عبدالرحمن الفارسي: هدفي أن يكون للناس هواية

[عذبة الاوصاف]

بألوان مفرحة وأجنحة محلقة في السماء تلامس السحب وتبعث السعادة في نفوس الجميع استطاع فريق الفارسي للطائرات الورقية أن يحلق عالياً باسم الكويت في المهرجانات العالمية ويدخل اسمها في موسوعة غينس للارقام القياسية، وتكاد تكون طائراته قاسماً مشتركاً في الاحتفال بأغلب المناسبات الوطنية المحلية وامتدت شهرته إلى بلدان الخليج العربي والعالم كله .

ويحلم مؤسس ورئيس فريق الفارسي للطائرات الورقية عبدالرحمن الفارسي باتحاد رياضي للهواية وباهتمام أكبر من جانب المسؤولين وبالمزيد من النجاحات لهذا الفريق .

البداية كما يرويها الفارسي كانت طائرة ورقية صغيرة أهديت إلى نجله فارس في عام ،1995 توقف عندها محدقاً إلى عالم احترافي يشرف من خلاله بلاده في محافل دولية، بعد تحطيمه الأرقام القياسية في هذه الرياضة التي يراها البعض مجرد لعبة يلهو بها الأطفال، لكنها في الواقع أصبحت رياضة عالمية لها عشاقها، ومتابعوها وتجارها الذين باتوا يدخرون الملايين بفضلها .

ويشير الفارسي إلى أنه أخذ من هدية ابنه البسيطة فكرة للوصول إلى العالمية، حتى دخل كتاب موسوعة غينيس ليسجل إنجازاً باسم بلاده، وكانت بداية الاحتراف كما يقول رحلة إلى جنوب إنجلترا عام ،2003 اشترى خلالها ثلاث طائرات ورقية، وعندما عاد بها إلى الكويت قرر أن يدخل عالم الاحتراف، حتى تم الاتصال بأكبر مصنعي الطائرات الورقية في العالم وهو بيتر لين المشهور بتصميمه الطائرات الحربية، وسرعان ما تحقق الحلم، حيث تمكن الفارسي من اقتناء أكبر طائرة عالمية بمقياس قارب ال 25 - 42 متراً، وتطور وضع الفريق حتى بدأ بإطلاق الطائرات الحركية ذات الخيوط الأربعة وذات الخيطين، إضافة إلى الطائرات العملاقة بحبل واحد، ومن ثم المشاركة بمهرجانات عالمية، والحصول على لقب أكبر فريق في الشرق الأوسط بامتلاكه أكثر من 200 طائرة، إلى أن نجح في الدخول لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، ورفع اسم بلاده في المحافل الدولية . ويضم فريق الفارسي30 شخصاً وهم من الأقارب والأصدقاء والجيران، ويرحب الفريق بانضمام أي شخص لديه رغبة في ممارسة هذه الرياضة، ولا يمانع في ذلك لأن هدفه في النهاية أن يكون للناس هواية .

وعن تقبل المحيطين به للفكرة يقول: لا شك أن هناك حتى الكثير من الناس يستغرب قيام رجل في مثل سني بتطيير الطائرات الورقية، وفي الواقع إن هذا الاستغراب موجود في دول أخرى، حيث يعتقد البعض أن هذه الهواية للصغار فقط، وذلك نابع من عدم معرفة الطبيعة الحقيقة لهذه الرياضة، فمثلا أذكر ان هناك مهرجانا أقيم في إندونيسيا وحضر أكثر من فريق بعدد يفوق ال 200 شخص، وهناك فرق عبارة عن قرى كاملة إذ تجد ان كل طائرة تأتي معها قرية كاملة! وذلك لاعتقادهم بأنه من العيب أن يمسك بالطائرة الضخمة عدد ضئيل من ممارسي هذه الهواية وتفلت منهم، لذا يلجأون لتكثيف عدد المشاركين أو إحضار سيارات يقومون بربط الطائرات بها!

وعن تجربة الفريق مع موسوعة غينيس، يقول الفارسي كان من المفترض أن نحصل على هذه الجائزة عام ،2004 ولكن إحدى الصحف البريطانية أخرت ذلك عند نقلها للخبر، حيث إن الطائرة التي قمنا بتطييرها كانت بطول 1000 متر أي 11 ألف قدم، لكن تلك الصحيفة ذكرت أن طول الطائرة هو 1000 قدم عكس الأوراق، وفي عام 2005 طلبوا منا أن نزودهم بتصوير فيديو عن تطيير تلك الطائرة في الجو بحيث لا تلامس الأرض لمدة 20 دقيقة، وبفضل الله تمكنا من ذلك بحضور الوزير الشيخ أحمد الفهد وعدد من النواب، حتى تم منحنا هذا الشرف في 15 فبراير/شباط ،2006 وفي عام 2008 نشر ذلك رسميا في كتاب غينيس .

وعن الفارق بين المشاركات في مهرجانات ومناسبات في الخارج والخليج يؤكد الفارسي أن التطيير بالدول الغربية أفضل، إذ إننا نقوم بتجهيز موقع التطيير، وهناك يتم وضع سور يقوم على أعمدة من الحديد مربوط بشريط يحدد مكان التطيير، بحيث يمنع تجاوز هذا الشريط ودخول المكان المخصص له، على اعتبار أن الدخول الخاطئ لهذا المكان يعد خطراً نوعا ما لاسيما على غير المطيرين كون أن بعض الطائرات ضخمة ومربوطة بأحبال قد تؤدي إلى وقوع إصابات بخاصة عند الأطفال، فضلاً عن خطر ارتفاع ونزول هذه الطائرات وما قد يترتب عليه من حدوث مآس ومشكلات لا تتفق مع الهدف المنشود من التطيير .

يؤكد أن تكلفة الطائرة الواحدة تصل ما بين 250إلى 3000 دينار وهي ليست بالقليلة لذا فإنها هواية نادرة بين أبناء الكويت مشيراً إلى أن الطائرة الواحدة يترواح اطوالها من 3 إلى 50 متراً وتحمل أشكالاً مختلفة .

وعن تجربة تطيير الطائرات الورقية في البحر وليس البر يقول الفارسي كثيرون استغربوا الفكرة التي يصلح تطبيقها في أوروبا أكثر من الكويت، لأن أغلب الشواطئ هناك يتم تأجيرها بمقابل مادي وليس للعامة .

وعن شعبية فريق الفارسي يؤكد أنه حقق سمعة دولية ممتازة حتى أصبحت المهرجانات الدولية تطلبه للمشاركة، لاسيما أنه يملك طائرة عملاقة دخل بفضلها لموسوعة غينيس، كما أنه شارك بمهرجانات عالمية عدة وقدم خلالها جوائز باسم الكويت .

أما عن الاهتمام المحلي فيقول بفضل الله نشعر بتجاوب كبير واستطعنا أن نقنع الناس بفكرة تطيير الطائرات الورقية لأن البعض كان يعتقد أنها مجرد هواية بسيطة، بل إن الكثيرين لايزالون يعتقدون عند سماعهم لكلمة طائرات ورقية بأننا نستخدم الطائرات الورقية التي تباع بالبقالات بربع دينار، ولا يعلمون ماهية تلك الرياضة التي تحتاج لجهد وتعب وإعداد وتجهيزات وخبرات خاصة .

كما أننا نقيم كل عام مهرجان الفارسي للطائرات الورقية في منطقة بنيدر وهو مهرجان يقيمه الفريق، ويأتي ضمن مشاركته في فعاليات اللجنة العليا للاحتفالات بالأعياد الوطنية كأحد فرق مركز العمل التطوعي، كما يشمل فعاليات عدة منها اطلاق مجموعة مختلفة الأشكال والأحجام من الطائرات الملونة بمشاركة فرق أجنبية كالفريق الأول على مستوى العالم بالطائرات الحركية وفرق من المملكة المتحدة وأخرى من نيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية .

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد نتمنى منك المزيد