منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > الإسلام حياة > أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1432 هـ

رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )


أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1432 هـ

 
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2011, 06:31 AM
الصورة الرمزية ابراهيم السعدي
ابراهيم السعدي ابراهيم السعدي غير متواجد حالياً
 






ابراهيم السعدي is on a distinguished road
افتراضي رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )

رمضان قد حضركم 28 / 8 / 1432
للشيخ عبدالله البصري
الخطبة الأولى :

أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، يَومَانِ في عِلمِ اللهِ أَو ثَلاثَةٌ ، وَيَكُونُ المُسلِمُونَ في شَهرِ رَمَضَانَ ، ويُعَانِقُونَ بِأَفئِدَتِهِم شَهرَ الصِّيَامِ وَالقُرآنِ ، وَتَحضُرُهُم أَيَّامُ التَّبَتُّلِ وَالتَّعَبُّدِ وَالدُّعَاءِ ، وَتَتَوَالى بَينَ أَيدِيهِم لَيَالي القِيَامِ وَالتَّقَرُّبِ وَالرَّجَاءِ .
إِنَّهُ المَوسِمُ الَّذِي يَعظُمُ فِيهِ أَمَلُ المُسلِمِينَ بِرَبِّهِم ، فَيَحفَظُونَ جَوَارِحَهُم بِإِقبَالِهِم عَلَى أَنوَاعِ البِرِّ وَالطَّاعَاتِ ، وَيَصُونُونَ حَوَاسَّهُم بالتَّخَفُّفِ مِنَ الأَوزَارِ وَالسَّيِّئَاتِ ، فَلَيتَ شِعرِي مَنِ المُدرِكُ لِذَلِكَ الشَّهرِ العَظِيمِ فَيُهَنَّأَ ؟
وَمَن المُوَفَّقُ فِيهِ لأَفضَلِ الأَعمَالِ وَأَزكَاهَا فَيُبَارَكَ لَهُ ؟
إِنَّ التَّوفِيقَ لِلعَمَلِ الصَّالحِ في شَهرِ رَمَضَانَ ، وَتَسدِيدَ العَبدِ فِيهِ وَفي غَيرِهِ مِنَ المَوَاسِمِ ، لَيسَ مُعَادَلَةً صَعبَةً وَلا أُمنِيَّةً مُستَحِيلَةً ، وَمَا كَانَ اللهُ لِيَجعَلَ عَلَى عِبَادِهِ في دِينِهِم حَرَجًا وَلا يُكَلِّفَهُم مِن أَمرِهِم عُسرًا ، بَل إِنَّ هَذَا الدِّينَ العَظِيمَ في أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ وَعِبَادَاتِهِ وَمُعَامَلاتِهِ ، قَائِمٌ عَلَى التَّيسِيرِ مَبنيٌّ عَلَى الرِّفقِ , مَحفُوفٌ بِالرَّحمَةِ مُزَيَّنٌ بِالعَفوِ , مُجَمَّلٌ بِالغُفرَانِ بَعِيدٌ عَنِ الحَرَجِ , مُنَافٍ لِلعَنَتِ مُنَاقِضٌ لِلمَشَقَّةِ ، التَّيسِيرُ مَقصِدٌ أَسَاسِيٌّ مِن مَقَاصِدِهِ , وَرَفعُ الحَرَجِ سِمَةٌ ظَاهِرَةٌ مِن سِمَاتِهِ ، كِتَابُهُ يُسرٌ وَذِكرَى ، وَآيَاتُهُ رَحمَةٌ وَبُشرَى ، وَنَبِيُّهُ مُبَشِّرٌ وَمُيَسِّرٌ ، قَالَ ـ تَعَالى ـ : " يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ "
وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُم "
وَقَالَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " هُوَ اجتَبَاكُم وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم في الدِّينِ مِن حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُم إِبرَاهِيمَ "
وَقَالَ ـ تَعَالى ـ : " وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُدَّكِرٍ "
وَقَالَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ : " فَإِنَّمَا يَسَّرنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ "
وَالمُتَأَمِّلُ في عِبَادَاتِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ وَأَخلاقِهِ وَأَقوَالِهِ وَأَفعَالِهِ ، يَجِدُهَا مُعَطَّرَةً بِأَرِيجِ اليُسرِ مُطَيَبَّةً بِشَذَا الرِّفقِ , يُبَشِّرُ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ أُمَّتَهُ بِاليُسرِ فَيَقُولُ : " إِنَّكُم أُمَّةٌ أُرِيدَ بِكُمُ اليُسرُ " أَخرَجَهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَيُبَيِّنُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ الدِّينَ الَّذِي اختَارَهُ اللهُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ هُوَ دِينُ اليُسرِ وَالسُّهُولَةِ فَيَقُولُ : " إِنَّ خَيرَ دِينِكُم أَيسَرُهُ , إِنَّ خَيرَ دِينِكُم أَيسَرُهُ " أَخرَجَهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَيَقُولُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " إِنَّ الدِّينَ يُسرٌ ، وَلَن يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبشِرُوا ، وَاستَعِينُوا بِالغَدوَةِ وَالرَّوحَةِ وَشَيءٍ مِنَ الدُّلجَةِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ .

عِبَادَ اللهِ ، لَيسَ الانتِظَامُ في سِلكِ العَابِدِينَ صَعبًا وَلا مُستَحِيلاً ، وَمَا التَّشَبُّهُ بِالزَّاهِدِينَ طَرِيقًا وَعرًا وَلا طَوِيلاً ، وَإِنَّمَا يَكفِي العَبدَ مِن بِدَايَةِ شَهرِهِ إِخلاصٌ وَنِيَّةٌ حَسَنَةٌ ، يَتبَعُهَا عَزِيمَةٌ صَادِقَةٌ وَتَوَكُّلٌ عَلَى اللهِ ، ثُمَّ تَحَرٍّ لِلخَيرِ وَتَقَرُّبٌ ، وَسَيرٌ إِلى الأَمَامِ وَعَدَمُ التِفَاتٍ أَو تَقَهقُرٍ ، مَعَ حِرصٍ عَلَى الفَرَائِضِ وَالوَاجِبَاتِ ، وَبَدءٍ بِالأُصُولِ وَالمُهِمَّاتِ ، وَبَعدَ ذَلِكَ سَيَجِدُ العَبدُ أَنَّ رَبَّهُ مَعَهُ يُؤَيِّدُهُ وَيَنصُرُهُ ، وَيُعِينُهُ وَيُصَبِّرُهُ ، وَسَيَرَى الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ تَأتي إِلَيهِ مُنقَادَةً مُتَتَابِعَةً ، آخِذًا بَعضُهَا بِرِقَابِ بَعضٍ ، ذَلِكَ أَنَّ فِعلَ الفَرَائِضِ وَحِفظَ الوَاجِبَاتِ ، يَهدِي بِهِ اللهُ لِفِعلِ المَندُوبَاتِ ، وَيُوَفِّقُ بِبَرَكَتِهِ لِلتَّزَوُّدِ مِنَ المُستَحَبَّاتُ ، وَالحَسَنَةُ تَدعُو لِلحَسَنَةِ ، وَالبِرُّ يَدفَعُ لِلبِرِّ " وَمَن يَتَحَرَّ الخَيرَ يُعطَهُ ، وَمَن يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ " قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " فَأَمَّا مَن أَعطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالحُسنى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرَى " وقَالَ ـ تَعَالى ـ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ : " أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِي بي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَني ، فَإِنْ ذَكَرَني في نَفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسِي ، وَإِنْ ذَكَرَني في مَلإٍ ذَكَرتُهُ في مَلإٍ خَيرٍ مِنهُم ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ شِبرًا تَقَرَّبتُ إِلَيهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبتُ إِلَيهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَاني يَمشِي أَتَيتُهُ هَرَوَلَةً " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
نَعَم ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ إِنَّ التَّعَامُلَ مَعَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ في مَوَاسِمِ الطَّاعَاتِ وَأَوقَاتِ العِبَادَاتِ ، لا يَحتَاجُ مِنَ العَبدِ إِلاَّ أَن يَنطَلِقَ في ذَلِكَ الطَّرِيقِ المَهْيَعِ وَالبَحرِ المُتَنَوِّعِ ، فَيَأخُذَ مِنَ العِبَادَاتِ مَا يُطِيقُ ، وَيَكلَفَ مِنَ الطَّاعَاتِ مَا يَستَطِيعُ ، وَيَجِدَّ وَيَجتَهِدَ وَيَصبِرَ وَيُصابِرَ ويُرَابِطَ ، فَمَا يَشعُرُ إِلاَّ وَقَد أَلِفَت نَفسُهُ الخَيرَ وَاعتَادَتِ البِرَّ ، فَكَسِبَ مَا لم يَكسَبْهُ المُتَكَاسِلُونَ ، وَفَازَ بمَا لم يَفُزْ بِهِ المُفَرِّطُونَ ، وَأَمَّا مَا قَد يَجِدُهُ في أَوَّلِ الطَّرِيقِ أو في أَثنَائِهِ مِن أَلَمٍ أو تَعَبٍ أَو نَصَبٍ ، فَسَيَذهَبُ وَلا شَكَّ وَيَنتَهِي ، وَسَتَبقَى في النَّفسِ بَعدَهُ لَذَّةٌ لا تَعدِلُهَا لَذَّةٌ ، في حِينِ يَشعُرُ المُفرِّطُ بِحَسرَةٍ مَا بَعدَهَا حَسرَةٌ ، وَالنَّتِيجَةُ الكُبرَى يَومَ يُبعَثُ الخَلقُ وَيَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ ، فَتَجِدُ كُلُّ نَفسٍ مَا عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَرًا ، وَمَا عَمِلَت مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَو أَنَّ بَينَهَا وَبَينَهُ أَمَدًا بَعِيدًا .
غَيرَ أَنَّ ثَمَّةَ عِلَّةً عَظِيمةً وَسَبَبًا كَبِيرًا مِمَّا يُثَبِّطُ العَزَائِمَ عَنِ الخَيرِ ، وَيُخذَلُ بِهِ العَبدُ عَنِ الطَّاعَةِ ، وَيُحَالُ بِشُؤمِهِ بَينَهُ وَبَينَ البِرِّ ، ويُقَيِّدُهُ عَنِ اللَّحَاقِ بِالرَّكبِ وَيُحرَمُ بِسَبَبِهِ التَّوفِيقَ ، وَمَعَ هَذَا فَقَد لا يَتَنَبَّهُ لَهَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ في هَذَا الزَّمَانِ ، ذَلِكُم هُوَ تَنَاوُلُ الحَرَامِ أَكلاً وَشُربًا وَمُشَاهَدَةً وَاستِمَاعًا ، وَالتَّعَامُلُ بِهِ أَخذًا وَعَطَاءً وَبَيعًا وَشِرَاءً ، فَفِي الحِينِ الَّذِي تَجِدُ مِنَ النَّاسِ التَّسَاهُلَ بِفِعلِ المُحَرَّمَاتِ وَالوُقُوعَ المُتَكَرِّرَ في حِمَى المُشتَبَهَاتِ ، تَرَاهُم يَستَنكِرُونَ أَن تَثقُلَ عَلَيهِمُ الطَّاعَاتُ وَلا تُقبِلُ نُفُوسُهُم عَلَى القُرُبَاتِ ، وَتاللهِ مَا ذَاكَ لَدَى المُؤمِنِينَ بِمُستَنكَرٍ ، وَلا هُوَ لَدَى أَصحَابِ القُلُوبِ الحَيَّةِ بِمُستَغرَبٍ ، وَأَنَّى لِمَن تُحِيطُ بِهِ المُحَرَّمَاتُ مِن كُلِّ جَانِبٍ وَيَتَنَاوَلُهَا صَبَاحًا وَمَسَاءً ، أَنىَّ لَهُ أَن يُهدَى لِمَا هُدِيَ إِلَيهِ عِبَادُ اللهِ الصَّالِحُونَ القَانِتُونَ ، وَكَيفَ تَنبَعِثُ نَفسُهُ كَمَا انبَعَثَت نُفُوسُ الرَّاجِينَ الخَائِفِينَ ؟! لا وَاللهِ لا يَكُونُ ذَلِكَ وَهَيهَاتَ هَيهَاتَ ، فَيَا أُمَّةَ الإِسلامِ ، طَهِّرُوا نُفُوسَكُم وَبُيُوتَكُم قَبلَ دُخُولِ الشَّهرِ الكَرِيمِ ، وَأَزِيلُوا مِن طَرِيقِكُم كُلَّ مَانِعٍ وَقَاطِعٍ ، تَخَلَّصُوا مِنَ المُشغِلاتِ وَالمُلهِيَاتِ ، وَنَظِّفُوا أَيدِيَكُم مِمَّا لا يَحِلُّ لَكُم وَاتَّقُوا الشُّبُهَاتِ ، تُوبُوا إِلى اللهِ تَوبَةً نَصُوحًا ، فَإِنَّ طَاعَةَ اللهِ ـ تَعَالى ـ شَرَفٌ كَبِيرٌ , وَالوُقُوفَ بَينَ يَدَيهِ ـ سُبحَانَهُ ـ مَنقَبَةٌ عَظِيمَةٌ , وَاغتِنَامَ مَوَاسِمِ الخَيرَاتِ تَوفِيقٌ كَبِيرٌ , وَإِنَّ اللهَ لا يَهَبُ طَاعَتَهُ وَلا يَأذَنُ لأَحَدٍ بِالقُربِ مِنهُ إِلاَّ لِمَنِ أَحَبَّهُ وَرَضِيَ عَنهُ . كَم تَرَونَ في رَمَضَانَ مِن كُلِّ عَامٍ مِن طَائِعِينَ مُقبِلِينَ ، هَذَا يُكثِرُ مِنَ السُّجُودِ وَالرُّكُوعِ , وَذَاكَ يَحبِسُ نَفسَهُ في المَسجِدِ لِتِلاوَةِ القُرآنِ , وَآخَرُ يُتَابِعُ أَعمَالَ الخَيرِ وَيَرعَى مَشرُوعَاتِ البِرَّ ، فَيُجَهِّزُ مَوَائِدَ التَّفطِيرِ لِلصَّائِمِينَ ، وَيُعِينُ الفُقَرَاءَ وَالمَسَاكِينَ ، وَيُسَاعِدُ الضُّعَفَاءَ وَالمُحتَاجِينَ , وَذَاكَ في أَعمَالِ دَعوَةٍ وَتَوعِيَةٍ لا تَكَادُ تَنقَطِعُ ! وَكَم تَرَونَ في المُقَابِلِ مَن لَيلُهُم سَهرٌ طَوِيلٌ فِيمَا لا يَنفَعُهُم ، وَنَهَارُهُم نَومٌ عَمِيقٌ عَمَّا يُقَرِّبُهُم ، وُجُوهُهُم عَابِسَةٌ ، وَصُدُورُهُم ضَائِقَةٌ ، وَنُفُوسُهُم بِالخَيرِ شَحِيحَةٌ ، وَأَيدِيهِم عَنِ البَذلِ مُمسِكَةٌ مَقبُوضَةٌ ، فَمَنِ الَّذِي قَرَّبَ قَومًا وَهَيَّأَ لهمُ الفُرَصَ وَوَفَّقَهُم لاغتِنَامِهَا ، وَخَذَلَ آخَرِينَ لِيُمضُوا شَهرَهُم بَينَ لَعِبٍ وَبَطَالَةٍ ؟ إِنَّهُ اللهُ مُوَفِّقُ المُقبِلِينَ المُخبِتِينَ ، وَخَاذِلُ المُعرِضِينَ المُستَنكِفِينَ ، مَن تَعَامَلَ مَعَهُ قَبِلَهُ وَرَضِيَهُ ، وَمَن أَعرَضَ عَنهُ رَدَّهُ ونَسِيَهُ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَالَّذِينَ اهتَدَوا زَادَهُم هُدًى وَآتَاهُم تَقوَاهُم "
وَقَالَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُم "
وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " إِنَّ الَّذِينَ لا يَرجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالحَيَاةِ الدُّنيَا وَاطمَأَنُّوا بها وَالَّذِينَ هُم عَن آيَاتِنَا غَافِلُونَ . أُولَئِكَ مَأوَاهُمُ النَّارُ بما كَانُوا يَكسِبُونَ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهدِيهِم رَبُّهُم بِإِيمَانِهِم تَجرِي مِن تَحتِهِمُ الأَنهَارُ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ . دَعوَاهُم فِيهَا سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُم فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعوَاهُم أَنِ الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ "


الخطبة الثانية :

أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ مِن أَكبَرِ أَسبَابِ التَّوفِيقِ في الشَّهرِ الكَرِيمِ وَفي غَيرِهِ مِن مَوَاسِمِ الخَيرِ ، أَن يَحرِصَ العَبدُ أَوَّلَ مَا يَحرِصُ عَلَى المُحَافَظَةِ عَلَى الفَرَائِضِ وَالابتِعَادِ عَنِ المُحَرَّمَاتِ ، وَآكَدُ مَا يَجِبُ عَلَى المُسلِمِ في رَمَضَانَ وَغَيرِهِ الصَّلَوَاتُ الخَمسُ ، الَّتي أَوجَبَ اللهُ أَدَاءَهَا مَعَ الجَمَاعَةِ في المَسَاجِدِ ، فَمَن أَرَادَ تَوفِيقًا لِلخَيرِ في شَهرِ رَمَضَانَ ، فَلْيَقطَعْ عَلَى نَفسِهِ عَهدًا بِالمُحَافَظَةِ عَلَيهَا جَمَاعَةً مِن أَوَّلِ لَيلَةٍ مِن لَيَالي رَمَضَانَ ، وَلْيُحَاسِبْ نَفسَهُ في ذَلِكَ مُحَاسَبَةً دَقِيقَةً ، فَوَاللهِ إِنَّهَا لَمِيزَانٌ كَبِيرٌ وَمِقيَاسٌ دَقِيقٌ لِلفَوزِ أَوِ الخَسَارَةِ ، مَن حَفِظَهَا وَحَافَظَ عَلَيهَا حَفِظَ دِينَهُ ، وَمَن ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضيَعُ .
وَبَعدَ ذَلِكَ فَلْيَكُنْ لَلمَرءِ عَزِيمَةٌ عَلَى الإِكثَارِ مِنَ النَّوَافِلِ وَالمُحَافَظَةِ عَلَى السُّنَنِ الرَّوَاتِبِ ، وَلْيَأخُذْ بِحَظِّهِ مِن صَلاةِ التَّرَوايِحِ مَعَ الجَمَاعَةِ وَلْيَحذَرِ التَّكَاسُلَ ، وَلْيَعزِمْ عَلَى خَتمِ القُرآنِ وَتَأَمُّلِهِ وَتَدَبُّرِهِ وَالانتِفَاعِ بِعِظَاتِهِ ، وَلْيَتَذَكَّرْ أَنَّ رَمَضَانَ أَيَّامٌ مَعدُودَاتٌ ، وَأَنَّ عُمرَةً في رَمَضَانَ تَعدِلُ حَجَّةً ، وَمَن فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِهِ ، وَأَنَّ " مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلعَبِيدِ "

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لما وَفَّقتَ إِلَيهِ عِبَادَكَ الصَّالحِينَ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَلَينَا , وَانصُرْنَا وَلا تَنصُرْ عَلَينَا , وَامكُرْ لَنَا وَلا تَمكُرْ عَلَينَا , وَاهدِنَا وَيَسِّرْ هُدَانَا إِلَينَا .
</B></I>

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
عود لسانكَ على ؛
* اللهم اغفِر لي *
فإن لله ساعات لايرد فيها سَائلاً
أخر مواضيعي
قديم 29-07-2011, 07:43 AM   #2
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )

جزاك ألله ألف خير أخي ألحبيب في الله فكل مواضيعك
رايعة وممتازة جعلها ألله في ميزان حسناتك وكل عام
وأنتة في خير أنشاء ألله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-2011, 06:45 PM   #3
ابن روزه
مراقب عام
 
الصورة الرمزية ابن روزه
 







 
ابن روزه is on a distinguished road
افتراضي رد: رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )

جزاك الله كل خير وبارك فيك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
ابن روزه غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-2011, 08:13 PM   #4
سالم الدوسي
 
الصورة الرمزية سالم الدوسي
 







 
سالم الدوسي is on a distinguished road
افتراضي رد: رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )

شيخنا الفاضل
جزاك الله خير
جعله الله في ميزان حسناتك
وكل عام وانتم بخير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

, ,
[hr]#ff0000[/hr]
أخر مواضيعي
سالم الدوسي غير متواجد حالياً  
قديم 30-07-2011, 08:55 AM   #5
ابو احمد العدواني
مراقب عام
 
الصورة الرمزية ابو احمد العدواني
 







 
ابو احمد العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
أخر مواضيعي
ابو احمد العدواني غير متواجد حالياً  
قديم 01-08-2011, 12:04 AM   #6
الجارح 1432
 







 
الجارح 1432 is on a distinguished road
افتراضي رد: رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )

جزاك الله خير
الجارح 1432 غير متواجد حالياً  
قديم 01-08-2011, 12:54 AM   #7
رفيعة الشان
 
الصورة الرمزية رفيعة الشان
 







 
رفيعة الشان is on a distinguished road
افتراضي رد: رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )

جزآك الله خير أخي الكريم , وجعلها بموازين حسناتك
غفر الله لك ولوالديك

شكرا لك .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً ❤
أخر مواضيعي
رفيعة الشان غير متواجد حالياً  
قديم 01-08-2011, 01:17 AM   #8
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )

جزاك الله خير
وجعله الله في موازين حسناتك

واسأل الله العلي القدير أن يكتب لنا ولكم الاجر والمغفرة

بارك الله فيك
تحيتي و تقديري
:: رسباء ::
أخر مواضيعي
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-2011, 02:45 AM   #9
أبوعدي

مراقب عام
 
الصورة الرمزية أبوعدي
 







 
أبوعدي will become famous soon enough
افتراضي رد: رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )

جزاك الله خير
وجعله الله في موازين حسناتك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
إذا أردت أن لا تندم على شيء فـ افعل كل شيء لوجه الله...
أخر مواضيعي
أبوعدي غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : رمضان قد حضركم ( خطبة رائعة )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبه (رمضان قد حضركم) طارق الكناني أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1432 هـ 2 29-07-2011 03:35 AM
خطبة رائعة :دعوة للتغيير قبل رمضان ابراهيم السعدي أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1431 هـ 4 08-08-2010 08:23 PM
.::شجرة الصلاة _ تجربة عملية رائعة _عيشوها مع أبنائكم - مناسبة لشهر رمضان:. magedology المنتدى العام 2 05-07-2010 11:08 PM
.::شجرة الصلاة _ تجربة عملية رائعة _عيشوها مع أبنائكم - مناسبة لشهر رمضان:. magedology المنتدى العام 3 05-07-2010 10:46 PM
خطبة رمضان فهد الغبيشي أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1428هـ 18 15-09-2007 01:04 PM


الساعة الآن 12:21 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved