منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 15-10-2014, 04:59 AM   #8101
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصــــــة / وحكمـــــه
كان حاكما من حكماء اليونان القديمه يحب زوجته حبا ملك عليه قلبه وعقله , ومن شدة تعلقه بها كان يخشى بعد موته ان تعشق غيره , وكان كلما اضهرها على سره وشكى اليها مايساور قلبه من ذلك الهم حنت عليه واقسمت له بكل الايمان بأنها لاتسترد هبة قلبها منه حيا او ميتا , فكان يسكن الى ذلك الوعد سكون الجرح تحت الماء البارد ثم لايلبث ان تعود عليه هواجسه .
وفي ليله من الليالي المقمره وبينما كان يمر بالقرب من مقبرة المدينه لمح امرأه تجلس بجانب قبر لم يجف ترابه بعد , وبيدها مروحه تحركها يمينة وياساره لتجفف بها بلل ذلك التراب !!
فعجب لشأنها وسألها ماذا تفعل ؟؟
فأجابته ان هذا المدفون يكون زوجها وانها اقسمت له بأنها لن تتزوج حتى يجف قبره وأنها مستعجله كي يجف القبر بسبب وجود عريس ينتظرها !!!
ومن ثم اعطته المروحه هديه بعد ان عرفت انه الحاكم واخذها في وقت ذهول منه ومازال كذلك حتى عاد الى منزله ورأته زوجته وهومذهول وبيده المروحه فسألته وقص لها القصه فأخذت منه المروحه ومزقتها ومازالت تلعن وتشتم تلك المرأه وتحاول افهامه بأن النساء لسن كبعض وان هذه المرأه نادره في النساء .
ثم سألته هل مازلت تخاف ان اتزوج من بعدك ؟ فقال نعم . فأقسمت له مجددا بأغلظ الايمان انها لن تفعلها فأطمئن لها وعاد اليه سكونه .
مضى على ذلك عام , ثم مرض الحاكم مرضً شديدا , حتى اشرف على الموت
فدعا زوجته اليه وذكرها بما عاهدته عليه فأعادت العهد ...
فما غربت شمس ذلك اليوم حتى غربت شمسه , فأمرت زوجته ان يبقى في مقصورته حتى اليوم التالي لحضور الحكام واقامة جنازه تليق به , ثم خلت بنفسها في غرفتها تبكيه وتندبه ماشاء الله ان تفعل .
وبينما هي كذلك اذ دخلت عليها الخادمه واخبرتها ان فتى من تلامذة الحاكم بالباب يريد زيارة الحاكم اذ سمع انه مريض , فلما اخبرته بوفاته خر صريعا وانه لايزال كذلك عند باب المنزل ولاتدري ماتفعل به , فأمرتها ان تدخله غرفة الضيوف وتتولى شأنه حتى يفيق .
فلما انتصف الليل دخلت عليها الخادمه مره اخرى مذعوره وهي تقول ... سيدتي اظن ضيفنا يفارق الحياه ولا ادري ماذا افعل .
فأهمها الامر وذهبت الى غرفة الضيف فرأته على السرير والمصباح عند رأسه ,
وحينما اقتربت منه رأت اجمل شاب على وجه البسيطه حتى خيل اليها ان المصباح ينير من وجهه , وحتى انينه كان كأنه نغمات موسيقيه محزنه .
فسألته عن حاله فأجابها بأنه يرى الموت قريبا منه .
فقالت له انا فقدت زوجي وانت فقدت حاكمك الذي تحبه فهل تكون لي عونا واكون لك عونا .
فألم بخيبة نفسها وقال ولاكن كيف وانا بهذا المرض ,
فقالت له سأعالجك لو كان دواءك بين سحري ونحري .
فقال لها لن تستطيعي ذلك فدوائي مستحيل .قلت وماهو ؟
قال لم اترك طبيبا لم ازره وتوصلوا بالاجماع ان علاجي اكل دماغ ميت ليومه !!!
فقالت لن يعجزني دواءك فاصبر حتى اعود .
فذهبت الى مقصورة زوجها وتقدمت وهي ترتعد الى جثته ورفعت الفأس لتضرب رأسه بها
وكانت المفاجئه حين امسك بيدها زوجها اذ أنه لم يمت اصلا واذا بالضيف والخادمه يقفون خلفها يضحكان .
وهنا تقدم اليها زوجها وقال لها الم تكن المروحه في يد تلك المرأه اجمل من هذا الفاس في يدك , وايهما اصعب تجفيف القبر ام كسر الرأس
فسقطت سقطه لم تقم منها .
الفائده من القصه :
تغدوا فيهن .
قبل يتعشون فيكم
عليكم .. بمثنى وثلاث ورباع ...
------------
قصة / لام فيصل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 15-10-2014 الساعة 05:04 AM.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-2014, 10:11 AM   #8102
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هل نبذل من أموالنا ما يجب علينا؟
حدثني والعبرة تخنقه.. وليتني لم أحادثه .. فقد شرقت بدموعي وأنا أنصت له .. أي قلب نحمل بين جوانحنا وقد تكاثرت عليه القروح ولا حول ولا قوة إلا بالله

مسؤول مكتبنا الإغاثي بحماه .. من خيرة من عرفت من الشباب الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ليطعموا البائس الفقير .. ويسعوا على الأرملة والمسكين .. أحسبهم كذلك والله حسيبهم


قال لي بقلبه ولسانه لا يكاد ينطق من الألم

كنت واقفاً أمام أحد المحلات صباح اليوم .. وإذا بجلَبة وصوت مرتفع بين صاحب المحل وامرأة معها طفلان .. وقد أخذ صاحب المحل طفليها رهينة عنده وصوته يعلو عليها

تدخلت .. فقلت له : مالك وللمرأة ؟

قال : هذه سارقة

قلت له: أنا أكفل لك ما سرقت ، لكن دعنا ندخل وننظر في الأمر داخل المحل ولا نجمع علينا الناس

طلبت من المرأة أن تهدأ وتطمئن

سألتُها فأنكرَت سرقتها

فقال صاحب المحل : الكاميرا في المحل تعمل

فأسقط في يدها وأجهشت بالبكاء

قلت لها : اهدئي .. ما يبكيكِ


قالت بصوت متحشرج : زوجي معتقل منذ شهرين .. ووالله ما عندي ما أطعم طفلاي ولا حتى خبزاً يابساً .. كدت أن أبيع عرضي لأطعم أولادي لكني تذكرت ربي وحق زوجي .. ولم يعد أمامي إلا أن أسرق.. فما تعودت أن أمدّ يدي للناس

أصابت صاحب المحل صاعقة .. فتنازل عما أخذت وأعطاها بعض ما عنده

قلت لها : توكلي على الله .. أعطني عنوان بيتك وسيكفيك الله


لكني أسألك بالله زوجك اعتقل في الله ولله فلا تخونيه لكسرة خبز

أي حال وصلت إليه حرائرنا .. تسرق لتُطعم بنيها ونحن في ألوان النعيم نتقلب صباح مساء



أي شح أصابنا حتى وصلت حرائرنا إلى ما وصلت إليه

مَن لأرامل الشهداء وأيتامهم .. مَن لزوجات المعتقلين وأبنائهم .. مَن لنساء المجاهدين وأطفالهم .. مَن للنازحين والنازحات الذين يفترشون العراء في البرد القارس!

من لهم بعد الله إن لم نكن نحن


اللهم أعط منفقاً خلفا .. اللهم أعط ممسكا تلفا
--------------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-2014, 10:31 AM   #8103
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

يحكي الشيخ مشعل العتيبي في شريطه
" قصص أبكتني "
فيقول : ذالك الشاب الصغير في ِسنه الذي هداه الله من بين إخوته وكان بيته مليئا بالمنكرات والمعاصي وقد كان والده لا يعرف الصلاة
كان والده من الذين لم يركعوا لله ركعة ولم يسجدوا لله سجدة وللأسف والله هم كثير تراهم في هذا الزمان لم يركعوا لله ركعة ولم يسجدوا لله سجده
كثيرون الذين هيمن عليهم الشيطان فألهاهم عن ربهم.. كثيرون الذين يعلمون إن تارك الصلاة محارب لمنهج الله ويعرفون ولا يبالون.. كثيرون الذين يعلمون أن تارك الصلاة لا يؤاكل ولا يشارب ولا يغسل إذا مات ولا يقبر في مقابر المسلمين ويصّرون ولا يبالون ولا يأتون
كثيرون الذين يعلمون إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ولا يأتون ولا ٌيبالون، كثيرون هم والله نعوذ إلى ذالك الشاب وقد أصبح مهموما في دعوة والده
تمر الأيام والسنوات ووالده لا يعرف المسجد ووالده لا يعرف الصلاة .بذل جهده لدعوته إلى الله فلم يستجيب له بدا يفكر في كل وسيلة ليكون والده مع المصلين الراكعين أتى إلى إمام المسجد وهو يشتكي ويردد إن أبي يعصي الله إن أبي لا يعرف الصلاة وقد حاولت دعوته فلم يستجيب لي فماذا أفعل وهل لي من حيله
فقال له: اصبر على دعوته ولا تنسى أنه والدك ولا تنسى أيضا الدعاء فإذا كنت في الثلث الخير من الليل فتوضأ توضؤك للصلاة ثم صلي لله ركعتين ثم ادع الله عز وجل أن يهدي أباك
ادع الله فله الشكوى ولا يجيب المضطر إلا الله فكان الشاب يفعل هذا الفعل في كل ليله وفي إحدى الليالي وهو قائم يصلي في الليل إذا بوالده يدخل المنزل بعد فتره عصيان
دخل والناس نيام فسمع صوت بكاء في إحدى الغرف اقترب منها ينظر ويتأمل فإذا ابنه الصغير يبكي اقترب منه ليسمع ما يقول وقد رفع يديه إلى الله سمعه وهو يردد " اللهم اهدي أبي، اللهم اشرح صدر أبي للصلاة، اللهم افتح قلبه للهداية "
انتفض والده لما سمع هذا الكلام واقشعر جسده وخرج من الغرفة وكأنما نداء الخير بداء يتحرك في قلبه فتوضأ ورجع لولده فوقف بجانبه يصلي رفع يديه وولده يدعوا " اللهم اهدي أبي " إذا بصوت والده بجانبه يردد " أمين "
فلم يستطع الولد أن يكمل الدعاء حتى أجهش بالبكاء والأنين عندما سمع صوت والده يبكي ويردد أمين وإذا به يحتضن والده وهو يبكي ويتعانقان فكانت بداية هداية وتوبة للأب كان سببها دعاء الابن وحرصه وصبره على والده
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-2014, 10:56 AM   #8104
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عثمــــــان بن مظعـــــون
هو أول من دفن بالبقيع، وكان من سادة المهاجرين، ومن أولياء الله المتقين.
أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وحرم الخمر في الجاهلية وقال: “لا أشرب شيئاً يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد”.
ولما كانت الهجرة إلى الحبشة كان عثمان بن مظعون أمير المهاجرين من المسلمين، وجلس يوماً يتذكر تلك الذكريات المؤلمة من الاضطهاد الذي عاشوه في مكة، وبخاصة من ابن عمه أمية بن خلف، الذي كان يؤذيه ليرده عن دينه وإيمانه.
ولم تمر إلا فترة يسيرة، حتى سرت شائعة بلغت آذان المهاجرين في الحبشة، وهي أن قريشاً قد أسلمت، وذلك لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم ثم سجد وسجد خلفه أصحابه وسجد المشركون.
وأقبل عثمان والمهاجرون الى مكة لما بلغهم ذلك، حتى إذا دنوا من مكة علموا ببطلان الخبر، فلم يدخل منهم أحد إلا بجوار أو مستخفياً.
ودخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة ولما رأى عثمان رضي الله عنه ما فيه أصحاب رسول الله من البلاء وهم في مكة، وهو يغدو ويروح في جوار الوليد قال: “والله إن غدوي ورواحي آمناً بجوار رجل من المشركين وأصحابي وأهل ديني يلقون من الأذى والبلاء ما لا يصيبني، لنقص كبير في نفسي، فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له: “يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك قد رددت إليك جوارك”. قال: “لم يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟” قال: “لا، ولكنني أرضى بجوار الله عز وجل ولا أريد أن أستجير بغيره”.
قال: “فانطلق الى المسجد الحرام، فاردد عليّ جواري علانية كما أجرتك علانية”. قال: فانطلقنا ثم خرجنا حتى أتينا المسجد، فقال لهم الوليد: “هذا عثمان قد جاء يرد عليّ جواري”. قال: “قد صدق، وقد وجدته وفياً كريم الجوار، ولكنني أحببت ألا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره”.
ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة في مجلس من مجالس قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد وهو ينشدهم: “ألا كل شيء ما خلا الله باطل”. فقال عثمان: “صدقت”. فقال لبيد: “وكل نعيم لا محالة زائل”. فقال عثمان: “كذبت، نعيم الجنة لا يزول”. فقال لبيد: “يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم، فمتى حدث فيكم هذا؟” فقال رجل من القوم: “ان هذا سفيه في سفهاء معه، قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله”. فرد عليه عثمان حتى شرى أمرهما. فقام إليه ذلك الرجل، فلطم عينه فخضرها، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ. فقال: “والله يا ابن أخي، إن كانت عينك عمّا اصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة”. فقال عثمان: “بلى والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها في الله، وإنني في جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس”. فقال له الوليد: “هلم يا ابن أخي الى جوارك فعد”. قال: “لا”.
ولما هاجر إلى المدينة تفرغ للعبادة، وكان يشق على نفسه.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “دخلت امرأة عثمان بن مظعون، واسمها خولة بنت حكيم، على عائشة وهي باذة الهيئة، فسألتها: ما شأنك؟ فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له عائشة، فلقيه النبي فقال: (يا عثمان، إن الرهبانية لم تكتب علينا، أمالك في أسوة؟ فو الله إني أخشاكم لله، وأحفظكم لحدوده”.
وبعد رحلة طاعة وعطاء نام عثمان على فراش الموت، ودخل عليه رسول الله فقبله ودموعه تسيل على خد عثمان، ولما دفنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل: هلم تلك الصخرة فاجعلها عند قبر أخي أعرفه بها، أدفن إليه من دفنت من أهلي فقام الرجل فلم يطقها، فلكأني أنظر الى بياض ساعدي رسول الله حين احتملها حتى وضعها عند قبره، فلما ماتت بنت رسول الله قال لها: “الحقي بسلفنا الخيّر عثمان بن مظعون” ولقد كان يلقبه بالسلف الصالح.
ولقد رأته أم العلاء رضي الله عنها في منامها، ورأت له عيناً تجري، فجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته فقال: “ذلك عمله”.
فهذه هي حياة رجل من هذه الأمة عمل لآخرته، ولم يعمل لدنياه، حتى لحق بركب الآخرة، ليحظى بصحبة الأحبة، محمداً وصحبه.
فرضي الله عن عثمان وعن سائر الصحابة أجمعين
---------------
يتبــــــــع إن شاء الله
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-2014, 12:12 PM   #8105
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عثمــــــان بن مظعـــــون
“في وقت، نحن فيه أحوج ما نكون إلى “النموذج”: نموذج الفرد الذي يؤدي عمله وهو يرى ربه معه، في كل ما يأتي من أمر أو ينتهي عن نهي؛ نموذج الفرد الذي يتعامل مع مجتمعه، من خلال تعامله مع ربه.. لنا أن نلقي نظرة على تاريخنا وتراثنا، تاريخنا العربي وتراثنا
الإسلامي؛ نظرة نرى من خلالها بعضاً من تلك “النماذج” التي استطاعت أن تنتقل، أو تنقل نفسها بالأحرى، من رعاة إبل جفاة غلاظ يشعلون الحرب لأوهى الأسباب، إلى قادة وهداة؛ قادة إلى الحق، وهداة إلى الله الواحد الأحد، عبر آداب القرآن الكريم، وأحكامه”.
عندما كان الإسلام يتسرب ضوؤه الباكر الندي من قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن كلماته صلى الله عليه وسلم التي يلقيها في بعض الأسماع سراً وخفية.. كان “عثمان بن مظعون” هناك؛ واحداً من القلة التي سارعت إلى الله والتفت حول رسوله.
ولقد نزل به من الأذى والضرر، ما كان ينزل يومئذ بالمؤمنين الصابرين الصامدين.
وحين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القلة المؤمنة المضطهدة بالعافية، أمراً إياها بالهجرة، مؤثراً أن يبقى في مواجهة الأذى وحده، كان “عثمان بن مظعون” أمير الفوج الأول من المهاجرين.. مصطحباً معه ابنه “السائب” مولياً وجهه شطر بلاد بعيدة عن مكائد عدو الله “أبي جهل”، وضراوة قريش، وهول عذابها.
وكشأن المهاجرين إلى الحبشة في كلتا الهجرتين الأولى والثانية لم يزدد “عثمان بن مظعون” رضي الله عنه إلا استمساكاً بالإسلام. واعتصاماً به.
وبينما المهاجرون في دار هجرتهم يعبدون الله، ويتدارسون ما معهم من القرآن، ويحملون برغم الغربة توهج روح منقطع النظير.. إذ الأنباء تواتيهم أن قريشاً أسلمت، وسجدت مع الرسول لله الواحد القهار.
هنالك حمل المهاجرون أمتعتهم وطاروا إلى مكة تسبقهم أشواقهم، ويحدوهم حنينهم.
بيد أنهم ما كادوا يقتربون من مشارفها، حتى تبينوا كذب الخبر الذي بلغهم عن إسلام قريش.
وقد سمع مشركو مكة بمقدم الصيد، الذي طالما ردوه ونصبوا شباكهم لاقتناصه.. ثم ها هو ذا الآن، تحين فرصته، وتأتي به مقاديره.
كان “الجوار” يومئذ تقليداً من تقاليد العرب، من التقاليد ذات القداسة والإجلال، فإذا دخل مستضعف في جوار سيد قريشي، أصبح في حمى منيع لا يهدر له دم، ولا يضطرب منه مأمن.
ولم يكن العائدون سواء في القدرة على الظفر بجوار.
من أجل ذلك ظفر بالجوار منهم قلة، كان من بين أفرادها “عثمان بن مظعون”، الذي دخل في جوار “الوليد بن المغيرة”.
وهكذا دخل مكة آمناً مطمئناً، ومضى يعبر دروبها، ويشهد ندواتها، دون ما خوف.
ولكن “ابن مظعون”، الرجل الذي يصقله القرآن، ويربيه محمد صلى الله عليه وسلم، يتلفت حواليه، فيرى إخوانه المسلمين من الفقراء والمستضعفين، الذين لم يجدوا لهم جواراً ولا مجيراً. يراهم والأذى ينوشهم من كل جانب، والبغي يطاردهم في كل سبيل؛ بينما هو آمن في سربه، بعيد من أذى قومه، فيثور روحه الحر، ويجيش وجدانه النبيل، ويتفوق بنفسه على نفسه، ويخرج من داره مصمماً على أن يخلع جوار الوليد، وأن ينفض عن كاهله تلك الحماية التي حرمته لذة تحمل الأذى في سبيل الله.
ولئن كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، لاسيما في تلك الفترة من حياتهم، كانوا جميعاً يحملون روح الزهد والتبتل، فإن ابن مظعون كان له في هذا المجال طابعه الخاص.. إذ أمعن في زهده وتفانيه إمعاناً رائعاً، أحال حياته كلها في ليله ونهاره إلى صلاة دائمة مضيئة، وتسبيحةٍ طويلةٍ عذبة.
وما أن ذاق حلاوة الاستغراق في العبادة حتى هم بتقطيع كل الأسباب التي تربط الناس بمناعم الحياة.
فمضى لا يلبس إلا الملبس الخشن، ولا يأكل إلا الطعام الجشب.
دخل يوماً المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس، وكان يرتدي لباساً تمزق، فرقعه بقطعة من فروة.. فرق له قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، ودمعت عيون أصحابه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: “كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حلة، ويروح في أخرى، وتوضع بين يديه قصعة، وترفع أخرى.. وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟!”.
قال الأصحاب:وددنا ذلك يكون يا رسول الله، فنصيب الرخاء والعيش”.
فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: “إن ذلك لكائن، وأنتم اليوم خير منكم يومئذ”.
وكان بديهياً، وابن مظعون يسمع هذا، أن يزداد إقبالاً على الشظف وهرباً من النعيم.
بل حتى الرفث إلى زوجته نأى عنه وانتهى، لولا أن علم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك فناداه وقال له: “إن لأهلك عليك حقا”.
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-2014, 01:34 PM   #8106
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عثمان بن مظعون المسلم الرابع عشر
كان عثمان بن مظعون واحداً من الذين التفوا حول النبي صلى الله عليه وسلم.. يستمعون إليه وهو يلقي أول خطبة معلنًا نبوته.. داعياً إلى الاسلام.. وانصرف مع من انصرف من الناس وصوت النبي يتردد في أعماقه.. فقد كان لكلماته صلوات الله عليه أكبر الأثر في نفسه ولكن شيئاً ما أخره عن إعلان إسلامه، لم يعرف له كنهاً. ولكنه أرق ضميره طوال عمره بعد ذلك. إذ لم يكن أول من مد يده إلى النبي مبايعاً.. ومسلماً.. الأمر الذي أضفى على سلوكه إيمان المتصوفة وزهد الصالحين بقية حياته.. وشاهد عثمان معارضة قريش والزعماء للنبي ودعوته، وشاهد أيضا بدء مراحل الاضطهاد والتعذيب لكل من يعلن إسلامه.. ولكل من يسير وراء محمد عليه الصلاة والسلام.. وأحس بقلبه يثور عليه، وبضيق يكتم أنفاسه واستمر على ذلك أياماً حتى أحس ذات ليلة أنه يكاد يختنق ما لم يجد حلاً يخرجه من حيرته فيحدد لنفسه موقفاً من الدين الجديد.
إيمان راسخ
وجاء الصباح وفي وضح النهار كان يسير في شوارع مكة بوقاره وعظمة رجولته حتى وصل إلى دار النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وأعلن إسلامه ويومها أصبح عدد المسلمين أربعة عشر شخصاً لا أكثر،
وبدأ عثمان حياة جديدة وكان يعتبر وبحق أن إسلامه يسدل ستاراً كثيفاً على حياته السابقة.. وبشوق الإيمان وبتأنيب الضمير لأنه لم يكن أول من آمن بالنبي عليه الصلاة والسلام، بدأ عثمان بن مظعون حياة فريدة مع المسلمين. فكان يشاركهم كل حياتهم.. وكل متاعبهم وقد جهر بإسلامه.
ودعا إليه أهله وسارت من خلفه زوجته وابنه الأمر الذي أثار عليه قومه حتى نسوا أنه واحد من الشعراء وأن بعض أشعاره تتناقلها الركبان ولم يخشوا هجاءه لهم. والعرب يومذاك كانت تجري أعظم قبائلها وراء بيت شعر مادح وتدفع أثقالاً لتمنع بيت هجاء فيها نسوا ذلك كله، وبدأوا معه أنواعاً شتى من العذاب حيث ضربوه.. وسجنوه وربطوا على قلبه الأحجار وتركوه فوق الصخور أياماً وليالي وليزداد ألماً وكلوا بهذا التعذيب أقرب أهله إليه مودة في حياته السابقة ابن عمه أمية بن خلف.. ومع ذلك لم يهتز إيمان عثمان ولم يستسلم لكل ما قدموه إليه من إغراء حتى يترك دينه ويسب نبيه بل صمد وقاوم وصبر وراح يجهر بإسلامه وخشي عليه النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة ما يلقاه فأمره بالهجرة إلى الحبشة مع القلة المؤمنة الأولى..
وأن يصحب معه ابنه السائب وأن يكون هو أميراً على هذه المجموعة التي أحبها الله ورسوله. وأطاع عثمان أمر النبي بعدما كان يتمنى البقاء الى جانبه فما كان له أن يختار أمراً غير الذي يريده الرسول صلى الله عليه وسلم. وبقي في الحبشة مع المهاجرين يتدارسون دينهم.. ويتلقون في شوق أخبار نبيهم وتأتيهم الرسل بكل جديد من القرآن الكريم يحفظونه ويعبدون الله ويتشوقون للحظة العودة حيث الرسول صلى الله عليه وسلم وحيث الدعوة.. ووصلت أخبار إلى قريش تخص هذا الوفد الاسلامي. فكادت أن تجن وحاولت استعادتهم ففشلت. فحاولت الوقيعة بينهم وفشلت أيضا. فلجأت أخيراً إلى المكر والخداع فأرسلت من يخبرهم بأن قريشاً قد آمنت بالله.. واتبعت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن مكة كلها أصبحت على يد رجل واحد تؤمن بالاسلام، وخرج المهاجرون وسارعوا بالعودة إلى مكة.
وعلى مشارف مكة اكتشف المسلمون الخديعة والكذب. وكان أهل قريش وأتباعها يعلمون ما يدبر لهذه الفئة المؤمنة بالله ورسوله. ولكن واحداً منهم كانت تربطه بعثمان أواصر مودة عميقة وجذبه إليه صموده إزاء ما يلقاه فقابله في الطريق قبل وصوله مكة ولم يحدثه بنوايا قريش وإنما ألح عليه في أن يدخل في جواره. ومازال به حتى قبل، ذلكم هو الوليد بن المغيرة وبذلك دخل عثمان مكة آمناً.
وتمر الأيام، ويرى عثمان أن رفاقه في الدعوة وإخوانه في الدين يلاقون من أنواع العذاب ما لم تشهده مكة من قبل ويرى أيضا أنه يسير في طرقات مكة آمناً ويؤدي مناسك دينه سالماً ولم يكن كذلك قبل هجرته إلى الحبشة رغم ما كان له من مكانة وعزة.
وتمردت عليه نفسه الأبية، وثارت فيه كل مكامن الرجولة والعظمة والشهامة،
وإذا به كما يقول واحد من الصحابة الأول: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة قال: والله إن غدوي ورواحي آمناً بجوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة وقال له: يا أبا عبد شمس وفت ذمتك وقد رددت إليك جوارك. فقال له: لم يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي، قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله ولا أستجير بغيره. قال: فانطلق إلى المسجد فاُردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية.. فانطلقا حتى أتيا المسجد فقال الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري، قال عثمان: صدق، ولقد وجدته وفياً كريم الجوار ولكنني أحببت ألا أستجير بغير الله. ثم انصرف عثمان ولبيد بن ربيعة في مجلس من مجالس قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان فقال لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، فقال عثمان: صدقت. قال لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل فقال عثمان: كذبت.. نعيم الجنة لا يزول فقال لبيد: يا معشر قريش والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه فارق ديننا.. فلا تجدن في نفسك من قوله فرد عليه عثمان بن مظعون حتى شرى أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فأصابها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما يحدث لعثمان. فقال: أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية. لقد كنت في ذمة منيعة فقال عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله، وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس، فقال له الوليد: هلم يا بن أخي إن شئت فعد إلى جواري فقال ابن مظعون: لا.. ويترك عثمان المجلس ويعود إلى داره راضياً بما قدر الله.. سعيداً بمشاركة إخوانه في الدين مصيرهم، ومنشداً شعراً يتناقله العرب في كل مكان:

فإن تك عيني في رضا الله نالها
يدا ملحد في الدين ليس بمهتدي
-
فقد عوض الرحمن منها ثوابه
ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعدِ
-
فإني وإن قلتم غوي مضلل
لأحيا على دين الرسول محمدِ
-
أريد بذاك الله والحق ديننا
على الرغم من يبغي علينا ويعتدي
أنموذج فريد
وعلى الرغم من عينه الجريحة إلا أن أهله ومشركي قريش لم يتركوه، بل مارسوا معه كل أنواع التعذيب لعله يترك دينه، أو يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم جميعاً لم ينالوا منه شيئاً، واستمر يعاندهم بقوة إيمانه وصلابة عزيمته إلى أن أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة، ووصلها عثمان بن مظعون ليشهد المسلمون في المدينة فيه أنموذجاً فريداً في العبادة والدعوة فقد كان رضي الله عنه يرفض كل متع الحياة وكان يقبل على الله بقلب تهتز لإيمانه الدنيا وكان يعمل.. ويتعلم.. ولا يغيب عنه رسول الله لحظة.. حتى ظنه بعض العرب من أسرة النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة ما رأوه من محبته صلى الله عليه وسلم له، وتفقده إياه وكثرة السؤال عنه. واشترك مع النبي الكريم في بعض الغزوات.. فكان الفدائي البطل الذي يبحث عن الاستشهاد ولم يطل به الأجل فقد هد جسده ما لقي من عذاب فوق طاقة البشر ولم تنفع مقاومته للآلام وآثار التعذيب. فسقط ذات يوم صريع هذا كله.. وفي
ومضة كان المسلم الرابع عشر في تاريخ المسلمين المشرق الحافل يلفظ أنفاسه الأخيرة، راضياً مطمئناً وليكون أول المهاجرين وفاة بالمدينة المنورة.. وينحني النبي العظيم ليقبله وهو يبكي بكاء تهتز له القلوب من حوله وحتى يبتل وجه عثمان بدموع النبي ويودعه بكلمات جليلة: “رحمك الله أبا السائب. خرجت من الدنيا وما أصبت منها ولا أصابت منك”. ثم يأمر النبي بدفنه بعد أن صلى عليه، فيكون عثمان بن مظعون أول من يدفن في البقيع.
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-2014, 12:24 AM   #8107
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

محامي الفقراء أبو ذر الغفاري
إنه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة -رضي الله عنه-، ولد في قبيلة غفار، وكان من السابقين إلى الإسلام، وكان أبو ذر قد أقبل على مكة متنكرًا، وذهب إلى الرسول وأعلن إسلامه، وكان الرسول يدعو إلى الإسلام في ذلك الوقت سرًّا، فقال أبو ذر للنبي : بم تأمرني؟ فقال له الرسول : (ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمريفقال أبو ذر: والذي نفسي بيده لأصرخنَّ بها (أي الشهادة) بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.

فقام إليه المشركون فضربوه ضربًا شديدًا، وأتى العباس بن عبد المطلب عم النبي فأكب عليه، وقال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأنه طريق تجارتكم إلى الشام؟ فثابوا إلى رشدهم وتركوه، ثم عاد أبو ذر في الغد لمثلها فضربوه حتى أفقدوه وعيه، فأكب عليه العباس فأنقذه.[متفق عليه].
ورجع أبو ذر إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام، فأسلم على يديه نصف قبيلة غفار ونصف قبيلة أسلم، وعندما هاجر النبي إلى المدينة، أقبل عليه أبو ذر مع قبيلته غفار وجارتها قبيلة أسلم، ففرح النبي وقال: (غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله) [مسلم]. وخصَّ النبي أبا ذر بتحية مباركة فقال: ما أظلت الخضراء (السماء)، ولا أقلت الغبراء (الأرض) من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر[الترمذي وابن ماجه].

وكان أبو ذر من أشد الناس تواضعًا، فكان يلبس ثوبًا كثوب خادمه، ويأكل مما يطعمه، فقيل له: يا أبا ذر، لو أخذت ثوبك والثوب الذي على عبدك وجعلتهما ثوبًا واحدًا لك، وكسوت عبدك ثوبًا آخر أقل منه جودة وقيمة، ما لامك أحد على ذلك، فأنت سيده، وهو عبد عندك، فقال أبو ذر: إني كنت ساببت (شتمت) بلالاً، وعيرته بأمه؛ فقلت له: يا ابن السوداء، فشكاني إلى رسول الله ، فقال لي النبي : (يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، فوضعت رأسي على الأرض، وقلت لبلال: ضع قدمك على رقبتي حتى يغفر الله لي، فقال لي بلال: إني سامحتك غفر الله لك، وقال : إخوانكم خولكم (عبيدكم)، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) [البخاري].

وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحب الله ورسوله حبًّا كبيرًا، فقد روى أنه قال للنبي : يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، فقال له النبي : (أنت مع مَنْ أحببت يا أبا ذر) فقال أبو ذر: فإني أحب الله ورسوله، فقال له النبي : (أنت مع مَن أحببت) [أحمد]، وكان يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده (يسأل عنه) إذا غاب.

وقد أحب أبو ذر العلم والتعلم والتبحر في الدين وعلومه، وقال عنه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: وعى أبو ذر علمًا عجز الناس عنه، ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئًا منه. وكان يقول: لباب يتعلمه الرجل (من العلم) خير له من ألف ركعة تطوعًا.

وكان -رضي الله عنه- زاهدًا في الدنيا غير متعلق بها لا يأخذ منها إلا كما يأخذ المسافر من الزاد، فقال عنه النبي : (أبو ذر يمشى في الأرض بزهد عيسى بن مريم عليه السلام) [الترمذي].
وكان أبو ذر يقول: قوتي (طعامي) على عهد رسول الله صاع من تمر، فلست بزائد عليه حتى ألقى الله تعالى. ويقول: الفقر أحب إليَّ من الغنى، والسقم أحب إليَّ من الصحة. وقال له رجل ذات مرة: ألا تتخذ ضيعة (بستانًا) كما اتخذ فلان وفلان، فقال: لا، وما أصنع بأن أكون أميرًا، إنما يكفيني كل يوم شربة ماء أو لبن، وفي الجمعة قفيز (اسم مكيال) من قمح. وكان يحارب اكتناز المال ويقول: بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاوٍ من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة.

وكان يدافع عن الفقراء، ويطلب من الأغنياء أن يعطوهم حقهم من الزكاة؛ لذلك سُمي بمحامي الفقراء، ولما عرض عليه عثمان بن عفان أن يبقى معه ويعطيه ما يريد، قال له: لا حاجة لي في دنياكم.
وعندما ذهب أبو ذر إلى الرَّبذة وجد أميرها غلامًا أسود عيَّنه عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ولما أقيمت الصلاة،
قال الغلام لأبي ذر: تقدم يا أبا ذر، وتراجع الغلام إلى الخلف،
فقال أبو ذر، بل تقدم أنت، فإن رسول الله أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا أسود. فتقدم الغلام وصلى أبو ذر خلفه.
وظل أبو ذر مقيمًا في الرَّبَذَة هو وزوجته وغلامه حتى مرض مرض الموت فأخذت زوجته تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: ومالي لا أبكي وأنت تموت بصحراء من الأرض، وليس عندي ثوب أكفنك فيه، ولا أستطيع وحدي القيام بجهازك، فقال أبو ذر: إذا مت، فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكما فقولا: هذا أبو ذر. فلما مات فعلا ما أمر به، فمرَّ بهم عبد الله بن مسعود مع جماعة من أهل الكوفة، فقال: ما هذا؟ قيل: جنازة أبي ذر، فبكى ابن مسعود، وقال: صدق رسول الله : يرحم الله أبا ذر، يمشى وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده)، فصلى عليه، ودفنه بنفسه. [ابن سعد]، وكان ذلك سنة (31ه) وقيل: سنة (32 ه).
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-2014, 12:48 AM   #8108
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حمزة بن عبدالمطلب حامل أول لواء في الإسلام
حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، كان له من الذرية ثلاثة أولاد وبنت هم يعلي (وبه كان يكني) وعامر، وأمهما بنت الملة بن مالك بن عبادة بن الحارث بن عمرو بن عوف الأوسي من الأنصار، وعمارة (وبه كان يكنى أيضاً) وأمه خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية من بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وإمامة وأمها سلمى بنت عميس الخثعمية .
أما عن الألوية والرايات النبوية التي حملها حمزة بن عبدالمطلب فكانت في سرية وثلاث غزوات،
وكانت هذه السرية هي التي عرفت بسرية العيص من بلاد جهينة والتي حدثت في رمضان سنة (1ه / 622م) على رأس سبعة أشهر من الهجرة،
وهي أول سرية يبعثها النبي صلى الله عليه وسلم لاعتراض عير لقريش كانت قادمة من الشام تريد مكة وعلى رأسها أبو جهل عمرو بن هشام في ثلاثمائة رجل، وفيها أمر الرسول صلوات الله وسلامه عليه عمه حمزة في ثلاثين رجلا من المهاجرين ليس فيهم أحد من الأنصار،
وعقد له لواء هذه السرية الأبيض، وكان أول لواء يعقد في الإسلام، فلقي حمزة أبا جهل وحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان موادعا للفريقين فانصرف القوم بعضهم عن بعض بغير قتال .
الغزوات الثلاث
أما الغزوات الثلاث التي حمل حمزة رضوان الله عليه ألويتها فكانت
أولاها هي غزوة الأبواء التي حدثت في صفر سنة (1ه / 622م) على رأس اثني عشر شهرا من الهجرة، وفيها خرج النبي صلى الله عليه وسلم يقود بنفسه أول غزوة له في جماعة من المهاجرين ليس فيهم أنصاري لاعتراض عير قريش، وعقد لواء هذه الغزوة لحمزة بن عبدالمطلب وكان كسابقه لواء أبيض ورجع منها بغير قتال .

وكانت ثانيتها هي غزوة ذي العشيرة من ينبع التي حدثت في جمادي الآخرة سنة (2ه / 623م) على رأس ستة عشر شهرا من الهجرة، وفيها خرج النبي “صلى الله عليه وسلم” يريد قريشا حين ساروا إلى الشام، وعقد لواءها الأبيض لعمه حمزة، فوجد العير التي خرج لها قد مضت قبل ذلك بأيام فرجع بغير قتال،
وكانت ثالثتها هي غزوة بني قينقاع التي حدثت للنصف من شوال سنة (2ه/623م) على رأس عشرين شهرا من الهجرة، وصفوة أمرها أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه لما عاد من بدر وكان فيها ما كان من النصر للمسلمين أظهر يهود بني قينقاع له الحسد ونقضوا عهدهم معه، فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم وعقد لواءه الأبيض يومئذ لعمه حمزة .

والواقع أنه كان لحمزة بن عبدالمطلب رضوان الله عليه في نفوس الفاطميين من القدر والمكانة ما جعلهم يجلون الرمح المنسوب إليه في احتفالاتهم الدينية، وفي ذلك يقول المقريزي عند حديثه عن حفل افتتاح العام الهجري ثم يخرج رمح لطيف في غلاف منظوم من اللؤلؤ، له سنان مختصر بحلية من ذهب، ودرقه بكوامخ من ذهب فيها سعة، منسوب إلى حمزة رضي الله عنه في غشاء من حرير، فيخرج إلى حامله وهو أمير مميز، ولهذه الخدمة وصاحبها عندهم جلالة .
شهيد “أحد”

عندما هاجر حمزة إلى المدينة المنورة ونزل على كلثوم بن الهدم، وقيل على سعد بن خيثمة، آخى الرسول صلوات الله وسلامه عليه بينه وبين زيد بن حارثة الذي أوصى إليه حمزة حين حضر القتال يوم أحد،
واستشهد رحمه الله في هذا اليوم وهو ابن تسع وخمسين سنة، حيث قتله وحشي بن حرب وهو مشغول بسباع بن عبدالعزي، وشق بطنه وأخذ كبده وجاء بها إلى هند بنت عتبة فمضغتها ثم لفظتها .

استغفر له النبي، صلى الله عليه وسلم، فسمع ذلك سعد بن معاذ، فمشى إلى دار بني الأشهل وأتى بنسائهم فوقفوا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “والله لا تبكين قتلى الأنصار حتى تبكين عم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قد ذكر أنه لا بواكي له . . فوقفن يبكين على صرعة الأسد .

كفّن المسلمون حمزة في برده القصير، وكان أول من صلى عليه الرسول صلوات الله وسلامه عليه من شهداء أحد، وكبر عليه أربع تكبيرات، ثم جمع إليه الشهداء الآخرين، وكلما أتى بشهيد وضع إلى جانب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد حتى بلغت صلوات النبي صلى الله عليه وسلم عليه سبعين صلاة، ثم دفنوه هو وابن أخته عبدالله بن جحش في قبر واحد، وقد ورد في ذلك مما نقله ابن سعد عن جابر بن عبدالله أن معاوية بن أبي سفيان كان قد أراد أن يجري عين ماء بأحد
فكتبوا إليه أنهم لا يستطيعون إجراءها إلا على قبور الشهداء، فأمرهم أن ينبشوها، قال جابر فرأيتهم (أي الشهداء) يحملون على أعناق الرجال كأنهم نيام، وأصابت المسحاة (أي الفأس) طرف رجل حمزة بن عبدالمطلب فانبعثت دما .
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-2014, 01:19 AM   #8109
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حنظلة بن الربيع حامل خاتم النبي
السفير الفارس الفاتح
الصحابي حنظلة بن الربيع، أحد كتاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - للوحي القرآني ومن سفرائه، وكان فارساً
شجاعاً من الأمراء الفاتحين.
ويقول الدكتور عبد الله سمك - الأستاذ بجامعة الأزهر - هو حنظلة بن الربيع بن صيفي بن رياح بن الحارث
بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميمي الأسيدي، وكنيته أبو ربعي،
والملقب بالكاتب، وأخوه الصحابي رباح بن الربيع.
نشأ في بيت شرف وحسب، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي حكيم العرب، الذي قيل إنه أدرك مبعث النبي -
صلى الله عليه وسلم -
وهو ابن مئة وتسعين سنة وكان يوصي قومه بإتيان النبي - صلى الله عليه وسلم -
ولم يسلم وكان قد كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاوبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فُسر
بجوابه وجمع إليه قومه فندبهم إلى إتيان النبي - صلى الله عليه وسلم - والإيمان به،
فاعترضه مالك بن
نويرة اليربوعي وفرق جمع القوم فبعث أكثم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنه مع من أطاعه من قومه
فاختلفوا في الطريق فلم يصلوا.

وكان حنظلة بن الربيع من المسرعين إلى الإسلام، وأحد الذين كتبوا للرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى
الملوك ورؤساء القبائل، وكان يكتب حوائجه بين يديه وما يجبي من أموال الصدقات وما يقسم في أربابها،
كما كان من كتبة وحي القرآن، وخليفة كل كاتب من كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غاب عن
عمله،
ويقوم مقام جميع كتابه بمن فيهم زيد بن ثابت، يكتب بين يديه، فغلب عليه اسم الكاتب، وقال اليعقوبي:
وكان كتابه الذين يكتبون الوحي والكتب والعهود، حنظلة بن الربيع”،
وقال محمد بن عمر:كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي”، وقال ابن قتيبة: “هو حنظلة بن الربيع
وكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم”.

واتخذه الرسول - صلى الله عليه وسلم - رسولاً وسفيراً لأمانته وعدله وورعه، وعهد إليه بخاتمه، وذكرت
كتب السير والتراجم أنه قال له‏:‏ “الزمني واذكر كل شيء أنا فيه”.‏

فتح مكة

وشهد مع الرسول - عليه الصلاة والسلام - فتح مكة، وحين مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما
بامرأة مقتولة يوم فتح مكة قال لحنظلة‏:‏ “الحق خالدا وقل له‏:‏ لا تقتلن ذرية ولا عسِيفاً‏”، وبعثه الرسول -
صلى الله عليه وسلم - رسولاً إلى أهل الطائف،
ويروى أنه عندما خرج الرسول - عليه الصلاة والسلام
- ومعه أصحابه إلى أهل الطائف، عسكر بجيشه في مكان قريب منها، ثم بعث إليهم حنظلة بن الربيع -
رضي الله عنه - ليكلمهم في أمر الصلح، فلما وصل إليهم خرجوا وحملوه ليدخلوه حصنهم ويقتلوه،
فلما رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك، خاف على حنظلة، ونظر إلى أصحابه يحثهم على
إنقاذه، وقال:”من لهؤلاء؟ وله مثل أجر غزاتنا هذه”، فلم يقم أحد من الصحابة إلا العباس الذي أسرع
ناحية الحصن حتى أدرك حنظلة، وقد كادوا يدخلونه الحصن، فاحتضنه وخلصه من أيديهم فأمطروه
بالحجارة من داخل الحصن، فجعل النبي - عليه الصلاة والسلام - يدعو له حتى وصل إليه ومعه
حنظلة،
وقد نجا من هلاك محقق. وأثنى عليه - صلى الله عليه وسلم - وقال:”ائتموا بهذا وأشباهه”.
تقوى حنظلة

وتميز بمراقبته لله تعالى واتهامه لنفسه، ويروى أنه مر بأبي بكر يوماً وهو يبكي، فقال أبو بكر: مالك
يا حنظلة؟ فقال: نافق حنظلة يا أبا بكر، نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار
والجنة كأنا رأي عين فإذا رجعنا عافسنا النساء والضيعة - يعني مداعبته أهله وعياله - فقال أبو بكر:
فوالله إنا لكذلك، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: “مالك يا حنظلة”، قال: نافق حنظلة يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي
عين، فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة، ونسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم
وعلى فرشكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة”.

وعرف بالشجاعة والإقدام وحب الجهاد في سبيل الله والحرص على المشاركة في الفتوح، وكان
أحد الأمراء وقادة الجند الذين أثبتوا بسالة وفداء في موقعة القادسية، فحين وجه الخليفة عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه - سعداً إلى العراق للقاء الفرس وكتب إليه أن يسبع القبائل أسباعاً ويجعل على كل
سُبع رجلاً، فعل سعد ذلك وجعل السبع الثالث تميم وأسد وغطفان وهوازن وأميرهم حنظلة بن الربيع،
وكان أحد من سير إلى يزدجرد إمبراطور بلاد فارس يدعوه إلى الإسلام‏.‏

ويروى عن قيس بن زهير قال: انطلقت مع حنظلة بن الربيع إلى مسجد فرات بن حيان فحضرت
الصلاة، فقال فرات لحنظلة: تقدم، فقال حنظلة: أنت أكبر مني وأقدم هجرة والمسجد مسجدك، قال
فرات: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيك شيئاً لا أتقدمك أبداً، فقال حنظلة:
أشهدته يوم أتيته بالطائف فبعثني عيناً؟ قال: نعم، فتقدم حنظلة فصلى بهم، قال فرات: يا بني عجل،
إنما قدمت هذا لشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - بعثه عيناً إلى الطائف فأتى فأخبره الخبر، فقال: صدقت، ارجع إلى منزلك.

من الكوفة إلى قرقيسا

نزل حنظلة الكوفة، ولما شتم بها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - انتقل إلى قرقيسا - بلد على
نهر الفرات - وقال: “لا أقيم ببلد شتم فيه عثمان”، واعتزل الفتنة التي تلت مقتل عثمان -
رضي الله عنه - وتخلف عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قتال أهل البصرة يوم
الجمل، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه أبو عثمان النهدي، ويزيد بن الشخير،
والمرقع بن صيفي. وتوفي - رضي الله عنه - في خلافة معاوية بن أبي سفيان
سنة 52 هـ، غازياً بالقسطنطينية.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-2014, 02:01 AM   #8110
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من أسماء النبي ..... الحاشر.. الحسيب..
حامل لواء الحمد
الحاشر من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الاسم يدل على عظيم فضله صلى الله عليه وسلم وكرمه الذاتي والفعلي الذي لا يدانيه كرم، والحشر (الجمع) والاجتماع لا يكون الا على عظيم القوم ولأمر مهم عظيم. قال صلى الله عليه وسلم: “أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمياي بعدي وعلى أثري. ودخلت الألف واللام في اسمه الحاشر للتعريف به في اليوم العظيم الذي لا يتجرأ احد فيه ولا يطمع ان يحشر اليه أحد لشغله وخوفه على نفسه فهو صلى الله عليه وسلم يحشرهم اليه لمقامه وفضله الكريم اذ لا يجدون من يجتمعون اليه وعليه الا هو صلى الله عليه وسلم. فهم يقصدون من كل مكان وناحية وجهة مقامة ومحله وهو مع مولاه يخلع عليه خلعات حلل الجود والكرم ويناجيه بأسراره،
والناس يحشرون اليه من كل مكان يستظلون في ظل جاهه ويلوذون به، فهو صلى الله عليه وسلم سلطان ذلك الموقف العظيم يرغب اليه فيه الخلائق كلهم حتى ابراهيم الخليل، وبيده لواء الحمد.
فالحاشر معناه الذي يجمع الله الناس عليه ومن أجله فالإسناد مجازي. وهو أيضا سبب في حشر الناس لأنه أول من تنشق عنه الأرض وقت النفخة الثانية فيخرج من قبره ويكون أول من يدخل المحشر وبعده تلوذ الخلق به وتهرع اليه وتقفو أثره من كل ناحية وجهه، فالفضل له صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم على سائر الخلق حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

الحافظ
قال الغزالي:الحافظ من العباد: من يحفظ جوارحه وقلبه، ويحفظ دينه عن سطوة الغضب وخلابة الشهوة، وخداع النفس، وغرور الشيطان”.

الحاكم
قال تعالى: “إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله” (سورة النساء).

الحاتم
المقصود به: القاضي، من الحتم وهو الجزم والالتزام.وقال ثعلب: “فالختم الذي ختم الأنبياء، والحاتم أحسن الأنبياء خَلقَا وخُلقاً. ولابن عساكر، قال: “بفتح التاء معناه: أحسن الأنبياء خَلقَا وخُلقاً، فكأنه جمال الأنبياء كالخاتم الذي يتجمل به”، وقيل: “إنه لما انقضت به النبوة وكملت كان كالخاتم الذي يختم به الكتاب عند الفراغ منه، وأما الخاتم بالكسر فمعناه أنه خاتم الأنبياء، فهو اسم فاعل من ختم.

حامد
روي عن ابن اسحاق انه قال: رأت أمه في منامها قائلا: إنك قد حملت بخير البرية، وسيد العالمين، فاذا ولدتيه فسميه محمدا، فإن اسمه في التوراة “حامد” وفي الانجيل “أحمد”.
حامل لواء الحمد
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا اول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلقة باب الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر”.

وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني دعوت للعرب فقلت: اللهم من لقيك منهم موقنا بك مصدقا فاغفر له أيام حسابه -وهي دعوة ابراهيم- فاذا لواء الحمد يوم القيامة بيدي”، وإن اقرب الخلق من لوائه يومئذ العرب.

حبيب الرحمن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتخذ الله ابراهيم خليلا، وموسى نجيا، واتخذني حبيبا، ثم قال: وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي”. وتقدم في حديث الترمذي “أنا حبيب الله ولا فخر” وفي حديث الإسراء: “فقال -تبارك وتعالى- له: سل. فقال إنك اتخذت ابراهيم خليلا” الى أن قال: “فقال له ربه: قد اتخذتك حبيبا فهو مكتوب في التوراة محمد حبيب الرحمن” والأكثرون على ان درجة المحبة أرفع من درجة الخلة، وقيل: عكسه، وقيل: هما سواء.

حبنطى
وهو من أسمائه في الإنجيل، وتفسيره: الذي يفرق بين الحق والباطل. والحجازي: نسبة الى الحجاز، وفيه إشارة الى شرف تلك الأقطار به لأن الأزمنة والأمكنة تتشرف به صلى الله عليه وسلم ولا يتشرف بها.

الحجة
من حديث انس مرفوعا: “أنا حجة الله”.

حرز الأميين
والمقصود به حافظهم ومانعهم من السوء، والحرز: المنع. والأميون: العرب، اي يمنعهم من العذاب والذل. وخصوا بالذكر، لأنه لما كان منهم قصد زيادة الاعتناء بهم، وتنبيها لبني اسرائيل على عظم شأنهم ورفعتهم بهذا النبي الذي يخرج منهم، وان غيرهم كالتابع لهم.

وأخرج البخاري عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص قال: فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: “يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح”.

الحريص
قال تعالى: “حريص عليكم” (سورة التوبة) اي: على إيمانكم وهدايتكم. وفي المحكم: الحرص: شدة الإرادة للمطلوب.

الحسيب
قال في الصحاح: “الحسيب: ما يعده الانسان من مفاخر آبائه، ويقال: حسبه دينه”. وقيل: “الحسب والكرم يكونان في الرجل، وإن يكن له آباء لهم شرف، قال: والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء”.

القتال
قال ابن فارس: إنما سمي به لحرصه على الجهاد ومسارعته الى القراع. وقلة احجامه، وقال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: “كنا اذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن احد منا أقرب الى العدو منه”. والدليل على ذلك ثباته حين انحاز القوم، وذلك مشهور من فعله يوم أحد. اذ ذهب الناس في سمع الأرض وبصرها، ويوم حنين اذ ولوا مدبرين وهو قائم تجاه العدو يناديهم، وفي غير ذلك من أيامه حتى أفل بإذن الله صناديدهم وقتل طواغيتهم، وأذل نحوتهم ودوخهم واصطلم جماهيرهم، فلذلك سمي القتال.

قثم
يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أتاني ملك فقال: أنت قثم، وخلقك قثم، ونفسك مطمئنة” وقثم، اي: مجتمع الخلق، وله معنيان: احدهما من القثم، وهو الاعطاء، فسمي بذلك لجوده وعطائه. والثاني من القسم وهو الجمع، يقال للرجل الجموع للخير: قثوم وقثم، وكان صلى الله عليه وسلم جامعا لخصال الخير والفضائل والمناقب كلها.
قيم
وروي في حديث “وأنا القيم”. والقيم: الجامع الكامل.

القرشي
نسبة الى قريش
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 12:52 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved