![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8491 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الإيمان شجــــــــــرة ... أخصب مثل للإيمان ـ لمن أراد الفقه في الدين ـ هو مثل الشجرة. لكل شجرة جذر يختفي في الأرض لا يراه الناس ولكنهم يؤمنون بوجوده ويحكمون على الشجرة جودة أو رداءة بما يجدونه فيها من جذوع وأغصان وأوراق وثمار وظلال معتبرين أن حياة الشجرة فوق الأرض إنما مردها إلى حياة جذرها المختفي فيها دون أن يحتاج واحد منهم إلى فحص ذلك الجذر بيده أو ببصره فإذا ألفوا رداءة في ثمر الشجرة أو ورقها فإنهم لا يترددون في نسبة ذلك إلى الجذر. ( ما إختفى في الشجرة هو أصل حياتها وموتها وما ظهر منها هو ثمرة لتلك الحياة أو ذلك الموت ). ذلك هو مثل الإيمان. فهو جذر في القلوب لا يرى ولكن ترى آثاره وهي الدالة على حياته أو موته. لا يحتاج الناس إلى إجراء عمليات جراحية للكشف عن مناسيب الإيمان في القلوب ولكن يكفيهم الأثر في اللسان واليد ليعلموا ذلك بما يكفيهم في هذه الحياة أما العلم الحقيقي المطلق فهو عند ربك سبحانه لا يظهره قبل يوم القيامة كلمات بينات في الإيمـــــــــــــان ... الكلمة الأولى : الإيمان درجات وهذا هو الإيمان الحق قال تعالى : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ". وقال سبحانه : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ". وقال في موضع ثالث : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ". وقال في موضع رابع أخير : " إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ". ثمرات الإيمان الحق هي : سماهم مرة بأنهم " المؤمنون حقا " ومرة بأنهم " الصادقون ". فهو الإيمان الحق الصادق. أ ــ الإيمان بالرسول إيذانا بإتباعه وبتحكيمه وإستئذانه سيما في مثل طوارئ الخندق. ب ــ وجل القلوب وإزدياد وتجدد مناسيب الإيمان فيها بذكر الله وذكر آياته. ج ــ التوكل. د ــ نبذ الإرتياب والإحتفاظ بإيمان حق صادق قوي يقهر الشدائد ولا تقهره الشدائد. ه ــ السجود والتسبيح والدعاء خوفا وطمعا وإيثار راحة الروح على راحة البدن في توازن. و ــ الصلاة. ز ــ الإنفاق ( سماه مرتين إنفاقا وسماه مرة أخرى جهادا بالمال ). ح ــ الجهاد بالنفس. ط ــ نبذ الإستكبار عن الله سبحانه بنبذ الخضوع له وعن الناس بإلتزام خلق التواضع وخفض الجناح. الكلمة الثانية : للإيمان حلاوة من وجدها تمرغ في الجنتين ومن حرمها له جنة واحدة. قال عليه الصلاة والسلام : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار". أبلغ مثال لحلاوة الإيمان هي : قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم. أبلغ مثال لذلك هو الطعام الشهي اللذيذ المسيل للعاب الشبعان بله الجوعان ولكن يأكله المريض فلا يجد فيه حلاوة ولكن لا بد منه لإقام أوده. من وجد حلاوة الإيمان في هذه الدنيا ـ سيما في ذروات العسر ـ فقد تفتحت له جنة الدنيا فهو يتمرغ فيها والناس من حوله يتألمون لألمه لا يعرفون أنه يجد في ألمه نعيما. الكلمة الثالثة : أشقى المؤمنين من لم يكسب في إيمانه خيرا .. قال تعالى : " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ". آية ظهور الشمس من مغربها ( الصحيحان ). النفس الأولى التي لا ينفعها شيء يومها هي النفس التي آمنت عند ظهور تلك العلامة. النفس الأخرى هي التي آمنت قبل ذلك ولكن لم ينفعها إيمانها بسبب إنفصاله عن الطاعة والإتباع أو بسبب شبهات أثخنته. أي : إستوى يومها الكافر مع المؤمن الذي بذر جذرا فلم ينبت جذعا ولا غصنا ولا ورقا. الكلمة الرابعة : الإيمان عمل وهو عمل مفهوم معقول له حكمة وأثر لما سئل عليه الصلاة والسلام عن أفضل العمل قال: (( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل:ثم ماذا؟ قال: حج مبرور)). ولما سئل مرة أخرى في موضع آخر قال : " الصلاة لوقتها إلخ ..". الإيمان إذن عمل وهو ليس كذلك في الحقيقة ولكن أنزل منزل أثره والحكمة منه فهو أمر يبعث على العمل. كما ينتج الجذر الحي ثمرة حية. الإيمان إذن عمل مفهوم معقول له حكمة وأثر .. بين هذ الحديث لبه وهو أن المؤمن الموحد لربه سبحانه توحيدا لا شرك فيه فهو عبده خلقا وهو عبده أمرا ( ألا له الخلق والأمر) وهو يعمل في " دار " سيده الحق في هذه الدنيا و يعمل ويؤدي ثمرة عمله وسعيه إلى ربه الحق سبحانه. ذلك هو مقصد الإيمان وتلك هي علته وحكمته وذاك هو أثره المطلوب .. الكلمة الخامسة : الإيمان زوجان لا يفترقان أو حبان خليلان .. قال عليه الصلاة والسلام : " الصبر نصف الإيمان " وقال كذلك : " الطهور شطر الإيمان". مما يؤيد ذلك أن القرآن الكريم فصل في موضع واحد الإيمان عن العمل الصالح وعوضه بالصبر فقال : " إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ". الصبر نصف الإيمان لأنه يجمل الباطن ويزين القلب ويصحح النية ثم يجيئ النصف الثاني ( الطهور ) ليجمل الظاهر ويزين القالب ويصحح البدن. المؤمن تاجـــــــــــــــــــــــــــر ... لم يذكر القرآن الكريم التجارة بالمعنى المجازي إلا في موضعين هما " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور " و " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم : تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ". مادة التجارة الرابحة مع الله سبحانه : أ ــ تلاوة القرآن الكريم ( التلاوة مقصودة لذاتها زكاة ولأجل غيرها تدبرا وفقها ). ب ــ إقام الصلاة. ج ــ الإنفاق في كل الأحوال بحسب ما تقتضيه مصلحة المنفق عليه. د ــ الإيمان بالله ورسوله. ( الإيمان بالرسول معناه : إتباعه بعد الإيمان به ). ه ــ الجهاد في سبيل الله بالمال وبالنفس هل إلتقطت الدرس؟ الإنفاق في سبيل الله سبحانه يقع عليه التركيز في الموضعين : موضع المؤمنين حقا كما مر بنا قبل قليل وموضع التجارة مع الله سبحانه. هناك ذكر 3 مرات واحدة منها بصيغة الجهاد بالمال وهنا ذكر مرتين واحدة منها بالصيغة ذاتها. التجارة مع الله سبحانه عمادها نفع الناس في هذه الدنيا ماديا ومعنويا. أركان التجارة في الدنيا هي أركان التجارة في الدنيا إبتغاء الآخرة. الركن الأول : رأس المال . يحتاج التاجر في الدنيا يبتغي الآخرة إلى رأس مال بمثل ما يحتاج التاجر في الدنيا يبتغي الدنيا. مصادر رأس مال تاجر الآخرة : أ ــمعرفة الله سبحانه. قال سبحانه : " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده " وقال سبحانه : " ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " وقال سبحانه على لسان لقمان : " يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله " وقال سبحانه في موضع آخر : " و يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ". إلخ .. من أراد الفلاح في تجارته مع ربه سبحانه لا بد له أن يتعرف على مقام ربه سبحانه وكذلك في الدنيا لا يعقد التاجر عقدا مع طرف آخر إلا بعد أن يطمئن على ربحه. الله الذي " إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " يعرف بنفسه ليطمئن المؤمن على مصير تجارته معه فهو يتاجر مع من يطوي السماء كطي السجل للكتب ومن كل شيء هالك إلا وجهه .. من يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ومن يقلب الليل والنهار .. ب ــ النظر في الكون. قال تعالى : " إن في خلق السماوات والأرض وإختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ". كما أقسم سبحانه بكل مظاهر الكون والزمن وبث آياتها في كتابه بغرض التفكر من مثل الفجر والصبح والشمس والضحى والعصر والشفق والليل والقمر والنجم وبتضاريس الأرض من جبال شم وبالأنعام من إبل إلخ .. فالكون بخلقه المادي والإنساني والحيواني والزمني .. مادة يستقطع منها الإنسان رأس ماله. ج ــ النظر في التاريخ. أي في القصة والمثل بالتعبير القرآني. عقب على قصة يوسف عليه السلام بقوله " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " وقال في أولها " نحن نقص عليك أحسن القصص". وأورد زهاء أربعين قصة .. من محور القصة والمثل في القرآن الكريم ينحت الإنسان له رأس مال يضارب به ويستمثر فيه. د ــ البرهان العقلي الباهر القاهر. قال تعالى : " أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة " وقال سبحانه في موضع آخر : " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " كما دعا إلى التعقل والتدبر والمقارنة وإتباع البرهان أبدا والكفر بالدجل فقال سبحانه " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".وقال عن الإمثال : " وما يعقلها إلا العالمون". وقال معلقا الإيمان على العلم :" إنما يخشى الله من عباده العلماء " .. الركن الثاني : حقول الإستثمـــــــــــــــــــــار .. حقول الإستمثار لرأس المال لا تحصى ولا تعد لأنها تتجدد ولكن : أ ــ لها أصول قارة ثابتة منها إنبناء النفس على الحق. قال عليه الصلاة والسلام : " أوثق عرى الإيمان : الحب في الله والبغض في الله ". ومنها حديث عكاشة الطويل عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة دون حساب ولا عذاب " الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ". ومنها تزكية النفس بالعبادة المفروضة " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر". ومنها ما يتعلق بالجماعة وبالناس " وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقوله " إنما المؤمنون إخوة " والجهاد بالقرآن الكريم لتحصيل مكرمات الأمة الواحدة الخيرية من مثل العلم والشورى والقوة والميزان والشهادة على الناس والتواصي بالحق وبالصبر وبالمرحمة وإقامة الإمامة العادلة أداء للأمانة وتوفير الأمن للناس إلا المحارب "المؤمن من أمنه الناس " إلخ .. ب ــ لها فروع لا تحصى لأنها تتجدد مع تجدد الإبتلاءات والأيام. وقد شملها قوله سبحانه " وإفعلوا الخير " وقوله "وتعاونوا على البر والتقوى " أدناها إماطة الأذى عن الطريق وهي بضع وستون شعبة أو أزيد من ذلك ... الركن الثالث : تجارة توفر الأمن للمستقبــــــــــــــــــــــل .. بمثل ما يؤمن التاجر في الدنيا لنفسه ولذريته تقاعدا معيشيا هنيئا مريحا بعد عجزه وبعد موته .. يفعل التاجر مع الله سبحانه ولقد حدد النبي الأكرم ذلك عليه الصلاة والسلام في ثلاثة حقول إستثمارية مستقبلية عظمى من بناها في محياه ظلت تدر عليه الحسنات بعد عجزه وموته كذلك. قال عليه الصلاة والسلام : " إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية وعلم بثه في صدور الرجال وولد صالح يدعو له ". الصدقة الجارية هي الوقف ( الحبس ) ولو كانت على كلب كما فعل المسلمون في التاريخ الماضي حبسوا أوقافا على الكلاب السائبة كما تكون بالإشتراك بينهم " من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطا بنى الله له قصرا في الجنة " مفحص القطا لا يتسع لقدم واحدة لمصل واحد ولكن يشيد كل مسلم مفحص قطا ليتسع لآلاف من المصلين. مشاريع الإستثمار الدائم الذي لا ينقطع ريعه إذن بعد العجز وبعد الموت هي : أ ــ تقوية المجتمع الأهلي ليقوم على شأنه المادي بنفسه وينشئ مشاريع الخير بنفسه. ب ــ إشاعة العلم وما يستتبعه من فقه وبرهان وبحث وتقدم ورخاء وتطور مدني وعسكري. ج ــ الأسرة الصالحة وعمادها المرأة التي تلد الولد من أمشاجها وتغذيه بخلقها. أليست تلك هي دعائم التقدم والإزدهار والرقي في كل مجتمع؟ الركن الرابع : الإيمان رأس مال يتجدد فيزهر .. أو يبلى فيفلس بمثل ما يتعرض تاجر الدنيا للإفلاس ثم للسجن والعقوبة يفعل بتاجر الآخرة إذا أفلست قيمه الدينية ومثله الروحية وأبهر دليل على ذلك حديث المفلس المعروف " الذي يأتي ربه يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج .. يأتي وقد ضرب هذا ولطم ذاك وأكل مال هذا وظلم ذاك ..". إفلاس التجارة مع الله سبحانه يكون بالإفلاس القيمي خلقا مع الناس وظلما لهم فليس المفلس من ظلم نفسه في تجارته مع الله سبحانه في صلاته وعبادته لأن ذلك مغفور ولكن المفلس من ظلم الناس في أعراضهم وأنفسهم وأموالهم .. وهو رأس مال قد يتعرض للنقض جملة وتفصيلا ولا يكون ذلك إلا بالشرك الأكبر ولكن تنقض منه كل كبيرة وصغيرة بقدرها عزما في القلب وقوة في الجارحة وقرائن أخرى .. فالشرك الأكبر ناقض والذنوب نواقص ( بالصاد لا بالضاد ). وهو إيمان يتعرض للتجديد كذلك. تجدده الطاعة ويجدده الإخلاص وتجدده الجماعة إلى غير ذلك من مجددات رأس مال الإيمان. وأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــرا ... فإن الناس في تجارة الدنيا متفاوتون مختلفون وكذلك تجار الآخرة " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ". وبذا تكون منازلهم في الجنة تبعا لمنزلة تجارتهم في الدنيا مضافا إليها نياتهم " أصحاب الميمنة " و " السابقون ". وكذلك تختلف مقامات بعضهم عن بعض في تجارة الدنيا خوفا وأمنا وقوة وضعفا فهذا مؤمن آل فرعون وتلك إمرأة فرعون .. في يم مضارب الظلم الأكبر ولكنهم سادة تجار الآخرة لا يسبقهم صلاح الدين الذي أوتي من القوة ما جعله يصد الغزاة بقوة الحديد .. معنى ذلك هو أن الزمان لا يحدد الأجر ولكن يتحدد الأجر بالعمل أبدا وقبل ذلك بالإخلاص. وهذا شاب يهودي يرعى غنما لأهل خيبر أسلم ضحى ودخل الجنة بإستشهاده ظهرا ولم يصل ولم يصم وذاك مؤمن من الأصحاب رضع من الحلمة التي رضع منها ذو النورين وأبو السبطين فأرتد في آخر لحظة فذهب إيمانه وعمله سدى وهباء منثورا .. معنى ذلك أنه ليس للكم دور كبير ولكن العبرة بالخواتيم .. إيمانك إذن هو رأس مالك في حياتك وحياتك هي الفرصة الوحيدة الصغيرة القصيرة متاحة لك لتضمن سعادة لا شقاء فيها ولا بعدها أبدا أو شقاء لا سعادة فيه ولا بعده أبدا .. إيمانك .. رأس مالك .. إسأل عنه نفسك في الغداة والعشي وقل : هل أنا مؤمن؟ أين الدليل على إيماني؟ فإن قالت لك نفسك : تؤمن بالله و... أو تصلي و.. فقل لها : كذبت. لو كانت تلك أمارات إيمان لما أقر الفاروق على أمارات الحديث موضوع هذه الموعظة. إيمانك .. رأس مالك .. يقف في سبيله اليوم ما لم يقف في سبيله بالأمس فجدد أسلحة المقاومة إذ لم يفهم مسلم واحد أن رباط الخيل مقصودة لذاتها ولكن حيزت القوة المعاصرة في كل عصر. إيمانك .. رأس مالك .. مخه هو : إياك نعبد وإياك نستعين. فإن ضمنت لربك عبادة قلبية لا شرك فيها .. وإستعانة به وحده لا شريك له بلسانك وجارحتك في كل شأن من شؤون حياتك وفي كل حال من أحوال حياتك .. ضمن لك الجنة فلا تفرق بين العبادة والإستعانة. إيمانك .. رأس مالك ومكتوب عليك أن تكون تاجرا فأعرف من أين تأتي برأس مالك وأين تستثمره وكيف تجدده وتتجنب الإفلاس والإنقاض والإنقاص وكيف تبني لك تقاعدا هنيئا مريحا دائما بعد الممات. -------------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8492 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ألذنب الم في قلب المؤمن بسم الله الرحمن الرحيم نحن بشر خطائين وليس فينا من هو معصوم من الذنوب والخطايا ،نذنب فنتوب ثم نذنب فنتوب فنحن بين نفس امارة بالسوء وشيطان مترصد بنا من جميع النواحي يدعونا الى سبيله! الذنب ثقيل على نفس المؤمن ولو كان صغيراً كيف يعصي الله كيف يعصي من يحسن اليه احسان لاحدود له ومنعم عليه نعم لاتعد ولاتحصى ...الذنب الم يحرق قلب المؤمنالذنب ذل لنفس المؤمنالذنب يعني فقد الطمأنينة لقلب المؤمن الذنب وحشة وخوف لقلب المؤمنالذنب انكسار لقلب المؤمن الذنب يعني لوعة وفراق لأجمل شيء في الحياة القرب من الله .......لوعة وفراق تقطع قلب المؤمن الذنب ذنب ..ولكن... باب التوبة و الرجاء مفتوح.ولـلـه الحمـــد فيا من احرق قلبه الذنب واثقل كاهله يامن استحيت من نفسك كيف تعصي الإله يامن سكبت دموع حرى على ظلمك لنفسك يامن كسر ظهرك الذنب العظيم يامن تأن من ذنب لازال يطعن قلبك .لاتقنط وابشر بالعفو ابشر بعفو من التواب الرحيم وابشر بغفران من الغفور الرحيم.انا لن اكمل .سيكيفيك هذا النداء ليبدد كل شيء في نفسك انه نداء من ربنا تدبره وايقن به وابشر واستبشر.قال الله تعالى(قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)انت مؤمن تدبر هذه الآيه قال تعالى (وهل نجازي إلا الكفور)وقال تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء)عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ،قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من شهد ان لا إله إلا الله وحده لاشريك،وأن محمد عبده ورسوله،وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ،والجنة والنار حق،أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" متفق عليه.وفي روايه لمسلم:"من شهد ان لاإله إلا الله وأن محمد اً رسول الله حرم الله عليه النار"وعن ابي ذر رضي الله عنه،قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله عز وجل:من جاء بالحسنة فله عشر امثالها أو أو أزيد،ومن جاء بالسيئه فجزاء سيئةٍ سيئة ٌ مثلها،او أغفر،ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً،ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاًومن أتاني يمشي اتيته هروله،ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لايشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة"رواه مسلممعنى الحديث:من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدت،فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هروله:أي صببت عليه الرحمه وسبقته بها ولم احوجه الى المشي الكثير في الوصول الى المقصود."وقراب الأرض"ومعناه:مايقارب ِملأها،والله أعلمعن جابر رضي الله عنه،قال :جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم،فقال :يارسول الله ماالموجبتان؟قال:"من مات لايشرك بالله شيئاً دخل الجنة،ومن مات يشرك به شيئاً دخل النار"رواه مسلمعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل ،قل :"يامعاذ"،قال :لبيك يارسول الله وسعديك قال:"يامعاذ"قال:لبيك يارسول الله وسعديك قال: يامعاذ"قال:لبيك يارسول الله وسعديك ثلاثاً،قال"مامن عبد يشهد ان لااله الا الله وأن محمد عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار"قال :يارسول الله أفلا اخبر بها الناس فيستبشروا؟قال:"إذا يتكلوا"فأخبر بها معاذ عند موته "تأثما" :أي خوفا من الإثم في كتم هذا العلم.عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،قال:ُقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأه من السبي تسعى،إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فالزقته ببطنها فأرضعته،فقال رسول الله صلى الله علية وسلم،"أترون هذه المرأه طارحه ولدها في النار؟"قلنا:لا والله.فقال"الله ارحم بعباده من هذه بولدها"متفق عليه.وعن ابي هريرة رضي الله عنه ،قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش:إن رحمتي تغلب غضبي وفي روايه سبقت غضبي"متفق عليه وعنه رضي الله عنه،قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"جعل الله الرحمه مائه جزء فأمسك عنده تسعه وتسعين وانزل في الارض جزءا واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابه حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه" واخيراً اقول ....فوالله ماذقنا طعم السعاده الحقيقي ...ولا الطمأنينة..ولاالراحة النفسيه...ولاالشعور بمعنى الحياة الحقيقي..إلا بعد ان عرفنا الله..بعد ان تبنا إلى الله ..بعد ان رجعنا إلى الله....وكل شيء يأتي بالتدريج...لنترك كل يوم ذنب...ونلاحظ الفرق !!ونقوم بعمل يرضي الله كل يوم...ونلاحظ الفرق...!!حتى تعتاد النفس على حب الخير وطاعة الله وتنفر من الفسوق والمعاصي...بفضل الله وهدايته...وعندها تمتع وذق السعاده...مهما كانت الصعوبات التي تواجهها في حياتك..واشعر بالطمأنينه ..لأنك عرفت غايتك الحقيقية في هذه الحياة..والحكمة من خلق الله لك...افهم القرءان وتدبره..تشعر بالسعاده....اقرأ احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم...تعلم عند دينك اكثر...(فالدين حــياة)اسأل الله الثبات لي..وجميع إخواني واخواتي المسلماتويجعل ماكتبنا خالصاً لوجه الله...ونبرأ منه إن لم يكن خالصاً لله ----------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8493 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() يارفيقة الجنه" عندما آتي إليكِ و اشتكي فانصحيني بحب" أخبريني أن لي ربّ ليسَ لي غيره ربّ و اتلي علي قوله " و لقد خلقنا الإنسان في كبد" أخبريني يارفيقة الجنه أن طبع البشر عجول" و الهموم في أعماقنا تصول و تجول! و أخبريني أن الفرح في الجناان" حيثُ لا هم لا ضيق و لا أحزان أخبريني أن ربنا يحب العبد اللحوح" أخبريني أن الربّ دوماً بابه مفتوح ذكريني بحال الصحابة الأتقياء و قبلهم رسولنا تحمل عِظم البلاء" قولي لي:أن الصبر مطلوب و قل فاعله! و أن الجنة مطلب،قليل آخذه ذكريني بأن أهل الجنّة قليلون و أن المتمسكون بسنّة نبيه لها داخلون" أخبريني أن الربّ يحبّ فيبتلي" و أخبريني أن علي الصبر لأؤجر أخبريني أن لدي نعم ليست لدى غيري علميني يارفيقتي كيف أشكر، كيف أصبر كيف أبكي للربّ و أُكبّر" كيف أجلي الهم بصبر يؤثر أخبريني أني راحلة مسافرة ! و أن هذه الدنيا فانية" و زيدي علي في العتاب وذكريني بجابر العباد و قولي: أربّك الذي خلقكِ لا يعلم! كيف تشكين للبشر و تنسين ربّ البشر قولي لي أن أصلي للإله و أبكي في دجى الليل الدلس ذكريني بالإله دوما ، كثيراً كي لا أبتئس " ذكريني بأن الرب أرحم من أمي و أقرب إليّ من نفسي و ادعي دوماًً بأن نكون ممن قال الرب فيهم " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " ---------------- همس الذكريات / بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8494 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() جابر بن عبدالله .. مفتي المدينة وأصغر أهل العقبة
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8495 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حبيب بن زيد.. سفير رسول الله الشهيد
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8496 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قال الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله على عبد نعمة فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة الراوي: أنس بن مالك و أبو أمامة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5562 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8497 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عذرا سوف نبدلها ان شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 20-11-2014 الساعة 02:03 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8498 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8499 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عذرا الجهاز عندي يبغالة اصلاح
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8500 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() البكاء من خشية الله... الوسيلة المثلى لتربية القلب
يتسارع وقع خطى الأيام وتتسابق لحظات المرء نحو ساعات يشبه بعضها بعضا.. وتشتد غفلة الإنسان مع متطلبات شئونه الحياتية.. فلا يفيق إلا بعد ما طويت مراحل من عمره مهمة.. فيندم عندئذ ندما كبيرا.. ويتمنى أن لو أيقظه موقظ أو صرخ في وجهه ناصح.. وهذا في الواقع يحصل لكل أحد، فلا أحد ينجو من الغفلة، ولا أحد يهرب من التأثر بدوامة الحياة.. ولكن ثمة لحظات صدق تائبة، ونوبات خشوع صادقة تتلمس شغاف القلب المنيب إلى ربه.. يحاسب فيها نفسه.. ويجدد فيها العهد.. وعندها تثور ثائرة مشاعره الصادقة التائبة.. وتغرورق عيناه بدموع إيمان.. فيكون بكاؤه عندئذ أشبه ما يكون بغيث السماء الذي يرسله الله سبحانه على جدباء الأرض فيحييها وينبت فيها الحياة من جديد.. القرآن والسنة يحثان على البكاء: قال الله _تعالى_: "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً" (الاسراء:109). وعن أبي أمامة _رضي الله عنه_ قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: " ليس شيء أحب إلى الله _تعالى_ من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله وقطرة تهرق في سبيل الله، وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله _تعالى_ " أخرجه الترمذي. وعن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله _تعالى_ حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم " أخرجه الترمذي. وعن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وذكر منهم " ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " متفق عليه. البكاء سمت الصالحين: عن العرباض بن سارية قال: "وعظنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ موعظة سالت منها العيون ووجلت منها القلوب..." أخرجه أحمد والترمذي وكان الضحاك بن مزاحم إذا أمسى بكى فيقال له: ما يبكيك؟ فيقول: لا أدري ماذا صعد اليوم من عملي! وقال ثابت البناني: كنا نتبع الجنازة فما نرى إلا متقنعا باكيا أو متقنعا متفكرا وقال كعب الأحبار: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهبا وقال قتادة: كان العلاء بن زياد إذا أراد أن يقرأ القرآن ليعظ الناس بكى، وإذا أوصى أجهش بالبكاء.. وقال الذهبي: كان ابن المنكدر إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع.. وعن يحيى بن بكير سألت الحسن بن صالح أن يصف لنا غسل الميت فما قدرت عليه من البكاء. وعن محمد بن المبارك قال كان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.. وقال معاوية بن قرة: من يدلني على رجل بكاء بالليل بسام بالنهار؟ وقال بكر بن عبد الله المزني: " من مثلك يا ابن آدم خلي بينك وبين المحراب، تدخل منه إذا شئت وتناجي ربك، ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان، إنما طيب المؤمن الماء المالح هذه الدموع فأين من يتطيبون بها؟ من مثيرات البكاء من خشية الله: 1- الخلوة الصالحة في أوقات إجابة الدعاء: فالخلوة الصالحة هي خليلة الصالحين والعبّاد وكل قلب يفتقر إلى خلوة، وأنا هنا أنعتها بالصالحة وهي الخلوة التي يقصدها المرء بنية التعبد لله والخلوص له _سبحانه وتعالى_ قال الله _سبحانه_: " واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ".. وهذه الخلوة الصالحة يكون فيها التدبر في شأن الإنسان وحاله مع ربه، ويكون فيها محاسبة المرء لنفسه، ويكون فيها استدعاء تاريخ حياة كل واحد مع نفسه وفقط، وتكون فيها المصارحة والمكاشفة بين كل امرئ وقلبه، فيعرف مقامه وتقصيره وكم هو مذنب مقصر خطاء.. وعندها يسارع إلى الاستغفار والبكاء من خشيته _سبحانه_.. 2- الإنصات والتدبر للتذكرة والموعظة: فكم من كلمة طيبة كانت سببا في تغيير حياة إنسان من الغفلة إلى الاستقامة، وقد حذر العلماء من إغفال التذكرة وعدم التأثر بها، فقال إبراهيم ابن أدهم: علامة سواد القلوب ثلاث..ذكر منها: أن لا يجد المرء في التذكرة مألما!..وكان الحسن إذا سمع القرآن قال:والله لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا حزن وذبل وإلا نصب وإلا ذاب وإلا تعب، وقال ذر لأبيه عمر بن ذر الهمداني: ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد فإذا تكلمت أنت يا أبت سمعت البكاء من ههنا وههنا؟ فقال: يا ولدي ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة... 3- محاسبة الجوارح ومخاطبتها..فعن أحمد بن إبراهيم قال: نظر يونس ابن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى وقال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله!، فهذه إذن حسرات الصالحين، حسرة يوم يذكر طاعة لم يتمها، وحسرة يوم يذكر خيرا لم يشارك فيه، وحسرة يوم يمر عليه وقت لا يذكر الله _تعالى_ فيه، والحق إن في الحديث إلى الجوارح لاسترجاع لواقع المرء الحقيقي الذي غاب عنه، فينظر إلى كل جارحة من جوارحه ويخاطبها: كم من ذنب شاركت فيه؟ وكم من طاعة قصرت عنها؟ وكم من توبة تمنعت عنها؟ وكم من استغفار غفلت عنه؟..ويذكر قول الله _تعالى_: " حتى إذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يكسبون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء..." الآيات فصلت. البكاء والإخلاص: تساؤل يثار كثيرا حول الموقف من البكاء أمام الناس وفي حضرتهم رغم ما يمكن أن يكتنف هذا من التماس ببعض شبهات المراءاة للناس وتصوير النفس بالخشوع والتقوى، فكثير من الناس يمتنعون عن ذلك البكاء ولا يبدونه مهما كانت الأحوال مخافة الاتهام بالرياء أو مخافة مداخلة النفس العجب، وعلى جانب آخر يرى البعض أن البكاء في المجالس وفى المواعظ شيء طبيعي لأصحاب القلوب الرقيقة لا يمكن إنكاره أو اتهام صاحبه بسوء نية، فما هو الموقف الصائب إذن؟.. الناظر إلى أحوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تابعهم ونهج نهجهم من علماء الأمة ليرى بوضوح أن البكاء كان سمة مميزة لهم – كما سبق وبينا فيما سبق من آثار – بل أكثر من ذلك.. إن بعضهم كان ربما يظل طوال درس العلم الذي يلقيه يظل يبكي حتى ينتهي، فيروي الإمام الذهبي عن أبي هارون قال: كان عون يحدثنا ولحيته ترتش بالدموع، وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا رأيت وجه محمد بن واسع حسبت أنه وجه ثكلى.. إلى غير ذلك من الآثار المتكاثرة. ولكن هناك أيضا من الآثار ما حض على إخفاء ذلك البكاء وجعله في الخلوة ومنفردا فقط: فعن محمد بن زيد قال " رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكى في سجوده فقال له: أنت أنت لو كان هذا في بيتك"، وقال سفيان بن عيينة: "اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك "، بل نقل الذهبي عن عمران بن خالد قال سمعت محمد بن واسع يقول: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به.. إلى غير ذلك من الآثار. وخلاصة القول في ذلك أن يعلم الإنسان نفسه البكاء من خشية الله وعند سماع الموعظة والذكر والتذكرة وعند محاسبته لنفسه أو غير ذلك، والأصل في البكاء أن يكون في الوحدة ومنفردا وفي الخلوات، ولكن إذا كان المرء بين الناس وغلبه البكاء فلا شيء في ذلك أبدا إذا اطمأن من نفسه الصدق والإخلاص، بل إن ذلك كان حال الصالحين. نصائح تربوية تطبيقية حول البكاء..: 1- تهيئة البيئة التربوية الإيمانية هام في تربية المرء على رقة القلب واستشعار الخشوع واعتياد العين على البكاء، فلم يكن الصالحون يصلون إلى هذه الدرجة العالية من البكاء من خشية الله لولا أن هناك بيئة إيمانية تربوا عليها وفيها أعانتهم على ذلك وتلك البيئة لها أكبر الأثر في التشجيع على الأعمال الصالحة والتربي عليها، والمربون الذين يهملون تهيئة تلك البيئة أو يتناسون أثرها هم مخطئون ولاشك، يروي ابن الجوزي أن عمر بن عبد العزيز بكى ذات ليلة، فبكت فاطمة زوجته، فبكى أهل الدار لا يدري أولئك ما أبكى هؤلاء فلما تجلت عنهم العبرة سألوه ما أبكاك؟ فقال: ذكرت منصرف القوم بين يدي الله فريق في الجمة وفريق في السعير، فمازالوا يبكون! 2- أثر القدوة هام جدا في التربية على تلك العبادة الصالحة فقد كان البكاؤون السابقون يجدون القدوة الصالحة في ذلك من معلميهم ومربيهم فكانوا يتشبهون بهم إلى أن يصير العمل الصالح عندهم أساسا وأصلا، أما أن يبح صوت خطيب أو معلم يعظ الناس في البكاء والناس لم يروا عليه أبدا أثرا للبكاء فلا أثر لنصحه أبداً. 3- يجب ألا يكون بكاء المرء على شيء من الدنيا فات أو صاحب فقد أو مصيبة حدثت فذلك بكاء الدنيا وإنما مقصودنا هو بكاء الخشية من الله، وهو أن يكون باعث البكاء دائما هو خشية الله سبحانه وتوقيره والتقصير في حقه تعالى وكثرة ذنوب العبد وخوف العاقبة، وقد كانت أسباب بكاء الصالحين السابقين تدور حول: تذكر ذنبهم وسيئاتهم وآثار ذلك، أو التفكر في تقصيرهم تجاه ربهم سبحانه وما وراء ذلك، أو الخوف من عذاب الله سبحانه وسوء الخاتمة أو الخوف من ألا تقبل أعمالهم الصالحة، أو الخوف من الموت قبل الاستعداد له أو الشوق إلى الله _سبحانه_ ومحبته، أو خوف الفتن ورجاء الثبات على دينهم أو رجاء قبول الدعاء. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |