معرض ينصف المواهب العلمية

[عذبة الاوصاف]

لكل منا هوايته التي يغرد من خلالها ليصل إلى العالم ويضع بصمته فيه، ومن هذه الفكرة انطلق المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة وهو يطلق معرضاً لطالبات الجامعات في الإمارات لعرض إبداعاتهن وابتكاراتهن في مجال الإعلام وغيره من المجالات، والهدف التنبيه إلى وجوب رعاية هذه المواهب والبحث عن غيرها لدعمها أيضاً، فوسائل الإعلام برعايتها المكثفة للبرامج الغنائية، أصبحت تعكس صورة مظلمة عن واقع الأشكال الأخرى من الإبداع لدى شبابنا وتوحي بخواء المحتوى الفكري وغياب الابتكار لديهم .


أتت فكرة المعرض من إحدى المواد التي تدرس في الجامعة، وتقول أروى أحمد من جامعة الشارقة - تخصص طاقة متجددة عن المشروع الذي عملت عليه وزميلاتها: كانت الغاية تصميم منزل استهلاكه للطاقة معدوم، فشعرنا بالحماس وقمنا بتصميم مجسم لمنزل ينتج الطاقة بنفسه، بحيث راعينا المواد الخام التي يجب أن تستخدم في بناء البيت، والاتجاهات التي يجب أن يبنى عليها وحجم النوافذ وتوزيعها في الأمام والخلف، إضافة إلى توزيع الأشجار في الأمام والخلف وعلى الجانبين، حيث تشكل هذه التفاصيل الكثير من مصادر الطاقة للبيت .


عائشة سالم عبدالله الدحمي، من كليات التقنية العليا في الفجيرة، تقول عن مشاركتها وصديقاتها في المعرض: عرضنا نتاجنا الفني في مختلف المجالات، كالرسم والتصوير والتصميم والخط أيضاً، وأحببنا أن نقول من خلال مشاركتنا إن الفنون على اختلاف أنواعها تستحق القدر نفسه من الاهتمام، فالفارق الوحيد بين موهبة وأخرى هو مقدار الإبداع فقط .


وتعرفنا شيخة الشامسي من جامعة عجمان -كلية الإعلام إلى المشروع الذي عرضته، وزميلاتها قائلة: اسم المشروع “فكرتي بداية مشروعي” ونفذناه بالتعاون مع مجلس سيدات الأعمال، والفكرة تتمحور حول كيفية الترويج لمشاريعهن، ويتناول المشروع موضوع فتح الرخصة التجارية وتعليم مهارات التسويق لمشاريعهن، وشاركنا بالعديد من المعارض بترويج لهذه المشاريع وحصلنا على جوائز عدة من خلال مشاركاتنا .


موزة محمد السويدي “كلية الإعلام - جامعة عجمان” تقول عن مشروعها: كانت الحملة التي قمنا بها بالتعاون مع دائرة التنمية السياحية، التي تتبنى مواهب الطالبات في جامعة عجمان، وتعرض لديها تصميماتهن الغرافيكية، أو الأفلام الوثائقية التي يصورنها .


وللأفكار الجميلة مكانها أينما حلت، وهذه حال الفكرة التي انطلق بها مشروع مريم محمد الحوسني - جامعة عجمان وصديقاتها، وتقول: مشروعنا يقوم على التعاون مع مصرف عجمان لتقديم بطاقة خاصة للطالب، وعرض خاص بالجامعة فقط بحيث تكون رسوم هذه البطاقة رمزية، أو معدومة في حال قام الطالب بسداد ما عليه قبل نهاية الشهر، وما يميز الفكرة أنها طلابية، إذ اقترحها الطلبة على المصرف ورحب بها، ونظمنا حملة توعية كبيرة خاصة بالموضوع في الجامعة بالإضافة إلى مشاركتنا بالعديد من المعارض .


مشروعنا يركز على حملات التسويق لمختلف المجالات، هكذا تعرفنا آمنة راشد البدري من جامعة عجمان -كلية الإعلام قسم العلاقات العامة بمشروعها وصديقاتها . وتقول: حاولنا أن نعرض مواضيع مختلفة لأعمالنا وتصاميمنا الترويجية كالمواضيع التراثية، وكتيّبات تتحدث عن تاريخ الجامعة، وحملة تسويقية تتحدث عن كلية الإعلام، وحاولنا أن نعرض إبداعاتنا وتصميماتنا المختلفة في مجال الصحافة والإعلان .


وتعبّر محبوبة عبدالرحمن، من جامعة الشارقة كلية الاتصال - قسم العلاقات العامة، عن سعادتها بالمشاركة في المعرض، وتقول: وجودنا فيه يتيح لنا فرصة التحاور مع طالبات الجامعات الأخرى بشأن واقع الإعلام وتطوراته وتحولاته، ويسمح لنا بالاستفادة من المعلومات المتوافرة لدى الآخرين لنستفيد منها في مشاريع التخرج .


وعن المشاريع التي شاركت بها هي وزميلاتها تقول: شاركت جامعتنا من خلال العديد من الانجازات لكليتي الاتصال والهندسة، ومن أهمها مشروع النشرات الإخبارية المطبوعة، والتي يقوم طلبة الكلية بإعدادها بالكامل تحت إشراف المدرسين، من دون اللجوء لمساعدتهم في أي من خطوات العمل .


نجلاء العبدولي - المسؤولة الإعلامية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة- تحدثنا عن الغاية من المعرض قائلة: إنه عرض لأعمال وابتكارات الطالبات من الجامعات المشاركة، ويتضمن أفكارهن الإبداعية ومشاريع تخرجهم اللافتة للانتباه، وتؤكد أن المعرض يهدف إلى الوصول للأفكار الشابة الجديدة في المجال الإعلامي، لتعرف المؤسسات الحكومية والمؤسسات الإعلامية بها، كما يتسنى للطلبة في هذه الملتقيات الثقافية أن يحتكوا بالميدان العملي بشكل مباشر وبالمؤسسات، بحيث يستطيع كل طالب تحديد المجال المطلوب في سوق العمل، إضافة إلى قدرته على تحديد مجال تميزه الذي عليه أن ينميه .

الظهور حق الجميع

تقول صالحة عبيد غباش “المديرة العامة للمكتب الثقافي والإعلامي” في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة عن فكرة المعرض والغاية منه: لفتت انتباهي اختراعات الفتيات في مختلف جامعات الإمارات وأحببت أن ألقي الضوء عليها بطريقة مدروسة فربطتها بموضوع المسابقات الغنائية والعلمية لتكون موضوعاً للملتقى، لأن العلم الذي يعبر عنه هذا المعرض يشكل الجوانب المختلفة للإبداع بما فيها الفنون ومجالات الإعلام المختلفة، التي تبقى بعيدة عن دائرة الضوء مقارنة بالغناء مثلاً . لهذا كانت الغاية من المعرض أن نوصل رسالة تقول: المواهب الشابة بمختلف اختصاصاتها العلمية والفنية والإعلامية تستحق أن تحصل على فرص متساوية في وسائل الإعلام لتأخذ هذه الفئات حقها في الظهور ولضمان توازن صورة المجتمع أيضاً .