منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-06-2014, 01:30 AM   #7131
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

السلطان سليم والجيش العظيم





قبل سفره إلى الشرق زار السلطان سليم الأول (1512-1520) مسجد الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري في اسطنبول... صلى ركعتين ثم دعا ربه راجيًا النصر وجمعَ شمل الأمة...
وبعد ذلك ولّى وجهه نحو منطقة أسكدار لقيادة الجيش... تحرك الجيش العثماني في 5 يونيو/حزيران 1516 من أسكدار... كان يمر من الأراضي الغنية بالحدائق والبساتين، والزاخرة بشتى أنواع الفواكه والثمرات...
ولما وصل الجيش إلى منطقة "كَبْزة" -التي تبعد عن اسطنبول بستين (60) كيلومتر تقريبًا- وحط رحاله واستقر،
هجس في قلب السلطان سليم هَمٌّ ووقع في خلده أمرٌ... فدعا آغا الإنكشاريين على الفور وأمره بأن يفتش خروجَ وأكياسَ الجنود
كافة ليتحقق من أمرٍ هو: هل جنى الجنود فاكهة من هذه البساتين دون إذن أصحابها أم لا!؟
فذهب الآغا على الفور وشرع مع أعوانه بتفتيش الجنود واحدًا واحدًا، ثم بتفتيش الأشجار كذلك واحدة واحدة... ولكنه لم يعثر على شيء قط.
وعندما أخبر السلطان بالأمر، افترّ ثغره عن ابتسامة، رفع
يديه إلى السماء وراح يدعو قائلاً:

"أحمدك اللهم أنْ وهبتني جيشًا يبتغي مرضاتك،
لا يأكل الحرام ولا يغتصب الأموال".
ثم التفت إلى آغا الإنكشاريين وقال: "يا آغا! لو أني وجدتُ جنديًّا واحدًا قام بقطف ثمرة دون رضى صاحبها، لما ترددتُ في العدول عن سفري هذا، ولما تأخَّرتُ لحظة واحدة بالعودة إلى حيث أتيتُ".
ثم أردف قائلاً: "يا آغا! إنه من المستحيل أن تُفتح البلاد بجيش يأكل الحرام ويغتصب أموال الناس"
---------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014, 01:46 AM   #7132
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصــــــــــــة و عبـــــــــــــــــرة





يحكى أن ابنة عمر بن عبد العزيز دخلت علية تبكى
وكانت طفلة صغيرة آنذاك
وكان يوم عيد للمسلمين فسألها ماذا يبكيك ؟
قالت : كل الأطفال يرتدون ثيابآ جديدة
وأنا إبنة أمير المؤمنين أرتدي ثوبا قديما...
فتأثر عمر لبكاءها وذهب إلى خازن بيت المال



وقال له :
أتأذن لي أن أصرف راتبي عن الشهر القادم...؟؟
فقال له الخازن ولما يا أمير المؤمنين ؟ فحكى له عمر ....
فقال له الخازن لا مانع عندي يا أمير المؤمنين
و لكن بشرط
فقال عمر و ما هو هذا الشرط ؟؟
فقال الخازن أن تضمن لي أن تبقى حيا حتى الشهر
القادم
لتعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقا.
فتركه عمر وعاد إلى بيته فسأله أبناؤه ماذا
فعلت يا أبانا ....؟؟؟
قال : أتصبرون وندخل جميعا الجنة أم لا تصبرون
ويدخل أباكم النار ؟
قالوا نصبر يا أبانا



هذا هو عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين
وحفيد الفاروق عمر بن الخطاب
عمر بن عبد العزيز الذي فى عصره كانت ترعى
الذئاب الغنم من عدله وعدالته ......


------------
للفايدة

التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 12-06-2014 الساعة 01:54 AM.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014, 02:04 AM   #7133
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الأعرابي وكيد النساء
ذهب أعرابي ليعرف كيد النساء فوجد شابة
واقفة بجوار بئر فسألها:



ما هو كيد النساء؟!
فصاحت فركض أهل القرية على صراخها.
فقال الأعرابي: لما الصراخ وأنا لم افعل لكي شيء؟!
قالت: لكي أقول تحرش بي.



فتوسل لها فوضعت الماء على رأسها،فلما حضر
أهل القرية،
على صراخها، سألوها:
لما صراخك؟!
قالت: وقعت في البئر فأنقذني هذا الرجل.
فشكروه.




ثم قالت له أعرفت كيد النساء؟!
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014, 02:25 AM   #7134
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

المسلم ورفقاء الدنيا




كان لملك في قديم الزمان أربع زوجات وكانت علاقاته
متفاوتة وليست
على وتيرة واحدة مع تلك الزوجات.......
فكان يحب الزوجة الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما
في وسعه لإرضائها .......
أما الزوجة الثالثة: فكان يحبها لكنه كان دائما يشعر بانها
تريد تركه والرزواج من غيره.......
أما الزوجة الثانية: فكانت الملجأ الذي يلجأ إليه عند الشدائد،
وكانت دائما تستمع إليه وتتواجد عند الضيق….
أما الزوجة الأولى: فكان يهملها ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها
مع أنها كانت تحبه كثيرا وكان لها دور كبير في الحفاظ
على مملكته






مرض الملك يوما وشعر باقتراب أجله ففكر
وقال في نفسه :
أنا الآن لدي أربع زوجات ولا أريد أن أذهب إلى القبر وحيدا،
فأراد أن يعرف مقدار حب زوجاته الأربع له، ومنْ
منهن ترغب في أن تؤنسه وحدته في قبره
فسأل زوجته الرابعة قائلا:
أحببتك أكثر من باقي زوجاتي ولبيت كل رغباتك وطلباتك
فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري ؟
فقالت: مستحيل وانصرفت فورا دون ان تُبدي أي تعاطف
مع الملك.
فأحضر زوجته الثالثة وقال لها : أحببتك طيلة حياتي فهل
ترافقيني في قبري ؟
فقالت: بالطبع لا الحياة جميلة وعند موتك سأذهب
وأتزوج من غيرك
فأحضرالزوجة الثانية وقال لها : كنت دائما ألجأ إليك عند
الضيق وطالما ضحيت من أجلي وساعدتيني فهلا
ترافقيني في قبري ؟
فقالت :سامحني لا أستطيع تلبية طلبك ولكن أكثر
ما أستطيع فعله هو أن أوصلك إلى قبرك.
حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات،
وإذا بصوت يأتي من بعيد
ويقول : أنا أرافقك في قبرك…أنا سأكون معك
أينما تذهب..





فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى
وهي في حالة هزيلة ضعيفة مريضة بسبب إهمال
زوجها لها فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته
وقال : كان ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين
ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به
من زوجاتي الأربعة
في الحقيقة إخواني وبني جلدتي
أن زوجات الملك الأربع هن زوجات لكل فرد منا:
فالزوجة الرابعة هي الجسد:
فمهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا
الأجساد فورا عند الموت
أما الزوجة الثالثة فهي: الاموال والممتلكات: عند موتنا
ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين
أما الزوجة الثانية فهي: الاهل والاصدقاء:
فمهما بلغت تضحياتهم لنا في حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر
من إيصالنا للقبور عند موتنا
أما الزوجة الأولى فهي العمل الصالح : الذيننشغل عن
تغذيته والاعتناء به على حساب شهواتنا وأموالنا
وأصدقائنا مع أن اعمالنا هي الوحيدة التي ستكون
معنا في قبورنا.
يا ترى إذا تمثل عملنا لنا اليوم على هيئة إنسان :
كيف سيكون شكله وهيئته ؟؟؟…هزيل ضعيف مهمل ؟
أم قوي مدرب معتنى به ؟






إذا كان الملك لم تكن له فرصة لتعديل أوضاعه
واهتماماته مع زوجاته الأربع؟! فهل لازل أمامنا فرصة؟
أم سنُضيثعها؟! أسأل الله لي ولكم الهداية وحسن الخاتمة.
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014, 02:35 AM   #7135
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

داووا مرضاكم بالصدقة
حدثت هذه القصة ببلدة ' حريملاء ' القريبة من العاصمة الرياض فقد أُصيبت إحدى النساء بمرض سرطان الدم ' أعاذنا الله واياكم منه ..
ولحاجتها للرعاية استقدمت خادمة اندونيسية،وكانت هذه المرأة صاحبة دين وخلق، وبعد مرور أسبوع تقريبا على حضور الخادمة.
لاحظت هذه المرأة المريضة أن الخادمة تمكث طويلا في دورة المياة، وأكثر من المعتاد وتتردد كثيرا على دورة الميا.



وفي إحدى المرات سألتها عن سبب بقاءها طويلا في الحمام؟!
فبكت الخادمة بكاءا شديدا.
وعندما سألتها عن سبب بكاءها؟!
قالت : انني وضعت ابني منذ عشرين يوما فقط وعندما اتصل بي المكتب في اندونيسيا، أردت اغتنام الفرصة والحضور للعمل عندكم لحاجتنا الماسة للمال، وسبب بقائي طويلا في الحمام هو ان صدري مليء بالحليب واقوم بتخفيفه!
فقامت المرأة المريضة فورا بالحجز لها في أقرب رحلة الى اندونيسيا،وصرفت لها المبلغ الذي ستتقاضاه خلال السنتين مدة العقد بالتمام والكمال ..
ثم استدعتها، وقالت لها:
هذه رواتبك لمدة سنتين مقدما اذهبي إلى إبنك وأرضعيه واعتني به، وبعد سنتين بامكانك الحضور إلينا، وأعطتها أرقام الهواتف في حال رغبتها للعودة بعد سنتين.



وبعد سفر الخادمة كان لدى المرأة موعدا لمتابعة تطور السرطان وعند الفحص الروتيني للدم، كانت المفاجاة أنهم لم يجدوا فيها أي اثر لسرطان الدم!
فطلب الدكتور منها أن تعيد التحليل عدة مرات وكانت النتيجة واحدة، فذُهل الدكتور لشفاءها لخطورة المرض، ثم حولها على الأ شعة فوجدوا أن نسبة السرطان صفر % عندها أيقن الدكتور شفاءها تماما ..
فسألها عن العلاج الذي استخدمته فكان جوابها :
قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ..


-------
للفايدة
---------------
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2014, 11:10 PM   #7136
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2014, 12:01 AM   #7137
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حسن الظن بالناس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله يخلق ما يشاء ويختار, ويصطفي للشرف من شاء من الأخيار ، شرّف رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم على كل البرية ، وجعل ذريته أشرف ذريّة .
أحمد ربي تعالى وأشكره وأثني عليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نتقرب إلى الله تعالى بمحبة رسوله وعترته الطاهرة الزكية صلى الله وسلم وبارك عليهم وعلى الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
ان الإسلام دين يدعو إلى حسن الظن بالناس والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم ؛ لأن سرائر الناس ودواخلهم لا يعلمها إلا الله تعالى وحده , قال تعالى : \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِ نَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) سورةالحجرات .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِالنَّبِيِّ صلى الله علية وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا.
أخرجه أحمد 2/312(8103) و\"البُخاري\" 6064 وفي \"الأدب المفرد\" 410.
فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات , وتقطع الصلات , قال تعالى : \" وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) سورة النجم .
وليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعدلنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.
قال تعالى : \" وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) سورة الأنعام .
والمراد بالنهي عن ظن السوء كما قال الخطابي هو تحقيق ا لظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس فإن ذلك لا يملك .
قال النووي ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر فإن هذا لا يكلف به ومعناه احذرواإتباع الظن واحذروا سوء الظن بمن لا يساء الظن به من العدول ، والظن تهمة تقع في القلب بلا دليل . انظر: شرح النووي على مسلم 8/357.
فإن المسلم بناء على ذلك مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الغير نحونا ونحو إخواننا قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىمَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات: 6]
فكم أوقع سوء الظن السيئ من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، ولو لم يكن الظن على درجة عظيمة من الخطورة والأهمية في إضعاف روح الموالاة بين المؤمنين لما أكد الباري عز وجل على ذلك في الكتاب والسنة.
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّرَسُولَ اللهِ صلى الله علية وسلم قَالَ:إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ : هَلَكَ النَّاسُ ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : لاَ أَدْرِى أَهْلَكَهُمْ بِالنَّصْبِ ، أَوْ أَهْلَكُهُمْ بِالرَّفْعِ. أخرجه \"أحمد\" 2/272(7671) و\"البُخاري\" في \"الأدب المفرد\" 759 و\"مسلم\" 6776.
وقد قسم الزمخشري الظن إلى واجب ومندوب وحرام ومباح:
فالواجب: حسن الظن بالله، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله علية وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ ، يَقُولُ : لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ.أخرجه أحمد 3/293(14171) و\"مسلم\" 8/165 (7331).
والحرام: سوء الظن به تعالى وبكل من ظاهره العدالة من المسلمين، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: \"إياكم والظن\" الحديث،
قال الشاعر :
فلا تظنن بربك ظن سوء
فإن الله أولى بالجميل
ولا تظنن بنفسك قط خيرا
وكيف بظالم جبان جهول
وقل يا نفس مأوى كل س
أيرجى الخيرمن ميت بخيل
وظن بنفسك السوآى تجدها
كذاك وخيرها كالمستحيل
وما بك من تقى فيها وخير
فتلك مواهب الرب الجليل
وليس بها ولا منها ولكن
من الرحمن فاشكر للدليل
والمندوب: حسن الظن بمن ظاهره العدالة من المسلمين.
قال الشافعي رحمه الله :
لِسَانَكَ لا تَذْكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئ
فَكلُّكَ عَـوْرَاتٌ وَلِلنَّـاسِ أَلْسُــنُ
وَعَـينكَ إنْ أَبْـدَتْ إَلَيكَ مَعَـايِباً
فَصُنْهَا وَقُلْ يَاعَيْنُ لِلنَّاسِ أَعْينُ
والجائز: مثل قول أبي بكر لعائشة: إنما هو أخواك أو أختاك، لما وقع في قلبه أن الذي في بطن امرأته اثنان. ومن ذلك سوء الظن بمن اشتهر بين الناس بمخالطة الريب والمجاهرة بالخبائث، فلا يحرم سوء الظن به، لأنه قد دل على نفسه، ومن ستر على نفسه لم يظن به إلا خير، ومن دخل في مداخل السوء اتهم، ومن هتك نفسه ظننا به السوء .انظر : الصنعاني : سبل السلام4/189 بتصرف.
ولقد علم النبي صلى الله علية وسلم الصحابة رضوان الله حسن الظن بالناس ونهاهم عن سوء الظن , وطبق لهم ذلك عملياً , فعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِى رَافِعٍ ، وَهُوَ كَاتِبُ عَلِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله علية وسلم أَنَا ، وَالزُّبَيْرَ ، وَالْمِقْدَادَ ، فَقَالَ : ائْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً ، مَعَهَا كِتَابٌ ، فَخُذُوهُ مِنْهَا ، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا ، فَإِذَانَحْنُ بِالْمَرْأَةِ ، فَقُلْنَا : أَخْرِجِي الْكِتَابَ ، فَقَالَتْ : مَا مَعِي كِتَابٌ ، فَقُلْنَا : لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ ، أَوْ لَتُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ ،
فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا ، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله علية وسلم ، فَإِذَا فِيهِ : مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبي بَلْتَعَةَ ، إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله علية وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله علية وسلم : يَا حَاطِبُ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي كُنْتُ امْرَءًا مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ -
قَالَ سُفْيَانُ : كَانَ حَلِيفًا لَهُمْ ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا - وَكَانَ مِمَّنْ كَانَ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ ، أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي ، وَلَمْ أَفْعَلْهُ كُفْرًا ، وَلاَ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي ، وَلاَ رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله علية وسلم : صَدَقَ ، فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ ، أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ ، لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ : \"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ\". -
في روايةعَبْد الجَبَّار بن العَلاَء : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله علية وسلم ، وَالزُّبَيْرُ ، وَطَلْحَةُ ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ. أخرجه أحمد 1/79(600) والبُخَارِي 4/72(3007 و\"مسلم\" 7/167 (6485) و\"أبو داود\" 2650 و\"التِّرمِذي\" 3305 و\"النَّسَائي\" في \"الكبرى\" 11521 .
وعَنْ أَسْلَمَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ؛أَنَّ رَجُلاً عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله علية وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صلى الله علية وسلم ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله علية وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا ، فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ ،
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله علية وسلم : لاَ تَلْعَنُوهُ ، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. أخرجه البُخَاري 8/197(6780) شعب الإيمان - (2 / 48) (498 ).
طلب أعرابي يوماً من النبي صلى الله علية وسلم شيئاً فأعطاه ،
ثم قال له : ( أأحسنت إليك ؟ فقال الأعرابي : لا ، لا أحسنت ولا أجملت فغضب المسلمون
وقاموا إليه ، فأشار إليهم الرسول صلى الله علية وسلم بأن كفوا ، ثم دخل منزله وأرسل إلى الأعرابي وزاده شيئاً ثم قال : أأحسنت إليك ؟ قال نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فقال له الرسول صلى الله علية وسلم : إنك قلت وفي نفس أصحابي شيء من ذلك ، فإذا أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك ، قال نعم ، فلما كان الغداة جاء ، فقال النبي صلى الله علية وسلم : إن هذا الأعرابي قال ما قال ، فزدناه فزعم أنه رضي ، أكذلك يا أعرابي ؟
فقال الأعرابي نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً ، فتهلل وجه الرسول صلى الله علية وسلم بشراً وقال : إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة شردت عليه ، فتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً ، فناداهم صاحب الناقة : خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق وأعلم ، فتوجه لهل صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً هوناً حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها ، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار) \" رواه ابن حبان. وانظر الشفا للقاضي عياض 1/ 253 ومناهل الصفا
ل لحمزاوي 2.
لذا فقد سار السلف الصالح على هذا النهج القويم وطبقوه في حياتهم منهجاً وسلوكاً , يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: \"لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنتت جد لها في الخير محملاً \".
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:إِنَّكَ لَتَشْتُمُنِي، وَفِيَّ ثَلاثُ خِصَالٍ: إِنِّي لآتِي عَلَى الآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَوَدِدْتُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَعْلَمُونَ مِنْهَا مَا أَعْلَمُ مِنْهَا، وَإِنِّي لأَسْمَعُ بِالْحَاكِمِ مِنْ حُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ يَعْدِلُ فِي حُكْمِهِ فَأَفْرَحُ بِهِ، وَلِعَلِّي لا أُقاضِي إِلَيْهِ أَبَدًا، وَإِنِّي لأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ قَدْ أَصَابَ الْبَلَدَ مِنْ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ فَأَفْرَحُ، وَمَا لِي بِهِ مِنِ سَائِمَةٍ.المعجم الكبير للطبراني 9/131.
وهذا أبو دجانة رضي الله عنه :دخلوا عليه في مرضه ووجهه يتهلل! فقالوا له: ما لوجهك يتهلل؟فقال: (ما من عملِ شيءٍ أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلَّم فيما لا يعنيني، وكان قلبي
لذا فإنه لا ينبغي للمسلم أن يلتفت كثيراإلى أفعال الناس ، يراقب هذا ، ويتابع ذاك ، ويفتش عن أمر تلك ، بل الواجب عليه أن يُقبل على نفسه فيصلحَ شأنها ، ويُقوِّمَ خطأها ،
ويرتقي بها إلى مراتب الآداب والأخلاق العالية ، فإذا شغل نفسه بذلك ، لم يجد وقتا ولا فكرا يشغله في الناس وظن السوء بهم .
قال الشاعر :
للمسلمين سليمًا).
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا
مني وما سمعوا من صالحدفنوا
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به
وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
ولقد نهى النبي صلى الله علية وسلم عن تتبع أمورالناس وعوراتهم ،حرصا منه صلى الله علية وسلم على شغل المسلم نفسه بالخير، وعدم الوقوع فيما لا يغني من الله شيئا ، فقال : يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ ! لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ . رواه أبو داود (4880) ، قال العراقي في \"تخريج الإحياء\" (2/250): إسناده جيد . وصححه الألبانيفي \"صحيح أبي داود\" ..
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطانوأعظم أسباب قطع الطريقعلى الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.
قال بكر بن عبد الله المزني كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: \" إيَّاك من الكلام ما إن أصبتَ فيه لَم تُؤجَر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظنِّ بأخيك \".
وقال أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي كما في الحلية لأبي نعيم (2/285): ( إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك: لعلَّ لأخي عذراً لا أعلمه).
كان معروف الكرخي قاعدا يوم على دجلة ببغداد فمر به صبيان في زورق يضربون بالملاهي ويشربون
فقال له أصحابه:أما ترى هؤلاء يعصون الله تعالى على هذا الماء؟ادع عليهم فرفع يديه إلى السماء
وقال:الهي وسيدي كما فرحتهم في الدنياأ سألك أن تفرحهم في الآخرة.
فقال له صاحبه:أنما سألناك أن تدعوعليهم ولم نقل ادع لهم,
فقال:إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم هذا. ابن الملقن : طبقات الأولياء 1/47.
قال سرّي السقطي، وكان أوحد زمانه في الورع وعلوم التوحيد: ‏ ‏ منذ ثلاثين سنة وأنا في الاستغفارقولي مرة: الحمد للّه. ‏ ‏ قيل له: وكيف ذلك ؟ ‏ ‏ قال: وقع ببغداد حريق، فاستقبلني واحد وقال: نجا حانوتُك! ‏ ‏ فقلت: ‏ ‏ الحمد للّه!‏ ‏ فأنا نادم من ذلك الوقت حيث أردتُ لنفسي خيراً من دون الناس. ‏ المناوي : فيض القدير 1/124.
روي عن السري بن مغلس السقطي أن لصاً دخل بيت مالك بن دينار فما وجد شيئاً فجاء ليخرج فناداه مالك: سلام عليكم،
فقال: وعليك السلام، قال: ما حصل لكم شيء من الدنيا
فترغب في شيء من الآخرة - قال: نعم، قال: توضأ من
هذا المركن وصل ركعتين، ففعل ثم قال: يا سيدي أجلس إلى الصبح،
قال: فلما خرج مالك إلى المسجد قال أصحابه: من هذا معك -
قال: جاء يسرقنا فسرقناه. تاريخ الإسلام للذهبي 2/144.
يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم من
إن سوء الظن يحمل على التجسس والتحسس والغيبة والتحاسد والتباغض والتدابر ، ويقطع العلاقة بين المتآخين . وَمَنْ حَكَمَ بِشَرٍّ عَلَى غَيْرِهِ بِمُجَرَّدِ الظَّنِّ حَمَلَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى احْتِقَارِهِ وَعَدَمِ الْقِيَامِ بِحُقُوقِهِ وَالْتَوَانِي فِي إكْرَامِهِ ، وَإِطَالَةِ اللِّسَانِ فِي عِرْضِهِ وَكُلُّ هَذِهِ مُهْلِكَاتٌ .
وبسبب سوء الظن - إن كان اعتقاداً في أحوال الناس - قد يخسر الإنسان الانتفاع بمن ظنه ضاراً ، أو الاهتداء بمن ظنه ضالاً ، أو تحصيل العلم ممن ظنه جاهلاً ونحو ذلك . ولذلك فإن على الإنسان أن يحذر من هذه الآفة الضارة بالدين والدنيا ، وأن يحرص على سلامة صدره على إخوانه ؛ ليعيش هانئ البال ، مرتاح النفس ، بعيدا عن منقصات الحياة ، سالما من عناء البحث عن عورات المسلمين وتتبع عثراتهم.
عن عبد الله بن غنام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال : من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك , فلك الحمد ولك الشكر, فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي , فقد أدى شكر ليلته
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2014, 12:17 AM   #7138
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2014, 01:14 AM   #7139
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


حسن الظن بالله من واجبات التوحيد،
السلام عليكم و رحمة الله
من كتاب الإرشاد الى صحيح الإعتقاد للشيخ الدكتور صالح الفوزان
حسن الظن بالله من واجبات التوحيد، وسوء الظن به ينافي التوحيد‏.‏
وصف الله المنافقين أنهم يظنون به غير الحق،
قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ‏}‏ ال عمران 154
وأخبر عنهم في الآية الأخرى أنهم يظنون به ظن السوء،
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِوَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا‏}‏ الفتح 6
قال الإمام ابن القيم في تفسير الآية الأولى‏:
{‏يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَامِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ‏}‏ ال عمران 154
"‏فسرهذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل، وأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته؛ ففسر بإنكار الحكمة وإنكار القدر وإنكار أن يتم أمر رسوله، وأن يظهره على الدين كله،
وهذا هو ظن السوء الذي ظن المنافقون والمشركون في سورة الفتح،وإنما كان هذا ظن السوء؛ لأنه ظن لا يليق به سبحانه ولا بحكمته وحمده ووعده الصادق.
وقال ابن القيم رحمه الله‏:‏ ‏"‏فمن ظن به أنه لا ينصر رسوله، ولا يتم أمره،ولا يؤيده ويؤيد حزبه ويعليهم ويظفرهم بأعدائهم ويظهرهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالا لا يقوم بعده أبدا؛ فقد ظن بالله ظن السوء،ونسبه إلى خلاف ما يليق بجلاله وكماله وصفاته ونعوته؛ فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته تأبى ذلك، وتأبى أن يذل حزبه وجنده، وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه المشركين به العادلين به؛ فمن ظن به ذلك؛فما عرفه ولا عرف أسماءه ولا عرف صفاته وكماله‏.‏
وكذلك من أنكر أن يكون ذلك بقضائه؛فما عرفه ولا عرف ربوبيته وملكه وعظمته،وكذلك من أنكر أن يكون قدر ما قدره من ذلك وغيره لحكمة بالغة وغاية محمودة يستحق عليها الحمد، وظن أن ذلك إنما صدر عن مشيئة مجردة عن حكمة وغاية مطلوبة هي أحب إليه من فواتها،
وأن تلك الأسباب المكروهة له المفضية إليها لا يخرج تقديرها عن الحكمة؛ لإفضائها إلى ما يحب، وإن كانت مكروهة له؛ فماقدرها سدى ولا شاءها عبثا ولا خلقها باطلا، ‏{‏ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}
وأكثرالناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم،ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته، وعرف موجب حكمته وحمده‏.‏
فمن قنط من رحمته، وأيس من روحه؛فقد ظن به ظن السوء‏.‏
ومن جوز عليه أن يعذب أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم، ويسوي بينهم وبين أعدائه؛فقد ظن به ظن السوء‏.‏
ومن ظن أنه يترك خلقه سدى معطلين عن الأمر والنهي، لا يرسل إليهم رسله، ولا ينزل عليهم كتبه، بل يتركهم هملا كالأنعام؛ فقد ظن به ظن السوء‏.‏
ومن ظن أنه لا يجمع عبيده بعد موتهم للثواب والعقاب في دار؛ يجازي المحسن فيها بإحسانه والمسيء بإساءته، ويبين لخلقه حقيقة ما اختلفوا فيه، ويظهرللعالمين كلهم صدقه وصدق رسوله، وأن أعداءه كانوا هم الكاذبين؛ فقد ظن بهظن السوء‏.‏
ومن ظن أنه يضيع عليه عمله الصالح الذي عمله خالصا لوجهه على امتثال أمره ويبطله بلا سبب من العبد، وأنه يعاقبه بما لا صنع له فيه ولا اختيار له ولا قدرةولا إرادة له في حصوله، بل يعاقبه على فعله هو سبحانه به،
أو ظن به
أنه يجوزعليه أن يؤيد أعداءه الكاذبين عليه بالمعجزات التي يؤيد بها أنبياءه ورسله، ويجريها على أيديهم ليضلوا بها عباده،
وأنه يحسن منه كل شيءحتى تعذيب من أفنى عمره في طاعته فيخلده في الجحيم في أسفل سافلين،وينعم من استنفذ عمره في عداوته وعداوة رسله ودينه فيرفعه إلى أعلى عليين،
وكلا الأمرين في الحسن عنده سواء، ولا يعرف امتناع أحدهما ووقوع الآخر إلا بخبرصادق، وإلا؛ فالعقل لا يقضي بقبح أحدهما وحسن الآخر؛ فقد ظن به ظن السوء‏.‏
ومن ظن أنه أخبر عن نفسه وصفاته وأفعاله بما ظاهره باطل وتشبيه وتمثيل،
وترك الحق لم يخبر به، وإنما رمز إليه رموزا بعيدة، وأشار إليه إشارات ملغزة،ولم يصرح به، وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل والباطل، وأراد من خلقه أن يتعبوا أذهانهم وقواهم وأفكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه وتأويله على غيرتأويله ويتطلبوا له الوجوه والاحتمالات المستكرهة والتأويلات التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالكشف والبيان،
وأحالهم في معرفة أسمائه وصفاته على عقولهم وآرائهم لا على كتابه، بل أراد منهم أن لا يحملوا كلامه على ما يعرفونه من خطابهم ولغتهم، مع قدرته على أن يصرح لهم بالحق الذي ينبغي التصريح به ويريحهم من الألفاظ التي توقعهم في اعتقاد الباطل، فلم يفعل، بل سلك بهم خلاف طريق الهدى والبيان؛فقد ظن به ظن السوء‏.
فإنه إن قال‏:‏ إنه غير قادر على التعبير عن الحق باللفظ الصريح الذي عبر به هو و سلفه؛ فقد ظن بقدرته العجز‏.‏ وإن قال‏:‏ إنه قادر ولم يبين وعدل عن البيان وعن التصريح بالحق إلى ما يوهم بل يوقع في الباطل المحال والاعتقاد الفاسد؛ فقد ظن بحكمته ورحمته ظن السوء‏.‏
ومن ظن أنه هو وسلفه عبروا عن الحق بصريحه دون الله ورسوله، وأن الهدى والحق في كلامهم، وأما كلام الله؛ فإنما يؤخذ من ظاهره التشبيه والتمثيل والضلال،وظاهر كلام المشركين والحيارى هو الهدى والحق؛ فهذا من أسوأ الظن‏.‏
فكل هؤلاء من الظانين بالله ظن السوء، ومن الظانين بالله غير الحق ظن الجاهلية‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏
انتهى كلام الإمام ابن القيم ‏"‏زاد المعاد‏"‏‏.‏
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2014, 02:05 AM   #7140
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


















-------------
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 07:33 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved