نجحت مبادرة إنسانية أطلقتها خمس طالبات مواطنات من جامعة زايد، أخيراً، في جمع 54 ألف درهم لتسديد ديون مستحقة على عدد من السجناء المعسرين ومساعدة أسرهم، وذلك تفاعلاً مع الحملة المشتركة التي أطلقتها وزارة الداخلية ممثلة في «صندوق الفرج» وصحيفة «الإمارات اليوم»، بهدف مساعدة السجناء المعسرين، الذين يقبعون في السجن بسبب قضايا مالية، والإفراج عنهم. وتمكنت مبادرة الطالبات من تسديد ديون مستحقة على عامل، سوري الجنسية، تبلغ قيمتها 9000 درهم، إذ سيتم الإفراج عنه خلال الأيام المقبلة، فضلاً عن سداد نصف مبلغ مستحق على نزيل مواطن من إمارة الفجيرة، وتقديم مساعدات مالية لأسرتي سجينين آخرين.
وقالت الطالبات، مريم عيد المزروعي، علياء آل علي، مريم محمد المزروعي، ريم الشامسي وحمدة البريكي، إن «فكرة الحملة جاءت تفاعلاً مع الأهداف الإنسانية النبيلة التي يسعى إلى تحقيقها (صندوق الفرج)، إذ قررن أن يكون مشروعهن الدراسي لهذا العام، المقرر عليهن في كليات الإدارة، هو تنظيم حملة تبرعات بين زميلاتهن في الجامعة لمصلحة مساعدة السجناء المعسرين وأسرهم، وسداد المبالغ المستحقة عليهم».
وأشارت مريم المزروعي إلى أن «الحملة نجحت في جمع نحو 54 ألف درهم في أقل من شهر، وتم التنسيق مع المسؤولين على (صندوق الفرج)، لاختيار الحالات الإنسانية المستحقة لهذه التبرعات»، منوهة بـ«تجاوب الصندوق مع مبادرتهن، إذ تم تحديد نزيلين من السجناء واثنين من أسرهم، لتقديم المساعدة إليهم».
ودعت جميع القادرين من أفراد المجتمع إلى «تقديم الدعم المالي لتسديد ديون السجناء المعسرين ومساعدة أسرهم في تلبية احتياجاتهم اليومية في ظل غياب عوائلهم»، معتبرة أن «مبادرة (صندوق الفرج) التي أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع صحيفة (الإمارات اليوم)، لمساعدة السجناء المعسرين، تسهم في نشر روح التكافل الاجتماعي والعمل الإنساني».
وأعرب النزيل رأفت لقمان، سوري الجنسية، وهو ضمن المشمولين بمبادرة الطالبات، عن سعادته وشكره العميق لصندوق الفرج ومبادرة الطالبات اللاتي بادرن إلى مساعدته على سداد الدين المستحق عليه.
وقال إنه اقترض نحو 9000 درهم من أحد الأشخاص، لعلاج ابنته التي تبلغ ثلاث سنوات، ولم يتمكن من تسديد المبلغ المستحق لاحقاً، إذ تم إنهاء خدماته من ورشة لزينة السيارات، وتم توقيفه ليدخل السجن على ذمة هذا المبلغ، بعد أن رفض الدائن الانتظار، معرباً عن شكره العميق لمن ساعدوه في الخروج والعودة إلى أسرته، خصوصاً أنه لم يرَ ابنته منذ ولادتها، وأنه العائل الوحيد لأسرته.
يذكر أن وزارة الداخلية ممثلةً في «صندوق الفرج» وقّعت مذكرة تفاهم مع «الإمارات اليوم» بهدف التعاون على مساعدة الحالات الإنسانية من نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية من المعسرين، على مستوى الدولة، وتسوية قضاياهم المالية، وتسديد ديونهم المالية، والديات الشـرعية المترتبة عليهم، وتذاكر السفر، ومن ثم الإفراج عنهم.