قصص وفاء وإيثار ونخوه وشهامه

[ال يتيم العلي الدوسي]

منقول :-

يقول الراوي : والسالفه هاذي ماهي قديمة ، حدثت عام 1390هـ على وقت الملك فيصل رحمة الله عليه .. سليمان من بني عطيه وبني عطيه قبيله ترجع أصولها إلى وائل وهم اللي يسكنون الآن ويتكاثرون في تبوك وكان يسكن هاك الوقت جنوب .. نواحي خميس مشيط ، كان له جار زهراني والجار هذا شباب معه امه وست خوات مالهن ذكر به الدنيا سبحان الله إلا هو ... الأخو هذا .. قدر الله أنه يصير فيه هوشة (مشاجرة) ..أطلق النار مات قُتل واحد .. صار يبي يقود (يُسجن).. أنت يالزهراني ... كان اسليمان ابن زعل العطوي شايب وله عيال ... كان لاجا بالليل سمع بكا جاراته البنات اللي يبي يُقتل اخوهن ولا لهن غيره فيتضايق بحكم انهن جاراته .. هُمن (ثم) يروح لم (إلى) راع الدم يصول عليه يحاول به .. يامار يوم طوله .. مره ، مرتين ، ثلاث ، عشر .. يوم تضايق راع الدم سوى مثل ماتقولون خطه ... هو يحسبه خطه يبي يفتك من هالعطوي .. قال : إذا انت والله ماودك يُقتل عطن (اعطني) حدى (احد) عيالك اذبحه بداله وابد راضي ... قال : اجزم كان انت صادق .. قال : والله إني جازم ... هو قال هالكلام هذا لانه ماتوقع ان العطوي يسويه ... قال : امش معي يالله للشيخ .. وهم يمشون وياخذ ولدن له اسمه نايف عمره اثعنشر سنه ويجي عند القاضي قال : ياشيخ هذا يطلب دم للزهراني اللي بالسجن وانا قدمت ولدي هذا يقتله بداله وهو راضي .. ف خلاهم الشيخ يوقعون يامار يوم أنه الآن بلش راع الدم (لايدري ماذا يفعل يقصد صاحب الدم) لأنه ثار الراي العام كله ضده سواءً من اقاربه أو من اهل خميس مشيط وصارت سالفه كبيرة ... قالوا انت الحين لا انت ذبحت اللي ذبح ولدك ولا انت اللي عفيت .. هالوغد المسكين هذا (يقصد الطفل) وش ذنبه .. وطبعاً العطوي يوم وقَع قال : اذا تبون الولد الحين تاخذونه تروحون به تسجنونه ، والا تبون تخلونه عندي متى مابغيتوه اجيبه انا .. انا عندي خمس عيال ولاراح واحد يامار يبقى لي اربعه ولله الحمد لكن جاراتي ست وامهن السابعه اذا قتل هالزهراني ماراح يبقى لهن احد ... ف يوم انه ثار الراي العام ضد صاحب الدم اضطر انه يتنازل مقابل الديه ورُفعت إلى المقام السامي على وقت الملك فيصل .. جت من الملك فيصل رحمة الله عليه .. يقول (يقصد الملك فيصل) : مادام اسليمان ابن زعل العطوي صار هو المؤدي للديه بدل الزهراني لذا عليه أنه يدفع ايضاً دية الثنين اللي قتلوا مع هذا (يقصد المقتول) .. فدفع ثلاث ديات رحمة الله عليه لكنه انقذ هالشاب على اساس يبقى عند خواته وعند امه لذلك قيلت به الأشعار هاك الوقت (في ذلك الوقت )


يقول الشاعر مخيمر ابن عياد العطوي :
سلام يامن قصتك مالها اوزان يا بن زعل راع العلوم الطرايف
يالصيرمي الحر ياطير حوران سويت قصه مالها من وصايف
قصة وفا تبقى على طول الازمان ماسجل التاريخ معها ردايف
فكيت من قادوه للسيف شامان وراه صلبين النفوس الصلايف
خصمه عنيد وماقبل مال الاعوان مايلام مسموم الجروح النزايف
ابنه قتيل وحالف دين الايمان من جاه فازع قنعه بالحلايف
وامه تصيح وترفع الصوت باحزان تبكي ولدها بالدموع الذرايف
واقدم عليها بالعوايد سليمان متحمل مايطلبوا من كلايف
لبس عباته وانصرم تقل شيهان صيده من الجزلات ماهي عذايف
قدم هديه ماتقدر بالاثمان قصير اذن اهداه ماهي لفايف
اول عياله قدمه علم وكدان قال استلم نايف وفك الكتايف
عن اللي وقع من دون والد ولا اخوان عليه سبع من الاناثي لهايف
الله يجزى كل محسن بالاحسان ويجزاك بالخيرات يابا العطايف
تستاهل البيضا على كل الاوطان فكيت (صالح) من صقيل الرهايف

[ال يتيم العلي الدوسي]

القصه الثانيه :-

دارت احداث هذه القصه عندم اقدم المدعو / صالح بن محمد الزهراني على قتل ثلاثة أشخاص من زملاؤه في العمل رجل من قبائل مختلفة وأصابة رجل أخر . وعندما أحيلت القضية للمحكمة الشرعية . قبلوا اهالي اثنين من المقتولين بالدية الشرعية التي كانت في ذلك الوقت اربعون الف ريال ( 40000 ) للنفس الواحده واصبحت دية الاثنين 80000 ثمانون الف ريال وقُدر دم المصاب بمبلغ 8000 ثمانية الاف ريال .
اما الثالث رفض قبول الديه وطلب القصاص من صالح محمد الزهراني وصدر حكم شرعي يقود صالح الزهراني لذوي المقتول ودفع الديتين . ولأن صالح بن محمد الزهراني يتيم ووحيد والدته ويعول سبع نساء والدته وأخواته البنات سته . اراد الشيخ سليمان بن زعل العطوي مساعدته لوجه الله .
وعندما اراد الله ان تحل هذه القضية على يد الشيخ سليمان بن زعل العطوي حيث تنازل للوالد المقتول الثالث عن ابنه نايف بن سليمان العطوي الذي كان عمره آنذاك سنتين ونصف ليذبحه بدلاً عن الزهراني حيث انه لم يقبل التنازل إلا بإحد اثنتين أما رجل يقتله او رجل يتبناه . أجاب الشيخ سليمان طلب قائلاً الرجل الذي تريد قتله هاهو موخر لك للقتل غداً واذا ترغب التبني هذا أكبر أولادي فداء له . ولأن هذا الشيء كبير وامر عظيم ولتثبيت ذلك أقدم أبو الولد بإعطاء صك شرعي بالتنازل عن ابنه ليذبحه عوضاً عن الزهراني او يتبناه عن ابنه . واراد الله ان يلين قلب والد القتيل الثالث وباع الأبن على ابيه بمبلغ ثلاثمائة الف ريال وبمحاولات اهل الخير نزل المبلغ الى ثمانون الف ريال بموعد ثلاثة اشهر وعندما رفعت المعامله الى المقام السامي أمر الملك فيصل رحمه الله بالموافقه قائلاً طالما أن العطوي أصبح عاقله لصالح محمد الزهراني يكلف بدفع الديه الباقيه . وفعلاً كلف الشيخ سليمان بن زعل بدفع كامل المبلغ وهو مائه وثمانيه وستون الف ريال وبهذا انتهت القضية والإعفاء كان عام 1393 هجرية .

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على نقل الموضوع نتمنى منك المزيد

[ال يتيم العلي الدوسي]