![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9301 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اللهم اغفر لي ما لا يعلمون كان لا بد لهذه الدموع أن تتحرَّر من محاجرها عندما ترى هذا الثناء الذي لا تستحقه، وهي تضغط بقوةٍ على هذا الجزء الخفي هناك، حيث التقلُّبُ بين الرضا والقنوط، وبين الاطمئنان والضجر، وبين الثبات والميل ليصرخ: هل ستكون كلماته شاهدًا له؟ أم عليه؟ هل ستضعه في هذا الجانب؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3]. أم في هذا الجانب؟ {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]. كيف لا يصرخ وهو يعلم من نفسه ما لا يعلمون، كالورقة في مهبِّ الريح ترفعه عاليًا برفقة النجوم في إقبال القلب، ثم تطرحه أرضًا في إدباره؟! أشبع النفس لومًا وإيلامًا،والقلوب بيد الرحمن يتوسل إليه أن يدرأ هذا الفتور، وأن يجبر هذا الضعف، وأن يُحيي في قلبه الإيمان، ولا يدعه إلا راسخًا كالجبل؛ حتى إذا ما توفَّاه، توفَّاه على الخير، حاله كحال الفقير الذي يتطلَّع إلى الغِنى، ولكن أي غنى يطمح إليه؟ أن تكون نفسه راضيةً، وقلبه مطمئنًا، وعينه هطَّالة، وروحه سابحة في ملكوت الله، لا تتوقف إلا بانقضاء الأَجَل. كثيرًا ما تستوقفه آياتٌ من كتاب الله، يتساءل بينه وبين نفسه عن حُسن ظنه بالله، ليجده في إقبال قلبه. {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]. وفي إدباره: {وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102]. وفي عموم حاله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]. يبحث عن الأعذار، فلا يجد، تُرهبه هذه الآية حتى تكاد أنفاسه تنقطع، وعيناه تجف؛ {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]. يُجاهد للتخلُّق بهذه الآية أيما جهاد: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88]. ثم لا يجد ما يُطفئ أنين تلك المشاعر، التي تغتال بسمته وتُحيل قلبه إلى فيض من النحيب، إلا أن يقول: (اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجَّهت وجهي إليك، وفوَّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجاة منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت). (اللهم اغفر لي ما لا يعلمون، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين). ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9302 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الــــــــــرحيــــــــــل لست ادري ..ما الذي شق شجوني ؟؟ لست ادري .. ما الذي أمطر شوقي ؟؟ هل هو الخاطر قد حرك الفؤاد .. أم أنني أارسلت للماضي نظرة ؟؟ فعادت مسسلمة إلى القوافي ابكيها .. تمضي عجلة السنين و تلتف حولي .. و الحزن يتوسد نفسي المثقلة بالحنين .. أصبح و أمسي .. و السواد يذوب نهار الأيام .. فالوجدان أسير صريع الأماني .. هز مكامنه الرحيل .. أضحك و القلب جروح و قروح .. و الدمعة هي حيلتي .. و اجتر الأماني .. و اشرب الحسرة .. على بعد الهجير .. فأسلمت كياني لموج الحياة يعبث فيه ريح الأمس . و اقضي العيش .. في أهات يسرها صدري .. فلسان الحال أعجزني الكلام .. فأيها الراحلين رغم مرارة الفراق .. لم يزل حبكم في القلب محفور .. ماكنت ادري .. أنني في ذات يوم أنصفكم الدموع .. نقشتكم في ألواح صدري . و طويتكم بين صفحات العمر.. و حفرت القصيد في ارض السراب .. و كتبت وعدي لن أنســـــاكم .. فأيها الراحلين قولوا من الذي اغتال المشاعر؟؟ غابت ليال الأنس .. و دفن الشوق .. و هجرني القصيد .. فأيها الدمع كفكف فهذا ما يلقاه المحب مخلفا .. فأنت غريب في ليل طويل .. غريب في دروب الماضي.. عود الى فجر .. و ارجي الصبح بأن يمحوا السواد .. فهذه هي دارنا .. دار اللقاء و دار الرحيل .. فآه و كم من آه تصاحبها الدموع .. كان لي إخوة بالأمس و اليوم حان الرحيل .. حان و رحلوا .. ولم يبقى لي خليل .. فما بقي سوى رمش العين يولعه الحنين .. خطيت كتاب خل وفي مستحيل .. إلا من سار على درب الهدى و السبيل .. ------------- شجــــــــــــون |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9303 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() زخـــــرفـــــة الحيـــاة بسم الله الرحمن الرحيم سلبت دنيانا عقولنا وأوردتنا إلى المهالك... نعم أخيتي هذه الحياة التي تزخرفت لنا بكل مفاتنها وجعلتنا ننظر إليها بأنها الحياة الهانئة التي نبحث عنها فغيرت نظرتنا الحقيقية إلى مجرد نظرات مزيفة .... هذه هي الحياة المترفة استجبنا لها دون أن نفكر في العواقب وسرنا معها كالحيارى ... وأنستنا متعها أننا لن نعيش فيها طويلا ... أنستنا أن كل لذة جملتها في ناظرنا أنها فانية بفناء أرواحنا ... يا الله إلى متى سنمضي معها وهي أفقدتنا حتى مشاعرنا وأحاسيسنا ... نعم ... إنها حياة عابثة حين تعبث بكل هذه المشاعر واستطاعت أن تنتشلنا من واقعنا إلى عالم لا نعي فيه من نحن؟؟؟ والى أين سنمضي ؟؟؟حقيقة إنا ساهون عن حياة الصحابة رضوان الله عليهم وكيف كانوا يراقبون الله في كل لحظات حياتهم... فقد كانوا إذا أحسوا بشعث في عبادتهم قال بعضهم لبعض :هيا بنا نؤمن ساعة فيجتمعوا ويتذاكروا فيما بينهم.. فلله درهم ...وفي زماننا هذا أجد الكثير من الأخوات تتهرب من مجالس العلم وحلق الذكر ،،، سبحان الله أين باتت قلوبنا ؟؟؟أين الخشية من الله ؟؟ أين استشعار لذة العبادة التي نؤديها لوجه الله ؟؟كلام قد يطول الكلام عنه إلا أن الدموع استوقفتني ...نريد أن نحيا من سباتنا العميق ... نريد أن نجدد نياتنا ونصفي قلوبنا ... وننطلق إلى قمم الالتزام بثبات .. وصدق عزيمة ..وهمة عالية .. لنصل إلى الراحة التي لم نحس بها من قبل ولننعم بها في أعالي الجنان .... -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9306 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لااله الا الله محمد رسول الله اللهم صل وسلم على رسول الله اصبحنا واصبح الملك لله رب العالمين |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9308 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فــــــــوائـــــــــــد 1ـ قال ابن القيم : ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأي لها تأثيرا عجيبا في الشفاء ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأري لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما وكان كثير منهم يبرأ سريعا .( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص 5) 2ـ قال ابن القيم : قال معروف : رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق .( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص 27). 3ـ قال ابن القيم : قال بعض السلف : رب مستدرج بنعم الله عليه وهو لا يعلم ورب مفتون بثناء الناس عليه وهو لا يعلم ورب مغرور بستر الله عليه وهو لا يعلم .( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص 38). 4ـ قال ابن القيم : كثير من الناس يطلب من صاحبه بعد نيله درجة الرياسة الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها فينتقض ما بينهما من المودة وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة .(بدائع الفوائد 3/652) . 5ـ قال ابن القيم : الاجتماع بالإخوان قسمان : أحدهما : اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت فهذ امضرته أرجح من منفعته وأقل ما فيه انه يفسد القلب ويضيع الوقت . الثاني : الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها. ولكن فيه ثلاث آفات : أحداها : تزين بعضهم لبعض . الثانية : الكلام والخلطة أكثر من الحاجة . الثالثة إن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود . وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح إما للنفس الأمارة وإما للقلب والنفس المطمئنة والنتيجة مستفادة من اللقاح فمن طلب لقاحه طابت ثمرته وهكذا الأرواح الطيبة لقاحها من الملك والخبيثة لقاحها من الشيطان وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين والطيبين للطيبات . (الفوائد ص 51) ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9309 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فــــــــــــوائــــــــــــــــد 6ـ قال ابن القيم : حسن الخلق يقوم على أربعة أركان لا يتصور قيام ساقه إلا عليها : الصبر والعفة والشجاعة والعدل. فالصبر: يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ وكف الأذى والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة. والعفة : تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير وتمنعه من الفحشاء والبخل والكذب والغيبة والنميمة. والشجاعة: تحمله على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنائها ويكبحها بلجامها عن النزع والبطش كما قال :ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد : الذي يملك نفسه عند الغضب وهو حقيقة الشجاعة وهي ملكة يقتدر بها العبد على قهر خصمه والعدل : يحمله على اعتدال أخلاقه وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط فيحمله على خلق الجود والسخاء الذي هو توسط بين الذل والقحة وعلى خلق الشجاعة الذي هو توسط بين الجبن والتهور وعلى خلق الحلم الذي هو توسط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس . (مدارج السالكين 2/308) 7ـ قال ابن تيمية : الجهاد هو بذل الوسع والقدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه ومعلوم أن المحبوبات لا تنال غالبا إلا باحتمال المكروهات سواء كانت محبة صالحة أو فاسدة فالمحبون للرياسة والمال والصور لا ينالون مطالبهم ألا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم من الضرر في الدنيا والآخرة .( العبودية ص 29) 8ـ قال ابن تيمية : كثيرا من طلبة العلم ليس مقصودهم به إلا تحصيل رياسة أو مال ولكل امرىء ما نوى وأما أهل العلم والدين الذين هم أهله فهو مقصود عندهم لمنفعته لهم وحاجتهم إليه في الدنيا والآخرة.(منهاج السنة النبوية 8/209) 9ـ قال ابن تيمية : العلم شيئان إما نقل مصدق وإما بحث محقق وما سوى ذلك فهذيان مسروق. ( الرد على البكري2/729) 10ـ قال ابن القيم : أصح المذاهب في هذه المسألة: أنه لا فرق في ذلك بين الفضاء والبنيان، لبضعة عشر دليلاً قد ذُكِرت في غير هذا الموضع، وليس مع المفرق ما يُقاومها البتة، مع تناقضهم في مقدار الفضاء والبنيان، وليس هذا موضعَ استيفاء الحِجَاج من الطرفين.(زاد المعاد من خير هدي العباد1/49). 11ـ قال ابن القيم : قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: الصواب: أن الغائبَ إن مات ببلد لم يُصلّ عليه فيه، صُلِّيَ عليه صلاة الغائب، كما صلَّى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النجاشي، لأنه مات بين الكفار ولم يُصلَّ عليه، وإن صلِّيَ عليه حيثُ مات، لم يُصلَّ عليه صلاة الغائب، لأن الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على الغائب، وتركه، وفِعلُه، وتركُه سنة، وهذا له موضع، وهذا له موضع، والله أعلم، والأقوال ثلاثة في مذهب أحمد، وأصحها: هذا التفصيلُ، والمشهور عند أصحابه: الصلاة عليه مطلقاً. ( زاد المعاد من خير هدي العباد 1/520) . ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9310 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فــــــــــــوائــــــــــــد 12ـ قال ابن القيم : قد ذُكر لِفطره بعرفة عِدَّةُ حِكمٍ. منها: أنه أقوى على الدعاء. ومنها: أن الفِطرَ فى السفر أفضلُ فى فرض الصوم، فكيف بنفله. ومنها: أن ذلك اليومَ كان يومَ الجمعة، وقد نَهى عن إفراده بالصَّوم، فأحب أن يرى الناسُ فطره فيه تأكيداً لنهيه عن تخصيصه بالصوم، وإن كان صومُه لكونه يَوْمَ عرفة لا يوم جمعة، وكان شيخنا(ابن تيمية) رحمه الله يسلُك مسلكاً آخر، وهو أنه يومُ عيد لأهل عرفة لاجتماعهم فيه، كاجتماع الناس يوم العيد، وهذا الاجتماع يختصُّ بمن بعرفة دون أهل الآفاق. قال: وقد أشار النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى هذا فى الحديث الذي رواه أهلُ السنن: "يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وأيَّام مِنَى، عِيدُنَا أَهْلَ الإسْلامِ". ومعلوم: أن كونه عيداً، هو لأهل ذلك الجمع، لاجتماعهم فيه. والله أعلم. ( زاد المعاد من خير هدي العباد 2/77) 13ـ قال ابن القيم : ولهذا كان لوقفة الجمعة يوم عرفة مزية على سائر الأيام من وجوه متعددة : أحدها : اجتماع اليومين اللذين هما أفضل الأيام الثاني : أنه اليوم الذي فيه ساعة محققة الإجابة وأكثر الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر وأهل الموقف كلهم إذ ذاك واقفون للدعاء والتضرع الثالث : موافقته ليوم وقفة رسول الله صلى الله عليه و سلم الرابع : أن فيه اجتماع الخلائق من أقطار الأرض للخطبة وصلاة الجمعة ويوافق ذلك اجتماع أهل عرفة يوم عرفة بعرفة فيحصل من اجتماع المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما لا يحصل في يوم سواه الخامس : أن يوم الجمعة يوم عيد ويوم عرفة يوم عيد لأهل عرفة ولذلك كره لمن بعرفة صومه وفي النسائي عن أبي هريرة قال : [ نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صوم يوم عرفة بعرفة ] وفي إسناده نظر فإن مهدي بن حرب العبدي ليس بمعروف ومداره عليه ولكن ثبت في الصحيح من حديث أم الفضل [ أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بعضهم : هو صائم وقال بعضهم : ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه ] وقد اختلف في حكمة استحباب فطر يوم عرفة بعرفة فقالت طائفة : ليتقوى على الدعاء وهذا هو قول الخرقي وغيره وقال غيرهم - منهم شيخ الإسلام ابن تيمية - : الحكمة فيه أنه عيد لأهل عرفة فلا يستحب صومه لهم قال : والدليل عليه الحديث الذي في السنن عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ] قال شيخنا : وإنما يكون يوم عرفة عيدا في حق أهل عرفة لاجتماعهم فيه بخلاف أهل الأمصار فإنهم إنما يجتمعون يوم النحر فكان هو العيد في حقهم والمقصود أنه إذا اتفق يوم عرفة ويوم جمعة فقد اتفق عيدان معا السادس : أنه موافق ليوم إكمال الله تعالى دينه لعباده المؤمنين وإتمام نعمته عليهم كما ثبت في صحيح البخاري عن طارق بن شهاب قال : جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين آية تقرؤونها في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت ونعلم ذلك اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه عيدا قال : أي آية ؟ قال : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } [ المائدة : 3 ] فقال عمر بن الخطاب :إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفة يوم جمعة ونحن واقفون معه بعرفة السابع : أنه موافق ليوم الجمع الأكبر والموقف الأعظم يوم القيامة فإن القيامة تقوم يوم الجمعة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه ] ولهذا شرع الله سبحانه وتعالى لعباده يوما يجتمعون فيه فيذكرون المبدأ والمعاد والجنة والنار وادخر الله تعالى لهذه الأمة يوم الجمعة إذ فيه كان المبدأ وفيه المعاد ولهذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في فجره سورتي ( السجدة ) و ( هل أتى على الإنسان ) لاشتمالهما على ما كان وما يكون في هذا اليوم من خلق آدم وذكر المبدإ والمعاد ودخول الجنة والنار فكان يذكر الأمة في هذا اليوم بما كان فيه وما يكون فهكذا يتذكر الإنسان بأعظم مواقف الدنيا - وهو يوم عرفة - الموقف الأعظم بين يدي الرب سبحانه في هذا اليوم بعينه ولا يتنصف حتى يستقر أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم الثامن : أن الطاعة الواقعة من المسلمين يوم الجمعة وليلة الجمعة أكثر منها في سائر الأيام حتى إن أكثر أهل الفجور يحترمون يوم الجمعة وليلته ويرون أن من تجرأ فيه على معاصي الله عز و جل عجل الله عقوبته ولم يمهله وهذا أمر قد استقر عندهم وعلموه بالتجارب وذلك لعظم اليوم وشرفه عند الله واختيار الله سبحانه له من بين سائر الأيام ولا ريب أن للوقفة فيه مزية على غيره التاسع : أنه موافق ليوم المزيد في الجنة وهو اليوم الذي يجمع فيه أهل الجنة في واد أفيح وينصب لهم منابر من لؤلؤ ومنابر من ذهب ومنابر من زبرجد وياقوت على كثبان المسك فينظرون إلى ربهم تبارك وتعالى ويتجلى لهم فيرونه عيانا ويكون أسرعهم موافاة أعجلهم رواحا إلى المسجد وأقربهم منه أقربهم من الإمام فأهل الجنة مشتاقون إلى يوم المزيد فيها لما ينالون فيه من الكرامة وهو يوم جمعة فإذا وافق يوم عرفة كان له زيادة مزية واختصاص وفضل ليس لغيره العاشر : أنه يدنو الرب تبارك وتعالى عشية يوم عرفة من أهل الموقف ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء أشهدكم أني قد غفرت لهم وتحصل مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعة الإجابة التي لا يرد فيها سائلا يسأل خيرا فيقربون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة ويقرب منهم تعالى نوعين من القرب أحدهما : قرب الإجابة المحققة في تلك الساعة والثاني : قربه الخاص من أهل عرفة ومباهاته بهم ملائكته فتستشعر قلوب أهل الإيمان هذه الأمور فتزداد قوة إلى قوتها وفرحا وسرورا وابتهاجا ورجاء لفضل ربها وكرمه فبهذه الوجوه وغيرها فضلت وقفة يوم الجمعة على غيرها وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين والله أعلم ( زاد المعاد من خير هدي العباد 1/60) . ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 0 والزوار 24) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |