600 أسرة مواطنة تحضر 56,6 ألف وجبة إفطار يومياً

[عذبة الاوصاف]

تعمل نحو 600 أسرة إماراتية من ذوي الدخل المحدود يومياً من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثالثة ظهراً، طيلة شهر رمضان في إنتاج مليون و700 ألف وجبة إفطار، وتنتج نحو 56 ألفاً و666 وجبة يومياً، ضمن مشروع “إفطار صائم” الذي تنفذه مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية .

ورصدت “الخليج” بالصورة والكلمة عمليات إعداد الوجبات في المنازل، والتقت بعدد من الأمهات المشاركات ومشرفي المواقع والمنسقين، الذين أكدوا التزام جميع الأسر هذا العام بالاشتراطات المطلوبة، والالتزام بتعديل الملاحظات كافة التي تم إبلاغهم بها قبل توقيع العقود، مشيرين إلا أنه لم يتم رصد أي مخالفة في أي من المواقع منذ بداية الشهر الفضيل .

وتحصل الأسرة المشاركة على ريع شهري يتراوح بين 15 إلى 20 ألف درهم، وهو ما يتيح لها فرصة إشغال وقتها والاستفادة مادياً، في ظل وجود لجان صحية تقوم بزيارتها للاطلاع على مدى النظافة واتباع الشروط الصحية في إعداد الوجبات، علماً أن هذه اللجان تأكدت تماماً في السنوات السابقة أن الأسر المواطنة كانت على مستوى رفيع من الالتزام بالشروط الصحية، كما حصلت جميع الأسر على درجات عالية من إتقان العمل .

الأول من نوعه

وقال محمد حاجي الخوري المدير العام للمؤسسة، إن متطوعين من مختلف الفئات يشاركون في توزيع وجبات الإفطار على الصائمين، من خلال مراكز التوزيع التي بلغ عددها نحو 109 مراكز في المناطق الإماراتية كافة، حيث إن مشروعات المؤسسة في رمضان المبارك تجسد قيماً ومبادئ إنسانية راسخة في ديننا الحنيف، ومجتمعنا الإماراتي المتمثلة في البذل والعطاء من أجل الآخرين وحرصاً على مد أواصر العلاقات والمشاعر النبيلة تجاه الآخرين .

وأضاف أن تكليف الأسر المواطنة بتجهيز الوجبات يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، والمنطقة، ويعزز نجاحه عاماً بعد عام ويزيد المؤسسة قناعة بصوابية القرار، بإسناد المشروع بكامله إلى هذه الأسر التي تحرص على المشاركة في المشروع، من خلال التنافس على تقديم أفضل ما لديها في فن الطبخ من أجل تثبيت أسمائها في السنوات المقبلة .

وأضاف: عادة ما تقدم الوجبات في أطباق مناسبة، تتوافر فيها الشروط الصحيحة، ومنها أن يرتدي مقدموها القفازات اليدوية خلال التجهيز والتقديم، والاكتفاء فقط بما يقدم في المواقع الرسمية التي حددتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وعدم قبول أية أطمعة أو مشروبات يتم الإتيان بها من جهات أخرى .

وأشار إلى أنه يتم كذلك توزيع استمارة متابعة يومية للمشرفين على الأسر المنفذة للمشروع وتملأ يومياً من قبل المشرفين، وترفع للإدارة، مبيناً فيها جودة الأكل، ونوعية المواد المستخدمة، والكمية والوزن والنظافة وطريقة التغليف والالتزام بوقت توصيل الوجبات ومدى تعاون الأسر بالعمل بشكل عام .

وأضاف أن المشروع يهدف إلى دعم الأسر المواطنة في عملها، ونفع أفرادها مادياً ومعنوياً، حيث تتسابق الأسر على تقديم أجود أنواع الطعام الرمضاني، وتشغل وقتها بما ينفعها، إضافة إلى تحفيزهم على العمل في مجالات العمل الخيري والإنساني .

وأعلن مدير عام المؤسسة أن مراكز إفطار الصائمين تقام في المواقع التي تشهد كثافة سكانية عالية، خصوصاً من ذوي الدخل المحدود مثل مناطق تواجد العمال في المناطق الصناعية المختلفة وبالقرب من الأسواق العامة في كل إمارات الدولة وذلك للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين المستحقين .

توسيع الدعم

من جانبها أكدت حنان الحمادي، منسقة منطقة أبوظبي في مشروع إفطار صائم، أنه لا توجد أي شكاوى من قبل الأمهات أو الأسر العاملة في المشروع هذا العام، كما تم توسيع المنتجات المدعومة التي تدخل في إعداد الوجبات مثل الدجاج والأرز، بما يسهم في تعزيز الفائدة التي تحققها الأسر المشاركة .

وأضافت أن دور المنسقين هو أن يكونوا همزة الوصل بين المؤسسة والأسر، وبين الأسر ومشرفي المواقع أيضاً، حيث يقوم المنشقون بالتفتيش على جودة الوجبات، وتوفير الحلول لأي معوقات قد تواجه الأمهات اللاتي يشاركن في إعدادها، “وهو ما لم يحدث بفضل الله حيث إن جميعهن ملتزمات” .

وحول الإجراءات المتبعة في حالة رصد أية مخالفات، قالت الحمادي، إنه يتم في المرة الأولى توجيه النصح والإرشاد للأسرة وإبلاغها بالملاحظة، وفي حال تكررت نفس الملاحظة مرة ثانية يتم تنبيهها، وفي المرة الثالثة يتم رفع تقرير لمؤسسة خليفة حول طبيعة المخالفة ويترك لها اتخاذ القرار فيها .

وأضافت أن عملية اختيار الأسر المشاركة، تبدأ باستقبال المكالمات من الأمهات اللاتي يرغبن في المشاركة عبر الهاتف، ومن ثم يتم تصنيفهن، ثم يتم الذهاب لزيارة أماكن إعداد الوجبات التي تم اختيارها برفقة الدفاع المدني الذي يحدد مدى صلاحية وسلامة المواقع والشروط المتوفرة فيها، وفي حال تمت الموافقة عليها يتم توقيع العقود مع الأسر، ومن ثم تحديد الملاحظات البسيطة في العقود، وتزويد الأسر ببطانيات وطفايات حريق للمطبخ، كما تم هذا العام إخضاع الأسر المشاركة لدورة إرشادية للحفاظ على سلامتها وسلامة أبنائها .

وحول دور مشرفي المواقع، قالت الحمادي إن دورهم إلى جانب الإشراف على توزيع الوجبات، هو أخذ عينة كل يوم من الوجبات التي يقوم باستلامها ومن ثم إبلاغ المشرفين بأية ملاحظات، ليتم علاجها مع الأم أو الأسرة بشكل فوري، حيث إن تواصل الأمهات مقتصر على المنسقين فقط .

وأضافت أن هناك نحو 22 مشرف مواقع في أبوظبي، يتواصلون مع منسقين أمنيين، ويشرف على منطقة أبوظبي مسؤولون من المؤسسة .

فائدة للجميع

توجهت الأمهات المشاركات في إعداد الوجبات، بالشكر للمؤسسة، والقائمين عليها على تنفيذ المشروع بهذا الفكرة المميزة التي تعود بالفائدة والنفع على الجميع، سواء على المواطنين من ذوي الدخل المحدود أو على المشروع ككل .

وأضفن أن المؤسسة وفرت لهن وسائل الدعم اللازم كافة لإنجاز المشروع بالشكل الأمثل، وحل أي معوقات قد تواجههن، إذ وفروا لهن المواد والمعدات الأساسية اللازمة في عملية إعداد الوجبات مجاناً، إضافة إلى توفير أغلب المواد التي تدخل في عملية الإنتاج بأسعار مدعومة .

وأشرن إلى أن دورهن في هذا المشروع، يبدأ من السادسة صباحاً، وحتى الثالثة ظهراً، بعد الانتهاء من تعبئة الوجبات في العبوات المخصصة لها، وأن ذلك لا يؤثر في دورهن وواجباتهن تجاه أسرهن، في ظل وجود الدعم اللازم من المؤسسة وامتداد وقت أذان المغرب حتى السابعة مساء . وأضفن أن مشاركتهن في هذا المشروع، لا تحقق لهن فائدة مادية فقط بل يتعدى ذلك إلى كسب الأجر والثواب، وهي عمل خيري وإنسانسي يعكس روح التسامح والتراحم داخل الدولة وبين جميع سكانها .

[ابو يزيد الحريري]

ماشاء الله تبارك الله
جزاهم الله كل خير جزيل الشكر للاعلام عذبة الاوصاف