نهيان بن مبارك: خليفة يقود حركة نهضة شاملة في ربوع الوطن

[عذبة الاوصاف]

تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات المؤتمر السنوي الرابع للتعليم تحت عنوان “مستقبل التعليم في دولة الإمارات . . الابتكار وإنتاج المعرفة”، والذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات على مدار يومين في مقره بأبوظبي .

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن الحديث عن الشباب هو حديث عن مستقبل الوطن كله، وتحديد قدرات المجتمع المواكبة للتحديات المتلاحقة، الاقتصادية والاجتماعية وتحديات المناخ والطاقة والثورة المتنامية في مسيرة المجتمع، وكذلك الهوية الوطنية في عصر العولمة والتنافس الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تحديات التنمية البشرية والاقتصادية وما يتطلبه ذلك من تنمية الشخصية المتكاملة القادرة على الابتكار .

وأضاف في الكلمة الرئيسة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر: نحمد الله كثيراً أننا نحظى بحركة النهضة والتنمية الشاملة في كل ربوع الوطن، التي يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو الذي يؤكد دائماً ضرورة تنمية التعليم والثقافة لأنهما الوعاء الحقيقي الذي تتشكل فيه تطلعات المجتمع وتتبلور من خلاله قيمه، كما أتقدم بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات .

وقال: إننا ونحن نتحدث عن المستقبل نشعر بالفخر لأننا في وطن يحرص على المستقبل ويتطلع بكل تفاؤل إلى أن تكون دولة الإمارات فاعلة ومحورية في المنطقة والعالم، ولا عجب والحالة هذه أن يحظى المؤتمر بالرعاية الكريمة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحرص على تهيئة الوطن وبناء استراتيجيات مساهمة الشباب في التنمية، وإنه ليشرفني باسمي شخصياً وباسمكم جميعاً أن نوجه الشكر لسموه على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر .

وأضاف: إننا نتفق جميعاً على أن المجتمع الناجح، في هذا العصر، يقوم على سواعد مواطنين متمكنين قادرين يتمتعون بالتفكير السليم والقدرة على حل المشكلات، والتعبير الفعال عن الآراء والالتزام القوي بمسيرة المجتمع، إننا إذ نجد مجتمعنا ناجحاً بشهادة الجميع، فإن السؤال هنا هو: كيف يمكن للنظام التعليمي أن يساهم بفاعلية في تزويد المواطن بهذه المواصفات التي تمكنه من المساهمة في التنمية، وكيف يمكننا تشجيع الابتكار لدى كل طالب وطالبة، ومتابعة ذلك، وكيف يمكن تقوية العلاقة بين التعليم وسوق العمل، وكذلك تحديد العلاقة بين مؤسسات التعليم والمؤسسات الأخرى في المجتمع، وكيف يمكن مواجهة تحديات التعليم الذي أصبح ذا بعد عالمي يتطلب الانفتاح على تجارب العالم والاستفادة منها .

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن إجابةً عن الأسئلة، تتمثل في عدة نقاط وهي أولاً: إن التعليم الفعال الذي نسعى إلى تحقيقه يهدف إلى تنمية قدرات الطالب في العمل والابتكار الخلاق، وفهم قيمة الهوية العربية والإسلامية، وإدراك مكانته على خريطة العالم، لذا نريد منهم أن يقبلوا على دراسة العلوم واستخدام التقنيات الحديثة، وثانياً إن التعليم المنشود يتطلب تضافر جهود كل قطاعات المجتمع . والرسالة هنا أن المجتمع يتوقع أن تكون أجيال المستقبل مؤهلة لخدمة التنمية الشاملة، وهذا يتطلب المحافظة على قيم المجتمع، وتعزيز دور الإمارات في نشر السلام والتعاون في المنطقة، وتعزيز دور المرأة وتمكينها .

وأضاف أن التعليم الفعال المنشود يركز على أربعة أشياء: المعارف والمعلومات، وطرق التفكير الذكي، والريادة والمبادرة، والأخلاق الحميدة، ورابعاً إن الحديث عن الابتكار في التعليم يتطلب معرفة التقنيات الحديثة لربط العملية التعليمية بأساليب حياة الشباب في هذا العصر الذي يشهد تطوراً هائلاً قد يؤدي إلى تغيير جذري لطبيعة عمل المدرسة والجامعة، وخامساً، بما أن الاقتصاد يعتمد على العلم والمعارف والابتكارات، فنحن حريصون على إيجاد ثقافة بحثية متميزة، والسعي دائماً لاستقطاب الباحثين المتميزين .

وأشار إلى أنه لا بد للتعليم أن يتناول الدور المهم للمدارس والجامعات لتمكين الطالب من إنشاء أفكار يستطيع تحويلها إلى واقع، وإن هذا المؤتمر مناسبة للتأكيد على مساهمة كل قطاعات المجتمع في تطوير التعليم في الدولة بما يساعد على تحقيق النمو والتطور، داعياً إلى التفكير في إصدار وثيقة مجتمعية لتحديد الدور المتوقع من كل مشارك أو مسؤول في العملية التعليمية من المعلم والمدرسة والجامعة والحكومة، ومؤسسات المجتمع المختلفة، خاصة أننا نعيش في عصر العولمة فلا بد لنا من الانفتاح على كل التجارب الناجحة في العالم .

واختتم كلمته قائلاً: بحكم موقعي كوزير للثقافة والشباب، فإنني أختم حديثي بإشارة مختصرة إلى أن إيجاد نظام فعال للتعليم مرتبط بالتنمية يجب أن يعكس قيم المجتمع وثقافته، لذا نأمل أن تكون العلاقة بين التعليم والثقافة واضحة أمامكم، فلا بد من وجود عقول مثقفة ومتعلمة ولديها التجربة العملية لتحقيق الأهداف الوطنية .

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من الدكتور حميد القطامي وزير التربية والتعليم، وصقر غباش وزير العمل، والدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، والدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة دولة رئيس جامعة زايد، والشيخ فاهم القاسمي وعدد من المسؤولين .

وقال الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في كلمته الترحيبية ببداية المؤتمر: لا يسعنا في هذا المقام، ومع انعقاد مؤتمرنا السنوي الرابع للتعليم إلا أن نسجل، كل تقدير وامتنان وعرفان للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لما أولاه سموه من اهتمام خاص ورعاية كريمة لعقد هذا المؤتمر البالغ الأهمية، وقد حمَّلني سموه تمنياته لجميع المشاركين من أكاديميين وباحثين ومناقشين بأن تتكلل جهودهم وبحوثهم العلمية بالنجاح، وتتوج بتوصيات وخطط تبلور رؤى استراتيجية تصب في خدمة استراتيجيات المستقبل والأهداف التي انعقد من أجلها مؤتمركم الموقر .

وأضاف أن الاهتمامَ البالغ الذي توليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري الوطني وتنمية القدرات المعرفية والثقافية للإنسان الإماراتي في المجالات كافة، ولاسيما في العملية التعليمية والتربوية، بل والنفقات الضخمة التي تتكفل بها ميزانية الدولة سنوياً، إنما الهدف الأساس منها والغاية المتوخاة هي الوصول إلى مجتمع المعرفة من خلال القدرة على الابتكار والإبداع وإنتاج المعرفة، وهو الأمر ذاته الذي حدا بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إلى أن يتبنى، عبر مؤتمراته العلمية ومنتدياته النقاشية وورش العمل الدورية، هذه الاستراتيجية نحو بناء مجتمع المعرفة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بوجوب “توفير أفضل الإمكانات التي من شأنها تزويد أبناء الوطن بالعلم والمعرفة وصقل مهاراتهم وخبراتهم وإعدادهم الإعداد الجيد للدخول إلى كل مجالات العمل والإنتاج بروح عالية ورغبة صادقة حتى يظل عطاء الوطن متدفقاً في كل المجالات وفي مختلف الظروف”، فضلاً عن دعوة سموه، حفظه الله، في مقام آخر إلى ضرورة مضاعفة الجهود والطاقات من أجل مواكبة البحوث والاكتشافات العلمية في العالم .

مدارس ابتكارية

وترأس الجلسة الأولى، التي حملت عنوان “مدارس ابتكارية لطلاب مبتكرين”، الدكتور علي العري، مدير مكتب تنسيق البعثات التابع لوزارة شؤون الرئاسة، كما قدم الأستاذ الدكتور تيسير صبحي يامين، المدير العام للمركز الدولي للابتكار في التعليم، في ألمانيا، ورقة بحثية بعنوان “الاتجاهات الدولية في تعزيز الابتكار عبر التعليم”، تبعته فيليبا كوردنغلي، المدير التنفيذي الأول ل”مركز استخدام البحوث والبراهين في التعليم” (CUREE) في المملكة المتحدة، التي قدمت ورقة بعنوان “التعلُّم المدمج- إحدى صيغ التعلم التي يندمج فيها التعلم الإلكتروني مع التعليم الصفي التقليدي”، واختتمت هند المعلا، رئيس المشاركة المجتمعية في “هيئة المعرفة والتنمية البشرية” في دبي، الجلسة الأولى، بتقديمها ورقة بعنوان “تطبيق الابتكار التعليمي في الإمارات” .

وأكد الدكتور تيسير يامين في ورقته أن الاستثمار في الموهوبين يساعد على تحقيق الاستقرار السياسي، لكونه يساعد الشعوب على معرفة حقوقها وواجباتها، ويمكّنهم من ممارسة هذه الحقوق والواجبات بشكل يتسق مع احتياجات أوطانهم، والاستثمار في الموهوبين له إلى جانب ذلك، عوائد اقتصادية، كما أن الموهوبين والمبدعين هم المكوّن الأساس للموروث المعرفي والثقافي، الذي يمثل النواة التي يتم من خلالها بناء ثقافة جديدة .

جلسات اليوم

تنعقد اليوم الأربعاء في اليوم الختامي من المؤتمر، الجلسة الثالثة، التي تحمل عنوان “تدويل التعليم في الإمارات”، وتترأسها فاطمة الشامسي، نائبة مدير الجامعة للشؤون الإدارية، في “جامعة باريس- السوربون أبوظبي”، حيث تستهل الجلسة بورقة البروفيسور فيليب ألتباش، مدير مركز التعليم العالي الدولي، في بوسطن كوليدج، في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان “تدويل التعليم: ظاهرة عالمية”، تليها ورقة البرفيسور جاسن لين، أستاذ مساعد، كلية التعليم، SUNY Albany في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحمل الورقة عنوان “فروع الجامعات الأجنبية في الإمارات: ما الفوائد؟” . ثم يقدم الدكتور عارف سلطان الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع التعليم العالي في “مجلس أبوظبي للتعليم”، ورقة بعنوان “الخطة الاستراتيجية لقطاع التعليم العالي: نحو بناء مجتمع قائم على المعرفة” .

ويرأس الجلسة الرابعة، التي تحمل عنوان “رؤية الطلبة حول الابتكار وإنتاج المعرفة وتدويل التعليم”، الدكتورة فاطمة المري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي في دبي . ويتحدث فيها الطلاب المرشحون من: “جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث”، و”جامعة زايد”، و”جامعة الإمارات العربية المتحدة”، و”جامعة السوربون-أبوظبي”، و”الجامعة الأمريكية” في الشارقة، بعدها يختتم جلسات المؤتمر مدير عام “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” بكلمته الختامية مُنهياً أعمال المؤتمر .

المدرسة الإبداعية

تحدثت فيليبا كوردنغلي، عن تطوير المدرسة الإبداعية وتصميم المناهج الدراسية بطريقة فعالة، وربطه بالإبداع وتحقيق الابتكار لدى الطلبة، كما تناولت الروابط الأساسية بين التطوير والتعلم المهني المستمر وبين الإبداع في المدرسة وتصميم المنهج المدرسي وبيئة التعلم .

وعرضت خلال ورقتها نتائج مأخوذة من ثلاثة تقارير بحثية منهجية لتحليل المتغيرات الأساسية في تطوير المدرسة الإبداعية، مشيرة إلى أن المدارس تعد أماكن مناسبة لمشروعات بحثية كبيرة، كما ألقت الضوء على بعض القضايا والمسائل الرئيسة المتعلقة بالتنمية في المستقبل .

وتحدثت هند المعلا عن التعليم الخاص والذي يستقبل 90% من الطلبة في دبي، ويدرسون نحو 15 منهجاً مختلفاً، مضيفة أن نحو 57% من الطلبة المواطنين ملتحقون بمدارس خاصة، وأن عدد هذه المدارس في إمارة دبي يقدر بنحو 153 مدرسة خاصة .

وقالت: وجدنا في دبي أن التعليم الخاص يتطلب اتباع أساليب جديدة أهمها الشفافية والارتقاء بالتعليم ليكون مسؤولية الجميع عن طريق المعرفة، وإجراء المقارنات الدولية مع التجارب الأخرى في العالم، والتحفيز والتركيز على الممارسات الناجحة في هذا السياق، فالتركيز على الشفافية كان من خلال تمكين الفريق من دخول المدارس للتقييم، وإعداد تقارير تم توفيرها لجميع المعنيين بالعملية التعليمية من تربويين وأولياء أمور وأصحاب قرار .

الجلسة الثانية

ترأس الجلسة الثانية، التي حملت عنوان “دور نظام التعليم في اقتصاد المعرفة”، الدكتور سليمان الجاسم، مدير “جامعة زايد” سابقاً، وقدم فيها الدكتور هوارد ألبير، رئيس مجلس العلوم والتكنولوجيا والابتكار في كندا، ورقة بعنوان “تشجيع أفضل الممارسات لإنتاج المعرفة في اقتصاد معرفي” . ثم قدم الدكتور عبدالله الشيبة، رئيس وحدة التدريب التخصصي في “الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث”، في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورقته بعنوان “البحث والتطوير في الإمارات”، أما الورقة الثالثة فقدمها الدكتور ديفيد جيل، بروفيسور في “معهد التعليم” في “جامعة لندن”، وتحمل عنوان “إعداد الطلاب لاقتصاد المعرفة” .