خلال المؤتمر الطلابي الثاني “المحادثات المستدامة” الذي نظمته كلية التقنية في أبوظبي، أثبتت الطالبات قدرتهن على محاكاة كل سبل الاستدامة، من خلال مشاريع قدمنها لأجل التعريف بأهمية الحفاظ على البيئة واستخدام الطاقة البديلة ونشر الوعي البيئي . ونجحت مشاريع إعادة تدوير وتوزيع الألعاب المستخدمة “بادر”، والحد من استهلاك الكهرباء، واحتساب انبعاث الكربون، لأهميتها الملموسة في تقديم نتائج متميزة في الاستدامة .
بلغ عدد المشاركين أكثر من 250 منهم الطالبات والخريجات وأعضاء هيئة التدريس، من كليات التقنية في أبوظبي ومدينة خليفة وكلية مدينة زايد وكليات التقنية العليا في العين، وقدمت الطالبات مجموعة من المشاريع التي تلامس تخصصاتهن . ويعد مشروع “بادر” لمجموعة من الطالبات من المشاريع المتميزة الفائزة ضمن المؤتمر، وفكرته إعادة تدوير النفايات من ألعاب الأطفال . ويعتمد المشروع، بحسب الطالبة عائشة صلاح، على جمع الألعاب المستهلكة من الحضانات والمنازل والمدارس وأي مكان يمكن أن تتوافر فيه، وتصنيفها بطريقة يمكن الاستفادة منها، فالألعاب البلاستيكية يعاد تدويرها، بينما هناك ألعاب يمكن إصلاحها وإعادة بيعها بأسعار مخفضة، وألعاب تستخدم لإصلاح ألعاب أخرى بأجزائها الصالحة . وتشير صلاح إلى أن للمشروع أهدافاً تربوية وتعليمية وتوعوية تسعى الطالبات من خلالها إلى نشر المعلومات الخاصة بتقليل استهلاك الألعاب، وعدم التعامل معها على أنها نفايات، بل هناك دائماً إمكانية لاستغلالها .
وتشير الطالبة إيمان العمودي إلى مشروع يوفر الطاقة الكهربائية أيضاً، ولكنه مخصص للأنوار، وتقول: “الهدف من المشروع توفير الطاقة الكهربائية في المنازل، فكلنا نعيش في غرف تضم عدداً من مصادر الإنارة الضوئية، ونسهو أو لا نبالي بإغلاقها حين خروجنا من الغرفة، ولذلك يفيد هذا المشروع في إغلاق الإضاءات بشكل تلقائي بواسطة حساسات .
سارة الهاشمي طرحت برنامجاً حسابياً لكمية الكربون المنبعث، وذلك من خلال عملية رياضية لاستهلاك منزل ما لكمية الطاقة المستخدمة فيه .
من تخصص الهندسة الإلكترونية، وبإشراف د . سالم سالم، مسؤول التخصص، تقول موزة عتيق الرميثي، عن مشروع “الاستدامة باستخدام الطاقة الشمسية”: “الهدف من المشروع توفير الطاقة والتقليل من الكلفة، وذلك عن طريق صفائح الطاقة الشمسية، وهو مخصص للمنازل والأماكن الصناعية .
مشروع “طاقة الرياح” لأسماء العمودي وهديل العمودي، يهدف إلى تحويل طاقة الرياح الحركية إلى كهربائية من خلال “محرك التوربينة”، فحين تنطق الرياح تحرك بدورها أجنحة المروحة المثبتة بذراع ضخم، فيتولد عن ذلك طاقة حركية تتحول بفضل المحرك التوربيني إلى كهربائية .
مريم مطر آل علي وعنود اسماعيل، قدمتا للطالبات شرحاً مختصراً عن مشروع “شمس” الذي تعمل عليه حكومة أبوظبي لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية، وفي ذلك تقول آل علي: “الهدف من المشروع تعريف الطالبات بجهود الدولة في توفير الطاقة البديلة عن طريق الحلول المستدامة، متمثلة بمشروع “شمس”، الذي يهدف إلى حماية البيئة من الانبعاثات الكربونية .
من تخصص الرياضيات، تقدم فاطمة الحوسني ومنال الطنيجي وغدير المستكاء مشروع عملت كل منهن على جزء منه، ويهدف إلى التوعية بأهمية التقليل من التلوث في كل من البر والبحر والجو، وذلك بصناعة ملصق توضيحي لحجم وكيفية التلوث في البيئات الثلاث، ومجسم يوضح بشكل تفصيلي كل نشاطات الحياة التي تضر بالبيئة، وبرنامج رياضي يحدد حجم الخسائر والتلوث البيئي الذي نعيشه .
من تخصص العلوم الصحية، قدمت الطالبات أسماء الصابري وعائشة الكندي وعائشة الجنيبي مشروع “الاستدامة في المستشفى”، ورصدن من خلال زيارات ميدانية لعدد من المستشفيات الأساليب التي يمكن من خلالها توفير الاستهلاك بشتى المجالات، بدءاً من تصميم المبنى وحتى الاستهلاك الورقي داخله، وتقليل النفقات المادية التي تتكفل بها الدولة في تلك المرافق . وبالإمكان، بحسب الجنيبي، تحويل الطاقة الكهربائية المستخدمة في الإضاءة وفي الأجهزة الصحية إلى طاقة شمسية، مما يقلل من التكلفة، وهذا ما ينطبق على التقنين في استخدام الورق والاعتماد على البرامج التقنية، واعتماد إعادة التدوير وفرز النفايات، وكل ذلك يؤثر في مستويات انبعاث الكربون مما يحافظ على البيئة خالية من التلوث” .
أما مشروع “الاستدامة في استخدام الورق” فقدمته عائشة المرزوقي وحنان المرزوقي، واستطاعتا ابتكار عملية حسابية باسم “التطبيق الورقي”، يمكن من خلالها التعرف إلى مستوى استهلاك الورق . ورصدت الطالبتان الحل بالتقنين من الاستخدام الورقي والتوجه نحو استخدام الحاسب الآلي في الأعمال .
مشروع “حساب كمية استهلاك المياه”، قدمته الطالبتان خولة المرزوقي وأحلام المنهالي، وهو عبارة عن عملية حسابية لكمية المياه المستخدمة في المنزل، تقول المرزوقي: “نعرف تماماً بفضل التوعية التي نحصل عليها أهمية ترشيد استهلاك المياه، إلا أننا لا نعلم كمية الماء التي نستهلكها يومياً كي نرشدها، ولذلك ابتكرنا عملية حسابية لتعرف الناس كم تستهلك من المياه في أنشطة يومهم الاعتيادية، وذلك بتحديد النشاط” .