![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6071 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() محكمة الحق الإلهية : ولكن إذا فسد القضاء وخاب الأمل في قاض الأرض وضاع الحق في الدنيا فالفصل في القضاء بين يدي الله في محكمة الحق الإلهية , فهناك يوم للحكم والفرقان والفصل في كل ما كان . وهو اليوم المرسوم الموعود الموقوت بأجل عند الله معلوم محدود للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة والحكم النهائي البات . {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } (المرسلات 11-: 15) وفي هذا اليوم الويل لمن ظلم وبغي وتعدي وضيع حقوق المظلومين والضعفاء . إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً ولج عتواً في قبيح اكتسابه فكله إلى صرف الزمان وعدله سيبدو له ما لم يكن في حسابه يوم الفصل ميقاتهم: يا أيها المظلوم صبرا{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ*يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (الدخان:41) {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا }(النبأ :17-18) يجتمع الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول الجاني والمجني عليه فتبلي السرائر وتظهر الحقائق ويعطي المظلوم حقه{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } (الأنبياء: 47) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( يَجِيءُ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِرَأْسِ صَاحِبِهِ – وفي لفظ : يَجِيءُ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا - يَقُولُ : رَبِّ سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي ؟ )) وفي رواية (( فَيَقُولُقَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلانٍ )) رواه أحمد وابن ماجه والنسائي وصححه الألباني . أَمَــا وَاللهِ إِنَّ الــظُّـلْــــمَ لُــــــؤْمٌ وَمَـا زَالَ الْمُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ إِلَى دَيـَّــــــــانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي وَعِنْــدَ اللهِ تَجْـتَمِعُ اْلخُصُومُ سَتَعَلَمُ فِي اْلحِسَـــــابِ إِذَا الْتَقَيْنَا غَـدًا عِنْـدَ الْإِلَهِ مَنِ الْمَلُــومُ تجتمع الخلائق للقضاء الحقوقاعة المحكمة يعلوها الصمت التام فلا يعلوا إلا صوت الحق {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} (طه : 108) وليس هناك محامون إلا مِنْ عَمَلٍ صالح { يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (طه : 109) والقاضي فيها يحكم بعلمه فلا يخفي عليه شيء { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ }(الحاقة :18) ولا بد من إحضار المتهم فليس فيها حكم غيابي { يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }(الزمر: 16) والجهة التنفيذية فيها{مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }(التحريم :6) والمتهم لا يستطيع الفرار {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}(طه : 111) والمظلوم حتما يشفي الله غليله ويذهب غيظه { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا }(طه : 112) فالميزان حساس بمثقال الذرة ولا يضيع فيها حق ولا يتبدد ولا يسقط الحكم بالتقادم. عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - أَوْ قَالَ الْعِبَادُ - عُرَاةً غُرْلاً بُهْماً » . قَالَ قُلْنَا وَمَا بُهْماً قَالَ « لَيْسَ مَعَهُمْ شَىْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ وَلاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ وَلاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةُ » . قَالَ قُلْنَا كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلاً بُهْماً . قَالَ « بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ » رواه أحمد وصححه الألباني فيا أهالي الشهداء ويا من اتُّهِمْتَ ظلما فسُجِنتَ أو صُودِرَت أموالك أو جُرِحْت أو أُصِبْتَ بأي أذى لابد أن يقف لك ظالمك ذليلا خاشعا لتقتص منه وإذا كان يوم ظلمك يوما شديد عليك فيوم ظالمك عليه أشد {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا }(الفرقان : 26). عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ: ثَلاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ عَلَيْهِ : الْبَغْيُ ، وَالنُّكْثُ ، وَالْمَكْرُ . وَقَرَأَ: { وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ} (فاطر: 43) ،{ يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} (يونس:23) ، {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} (الفتح:10)رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " وأبو الشيخ وابن مردويه في التفسير . عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاَثَةٌ دِيوَانٌ لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئاً وَدِيوَانٌ لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئاً وَدِيوَانٌ لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِى لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِى لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئاً فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلاَةٍ تَرَكَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِى لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئاً فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً الْقِصَاصُ لاَ مَحَالَةَ » . رواه أحمد والحاكم وصححه وأما الشهود فيها ؛ فهناك تسجيل لكل الأحداث فمن علَّم الإنسان التوثيق بالصوت والصورة بوسائل التكنولوجيا الحديثة أيعجز عن توثيق ظلمهم صوتا وصورة ؟!!!فهناك سجلات مدونة لظلمهم {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (الجاثية : 28- 29) وملائكة حفَّاظ {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} (الزخرف:80){فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ } (الأعراف: 7) وتَحْدُث المفاجآت فيشهد علي الظالم جوارحه { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } (النور :24- 25) ويكفينا أن الله شاهد ومطلع فسبحانه علام الغيوب { فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ * هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (يونس:29-30) يا قضاة الحق : أنتم قلب الدولة إن صلح القلب صلحت الدولة كلها وإن فسد ضاعت الدولة كلها فعليكم بوصية الله لكم {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } (الأنبياء:112) {... وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } (النساء : 58) عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الْقُضَاةُ ثَلاَثَةٌ وَاحِدٌ فِى الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِى النَّارِ فَأَمَّا الَّذِى فِى الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِى الْحُكْمِ فَهُوَ فِى النَّارِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِى النَّارِ » . رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وصححه الألباني وصححه العراقي الأمر أخطر مما يتصوره البعض فليس الأمر خطأ وصواب أو ذنب وخطيئة بل هي جنة أو نار . ويكفيكم ما رواهمسلم عَنْ أَبِى أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ » . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ شَيْئاً يَسِيراً يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « وَإِنْ قَضِيباً مِنْ أَرَاكٍ » . وفي الحديث : (يُؤتى بوالٍ نقَصَ من الحدِّ سوطًا فيقولُ رحمةً لعبادِكَ فيقالُ له أنتَ أرحمُ به منِّي فيؤمَرُ إلى النَّارِ ويُؤتى بمن زادسوطًا فيقولُ لينتَهوا عن معاصيكَ فيؤمَرُ بهِ إلى النَّارِ) ذكره الفخر الرازي في تفسيره وروى أبو يعلي الموصلي في مسنده عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يؤتى بالذي ضرب فوق الحد فيقول له الله تعالى عبدي لم ضربت فوق الحد فيقول غضبت لك فيقول أكان غضبك أشد من غضبي ويؤتى بالذي قصر فيقول عبدي لم قصرت فيقول رحمته فيقول أكانت رحمتك أشد من رحمتي ثم يؤمر بهما جميعا إلى النار ) روى البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَىْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ » . قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : أدِّ الأمانة والخيـانةَ فـاجتنب واعدل ولا تظلم يطيب المكسب واحذر من المظلـوم سهما صائبا واعلـم بأن دعـاءه لا يحجـب {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الصافات :180-181) ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6072 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] إعراب القلوب إذا كان علماء النحو يقولون : علامات الإعراب أربعة : رفع , وفتح , وخفض , وسكون فالغزالي يقول : إعراب القلوب على أربعة أنواع أيضا : رفع , وفتح , وخفض , ووقف فرفع القلب : في ذكر الله تعالى وفتح القلب : في الرضا عن الله وخفضه يكون : بالاشتغال بغيره سبحانه ووقفه يكون : بالغفلة عن ذكره سبحانه وعلامات الرفع : 1- وجود الموافقة 2- وفقد المخالفة 3- ودوام الشوق اليه وعلامات الفتح : 1- التوكل 2- والصدق 3- واليقين وعلامات الخفض : 1- العجب 2- الرياء 3- الحرص وعلامات الوقف : 1- زوال حلاوة الطاعة 2- عدم مرارة المعصية 3- التباس الحلال [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6073 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الصمت حكمة وقليل فاعله حينما توقن أن لا نتيجة للحوار، وعندما تتأكد أنه لا فائدة من الكلام وقتها.. تعلم أن الصمت هو السبيل للخروج من هذا الجدل وتتذكر قول لقمان الحكيم: الصمت حكمة وقليل فاعله فكيف لك أن تحاور أشخاصاً طريقتهم الأولى هي التركيز على عيوبك وسلبياتك حينما تريد أن تقنعهم بالصواب الذي هو من شرع الله ويردون عليك بأن وضع المجتمع وعاداته وتقاليده لا تسمح بذلك حينما ترى في عيونهم اقتناعهم بكلامك ولكن خوفهم من العادات والتقاليد يمنعهم من الاعتراف بصحة كلامك فما الحل؟ حينما تشعر أنه ليست لديك الصلاحية لمجابهتهم لأسباب عدة وتضطر إلى تنفيذ معتقدهم الذي ترفضه قلباً وقالباً فما المخرَج؟ لماذا تأخذ العادات والتقاليد هذا الحجم من الأهمية والاهتمام بينما يأتي الشرع في المرتبة الثانية؟ هل هو اختلال في الموازين واضطراب في الأولويات؟ أم أنه جهل؟! لكل منا عيوبه وسلبياته، ولدى كل منِّا زلات وأخطاء، ولا مجال للمجادلة في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطاءين التوابون " ولكن حينما تكون هذه النقطة هي نقطة الهجوم لدى محاورك، فاعلم أن بداية الحوار غير مشجعة على الإطلاق. فلماذا التركيز على هذه العيوب عوضاً عن تشجيعك على فعل الصواب؟ إنها محاولة لوضعك في الزاوية حتى لا تتاح لك فرصة للهروب ولكن كيف لك أن تقنع أناساً تأتي العادات والتقاليد في المرتبة الأولى من أولوياتهم وخاصة ما يتابعه الناس وما يتناقلون أخباره، كالمناسبات العامة من أفراح وأحزان لماذا كل هذا الخوف من الناس؟ وما يقولونه عنك؟ لماذا لا تفعل الصواب ثم تتركهم لأحاديثهم التي شئت أم أبيت سيذكرونك خلالها وسواءً فعلت الصواب أو أخطأت فسيتحدثون عما فعلت؟ ما النفع من إتباع عادات وتقاليد تخالف الشرع؟ هل ستنفعني يوم الحساب؟ هل ستكون هذه التقاليد حجة لي؟ لن ينفعني شيء في هذا الوقت سوى أعمالي بعد رحمة الله سأحاسب بمفردي، وكل واحد منا سيحاسب وحيداً يتمنى ساعتها أنه نفذ شرع الله وترك هذه العادات والتقاليد التي لن تزيده إلا حسرة وندماً {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً }مريم95 لماذا نتذكر دائماً أن الله غفور رحيم ونتناسى أنه شديد العقاب؟ ( إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) الأعراف: 167 وأن أخذه أليم شديد {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }هود102 فلماذا يغلب الإنسان الرجاء على الخوف؟ {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99 كيف لك أن تقنع مثل هؤلاء بأن هذه العادات والتقاليد لا تنفع بل تضر إن كانت تخالف الشرع؟ لماذا لا ينظرون إلى ما فعله إتباع العادات والتقاليد على مر العصور من شرك بالله؟ {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }الشعراء74 والسؤال الذي يحيرني... كيف لك أن تقنع هؤلاء؟أن الأولى هو الشرع وليس العادات والتقاليد وأن هذا هو شرع الله وليس بوجهة نظرك كيف؟ أوصي نفسي وإياكم بمراجعة أنفسنا، وتصحيح أولوياتنا وأن نتقي الله في أقوالنا وأعمالنا قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه التوبة. جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وهدانا وإياكم سواء السبيل -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6074 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] استعــــــد وكفـــــــى ...! سيأتي يوم وتفنى أجسامنا وأشكالنا وينطمس وجودنا وتبقى الأسماء!سيأتي يوم نكون فيه غرباءنعم غرباء... هل تذوقت يوماً غربة الروح؟! فما بالك وأنت غريب الروح والجسد...وحيداً مطروح في اللحدفي تلك اللحظة ....ستعلم كل نفس ما قدمت(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) سورة المدثر آية 38إما إن تكون راضية مرضية أم شقية أغضبت رب البرية إما زفاف للجنات وإما ندم يتآكل في لهيب الحسرات...ماذا بعد ضجيج الحياة والحركة إلا سكون الممات والغربة ..! ماذا بعد فسحة القصور إلا ضيق القبور ..! ماذا بعد غرور النفس والشباب إلا حسرة ذابت في التراب..!هنا وقفة لتحديد المصير .. متى يا بن آدم يصحو بك الضمير؟؟//النفس كالفرس الجموح والإنسان الفارس ؛ إذا لم يملك زمام نفسه ويقودها إلى الطريق المستقيم فإنها ستقوده حتماً للجحيم.سعادة النفس في مخالفة هواها والشقي هو الذي يمنحها مبتغاهانعم كلنا نحب أنفسنا ولكن ليس الحب الذي يغرقنا في بحر الدنيافلا نصحو إلا وقد فارقنا الحياة.. .يا بن آدم ألم تذق عينيك العبر من هول الزلازل والمحن.؟ها أنت قد شرعت في تقشير تفاحة العمربقى منها ما بقي 20 ... 30 سنة ويباغتك الموت هلا تفكرت في لحظة قدوم الضيف المنتظر..! هلا خلعت رداء الغرور وجمعت زادك لجوووع القبور..!تلك الأرض التي حملتك في أحشائها وخرجت من بطنها، تسمع دبيب رجلك في أرجائها .يوم الحشر ..تلفظك الأرض وتتبرى منك (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) سورة الإنشقاق آية 4 يا مسرفاً في ساعـات العمــرتذكر أن تعطي نفسك الضوء الأحــمــراستعد وكفى ...!! [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6075 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الإيمان شجــــــــــرة ... أخصب مثل للإيمان ـ لمن أراد الفقه في الدين ـ هو مثل الشجرة. لكل شجرة جذر يختفي في الأرض لا يراه الناس ولكنهم يؤمنون بوجوده ويحكمون على الشجرة جودة أو رداءة بما يجدونه فيها من جذوع وأغصان وأوراق وثمار وظلال معتبرين أن حياة الشجرة فوق الأرض إنما مردها إلى حياة جذرها المختفي فيها دون أن يحتاج واحد منهم إلى فحص ذلك الجذر بيده أو ببصره فإذا ألفوا رداءة في ثمر الشجرة أو ورقها فإنهم لا يترددون في نسبة ذلك إلى الجذر. ( ما إختفى في الشجرة هو أصل حياتها وموتها وما ظهر منها هو ثمرة لتلك الحياة أو ذلك الموت ). ذلك هو مثل الإيمان. فهو جذر في القلوب لا يرى ولكن ترى آثاره وهي الدالة على حياته أو موته. لا يحتاج الناس إلى إجراء عمليات جراحية للكشف عن مناسيب الإيمان في القلوب ولكن يكفيهم الأثر في اللسان واليد ليعلموا ذلك بما يكفيهم في هذه الحياة أما العلم الحقيقي المطلق فهو عند ربك سبحانه لا يظهره قبل يوم القيامة. كلمات بينات في الإيمـــــــــــــان ... الكلمة الأولى : الإيمان درجات وهذا هو الإيمان الحق. قال تعالى : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ". وقال سبحانه : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ". وقال في موضع ثالث : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ". وقال في موضع رابع أخير : " إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ". ثمرات الإيمان الحق هي : سماهم مرة بأنهم " المؤمنون حقا " ومرة بأنهم " الصادقون ". فهو الإيمان الحق الصادق. أ ــ الإيمان بالرسول إيذانا بإتباعه وبتحكيمه وإستئذانه سيما في مثل طوارئ الخندق. ب ــ وجل القلوب وإزدياد وتجدد مناسيب الإيمان فيها بذكر الله وذكر آياته. ج ــ التوكل. د ــ نبذ الإرتياب والإحتفاظ بإيمان حق صادق قوي يقهر الشدائد ولا تقهره الشدائد. ه ــ السجود والتسبيح والدعاء خوفا وطمعا وإيثار راحة الروح على راحة البدن في توازن. و ــ الصلاة. ز ــ الإنفاق ( سماه مرتين إنفاقا وسماه مرة أخرى جهادا بالمال ). ح ــ الجهاد بالنفس. ط ــ نبذ الإستكبار عن الله سبحانه بنبذ الخضوع له وعن الناس بإلتزام خلق التواضع وخفض الجناح. الكلمة الثانية : للإيمان حلاوة من وجدها تمرغ في الجنتين ومن حرمها له جنة واحدة. قال عليه الصلاة والسلام : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار". أبلغ مثال لحلاوة الإيمان هي : قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم. أبلغ مثال لذلك هو الطعام الشهي اللذيذ المسيل للعاب الشبعان بله الجوعان ولكن يأكله المريض فلا يجد فيه حلاوة ولكن لا بد منه لإقام أوده. من وجد حلاوة الإيمان في هذه الدنيا ـ سيما في ذروات العسر ـ فقد تفتحت له جنة الدنيا فهو يتمرغ فيها والناس من حوله يتألمون لألمه لا يعرفون أنه يجد في ألمه نعيما. الكلمة الثالثة : أشقى المؤمنين من لم يكسب في إيمانه خيرا .. قال تعالى : " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ". آية ظهور الشمس من مغربها ( الصحيحان ). النفس الأولى التي لا ينفعها شيء يومها هي النفس التي آمنت عند ظهور تلك العلامة. النفس الأخرى هي التي آمنت قبل ذلك ولكن لم ينفعها إيمانها بسبب إنفصاله عن الطاعة والإتباع أو بسبب شبهات أثخنته. أي : إستوى يومها الكافر مع المؤمن الذي بذر جذرا فلم ينبت جذعا ولا غصنا ولا ورقا. الكلمة الرابعة : الإيمان عمل وهو عمل مفهوم معقول له حكمة وأثر .. لما سئل عليه الصلاة والسلام عن أفضل العمل قال: (( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل:ثم ماذا؟ قال: حج مبرور)). ولما سئل مرة أخرى في موضع آخر قال : " الصلاة لوقتها إلخ ..". الإيمان إذن عمل وهو ليس كذلك في الحقيقة ولكن أنزل منزل أثره والحكمة منه فهو أمر يبعث على العمل. كما ينتج الجذر الحي ثمرة حية. الإيمان إذن عمل مفهوم معقول له حكمة وأثر .. بين هذ الحديث لبه وهو أن المؤمن الموحد لربه سبحانه توحيدا لا شرك فيه فهو عبده خلقا وهو عبده أمرا ( ألا له الخلق والأمر) وهو يعمل في " دار " سيده الحق في هذه الدنيا و يعمل ويؤدي ثمرة عمله وسعيه إلى ربه الحق سبحانه. ذلك هو مقصد الإيمان وتلك هي علته وحكمته وذاك هو أثره المطلوب .. الكلمة الخامسة : الإيمان زوجان لا يفترقان أو حبان خليلان .. قال عليه الصلاة والسلام : " الصبر نصف الإيمان " وقال كذلك : " الطهور شطر الإيمان". مما يؤيد ذلك أن القرآن الكريم فصل في موضع واحد الإيمان عن العمل الصالح وعوضه بالصبر فقال : " إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ". الصبر نصف الإيمان لأنه يجمل الباطن ويزين القلب ويصحح النية ثم يجيئ النصف الثاني ( الطهور ) ليجمل الظاهر ويزين القالب ويصحح البدن. المؤمن تاجـــــــــــــــــــــــــــر ... لم يذكر القرآن الكريم التجارة بالمعنى المجازي إلا في موضعين هما : " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور " و " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم : تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ". مادة التجارة الرابحة مع الله سبحانه : أ ــ تلاوة القرآن الكريم ( التلاوة مقصودة لذاتها زكاة ولأجل غيرها تدبرا وفقها ). ب ــ إقام الصلاة. ج ــ الإنفاق في كل الأحوال بحسب ما تقتضيه مصلحة المنفق عليه. د ــ الإيمان بالله ورسوله. ( الإيمان بالرسول معناه : إتباعه بعد الإيمان به ). ه ــ الجهاد في سبيل الله بالمال وبالنفس. هل إلتقطت الدرس؟ الإنفاق في سبيل الله سبحانه يقع عليه التركيز في الموضعين : موضع المؤمنين حقا كما مر بنا قبل قليل وموضع التجارة مع الله سبحانه. هناك ذكر 3 مرات واحدة منها بصيغة الجهاد بالمال وهنا ذكر مرتين واحدة منها بالصيغة ذاتها. التجارة مع الله سبحانه عمادها نفع الناس في هذه الدنيا ماديا ومعنويا. أركان التجارة في الدنيا هي أركان التجارة في الدنيا إبتغاء الآخرة. الركن الأول : رأس المال . يحتاج التاجر في الدنيا يبتغي الآخرة إلى رأس مال بمثل ما يحتاج التاجر في الدنيا يبتغي الدنيا. مصادر رأس مال تاجر الآخرة : أ ــمعرفة الله سبحانه. قال سبحانه : " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده " وقال سبحانه : " ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " وقال سبحانه على لسان لقمان : " يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله " وقال سبحانه في موضع آخر : " و يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ". إلخ .. من أراد الفلاح في تجارته مع ربه سبحانه لا بد له أن يتعرف على مقام ربه سبحانه وكذلك في الدنيا لا يعقد التاجر عقدا مع طرف آخر إلا بعد أن يطمئن على ربحه. الله الذي " إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " يعرف بنفسه ليطمئن المؤمن على مصير تجارته معه فهو يتاجر مع من يطوي السماء كطي السجل للكتب ومن كل شيء هالك إلا وجهه .. من يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ومن يقلب الليل والنهار .. ب ــ النظر في الكون. قال تعالى : " إن في خلق السماوات والأرض وإختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ". كما أقسم سبحانه بكل مظاهر الكون والزمن وبث آياتها في كتابه بغرض التفكر من مثل الفجر والصبح والشمس والضحى والعصر والشفق والليل والقمر والنجم وبتضاريس الأرض من جبال شم وبالأنعام من إبل إلخ .. فالكون بخلقه المادي والإنساني والحيواني والزمني .. مادة يستقطع منها الإنسان رأس ماله. ج ــ النظر في التاريخ. أي في القصة والمثل بالتعبير القرآني. عقب على قصة يوسف عليه السلام بقوله " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " وقال في أولها " نحن نقص عليك أحسن القصص". وأورد زهاء أربعين قصة .. من محور القصة والمثل في القرآن الكريم ينحت الإنسان له رأس مال يضارب به ويستمثر فيه. د ــ البرهان العقلي الباهر القاهر. قال تعالى : " أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة " وقال سبحانه في موضع آخر : " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " كما دعا إلى التعقل والتدبر والمقارنة وإتباع البرهان أبدا والكفر بالدجل فقال سبحانه " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".وقال عن الإمثال : " وما يعقلها إلا العالمون ". وقال معلقا الإيمان على العلم :" إنما يخشى الله من عباده العلماء " .. الركن الثاني : حقول الإستثمـــــــــــــــــــــار .. حقول الإستمثار لرأس المال لا تحصى ولا تعد لأنها تتجدد ولكن : أ ــ لها أصول قارة ثابتة منها إنبناء النفس على الحق. قال عليه الصلاة والسلام : " أوثق عرى الإيمان : الحب في الله والبغض في الله ". ومنها حديث عكاشة الطويل عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة دون حساب ولا عذاب " الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ". ومنها تزكية النفس بالعبادة المفروضة " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر". ومنها ما يتعلق بالجماعة وبالناس " وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقوله " إنما المؤمنون إخوة " والجهاد بالقرآن الكريم لتحصيل مكرمات الأمة الواحدة الخيرية من مثل العلم والشورى والقوة والميزان والشهادة على الناس والتواصي بالحق وبالصبر وبالمرحمة وإقامة الإمامة العادلة أداء للأمانة وتوفير الأمن للناس إلا المحارب " المؤمن من أمنه الناس " إلخ .. ب ــ لها فروع لا تحصى لأنها تتجدد مع تجدد الإبتلاءات والأيام. وقد شملها قوله سبحانه " وإفعلوا الخير " وقوله " وتعاونوا على البر والتقوى " أدناها إماطة الأذى عن الطريق وهي بضع وستون شعبة أو أزيد من ذلك ... الركن الثالث : تجارة توفر الأمن للمستقبــــــــــــــــــــــل .. بمثل ما يؤمن التاجر في الدنيا لنفسه ولذريته تقاعدا معيشيا هنيئا مريحا بعد عجزه وبعد موته .. يفعل التاجر مع الله سبحانه ولقد حدد النبي الأكرم ذلك عليه الصلاة والسلام في ثلاثة حقول إستثمارية مستقبلية عظمى من بناها في محياه ظلت تدر عليه الحسنات بعد عجزه وموته كذلك. قال عليه الصلاة والسلام : " إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية وعلم بثه في صدور الرجال وولد صالح يدعو له ". الصدقة الجارية هي الوقف ( الحبس ) ولو كانت على كلب كما فعل المسلمون في التاريخ الماضي حبسوا أوقافا على الكلاب السائبة كما تكون بالإشتراك بينهم " من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطا بنى الله له قصرا في الجنة " مفحص القطا لا يتسع لقدم واحدة لمصل واحد ولكن يشيد كل مسلم مفحص قطا ليتسع لآلاف من المصلين. مشاريع الإستثمار الدائم الذي لا ينقطع ريعه إذن بعد العجز وبعد الموت هي : أ ــ تقوية المجتمع الأهلي ليقوم على شأنه المادي بنفسه وينشئ مشاريع الخير بنفسه. ب ــ إشاعة العلم وما يستتبعه من فقه وبرهان وبحث وتقدم ورخاء وتطور مدني وعسكري. ج ــ الأسرة الصالحة وعمادها المرأة التي تلد الولد من أمشاجها وتغذيه بخلقها. أليست تلك هي دعائم التقدم والإزدهار والرقي في كل مجتمع؟ الركن الرابع : الإيمان رأس مال يتجدد فيزهر .. أو يبلى فيفلس بمثل ما يتعرض تاجر الدنيا للإفلاس ثم للسجن والعقوبة يفعل بتاجر الآخرة إذا أفلست قيمه الدينية ومثله الروحية وأبهر دليل على ذلك حديث المفلس المعروف " الذي يأتي ربه يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج .. يأتي وقد ضرب هذا ولطم ذاك وأكل مال هذا وظلم ذاك ..". إفلاس التجارة مع الله سبحانه يكون بالإفلاس القيمي خلقا مع الناس وظلما لهم فليس المفلس من ظلم نفسه في تجارته مع الله سبحانه في صلاته وعبادته لأن ذلك مغفور ولكن المفلس من ظلم الناس في أعراضهم وأنفسهم وأموالهم .. وهو رأس مال قد يتعرض للنقض جملة وتفصيلا ولا يكون ذلك إلا بالشرك الأكبر ولكن تنقض منه كل كبيرة وصغيرة بقدرها عزما في القلب وقوة في الجارحة وقرائن أخرى .. فالشرك الأكبر ناقض والذنوب نواقص ( بالصاد لا بالضاد ). وهو إيمان يتعرض للتجديد كذلك. تجدده الطاعة ويجدده الإخلاص وتجدده الجماعة إلى غير ذلك من مجددات رأس مال الإيمان. وأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــرا ... فإن الناس في تجارة الدنيا متفاوتون مختلفون وكذلك تجار الآخرة " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ". وبذا تكون منازلهم في الجنة تبعا لمنزلة تجارتهم في الدنيا مضافا إليها نياتهم " أصحاب الميمنة " و " السابقون ". وكذلك تختلف مقامات بعضهم عن بعض في تجارة الدنيا خوفا وأمنا وقوة وضعفا فهذا مؤمن آل فرعون وتلك إمرأة فرعون .. في يم مضارب الظلم الأكبر ولكنهم سادة تجار الآخرة لا يسبقهم صلاح الدين الذي أوتي من القوة ما جعله يصد الغزاة بقوة الحديد .. معنى ذلك هو أن الزمان لا يحدد الأجر ولكن يتحدد الأجر بالعمل أبدا وقبل ذلك بالإخلاص. وهذا شاب يهودي يرعى غنما لأهل خيبر أسلم ضحى ودخل الجنة بإستشهاده ظهرا ولم يصل ولم يصم وذاك مؤمن من الأصحاب رضع من الحلمة التي رضع منها ذو النورين وأبو السبطين فأرتد في آخر لحظة فذهب إيمانه وعمله سدى وهباء منثورا .. معنى ذلك أنه ليس للكم دور كبير ولكن العبرة بالخواتيم .. إيمانك إذن هو رأس مالك في حياتك وحياتك هي الفرصة الوحيدة الصغيرة القصيرة متاحة لك لتضمن سعادة لا شقاء فيها ولا بعدها أبدا أو شقاء لا سعادة فيه ولا بعده أبدا .. إيمانك .. رأس مالك .. إسأل عنه نفسك في الغداة والعشي وقل : هل أنا مؤمن؟ أين الدليل على إيماني؟ فإن قالت لك نفسك : تؤمن بالله و... أو تصلي و.. فقل لها : كذبت. لو كانت تلك أمارات إيمان لما أقر الفاروق على أمارات الحديث موضوع هذه الموعظة. إيمانك .. رأس مالك .. يقف في سبيله اليوم ما لم يقف في سبيله بالأمس فجدد أسلحة المقاومة إذ لم يفهم مسلم واحد أن رباط الخيل مقصودة لذاتها ولكن حيزت القوة المعاصرة في كل عصر. إيمانك .. رأس مالك .. مخه هو : إياك نعبد وإياك نستعين. فإن ضمنت لربك عبادة قلبية لا شرك فيها .. وإستعانة به وحده لا شريك له بلسانك وجارحتك في كل شأن من شؤون حياتك وفي كل حال من أحوال حياتك .. ضمن لك الجنة فلا تفرق بين العبادة والإستعانة. إيمانك .. رأس مالك ومكتوب عليك أن تكون تاجرا فأعرف من أين تأتي برأس مالك وأين تستثمره وكيف تجدده وتتجنب الإفلاس والإنقاض والإنقاص وكيف تبني لك تقاعدا هنيئا مريحا دائما بعد الممات. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6077 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ملامح من حياة رسول الله كانت البشرية تُعانى صنوف الجهل و التخلف و الإنحطاط الخلقى و الحضارى ، فكانت تنتشر عبادة الأصنام و قتل البنات و التعايش على الخمر و الميسر و الزنا و أنتشار الفواحش فى الجزيرة و عبادة النار و انتشار الطبقية و الكراهية فى فارس ، و الخلاف الطائفى و فساد السلطة ماليا و سياسيا و إداريا فى رومانية .. وكانت مكة تعيش فى حالة تشبه الإنعزال الحضارى ، و يتقاتل العرب لأتفه الأسباب ، فمَن الله على البشرية بميلاد خير مخلوق عرفته البشرية جمعاء ، صلى الله عليه وسلم .. فما كان أشرح صدره ، وأرفع ذكره ، وأعظم قدره ، وأنفذ أمره ، وأعلى شرفه ، وأربح صفقة مَنْ آمن به وعرفه ، فعلّمَ الأمة الصّدق و كانت فى صحراء الكذب هائمة ، و أرشدها إلى الحق و كانت فى ظلمات الباطل عائمة ، و قادها إلى النور و كانت فى دياجير الزور قائمة .. فعلَّم اللسان الذكر ، والقلب الشكر ، والجسد الصبر ، والنفس الطهر ، وعلَّم القادة الإنصاف ، والرعية العفاف ، وحبَّبَ للناس عيش الكفاف ، صبر على الفقر ؛ لأنه عاش فقيرًا ، وصبر على جموع الغنى ؛ لأنه ملك ملكًا كبيرًا ، بُعث بالرسالة ، وحكم بالعدالة ، وعلّم من الجهالة ، وهدى من الضلالة ، ارتقى في درجات الكمال حتى بلغ الوسيلة ، وصعد في سُلَّم الفضل حتى حاز كل فضيلة . هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عبد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام . و هو خاتم رسل الله و أنبيائه ، وقد أرسله الله إلى الناس كافة ، برسالة عامة شاملة كاملة ، هدى و رحمة للعالمين . ولد سيدنا محمد ﷺ يوم الأثنين 9 من شهر ربيع الأول عام الفيل بمكة المكرمة ، وذلك حوالى سنة 570م ، أى قبل الهجرة بنحو 53 سنة ، لأبوين من قريش و هما .. عبد الله بن عبد المطلب و آمنه بنت و هب . مات عبد الله بن عبد المطلب و هو والد الرسول أثناء خروجه فى تجارة له إلى الشام و دفن بيثرب " المدينة المنورة " ، و تكفل به جده عبد المطلب .. ثم مات جده ، فتكفل به عمه أبو طالب فرعاه و آواه و حفظه و لم يسلمه للأعداء . وتوفيت آمنه بنت و هب و هى و الدة الرسول و هو فى سن السادسة من عمره . تزوج بالسيدة خديجة عندما وصل عمر 25 سنة ، وأوحى الله له عندما و صل سن أربعين سنة ، وذلك حوالى سنة 610م وأمره الله بتبليغ ما أُنزل إليه بعد نحو ثلاث سنين من نبوته ، فقام يدعو إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة ، ولبث يدعوا إلى الله فى مكة و ما حولها نحواً من عشر سنين بعد بعثته ، حتى أذن الله له بالهجرة إلى يثرب " المدينة المنورة "، فهاجر إليها و جعلها مركز دعوته و عاصمة دولته الدينية ، دولة الإسلام ، ولما أكمل الله للناس دينهم ، وأتم عليهم نعمته ، و أدى رسوله محمد صلوات الله عليه الأمانة ، و بلغ الرسالة ، و نصح الأمة ، وفتح الله عليه بالنصر المبين ، اصطفاه الله فقبض روحه . فتوفى الرسول محمد صلى الله عليه و سلم فى يوم الأثنين 12 من ربيع الأول لسنة 11 من الهجرة . ---------- للفايدة التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 28-03-2014 الساعة 10:07 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6078 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() --------------- * شرح الحديث الثاني والأربعون: - هذا الحديث من الأحاديث القدسية التي يريوها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال جلال وعلا: ( يا بن ادم ) الخطاب لجميع بني ادم , ( إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ) , ( ما ) شرطية يعني: متى دعوتني ورجوتني , ( دعوتني ) أي سألتني أن أغفر لك , ( رجوتني ) رجوت مغفرتي ولم تيأس , ( غفرت لك ) هذا جواب الشرط والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه , أي: أن الله يستر ذنبك عن الناس ويتجاوز عنك فلا يعاقبك. - وقوله: ( على ما كان منك ولا أبالي ) يعني على ما كان منك من المعاصي وهذا يشهد له قوله تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرحيم ) الزمر53. - وقوله: ( يا بن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ) يعني لو بلغت أعلى السماء , ( ثم استغفرتني غفرت لك ) يعني مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثم استغفرت الله بصدق وإخلاص وافتقار غفر الله لك. - وقوله: ( يا بن ادم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) قرابها يعني قرب ملئها إذا لقي الإنسان ربه عز وجل ( بقراب الأرض ) أي: ملئها أو قربه خطايا لكنها دون الشرك ولهذا قال: ( ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مفغرة ) وهذا يدل على فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة الذنوب. * في هذا الحديث من الفوائد: - أن الإنسان مهما دعا الله بأي شيء ورجا الله في المغفرة إلا غفر له. - بيان سعة فضل الله عز وجل. - أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفر الإنسان ربه منها غفرها الله له. - فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة الذنوب وقد قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) النساء48. فنسأل الله تعالى أن يعمنا جميعاً بمغفرته ورضوانه وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب. وإلى هنا انتهى شرح الأربعون النووية المباركة التي نحث كل طالب على حفظها وفهم معناها والعمل بمقتضاها , والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين. ----------------- ولا تنسونا من دوعائكم الصالح بالهداية والثبات على الحق. للفايدة التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 28-03-2014 الساعة 10:39 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6079 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] الدنيا سفينة تحملُ الناسَ على ظهرها، لا تلبثُ أن ترسوَ على شاطئ الآخرة، فمنهم من ينزلُ منها عاريًا، خاليَ الوفاض، لم يحسب حسابَ مستقبله الحقيقي، فيسودُّ وجهه، كما اسودَّ قلبه في الدنيا، ومنهم من يحملُ معه كنوزَ البرِّ وجبالَ الحسنات، فيمشي، وهو يعرفُ دربه، وينظرُ حواليه وهو يبتسم، ومنهم من يشفقُ على نفسه، لا يدري مصيره، ويعرف أنه قصَّرَ وتلهَّى بالدنيا كثيرًا، فتتناوبهُ الآهات، وتلتهمهُ الحسرات، حتى يقضيَ الله فيه.. إنه يوم التغابن. • كنتُ مثلكَ يا بنيّ، ألهو، وأجوبُ الشوارعَ والأزقَّة، وأسهرُ مع الأصدقاء، وما كان أحدٌ ينهاني عن ذلك ويوجِّهني إلى ما هو أرشد منه، ولو تابعتُ العلمَ في فتوَّتي وشبابي، لكان لي شأنٌ آخر... فلا تلمْ أباكَ إذا طلبَ منكَ الجدِّيةَ في شبابك، ونصحكَ بمتابعةِ العلمِ وأهله، فإنه خيرٌ لك، وأرضَى لربِّك، وأنفعُ لمجتمعك. • رحمَ الله امرءًا ابتغى الآخرةَ وعرفَ أنه صائرٌ إليها، ولم ينسَ نصيبهُ من الدنيا ولم يركنْ إليها. [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6080 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() العصا وما قيل فيها من فوائد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تاريخ الإنسان مع العصي تاريخ قديم وصحبة طويلة . قال بن دريد – رحمه الله – إنما سميت العصا عصا لصلابتها مأخوذة من قولهم : عص الشيء وعَصَا وعَسَا إذا صلب . والعصا عود من الخشب يتوكأ عليها وَيهشُ بها على الغنم ولها فوائد أخرى كما قال نبي الله موسى { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى } (طـه:17) وردت كلمة العصا في القرآن في 12 آية وأتت مرة واحدة بلفظ (منسأته). والعصا مثل يضرب للجماعة يقال : ( شق فلان عصا المسلمين : إذا خالف ألفتهم ، وفرق جماعتهم ) . ويقال إياك ( وقتيل العصا ) يريد إياك وأن تكون القتيل في الفتنة التي تفارق فيها الجماعة. والعصا، اسم للجماعة. وقال الشاعر: فَلِلَّهِ شَعْبَا طِيَّةٍ صَدَعا العَصَا، ... هِيَ اليَوْمَ شَتَّى، وَهْيَ أَمْسِ جَميع وألقى الرجل عصاه إذا اطمأنَّ مكانه . وتقول العرب: العَصَا من العُصَيَّة، ولا تلد الحيَّةَ إلا حَيَّةٌ : تريد أن الأمر الكبير يحدث عن الأمر الصغير . والمِحْجَنة والمِحْجَن :هي العصا المعوجة وفي الحديث المرفوع أنه طَافَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ. وحديث عمرو بن مسعود السلمي مع معاوية بن أبي سفيان . ما بال شيخك مخنوقاً بجرّته طال البلاء به دهراً وقد صبرا قد جاء ترعد كفّاه بمحجنه لم يترك الدّهر من أولاده ذكرا . ◙ قال الله تعالى : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى } {طه/17}. قال القرطبي في تفسيره : تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس، قال: إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا، وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني، وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها، وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة، وأقاتل بها السباع عن الغنم. اهـ لقي الحجاج بن يوسف الثقفي : أعرابياً...فقال له :ما بيدك؟ قال هي عصاي أركزها لوقت صلاتي وأعدها لأعدائي وأسوق بها دابتي وأقوى بها على سفري وأعتمد عليها في ذهابي وايابي يتسع بها خطوي وأثب بها على النهر وتؤمن العثرة وأتقي بواسطتها شر العشرة والقي عليها كسائي فتقيني الحر وتجنبني القر وتدني الى مابعد عني وتحمل سفرتي وأدواتي وأقرع بها الأبواب وأضرب بها الكلاب وتنوب عن الرمح في الطعان وعن السيف في منازلة الأقران وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى . ([1]) ( إنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصا) وهذا من قول غُنَيَّة الأعرابية في شأن ابنها: وذلك أنّه كان لها ابنٌ شديد العَرامة، كثير التفلت إلى النّاس، مع ضعف بَدَنِهِ ٍ ودقّة عظْم، فواثب مرّةً فتى من الأعراب، فقطع الفتى أنفَه، فأخذَتْ غنيّةُ ديةَ أنفه فحسُنت حالُها بعد فقرٍ مُدْقِع، ثمّ واثَبَ آخرَ فقطع أذنَه فأخذت الدِّية، فزادت ديةُ أذنه في المال وحُسْن الحال، ثم واثَبَ بعد ذلك آخرَ فقطع شَفَته فأخذَتْ ديةَ شفتِه، فلمَّا رأت ما قد صار عندها من الإبل والغَنَم والمتاع والكسب بجوارح ابنِها حَسُن رأيها فيه، فذكرته في أرجوزة لها تقول فيها: أَحْلِفُ بالْمَرْوَةِ حَقَّاً وَالصَّفَا أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ الْعَصَا قيل لإعرابي: ما تفاريق العصا تقطع ساجوراً والسواجير تكون للكلاب وللأسرى من الناس، ثم تقطع عصا الساجور فتصير أوتاداً ويفرق الوتد فتصير كل قطعة شظاظاً، فإن جعل لرأس الشظاظ كالفلكة صار للبختي مهاراً وهو العود الذي يدخل في أنف البختي، وإذا فرق المهار جاءت منه تواد وهي الخشبة التي تشد على خلف الناقة إذا صرت، هذا إذا كانت عصا، فإذا كانت قناة فكل شق منها قوس بندق، فإن فرقت الشقة صارت سهاماً، فإن فرقت السهام صارت حظاء، فإن فرقت الحظاء صارت مغازل، فإن فرقت المغازل شعب به الشعاب أقداحه المصدوعة وقصاعه المشقوقة، على أنه لا يجد لها أصلح منها وأليق بها. يضرب فيمن نفعه أعم من نفع غيره. ([2]) قصة الشرقي مع التغلبي: قال الشّرْقيّ: خرجتُ من الموصل وأنا أريد الرَّقّةَ مستخفياً، وأنا شابٌّ خفيف الحاذِ، فصحبني من أهل الجزيرة فتى ما رأيتُ بعده مثلَه، فذكر أنه تغلبي، من ولد عمرو بن كلثوم، ومعه مِزْود وركوة وعصاً، فرأيتُه لا يفارقها، وطالت ملازمتُه لها، فكدت من الغيظ أرمي بها في بعض الأودية، فكنَّا نمشي فإذا أصبنا دوابَّ ركبناها، وإن لم نُصب الدوابَّ مشَينا، فقلت له في شأن عصاه، فقال لي: إنّ موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم حين آنس من جانب الطُّور ناراً، وأراد الاقتباس لأهله منها، لم يأتِ النارَ في مقدار تلك المسافة القليلة إلاّ ومعه عصاه، فلما صار بالوادي المقدَّس من البقعة المباركة قيل له: ألق عصاك، واخلَعْ نعليك، فرمى بنعليه راغباً عنهما، حين نزّه اللَّه ذلك الموضِع عن الجِلد غير الذَّكيّ، وجعل اللَّه جِمَاعَ أمره من أعاجيبه وبرهاناته في عصاه، ثم كلمه من جوف شجرةٍ ولم يكلّمه من جوف إنسان ولا جانّ، قال الشّرْقيّ: إنه ليُكثر من ذلك وإني لأضحك متهاوناً بما يقول، فلما برزْنا على حمارَينا تخلَّف المُكَاري فكان حمارُه يمشي، فإذا تلكّأَ أكرهَه بالعصا، وكان حماري لا ينساق، وعلم أنه ليس في يدي شيءٌ يُكرهه، فسبقني الفتى إلى المنزل فاستراح وأراح، ولم أقدر على البَراح، حتَّى وافاني المُكاري، فقلت: هذه واحدة، فلمّا أردْنا الخروجَ من الغدِ لم نقدْر على شيءٍ نركبُه، فكنا نمشي، فإذا أعيا توكأ على العصا، وربما أحضَرَ ووضع طرف العصا على وجه الأرض فاعتمد عليها ومَرَّ كأنه سهم زالج، حتى انتهينا إلى المنزل وقد تفسَّخْتُ من الكلال، وإذا فيه فضل كثير، فقلت: هذه ثانية، فلمَّا كان في اليوم الثالث، ونحن نمشي في أرض ذات أخاقيقَ وصُدوع، إذْ هجمنا على حيَّةٍ منكَرة فساورتْنا، فلم تكن عندي حيلةٌ إلا خِذلانَه وإسلامَه إليها، والهربَ منها، فضربها بالعصا فثقلت، فلمَّا بَهَشَت له ورفعت صدرَها ضَربَها حتَّى وقذَها، ثمّ ضربها حتَّى قتلها، فقلت: هذه ثالثةٌ، وهي أعظمهنّ، فلمّا خرجنا في اليوم الرابع، وقد واللّه قَرِمْت إلى اللَّحم وأنا هاربٌ مُعْدِم، إذا أرنبٌ قد اعترضَتْ، فحذفها بالعصا، فما شَعرتُ إلاّ وهي معلَّقة وأدركنا ذكاتَها، فقلت: هذه رابعة، وأقبلتُ عليه فقلت: لو أنّ عندنا ناراً لما أخّرتُ أكلَها إلى المنزل، قال: فإنّ عندك ناراً فأخرج عُوَيداً من مِزْودِه، ثمّ حكّه بالعصا فأورَتْ إيراءً المَرْخُ والعَفَارُ عنده لا شيء، ثم جَمَع ما قدَر عليه من الغُثاء والحشيش فأوقد نارَه وألقى الأرنبَ في جوفها، فأخرجناها قد لزِق بها من الرَّماد والتُّراب ما بغّضَها إليّ، فعلَّقَها بيده اليُسرى ثم ضرب بالعصا على جُنوبها وأعْراضها ضرباً رقيقاً، حتَّى انتثر كلُّ شيءٍ عليها، فأكلناها وسكن القَرَم، وطابت النَّفس، فقلت: هذه خامسة، ثمّْ إنّا نزلْنا بعضَ الخانات، وإذ البيوتُ مِلاءٌ روثاً وتُراباً، ونزلنا بعَقِب جُنْدٍ وخَرابٍ متقدّم، فلم نجدْ موضعاً نَظلُّ فيه، فنظر إلى حديدةِ مِسحاةٍ مطروحةٍ في الدّار، فأخذَها فجعل العصا نِصَاباً لها، ثمّ قام فجرفَ جميعَ ذلك التُّرابِ والرَّوث، وجرَدَ الأرضَ بها جَرْداً، حتَّى ظهر بياضُها، وطابت ريحُها فقلت: هذه سادسة، وعلى أيِّ حالٍ لم تَطِبْ نفسي أن أضعَ طعامي وثيابي على الأرض، فنَزَع واللَّه العصا من حديدة فلما صرتُ إلى مَفْرِق الطُّرق، وأردتُ مفارقته، قال لي: لو عَدَلت فبتَّ عندي كنتَ قد قضيتَ حقَّ الصُّحبة، والمنزلُ قريب، فعدلتُ معه فأدخلَني في مَنزلٍ يتَّصل ببيعة، قال: فما زال يحدِّثني ويُطْرِفني ويُلْطِفني اللّيلَ كلَّه، فلما كان السّحرُ أخذ خُشَيْبة ثم أخرجَ تلك العصا بعينها فقرعَها بها، فإذا ناقوسٌ ليس في الدنيا مثلهُ، وإذا هو أحذَقُ الناس بضرْبه، فقلت له: ويلَك، أمَا أنت مسلم، وأنت رجلٌ من العرب من ولد عَمرو بن كلثوم؟ قال: بلى، قلت: فلِمَ تضربُ بالناقوس؟ قال: جُعلتُ فِداك إنَّ أبي نصرانيّ، وهو صاحب البِيعة، وهو شيخٌ ضعيف، فإذا شَهِدتُه بَرَرته بالكفاية، فإذا هو شيطانٌ مارد، وإذا أظرفُ النّاس كلِّهم وأكثرُهم أدباً وطلباً، فخبَّرته بالذي أحصيتُ من خِصالِ العصا، بعد أن كنتُ هممتُ أن أرمَي بها، فقال: واللَّه لو حدّثتُك عن مناقب نفع العصا إلى الصبح لما استنفَدْتُهاالمِسحاة فوتَدها في الحائط، وعلَّقَ ثيابي عليها، فقلت: هذه سابعة . ([3]) العصا وما قيل فيها من الشعر : ما القوس إلاّ عصاً في كفّ صاحبها ترعى بها الضأن أو ترمى بها البقر وقيل كانت العرب تقاتل بالعصي ، فلهذا قال الأعشى ميمون بن قيس ابن جندل في قصيدته: وَرَأَت بِأَنَّ الشَيبَ جانَبَهُ البَشاشَةُ وَالبَشارَه لسنْاَ نُضَارِبُ بالعِصِيِّ ولا نُقاذِفُ بالحِجَارَه إلا بِـكُلِّ مـُهَندٍ ... عَضْبٍ من البِيض الذكارة قال أوس بن حجر : لَحَينَهُمُ لَحيَ العَصا فَطَرَدنَهُم إِلى سَنَةٍ جِرذانُها لَم تَحَلَّمِ وقال صالح بن عبدالقدوس لا تدخلن بِنَميمَة بَينَ العَصا وَلحائِها ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |