٌزن بين ـآلمحبين وـآلعٌشآق وـآلـأًصحآب بموقف ـأًوْ قدر فًمًنْ مٍنْكٌمّ, , ـآًخّتًآرّتّـ~ـهٌ نٌجّوْمّ ـآًلّحٌزُنْ قًبًلّ ـأًنّ يَخّتًآرًهًآ..؟ ~,*♥♫ فًكٌنْتّ *مٌحّبْآً * ـأًوْ * عًآشٍقًآً * ـأًوْ * مٌهًآجٍرـآً * ـأًوْ * مٌفًآرٍقًآً * ـأًوْ *حًزّيٍنًآً ~,*♥♫ فلكـ من نجمآت ـآلسماءنجم ـهً تبحثٌ عنكـ ـأوتبحثّ عنهآ .. فإن كآنت نجم ـهً حٌب,, فلـآ تفرط فيهآ..* ـأًوعٍشقّ,،فأحتويهآ..* ~,*♥♫ ـأًوكانت نجم ـهً ـألم وفرـآق,, فًعشّ معهآ لتٍوـآسيهآ وتوـآسيكـ .. ـأًوكانت نجم ـهً حٌزن ,, تٌبكٍيكـ قبل ـأنْ تبٌكٍيهآ ،وـآختارتكـ قبل ـأنْ تختّآرهآ..* فأحيآننْآً كثيرة ّ ـآًلّحٌزنْ يًجّلٌبْ ـآلسعًآدّهـ..* ~,*♥♫ فًهًذّهٍـ ـآلًنّجّمًآت تًسًآقّطْتّ.. *♥ ـأًيٍ مّنْهًآ ـآًلّتًقّطْتٌمّ...؟ --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3944 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قال القاضي يحيى بن أكثم: دخلت على هارون الرشيد وهو في مجلسه وكان المجلس خاوي من وزارئه وليس به أحد وهو مطرق مفكر فقلت له : السلام على أمير المؤمين ورحمه الله وبركاته فرفع رأسه وقال لي : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته يا أبا محمد أقترب هنا فاقتربت وجلست في المكان الذي أشر عليه وأخذ الوزراء في الدخول عليه وهو جالس على كرسيه يرد عليهم السلام وبعد دخول جموع من حاشيته0 قال لي الرشيد : أتعرف قائل هذا البيت يا أبا محمد الخيرُ أبقي وإن طال الزمان بهِ والشرُ أخبثُ ما أوعيتَ من زادِ؟ يحيى بن أكثم : يا أمير المؤمنين إن لهذا البيت شأناً مع عبيد بن الأبرص . الرشيد : حدثني عنه يا أبا محمد يحيي : يا أمير المؤمنين حدثَ عبيد قال : كنت في بعض السنين حاجاً فلما توسطت البادية في يوم شديد الحر سمعت ضجة عظيمة في القافلة ألحقت أولها بآخرها فسألتُ عن القصة فقال رجل من القوم : تقدم ماترى بالناس فتقدمتُ إلي أول القافلة فأذا بشجاع أسود فاغر فاه كالجذع وهو يخور كما يخور الثور ويرغو كرغاء البعير فهالني أمره وبقي لا يهتدي ألي ما يصنع فعدلت القافلة عن طريقة إلى ناحية أخري فعارضهم ثانية ولم يجسر أحد من القوم أن يقربهُ0 فقال عبيد : أفدي هذا العالم بنفسي وأقترب إلي الله بخلاص هذه القافلة منه ... فأخذ عبيد قربة من الماء فتقلدها وسل سيفه فلما رآه قرب منه سكن وبقي عبيد بن الأبرص متوقعاً منه وثبة يبتلعه فيها .. فلما رأي القربة فتح فاه فجعل فم القربة في فيه وصب الماء كما يصب في الإناء فلما فرغت القربة تسيب في الرمل ومضى فتعجب من تعرضه لهم وانصرافه عنهم من غير سوء لحقهم ومضوا لحجهم ... ثم عادت القافله من الحج في طريقهم ذلك وحطوا في منزلهم ذلك في ليله مظلمة مدلهمة فأخذ عبيد شيئاً من الماء و خرج إلي ناحية عن الطريق فأخذته عينه فنام فلما استيقظ من النوم لم يجد للقافلة حساً وقد ارتحلوا وبقي منفرداً لم يرى أحداً ولم يهتدي إلي ما يفعله وأخذته الحيرة وجعل يضطرب وإذا بصوت هاتف يسمع صوته ولا يري شخصه يقول له :- يا أيها الشخصُ المُضلُ مركبهُ ما عندهُ من ذي رشادٍ يصحبهُ دونكَ هذا البكرُ منا تركبهُ وبكركَ الميمون حقاً تحنبـــهُ حتى إذا ما الليلُ زال غيهبهُ عند الصباحِ في الفَلاَ تسيبـهُ ثم نظرعبيد فأذا ببكرٍ قائم عنده وبكره إلي جانبه فأناخه وركبه وتجنب بكره فلما سار ولا حت له القافلة وأنفجر الفجر ووقف البكر الذي عليه عبيد فعلم أنه قد حان نزوله وتحول إلي بكره ثم قال عبيد بن الأبرص: يا أيها البكرُ قد أنجيتَ من كربٍ ومن همومٍ تضل المدلجُ الهـادي ألا فخبرتني بالله خالِقنا من ذَا الذي جَادَ بالمعروف في الوادي ورجع حميداً فقد بلغتنا مننـاً بوركتَ من ذِي سَنَامٍ رائحٍ غَـادي ثم سمع عبيد هاتفا يسمع صوته ولا يرى شخصه وهو يقول لعبيد بن الأبرص أنا الشُجاعُ الذي ألفيتني رمضاً والله يكشفُ ضُر الحَائر الصادِي فجدتَ بالماءِ لما ضَنَ حَـاملهُ نِصفَ النَهَارِ عَلىَ الرمضَاءِ الواقي الخَيرُ أبقَي و إن طَالَ الزمانُ بهِ والشرُ أخبث مَا أوعيتَ مــن زادِ هذَا جَزاوك مِنا لاَ يُمَنُ بِـهِ لَكَ الجَميلُ عَلَيَنا إنكَ البَـادِي وهذا هو خبر البيت يا أمير المؤمنين مع عبيد بن الأبرص ولقائه مع بهبيد بن الصلادم أحد شعراء الجن ... فتجعب هارون الرشيد من قوله .. وأمر بالقصة والأبيات فكُتبت وسكت قليلا ثم قال لمن في مجلسه الرشيد : لا يضيع المعروف أينما وُضع . -------- اختكم /زهرة السوسن /بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3945 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() البركة بين مؤمن و مشكك اعتدت أن أجالس الآباء والأجداد وأسامرهم وأنادمهم وأبحر في أعماقهم وأقلب معهم صفحات من الذكريات الجميلة التي طالما استلهمت منها دروساً جميلة وعبراً كثيرة وأكاد أجزم أن واحدة من القضايا المشتركة التي يتكرر تناولها من لدن من جالستهم من ذلك الجيل العصامي تكمن في الحديث عن نقص البركة خصوصاً في الأموال والأوقات والطعام والشراب. ما أكثر ما سمعت الشكوى من فقدان البركة في كميات الماء الكبيرة المستهلكة بصفة يومية مقارنة بزمن كانت تفي فيه قربة واحدة أو بضع قرب معدودة بحاجة منزل واحد من الاستهلاك اليومي للماء الشامل للطهي والغسيل و الوضوء والاستحمام وسقي الحديقة المنزلية الصغيرة بالفائض في نهاية المطاف . طالما تحدثوا عن المفارقة الكبرى في الدخول المادية المتواضعة لدى معظم الأسر آنذاك والتي كانت كافية للإنفاق على أسر ممتدة لم تسمع بمصطلح الانفجار السكاني ولم تصلها أصوات المنادين بتنظيم النسل ولم تتاح لها برامج التمويل وقروض التورق ومع ذلك تمكنت من توظيف دخلها المحدود جداً لتأمين الحياة الكريمة والمسكن المناسب حسب المتاح في وقته وفي المقابل كثرت الدخول والموارد المالية لعدد من أفراد الأسرة الواحدة ولا تكاد تجد أسرة إلا وتعاني من تراكم الديون وكثرة الأقساط مع العجز عن تحقيق الطموحات . أما عن ذهاب البركة في الأوقات والأعمار دون فائدة ولا نتاج فحدث ولا حرج فكم هي المهام التي كانت تنجز بنجاح في يوم كالأيام التي نعيشها الآن بينما أصبحنا حالياً لا ننجز فيها إلا مهمة واحدة أو مهمتين على الأكثر ولا تسأل عن بركة الوقت بين الظهر والعصر وما كان يمكن أن يجدول من مهام خلال هذه الفترة من عمل ثم غداء وقيلولة واستيقاظ قبيل صلاة العصر في غاية النشاط والحيوية وفي المقابل ما أكثر ما نسمع من أغلب الناس كلمة ( مشغول ) بصفة شبه دائمة و لا نتيجة ملموسة ولا حقيقة محسوسة تعد مخرجاً نافعاً لهذا الشغل المفتعل الذي لا يعدو عن كونه شكلاً من أشكال انتزاع البركة. سمعتهم يتساءلون عن السر في مائدة غداء عبارة عن طبق من الأرز تتصدره دجاجة واحدة تجتمع عليها أسرة كاملة يقومون كلهم وقد شبعوا شاكرين حامدين بينما قد لا تكفي الدجاجة نفسها لشابين يتناولان وجبة الغداء في أحد المطاعم العادية . شخصياً لست متشائماً جداً لكني في الوقت الذي أؤمن فيه بتأثير البركة في الأعمار والأشخاص والأوقات والبلدان والأموال كما هو ثابت بصريح النصوص الصحيحة والوقائع الثابتة والتجارب الملموسة إلا أني أتفق كثيراً وليس مطلقاً مع الذي يتحدثون عن قلة البركة وفقدانها في أحايين كثيرة. مما استفدته من تلك المجالسات الماتعة هذه القصة الطريفة المترعة بالحكمة والدهاء والطرافة والتي تأتي في نفس سياق الموضوع والتي أسوقها إليكم بتصرف يسير. ذات مساء جاء الحديث عن هذا الموضوع المعتاد وما لبث أن تحول الحديث إلى مناظرة طرفها الأول ثمانيني مخضرم عاش زمني البركة الموجود والمفقود وطرفها الآخر شاب حاصل على مؤهل عال في علوم الاقتصاد وما يتصل بها من الإدارة و المحاسبة من بلد متقدم لم يسلم المعين الذي نهل منه من دخن ولوثة في ظل البعد عن الله. تحدث الثمانيني المخضرم عن فقدان البركة واستطرد واستشهد وتألم وتأسف وندب حظه على ذهاب زمنها الجميل فعارضه الشاب بحجة أنه درس وتعلم في أرقى الجامعات وحصل على أعلى المؤهلات ولم يجد فيما درسه شيئاً عن البركة الوهم الذي نعيشه حسب رؤيته أو كما يصفها بالشماعة التي نعلق عليها فشلنا في إدارة الأوقات والأموال فلم يتعلم في دراساته وحساباته الاقتصادية والمالية سوى الإيرادات والمصروفات والفائض والعجز وغير ذلك من المصطلحات والمفاهيم كـ ( التضخم ) و ( القوة الشرائية ) و ( الذكاء المالي ) و ( إدارة الدخل ) و ( الادخار ) و ( الناتج القومي ) ونفى أي وجود للبركة المزعومة كحد حسابي في أية معادلة أو علاقة رياضية ذات معنى ودلالة اقتصادية وبهذا توقع أنه نسف قناعات الثمانيني المتوهم كما يظن. أمضى الثمانيني وقتاً طويلاً من النقاش والمناظرة لم يصل خلالها لنقاط التقاء مع الطرف الآخر بعدها استوقف الثمانيني الشاب وطلبه أن يجيب عن بضعة أسئلة بأجوبة محددة فقط فوافق الشاب وبدأت الأسئلة على النحو التالي : سأل الثمانيني : كم تنجب أنثى الضأن من المواليد غالباً. أجاب الشاب : واحد أو أثنين على الأكثر. سأل الثمانيني: كم تنجب أنثى الكلب من المواليد غالباً. أجاب الشاب : ستة أو سبعة على الأقل. سأل الثمانيني: منطقياً ورياضياً أيهما نتوقع أن يكون الأكثر عدد الكلاب أم عدد الضأن. أجاب الشاب : عدد الكلاب طبعاً طبقاً للمعادلات والحسابات. سأل الثمانيني: إذا سافرت براً ومررت عبر الصحاري والأرياف أيهما ترى قطعان الضأن أم الكلاب. أجاب الشاب : قطعان الضأن طبعاً. سأل الثمانيني: بالرغم من قلة عدد مواليد الضأن مقارنة بالكلاب ومع اعتماد الناس في غذائهم على لحوم الضأن واستهلاكهم الدائم للحومها بصفة مستمرة خاصة في مواسم الولائم والأضاحي وغيرها فما بالها تظل الأكثر والأظهر وأخبرني أين ذهبت قطعان الكلاب الكثيرة التي لا نراها إلا نادراً وبأعداد فردية. عندها بهت الشاب وأخفق عن الجواب وأسقط في يده واكتفى الثمانيني بالتعليق بقوله ( إنها البركة التي أعني وجدت في الحلال وفقدت في الكلاب ). ----------- كتب / م.عطية الدوسي الزهراني |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3946 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() آآآه...مـــــــــا أجمَلَهُــــــــــــنّ... أرواحهُنّ شفّافةٌ, شفافيَةُ قطَرَاتِ المَطَََر... همَسَاتهُنّ, أنوارٌ تُلامِس شِغاف القلب وتَختلِط به... إبتساماتهِن, فجرٌ جديدٌ مِن السعادة... ضَحِكاتهُنّ, شُروقٌ جمالِ الدُنيا وبهجتِها... نظراتُهُنّ, زمنٌ جميلٌ بِحد ذاتِه يتمنى المرء أن لا يتوقّف... ولكن.... دُموعُهُنّ, قطَرَاتٌ مِن العذاب لا تزول آثارُها حتى بعدَ توقُفِها... وأحزانهنّ, سياطٌ تَجْلِد القَلْبَ حتّى تتَقَطّع نياطُه... وآهاتهِنّ, عواصفٌ من نارٍ تَحْرِق مروج الروح الخضراء فتُحيلها رماداً. فسُبحان مَن أنشأهُن... كأنّهُنّ خُلِقْنَ مِن فيض المشاعِرٍ, أو سُبِكْنَ من عِطرِ الحنان... حُبُهُنّ حبٌّ صادِق... وكُرههُنّ كُرهٌ ماحق... فاحرَص يا رعاك الله على إسعادهِن وإدخال السُرورِ على قُلوبهِن كما يُحب الله, واحرص على عدمِ إحزانهِن واصبر عليهِن الصبرَ الجميل. فإنّهُن خُلِقن ليكُنّ ستراً من النارِ لِمَن يُحسِن إليهُنّ... فهنيئاً لِمَن مُنِحنَ له... هُنّ ابتلاءٌ واختبار مِن المانِح جل جلاله للممنوح, فإنْ صَبَرَ عليهِنّ وأعطاهُنّ حقَّهُنّ فقد فاز وربّ الكعبة. قال المَبعوثُ رحمةً للعالمين صلوات ربي وسلامهُ عليه: ( من أبْتُليَ من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ) متفق عليه. وقال بأبي هوَ وأُمي(مَن عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها). أيُّ بُشرى هذه, وأي سعادةٍ وأي مَنزلة تِلْك التي قد شُرّفَ بها من عال البنات فأكرمهُن وأحسَن إليهن... سيكون مع نبي الرحمة في الجنّة... الله الله... ما أعظم مَنْزِلة هذا المَمنوح إذا أحسَن... فليس بعد هذا الفَوز مِن فوز... كم تمنيتُ والله لو رُزِقتُ ولو بواحدة مِنهُنّ فأحْظى بالبُشْرى كما حظيَ بهِ غيري, لكن قدّرَ الله وما شاء فَعَل. سُبحان الله ربي, من ذا الذي يُعطى الرّحمة فيأباها؟!! ومن ذا الذي يُبشَّر بالجنّة فلا يأبه بها ولا يعمَل لها؟!! ومن ذا الذي يُبَشّر بالأُنثى فيظلّ وجههُ مُسودّاً؟!! تِلكَ لعَمْري لجاهليّةُ العَصْر. أهوَ كثيرٌ عليك أن تَبَرَّ بهِنّ وتُكْرِمَهُنّ وتُراعي حقّ اللهَ فيهِنّ؟!! فيا مَن رزقك الله البنات احذَر ثم احذر مِن عدَمِ الرضى بما وهبَهُ اللهُ لك, فلقد وُهِبْتَ عظيماً, ولا تكُن مِمّن قال الله فيهم (وإذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ). تعهدهُن بالتربية الصالِحة كما يُحِب الله ويرضى, وعلَّمهُنّ ما يَنْفَعهُنّ في دينِهِنّ ودنياهُنّ, وكُن لهُنَّ أباً يكُنّ لكَ أُمّهات... فكم غلب البنات الأبناء بِبِرّهِنّ... وكم من البنات صبرن على آبائهِنّ عِندَ كِبرِهم مالم يُطِق الأبناء عليهِ صَبْراً... وكَم مِن بنت آثرت العُنوسة على الزواج حتّى تحمِلَ والديها الهَرِمَين في حين آثَرَ الإبن الإبتعاد... إنهُنّ بِحق دارٌ الوفاء ومادّة الحُب وأصلُ العطاء. وستعلمُ صِدقَ ما أقُول ولو بعدَ حين. ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3947 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() التفت يمينا وشمالا، وجدتُكِ محاطة بأكاليل من الورد . لا يراكِ من أحد . لهم أعين ولهم قلوب ، لكنّ الأرواح مجندة . قلمٌك زاد من طيب وردك ، والأحرف خمائل تُسقى بمداد العاشقين ، وكل حرفٍ يستدعي ما بعده ، ليكتمل العقد . مررت بالكثير هنا وهناك ، وجدت أحرف في غاية الجمال تُحاك بأيدٍ من حرير . تُفكُّ رموزها بصعوبة ولا يجيد ذلك إلاّ القليل . يترنح الرأس بين قول وآخر . لكن أحرفُك بها البساطة تزيد النظر نظارة أراكِ بين تلك الورود وكأنك إحداها بل أنتِ من يزيدها عبقٌ ونظر . شعرت بذلك بل قصصت الأثر لذلك الطيب . حديثُكِ عسجدي يتجدد لمعانه كل يوم ، زادتني نشوة الإعجاب بجمال ذلك كله . لم أكن أرغب في المقام بين طيات حنانك ، لكن هو القلب ودغدغة الجوارح أبت إلاّ أن تُنيخ مطاياها على هامات قممك الشامخة . وضعت لنفسي مرقدا بين أحظان الطبيعة وأراقب خطواتكٍ المتزنة . أبعد عن عينيك أغصان قد تؤذي همساتك ونسمات تلك النفس التي لطالما انتظرتها . قد يلتف عشقي بين أسطرك المستقيمة ومع أحرف ازدان بها المكان بل خاطتة بأحرف من ذهب ، لتقول للقارئ قف وتمتع بجمالي . أنظر من خلال تلك الشقوق المرتفعة على قمم الجبال لعلي أجد شهدٌ أتذوق ما يشفي علل تراكم عليها الدهر . قالت لي نفسي لن تجدها في أودية تنساب مع عصارات القمم ، ولن تجدها بين أوراق الخريف تغطيها زهورالربيع وريا حينه ، بل ستجدها مصاحبة للسحب وعلى هاماتها تتربع المكان لا يجدها إلاّ من هو حريٌُّ بجمالها . كل هذا صاحبني فليتُكِ تشعري . ----- م/ن |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3948 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ُمقالة رائعة للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله اذ كتب يقول نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا تحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكو منه أو أطلب زيادة عليه فقلت الحمد لله أخرجتها من قرارة قلبي ثم فكرت فرأيت أن ' الحمد ' ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد ؟ وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟ وسألتني زوجتي فيمَ تفكر ؟ فاخبرتها قالت صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم قلت لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير تغدو خماصا ًوتروح بطاناً ؟ لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية أنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها ، وصاحب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن ' مجدّرة ' تستطيعين أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء ، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدّرة ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان ، لا والله ، إنكم تقبضون الثمن أضعافا تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد جربت ذلك بنفسي أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا وكانت زوجتي تقول لي دائما يا رجل ، وفر واتخذ لبناتك دارا على الأقل فأقول خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟ لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ} وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} أرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ، ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء . وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك . فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5%ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟ وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس . فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة وأسوق لكم مثلا واحدا قصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز ، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى قال ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول لقمة بلقمة ، ولم أفهم مراده. فسألته امه عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد . والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ، وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع وهو الذي يشفي وهو يسلم ، يعلم أن هذا صحيح والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وأنا أخاطب السيدات واقول لكل واحدة ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر . ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له ) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع ولقد رأيت ابنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان قلت تعالي يا بنيتي ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا إنك لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز انتهى كلامه رحمه الله ---------------- على الطنطاوي رحمة الله |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3949 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قليل من العقل لوسمحت اغمض عينيك لحظات ، وحاول أن تتخيل الصور الآتية وأمثالها : تخيل أنك أصبحت وقد فقدت عقلك فجأة ..!! يعني أنك غدوت مجنونا ، يطاردك الأطفال من زقاق إلى زقاق ، بالحصى والحجارة وهم يضجون بالضحك منك ..! فلا يملك أهلك إلا أن يربطوك في سارية في البيت …!! أو تخيل أنك فقدت بصرك بلا سبب معروف ، فأصبحت تتكفف الطريق ، وتحتاج في كل حركاتك إلى من يعينك ..!! أو تخيل أنك قد أمسيت مشلولاً بالكلية، تحتاج إلى الآخرين حتى لقضاء حاجتك .! أو تخيل أنك …… أو أنك …….. أو أنك …….الخ وما أكثر الصور التي يمكنك أن تستحضرها ، مما ابتلي بها غيرك وأنت في عافية منها .. !! فهلا شكرت ربك عز وجل على نعمته عليك .. ومعافاته لك ؟! هلا أقبلت على مولاك وسيدك ، بألوان من صور الطاعة ، لتثبت لنفسك أولا ، أنك تحبه فعلاً ، ولست مجرد مدعٍ يقول بلسانه ما لا يصدقه الواقع ..؟ هلا سارعت إليه سبحانه، لتقدم له ضروبا من الولاء ، شكرا له على ما منحك من صحة وعافية ومواهب ؟! إن لم تفعل شيئا من هذا ، بل تصر على أن تعصيه ، وتركب الهوى مخالفا أوامره ، معرضا عن بابه ، فاعلم … فاعلم أنك قد انسلخت من إنسانيتك ..!! بل والله ، لا تظنن أن في رأسك مسكة عقل ، ولو زعمت ما زعمت .. ! بل عليك أن توقن أنك أجهل الخلق ، ولو جمعت كل شهادات الدنيا في يدك ..!!؟ ووضعت كل نايشين الدنيا على صدرك العريض المتفش كالديك ! ( إنها لا تعمى الأبصار .. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) إنما نطالبك : بقليل من العقل ، قليل من العقل ، لو سمحت ..!! ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3950 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لغــــــة السلــــف لغة السلف فإن لغة الاحتساب مفتاح سعادة في حياة المتميزة لا تطلب أجرها من الناس ولهذا لو مدحها مادح أو قدح فيها قادح لم يؤثر فيها { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شر ذلك اليوم } الإنسان: 9-11 والمقصود أحبتي النية الصادقة الخالصة لوجه الله جل في علاه والعمل الصائب على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . هي لغة أهل الإيمان في أعمالهم لا يطلبون من هذه الدنيا شيئاً ومع هذا تأتي الدنيا راغمة قال أحدهم : طلبنا العمل للدنيا فأبى الله إلا أن يكون له . المحتسب … لا يغضب من النقد ولا يؤثر فيه الحسد ولا يُسقط عمله المكر ولا الخديعة ولا الرياء ولا السمعة . المحتسب …. صبر نفسه لطاعة ربه ، والجزاء من جنس العمل { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}الزمر:10. المحتسب … لا دنيا تريد ، ولا شارة ، ولا أمارة ، ولا مال ,و لا عمارة ، ولا سمعة ، ولا وظيفة ، ولا سيارة … يريد جنة عرضها السماوات والأرض { يريدون وجهه } الأنعام: 52 المحتسبة … طعم آخر للإنسانية ، ولون آخر للبشرية ، تذوب من أجل الآخرين ولا تكترث بشيء في سبيل ذلك لأن همتها أسمى وأعلى وأحلى وأغلى من هذا الحطام الفاني. المحتسب … نافست صواحبها ، وعجزت المتسابقات لها عن سبقها ، وتعبت اللاحقات لها أن يلحقوا بها . تعبها لذة وعرقها مسك ومالها وقف ونفسها قربان { فبأي ءالاء ربكما تكذبان} الرحمن:13 . فهلا حملنا مفتاح الاحتساب لنعيش في متعة التميز ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |