سلطان يبارك إطلاق مشروع مليحة للسياحة البيئية في الشارقة

[عذبة الاوصاف]

بارك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إطلاق مشروع تطوير مليحة، أحد أكبر المشاريع البيئية السياحية في دولة الإمارات والمنطقة الذي تم الإعلان عنه للمرة الأولى يوم أمس، خلال برنامج الخط المباشر عبر إذاعة وتلفزيون الشارقة، وأطلق المشروع بالتعاون بين هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعة في الشارقة، وإدارة الآثار بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة .

أوضح سموه في مداخلة له على برنامج الخط المباشر، قائلاً: “إن التطوير المقصود لمثل هذه البيئة المتنوعة المهمة لايعني تخريبها بكثرة الأبراج والمباني التي تذهب بمعالمها المتميزة، بل تطويرها بما يتناسب مع بيئتها ومكانتها، وجعل أهلها يعملون فيها بتوفير فرص عمل مستدامة وراقية تدرب الإنسان على التعامل الراقي مع البيئة، ومكوناتها الطبيعية والحيوانية، باعتبارهم جزءاً من الرقي الذي يميز المجتمع”، وبيّن سموه أنه بصدد إصدار مرسوم أميري سينشر في الصحف الرسمية يحدد بموجبه مساحات المشروع، وتشريعات الحماية الخاصة بمكوناته المختلفة .

وأكد سموه، أن إمارة الشارقة تمضي قدماً في اعلان المزيد من المشاريع التي تعزز مكانتها السياحية والبيئية والاقتصادية، خلال الفترة القريبة المقبلة، بما يعود على أبنائها بالمزيد من الرفاهية والتطور والسمعة العالمية المهمة في بناء وتطوير مشاريع راقية، وأن حكومة الشارقة حريصة على إدراج معظم مشاريعها في المواقع السياحية المعتمدة عالمياً، بما تمتلكه من مقومات مختلفة باعتبارها بيئات مختلفة تضم العديد من المجالات في موقع واحد، وأن تصورات سموه في هذا المجال أن يتاح تحويل مثل هذه المشاريع إلى مناطق حية، ينعم فيها الجميع بأعلى مستويات الراحة والاستجمام المتوائم، مع تلبية متطلبات البيئة السليمة والآمنة .

ويمتد المشروع على مساحة 25 ألف هكتار، ويقع على بعد 40 دقيقة من خورفكان و90 دقيقة من مدينة الشارقة، وتتولى تنفيذه شروق بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، وإدارة الآثار التابعة لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وسوف يتضمن منشآت ومرافق سياحية وترفيهية وسكنية من قبيل المنتجعات والشاليهات والمطاعم والمقاهي ومركز للزوار، إضافة إلى مركبات مخصصة للجولات داخل المحميات الطبيعية، وسيتم تطوير المشروع على مراحل عدة .

وفي هذه المناسبة قال مروان بن جاسم السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”: “خلال اجتماعنا مع سمو الحاكم مؤخراً، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، والشيخ خالد بن سلطان القاسمي رئيس “بيئة”، تحدثنا عن أكثر من 24 مشروعاً ضمن إمارة الشارقة، وتم التطرق إلى أهمية إسعاد الناس بمشروع جديد يتم إطلاقه خلال أيام الإجازة، فكان مشروع مليحة للسياحة البيئية، هذا هو المشروع الثالث الذي يتم بين شروق وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، بعد مشروعي كلباء للسياحة البيئية، ومشروع جزيرة صير بو نعير” .

وأشار المدير التنفيذي لشروق إلى أن المشروع سيتم تنفيذه على مرحلتين، تتضمن المرحلة الأولى إنشاء مركز الزوار الذي يتضمن مبنى في موقع مميز وقريب من مقبرة أم النار الأثرية، حيث ستتوافر فيه معلومات كاملة عن آثار وتاريخ المنطقة، إضافة إلى استراحات ومقاه للزوار، كما سيتم إعادة تأهيل الحياة البرية في ضمن المشروع وتنظيم المواقع الأثرية، وتنظيم رحلات سياحية للمشروع، ومن المؤمل أن تنتهي المرحلة الأولى نهاية العام ،2014 وستتضمن المرحلة الثانية من مشروع مليحة السياحي البيئي تطوير عدد من المرافق السياحية منها: منتجع سياحي وشاليهات في مواقع مختلفة، ومطاعم ومقاه، ومناطق للأنشطة والفعاليات .

وأضاف السركال: “سيضيف هذا المشروع الكثير لأهالي مليحة، ولن يؤثر فيهم في أمور الرعي والدخول من وإلى المنطقة، كما سنعطي فرصة للمستثمرين في الاستثمار في هذا المشروع بما يضمن تنشيط الحركة الاقتصادية، وسيكون الهدف الترويج للمنطقة من مرافق، وآثار، وحماية بيئية وأخرى”، وتوفير فرص العمل تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وقد اشتركنا مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية وإدارة الآثار لجعل المنطقة معتمدة عالمياً حسب تصنيف اليونسكو وبتعاون مع جهات أخرى مثل المجلس البلدي وهيئة التخطيط والمساحة، وسيكون المركز الخاص للزوار أول المرافق التي سيتم تطويرها في المشروع” .

واختتم السركال حديثه بالدعوة من خلال برنامج البث المباشر إلى سكان المناطق المشمولة بالمشاريع في إقامة مجالس نقاشية مشتركة، بحضور جميع الجهات ذات العلاقة بتطوير المشاريع، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة لإشراكهم في إنضاج أفكار المشاريع وتطويرها، والعمل على تظافر الجهود لإنجاحها باعتبارها ليست مشاريع شروق فقط، وإنما هي مشاريعهم جميعاً، وحث الجميع على توجيه رسالة في أهمية المحافظة على البيئة والاستمتاع بالمكان وعدم التأثير في طبيعتها أو في الناس القاطنين في المنطقة .

وأضاف بأن المشروع يتضمن صيانة المزارع المحيطة بالمنطقة المحمية، وتشجيع المحافظة على الإبل والمواشي الأخرى، وزراعة المحاصيل المختلفة، لاسيما أنه يمكن الاستفادة منها في إمداد المنتجعات والشاليهات والمطاعم التابعة للمشروع .

وسيتم الإعلان عن المرحلة الثانية من المشروع التي تتضمن إنشاء مرافق ومنشآت سياحية وترفيهية، ومطاعم في وقت لاحق، ولفت السركال انظار المجتمع لاسيما الاطفال، نحو الاهتمام والعناية بالبيئة والمكتسبات الطبيعية لدولتنا، وسيوفر كل مشروع فرص عمل للمواطنين في المنطقة، ليكونوا خلاله مسؤولين عن حماية بيئتهم وديمومة تميزها وتطورها” .

على صعيد متصل قالت هنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية: “منطقة مليحة عبارة عن متحف جيولوجي مفتوح للزوار يضم حفريات تعود إلى ملايين السنين، وهناك خطة لادارة هذا المشروع في ضوء نتائج الدراسات والمسوح، حيث نسعى إلى تغيير فكرة ان المحمية عبارة عن مكان مغلق، فنحن لدينا مقومات وتنوع حيوي ومناظر خلابة، وهذا منتج جديد نطمح من خلاله إلى تعريف الجميع بأهمية التنوع البيئي، والحفاظ عليه” .

وأضافت: “لقد وجدنا تنوعاً هائلاً حصل في المنطقة بمجرد إغلاقها وإعلانها محمية طبيعية، وحدث هذا في فترة لاتزيد على سنة ونصف السنة، ونحن بصدد إطلاق الكثير من الحيوانات التي تتفاعل مع هذه البيئة، وحالياً نعمل على ترتيب أمور السياج المحيط بالحديقة بعد أن أثبت نجاحه وكفاءته بتجربته في افريقيا، وسيتم إطلاق مجموعة من الحيوانات تباعاً، كما تم انجاز 95 في المئة من مباني الطيور التي تم إحضارها من مختلف المواقع العالمية، وتم تدريبها في كلباء، وسيتم اطلاقها بمجرد تحسن درجات الحرارة خلال الفترة القليلة المقبلة، اما موقع التعليم، فسيتم البدء في عملية تطويره في سبتمبر المقبل، كما سيتم تخصيص بعض المناطق للتسييج وبناء المركز الخاص لزيارة المنطقة بداية ،2014 كما سيتم تخصيص مرافق لإطلاق بعض الحيوانات، وسنفتح المنتزه الواقع قرب حدود الحفية في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2013” .

بدوره قال عيسى عباس حسين مراقب المسح والتنقيبات الأثرية - إدارة الآثار “يتألف موقع مليحة التاريخي القديم من مستوطنة زراعية واسعة تحتوي على مختلف الكنوز الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصور الحجرية، بما يجعل هذا الموقع أحد أكثر المواقع تنوعاً في المنطقة وأبرزها من حيث الأهمية الأثرية . وكان يعتقد حتى وقت قصير مضى أن أقدم الاكتشافات الأثرية المسجلة في المليحة يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، قبل اكتشاف مقبرة أم النار في الموقع ليدفع بتاريخ المنطقة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد” .