محمد رحمة: أناور الأمواج بالدوران

[عذبة الاوصاف]

مصارعة الأمواج وتحدي جموحها هواية الشاب الإماراتي محمد حسن رحمة، الذي بدأ منذ ثلاث سنوات خطوات جادة في تأهيل مهاراته للمشاركة مستقبلاً في بطولات عالمية، وبالرغم من أنه موظف في “طيران الاتحاد”، ولديه مسؤوليات وظيفية معينة، استطاع الجمع بين العمل والهواية نظراً لشغفه الكبير في الاحتراف . معه كان هذا الحوار الذي يطلعنا فيه على فنون ومهارات هذه الرياضة وتفاصيل متطلباتها النفسية والبدنية .

أحدث دورة تدريبية شاركت فيها في أستراليا هل حققت النتائج المرجوة منها؟

- التظاهرات العالمية التي تقام في الدول الأجنبية لهذه الهواية مثيرة للغاية ولهذا أنوي تمثيل الإمارات في هذه المحافل العالمية لكن لا بد من تكثيف التدريبات، ومؤخراً كنت في أستراليا قضيت فيها 8 شهور أتدرب مع مدرب اسمه “نات غريغ” أسترالي يدرب محترفين فقط وأبطال العالم في هذه الرياضة، والحمد لله أنا راض عن كل ما تعلمته لأن هدفي المقبل هو المشاركة في بطولة العالم التي تقام في 12 دولة حول العالم، وأعتبر أول إماراتي في هذا المجال وأنا في طور الإعداد لهذه البطولة شهر فبراير العام 2014 في أستراليا .

لماذا اخترت هذه الهواية بالذات؟

- هوايتي المفضلة أمارسها على مياه الشواطئ فوق اللوح الخشبي، حيث تنطلق الإثارة وروعة الهواية وجمال الطبيعة والمناخ، لأنني مغامر بالدرجة الأولى وأهوى التحدي والهوايات الصعبة علاوة على أنني مللت من الهوايات الأخرى وجربت العديد، وحدث مصادفة عندما كنت في البحر تعرفت إلى شخص اسمه “كارل” من جنوب إفريقيا وهو ماهر في هذه الهواية وبدأ يقنعني بأن أجرب هذه اللعبة وعند أول تجربة نجحت من دون تدريب وأعجبتني التجربة وبدأت أمارسها بجدية إلى أن أحرزت مراكز جيدة في بطولات محلية .

رياضة الأمواج من بين الرياضات المكلفة، هل هناك جهة تتبناك؟

- لا توجد جهة تبنت موهبتي محلياً، وهي بالفعل رياضة مكلفة جداً، لكنني لا أقف عند هذه النقطة لأنني أريد تطوير مستواي الأدائي، وآخر رحلة تدريب كلفتني 400 ألف درهم حصلت عليها من البنك .

ما أهم المهارات التي تميزك؟

- كثرة التدريبات هي التي تصقل موهبتي وأهم ثلاث مهارات هي الحفاظ على التوازن المطلوب للأداء الناجح، والاستجابة التكتيكية مع حركة الموج وسرعة الرياح، والرشاقة في الحركة فوق اللوح .

نقطة الانطلاقة وركوب الموج من أين تبدأ؟

- بداية أنبطح على بطني فوق اللوح، واستعد لركوب الموجة وأجدف بكلتا يدي، إلى أن تتشكل أول موجة أكون أمامها مباشرة وأقف على اللوح ثم أنزلق عليها بعد أن تبدأ الموجة في رفع اللوح في اتجاه الشاطئ . وعلى أساسها أحدد عملية توجيه اللوح عبر وجه الموجة .

أصعب مهارة هي الحفاظ على التوازن مع تخبط الموج وحركته العشوائية كيف تسيطر عليه؟

- هناك وضعيات وقوف معينة على اللوح حسب مهارة الشخص، فالمبتدئون يقفون في وسطه، أما المحترفون فيقفون على مقدمة اللوح، وتحكمي في اللوح يأتي من خلال قيامي بمناورات صعبة مثل الدوران 180 درجة أصعب استعراض في العالم “البارل” عبارة عن شقلبة قد تكون خلفية أو أمامية والقفز في الهواء . موقف جميل أول مرة في حياتي أدخل موجة الكهف وهي تكون على شكل دائرة تلتف على الجسم من كل الجوانب، وبقيت اليوم بأكمله متأثراً وأشعر بالسعادة البالغة .

ما أفضل وقت لممارسة هذه الرياضة؟

- في الصباح الباكر عند بزوغ الشمس تكون شدة الأمواج مقبولة .

كيف تحمي نفسك من مخاطر الحوادث؟

- لا توجد طريقة معينة لأنني أتعامل من الموج والخطر في كل مكان، لكن بالتدريبات والتعلم المستمر أقوى مهاراتي وأحمي نفسي، لكن لا بد من أمور معينة لا بد أن تؤخذ بالاعتبار، وهي أنني لا أمارسها بمفردي وأفضل وجود مرافقين وممارسين محترفين تفادياً لتعرضي لأي خطر أو إصابة قد تنتج عن هذه اللعبة، والحذر واجب خاصة عند الهبوط من أعلى القمة فاحتمال الارتطام بالشعب المرجانية التي تكون قريبة من سطح البحر وارد جداً .

ما الشواطىء المناسبة لممارسة هذه الهواية في الإمارات؟

- شواطىء الفجيرة التي تشتهر بأمواجها الكبيرة، والمنطقة المقابلة لفندق “برج العرب” في دبي، وفي الإمارات لا تتشكل أمواج مناسبة لهذه الهواية على مدار السنة لأن ممارسة اللعبة تحتاج إلى أمواج قوية وكبيرة .

وما المناطق التي زرتها؟

- أنا شغوف بهذه الهواية لدرجة أنني أسافر في يومي عطلة نهاية الأسبوع وأجد متعتي في هذا . سافرت إلى جزيرة هاواي في أمريكا، وجزيرة “بالي” في إندونيسيا، وتعد أستراليا من بين أكثر البلدان التي تشتهر بهذه الرياضة، وفي كل مرة أذهب إلى أستراليا على الأقل أجد 500 شخص يمارسونها على الشاطىء والأغلبية في مستوى المحترفين . كذلك زرت دولاً عدة مثل جنوب إفريقيا وأستراليا وسريلانكا والمالديف .

أهم الفوائد التي اكتسبتها من هوايتك هذه؟

- التعامل مع البحر يتطلب جرأة وشخصية تهوى التحدي، وقوة التركيز في اللعبة هي متعة أخرى تجعلني أنسى هموم الدنيا ومشاكلها، كما أكسبتني هذه الهواية اللياقة البدنية والانضباط والتواصل الفعال مع الآخرين، فقد تعرفت إلى هواة كثر من كل أنحاء العالم .

[محمد الساهر]