كنوز مخفية كشفتها المصادفة

[عذبة الاوصاف]

ما بين الأساطير والأحلام كشفت الأرض عن كنوز لم يبحث عنها الإنسان، ولم يعرفها من قبل، بعضها لا يقدر بثمن وأخرى تحكي تاريخ حضارات وشعوب لم نسمع عنها من قبل، وثالثة زادت قيمتها على المليارات . وهنا اخترنا بعض أهم الكنوز المخفية التي وضعتها المصادفة على طريق الاكتشاف .

كنز معبد “بادمانا بهاسوامي” في ولاية كيرالا جنوب الهند، اكتشف قبل عامين في سراديب سرية تحت الأرض، أشارت التقديرات الأولية إلى أن قيمته تزيد على 500 مليار روبية، نحو (11 مليار دولار)، ويتراوح ما بين عملات ذهبية وفضية، وأحجار نفيسة يرى الخبراء أنها لا تقدر بثمن .

ومن أهم قطع الكنز قلادة ذهبية طولها 18 قدماً، وعملات ذهبية تعود إلى القرن الثامن عشر تزن 536 كيلوغراماً، .وأطباق مرصعة بالألماس، وياقوت وزمرد شديد النقاء، وأساور ذهبية مطعمة بالأحجار الكريمة، وأكياس من قطع الألماس الصغيرة، وقطع أثرية فضية ملفوفة في حزام حريري نقش عليه شعار شركة الهند الشرقية بخيوط ذهبية .

المصادفة وحدها كانت وراء العثور على الكنز في المعبد الذي يضم 6 غرف، تفتتح اثنتان منها يومياً . واثنتان سنوياً، وبقيت الغرف الأخرى مغلقة لمدة تصل إلى أكثر من 130 عاماً، ولم تفتح إلا بعد صدور أمر من المحكمة العليا في الولاية بالسيطرة على أصول المعبد الذي كانت تسيطر عليه أسرة “ترافانكور” الملكية التي شيدته في القرن السادس عشر .

وفى نهاية عام ،2011 بدا المشهد في “قصر هانومان دوكا” في “كاتمندو” عاصمة نيبال وكأنه جزء من فيلم سينمائي مثير عندما عثر عمال الترميم على غرفة تحت الأرض، وعند فتحها عثروا على كميات هائلة من القطع الذهبية والفضية يعتقد أن وزنها يصل إلى 300 كيلوغرام، وتتجاوز قيمتها المالية المليارات .

والقصر مدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، عمره أكثر من 5 قرون، يمتاز بعمارته الفريدة، وغرفه التي تتجاوز 300 غرفة، وعدد لا نهائي من السراديب والأقبية التي استخدمت في الماضي لتخزين المحاصيل الزراعية وخاصة الأرز .

ويعتقد خبراء آثار فرنسيون أن الكنز تم تجميعه خلال سنوات متعاقبة، وقدم كقرابين للآلهة فى عهد الأسرة “مالا”، ولم يكتشف سر الغرفة التي تحفظه على الرغم من أن العائلة الملكية في نيبال كانت تسكنه حتى القرن التاسع عشر .

وعندما فقد المزارع البريطاني “بيتر والتينغ” مطرقته في حديقة منزله، طلب المساعدة من صديقه “ايريك لاوس” الذي أكد له انه يمكن العثور عليها بسهوله عبر جهاز الكشف عن المعادن الذي اقتناه حديثاً، لكن المفاجأة المذهلة أن الجهاز لم ينجح في تحديد مكان المطرقة الضائعة، وعندما أصدر إشارات قوية تدل على وجود معادن اندفع الصديقان للحفر، عثرا على كنز من العملات الذهبية والفضية، قاما باستخراج ملاعق وآنية فضية، وعملات ذهبية، وعلى الفور أبلغا الشرطة .

في اليوم التالي تحولت قرية HOXNE شرق “سوفولك” إلى خلية عمل من عشرات خبراء الآثار الذين بدأوا التنقيب داخل الحديقة الصغيرة، وعثروا على “خزان” تحت الأرض يحتوى على 14865 قطعة ذهبية رومانية، وعملات فضية وبرونزية يرجع تاريخها للقرنين الرابع، والخامس الميلادي، إضافة إلى قطع زينة مطعمة بالأحجار الكريمة، وحتى اليوم لم يكتشف سر الكنز، ولم يعرف إلى من تعود ملكيته، ولماذا تم دفنه، وتم إيداعه بالمتحف البريطاني في لندن .

واشتهر اسم “تيرى هيربرت” في مقاطعة ستارفوردشاير البريطانية قبل سنوات عدة، وهو مجرد هاو يستخدم أدوات عادية للتنقيب عن المعادن، وخلال 14 عاماً لم يعثر إلا على عملات نقدية مفقودة مبعثرة ما بين متنزه عام وحقل .

وخلال العام 2007 كان على موعد كبير مع الحظ عندما أصدر جهازه رنيناً مرتفعاً يدل على وجود أجسام معدنية عدة، وعند الحفر استخرج كنزاً من 5 كيلوغرامات من الذهب، و5 .2 من الفضة، وعشرات السيوف، والأدوات الحربية مثل الدروع، والقبعات، وملابس الفرسان بعضها كان مطعماً بالأحجار الكريمة، وعند استدعاء مختصى الآثار رجحوا عودة الكنز إلى عهد العائلة السكسونية “مرسيا” وقدرت قيمته ب 4 ملايين جنيه استرليني، ويعرض حالياً في متحف بيرمنغهام .

ولم يصدق رجل الأعمال “ديفيد ويلان” من “ليدز” عينيه عندما عثر على كنز يعتقد انه لأحد أثرياء الفايكنغ أخفاه بطريقة بدائية داخل حفرة في باطن الأرض في “هاروغيت” شمالي يوركشاير، ويبدو انه تعجل دفنه بعد غزو نورثمبريا عام 927 .

عثر “ويلان” على “جرة” من الفضة يبدو أنها صنعت في ألمانيا أو فرنسا من النقوش المدونة عليها، وفي داخلها 617 عملة فضية، وسبائك، وقطع حلي مطعمة بالمجوهرات، ويشير التاريخ المحفور على العملات إلى أنها ترجع للقرن العاشر .

أشارت اللجنة الأثرية التي عاينت الكنز إلى أهميته في رسم ملامح التفاعل بين القبائل الاسكتلندية، والإنجليزية في هذه الفترة التاريخية، كما تطرح بعض النقوش الإسلامية، والمسيحية على القطع الذهبية بعض الأسئلة حول التواصل الحضاري مع آسيا بفترة زمنية ربما تسبق المحددة سلفاً .

ومن أهم القطع التي ضمها الكنز “سوار للذراع” من الذهب الخالص، وكانت السبب الرئيس وراء ترجيح فرضية ملكية أحد أثرياء الفايكنغ للكنز ويعرض حالياً بالمتحف البريطاني في العاصمة لندن .

وعندما قرر “ديف كريسب” الاهتمام بحديقة منزله في “فرومي” في “بسومرست” البريطانية، وزراعة بعض الخضروات لم يطرأ على باله أبدا إن أرضه ستطرح كنزاً من العملات الرومانية، وفى أول يوم عند جمعه عينات من التربة، اصطدمت يده بجسم غريب، وبعد الحفر يدوياً استخرج جرة من السيراميك تحوى 20 قطعة فضية وبرونزية، وعندما تملكه الفضول لمعرفة، إذا كانت هناك جرار أخرى، كانت المفاجأة إذ عثر على أخريات فاستعان بالشرطة التي استقدمت خبراء آثار استخرجوا أكثر من 52503 قطع نقدية رومانية، يعتقد أنها دفنت على فترات في المكان نفسه وفق تقاليد قديمة تيمناً بالطقس الجيد، وطلباً للمحصول الوفير، ولا تزيد قيمة الكنز على 250 ألف جنيه استرليني، ويعرض حالياً في المتحف البريطاني .

كنوز المحيطاتحافظة زمنية للتاريخ

شكلت المحيطات همزة وصل بين القارات، وكما حملت على سطحها قديماً كثيراً من المغامرات، احتضنت أعماقها آثار ورفات رحالة ومحاربين وتجار، وتقدر إحدى إحصاءات اليونيسكو عدد السفن التي ينتشر حطامها في قيعان المحيطات نحو 3 ملايين سفينة، وبعضها يعود عمره إلى ألاف السنين، وقيمتها ليست فقط في كنوزها الغارقة من عملات ثمينة وبخاصة الذهب والفضة ومجوهرات مثل الألماس واللؤلؤ، بل والأهم في كونها مصدراً ثميناً للمعلومات التاريخية، وحافظة زمنية تقدم صورة كاملة عن الحياة على ظهر السفينة وقت غرقها .

السفينة الأسبانية “نويسترا سينيورا دي أتوشا” ابتلعتها مياه المحيط الهادي وهى في رحلة إلى أسبانيا عام 1804 بسبب إعصار هادر، ويعتقد أن حمولتها من البضائع مثل الذهب، والفضة، والأحجار الكريمة، تعادل 700 مليون دولار بحسابات اليوم . المصادفة لم تكن وراء العثور على حطام السفينة بالعكس فهناك شركة أمريكية مختصة قامت بعمليات تنقيب، ورسم خرائط اعتماداً على وسائل الاتصال الحديثة، وخدمة الصور ثلاثية الأبعاد من الأقمار الصناعية، ونجحت في تحديد موقعها عام ،1985 وعثرت على الحطام وقد جرفته المياه إلى سواحل “كي ويست” .

هاوٍ يتحولإلى عالم آثار

عندما اقتنى “كليف برادشو” جهازاً للتنقيب عن المعادن بدأ هوايته في استخدامه في مناطق مختلفة حيث يسكن جنوب شرقي كنت، وصادفه الحظ عندما عثر مرات عدة على عملات نقدية برونزية لكنها مطموسة المعالم لم يتمكن من تحديد قيمتها الأثرية، وذات مساء عندما قادته الآلة لاكتشاف “حزام فضي” وبالقرب منه “بروش” مطعم بالأحجار الكريمة على عمق لا يتجاوز 10 بوصات أدرك أن الأفضل ينتظره .

بعد عمليات بحث وتنقيب دقيق مثل التي يجريها علماء الآثار عثر “برادشو” على كأس معدنية دمرت أجزاء بعدما دهسها على ما يبدو محراث، وقتها أدرك أنه أمام قيمة تاريخية يجب الحفاظ عليها، فسارع إلى استدعاء الشرطة وخبراء الآثار .

وبعد فحص الإناء اكتشف انه يعود إلى العصر الحجري الحديث (نحو 2300 عام قبل الميلاد) وتم إيداعه في المتحف البريطاني .

اكتشاف مدينة من حضارة “المايا”

هذا العام قادت المصادفة إلى اكتشاف مدينة قديمة تنتمي إلى حضارة المايا ظلت مختفية لقرون طويلة في أحراج منطقة الغابات المطيرة في شرق المكسيك، ويأمل علماء الآثار في أن يطرح الكشف أدلة تفسر كيفية اندثار الحضارة قبل نحو ألف عام .

واستكمل الأثريون ما كشفت عنه المصادفة، ليعثروا على 15 هرماً يصل ارتفاع احدها إلى 23 متراً، وميادين رحبة كانت تستخدم في الرياضات المختلفة ومنها المصارعة، إضافة إلى منحوتات حجرية . وأطلق العلماء على المدينة اسم “ تشاكتون” أي “الصخور الحمراء”، ويعتقد أن مساحة المدينة ربما تصل إلى 54 فداناً تغطيها الأحراش، وتشبه إلى حد كبير مدينة “تيكال” التي عثر عليها في “غواتيمالا” .

وتميز شعب المايا في فنون العمارة، والنحت، وحققوا تقدماً كبيراً بعلوم الفلك والرياضيات، وطوّروا تقويماً سنوياً متطوراً، وبلغت أقصى مراحل تطورها في منتصف القرن الثالث الميلادي، وعاشت لمدة 6 قرون، ولم يحدد العلماء حتى اليوم سبب اختفائها .

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد نتمنى منك المزيد

[عذبة الاوصاف]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الساهر      الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد نتمنى منك المزيد

العفوو اسعدني مرورك الكريم

[إبن راشـــد]

عذبة الاوصاف
حياك الله
مع الشكر والتقدير

[ابو احمد العدواني]

شكرا لك على النقل والاعلام

[ابو نضال الدوسي]

اختيار ونقل جميل
شكرا لك

[الدوسـي]

[ال يتيم العلي الدوسي]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه