منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-11-2014, 01:25 AM   #8371
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لقمان عبدٌ أحبه الله وآتاه العلم والحكمة
اشتهر بعظته ووصاياه لابنه
اكرم الله عباده المؤمنين بعطاياه، وخير ما أعطاه لهم العلم والحكمة، كما قال: (... وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا
كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، «سورة البقرة: الآية 269»،
ومن هؤلاء لقمان الحكيم، حباه الله بتخليد اسمه في سورة باسمه في القرآن الكريم، تميز بالعدل والعلم والحلم،
وبمداومة الشكر لله، يقول المفسرون وأصحاب السير، إن لقمان كان يفتي قبل بعثه داود عليه السلام، وأدرك
بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا، والمشهور عن الجمهور أنه كان حكيماً، وليا ولم يكن نبيا، أثنى الله عليه
وحكى كلامه فيما وعظ به ولده.
اتفق المفسرون على انه كان عبداً اسود البعض جزم بأنه من النوبة، ومنهم سعيد بن المسيب قال‏‏ كان لقمان من
سودان مصر، والبعض الآخر قال إنه من الحبشة، وكان أهون مملوك على سيده، ولكن الله منّ عليه بالحكمة فغدا
أفضلهم لديه، قالوا كان نجاراً، وقيل كان راعياً. قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لقمان كان عبدا
كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمن عليه بالحكمة، نودي بالخلافة قبل داوود،
فقيل له يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عز وجل
قبلت، فإني أعلم أنه إن فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء،
فقالت الملائكة يا لقمان لم؟ قال لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل أو يعان،
فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلاً خير من أن يكون شريفاً
ضائعاً، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة، فعجبت الملائكة من حسن منطقه،
فنام نومة فغط بالحكمة غطا، فانتبه فتكلم بها».
وصايا

وقال مجاهد، كان لقمان الحكيم عبدا حبشياً غليظ الشفتين مشقق القدمين، أتاه رجل وهو في مجلس ناس يحدثهم،
فقال له، ألست الذي كنت ترعى الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال نعم، قال فما بلغ بك ما أرى؟ قال صدق الحديث،
والصمت عما لا يعنيني.
وذكر القرطبي، أنه رأى رجلاً ينظر إليه، فقال إن كنت تراني غليظ الشفتين فإنه يخرج من بينهما كلام رقيق،
وإن كنت تراني أسود فقلبي أبيض. ووصايا لقمان هي إحدى القصص القرآني عن حكمته، قال تعالى:
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ
وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ
لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
* يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ
خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ *
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ
مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)، «سورة لقمان: الآيات 13 - 19».
مأثورات
قال ابن كثير، إنه يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه، وأحبهم إليه، أولا بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً،
ثم حذره من الشرك وأنه أعظم الظلم، ثم قرن بوصيته إياه بعبادة الله وحده، البر بالوالدين، ثم قال له ولو كانت
تلك الذرة محصنة محجبة في داخل صخرة صماء أو غائبة ذاهبة في أرجاء السماوات والأرض فإن الله يأتي بها،
لأنه لا تخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولهذا فإن الله لطيف العلم لا
تخفى عليه الأشياء وإن دقت ولطفت، خبير بدبيب النمل في الليل البهيم.
ثم أوصاه، أن يقيم الصلاة بحدودها وفروضها وأوقاتها، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب طاقته وجهده،
وأن يصبر على ما أصابه، لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد أن ينال من الناس أذى، فأمره بالصبر،
والصبر على أذى الناس من عزم الأمور، وقيل أمره بالصبر على شدائد الدنيا كالأمراض وغيرها وألا يخرج من
الجزع إلى معصية الله، وأوصاه، ألا تتكبر فتحتقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك، والصعار هو المتكبر
لأنه يميل بخده ويعرض عن الناس بوجهه، واغضض من صوتك، ولا تتكلف رفع الصوت، والمراد كله التواضع،
وإن أنكر الأصوات لصوت الحمير، أقبحها وأوحشها.

الحكمة سيد الأخلاق

وحكمة لقمان مأثورة وكثيرة وقال وهب بن منبه قرأت في حكمة لقمان أكثر من عشرة آلاف باب، ومما ذكر من
وصاياه لابنه أنه قال، يا بني سيد الأخلاق الحكمة ودين الله تعالى، ومثل الدين كمثل شجرة نابتة، فالإيمان بالله ماؤها،
والصلاة عروقها، والزكاة جذوعها، والتآخي في الله شعبها، والأخلاق الحسنة ورقها، والخروج عن معاصي
الله ثمرها، ولا تكمل الشجرة إلا بثمرة طيبة.
اعلم بني أن المقام في الدنيا قليل، والركون إليها غرور، والغبطة فيها حلم، وجامعة كل ذلك، اتق الله في جميع
أحوالك ولا تعصه في شيء من أمورك.
-------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 01:44 AM   #8372
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أصحاب الأيكة أخذهم الله بظلمهم وضلالهم
هلكوا بالصيحة والرجفة وعذاب الظلة
أصحاب الأيكة هم قوم شعيب، مملكتهم مدين، وعاصمتهم تسمى «مغاير» ومدين مملكة ومنطقة كانت لقبيلة من
العرب في شمال غرب الجزيرة العربية وهي تحديداً تقع بالقرب من مدينة البدع التابعة لمنطقة تبوك بالمملكة
العربية السعودية، وكان أهلها يعملون بالتجارة،
بعث الله فيهم نبيه شعيباً، يحضهم على المتاجرة الشريفة، قال تعالى:
(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ
وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)، «سورة هود: الآية 84»،
فرفضوا أن يسمعوا دعوته ويتركوا المعاصي، فآمن به القليل ورفض أعظمهم وسخروا منه واستكبروا.
وردت قصة «أصحاب الأيكة» في سور الأعراف وهود والعنكبوت، وتكاملت في سورة الشعراء، قال تعالى:
(كذب أصحاب الأيكة المرسلين* إذ قال لهم شعيب ألا تتقون* إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون*
وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين* أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين* وزنوا بالقسطاس
المستقيم* ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين* واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين*
قالوا إنما أنت من المسحرين * وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * فأسقط علينا كسفا من السماء
إن كنت من الصادقين * قال ربي أعلم بما تعملون * فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم*
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين)، «سورة الشعراء: 176 - 190».
نِعَم
يقول العلماء والمفسرون، ولعل استعمال القرآن لعبارة «أصحاب الأيكة» في تسميتهم، إشارة إلى النعم التي
أعطاها الله لهم، والأيكة هي الشجرة، والأيك الشجر الملتف الكثيف، ووصفت ارض مدين قديما بكثافة
أشجارها وبساتينها، ولكنهم استبدلوا الكفر بالشكر، فأقاموا صرح الظلم والاستبداد، قال قتادة، كان أصحاب
الأيكة أهل غيضة وشجر وكانت عامة شجرهم الدوم وهو شجر المقل، ويذكر إنهم عاشوا في بلدة مليئة بالماء
والأشجار بين الحجاز والشام وكانت حياتهم مرفهة ثرية فأُصيبوا بالغرور والغفلة، فأدى ذلك إلى الاحتكار
والفساد في الأرض.
بعث الله لهم النبي شعيب عليه السلام الذي أعطاه الله ميزة المخاطبة الحسنة والأسلوب
البليغ والمقنع، حتى قيل إنه خطيب الأنبياء فدعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وينهاهم عن الغش
وأوصاهم بإقامة العدل وبشرهم وأنذرهم وبالغ في وعظهم، وإن فعلوا، فسينعمهم بعيشتهم ورزقهم، وإلا
فسيخسرون النعمة ويواجهون عذابا في الآخرة، فلم يجبه القوم إلا بالعصيان والاستهزاء والسخرية.
جزاء
استمر شعيب يجادلهم بلطف مؤثرا استمالتهم باللين واجتذابهم بالرفق، ولكن القوم في الضلال ممعنون، وفي
الغواية سابحون، فدعا عليهم فاستجاب الله دعاءه وابتلى القوم بالحر الشديد، لا يروي ظمأهم ماء، ولا تقيهم
ظلال ولا تمنعهم تلال أو جبال، ففروا هاربين ورأوا سحابة ظنوها مظلة عن حرارة الشمس، وحسبوها ستارا
من شدة الحر فاجتمعوا تحتها وما أن اكتمل عددهم وصاروا كلهم تحت الغمامة، حتى بدأت ترميهم بأسراب
من الشرر واللهب، وجاءتهم الصيحة وعذاب الظلة من السماء، وزلزلت الأرض تحت أقدامهم حتى زهقت
أرواحهم وهلكوا جميعا، قال الضحاك وكان ظلمهم بشركهم بالله وقطعهم الطريق، ونقصهم المكيال والميزان،
فانتقم الله منهم بالصيحة والرجفة وعذاب يوم الظلة.
وجاء في «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» للشنقيطي، ذكر جل وعلا أن أصحاب الأيكة كانوا
ظالمين وأنه انتقم منهم بسبب ظلمهم،
فبين أن ظلمهم هو تكذيب رسولهم وتطفيفهم في الكيل، وبخسهم الناس
أشياءهم، وأن انتقامه منهم بعذاب يوم الظلة، وبين أنه عذاب يوم عظيم، والظلة سحابة أظلتهم فأضرمها
الله عليهم نارا فأحرقتهم. قال لهم‏ شعيب، ‏يا قوم لا يجرمنكم شقاقي‏، أي لا تحملنكم عداوتي وبغضي على
الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر والفساد، فيصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح وقوم هود وقوم صالح
وقوم لوط من النقمة والعذاب، فيصيبكم من العذاب ما أصابهم، ولما يئس من استجابتهم قال‏‏ يا قوم ‏‏اعملوا
على مكانتكم‏،‏ أي طريقتكم، وهذا تهديد شديد، ‏‏إني عامل‏ على طريقتي، ‏وسوف تعلمون من منا ومنكم يأتيه
عذاب يخزيه ومن هو كاذب، وانتظروا ‏‏إني معكم رقيب‏

في ديارهم جاثمين

بعد الصبر والانتظار، انتصر الله لنبيه فأهلك هؤلاء القوم بالصيحة كما في قوله تعالى:
(ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين *
كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود)، جمع الله عليهم أنواعا من العقوبات، وأشكالاً، لما اتصفوا
به من قبيح الصفات، سلط الله عليهم رجفة شديدة أسكنت الحركات، وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات،
وظلة أرسل عليهم منها شرر النار من سائر أرجائها والجهات.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 04:04 AM   #8373
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

العزير أحياه الله بعد أن أماته مائة عام
مرَّت الأيام على بني إسرائيل في فلسطين، وانحرفوا كثيرا عن منهج الله عز وجل، أراد سبحانه أن يجدد دينهم، بعد
أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها،
وكان عزير ماشياً على حماره، مر على قرية خاوية، فوقف متعجباً،
وقال إني يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام، ثم بعثه.
أجمع جمهور المفسرين على أن هذه القصة تخص العزير عليه السلام، ونقل ابن كثير في البداية والنهاية،عن
الحافظ ابن عساكر، أنه عزير بن حيوة ويقال ابن سوريق، إلى هارون بن عمران، ويقال، عزير بن شروخاً،
وجاء في بعض الآثار أن قبره بدمشق، وعن عبد الله بن سلام، أن عزيراً هو العبد الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه،
وقيل إن عزيراً من أنبياء بني إسرائيل، كان فيما بين داود وسليمان وبين زكريا ويحيى، وأنه لما لم يبق في بني
إسرائيل من يحفظ التوراة فألهمه الله حفظها فسردها عليهم.
آية واحدة بليغة في كتاب الله ذكرت القصة في قوله تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا
قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ
لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ
كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، «سورة البقرة: الآية 259».
قال إسحاق بن بشر، قال كثير من الصحابة والتابعين بإسنادهم، إن عزيراً كان عبداً صالحاً حكيماً خرج ذات
يوم إلى ضيعة له يتعاهدها، فلما انصرف انتهى إلى خربة حين قامت الظهيرة وأصابه الحر، ودخل وهو
على حماره، ومعه سلة فيها تين، وسلة فيها عنب، فنزل في ظل الخربة وأخرج قصعة معه، فاعتصر من
العنب الذي كان معه في القصعة،
ثم أخرج خبزاً يابساً فألقاه في القصعة في العصير، ليبتل ليأكله، ثم استلقى
وأسند رجليه إلى الحائط فنظر سقف تلك البيوت ورأى ما فيها وهي قائمة على عروشها وقد باد أهلها، ورأى
عظاما بالية فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فلم يشك أن الله يحييها، ولكن قالها تعجبا،
فبعث الله ملك
الموت، فقبض روحه، فأماته الله مائة عام، وكانت فيما بين ذلك في بني إسرائيل أمور وأحداث، فبعث الله
إلى عزير ملكاً فخلق قلبه ليعقل به، وعينيه لينظر بهما، فيعقل كيف يحيي الله الموتى، ثم ركب خلقه وهو
ينظر،
ثم كسا عظامه اللحم، والشعر والجلد، ثم نفخ فيه الروح، كل ذلك وهو يرى ويعقل، فاستوى جالسا،
فقال له الملك كم لبثت؟، قال لبثت يوما أو بعض يوم، وذلك أنه كان نام في صدر النهار عند الظهيرة،
وبعث في آخر النهار والشمس لم تغب،
فقال له الملك بل لبثت مائة عام، فانظر إلى طعامك وشرابك، يعني
الخبز والعصير، فإذا هما على حالهما لم يتغيرا، فذلك قوله «لم يتسنه» يعني لم يتغير، وكذلك التين والعنب
على حالهما، فكأنه أنكر في قلبه،
فقال له الملك، انظر إلى حمارك، فإذا هو قد بليت عظامه وصارت نخرة،
فنادى الملك عظام الحمار، فأقبلت من كل ناحية حتى ركبه الملك، وعزير ينظر إليه، ثم ألبسها العروق
والعصب، ثم كساها اللحم، ثم أنبت عليها الجلد والشعر، ثم نفخ فيه الملك، فقام الحمار رافعا رأسه وأذنيه،
ناهقا، فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير من إحياء الموتى وغيره.
ركب عزير حماره حتى أتى محلته فأنكره الناس، وأنكرهم، وأنكر منازلهم، انطلق حتى أتى منزله، فإذا
بعجوز عمياء مقعدة، أتى عليها مائة وعشرون سنة، كانت أمة له، خرج عنهم عزير، وهي بنت عشرين سنة،
عرفته وعقلته، وأصابها الكبر، فقال لها يا هذه أهذا منزل عزير؟ بكت وقالت نعم، ما رأيت أحدا من كذا وكذا
سنة يذكره وقد نسيه الناس، قال فإني أنا عزير، أماتني الله مائة سنة ثم بعثني، قالت فإن عزيراً مستجاب
الدعوة، فادع الله أن يرد علي بصري حتى أراك، وأعرفك، فدعا ربه ومسح على عينيها فصحتا وأخذ بيدها
فأطلق الله رجليها، فقامت صحيحة، وانطلقت إلى محلة بني إسرائيل في مجالسهم، وابن لعزير شيخ ابن مئة
وثماني عشرة سنة، وبنو بنيه شيوخ في المجلس، فنادتهم وقالت هذا عزير قد جاءكم، فكذبوها، قالت أنا
فلانة مولاتكم دعا لي ربه، فرد علي بصري وأطلق رجلي.
قال بنو إسرائيل، فإنه لم يكن فينا أحد حفظ التوراة غير عزير وقد حرق بخت نصر التوراة ولم يبق منها
شيء فاكتبها لنا، ونزل من السماء شهابان دخلاً جوفه، فتذكر التوراة، وجددها لبني إسرائيل،
فمن ثم قالت
اليهود عزير ابن الله جل الله وعز.
قال ابن عباس، فكان كما قال الله تعالى: «ولنجعلك آية للناس» يعني لبني إسرائيل، وذلك أنه كان يجلس
مع بنيه وهم شيوخ وهو شاب، لأنه مات وهو ابن أربعين سنة، وبعثه الله شابا، كهيئة يوم مات.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 04:27 AM   #8374
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

تبوك معركة المسلمين ضد
الأهواء والوساوس
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاستعداد للمشاركة في غزوة تبوك، وسارع الصحابة بالاستعداد، وكان
وقت الغزوة غير مناسب، فالحر شديد، والمسافة إلى تبوك تفوق الخمس مائة كيلومتر، وقد حان موسم حصاد الثمار،
فكان السفر في هذا الوقت يترتب عليه خسائر مادية فادحة، ومع كل هذه الصعوبات لم يتردد الصحابة في تلبية
أمر النبي، إلا المنافقين الذين فضلوا البقاء فابتدعوا الأعذار،
ومنهم ثلاثة كانوا مؤمنين صادقين، لكنهم وقعوا في المعصية.
وقد أشار القرآن الكريم إلى قصتهم في قوله تعالى: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي
سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا
حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، «سورة التوبة: الآيتين 117 - 118».
وقد كانت غزوة تبوك اختباراً لإيمان الصحابة، فعندما وصل المسلمون إلى تبوك، تبين أن جيش العدو قد انسحب
عندما علم بقدومهم، فلم يحصل قتال وكانت المعركة ضد الأهواء ووساوس الشيطان.
وعندما عاد المسلمون إلى المدينة فتوجه الرسول إلى المسجد كعادته بعد العودة من السفر لصلاة ركعتين، فجاءه
المنافقون الذين تخلفوا، يقدمون الأعذار المكذوبة، وكان يقبلها، إلا الثلاثة الذين خلفوا،
ومنهم كعب بن مالك
رضي الله عنه وقد حكى القصة التي وردت في الصحاح.
قال كعب، كان من خبري أني لم أكن أقوى ولا أيسر حين تخلفت، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى
جمعتهما في تلك الغزوة، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طابت الثمار والظلال وتجهز والمسلمون معه
فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئاً، فأقول في نفسي أنا قادر عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد
بالناس الجد، فأصبح رسول الله والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئاً، فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم
ألحقهم، فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، ولم يذكرني رسول الله حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في
القوم «ما فعل كعب»؟، فقال رجل من بني سلمة حبسه برداه ونظره في عطفيه، فقال معاذ بن جبل بئس
ما قلت والله ما علمنا عليه إلا خيراً.
وأصبح رسول الله قادماً وبدأ بالمسجد، وجاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين
رجلا، فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله، فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم
المغضب ثم قال «تعال، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: «ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك»؟،
فقلت بلى إني والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد
أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي،
ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله، لا والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط
أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك».
قال، فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني، فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي
ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد؟، قالوا نعم رجلان، فقلت من هما؟، قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية.
ونهى الرسول المسلمين عن كلامنا، فاجتنبنا الناس وتغيروا، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، وبينا أنا بسوق المدينة
إذا نبطي من الشام، جاءني ودفع إليَّ كتاباً من ملك غسان، فإذا فيه، أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك،
ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، فقلت وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته
بها، ثم تشتد المقاطعة ويأمر النبي للثلاثة أن يعتزلوا نساءهم.
فلما صليت صلاة الفجر، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض
بما رحبت، سمعت صوت صارخ، يا كعب بن مالك أبشر، فخررت ساجداً وعرفت أن قد جاء الفرج، نزعت
له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه، والله ما أملك غيرهما يومئذ وانطلقت حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس، فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما
قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة، فلما سلمت على رسول الله قال وهو يبرق وجهه من
السرور «أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك»، قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟،
قال «لا بل من عند الله».
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 12:46 PM   #8375
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 12:48 PM   #8376
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 12:50 PM   #8377
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 05:04 PM   #8378
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الحسنُ البصري ..... والإمامُ العادل
الإمام العادل في نظر الحسن البصري:
عندما جاء عمر بن عبد العزيز للخلافة نجد الحسن البصري قريبًا من الخليفة الجديد يتعهده بالوعظ والإرشاد ويرسم له منهاجًا للإمام العادل وهذا دورٌ إيجابي من الحسن- رحمه الله- يبيِّن العملَ المطلوبَ من العالمِ الرباني الذي يسعى لمساعدةِ المصالحين من أصحابِ القرارِ لنصرةِ الإسلامِ،
وهذا يدلنا على تكاملِ شخصيةِ الحسن الإسلامية، فقد شارك في الجهاد والتعليم والتربية، وكان رائد المدرسة الإصلاح الاجتماعي بين الناس في حياتهم،
واهتم بأمراض القلوب وعلاجها، وكانت له مواقفُه السياسيةُ من الثورات، ومن الحكام الظالمين،
وهنا تتجلى شخصيته السياسية أكثر من قربه من عمر بن عبد العزيز، وشد أزرِه والوقوف بجانبه، والتنظير لمعالم الإصلاح، والتجديد الراشدي الذي قاده عمر بن عبد العزيز، فقد جاء في رسالته التي كتبها إلى عمر بن عبد العزيز: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل مفسد، وقوة كل ضعيف ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله، الرفيق الذي يرتاد لها أطيبَ المرعى ويزودها عن مراتع الهلكة، ويحميها من السباع، ويكنفها من أذى الحر والقر.
والإمام العدل يا أمير المؤمنين، كالأب الحاني على ولدِه، يسعى لهم صغيرًا، ويعلمهم كبارًا، يكتسب لهم في حياته، ويدَّخر لهم بعد مماته،
والإمام العدل، يا أمير المؤمنين، كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها: حملته كرهًا ووضعته كرهًا، وربته طفلاً تسهر بسهره، وتسكن بسكونه، ترضعه تارةً، وتفطمه أخرى، وتفرح بعافيته، وتغتم بشكايته،
والإمام العادل يا أميرَ المؤمنين وصيُّ اليتامة، وخازن المساكين: يربِّي صغيرهم، ويمون كبيرهم،
والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوانح: تصلح الجوانح بصلاحه وتفسد بفساده،
والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وعباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد إلى الله ويقودهم، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملَّكك الله كعبدٍ ائْتَمَنه سيده، واستحفظه مالَه وعيالَه، فبدَّل المالَ وشرَّد العيال، فأفقر أهله، وفرَّق ماله،
واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجرَ بها عن الخبائث والفواحش، فكيف إذا أتاها من يليها؟ وأن الله أنزل القصاصَ حياةً لعباده، فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟ واذكر،
يا أمير المؤمنين الموت وما بعده وقلةَ أشياعك عنده، وأنصارك عليه: فتزوَّد له ولما بعده من الفزع الأكبر، واعلم يا أمير المؤمنين أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه، يطول فيه ثواؤك، ويفارقك أحباؤك، ويُسلمونك في قعره فريدًا وحيدًا،
فتزوَّد له ما يصحبك يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، واذكر يا أمير المؤمنين إذا بُعثِر ما في القبور، وحُصِّل ما في الصدور، فالأسرار ظاهرةٌ، والكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها،
فالآن يا أمير المؤمنين وأنت في مهل قبل حلول الأجل، وانقطاع الأمل، لا تحكم يا أمير المؤمنين في عباد الله بحكم الجاهلين، ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين، فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، فتبوءَ بأوزارِك وأوزارٍ مع أوزارك، وتحمل أثقالك، وأثقالاً مع أثقالك،
ولا يغُرنَّك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك، ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيِّباتك في آخرتك.. لا تنظر إلى قدرتك اليوم، ولكن انظر إلى قدرتك غدًا وأنت مأسورٌ في حبائل الموت، وموقوفٌ بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين وقد عنت الوجوه للحيِّ القيوم،
إني يا أمير المؤمنين وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغه أولو النهى من قبلي، فلم آلك شفقة ونصحك فأنزل كتابي إليك كمداوٍ حبيبَه يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له من ذلك من العافية والصحة، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
---------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 05:27 PM   #8379
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الحسن البصري . . الشدة في قول الحق
هو الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري، قال عنه ابن خلكان في كتاب “وفيات الأعيان” إن أصله من ميسان، ولكنه ولد ونشأ بالمدينة بين الصحابة، حيث كانت أمه تخرجه وهو صغير إلى الصحابة
فيدعون له، وقد دعا له أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قائلاً: “اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس” . وفي صفاته
ذكر ابن الجوزي في “صفة الصفوة” أن الحسن البصري كان صواماً قواماً، فكان يصوم الأشهر الحرم والاثنين والخميس،
ويقول ابن سعد في “الطبقات الكبرى” عن علم حسن البصرى: “كان الحسن جامعاً عالماً عالياً رفيعاً ثقة مأموناً عابداً
ناسكاً كبير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً، وكان ما أسند من حديثه وروي عمن سمع منه فحسن حجة، وقدم مكة فأجلسوه
على سرير واجتمع الناس إليه فحدثهم، وكان فيمن أتاه مجاهد وعطاء وطاووس وعمرو بن شعيب فقالوا أو قال
بعضهم: لم نر مثل هذا قط” .
في مواجهة الوالي

وقد عُرف عن الحسن البصري شدة خوفه من الله، ومن ذلك ما أورده الذهبي في “سير أعلام النبلاء” ورواه التابعي
علقمة بن مرثد من الطبقة الثالثة في ذكر الثمانية من التابعين قال: “وأما الحسن فما رأينا أحداً أطول حزناً منه، ما كنا
نراه إلا حديث عهد بمصيبة” . ويقول يزيد بن حوشب: “ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأن النار
لم تخلق إلا لهما” . كما عرف عن البصري زهده في الدنيا وفي زهوتها ومناصبها واستغناؤه عن الناس وهذا ما قاله
عنه العلامة الشاعر خالد بن صفوان، ورصده الذهبي أيضاً في “السير”، عندما سأله مسلمة بن عبدالملك عن البصري
قال: “رأيته مستغنياً عن الناس ورأيت الناس محتاجين إليه، قال مسلمة: حسبك كيف يضل قوم هذا فيهم؟!” . وقال
عنه مطر: “دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير
مرمول هو عليه” .
ويورد الذهبي كذلك في “سير أعلام النبلاء” أن الحسن البصري كان شديدا في قول الحق ولا يخشى لومة لائم فيذكرأنه
: “لما ولي عمر بن هبيرة الفزاري العراق وأضيفت إليه خراسان في خلافة يزيد بن عبدالملك، استدعى الحسن البصري
ومحمد بن سيرين والشعبي فقال لهم: إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده، وأخذ عليهم الميثاق بطاعته، وأخذ عهدنا
بالسمع والطاعة، وقد ولاني ما ترون فيكتب إلى بالأمر من أمره فأقلده ما تقلده من ذلك الأمر فما ترون؟ فقال
ابن سيرين والشعبي قولاً فيه تقية، فقال ابن هبيرة: ما تقول يا حسن؟ فقال: يا ابن هبيرة، خف الله في يزيد، ولا تخف
يزيد في الله، إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله، وأوشك أن يبعث إليك ملكاً فيزيلك عن سريرك
ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا ينجيك إلا عملك .
يا ابن هبيرة، إن تعص الله فإنما جعل الله هذا
السلطان ناصراً لدين الله وعباده، فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،
فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسن” .
مع ابن سيرين

رصد الذهبي موقف البصري من ابن سيرين حيث كان الحسن وابن سيرين على خلاف وخصومة، وذات مرة رأى
الحسن في منامه كأنه عريان، وهو قائم على مزبلة يضرب بالعود، فأصبح مهموماً برؤياه، فقال لبعض أصحابه:
امضِ إلى ابن سيرين، فقص عليه رؤياي على أنك أنت رأيتها، فدخل على ابن سيرين وذكر له الرؤيا
فقال ابن سيرين:
قل لمن رأى هذه الرؤيا، لا تسأل الحاكة عن مثل هذا . فأخبر الرجل الحسن بمقالته، فعظم لديه، وقال: قوموا بنا
إليه، فلما رآه ابن سيرين، قام إليه وتصافحا وسلم كل واحد منهما على صاحبه، وجلسا يتعاتبان،
فقال الحسن:
دعنا من هذا، فقد شغلت الرؤيا قلبي .
فقال ابن سيرين: لا تشغل قلبك، فإن العري عري من الدنيا، ليس عليك
منها علقة وأما المزبلة فهي الدنيا، وقد انكشفت لك أحوالها، فأنت تراها كما هي في ذاتها، وأما ضربك بالعود،
فإنه الحكمة التي تتكلم بها وينتفع بها الناس .
فقال له الحسن: فمن أين لك أني أنا رأيت هذه الرؤيا؟ قال ابن سيرين:
لما قصها عليّ فكرت، فلم أر أحداً يصلح أن يكون رآها غيرك .
وذكر ابن خلكان في كتاب “وفيات الأعيان” أنه مات ليلة الجمعة أول رجب سنة مئة وعشر للهجرة، وكان عمره 89
سنة وقيل: 96 سنة، وكانت جنازته مشهودة حيث صلوا عليه عقب صلاة الجمعة بالبصرة، ويروى أن الحسن البصري
عندما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم أفاق
إفاقة فقال:لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم” .
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 07:05 PM   #8380
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حال الصحابة أوقات الشدة
الصحابة ذلك الجيل العظيم الذي حب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان جيلاً فريداً من نوعه صدقوا رسولهم وتعرضوا للمحن ولشدائد وضحوا من اجل ان تكون كلمه الله هي العليا فهم " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
ففي عهدهم سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم
أي الناس أشد بلاء؟ فقال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة "رواه الترمذي
فكان الصحابه رضى الله عنهم أصبر الناس على البلاء، وأثبتهم في الشدائد، وأرضاهم نفساً في الملمات.. عرفوا قصر عمر الدنيا بالنسبة لعمر الخلود فلم يطمعوا أن تكون دنياهم جنة قبل الجنة.. وعرفوا من سنن أنبيائهم ورسلهم أنهم أشد الناس بلاء في الحياة الدنيا، وأقل الناس استمتاعاً بزخرفها، فلم يطمعوا أن يكونوا خيراً منهم، ولهم فيهم أسوة حسنة

فلننظر إلى ال ياسر

فقد كانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة ، فيمر بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة، فأما أمه فقتلوها، وهي تأبى إلا الإسلام .

ولننظر إلى هذا الصحابي الجليل خباب بن الارت..

و قول رسول الله صلى الله عليه وسلم له رضى الله عنه، وقد جاءت به قريش ووضعوا ظهره على الحجارة المحماة وقت الظهيرة حتى اكتوى ظهره فجاء إلى النبى يشكو ما أصابه، فقال سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" توجيهاً للثبات والاحتمال، وتبشيراً بالمستقبل الكريم لهذا الدين .


ولننظر إلى غزوة احد


وقد سرت بين الناس إشاعة بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قتل، فتفرّق المسلمون ، وقعد بعضهم عن القتال وقد أذهلتهم المفاجأة ، في حين استطاع الآخرون أن يثوبوا إلى رشدهم ، ويطلبوا الموت على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،
منهم أنس بن النضر رضي الله عنه ، والذي لقي الله وفي جسده بضعٌ وثمانون ما بين ضربة سيفٍ ، أو طعنة رمح ، أو رمية سهم ، حتى إن أخته لم تتعرّف عليه إلا بعلامة كانت بإبهامه ، وأنزل الله فيه وفي أمثاله : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } ( الأحزاب : 23 ) .
وبينما كان المسلمون في محنتهم تلك ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواجه الموت ، فقد خلُص إليه المشركون فكسروا أنفه وسِنّه ، وشجّوا وجهه الشريف حتى سالت منه الدماء ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : ( كيف يفلح قوم شجّوا نبيّهم ؟ ) .
وخلّد التاريخ قتال أبي طلحة رضي الله عنه حتى شُلّت يمينه وأثخنته الجراح ،
ووقفة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها وهي ترمي بالقوس تدافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وتصدّي سعد بن أبي وقّاص للذود عنه ورميه للمشركين بالنبال ، وحماية أبي دجانة للنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث جعل نفسه ترساً له عليه الصلاة والسلام حتى تكاثرت السهام على ظهره وانتهت المعركة بعد محنه شديدة للصحابة رضى الله عنهم وعلم الله ما بعباده من الهم والغمّ ، والخوف والألم ، فأنزل عليهم نعاساً ناموا فيه وقتاً يسيراً، ثم أفاقوا وقد زالت عنهم همومهم ، وفي ذلك يقول الله عزوجل : { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم }

و كذلك حالهم في غزوة الخندق

قال تعالى : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).
قال أكثر العلماء: نزلت هذه الآية في معركة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والبرد وسوء العيش وأنواع الشدائد، بل بلغت بهم المحنة درجة وصفها الله تعالى بقوله
(حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله).
فقوله: (وَزُلْزِلُوا) أي: كأن الأرض تضطرب بالمسلمين من شدة ما يلاقونه من عدوهم. ثم أيضاً تزيد هذه الشدة إلى أن يتساءل الرسل ويتساءل أتباع الرسل: (مَتَى نَصْرُ اللَّهِ)؟ استبطاء للنصر لا يأساً منه ولكنهم ثبتوا حتى جاء رد الله عليهم ليستبشروا به ( إلا ان نصر الله قريب )
وهناك الكثير من الصور لهؤلاء الرجال الذين ضحوا وقدموا الغالي والنفيس حتى تصل إلينا دعوة الاسلام فالابتلاء سنة الدعوات، وطبيعة هذا الطريق الجهاد وقد وعد الله المجاهدين بالهداية والتوفيق فقال (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت:69)

أيها الداعية .. ايها المسلم تحمل ...

إن أصحاب الدعوة يجب أن يصبروا ويحتسبوا متاعب الدعوة والتي تتمثل في تحمل أذى الناس بالقول أو الفعل فليس أشد على الداعية المخلص في دعوته ، البريء من الهوى ، المحب للناس الخير ، من أن يمحض لهم النصح فيتهموه بما ليس فيه ، وأن يدعوهم إلى سبيل ربه بالحكمة فيردوه بالقوة ، ويعظهم بالحسنى فيستقبلوه بالسوء ، ويدلهم على الخير فيقذفونه بالشر ، ويصدع فيهم بكلمة الحق ، فلا يسمع منهم إلا كلمة الباطل .
أيها الدعاة تحملوا في سبيل كلمة الحق واسألوا الله القبول ولكم منا أطيب الدعاء
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 07:10 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved