اغوار النفس البشريه
أغوار النفس البشرية: موضوع هادف اعتقد انا بحاجة اليه لذ احببت نقله للفائده.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل حاولت أخي القارىء اعطاء نفسك لحظة تأمل أو لحظة هدوء تجالس بها نفسك، وتنصت الى ذالك الصوت الذي يحاورك دائما ، فمن منا يعلم أبعاد ذلك الصوت وما ورائه من منا حاول الإبحار في أغوار نفسه البشرية
أعط لنفسك الفرصة وحاول استدراج ذلك الصوت والحوار معه بجدية، حاول أن تعلم ماذا لديه ولماذا يحاول دائما أن يرشدك، سواء كان الأمر قائم على الحق أم على الباطل، لماذا نذعن دائما له، وماذا لديه من المعرفة والعلم، حتى ننقاد له كل هذا الإنقياد، وهل قمنا بتقيمه وتقيم ما يتحدث به.
اعلم أخي القارىء أنك لم تخلق للإنقياد الى ذلك الصوت، بل هو خلق للإنقياد اليك لتعمل على صقله وتزويده بالمعرفة ، فالكثير من الأشخاص يشعرون عندما تتهافت عليهم هواجسهم أنها حاجز كبير لا يستطيعون تخطيه وذلك لقلة حوارهم مع أنفسهم حتى أصبحت هي القائد وهم التابعون، لماذا تجعلها تتعاظم، لما لا تعمل على لجمها وترويضها، ويكون زمام الأمر بين يديك، عندها ستحدثك بكل ما هو مفيد لك وتقوي إرادتك وتخرجك من كل المآزق.
اعلم أخي القارىء أن نفسك من الداخل مهما كبرت وتعاظمت انما تشبه المحيط وليس هنالك محيط من غير قعر، هل حاولت أن تعلم ما وراء نفسك وكيف يمكنك أن تمتلك من الأسباب ما يجعلك أن تزود هذه النفس بكل مصادر الطاقة، اجلس لحظة تأمل وأغمض عينيك وحاول أن تراقب أنفاسك ودقات قلبك وبعد أن تسمعها حاول أن تتخطى ذلك الحاجز، وستتراود لك بعدها الكثير من الأفكار والأمور الفرحه والمؤلمه والتي سوف تحاول اللعب بعواطفك، حتى أنه من الممكن أن يخطر ببالك أشد الأفكار ايلاما لك، حاول أن تتخطى ذلك الحاجز أيضا واعتبر أفكارك كأنها سحابات في السماء تمر من أمام ناظريك لا تؤثر فيك وكأنك ترقب شيئا أمامك لا يهمك، واسئل نفسك بعدها و بعد ما اجتزت جسدك وجوارحك وأفكارك ماذا بقي لديك، ستجد نفسك بعد برهه وكأن عالما أخر وراء ظهرك ينتظرك ويرحب بك وستعلم بعدها ماذا أعني، ستعلم أن الكون كله داخلك وستعود محملا بالكثير من الطاقة التي سوف تعينك في حياتك ولتصبح شخصا ذا طابع قوي تمتلك نفسك .
واعلم أخي القارىء أنه يجب عليك متابعة نفسك وما تخبرك به وأن لا تصغي الى كل ما تقوله، اعمل دائما على مجادلتها مجادلة المحايد من غير انفعال، وضع لها الصدق عنوان ولا تجعلها تتعاظم أمامك فإنك لو تركت لها ذلك الأمر ستصبح جبلا أمامك تعيق تقدمك ولن تستطيع التغلب عليها، حاول أن تعلم مكامن ضعفها وقوتها وأبعادها، واعمل على ترويضها فإن لم تفعل ذلك لن ترشدك الى الطريق الصحيح، وتجعلك عظيما أمام نفسك وصغيرا أمام الآخرين .
واعلم أخي القارىء أن لطعامك ولرياضاتك ولعباداتك دور كبير عليها فلا تجعلها معلقة بالشهوات، أعطها حاجتها فقط واضبطها بالعبادات والرياضات، واعلم أخي القارىء أنه يجب عليك أن تخرج نفسك من إطار الدائرة لكي تحيط وتلم بما يدور حولك ولكي تستطيع النظر بكل دقة الى نفسك ومعرفة أحوالها وما هو الحد الذي وصلت اليه ولتعلم جميع الطرق التي سوف تقودك اليها .
وفي نهاية المطاف أتمنى أخي القارىء أن لا تستهين بقدراتك على ضبط تلك النفس لمواصلة حياتك من غير قلق ولتحظى بالسعادة الدائمة .
|