![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5291 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ابنُ عباس 0ينادي -طلاب 0العلم من منا لم يسمع بالحَبر البحر عبدالله بن العباس، ابنِ عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الهاشمي، القرشي، المولود قبل الهجرة بثلاث سنين، المتوفى سنة ثمان وستين (68 هـ)؟ لقد كان ابنُ عباسٍ مدرسةً في العلمِ والعملِ، وسيرته في بدايات طلب العلمونهاياته تنادي بلسان حالها ومقالها طلابَ العلم ليستفيدوا منها في حياتهم العلمية. و أن تبرز هذه القدوة العلمية للنشء، والتي أثْرَتْ الأُمةَ وأثّرت فيها، منذ بدأ في بثّ العلم إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. لم تكن صحبةُ ابن عباس للنبي صلى الله عليه وسلم طويلة، بل كانت قريباً من ثلاثين شهراً، أي نحواً من سنتين ونصف، وكان عمره حين مات صلى الله عليه وسلم قرابة ثلاث عشرة سنة - كما هو المشهور عند كثير من أهل العلم - لكن الحياة لا تقاس بطول السنوات، بل بقدر العطاء والبذل، وحُسْنِ الأثر. إن المتأمل في سيرة ابن عباس العلمية؛ سيجد أنها تميزت بمزايا كوّنت منه شخصيةً علميةً فذّة، ومن ذلك: أولاً: حرصُه على الطلب مبكراً، وقربُه من العلماء، وعلى رأسهم نبيه ومعلِّمه الأول صلى الله عليه وسلم، فقد حدّث ابنُ عباس قائلاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعتُ له وضوءاً، فقال: "من وضع هذا؟" فأُخبر، فقال: "اللهم فقهه في الدين"([1]). هذا الحرص على القرب من النبي صلى الله عليه وسلم، وتلقي العلم من مصدره؛ لفتَ نظر مَن حوله، خاصةً والديه، فقررا بعثه - وهو الغلام الصغير - لينهل من علمه صلى الله عليه وسلم في أمورٍ قد لا يطّلع عليها إلا خاصة أهله. فلما كانت ليلةَ خالتِه ميمونة - أم المؤمنين رضي الله عنها - أرسله والداه ليبيت هناك، وليقتبس من العلم النبوي مباشرة وبلا واسطة. ولن تجد أحسن من أن تستمع لابن عباس نفسه وهو يحدثك عن تلك الليلة التي لا ينساها في حياته، حيث يقول: "بِتّ ليلةً عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، فأتى حاجتَه، ثم غسل وجهَه ويديه، ثم نام، ثم قام فأتى القِربة، فأطلق شناقها([2])، ثم توضأ وضوءا بين الوضوءين([3])، ولم يُكثِر، وقد أبلغ، ثم قام فصلى، فقمت، فتمطيت كراهية أن يَرى أني كنت أنتبه له، فتوضأت، فقام فصلى، فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فأدارني عن يمينه، فتتامتْ صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام فصلى، ولم يتوضأ، وكان في دعائه: «اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، وعظم لي نوراً»([4]). هذا وصفٌ حدّث به ابن عباس - بعد سنوات من هذه القصة التي وعاها وحفظها -، ومن عادة الصبي في مثل هذا السن أنه تغلبه عيناه، ولا يفيق إلا إن أوقظ أو استكمل حاجته من النوم! لكنه لم يفعل، بل نقل لنا صفة قيام النبي صلى الله عليه وسلم لليل، بهذا التفصيل الدقيق الذي يعزُّ نظيره. إن حرص والدَي ابن عباس لم يكن كافياً لصناعة طالب علمٍ يعي ويفهم، بل قارَنَ ذلك حرصٌ من ابن عباس نفسه. ويمتد هذا الحرص على العلم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ليأخذ منحى آخر، يوضّحه ما يلي: ثانياً: لم تفتر همةُ ابن عباس - وهو المفجوع بوفاة معلمه الأول صلى الله عليه وسلم - بل رأى في ذلك ما يحفز همتَه للتلقي عن أكابر أصحابه، الذين لازموه ونهلوا من معينه، وعرفوا من سنته ما لم يعرفه غيرهم. وها هو ابنُ عباسٍ يصوّر لنا هذا الحرص من خلال هذا الموقف الذي وقع له مع شابٍ من شباب الأنصار، فيقول: «لما توفي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الأنصار: يا فلان! هلمّ فلنسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير! فقال: واعجباً لك يا ابن عباس! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مَن ترى؟ فتركت ذلك، وأقبلتُ على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريحُ على وجهي التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله! ما جاء بك؟ ألا أرسلتَ إلي فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك. فأسأله عن الحديث». قال: «فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناسُ علَي، فقال: «كان هذا الفتى أعقل مني» ([5]). سترى - يا طالب العلم - في طريقك ألواناً من العقبات، منها: كسالى الطلبة، الذين يثبطون ويخذّلون من حيث لا يشعرون، وسيقولون لك: أتظن أن الناس بحاجة لعلمك وفي الناس فلانٌ وفلانٌ من العلماء؟! فدعهم - كما فعل ابن عباس - وامض لطريقك، فيوشك أن تطول بك وبه حياة، حتى يقول - بلسان حاله أو مقاله -: هذا الفتى أعقل مني! وربما جلس عندك طالباً يتعلم منك. ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5294 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سيرة آمهآت المؤمنين ![]() كثيرةٌ هي الخصائص التي اختص الله بها نبيّه محمداً - صلى الله عليه وسلم - على غيره من البشر، إظهاراً لقدره ومكانته ، وإعلاءً لمرتبته وشأنه ، ومنها خصوصية كثرة زوجاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي أثيرت حولها الشبهات من أعداء الإسلام والمنافقين قديما وحديثا .. فمن خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أبيح له الزواج بأكثر من أربع ، قال الشافعي : " دلت سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المبينة عن الله أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله أن يجمع بين أكثر من أربع من النسوة ".. وقال ابن كثير : " وهذا الذي قاله الشافعي مجمع عليه بين العلماء " .. فهذا الحكم من خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي انفرد به دون غيره من الأمة ، وذلك أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره ، إضافة لما في زواجه بأكثر من أربع من تحقيق لأهداف وحكم هامة .. ويطلق على زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمهات المؤمنين ، تكريما لشأنهن وإعلاء لقدرهن ، وقد شرفهن الله - تعالى - بذلك فقال : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }(الأحزاب: من الآية6).. وقد بلغت زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اللاتي دخل بهنّ إحدى عشرة ، كما ذكر ابن حجر في فتح الباري ، وابن القيم في زاد المعاد ، وهن كالآتي : خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ : تزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي أول امرأة آمنت من هذه الأمة ، وبقيت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن أكرمه الله برسالته ، فآمنت به ونصرته ، فكانت له وزير صدق ، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين ، ولأم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ خصائص كثيرة اختصت بها ، منها : أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج غيرها ، وأن أولاده جميعا كلهم منها إلا إبراهيم ـ عليه السلام ـ ، وهم القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة .. ومن عظيم خصائصها أن الله ـ عز وجل ـ بعث إليها السلام مع جبريل ـ عليه السلام ـ ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أتى جبريل عليه السلام فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام ، أو إناء فيه شراب ، فإذا هي أتتك ، فاقرأ عليها من ربها السلام ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب (لؤلؤ مجوف) ، لا صخب فيه ولا نصب )(البخاري). سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ : هاجر زوجها السكران بن عمرو إلى الحبشة فتنصر ومات بها كافرا ، فزوجه بها والدها زمعة بن قيس .. ومن خصائصها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أراد طلاقها آثرت عائشة ـ رضي الله عنها ـ بيومها ووهبته لها ، حباً لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإيثاراً لبقائها معه فأمسكها ، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها ، وهي راضية بذلك ، مؤثرة لرضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنها . عائشة بنت أبي بكرـ رضي الله عنهما ـ : تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بنت ست سنين قبل الهجرة بسنتين ، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين ، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة ، وتوفيت بالمدينة ، ودفنت بالبقيع .. ومن خصائصها أنها كانت أحب أزواج النبي إليه ، فقد سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أي الناس أحب إليك ؟ ، قال: عائشة ، قيل : فمن الرجال ؟ ، قال : أبوها )(البخاري) .. ولم يتزوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بِكْراً غيرها ، وكان الوحي ينزل عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في لحافها دون غيرها ، ولما أنزل الله آية التخيير : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً }(الأحزاب:28) ، بدأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بها فخيرها فقال : ( ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك ، فقالت : أفي هذا أستأمر أبوي؟ ، فإني أريد الله ورسوله )(البخاري) ، فاقتدى بها بقية أزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقلن كما قالت .. ومن خصائصها أن الله برأها مما رماها به أهل الإفك ، وأنزل في براءتها وحياً يتلى إلى يوم القيامة .. وقد تُوفي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيتها ، وعلى صدرها ، ودفن في حجرتها .. وكان الأكابر من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها ، فيجدون علمه عندها .. حفصة بنت عمر ـ رضي الله عنهما ـ : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وكانت قبله عند خنيس بن حذافة وكان من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشهد بدرا وأحدا ، وأصيب في أحد بجراح مات منها , فتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. ومن خصائصها ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلقها ، فأتاه جبريل فقال : ( إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة )(الطبراني) .. أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ : هي رملة بنت صخر بن حرب ، هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة فتنصر بها ، فتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بأرض الحبشة ، وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار ، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يخطبها ، وولي تزويجها عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ .. وهي التي أكرمت فراش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجلس عليه أبوها قبل إسلامه وقالت : إنك مشرك ، ومنعته من الجلوس عليه .. أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ : هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة ، كانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد ، وكانت - رضي الله عنها - من النساء العاقلات الناضجات ، يشهد لهذا ما حدث يوم الحديبية .. قال الإمام ابن حجر : " .. وإشارتها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها " .. وقد أخذت أم سلمة حظّاً وافراً من أنوار النبوّة وعلومها ، حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً ، وكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً .. زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ : هي زينب بنت جحش بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب ، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة وطلقها ، فزوجها الله تعالى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فوق سبع سماوات ، وأنزل قوله ـ تعالى ـ : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }(الأحزاب: من الآية37) .. وكانت تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : ( زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سماواته )(البخاري) ، وتوفيت بالمدينة سنة عشرين ودفنت بالبقيع .. زينب بنت خزيمة ـ رضي الله عنها ـ : هي زينب بنت خزيمة الهلالية ، وكانت تحت عبد الله بن جحش ـ رضي الله عنه ـ الذي شهد بدرا وقتل يوم أحد .. تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة ثلاث من الهجرة ، وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها المساكين ، وعاشت ثمانية أشهر مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم توفيت ، وقد صلى عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودفنها بالبقيع . جويرية بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ : تزوج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جويرية بنت الحارث من بني المصطلق سنة ست من الهجرة ، وتوفيت سنة ستة وخمسين ، وهي التي أعتق المسلمون بسببها مائة أهل بيت من الرقيق ، وقالوا : أصهار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وكان ذلك من بركتها على قومها ـ رضي الله عنها ـ .. صفية بنت حيي ـ رضي الله عنها ـ : تزوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صفية بنت حيي سنة سبع بعد غزوة خيبر حيث سبيت فيها ، وكانت قبله تحت كنانة بن أبي الحقيق ، توفيت سنة ست وثلاثين ، وقيل سنة خمسين ، ومن خصائصها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعتقها وجعل عتقها صداقها ، قال أنس ـ رضي الله عنه ـ : ( أمهرها نفسها )(البخاري) .. ميمونة بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ : أشار العباس ـ رضي الله عنه ـ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزواجها ، فتزوجها مواساة لفقد زوجها ، واعترافاً بفضلها ، وتحبيباً لقومها في الإسلام ، وقد تزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبنى بها بسَرِفَ (مكان قرب مكة) ، وماتت بسرف ، وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين ، وهي خالة عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ .. وكانت ـ رضي الله عنها ـ مثلاً عالياً للصلاح والتقوى ، حتى شهدت لها أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بقولها : ".. أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم " . وقد روت عدداً من الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كان منها صفة غسله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. هؤلاء جملة من دخل بهن من النساء ، وهن نساؤه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا والآخرة ، وقد عاشت زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمهات المؤمنين في غرفهن الصغيرة بجوار المسجد النبوي ، يستمعن لأحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويشتركن في بيان تعاليم الإسلام وأحكامه ـ خاصة في شئون المرأة ـ ، ثم لهن حياتهن الخاصة مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحافلة بالعبادة والعلم ، المليئة بالدروس والعبر، الدافقة بالخير والعطاء .. وقد توفيت اثنتان منهن في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهما خديجة وزينب بنت خزيمة - رضى الله عنهما - ، وتوفى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تسع منهن ، ودُفِنَّ جميعا في البقيع بالمدينة المنورة ، ما عدا خديجة ـ رضي الله عنها ـ فدفنت في الحجون بمكة ، وميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها - دفنت في سرف قريبا من مكة . لقد عاش النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية ، عفيف النفس ، دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج حوله ، كما أنه تزوج من خديجة ـ رضي الله عنها ـ ولها ما يقارب ضعف عمره ، حتى تجاوز مرحلة الشباب ، وقد ظل هذا الزواج قائماً حتى توفيت عن خمسة وستين عاماً ، وقد قرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الخمسين من عمره ، دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي امرأة أخرى ، ومابين العشرين والخمسين من عُمْر الإنسان هو الزمن الذي تقوى فيه الدوافع لذلك ، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفكر في أن يضم إليها ـ رضي الله عنها ـ مثلها من النساء زوجة أو أَمَة ، ولو أراد لكان الكثير من النساء والإماء طوع بنانه ، وهو أمر طبيعي في هذه البيئة . ومن ثم فكثرة زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن بهدف التمتع وإشباع الشهوة ، وإن كان ذلك أمراً فطرياً سائغاً لا يعاب الإنسان به ، وقد كان ذلك سائداً بين العرب آنذاك ، وقد عَدَّد الأنبياء قبله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومع ذلك فإن هدف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من زواجه كان أسمى من ذلك وأعلى .. ففي زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ كثير من الحكم التشريعية والإنسانية والتعليمية ، إضافة إلى ما يتعلق بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة .. فقد حرص في بعضها ـ صلى الله عليه وسلم ـ على توثيق الرابطة بين الإسلام وبعض القبائل ، كما حدث عندما تزوج بجويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق ، الذي كان من آثاره إسلام جميع قبيلتها ، وكزواجه من أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ، وصفية بنت حيي بن أخطب .. وهدف في بعضها الآخر تكريم أرامل الشهداء الذين ماتوا في الحبشة ، أو استشهدوا من أجل الدعوة في سبيل الله ، وتركوا أرامل لا يقدرون على تحمل أثقال الحياة وأعبائها الجمة ، مثل أم سلمة ـ، وزينب بنت خزيمة ، وسودة بنت زمعة .. وكان في بعضها الآخر زواجا تشريعيا كزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من زينب بنت جحش وذلك لهدم نظام التبني الذي كان موجودا عند العرب .. ومنها توثيق أواصر الترابط بينه وبين صاحبيه الجليلين أبى بكر وعمر ، وتكريمهما بشرف المصاهرة به ، وذلك ظاهر في زواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر ـ رضي الله عنهم ـ .. وثمة أمر آخر هام وهو أن الإسلام ـ الذي هو خاتم الأديان ـ بحاجة إلى من يبلغ أحكامه الشرعية الخاصة بالنساء وهي كثيرة ، وزوجة واحدة لا تستطيع القيام بهذا العبء وحدها ، فالأمر أكبر من ذلك بكثير ، وقد ذكر رواة السنة أن نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ روين أكثر من ثلاثة آلاف حديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومن ثم فقد ساهمت أمهات المؤمنين خاصة ـ عائشة وأم سلمة ـ مساهمة فعالة في نقل السنة النبوية ، ـ وهي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله ـ إلى الأمة الإسلامية .. وقد ذكر الإمام ابن حجر في فتح الباري حكما كثيرة للعلماء من استكثاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الزوجات ، أحدها : أن يَكثر من يشاهد أحواله الباطنة فينتفي عنه ما يظن به المشركون من أنه ساحر أو غير ذلك .. ثانيها : لتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته فيهم .. ثالثها : الزيادة في تألفهم لذلك .. رابعها : لتكثر عشيرته من جهة نسائه فتزداد أعوانه على من يحاربه .. خامسها : نقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال ، لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله .. سادسها : الاطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة ، فقد تزوج أم حبيبة وأبوها يعاديه ، وصفية بعد قتل أبيها وعمها وزوجها ، فلو لم يكن أكمل الخَلْق في خُلقه لنفرن منه ، بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن .. سابعها : تحصينهن والقيام بحقوقهن .. ومن ثم فإن لكل من زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمهات المؤمنين حكمة وسبب ، يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ورفعة شأنه وكمال أخلاقه .. ------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5295 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() التعريف بنبي الله نوح ![]() ![]() هو نبي الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. والمؤرخون يقولون: إنه ابن لامك متوشالخ بن أخنوخ. يزعمون أن أخنوخ هو إدريس وأن نوحا من ذرية إدريس هكذا ذكره غير واحد من المفسرين، وأن إدريس قبل نوح . وجاء في بعض روايات حديث الإسراء ما يدل على أن نوحا ليس من ذرية إدريس ؛ لأنه إذا سلم على أجداده كإبراهيم ونوح ومن جرى مجراهم يقولون: مرحبا بالنبي الصالح والابن الكريم. وإدريس لم يقل مرحبا بالنبي الصالح والابن، وإنما قال: والأخ، كما جاء في بعض روايات حديث المعراج كما هو معروف. وأكثر المؤرخين على هذا. ونوح هو أول نبي بعثه الله في الأرض بعد أن صار الكفر في الأرض، وعبدت فيها الأصنام، وعبد فيها غير الله. فأول رسول أرسل بمنع عبادة الأصنام وتوحيد الله في عبادته هو نبي الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. وقد ثبت في أحاديث الشفاعة التي تكاد أن تكون متواترة أن آدم يقول لهم: اذهبوا إلى نوح ؛ فإنه أول نبي بعثه الله في الأرض. ----------- الشيخ عبد الله الجبرين رحمه / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5296 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه ![]() بادر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى صديقه الحميم أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ليخبره بما أكرمه الله به من النبوة والرسالة، ويدعوه إلى الإيمان به، فآمن به دون تردد، وشهد شهادة الحق، فكان أول من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الرجال، إذ كان من أخص أصحابه قبل البعثة، عارفا به ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبأخلاقه، وكان يعلم من صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمانته ما يمنعه من الكذب على الخلق، فكيف يكذب على الله؟!. ولذا بمجرد ما ذكر له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله أرسله رسولا، سارع إلى تصديقه والإيمان به، ولم يتردد.. وقد روى ابن إسحاق عن بداية إسلام أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الحصين التميمي أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة و تردد و نظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين دعوته، و لا تردد فيه ) ما عكم: ما تباطأ بل سارع .. يقول ابن إسحاق : " .. كان أبو بكر رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر، وكان رجلا تاجرا، ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام، من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه ". لقد كان أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ كنزاً من الكنوز، ادخره الله تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان من أحب قريش لقريش، فذلك الخُلق السمح الذي وهبه الله تعالى إياه جعله من الذين يألفون ويؤلفون، والخُلق السمح وحده عنصر كاف لألفة القوم، وهو الذي قال فيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر )( الترمذي ) . ولما كان رصيده ـ رضي الله عنه ـ العلمي والاجتماعي في المجتمع المكي عظيماً، استجاب له في دعوته للإسلام صفوة من خيرة الخلق، من العشرة المبشرين بالجنة، منهم: عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ .. وكان هؤلاء الأبطال الخمسة أول ثمرة من ثمار الصديق - رضي الله عنه -، دعاهم إلى الإسلام فاستجابوا، وجاء بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فُرادَى، فأسلموا بين يديه، فكانوا الدعامات الأولى التي قام عليها صرح الدعوة، وكانوا العدة الأولى في تقوية جانب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تتابع الناس يدخلون في دين الله أفواجا . إن تحرك أبي بكر - رضي الله عنه - في الدعوة إلى الله تعالى، يوضح صورة من صور الإيمان بهذا الدين والاستجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، صورة المؤمن الذي لا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، دون أن تكون انطلاقته دفعة عاطفية مؤقتة، سرعان ما تخمد وتذبل وتزول، فقد ظل نشاط أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وحماسه إلى دينه ودعوته حتى توفاه الله، ولم يفتر أو يضعف . ومن الملاحظ والمشاهد في عالم الواقع، أن أصحاب الجاه لهم أثر كبير في كسب أنصار للدعوة، ولهذا كان أثر أبي بكر - رضي الله عنه - في الإسلام أكثر من غيره .. فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما نفعني مال قط، ما نفعني مال أبي بكر . فبكى أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله ) ( ابن ماجة ) . وبعد أن كانت صحبة الصديق ـ رضي الله عنه ـ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبنية على مجرد الاستئناس والتوافق النفسي والخُلُقي، صارت الصحبة بالإيمان بالله، وبالمؤازرة في الشدائد، واتخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ صاحبا له طوال حياته .. وقد لقب ـ رضي الله عنه ـ في القرآن الكريم بالصاحب، قال تعالى: { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبِه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } (التوبة الآية:40)، وقد أجمعت الأمة على أن الصاحب المقصود هنا هو أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ . ولقب كذلك ـ رضي الله عنه ـ بالصديق، لكثرة تصديقه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وفي هذا تروي أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ فتقول: ( لما أسري بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر ، فقالوا: هل لك إلى صاحبك؟، يزعم أن أُسْرِي به الليلة إلى بيت المقدس، قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك فقد صدق . قالوا: أوَ تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!، قال نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق ) ( الحاكم ) . وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صعد أُحُداً، و أبو بكر وعمر وعثمان ، فوجف بهم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( اثبت أحد، ما عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان ) ( أحمد ). والشهيدان: عمر وعثمان ـ رضي الله عنهما ـ، والصديق: أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ .. لقد شرف الله أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ بصحبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وملازمته والقرب منه حيا وميتا، فقد دفن ـ رضي الله عنه ـ بجوار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومن ثم فلا يجتمع في قلب عبد حب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبغض أبى بكر ، وتعظيم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحط من منزلة أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ .. وبعد إسلام أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ مضت الدعوة إلى الله في مهدها الأول، سرية وفردية، وقائمة على الاصطفاء والاختيار للعناصر التي تصلح أن تتكون منها الجماعة المؤمنة، التي ستسعى لإقامة دولة الإسلام، ودعوة الناس إلى دين الله، والتي ستقوم حضارة ربانية لا مثيل لها على أيديهم، وكان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ من أعمدة هذه الدعوة .. ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5297 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الــــــــــرجـــــــــــاء لم أخطط للحديث عن الرجاء عندما كتبت عن الخوف ، إلا أنني وجدت بعد الانتهاء من الكتابة أن الحديث عن الخوف لا يستكمل بنوده إذا لم يبحث موضوع الرجاء ، وذلك خشية الوقوع في التعسير الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا ) ، رواه البخاري . كما أن الخوف من الله عز وجل ورجاء ورحمته أمران متلازمان في عدة نواح منها : 1 - اسم الرجاء غالباً ما يرد مقروناً بالخوف أو بأحد معانيه ، وهذا القِران ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربك كان محذوراً } الإسراء ، 57.كما ورد أيضاً في السنة الشريفة ، حيث ذُكر أنه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على شاب وهو في سياق الموت ، ( فقال : " كيف تجدك ؟ " فقال : أرجو الله يا رسول الله وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجتمعان في قلب عبد ، في مثل هذا الموطن ، إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف " ) رواه ابن ماجه .2- اسم الرجاء قد يطلق في بعض الأحيان ويُراد به الخوف كما ورد في قوله تعالى : {ما لكم لا ترجون لله وقاراً } نوح ، 13. أي لا تخافون لله عظمة .ولهذا لم يفرق الحارث المحاسبي في تعريفه للرجاء بينه وبين الخوف فكان مما قال : الرجاء هو " أن ترجو قبول الأعمال ، وجزيل الثواب عليها ، وتخاف مع ذلك أن يرد عليك عملك ، أو يكون قد دخلته آفة أفسدته عليه " .معنى الرجاء ودلائله جاء في معنى الرجاء أنه : " حسن الظن بالله تعالى في قبول طاعة وُفِّقت لها أو مغفرة سيئة تُبت منها " .ومن هذا التعريف يمكن الاستنتاج أن رجاء رحمة الله لا يكون مع ترك الطاعات وعدم الالتزام بالنواهي ، فإن هذا يسمى اغتراراً والله تعالى يقول :{ يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنَّكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور? }، فاطر 5.كما أن الله سبحانه وتعالى سمى من يقوم بهذا الفعل بالخَلف ، والخَلف اسمٌ يطلق على الرديء من الناس ، قال تعالى :{ فخلف من بعدهم خَلفٌ ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا يعقلون } ، الأعراف ، 169.أما دلائل وجوب رجاء رحمة الله عز وجل فقد وردت في القرآن والسُّنة وأحاديث الصحابة والصالحين ، قال تعالى :{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم } ، الزمر ، 53 .وقد ذم الله عز وجل اليأس والقنوط من رحمته فقال تعالى :{ إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون }، يوسف 87. وقد جاء في أخبار النبي يعقوب عليه السلام " أن الله تعالى أوحى إليه : أتدري لم فرقت بينك وبين يوسف عليه السلام هذه المدة ؟ قال : لا ، قال لقولك لاخوته : { أخاف أن يأكله الذئب وأنتم غافلون } لم خِفت الذئب عليه ولم ترجني له ، ولم نظرت إلى غفلة اخوته ولم تنظر إلى حفظي له ؟ ومِن سِبْقِ عنايتي بك أني جعلت نفسي عندك أرحم الراحمين فرجوتني ، ولولا ذلك لكنت أجعل نفسي عندك أبخل الباخلين " .أما أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاءت لتؤكد على سعة رحمة الله عز وجل، فقال عليه الصلاة والسلام : ( لما خلق الله الخلق كتب ، وهو يكتب على نفسه وهو وضعٌ عنده على العرش إن رحمتي تغلب غضبي ) ، رواه البخاري .وقال عليه الصلاة والسلام : ( جعل الله الرحمة في مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً ، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً ، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ) ، رواه البخاري .أما الصحابة رضوان الله عليهم فقد كان لاستيعابهم القوي لمعاني صفات الله عز وجل- والتي منها صفة الرحمة- أثره في أقوالهم وأفعالهم ، فها هو التابعي الجليل أبو سفيان الثوري يفضّل رحمة الله عز وجل على رحمة أبويه فقال : " ما أحب أن يجعل حسابي إلى أبويّ ، لأني أعلم أن الله تبارك وتعالى أرحم بي منهما " .وها هو الفضيل بن عياض ينظر في يوم عرفة إلى المؤمنين وهم واقفون يبكون ويتضرعون ، "فقال لرجل إلى جانبه : أرأيت أن هؤلاء كلهم واقفون على باب رجل من الأغنياء يطلبون دانقاً (الدانق : سدس الدرهم ) أكان يردّهم ؟ فقال : لا ، قال : فإن المغفرة عند الله تعالى أهون من دانق عند أحدكم" . نتائج الرجاء ودواؤه إن نتائج الرجاء لا تختلف عن نتائج الخوف ، إذ أنهما يؤديان إلى العمل والسعي لمرضات الله بالعبادات والطاعات وفعل الخيرات ، قال تعالى في وصف أفعال الراجين :{ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم? } البقرة ، 218.وقال أيضاً :{ أمَّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } ، الزمر ، 9 .ولهذا كما اتفقت نتائج الرجاء والخوف اتفق الدواء بينهما ، بمعنى آخر أن العلماء عالجوا هذين النوعين علاجاً مترابطاً فداووا الخوف بالرجاء وداووا الرجاء بالخوف ، قال لقمان لابنه : "يا بني خف الله تعالى خوفاً لا تيأس فيه من رحمته وارجه رجاءً لا تأمن فيه مكره ، ثم فسره مجملاً فقال : المؤمن كذي قلبين يخاف بأحدهما ويرجو بالآخر " .ويكون الخوف كدواء وعلاج أفضل في حالة الشخص الذي يأمن مكر الله عز وجل ، فالله سبحانه وتعالى يقول : { أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون }، الأعراف ، 99 . ويكون الرجاء كدواء أفضل عند من غلب على قلبه اليأس والقنوط من رحمة الله قال تعالى: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم " ، الزمر ، 53.إلا أن أفضل لحظات الرجاء هي لحظة احتضار الموت ، حيث يواسى المحتضر بالآيات والأحاديث التي تدل على سعة رحمة الله عز جل ، ومن هذه الأحاديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النار : ( لا يدخل الجنة رجل في قلبه مثقال حبة من خردل من كِبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال خردلة من إيمان ) ، رواه أبو داود .اللهم اجعلنا ممن يرجون رحمتك ويخافون عذابك ، اللهم آمين . -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5298 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الابحار في رياض سيرة ألصحابة حين تبحر في رياض سيرة أصحاب رسل الله رضي الله عنهم ، تقف على ألوان من عجب ، في دوائر متنوعة من السلوكيات الراقية ، والأخلاق العالية ، حتى ليخيل إليك أن محمداً صلى الله عليه وسلم ، نجح بامتياز في تربية هؤلاء الناس ، تربية تلحقهم بالملائكة البررة الكرام ! وترفعهم عن أهل الأرض ، وتجعلهم متميزين غاية التميز ، يكاد الواحد من هؤلاء يمشي على الأرض بين الناس ، أشبه ما يكون بالضيف قدم عليهم من السماء !!والعجب أنهم هم أنفسهم كانوا قبل أن يسبكهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على هذه الصورة البديعة ، كانوا قبل ذلك في ضلال مبين ، في مناحٍ كثيرة من مناحي الحياة ..فما أشبههم بالميت ، دبت فيه الحياة فجأة ، فمضى في دنيا الناس متألقاً كأنه الشامة في وجه الدنيا !! قال تعالى ![]() واختيار التنكير هنا ووصفه ( ضلال مبين ) لحكمة بليغة ، لتضع بين عينيك ألوان من صور الضلال التي كان يعيش في أتونها هؤلاء ..!ثم أحياهم الله على يد محمد صلى الله عليه وسلم ..وتبحث عن سر هذا التغيير ، وتنقب وتفتش ، وتتأمل وتتدبر ، حتى يوفقك الله سبحانه إلى أن تضع يدك على عدة مفاتيح ، كان لها بالغ الأثر في هذه النقلة الهائلة ، التي حدثت في حياتهم ، حتى جعلت كل واحد منهم ، كأمة من الناس ..!ومن أجل وأروع وأقوى هذه المفاتيح :صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأثر الصحبة لا يخفى ، وأثر القوة الروحية للصاحب على صاحبه الملازم له ، لا يحتاج إلى تدليل ، فكيف إذا كان هذا الصاحب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟ وقديما كانوا يقولون : الصاحب ساحب .. فإن كان إنساناً ينضح خيراً ، فإنه يشد صاحبه إلى سماء السماء ..! وإن كان العكس فبالعكس !ومن تلك المفاتيح :قوة التوحيد التي غمرت قلوبهم ، وتشبعت بها أرواحهم ، والتي أخذ القرآن يغذيهم بها بشكل متتابع ، وفي المقابل كان يترجمها على أرض الواقع المعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم .فلم تعد قلوبهم تلتفت إلى شيء سواه سبحانه ، ولا تتعلق بأحد غيره ، ولا تخاف ، ولا ترجو قوة غير قوته ، ولا تذل نفسها إلا له ، ولا تخشى إلا منه ، ولا تعمل إلا له ، ولا تطمع إلا في رضاه عنها .. لقد تشربت قلوبهم أنه لا محيي ولا مميت ، ولا رزاق ولا مانع ، ولا معطي ، ولا ضار ولا نافع إلا الله وحده ..: وكل شيء سواه لا يقوم بنفسه ، بل يعتمد في قيامه وقوته وغناه على الله رب العالمين ..! فهو المسبب لكل شيء ، خالق كل شيء ، موجده من عدم ، وممده بعد عُدم ، وكل الأسباب مهما علت أو دقت ، إنما تعمل في إطار المشيئة ، فإن شاء أطلقها ، وإن شاء عطلها .. فعلامَ الالتفات إليها إذن ..!! فكل ما خلا الله سبحانه باطل ، والتعلق به أبطل الباطل !!( ..قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ) .. ومن تلك المفاتيح :التعلق الكامل باليوم الآخر ، والشوق الجارف للانتقال إلى مباهج ونعيم تلك الدار .. فأصبح الواحد منهم كل همه محصوراً في طلب الآخرة ، ورضوان من الله أكبر ، لم يعد لهم رغبة في غير ذلك ، ولا همة إلى سوى ذلك ، ما يقربهم من تلك الغاية بادروا إلى فعله ولو شق على النفس ، بل ويتنافسون في هذا المضمار بشكل يدعو للعجب .. وفي المقابل : كل ما يبعدهم عن هذه الغاية ينفرون منه ، ويحذرون منهم ، ويتحاشون الوقوع فيه ، فأصبحت حياتهم كلها مقصورة على هذا الهدف ، بل أصبحت الآخرة نصب أعينهم ، كأنهم يرون مباهجها ونعيمها ..!كل تصرفاتهم وسلوكياتهم وحركاتهم وسكناتهم تتمحور حول طلب الآخرة والشوق إليها ، وتحصيل رضوان الله عنهم .. وكأنهم النقلة إلى هناك غداً أو بعد غد ليس أكثر ..! بل كان بعضهم يقول :ما رفعت قدما ، إلا وأنا أحسب أن لن أضعها إلا في الآخرة ..!فأثمر لهم هذا يقظة قلب ، ورفرفة روح ، وزكاة نفس ، وعلو همة ، ودقة ذوق ، ورقي سلوك ، وحلاوة منطق ...الخوإنك لتجد أثر هذه المفاتيح في أي إنسان صادق ، على مدار التاريخ ، بشرط أن يتشربها قلبه ، وتتفاعل معها روحه ، وتصبح نصب عينيه .لاسيما قضية التوحيد ، والتعلق باليوم الآخر، أما ما يتعلق بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقوم مقام هذا الأمر أن تصحب سيرته وتترجمها ، وتعيش معها ، وتجعل لسانك وقفا لله سبحانه ، وتجعل همتك كلها متجهة إلى طاعة الله سبحانه فرائض ونوافل .. فإذا أنت نجم يتلألأ !ففي الحديث الشريف :" من عادى لي وليا آذنته بالحرب .. وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه .. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ...الخ ------------ ابو عبد الرحمن /للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5299 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 70"] نصائح ..... ليكون لك القرآن صديقا 1- ليكن لقاؤنا بالقرآن فى مكان هادىء بعيدا عن الضوضاء والشواغل 2-الانشغال بالقرآن والمداومة على اللقاء به يوميا ولأكبر فتره ممكنه 3- ليكن الهدف من القرآن التاثير والتأثر به وليس انهاء الورد او السورة 4- لنقرا الأيات بصوت حسن مسموع وبترتيل ولنتباكا مع القرآن قدر المستطاع 5- علينا ان نجتهد فى فهم ما نقراء بصوره اجمالية بدون تدقيقفى المفردات اللفظيه 6- ترديد الايه او الأيات التى تؤثر فى مشاعرنا ونتجاوب معها بقلوبنا 7- المثابرة على ذلك وعدم الاستجابة الى وساوس الشيطانبالعوده الى القرأه السريعه 8- أن نتمهل فى حفظ القرآن وان نفعل ما كان الصحابه يفعلونه بان ناخذ خمس او عشر ايات ونتعلم ما فيهم من علم واحكام وعملونجتهد فى القيام بما دلت عليه فتره من الزمن ولو بضعه أيام ثم ننتقل الى الأيات الأخرى وهكذا .9 - أن نجعل القران الكريم دائما هو الشغل الشاغل لنا.بهذا اخواتى نكون قد صادقنا أغلى وأحب صديق وهو كلام اللهالذى إذا أردت أن يكلمك الله قرات فيه.اسأل الله ان يجمعنا فى مستقر رحمتة [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5300 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصة فتاة تأخرت فــى الزواج ( أكثر من رااااااااااائعة ) … تقــــــول الفتـــــــاة : تخرجت من الجامعه والتحقت بعمل ممتاز وبدأ الخطاب يتقدمون إلي لكني لم أجد في أحدهم مايدفعني للارتباط به ثم جرفني العمل والانشغال به عن كل شيء آخر حتي بلغت سن الرابعة والثلاثين وبدأت اعانى من تأخر سن الزواج .. وفى يوم تقدم لخطبتى شاب وكان اكبر منى بعامين وكانت ظروفه الماديه صعبه ولكنى رضيت به على هذا الحال .. وبدأنا نعد الى عقد القران وطلب منى صوره البطاقه الشخصيه حتى يتم العقد فأعطيتها له وبعدها بيومين وجدت والداته تتصل بي وتطلب منى ان اقابلها فى اسرع وقت وذهبت اليها واذا بها تخرج صورة بطاقتى الشخصيه وتسألنى هل تاريخ ميلادى فى البطاقه صحيح ؟ فقلت لها نعم ! فقالت اذاً انتى قربتى على الاربعين من عمرك فقلت لها انا فى الرابعه والثلاثون قالت الامر لا يختلف فانتى قد تعديتى الثلاثون وقد قلّت فرص انجابك وانا أريد ان أرى احفادى .. ولم تهدأ الا وقد فسخت الخطبه بينى وبين ابنها ومرت عليّ ستة اشهر عصيبه قررت بعدها ان اذهب الى عمرة لاغسل حزنى وهمى فى بيت الله الحرام وذهبت الى البيت العتيق وجلست ابكى وادعو الله أن يهيء لي من أمري رشدا, وبعد ان انتهيت من الصلاه وجدت امرأه تقرأ القرآن بصوت جميل وسمعتها تردد الآية الكريمة (وكان فضل الله عليك عظيما) فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة, فجذبتنى هذه السيده اليها وأخذت ترد عليا قول الله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضي ) .. والله كأنى لاول مره اسمعها فى حياتى فهدئت نفسى وانتهت مراسم العمره وقررت الرجوع الى لمدينتنا . وما أن وصلت إلي البيت وبدلت ملابسي واسترحت بعض الوقت حتي وجدت صديقتي تتصل بي وتقول لي إن صديق زوجي يبحث عن زوجة صالحة و أثنت على الرجل ، وأخبرت والدي بالأمر وسأل عن الرجل ثم تقدم لي . وخفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة.. وزرت صديقتي .. ولم تمض أيام أخري حتي كان قد تقدم لي .. ولم يمض شهر ونصف الشهر بعد هذا اللقاء حتي كنا قد تزوجنا وقلبي يخفق بالأمل في السعادة … وبدأت حياتي الزوجية متفائلة وسعيدة وجدت في زوجي كل ماتمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه من حب وحنان وكرم وبر بأهله وأهلي, غير أن الشهور مضت ولم تظهر علي أية علامات الحمل, وشعرت بالقلق خاصة أني كنت قد تجاوزت السادسة والثلاثين وطلبت من زوجي أن أجري بعض التحاليل والفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب … وذهبنا إلي طبيبه كبيره لأمراض النساء وطلبت مني إجراء بعض التحاليل, وجاء موعد تسلم نتيجة أول تحليل منها فوجئت بها تقول لي إنه لا داعي لإجراء بقيتها لأنه مبروك يامدام..أنتى حامل ! ومضت بقية شهور الحمل في سلام وحرصت خلال الحمل علي ألا أعرف نوع الجنين لأن كل مايأتيني به ربي خير وفضل منه, وكلما شكوت لطبيبتي من إحساسي بكبر حجم بطني عن المعتاد فسرته لي بأنه يرجع إلي تأخري في الحمل إلي سن السادسة والثلاثين . ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة وتمت الولادة وبعد أن أفقت دخلت علي الطبيبه وسألتني مبتسمة عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي فأجبتها بأني تمنيت من الله مولودا فقط ولا يهمني نوعه.. فوجئت بها تقول لي: إذاً مارأيك في أن يكون لديك أبوبكر وعمر وعائشة ؟ ولم أفهم شيئا وسألتها عما تقصده بذلك فإذا بها تقول لي وهى تطالبني بالهدوء والتحكم في أعصابي إن الله سبحانه وتعالي قد منَّ علي بثلاثة أطفال, وكأن الله سبحانه وتعالي قد أراد لي أن أنجب خلفة العمر كلها دفعة واحدة رحمة مني بي لكبر سني, وأنها كانت تعلم منذ فترة بأني حامل في توأم لكنها لم تشأ أن تبلغني بذلك لكي لا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل ويزداد خوفي فبكيت وقلت ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) ما أروع هذا البيت : يا من عدا ثم اعتدى ثم أقترف ثم انتهى ثم استحى ثم اعترف، أبشر بقول الله في آياته: (إِن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف). ----------- سعادتي بصلاتي/ بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |