«تأهيل المعاقين» يرصد طفلتين مهملتين

[عذبة الاوصاف]

رصد مركز تأهيل المعاقين في إمارة رأس الخيمة حالتي إهمال لطفلتين معاقتين ذهنياً من قبل والدتهما، ما تسبب في تراجع حالتيهما صحياً، وأجرى فريق مختص من المركز زيارات ميدانية الى الطالبتين، في إطار الزيارات الميدانية التي يجريها الى منازل الطلبة، وفقاً لمديرة المركز الشيخة إلهام القاسمي. فيما استقبل المركز خلال العام الدراسي الجاري 186 طالباً من مختلف الإعاقات الذهنية والبصرية والحركية، تراوح أعمارهم بين يوم و20 عاماً.

وتفصيلاً، قالت القاسمي لـ«الإمارات اليوم»، إن المركز وضع خطة لمتابعة الطلبة المعاقين في منازلهم، بعد تسجيلهم في المركز، وقبل بداية العام الدراسي، بهدف الاطلاع على تصرفاتهم، وكيفية تعامل أسرهم معهم، تمهيداً لإعداد تقرير مفصل عن كل حالة معاقة، ووضع خطط فردية لتأهيلها، بحسب طبيعة الاعاقة.

وأوضحت أن الفريق رصد إهمال أسرتين من سكان إمارة رأس الخيمة طفلتين تعانيان إعاقة ذهنية، إذ تبين أن الأولى كانت لطفلة (14 عاماً)، تعاني إهمالاً شديداً في منزل ذويها، الذي يفتقر إلى أدنى الخدمات والمرافق الخاصة بالمعاقين ذهنياً.

كما لاحظ خلال العام الدراسي الماضي، تأخر حالة الطفلة صحياً وتعليمياً، فضلاً عن أنها كانت تأتي بالملابس نفسها الى المركز، من دون أي اهتمام من والدتها.

وأشارت إلى أن الفريق المختص قرر زيارة الطفلة في منزل أسرتها خلال الإجازة الاسبوعية، للاطلاع على حالتها، وطريقة تعامل أسرتها معها، ورصد أي ملاحظات سلبية تؤثر في صحتها. ولاحظ وجود إهمال كبير من الأم تجاهها، فلم تبد اهتماماً بتنظيفها بشكل مستمر، أو رعايتها، ولا مساعدتها أثناء تنقلها في غرف المنزل، لحمايتها والحفاظ على سلامتها.

وأوضحت أنه فور التواصل مع الأم بشكل مباشر تبين أنها تعاني أيضاً من مشكلات نفسية، أثرت سلباً في حال ابنتها، إذ لا يوجد شخص آخر يتولى رعايتها.

وأشارت القاسمي إلى أن الفريق المختص وضع فوراً خطة فردية لحالة الفتاة، وأخضع الأم لدورات في الإرشاد الأسري، إضافة إلى تدريب أفراد الأسرة على التعامل مع الطفلة، وإطلاعهم على طرق رعايتها، للحفاظ على سلامتها من التعرض للخطر.

وأوضحت أنه تم شراء ملابس جديدة للطفلة، ورعايتها من قبل المختصات في المركز، ومتابعة حالتها أثناء دراستها في المركز والمنزل بشكل مستمر.

وأضافت أن الحالة الثانية التي رصدها المركز لطفلة يقلّ عمرها عن خمس سنوات، تعاني إعاقة ذهنية، وتدرس في قسم التدخل المبكر في المركز، شارحة أن فريق المختصين لاحظ غياب الطفلة المتكرر، وأن والدتها لم تلتزم بإحضارها الى المركز لتلقي العلاج التأهيلي، لتطوير حالتها الذهنية، خصوصاً أن الاعاقات التي تقلّ أعمار المصابين بها عن خمس سنوات من أهم الحالات التي يعتني بها المركز، كونها أكثر استجابة لبرامج التأهيل الذهني.

وأضافت أنه تم التواصل مع الأم، وتبين أن الأسرة تعاني حالة اقتصادية صعبة، وخلافات أسرية عميقة، ما أثر سلباً في طريقة تعامل الأم مع طفلتها المعاقة. وذكرت القاسمي أن الفريق المختص وضع دراسة شاملة عن حالة الأسرة، وأخضع الأم لدورات تدريبية عدة في الإرشاد الأسري، بهدف توجيهها بكيفية التعامل مع ابنتها، وضرورة متابعة حالتها طوال فترة وجودها في مركز التأهيل، من أجل رفع مستواها الذهني.

وأكدت أن الأم استفادت من دورات الإرشاد الأسري، ولاحظ المركز وجود تغير في طريقة تعاملها مع طفلتها، كما تطورت الحالة الصحية والذهنية للطفلة بشكل إيجابي، نتيجة المعاملة الحسنة التي أصبحت تتلقاها في المنزل، واستمرارها في برامج التأهيل الذهني في المركز، مشيرة إلى أن إخضاع الأمهات للإرشاد الأسري أنقذ الطفلتين من تراجع حالتهما الصحية.

وأكدت أن كثيراً من الأمهات يحضرن الحصص الدراسية والتأهيلية والعلاجية لأطفالهن في المركز يومياً، من أجل تشجيعهم على الاستجابة للبرامج، ورفع مستواهم، وإخراجهم من حالتهم الصحية والنفسية الصعبة، وإدماجهم في المجتمع بشكل مبكر.

وأوضحت أن هناك 186 طالباً من مختلف الإعاقات الذهنية والبصرية والسمعية والحركية، في المركز، من بينهم 31 طالباً جديدا، و155 طالباً من طلبة السنوات الماضية، مستمرون في تلقي البرامج العلاجية والتأهيلية.

وأضافت أنه تم تخريج نحو 11 طالباً ممن تجاوزت أعمارهم 20 عاماً، إذ خضعوا لبرامج تأهيل مهني تساعدهم على الدمج في المجتمع، من خلال مهاراتهم المهنية والذاتية. وقد دمج سبع طلبة من ذوي الإعاقات البصرية والسمعية والحركية في الفصول الدراسية في المدارس الحكومية المهيأة للدمج، ممن أنهوا دورات التأهيل في المركز خلال السنوات الماضية.