اليوم العالمي للبيئة مناسبة لتكريم المبادرات الإماراتية

[عذبة الاوصاف]

تشهد الإمارات تقدماً سنوياً في مجال حماية البيئة عبر البلديات والجهات المهتمة بها التي حققت خطوات مهمة تجسدت في الحصول على بيئات صحراوية وجبلية وساحلية نظيفة، وشوارع تزينها الأشجار والأزهار، بالإضافة إلى تفعيل إسهام المؤسسات والمدارس في مجال صون البيئة والتوعية بصور الحفاظ على مكوناتها .

ولعل احتفال العالم في 5 يونيو/ حزيران من كل سنة باليوم العالمي للبيئة، مناسبة للتعرف إلى أهم الإنجازات التي حققتها تلك الجهات والمشاريع التي تعمل عليها .


أوضحت هنا السويدي، رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، أن الهدف الرئيس للهيئة حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية والحفاظ على تنوعها الحيوي وتوازنها الطبيعي من أجل حياة أفضل لأجيال الحاضر والمستقبل . وقالت: تعمل الهيئة جاهدة في سبيل تحقيق هذا الهدف من خلال عدة محاور، منها إنشاء عدد من المحميات الطبيعية في بيئات الشارقة الجبلية والصحراوية والبحرية، ومنها محميتا الحفية وأشجار القرم في كلباء، وواسط، وتشجير محمية المنتثر في البطائح .


وأضافت: أطلقنا عدداً من مشاريع السياحة البيئية بالتعاون مع هيئة الشارقة للتطوير والاستثمار “شروق”، ونعمل على سن القوانين والقرارات الإدارية لحماية الحيوانات والطيور، ونشر التوعية والتثقيف البيئي، وتفعيل دور أجهزة الإعلام، وتعزيز مبدأ التطوع في دعم جهود حماية البيئة .


وأشارت إلى أنه من أبرز خطط الهيئة في مجال حفظ الحيوانات المهددة بالانقراض برامج الإكثار في مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض التابع للهيئة بهدف الحفاظ على تلك الأنواع من الحيوانات، وإيجاد نسل جديد منها، العمل على إطلاق بعض تلك الحيوانات لتحيا في بيئتها الأصلية .


وقالت: نعمل من خلال ورشة العمل الدولية للحفاظ على الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في بيئات شبه الجزيرة العربية التي تنظمها الهيئة سنوياً منذ أربعة عشر عاماً .


وقال حسين لوتاه، مدير عام بلدية دبي: إنها تنفذ مبادرة اقتصاد أخضر للتنمية المستدامة بتبني مجموعة من المشاريع المستقبلية في مجالات البيئة، مثل استخدام الطاقة الشمسية في إنارة الحدائق العامة وسخانات المياه في مقاصب دبي، بالإضافة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة في تشغيل أنظمة الري بشكل كامل .


وأضاف: تنجز بلدية دبي مجموعة من المشاريع والمبادرات المتميزة في الحفاظ على البيئة ومنها، استخراج غاز الميثان من مكب النفايات العامة في القصيص لإنتاج الطاقة المستدامة من أجل المحافظة على البيئة وخفض البصمة الكربونية .


وعن المشاريع التي تقوم بها البلدية حالياً من خلال إدارة المشاريع العامة، قال: ننفذ مشروع سوق السمك مكان الحالي، بتطبيق معايير المباني الخضراء بنسبة 100%، بالإضافة إلى المتحف البحري، وهو متحف للأحياء المائية مستوحى من شكل الحلزون الطبيعي بإطلالة رائعة على محمية رأس الخور للاستمتاع بمشاهدة الطيور النادرة والطبيعة المبهرة للمحمية، بالإضافة إلى مشروع سوق الفهيدي القريب من متحف الفهيدي الذي تتجاوز مساحته 27 ألف متر مربع، ويتميز بالطراز المعماري التراثي الأصيل، وتستخدم فيه الطاقة الشمسية في الإضاءة، وتسخين المياه، والحفاظ على الهواء المبرد .


وأشار حميد المعلا، مدير إدارة الصحة العامة والبيئة في بلدية عجمان، إلى أن من أهم ما أنجزته من النواحي البيئية في العام الماضي، الكشف عن مصادر الانبعاثات الغازية، والمنشآت التي تعمل ليلاً بشكل غير قانوني، وإلزام المنشآت بالمتطلبات اللازمة للعمل الليلي والتأكد من نسبة الإزعاج .


وقال: انتهت توسعة شبكة الصرف الصحي في منطقة الرميلة وبدأ ربطها بالشبكة، ويجري ربط محطة المياه المعالجة بمنطقة الحليو الزراعية للاستفادة منها في الزراعة وري الأشجار، والمحطة ستضخ مياهاً معالجة بطاقة إنتاجية تصل إلى 5 ملايين جالون يومياً .


وأضاف: نعمل على وقف صب مياه الصرف الصحي في بركة الصرف استعداداً لإغلاقها ومعالجتها، وتحويل الصهاريج إلى محطة المعالجة، ومراقبة جميع مصادر الحمولات المرفوضة، والمياه المرتجعة .


أحمد المهيري، مدير إدارة الزراعة والحدائق العامة في بلدية عجمان، قال: أقمنا العديد من المبادرات البيئية، مثل مبادرة “بلا أكياس بلاستيكية” التي شملت إمارة عجمان، وزرع إلى الآن أكثر من عشرة آلاف شجرة في محمية القرم في الزوراء . وصدر مرسوم بخصوص إنشاء محمية “النسيم” في المنامة لزراعة تلك المنطقة بأشجار السمر والسدر ومدّها بالحيوانات البرية، مثل الغزلان والظبي لإعادة تأهيلها، واعتمادها مثل باقي المحميات .


وأضاف: لدينا استراتيجية لزراعة 5% من إجمالي مساحة الإمارة، وفي إطارها تزرع حديقة الورقة في مصفوت بمساحة 80 ألف متر، ومن المقرر افتتاحها هذا العام وتتصف بتنوع أشجارها وتصاميمها المتوافقة مع البيئة الجبلية للمنطقة، وهناك حديقة أخرى اسمها النسيم في المنامة وتبلغ مساحتها 25 ألف متر مربع، تفتتح أيضاً العام الجاري .


وأكد أن الإدارة تعمل على زراعة شارع الشيخ محمد بن زايد في عجمان بمساحة أكثر من 130 ألف متر مربع وبطول 8 كيلومترات تقريباً، وري المزروعات بمياه الصرف الصحي المعالجة، والعمل على زراعة وتجميل ما تحت كل الجسور في عجمان، ومن ضمنها جسر الشيخ خليفة بن زايد الجديد .


وأشار أحمد الحمادي، مدير عام دائرة الأشغال والخدمات العامة في رأس الخيمة، إلى إطلاقها خدمة “راقب” للحفاظ على البيئة والنظافة العامة والتخلص من ظاهرة رمي النفايات والمخلفات العشوائية في الأماكن العامة والمحافظة على البيئة، والارتقاء بمستوى نظافة الإمارة .


وعن الأعمال المنفذة قال: قمنا بتركيب نظام معالجة الروائح المنبعثة من محطات الضخ ومحطة تفريغ الصهاريج ومحطة معالجة الصرف الصحي، وإيقاف تفريغ الحمأة في مكب الجزيرة، بالإضافة إلى تخصيص مكب لمخلفات البناء، وتركيب أغطيه من مادة الألمنيوم لجميع محطات الضخ ومعالجة الصرف الصحي، والمشاركة بعدد من حملات النظافة ومنها “نظفوا الإمارات” 2011 و،2012 لأنها حملة توعوية للصغار والكبار، والمشاركة في جميع حملات النظافة مع هيئة حماية البيئة، وإزالة بعض من المنازل المهجورة والمخلفات المتراكمة منعاً لتكاثر الحشرات والقوارض والأفاعي في المناطق والأحياء السكنية بالتعاون مع دائرة البلدية .


وأكد أن النظافة هي عنوان الحضارة، وأن الدائرة تسعى إلى الرقي بالمظهر العام للإمارة وتدعو إلى عدم رمي أي مخلفات بصورة عشوائية، مع ضرورة تأكيد السلوك البيئي والحضاري حتى يغدو سلوكاً اجتماعياً وتربوياً يورثه الآباء إلى الأبناء .


يتفاعل الأفراد أيضاً إيجابياً مع بيئتهم، ويقدمون ما بوسعهم في سبيل الحفاظ عليها، ما يعزز جهود المؤسسات . وقال مطر بن سعيد، موظف: تتميز الإمارات بتعدد بيئاتها والحفاظ عليها، ما يجعلها مقصداً للسياح من مختلف أصقاع الأرض للتمتع بجمالها ومستوى الحضارة التي وصلت إليه خلال السنوات الماضية .


وأكد أن الأفراد هم العين الحارسة لبيئتهم من أي خطر يحيط بها من خلال الاتصال بوسائل الإعلام، بخاصة الإذاعة التي توليها أهمية كبيرة، مشيراً إلى الأخذ بملاحظاتهم التي يقدمونها على وجه السرعة من أجل التدخل المبكر لو كان هناك أمر يستوجب ذلك .


وأوضح محمد الزعابي، متقاعد، أن إحياء تراث البيئات الإماراتية دفعة قوية للمحافظة على البيئة، ومن ضمنها المهرجانات التي تقام سنوياً، وتشهد محاكاة حياة الأهالي في السابق، والظروف التي مروا بها للتغلب على الصعوبات التي كانت تواجههم، وفيها إشارة للاحتفاظ بالأدوات البسيطة التي كانت تستخدم في السابق وحث الناس على ترشيد استخدام الطاقة والحفاظ على البيئة سليمة لأجيال قادمة .


وأضاف: نستغل فصل الربيع في الرحلات إلى الصحراء بغرض التخييم، وأستغل تلك الفترة للتقرب من قلوب أبنائي وبناتي كي أوضح لهم أهم أهمية وجود هذه المنطقة في حياتنا، وأن استمرارها مرهون بمدى اهتمامنا بها وعدم السماح بإلحاق الأذى بها .


وأشار محمد آل علي، خريج جامعي، إلى أن الجيل الجديد مدرك تماماً لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويسعى بكل الطرق إلى أن يطوّر بلده ويحافظ على المستوى الذي حققه بين دول العالم، خاصة مع انتشار المبادرات التي تطلقها الجهات المعنية التي تدعو إلى صداقة البيئة من خلال الأفكار الإبداعية المتجددة، وتحمل في طياتها الكثير من القيم النبيلة للمحافظة عليها .


وقال: شاركت في أكثر من مبادرة بيئية، وتعلمت فيها مدى الحاجة إلى جيل الشباب لإكمال المسيرة التي بدأها الأجداد والآباء، خاصة أننا نملك المؤهلات والظروف الاقتصادية المناسبة لتبني أي مشاريع تزيد الاهتمام بالبيئة وتحقق نتائج إيجابية لبيئة مستدامة .

في الطريق الصحيح

أكدت حبيبة المرعشي، رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، أن الدولة رائدة في النشاطات البيئية في المنطقة


وقالت: نعمل على التفاعل مع القطاع الخاص منذ 15 سنة عبر مبادرات التدوير، ولدينا 8 برامج مع المؤسسات التعليمية والدوائر، مع كل هذا لم نصل إلى ما نطمح إليه، لكننا ماضون في الطريق الصحيح .


وأضافت: نكرّم في اليوم العالمي للبيئة الأوائل على مستوى المدارس والشركات التي ساهمت بإعادة التدوير معنا، إذ إننا نغير بجهودهم مسار آلاف الأطنان التي تصل إلى المصانع ليعاد تدويرها، والمساهمة في تخفيف غاز ثاني أكسيد الكربون، وترشيد استهلاك الماء والكهرباء، ونقيم في اليوم العالمي للبيئة معرضاً فنياً لطلبة المدارس للمشاركة في تشكيل المجسمات من النفايات المصنوعة من الورق والزجاج والألمنيوم .


وأشارت إلى أن البيئة ليست مجرد موضوع للاحتفاء به في أحد أيام السنة، بل متعلق بحياتنا كلها، وهي رسالة يجب أن ندرك معناها، وأن يبادر كل شخص لتقديم ما بوسعه لبيئته .

[محمد الساهر]

الف شكر الله يعطيك الف عافيه على موضوعك كما أتمنى للجميع الفائدة